حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
عرض جميل لكتاب قصة الحضارة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79) +--- الموضوع: عرض جميل لكتاب قصة الحضارة (/showthread.php?tid=12731) |
عرض جميل لكتاب قصة الحضارة - ربما - 01-11-2007 الفيلسوف الذي كتب أشمل تاريخ للحضارة إبراهيم البليهي إن فكرة كتابة تاريخ واحد جامع للحضارة الإنسانية تنتظمه رؤية علمية واحدة قد راودت المفكرين منذ أيام الإغريق واستمر فلاسفة الغرب يؤكدون أهمية مثل هذا الإنجاز العظيم، ولكن المهمة كانت عسيرة وباهظة ويندر أن يوجد فرد واحد يتصدى للنهوض بمثل هذا العبء الثقيل، ولكن رغم ضخامة المطلوب فإن أفراداً من الأفذاذ أقدموا على هذه المغامرة العظيمة ويأتي في مقدمتهم أرنولد توينبي في كتابه الضخم (دراسة التاريخ)، وهربرت جورج ويلز في كتابه (معالم تاريخ الإنسانية)، وهناك جهود جماعية استهدفت كتابة التاريخ الإنساني بمشاركة ذوي اختصاصات مختلفة مثل ذلك العمل الجماعي الضخم الذي ضمَّه كتاب (تاريخ العالم) بمجلداته الكبيرة السبعة بإشراف السير جون هامرتن ومثله كتاب (موسوعة تاريخ الجنس البشري) الذي جرى إعداده من قبل اليونسكو وكذلك كتاب (تاريخ الحضارات العام) بمجلداته السبعة بإشراف موريس كروزيه، ولكن يبقى كتاب (قصة الحضارة) بأجزائه الستة والأربعين عملاً فريداً لا يقاربه عمل آخر ولا يغني عنه سواه وهو دليل على أن الاهتمام القوي المستغرق يُفَجِّر طاقات الإنسان ويحشد قواه ويُنسِّق بين قدراته فيمكّنه من تحقيق إنجازات ضخمة وخارقة لا ينهض بها الآلاف مجتمعين... ولعله من الواضح أنه في مجالات العقل وإنجازات الفكر فإن الكثرة لا تصنع القدرة فالاختراقات الفكرية لا تأتي إلا من الأفراد النابهين الذين يملكون من حدة الذهن وقوة الاهتمام وصدق العزيمة ما لا يتوفر للملايين الذين يَعءبُرون هذه الدنيا دون أن يتركوا فيها أثراً، فلو اجتمع مئات الملايين في صعيد واحد لما توصلوا مجتمعين إلى نظرية النسبية أو غيرها من الحدوس الذهنية الخارقة. إن العقول الكثيرة العادية تبقى طاقاتها مبعثرة وتدور في نفس المسارات المألوفة أما العقل الفردي الخارق والمتأجج بالاهتمام القوي المستغرق فإن طاقاته تحتشد في اتجاه واحد وتركّز في نقطة واحدة فتخترق أشد الحُجُب كثافة وصلابة وبهذه الاختراقات الاستثنائية تحققت الكشوف العلمية والمغامرات الجغرافية والإنجازات الثقافية والابتكارات الفنية والاختراعات المدهشة وتوفّر للإنسانية كل من نراه في الدنيا من الخوارق والإبداعات فأصبحت الحياة الإنسانية تزخر بالمثير والمذهل وتزدحم بالعجيب والرائع... ويُعدُّ العمل الذي أنجزه ول ديورانت في دراسة الحضارة الإنسانية منذ فجر التاريخ وحتى نهاية عصر نابليون من الأعمال الفريدة والعظيمة الخارقة، فقد سهَّل للدارسين والباحثين الإلمام بالتاريخ الإنساني بشتى تفاصيله برؤية فلسفية شاملة تُعطي لكل جانب من جوانب الحياة البشرية ما يستحقه من عناية وتمحيص واستقصاء، فجاء الكتاب تاريخا شاملاً لكل جوانب النشاط الإنساني في مجالات الفكر والفعل ضمن معالجة موضوعية تتوخى الحقيقة وتلتزم الحياد... إن إنجاز هذا المشروع الضخم قد اقتضى منه قراءة آلاف المجلدات ودعاه