حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
تراكمات عام ... في خدمة عام جديد!! بقلم: الزعيم التاريخي لجمعية "وعد" المناضل: عبدالرحمن النعيمي - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: تراكمات عام ... في خدمة عام جديد!! بقلم: الزعيم التاريخي لجمعية "وعد" المناضل: عبدالرحمن النعيمي (/showthread.php?tid=12687) |
تراكمات عام ... في خدمة عام جديد!! بقلم: الزعيم التاريخي لجمعية "وعد" المناضل: عبدالرحمن النعيمي - بوعائشة - 01-13-2007 تراكمات عام ... في خدمة عام جديد!! بقلم: الزعيم التاريخي لجمعية "وعد" عبدالرحمن النعيمي (خاص بـ مجالسكم.كوم) استقبلنا العام الجديد، بحدثين: الاول: انقسام المسلمين في فرحهم بين الشيعة والسنة، حيث رفض علماء الشيعة ان يحتفل الشيعة مع اخوتهم السنة في عيد الاضحى، رغم ان مقرر العيد هو الوقوف على جبل عرفة لأداء مناسك الحج، وبالتالي فان الرغبة في الاختلاف موجودة لدى علماء الشيعة بالدرجة الاساسية، رغم ان هذا الموقف لم يكن موجوداً خلال هيئة الاتحاد الوطني في الخمسينات من القرن المنصرم، عندما توحدت الرؤيا السياسية، وانعكست ايجاباً على الموقف الديني، وبات الناس يهنئون بعضهم البعض في اليوم نفسه. انها غصة، ان تشعر انك مسلم، واخاك المسلم من مذهب آخر، ولكنه لا يحتفل معك في العيد لأن رجل الدين الذي يقرر سياسة الدولة او وضعية المسلمين الشيعة يرى ضرورة الاختلاف حتى في الافراح. لم يكن المسلمون سنة أو شيعة في عهد الرسول الاعظم او عهد الخلفاء الراشدين، ولست متفقهاً في الاشكاليات التي حصلت بين المسلمين في عهد الامويين او العباسين لأشير إلى المناسبة التي حصل فيها الاختلاف، لكنني اعرف ان التشيع موقف سياسي بالدرجة الاساسية في تلك الفترة من تاريخنا العربي الاسلامي، وان الانحياز الى مذهب من المذاهب كان موقفاً سياسياً يجر معه موقف ديني، رغم ان العكس هو من الاستثناءات في تلك الفترة من التاريخ العربي الاسلامي، لكنه مع الانهيار الذي حصل للحضارة العربية الاسلامية، ودخول الامة مرحلة حكم الطوائف والدولة العثمانية ثم الدولة الصفوية وغيرها من الدول الاسلامية التي حكمت مناطق شاسعة من العالم العربي والاسلامي، تحنط الوضع الثقافي والسياسي، وبرزت بين الفترة والاخرى ومضات من الافكار الاصلاحية الدينية ـ السياسية هنا او هناك. الثاني: اعدام صدام حسين في العراق هي المسألة الثانية التي ودعنا بها العام القديم، وهي مسألة أثارت الغضب لدى الكثير من السنة، واثارت الكثير من الفرح لدى الكثير من الشيعة، لكنها كانت معولاً في تمزيق الوحدة الوطنية والقومية والاسلامية، مما سيترك آثاره على العام الجديد. لست مع قرار الاعدام، واستغرب ان يقف بعض الاخوة من دعاة حقوق الانسان في البحرين مع القرار ليؤكدوا على ضرورة اعدام الطاغية. لست مع الاعدام، لأن من الضروري بالنسبة للمنطقة العربية ان تأسس لثقافة التسامح. ولست مع اعدام صدام حسين بعد محاكمته على مجزرة الدجيل، لأنها غيض من فيض من الجرائم التي ارتكبها في عهده، ومحاكمة رئيس دولة بالدرجة الاساسية هي محاكمة سياسية، وبالتالي كان من الضروري استمرار المحاكمات التي اهمها قراره في شن الحرب على ايران وقراره بالاستيلاء