حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
التطور الطبيعي و الثورة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63) +---- المنتدى: للقراءة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=88) +---- الموضوع: التطور الطبيعي و الثورة (/showthread.php?tid=1184) |
التطور الطبيعي و الثورة - اسحق - 02-06-2009 " ظهر كتاب " أصل الأنواع عن طريق الإنتقاء الطبيعي " في نوفمبر من عام 1859 و حقق نجاحا علي الفور , في نفس يوم صدوره تم بيع نسخ الطبعة كلها البالغة 1250 نسخة. في كتب تاريخ العلم , و بوجه أخص في الكتب عن داروين, نقرأ دائما عن المعارضة المريرة التي أثارها الكتاب , و هذه مقولة بحاجة للتقويم . صحيح أن أصحاب الأسماء الكبيرة في العلم في ذلك الحين مثل لويس أجاسيز, العالم في الأسماك , و عالم النبات آسا جراي , و سواهما , عبروا عن تحفظات قوية علي أفكار داروين , لكنهم فعلوا ذلك ليس دون احترام , و علي أسس علمية خالصة . أشار أجاسيز إلي أن فحص بقايا الهياكل العظمية لعدد من انواع الأسماك القديمة أو البائدة قد أثبت وجودتقدم أفضل عن طريق التطور و قدرات أكثر علي التكيف , في صراعها من أجل البقاء بأكثر مما هو موجود لدي الأنواع التالية من الأسماك , و بالتالي فإن مبدأ " البقاء للأصلح " لا يسري هنا . لكن جوقة الأكاديميين المناصرين لداروين كان صوتهم أعلي , و سرعان ما تحول المشهد في الدوائر الثقافية نحو المسارعة للحاق بالفريق الفائز في المباراة . رأس الحربة في هذه الحركة تمثل في توماس هكسلي من إنجلترا و ارنست هاكل من المانيا , و أبقي داروين نفسه في الخطوط الخلفية , لكنه كان يقوم أحيانا بتحريض مقاتليه في الصفوف الأمامية لتدمير خصم علمي , غالبا من رجال الدين , و ذلك بالإلتفاف حول الحجج العلمية و مهاجمة الناقد علي المستوي الشخصي , علي غرار ما حدث مع حدث مع الراهب الفرنسي سان جورج ميفارت الذي قدم حججا قوية ضد نظرية التطور و الانتقاء الطبيعي . و في مراسلاته أشار داروين إلي لامارك , الذي سبقه في القول بالتطور , و الذي كان قد مات منذ زمن طويل , بأنه مؤلف " ذلك الكتاب التافه "كذلك فقد تجاهل داروين أعمال مؤسسي علم الجيولوجيا : سير رودريك مارشيسون , وليم باكلاند , آدم سيدفيك, من أوائل القرن التاسع عشر , و هم الذين أطلقوا الأسماء التي ما زالت مستخدمة حتي اليوم لمختلف العصور الجيولوجية : الكمبري , البرماني, الاردوازي , الطباشيري..الخ. كما أحاط بالصمت مؤسس علم حفريات الثدييات و علم الأسماك جورج كوفير . إن مؤسسي علم الأرض هؤلاء قدموا معطيات مستمرة تكشف أن أحداثا كارثية علي نطاق العالم كله قد قاطعت تدفق التاريخ الطبيعي علي نحو متكرر , إن داروين قد تبع تشارلس ليول , الذي كان محاميا بالتعليم , و قال بنظرية التماثل , لا كعالم و لكن كمحام , كان كتابه هو ما قرأه داروين و هو في رحلته علي ظهر السفينة " بيجل " و هو يعترف بأن هذا الكتاب كان إنجيله الخاص . من الواضح أن داروين كانت لديه رغبة سيكولوجية أن يغمض عينيه عن الدلي المعاكس , و لكن كانت ثمة رغبة مماثلة لدي المجتمعين : العلمي و العلماني للتخلص من نظرية الثورة الطبيعية و تبني نظرية التطور الطبيعي , و إن المرء ليعجب لدرجة