لتعلُّم العديد من اللغات كما اقتضى منه سفرات طويلة ومتكررة من أجل معاينة المنابت القديمة للحضارات منذ فجر التاريخ وحتى مطلع القرن التاسع عشر، إن هذا الإنجاز العظيم يُقدِّم مثالاً على ما يحققه الفرد العظيم إذا هو انغمس في العمل باهتمام قوي مستغرق.. إنه لشيء رائع أن ينهض فيلسوف بمفرده بكتابة التاريخ الإنساني بأكمله وعظيمٌ أن يطول عمر هذا الفيلسوف قرناً كاملاً تقريباً لينجز هذا المشروع المذهل وجميل أن يتاح له من فسحة الوقت وصلابة الصحة وتوقد الذهن وقوة الاهتمام وكفاية الامكانات ما أتاح له أن يواصل مثل هذا العمل الجليل الخارق... إن كتابة التاريخ هي الأكثر احتياجاً إلى العقل الفلسفي النقدي لأنه في الكثير من الحالات يكون مصدراً من مصادر التجهيل والتضليل والانغلاق والأوهام والتعصب فهو لا يتوقف عن إمداد ممارسي عمليات التجهيل بكل ما يحتاجونه لاتمام برمجة الأجيال بما يريدون من رؤى واتجاهات وممارسات تتعمد التعمية... ليس أجدر من ديورانت لأداء هذا الدور الثقافي الكبير، ففيه يجتمع العديد من المواهب والمزايا التي تتطلبها الكتابة الموضوعية الفاحصة للتاريخ الإنساني، فهو ذو ثقافة واسعة وعميقة وهو صاحب عقل متحرر من التعصب إنه مؤرخ بعقل فيلسوف أو هو فيلسوف كتب التاريخ ولكن ماذا لو وُلد ديورانت في غير المجتمع الأمريكي..؟! إن التاريخ والواقع كليهما يدل على أن المبدعين يظهرون في كل المجتمعات، فالاختلاف الذي نشاهده بين الأمم لا يعود فقط إلى عدم وجود المبدعين وإنما يعود بالدرجة الأولى إلى الاختلاف في الاستجابة لهم فما أنجزه ديورانت باهتمامه القوي المستغرق ومواهبه السخية لم يكن صيحة في صحراء خالية ليس فيها مجيب وإنما قدَّم عطاءه لثقافة تكافئ المجتهد وتوفّر له الظروف والامكانات، فالرواج الكبير لكتابه (قصة الفلسفة) والعوائد المالية الكافية التي وفَّرها له هذا الرواج أتاحا له أن يترك مهنة التدريس مبكراً وهو ما يزال بحيوية الشباب وطموحه فيتفرَّغ تفرغاً كاملاً لمشروعه الضخم (قصة الحضارة) فديورانت بطل من أبطال المعرفة ومغامر من مغامري البحث وقد نشأ في بيئة ثقافية تحترم هذا النوع من البطولة وتكافئ عليه وبهذا تضافرت مزاياه الفردية مع البيئة الحانية والثرية والسخية، فأسفرت عن هذا الإنجاز الرائع وأثمرت هذه الثمار اليانعة. إن من أهم مزايا (قصة الحضارة) أنها كُتبت بعقل نقدي فلسفي يتحرى الحقيقة ويحرص عليها ويلتزم بها، فالتجرد من الهوى في كتابة التاريخ مطلبٌ عظيم الأهمية، وكما يقول هوارس ولبول: "إن المؤرخين المجيدين أندر الكُتَّاب أجمعين ولا غرابة في هذا فالأسلوب الجيد ليس بالأمر الشائع وأندر منه الإحاطة الدقيقة الشاملة بالحقائق، فإذا اجتمع هذان فيا لها من صدفة إن أضيفت إليهما النزاهة والحياد". وقد توفرت هذه المزايا وغيرها في دورانت بمستوى يندر وجوده يؤهله لذلك عقله الفلسفي وتحرره الثقافي وانفكاكه من آفات التعصب، يقول في تقديم الجزء الثاني عشر: "إن الغرض الذي أبغيه من تأليف هذا الكتاب هو أن أعرض (قصة الحضارة) كاملة بعيدة عن الهوى بقدر ما تسمح به الطبيعة البشرية والطريقة التي اتبعتها في تأليفه هي النظر إلى التاريخ كله على أنه وحدة شاملة يكمل بعضه بعضاً". إن المؤرخين في