على الكويت، والانفال وحلبجة وقرارات كثيرة وكبيرة كان بالامكان الكشف عنها، ومن بينها تزويد جماعة عون بالصواريخ لشن الهجوم على سوريا، وغيرها من معارك داخلية. الا ان من الواضح ان من قرر ان تكون قضية الدجيل هي اولى المحاكمات قد أراد القول بأن المعركة بين السنة والشيعة وأن المطلوب من العراق ان ينقسم الى سنة وشيعة وتختفى المعارك الكبرى الاخرى من الوضع العراقي، وان المطلوب اخراج الشعب العراقي من المعركة الكبرى في المنطقة وهي معركة التقدم والحريات والديمقراطية والوحدة العربية وفلسطين، وان عليه ان يكون وحيداً ينزف، وهو بالدرجة الاساسية قرار امريكي بريطاني بامتياز، رغم مصالح بعض الاطراف الاقليمية وبالدرجة الاساسية الجمهورية الاسلامية الايرانية في مثل هكذا متغيرات. لا يمكن لأمة أن تنهض على مسلسلات دموية مستمرة، ولم يكن القرار الامريكي قرار استنهاض الامة، بل اضعاف الامة. كان بالامكان التاكيد على ثقافة التسامح، ثقافة الديمقراطية، ثقافة المصالحة الوطنية، ثقافة وحدة العراق الحقيقية، لكن الامريكان ساروا بالاتجاه الاخر. كان القصف الدموي من البداية حتى النهاية، وكان مطلوباً استنهاض قوى وجلب قوى لديهم حسابات تاريخية وتصفيات مع نظام الطاغية، ولم يكن لهذه القوى مشاريع نهضوية، ولذلك غرق العراق في الدم، وباتت المعارك المذهبية هي السمة الغالبية للصراع المسلح الموجود فيه، ولا يمكن لاعدام الطاغية ان يخرج العراق من مأزقه، كما لم يكن اعدام عبدالكريم قاسم مخرجاً للعراق، وكان من المفروض ونحن في الالفية الثالثة، ونتحدث عن الدول التي نهضت والتي ارادت طي صفحة الماضي ان نسمو على الجراح، وان نقدم الجلادين للمحاكمة العادلة، وان نطالبهم ان يطلبوا الصفح من المواطنين على الجرائم التي ارتكبوها بحق شعبهم، وان نستفيد من تجربة جنوب افريقيا ومن التجربة الصينية، بل من الموقف التاريخي للنبي العظيم.،عندما استسلم له طغاة قريش، فقال لهم: ماذا تظنون انني فاعل بكم؟ كان بامكانه ان يأمر السيف بالتحكيم في رقابهم، لكنه قال (وسط دهشة كل الصحابة واصحاب عقلية الثارات، فقد كان ينظر الى المستقبل): "اذهبوا فانتم الطلقاء". ماذا فعل مانديلا برئيس النظام العنصري الذي قتل الملايين من السود؟ ماذا فعل ماوتسي تونغ بامبراطور الصين او بقايا شان كاي شيك؟ لم يكن الحقد محركاً لمن يريد ان يصنع تاريخ امة. واذا قلنا بان من الضروري ان يعدم صدام، للجرائم التي ارتكبها وتنفيذاً لقرار المحكمة الاستتئاف، فقد كان من المصلحة الوطنية ان تستخدم ورقة الاعدام في المساومة من أجل المصالحة الوطنية، والا يكون ورقة في يد بوش الذي يريد الخروج من مأزقه باعدام صدام، لانقاذ نفسه من الورطة التي اوقع الادارة الامريكية فيها بغزو العراق تحت ذريعة اسلحة الدمار الشامل ليكتشف الامريكان عدم وجود اسلحة دمار شامل او غير شامل في العراق. وكان من المصلحة الوطنية العراقية الا يجرى اعدامه يوم العيد، فالدستور العراقي يحرم الاعدام في مثل هذه المناسبات، اما موقف الجمهورية الاسلامية فقد كان انفعالياً وصب الزيت في نار المحرقة الطائفية التي تجرى في العراق، وسينعكس سلباً على الموقف الشعبي الايراني، حيث التصفيات الدموية للكثير من الخصوم قد رسمت خطوطاً في