الحدة التي أباها العلماء في قبولهم نظرية داروين , فلم تستخدم أية حجة من الحجج التي كان يمكن استخدامها ضده من جانب معارضيه . و في يومياته المنشورة عن رحلاته في أمريكا الجنوبية , علي سبيل المثال , ثمة عدد من المداخل تشير لوجود إنقطاع كارثي لتدفق الصراع من أجل البقاء بين أشكال الحياة . لم يكن فيها فقط هذا النص عن ضرورة فحص إطار الأرض كلها من أجل تفسير الإنقراض الجماعي و المفاجئ لعديد من الأنواع الحيوانية , بل فيها أيضا الدليل المتمثل في إرتفاع ساحل شيلي لأكثر من ألف قدم في فترة أقصر من أن تتيح انقراض القواقع البحرية , و التعديات المتكررة من المحيط علي طول ساحل البرازيل حتي تلال سفح الأنديز . لكنه علي الرغم من عدم قيامه بإجراء أبحاث ميدانية جديدة بين تسجيله هذه الملاحظات و كتابته " أصل الأنواع " إلا أنه عارض في هذا الأخير فكرة التغيرات الكارثية لمحيطات الأرض و البحر , كما عارض كذلك فكرة حدوث انقلابات قارية , أقل كثيرا من أن تكون عالمية . و لم يثر أي من معارضيه هذه التناقضات بين الملاحظات التي سجلها في يومياه , و الأفكار التي طرحها في كتابه . كذلك لم يرتفع ضده القول بأنه لا يشغل مكانا أكاديميا في جامعة من الجامعات . أو أن درجته العلمية لم تكن سوي بكالوريوس في اللاهوت , أو أنه قد استبعد كل الهوامش التي تحدد مصادره , و من ثم يستحيل علي القارئ اختبار المادة التي يقدمها - كل هذه المآخذ لم يشر إليها أي من نقاده . هذا إضافة اعدم إهتمامه بالنتائج الصلبة التي توصلت إليها العلوم التي كانت شابة جدا في زمانه و هي علوم الحفريات و الجيولوجيا , و فشل داروين , هو و بطانته من الشمامسة , في معرفة شئ عن عمل معاصره جورج مندل الذي أثبت صحة القوانين الأساسية للوراثة و وضع أساس علم الجينات الحديث . كان داروين روح العصر الفيكتوري : نظرية تطوري تزعم أنها ثورة و هي ليست كذلك . و أصبح داروين هو المرجع الأعلي , رمزا لحل جميع المسائل , و بديلا عن الخالق ذاته الذي أصبح متهما بأنه غير جدير بالثقة فالكتب الموسوية التي أوحي بها , و كذلك قصة الخلق , ثبت أمها جميعا زائفة ! إن نجاح داروين و القبول السريع لنظريته من جانب الأكاديميين , و تسرب هذه النظرية إلي كل الشئون الروحية و المادية , إنما يرجع لتأكيده أن إطار الأرض لم يتعرض أبدا لأي إهتزاز " . من كتاب " البشرية تفقد الذاكرة ". RE: التطور الطبيعي و الثورة - أين حقي - 07-15-2009 داروين ينظر للسماء فهد عامر الأحمدي في مثل هذا الشهر من العام الماضي أعلن الفاتيكان عن رضاه عن نظرية النشوء والارتقاء التي وضعها تشارلز داروين وقال إنها تتفق مع الكتاب المقدس - ولكن دون نية الاعتذار عن المواقف الكنسية السابقة المعادية للنظرية!! وجاء هذا الاعتذار ضمن الكلمة التي ألقاها الأسقف جيانفرانكو رافاسي وزير الثقافة بالفاتيكان بمناسبة الذكرى المائة والخمسين لصدور كتاب "أصل الأنواع" لداروين.. ومن المعروف أن الكنائس المسيحية - ومجمل الأديان السماوية - ناصبت داروين العداء بسبب نظريته المتعارضة مع التفسير الديني للخلق.. غير أن أول موقف (كاثوليكي مسيحي) خرج عن هذا الخط جاء من بابا الفاتيكان بيوس الثاني عشر الذي وصف في عام ١٩٥٠ نظرية النشوء والارتقاء بأنها "نهج