الغالب يركزون على تاريخ الحروب وأمجاد القادة ومفاخر الملوك، ولا يأبهون بجوانب النشاط الإنساني الأخرى، كما أن هذه التواريخ تعتمد التمجيد أو التحقير وقلَّ أن تلتزم بالأمانة والموضوعية مما جعل التاريخ مصدراً لتشويه الحقائق وتزييف الوعي، ومن هنا تأتي أهمية هذا الإنجاز العظيم لأنه التزم بالموضوعية وأعطى كل الجوانب ما تستحقه من اهتمام، وقد اقتضى منه ذلك: "الإحاطة بجميع النواحي الاقتصادية والسياسية والقانونية والحربية والأخلاقية والاجتماعية والدينية والتربوية والعلمية والطبية والفلسفية والأدبية والفنية، ولقد بذلنا جهدنا على الدوام في أن نكون بعيدين عن الهوى والتحيز وأن ننظر إلى كل دين وكل ثقافة كما ينظر إليهما أهلهما، ولكنا مع هذا لا ندعي العصمة من الهوى ذلك أن العقل كالجسم سجينٌ في جلده لا يستطيع الفكاك منه" ومن أجل تجنُّب النقائص الفطرية في الإنسان بقدر الإمكان فإنه يكرر المراجعة ويعيد التنقيح حتى يطمئن بأنه قد قارب الحقيقة والتزم بالموضوعية فهو يؤكد أنه أعاد كتابة بعض الأجزاء ثلاث مرات إنه يكتب بغزارة ثم يعود إلى ما كتبه فيتأكد من الوقائع ويراجع النتائج فيحذف وينقح ويعيد الصياغة ويلمِّع الأسلوب ويجتهد في تحري الحقيقة وفي اختيار الألفاظ المعبِّرة عنها.. أما خطته في كتابة تاريخ كل حضارة فكما يقول في مقدمة الجزء التاسع: والخطة التي نسير عليها في هذا العمل هي الخطة التاريخية التركيبية التي تقضي بدراسة النواحي الهامة في حياة الشعب وعمله وثقافته وتفاعله وتأثير كل منها في الأخرى، فلم تعجبه كتابة التاريخ مجزءاً أقساماً منفصلاً بعضها عن بعض، فهو يرى أن هذه الطريقة المجزأة فيها إجحاف بما في الحياة الإنسانية من وحدة، وأن التاريخ يجب أن يُكتب عن كل هذه الجوانب مجتمعة ضمن سياق واحد كان هدفه من هذا العمل الضخم كما يقول: أن يكتب تاريخاً للمدنية يروي فيه أكثر ما يمكن من النبأ في أقل ما يمكن من الصفحات فيقص ما أدَّتءه العبقرية وما أداه دأب العاملين في إثراء تراث الإنسانية الثقافي وأن تكون هذه القصة مصحوبة بتأملات في العمل ووصف الخصائص وما ترتب من نتائج، وكان هدفه أن يتيح لأولئك الذين يرغبون في أن يروا الأشياء وحدتها المتشابكة وأن يشاهدوا التفصيلات في مواضعها في صورة مجسَّدة واحدة وأن يتابعوها خلال تطورها التاريخي وهي تنشأ وتنمو في مختلف الأمكنة.. ورغم ضخامة العمل فقد كان حريصاً على أن تتوفر فيه عناصر التشويق وأن يبعده عن الجفاف وأن يُضفي عليه ثوب الجمال والبهاء فارتقى بأسلوبه إلى المستوى الذي يليق بفيلسوف فنان فكانت عنايته بالأسلوب لا تقل عن اهتمامه بالمضمون ويقول عن نفسه بأنه كان دائم الانشغال ليس فقط بتدقيق المضمون ومعاودة فحصه والتثبت منه وإنما كان العمل يصاحبه في يقظته ونومه وفي مسيره أو قعوده وأنه يظل منشغلاً فيه وهو يمشي في الطريق أو في الحديقة أو الغابة كما يرافقه هذا الانشغال القوي المستغرق إلى فراشه فيبقى مستغرقاً مستلقياً يخطط لما سوف يكتبه في غده ويكرر بلسان عقله كلمة وصف جميلة أو عبارة ساحرة خلابة، فلقد كان عالماً وأديباً وفيلسوفاً وفناناً لذلك جاءت قصة الحضارة بهذا التشويق الآسر.. وقبل أن نستعرض كتاب (قصة الحضارة) نشير إلى أنه وُلد عام 1885م