![]() |
صورة الاعدام؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: صورة الاعدام؟ (/showthread.php?tid=12777) |
صورة الاعدام؟ - maryam - 01-09-2007 الياس خوري - القدس العربي هل كان قتل صدام حسين اعداما ام مجرد صورة للاعدام؟ هذا هو السؤال الذي علي الاحتلال الامريكي ان يجيب عليه. اما سؤال من اعدم من؟ فهو موجه الي الحكومة والميليشيات العراقية. همجية الصورة، وكذب موفق الربيعي، وصرخات الثأر الانتقامية، وعدم احترام حرمة الاضحي ورهبة الموت، تجعلنا نشك في هويتي القاتل والقتيل. هل نجح سفهاء الميليشيات العراقيون في تغليب صورة الشهيد علي صورة الديكتاتور؟ وهل انتصر القتيل علي قاتليه في جولة الموت الأخيرة؟ الامريكيون ارادوا صورة الاعدام، وهذا ما افشي به السيد فؤاد عجمي، لحظة احتلال بغداد. قال السيد عجمي، لا فض فوه، ان اسياده الامريكان يريدون صورة صدام ميتا، كي تضاف الي صورة تشي غيفارا. في غمرة حماسته للموت نسي العجمي المذكور ان صورة غيفارا صارت ايقونة الفقراء في كل العالم، وتناسي الدفاع عن حقوق الانسان، والموقف الاخلاقي الذي يرفض عقوبة الاعدام. غير ان المسألة تتجاوز رقصة بعض اشباه المثقفين العرب من اتباع برنارد لويس احتفاء بالاحتلال الامريكي للعراق، لتعيدنا الي حرب الصورة التي خاضها الامريكيون في بلاد الرافدين، وهي حرب تلخصها صورتان: الاولي هي للمشاهد البورنوغرافية المهينة في سجن ابو غريب، والثانية هي صور صدام بعد اعتقاله. في صور السجن، تم تهريب مشاهد اذلال لا مثيل لها. وبصرف النظر عن محاكمة بعض صغار المتهمين من الجنود والجنديات الامريكيين، فلقد اشارت هذه الصور الي الطبيعة العنصرية للاحتلال. حولت صور السجن خطاب جورج بوش الصليبي الي حقيقة. انها حقيقة النظرة الاستعلائية الهمجية التي تتحكم بانبياء الظلام من المحافظين الجدد. وقد تم الرد علي هذه الصور بصور اكثر همجية عن قطع رؤوس الرهائن علي شاشة الفيديو، علي الطريقة الزرقاوية. وبذا حقق الامريكان هدفهم في توحيش صورة العرب، عبر اعادة العراق الي العصر الحجري . اما صور صدام سجينا، فقد انتقلت بالهدف التوحيشي الي مستوي آخر. صورة الرجل البدائي الذي يفحصه جندي امريكي واضعا قفازات بيضاء علي يديه، اوصلت الرؤية الامريكية للعرب الي قعرها. لم يجدوا اسلحة الدمار الشامل، لكنهم وجدوا الانسان البدائي الذي يحتاج الي تدجين. الهندي الأحمر الجديد هو العربي، وتدجينه الصعب يصير مبررا لقتله، وهذا ما فعلوه. ارادوا من صورة صدام سجينا ان تقول كل ذلك، وان تعطي للطريقة المشينة التي عرضت فيها صورة ابنيه القتيلين مبررها الحضاري . غير ان صورة الاعدام جاءت مختلفة. في هذه الصورة يجب ان نبحث عن التغيير الاستراتيجي الذي وعد به بوش. هنا لم نرَ صورة الامريكي المنتقم. انزاح الامريكي ليحل العراقي في مكانه. منذ البداية رفض الامريكان اجراء محاكمة دولية لصدام، لأنهم كانوا يعرفون ان محاكمة عدوهم ستضعهم في قفص الاتهام من جهة، ولأنهم كانوا يريدون، من جهة اخري، اعدام الرجل بأي ثمن. حوكم صدام في مهزلة قضائية انتهت باعدامه. هنا ترك الاحتلال العمل الأخير لعملائه، لا كي يؤكد علي همجية العرب فقط، بل كي يكون موت صدام وقودا تلهب المشاعر الطائفية والمذهبية في العراق، وتقوده الي الحرب الأهلية. اكتشف جورج بوش الدواء الذي يريد ان يعالج من خلاله الهزيمة الامريكية الحتمية في العراق. انه هزم العراق بالحرب الاهلية. هكذا يخرج الامريكيون من الحرب بالتعادل السلبي، ينهزمون ويهزمون العراق في الوقت نفسه. لذا خرج بوش من الصورة ودخلها نور المالكي وموفق الربيعي وبقية افراد الشلة. وتحول الاعدام ثأرا طائفيا، وتقرر تنفيذه في اول ايام عيد الأضحي، كي يصير اهانة لا يمكن نسيانها. كما سُمعت تلك التعابير التي لا تراعي حرمة لشكليات العدالة، التي كانت غائبة علي اي حال، وتم تداول اشرطة الصور المأخوذة بالهاتف الخليوي، والي آخره... هنا انتصر القتيل علي قاتليه. انكشف الكذب، وانكشف مشروع صغار العملاء. لم يكن الهدف محاكمة النظام الديكتاتوري بل استبدال ديكتاتورية بأخري قد لا تقل عنها وحشية، كما انها لا تعرف معني الكرامة الوطنية، لأنها ولدت في ظل الاحتلال. المشاعر التي اثارها مشهد الاعدام يجب ان لا تحجب عن اعيننا الهاوية المخيفة التي تقاد اليها بلاد العرب. انها هاوية الحرب الاهلية في ظل الاحتلال. الآن، اي في لحظة التأجيج القصوي للمشاعر القبلية والطائفية. الآن اي في لحظة انهيار المحرمات الاخلاقية والانسانية، هناك ما هو اكثر اهمية من كل شيء. هناك مصير اوطان يراد لها ان تندثر بأيدي ابنائها، من العراق الي فلسطين الي لبنان الي آخره... الآن يجب ان يرتفع الصوت في كل مكان بأن لا للهاوية، وبأن هذه البلاد لا تساق الي جلجلة الدمار الا من اجل انقاذ اسرائيل وامريكا من ورطة الاحتلال وخطاياه. كم بدا موفق الربيعي صغيرا، وهو يروي كاذبا عن مشهد الاعدام، وكم بدت الصرخات الميليشيوية تافهة ومدمرة. امريكا ارادت عبر اعدام صدام الانتقام منه شخصيا، وتركت لعملائها الطائفيين مهمة اعدام العراق. صورة الاعدام؟ - طنطاوي - 01-10-2007 الياس الخوري الرائع كعادته. صورة الاعدام؟ - AbuNatalie - 01-10-2007 اقتباس: maryam كتب/كتبت شو دخل برنارد لويس بالموضوع يا عمي الزلمة ألف كتاب تحفة عنوانه What went wrong ومحسوبكم كتب عن هذا الكتاب سابقا وعن مدى عمق التحليلات التاريخية / الجيوسياسية المذكورة فيه |