علمي صحيح بالنسبة لتطور البشر" - كما عاد البابا السابق يوحنا بولس الثاني وقال نفس الرأي في العام ١٩٩٦. ونفس التنازل لوحظ من قبل الكنيسة (البروتستانتية) حيث قال "مالكولم براون" ممثل الكنيسة الإنجليزية في سبتمبر الماضي أن كنيسة انجلترا تدين بالاعتذار لداروين عن الطريقة التي استقبل بها الانجليكانيون أفكاره في بريطانيا - وحرموا بسببها كتابه من القراءة والتداول..!! .. وكنت شخصياً قد كتبت مقالاً طالبت فيه بضرورة تجزئة موقفنا الإسلامي من هذه النظرية.. فعداؤنا لنظرية داروين تأثر منذ البداية بالموقف المعارض للكنيسة الأوروبية - في حين أنها تتضمن عناصر لا تتعارض مع المفهوم الإسلامي للخلق ، بل وتتفق معه في أوجه عديدة! فنظرية داروين يمكن جمعها في فرعين رئيسيين: - الفرع الأول يحاول إقناعنا بظهور الكائنات الحية من العدم وأن الحياة ظهرت بطريقة عشوائية دون تدخل قوى خارجية (وهذا يخالف المفهوم الديني للخلق)! - أما الثاني فيتحدث عن تطور وتفرع الكائنات بما يتناسب مع بيئاتها والظروف المتغيرة حولها.. وهذه الفكرة ليست فقط حقيقية ومشاهدة بل واستشهد بها القرآن كثيراً لإثبات قدرة "الخالق" على الإبداع والتنويع والزيادة في الخلق.. فهناك مثلاً قوله تعالى (يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير) وكذلك (فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة) وأيضاً (ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة). فبالإضافة للمعنى الواضح لكلمة (يزيد) في الآية الأولى، تحدث تفسير الجلالين عن كلمة (بث) في الآية الثانية بمعنى فرق ونشر و(فيها من كل دابة) أي ينعمون بخصب الأرض فوقها.. أما الجامع لأحكام القرآن فتحدث عن كلمة (بث) بمعنى فرق ونشر وال (دابة) معنى يجمع الحيوان كله.. أما ابن كثير فقال: أي ذرأ في الأرض من أصناف الحيوانات ما لا يعلم عدد أشكالها وألوانها إلا الذي خلقها! [/align] وكل هذا يؤكد ويثبت الفرع الثاني من نظرية داروين بخصوص التطور والتفرع المستمر للكائنات الحية - والذي لم يتحرج المفسرون الأوائل من إثباته والحديث عنه!! .. والجميل أن هذا التقارب - الذي بادر به الجانب الديني - قابله تقارب مشابه من الجانب الدارويني.. ففي أمريكا ظهرت مدرسة جديدة - انشقت عن المدرسة الداروينية المتعصبة - اقتربت من الموقف الديني للخلق بتقديم ما يعرف بفرضية "التصميم الذكي" (Intelligent design).. وهذه الفرضية تتبنى مبدأ التطور ولكن من خلال إرادة ذكية وقوة حكيمة تقف خلف عمليات الخلق والفناء - بدل سلوك العشوائية والمصادفة الذي تبنته فرضية داروين تهرباً من فكرة "الخالق" ودخلت بسببها في متاهات واضحة! .. ولكن كما يرفض الفاتيكان والكنيسة الإنجليزية تقديم اعتذار صريح عن موقفهما العدائي لداروين؛ يرفض رواد "التصميم الذكي" الاعتراف بوجود خالق للحياة (بمعناه الديني) ويستبدلونه بمصطلحات فلسفية مطاطة مثل "إرادة ذكية" و"قوى حكيمة" و"توجيه إيجابي"..!! .. أما شخصي المتواضع فيتبنى موقفاً سامياً وبسيطاً: فبصرف النظر عن المصطلحات التي نستخدمها في نظرية داروين.. ثبات أم تطور.. نشوء أم انقراض.. طفرة أم تفرع.. لا يخرج شيء عن مشيئة الخالق وأمره للشيء أن يقول له كن فيكون!! :: :: مودتي أين حقي |