وتلقى تعليماً كاثوليكياً ولكنه تعرض لحالة تحول جذري فاتجه إلى الفلسفة ونال فيها الدكتوراه عام 1917فأصبح استاذاً في جامعة كولومبيا غير أنه أيضاً لم يتحمَّل رتابة العمل فهو يميل إلى الانطلاق والمغامرة فانطلق حُراً يلقي سلسلة من المحاضرات عن القادة والأبطال الذين تركوا تأثيرهم على حياة البشر، ثم نشر كتابه (قصة الفلسفة) فلقي رواجاً كبيراً مكَّنته عوائده المالية من التحرر من رباط الوظيفة، ولهذا الكتاب بالعربية ترجمتان إحداهما لأحمد الشيباني، والثانية لفتح الله المشعشع، ثم أصدر كتابه (التحول) وهو يصوِّر طفرة الفكر التي انتابته وانفكاكه من أسر البرمجة الثقافية وتحرر عقله من الأفكار المسبقة ثم أصدر كتابه (مباهج الفلسفة) بمجلدين وقد ترجمه الدكتور أحمد فؤاد الأهواني ثم كتاب (مغامرون في بحار العبقرية) ثم تفرغ لمشروعه الكبير (قصة الحضارة) وفي الجزء (39) وَعَدَ بأن يُصدر كتاباً مستقلاً عن (عظات التاريخ)، وقد وفى بذلك وترجم الكتاب الدكتور علي شلش، وله كتاب بعنوان (تفسير الحياة) وآخر بعنوان (سيرة حياتنا) وهو سيرة حياته وحياة زوجته التي أضاف اسمها على أغلفة الأجزاء الأخيرة كمشاركة في التأليف وعند نهاية حياته أنجز كتابه الأخير (أبطال من التاريخ) ومات عام 1981م وهو في السادسة والتسعين من العمر، وقد ترجم الكتاب سامي الكعكي وسمير كرم ويعود الفضل لترجمة (قصة الحضارة) لأحمد أمين ولجامعة الدول العربية ثم للمنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم، وقد شارك في الترجمة زكي نجيب محمود ومحمد بدران وفؤاد أندراوس وعلي أدهم ومحمد علي أبو درة وعبدالحميد يونس وعبدالرحمن الشيخ... في الجزء الأول من (قصة الحضارة) يتحدث عن نشأة الحضارة وبداياتها الأولى وعوالمها وعناصرها وبدايات المدنية قبل التاريخ واكتشاف المعادن وابتكار الكتابة أما الجزء الثاني فقد استهله بتأكيد فضل الشرق الأدنى على الحضارة الغربية ثم تتابعت الأبواب والفصول عن الحضارة السومرية والحضارة المصرية وحضارة بابل والحضارة الآشورية ثم عن ظهور الشعوب الهندوروبية ثم عن اليهود وفارس وعن الفينقيين والحثيين. أما الجزء الثالث فجاء عن الهند وجيرانها منذ ما قبل التاريخ وحتى المهاتما غاندي وحركة اللاعنف، أما الجزء الرابع فقد خصصه للحديث عن تاريخ الصين وحضارتها حتى الثورة التي قادها صن يات صن في مطلع القرن العشرين، أما الجزء الخامس فجاء عن اليابان وقد أنهاه بخاتمة أكّد فيها :"أن أوروبا وأمريكا هما طفل مدلل وحفيد أنجبتاهما آسيا". وفي هذه الخاتمة أكد على ثمانية عوامل يرى أنها أهم عناصر الحضارة وهي: العمل والحكومة والأخلاق والدين والعلم والفلسفة والأدب والفن، وبهذا ينتهي الكتاب الأول المكوَّن من خمسة أجزاء كلها تتعلق بحضارات الشرق... أما الأجزاء ( 6و 7و8) من قصة الحضارة فهي انتقالٌ من حضارات الشرق إلى حضارة الغرب، فجاءت هذه الأجزاء عن حضارة اليونان حيث يؤكد: "أنه ليس في الحضارة اليونانية شيء لا ينير لنا سُبل حياتنا"، اليوم وأننا: "لا نكاد نجد شيئاً في ثقافتنا الدنيوية لسنا مدينين به لليونان". ويختتم الجزء السادس بالترحيب بهزيمة الفرس أمام اليونانيين في القرن الخامس قبل الميلاد لأن هذا النصر اليوناني قد حمى