الوضع الايراني سواء مع الاقليات القومية (العرب والكرد والتركمان والبلوش) او مع المعارضة الايرانية بمختلف اتجاهاتها، بما في ذلك الاصلاحيين في الحركة الاسلامية الحاكمة. بالاضافة الى انعكاس الموقف الايراني على الموقف الشعبي العربي الذي استاء من تنفيذ حكم الاعدام يوم العيد، وبالتالي خسرت ايران الكثير من الرصيد الذي تراكم لديها عربياً على الصعيد الشعبي. ماذا عن البحرين، ونحن نستقبل السنة الجديدة. اعرف ان الكثيرين قد يختلفون معي فيما قلت حول الطاغية وحول العيد، ذلك حق احترمه لكل الاعزاء، ولكل المختلفين في الرأي، حيث يطالب البعض باعدام الطغاة والجلادين والغاء المرسوم 56 في البحرين لتنفيذ حكم العدالة، في الوقت الذي نريد طي صفحة الماضي وخلق ثقافة ديمقراطية بعيدة عن ثقافة الثارات وثقافة الغزو. بل نريد ثقافة ديمقراطية، ثقافة حقوق لا المكرمات، ثقافة دولة المؤسسات والقانون لا ثقافة الاقطاع والاقطاعيين، ثقافة الانسان الحر الذي يُحكِّم عقله في كل ما يجري حوله، وبالتالي يسهم في صناعة مستقبله من خلال انتخاب من يمثله حقيقة من الاكفاء في مجلس تشريعي حقيقي. ثقافة مؤسسات المجتمع المدني، لا ثقافة وزراء يتحكمون من القصر الملكي بمجريات الامور، ثقافة احترام الآخرين، من القوى السياسية، والعمل المستمر مع من نستطيع من القوى التي تضع مصلحة الشعب ومصلحة التقدم ومصلحة الديمقراطية وتطويرها في مواجهة العقلية الاقطاعية المستبدة التي تتصور ان البحرين يجب ان تبقى اقطاعية، ويجب ان يبقى المتنفذون مالكون للارض ومن عليها من البشر والحجر، وما تحتها من ثروات، وان علينا ان نطالب بالمكرمات، وزيارة هذا الوزير او رئيس الوزراء او الملك لتلك المنطقة لاصلاح الفساد والخلل الكبير في الخدمات الموجودة فيها، لتتراكض الناس ليقبلوا وجنته او يديه او يطلبوا منه العيدية او يشيدوا بمكارمه او يقولوا لبعضهم البعض: لقد تبركنا بالسلام على سموه!!! كيف يمكننا ان نواجه العام الجديد؟ هناك الكثير من الحقوق التي يجب المطالبة بها.. هناك الكثير من الملفات التي يحب استمرار العمل بها.. الا ان من الضروري ان نعرف ان وحدتنا الوطنية هي سلاحنا الحقيقي للحصول على المطالب. وسلاحنا الحقيقي هو تقوية مؤسسات المجتمع المدني واشاعة الديمقراطية داخل هذه المؤسسات، فالخطر القاتل لمؤسساتنا، سواء الجمعيات السياسية او الجمعيات المهنية او النقابات او الاتحادات النسائية والعمالية هي انعدام أو ضعف الديمقراطية في ممارسات اعضائها وخاصة القيادات، وتسلق شخصيات للتحكم بالقرار وتهميش القيادات الأخرى، مما يوصلنا الى مؤسسات كرتونية. لا يحق لنا ان نطالب الحكم بالديمقراطية اذا لم نكن نمارس الديمقراطية في مؤسساتنا، واذا كنا نصادر حرية افراد مؤسساتنا، فليس الحاكم أسوأ منا، ولا يحق لنا الحديث عن برلمان يتمتع بكامل الحقوق التشريعية والرقابية اذا لم تتمتع جمعياتنا العمومية ومؤسساتنا القيادية بحقها الذي ينص عليها نظامه الداخلي، وقبل ذلك قناعتنا بضرورة ترسيخ قيم الديمقراطية في هذه المؤسسات وفي المجتمع عموماً. مملكة صغيرة يمكننا ان نجعلها جميلة أكثر مما هي عليه. وعليكم البقية.. 10 يناير 2007م - بقلم: عبدالرحمن النعيمي رئيس جمعية العمل الديموقراطي |