نادي الفكر العربي
فوكوياما من "الهم" إلى "التعزيم" - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: فوكوياما من "الهم" إلى "التعزيم" (/showthread.php?tid=12149)



فوكوياما من "الهم" إلى "التعزيم" - تروتسكي - 02-09-2007

ناهض حتر

"الميديا" - كما هو معروف - تصنع النجوم في سماء الفن, وفي السياسة والرياضة والبزنس .. وكذلك, في مجال الفكر ايضاً. ودعونا نتذكر كيف حولت الميديا. كاتباً من الدرجة الثالثة, مثل فرانسيس فوكوياما, الى فيلسوف ما بعد الحرب الباردة- فيلسوف العصر! - بناءً على مقالته الخفيفة عن »نهاية التاريخ«.

وفي »نهاية التاريخ«, مطلع التسعينيات, كان فوكوياما, يتوهم, بناءً على انهيار الاتحاد السوفييتي, ان الصراعات الاجتماعية - السياسية, قد زالت الى الابد, وأن الرأسمالية الليبرالية قد انتصرت نهائىاً. وهو يستعير من الهيغلية فكرة التحقق التاريخي للفكرة المطلقة, وبالتالي, نهاية التاريخ - لا في المرحلة الشيوعية مثلما تنبأ ماركس - ولكن في التحقق التاريخي للرأسمالية في اعلى ذراها, رأسمالية الولايات المتحدة المهيمنة على العالم.

وقد عُومل فوكوياما - الامريكي من اصل ياباني - بالكثير من التهليل, وتمت ترجمته الى لغات الارض, لكن, سرعان ما وارته الاحداث, اذ أن نبوءته لم تصمد, وتفككت نظريته في اقل من عقد واحد. فقد كان من سوء طالعه ان العمر الواقعي للامبراطورية الامريكية هو الأقصر بين اعمار الامبراطوريات. فماذا عن العمر الافتراضي لهذه الامبراطورية التي اصطدمت بحائط التاريخ, فترنحت, وتكاد تهوي?.

يقول فوكوياما - في مقال في »الواشنطن بوست« - »ما ان يلقي المرء نظرة عامة على صورة العالم, اليوم, حتى ينتابه الغم وتثبط همته« والمقصود »بالمرء« هنا, هو ممثل الامبراطورية الامريكية, اي فوكوياما نفسه, الذي يلاحظ التورط الامريكي في العراق, وطموحات ايران, ونهضة روسيا القومية, والاسلحة النووية لدى كوريا الشمالية, وانتشار الحكومات اليسارية في امريكا اللاتينية, »والارهاب«, والاختلالات في الاقتصاد العالمي, وعجز الموازنات, وتراجع ودائع الدولارات في البنوك المركزية الاجنبية .. والارتفاع المهول في أسعار السلع والخدمات والنفط, وغيرها من مظاهر انحلال الرأسمالية الليبرالية وسقوط الهيمنة الامريكية.

غير ان فوكوياما, على الرغم من الغمّ, متفائل »1« بانخفاض أسعار النفط الى الحد الذي يضغط على المتمردين في روسيا وايران وفنزويلا »2« بأن السنة لن يقفوا مكتوفي الايدي امام الصعود الشيعي .. و »على الرغم من ان هذا لا يعفي واشنطن من مسؤوليتها الاخلاقية ازاء نشأة وضع تناحري داخلي - في العراق - الا ان لهذا النزاع, قوى توازنه الذاتية الداخلية, على صعيد المنطقة بأسرها«. وما يقترحه فوكوياما هو الانسحاب - الامريكي - لكي تتفاعل العراق والمنطقة - موازين القوى الذاتية للحرب - الحروب - الاهلية التي من شأنها تخفيف الضرر الذي يمكن ان يلحق بالمصالح الحيوية الامريكية!

يريد فوكوياما, باختصار, القاء عبء انقاذ امريكا على العرب السنّة, سواء لجهة خفض أسعار النفط - لإضعاف روسيا وفنزويلا - ام لجهة مجابهة ايران. وفي الحقيقة أن الحرب الاهلية الشيعية - السنية التي يأمل فوكوياما باندلاعها - على مستوى المنطقة- هي أفضل وسيلة لوأد المقاومات وامكانية الثورة العراقية - العربية الشاملة من اجل الحرية والتقدم.

أفيلسوف هذا أم مجرد مجرم يقدم استشاراته اللاأخلاقية للامبراطورية الآفلة? وهل هذه الاستشارات - بالأساس - أطروحة فكرية ام تقرير استخباراتي?

الطريف ان فوكوياما - على الرغم مما رسمه من لوحة قاتمة للتراجع الامريكي على مستوى العالم - وتعلقه بقشة الاقتتال الشيعي - السني لإنقاذ الامبراطورية الامريكية, فانه يقدر فجأة في نهاية مقاله, ان »امريكا ما تزال عملاقاً يمتص الصدمات ويصحح الاخطاء«. وهو كلام يندرج في باب الايمان والتعزيم النفسي .. ولا علاقة له بالوقائع التي يعددها فوكوياما نفسه.