أوروبا من سيطرة النمط الشرقي الاستبدادي في الحكم وأتاح لليونان أن ترسِّخ تجربتها الفريدة في الحرية والديمقراطية وأن تترك لأوروبا هذا الإرث العظيم ليقودها في العصر الحديث إلى هذا الازدهار الهائل بعد الركود الذي أصابها بتأثير الشرق في العصور الوسطى.. أما الأجزاء ( 9و 10و11و 12) فهي عن الحضارة الرومانية في حالة النشأة والتكوين وحالات الصعود والانحدار، ثم إلى السقوط والاندثار، أما الجزء الثالث عشر فهو عن ظهور الإسلام، ثم عن ازدهار الحضارة الإسلامية وما جرى فيها من صعود وهبوط، أما الجزء الرابع عشر فقد تناول فيه موضوعات كثيرة عن اليهود والعصور المظلمة في أوروبا واضمحلال الغرب ونهضة الشمال الأوروبي والصراع بين الطوائف المسيحية وظهور الإقطاع والفروسية أما الجزءان ( 15و16) فهما عن الحروب الصليبية وعن أوروبا وصراع الكنيسة مع الملوك والأباطرة وعن التقلبات الكثيرة التي مرت بهذه القارة، أما الجزء السابع عشر فهو عن عودة اليقظة الأوروبية وترجمة التراث اليوناني من العربية: "وقد أحدثت هذه التراجم في أوروبا اللاتينية ثورة عظيمة الخطر ذلك أن تدفق النصوص العلمية من بلاد الإسلام واليونان كان له أعمق الأثر في استنارة العلماء الذين بدأوا يستيقظون من سباتهم" أما الأجزاء ( 18و 19و 20و21) فجاءت عن النهضة خلال الفترة من عام 1304حتى عام 1576م التي شهدتها إيطاليا وامتد أثرها إلى بقية القارة. بعد ذلك تأتي الأجزاء: من الثاني والعشرين وحتى السابع والعشرين عن الإصلاح الديني، تليها الأجزاء ( 28و 29و30) عن عصر العقل، تليها الأجزاء ( 31و 32و 33و34) عن عصر لويس الرابع عشر ومخاضات الانقلاب الجذري في الأفكار والآراء والتطلعات تليها الأجزاء ( 35و 36و 37و 38و39) عن عصر التنوير بعدها يأتي الجزء (40) عن إيطاليا في الفترة ( 1715- 1759)، أما الجزء (41) فكان عن الإسلام والشرق السلافي خلال الفترة ( 1715- 1796) تناول فيه وضع تركيا وفارس وشمال افريقيا خلال هذه الفترة، كما تناول الأوضاع الروسية وأسهب في الحديث عن الامبراطورة الروسية كاترين الكبرى، ثم عن ألمانيا في عهد فريدريك ثم عن الفيلسوف الألماني (كانط) وأدباء وشعراء ألمانيا في تلك الفترة، ثم تحدث عن أوضاع سويسرا وهولندا والدانمارك والسويد خلال نفس المدة، أما الجزء (42) فتحدث فيه عن الثورة الصناعية في بريطانيا، وعن تطور الأدب وعن انجلترا وفرنسا والفلاسفة والأدباء وقادة التنوير والتقلبات التي اجتازتها القارة الأوروبية والتي انتهت بالثورة الفرنسية وكانت خطته أن يتوقف هنا عن اندلاع الثورة الفرنسية عام 1789م ولكنه حين رأى العمر قد امتد له استأنف العمل فكتب أربعة أجزاء صدرا بمجلدين عند عصر نابليون، وقد غطَّتء هذه الأجزاء أهم ما جرى خلال الفترة ( 1789حتى 1815)، وبهذا أنجز عملاً فريداً وعظيماً وشامخاً سيظل شاهداً صارخاً على أن الاهتمام القوي المستغرق يحقق المعجزات سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمعات والشعوب والأمم. عرض جميل لكتاب قصة الحضارة - Albert Camus - 01-18-2007 وهذا رابط لتحميل الموسوعة على ملفات وورد. وهي تشمل كل الموسوعة من البداية إلى النهاية http://www.mofakren.com/modules.php?name=D...p=getit&lid=603 |