أن تكون امريكا »عملاقاً «.. اصبح هذا الآن عبئاً وليس ميزة. فالولايات المتحدة مضطرة للتفاعل مع هيكلة شاملة للحفاظ على وضع تنافسي في الاقتصاد العالمي الذي تشغله - اليوم - نماذج غير امريكية, في مقدمها الانموذج الصيني.

»العملاق« الامريكي مهلهل, غارق في العجز المالي والهدر, ومضطر للاعتماد على صناعة الحرب, لكن الحرب قادته الى وحول العراق.

»العملاق« بلا صدقية - ايديولوجياً - يحصد كراهية واحتقار العالم كله, ويواجه »صدمات« لا يمكن استيعابها, لأنها ليست عارضة, بل تاريخية, اي انها تتعلق بحركات الشعوب والامم وتغييرات الاقتصاد العالمي, وانفجارات الوعي الاجتماعي, وانبثاق الوطنيات والثقافات والرؤى الكونية من رحم التاريخ ...

أما بالنسبة الى »تصحيح الأخطاء«.. فيكفي ان نتذكر ان رئيس الولايات المتحدة - هو جورج بوش الصغير!.


العرب اليوم


فوكوياما من "الهم" إلى "التعزيم" - thunder75 - 02-09-2007

مرحبا تروتسكي

قرأت للدكتور شحرور نقدا قاسيا نظرية فوكوياما التي تتحدث عن نهاية التاريخ وأن كل من يعتقد أن قانون الصيرورة التاريخية الذيسوف يتوقف عن العمل عند زمن معين فسوف يتجاوزه ذلك الزمان فهذا القانون ينطلق من طبيعة المادة ذاتها وينتج من جدل الأزواج والأضداد وجدل هلاك الشيء الناتج من صراع المتناقضات في داخل هذا الشيء.

المهم أني قرأت أيضا ذات النقد موجها للماركسيين وأقتبس:


لقد طرح الفكر الماركسي مفهوم المجتمع الشيوعي كبديل لمفهوم اليوم الآخر وقيام الساعة ونفخة الصور، لكنه غفل عن أن هذا لا يمكن أن يحصل إلا بعملية نفي للوجود المادي ذاته، هذا النفي الموجود في ذات المادة منذ لحظة الانفجار الكوني الأول، ليحل محله وجود مادي جديد بقوانين مادية جديدة يبعث فيه الإنسان، وهذا نفي لهذا النفي. إذ كيف يمكن إيجاد مجتمع إنساني غائي في ذاته، وظاهرة الموت ما زالت موجودة؟

لقد شرحنا آنفاً كيف أن الضوء هو الموجود الوحيد الغائي في ذاته، لذا قال تعالى في هذا المضمون {الله نور السموات والأرض} فكيف نتصور مجتمعاً إنسانياً يتحول إلى مجتمع ضوئي غائي في ذاته، توقف وانتفى عنده محور الصيرورة التاريخية، وما زال مع ذلك يخضع للسيرورة والهلاك و الموت؟

لقد تصور الإنسان سابقاً مجتمعاً ضوئياً، أفراده كائنات نورانية غائية في ذاتها هي الملائكة، ثم جاءت الماركسية لترسم مجتمعاً الغائية فيه دنيوية ملائكية، لا جدل فيه ولا تناقضات، وغفلت عن أن هذا الكون نفسه قائم على الجدل والتناقض، وعن أن عمل الفكر هو إزالة التناقض. مما ينتج عنه أن المجتمع الشيوعي كما رسمه ماركس وأصحابه، مجتمع تصوري طوباوي بحت غير قابل للتحقيق.

إن غاية التاريخ الإنساني عند الماركسية هي الصيرورة الإنسانية، كنهاية التاريخ في المجتمع الشيوعي. والفكر الشيوعي بدلاً من أن ينفي التاريخ ذاته، نفى الإنسان ذاته، رغم أنه موجود فعلاً، ونفى الحرية بدلاً من أن ينفي التاريخ، فسقطت الحرية الإنسانية بشكل لا مثيل له.



فوكوياما من "الهم" إلى "التعزيم" - تروتسكي - 02-10-2007

العزيز "ثندر"

أحد مشاكل بعض الماركسيين هو محاولة توصيف ما هو شكل المجتمع الاشتراكي المأمول، فماركس وجل الماركسيين قدمو تحليلا لطبيعة النظام الرأسمالي من حيث علاقات الانتاج وطبيعة التناقضات التي ستؤدي إلى فنائه والماركسية كعلم هي دليل للطبقات المُستَغلة لتحطيم هذا النظام باتجاه مجتمع أكثر عدالة.

لم يقدم نص "شحرور" المقتبس من قبلك نقدا لكتابات ماركسية محددة، هو أعطى توصيفاً أدخل فيه صور من خلفيته الدينية التي يعتبرها مثالية، الله، اليوم الاخر، الملائكة الخ، وهو هنا في توصيفه يسقط فكره المثالي على الماركسية، يعني أستطيع أن أتفهم أن يقوم شخص مثل "فوكوياما" بتقديم ما يعتبره حلولا لمشاكل الرأسمالية من موقعه كمنظر للرأسمالية القائمة، ولكن أعتقد أن "التوهمات" الإسلامية في نقد الأنظمة الاقتصادية لا تعدو غير لحاق بركب هذه الرأسمالية، آخذين بعين الاعتبار أنه لا يوجد نظريات دينية للاقتصاد، وأن كل اشكال الطروحات الاسلامية في الاقتصاد تعبر عن أماني البرجوازية الصغيرة في أحسن حالاتها.

أما بالنسبة لاسقاط الماركسية لمفهوم "الحرية" فهو نقاش يطول، ولكن عن أي حرية نتحدث هل هي حريات الديمقراطيات البرجوازية أم حريات "جمهورية أفلاطون"؟


(f)


فوكوياما من "الهم" إلى "التعزيم" - فرناس - 02-10-2007


السلام عليكم

اعتقد ان مشكلة الاثنين , الماركسية والاسلاموية, هي المثالية في الطرح والتعاطي , واعتقد ان الكثير من الماركسيين بتمسكهم بالتعاليم الماركسية الاولى قد تحولوا بها الى المفهوم الاصولي " اي الرجوع الى الاصول " وفي هذه الحالة الى ماركس . يجب تطوير النظرية الماركسية من الجمود الذي حل بها والتطلع الى غير ماركس في التفسير المادي , واقصد هنا تحديدا الفيلسوف الفرنسي التوسير الذي بين بشكل واضح عدم علمية كتابات ماركس الاولية , وهذه الكتابات التي دائما ما يعود اليها الكتاب العرب عند الاصطدام بحائط " التفسير " .

والماركسية مهمة هنا تحديدا لكونها تطرح البديل الاهم والاعمق لنظرية نهاية التاريخ بتفسيراتها المختلفة .....

وللحديث بقية


فوكوياما من "الهم" إلى "التعزيم" - thunder75 - 02-10-2007

اقتباس:  تروتسكي   كتب/كتبت  
العزيز "ثندر"

أحد مشاكل بعض الماركسيين هو محاولة توصيف ما هو شكل المجتمع الاشتراكي المأمول، فماركس وجل الماركسيين قدمو تحليلا لطبيعة النظام الرأسمالي  من حيث علاقات الانتاج وطبيعة التناقضات التي ستؤدي إلى فنائه والماركسية كعلم هي دليل للطبقات المُستَغلة لتحطيم هذا النظام باتجاه مجتمع أكثر عدالة.

لم يقدم نص "شحرور" المقتبس من قبلك  نقدا لكتابات ماركسية محددة، هو أعطى توصيفاً أدخل فيه صور من خلفيته الدينية التي يعتبرها مثالية، الله، اليوم الاخر، الملائكة الخ، وهو هنا في توصيفه  يسقط فكره المثالي على الماركسية، يعني أستطيع أن أتفهم أن يقوم شخص مثل "فوكوياما" بتقديم ما يعتبره حلولا لمشاكل الرأسمالية من موقعه كمنظر للرأسمالية القائمة، ولكن أعتقد أن "التوهمات" الإسلامية في نقد الأنظمة الاقتصادية لا تعدو غير لحاق بركب هذه الرأسمالية، آخذين بعين الاعتبار أنه لا يوجد نظريات دينية للاقتصاد، وأن كل اشكال الطروحات الاسلامية في الاقتصاد تعبر عن أماني البرجوازية الصغيرة في أحسن حالاتها.

أما بالنسبة لاسقاط الماركسية لمفهوم "الحرية" فهو نقاش يطول، ولكن عن أي حرية نتحدث هل هي حريات الديمقراطيات البرجوازية أم حريات "جمهورية أفلاطون"؟


(f)

صديقي تروتسكي

الدكتور محمد شحرور لم ينقد النظام الاقتصادي الماركسي أو الرأسمالي في هذه المداخلة ولم يطرح نظريات اقتصادية يعني الموضوع الاقتصادي كله ليس مادة الحوار

الرجل انتقد فكرة نهاية التاريخ وهي الفكرة التي اشترك فيها فوكوياما مع الماركسيين .

حيث يقول الماركسيون بتوقف تطور المجتمعات الإنسانية عند مرحلة معينة ويتوقف عمل قانون الصراع المحرك للتطور والقانون الجدلي في مرحلة الشيوعية

في حين أن الدكتور شحرور يبين أن هذا الامر مستحيل تطبيقه في المجتمعات الإنسانية الحالية لأن الكون نفسه قائم على الجدل والتناقض، مما ينتج عنه أن المجتمع الشيوعي كما رسمه ماركس وأصحابه لا يسري عليه قوانين الجدل والصيرورة وهذا محال وفي هذا يلتقي الماركسيون مع فوكوياما صاحب نظرية نهاية التاريخ

مودتي