![]() |
التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق (/showthread.php?tid=12987) الصفحات:
1
2
|
التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - آمون - 01-01-2007 ها قد أعدم صدام حسين وانتقل إلى رحاب رب غفور رحيم عسى أن يتغمده برحمته ويلهم أهله وذويه وأتباعه الصبر والسلوان ، ورغم أني ـ مثل كثيرين غيري ـ تمنيت ألا ينفذ فيه حكم الإعدام أو ألا يحكم عليه بالإعدام أصلاً لكن هذا ما حدث للأسف الشديد . ولعل أهم وأعظم ما يمكن أن نعبر به عن مشاعرنا تجاه فقيدنا الغالي هو أن نبحث ونتأمل في الظرف التاريخي والثقافي والاجتماعي الذي جعل من المرحوم ما كانه (طاغية دموي موغل في التوحش) وجعل نهايته بالطريقة التي انتهى بها (الشنق على يد خصومه) ، وهذا على أساس أنني أفترض أن مشهد نهايته على المشنقة وثيق الصلة بمسيرته الطويلة كطاغية ، ليس بمعنى أن الشنق جاء كعقوبة على جرائمه كطاغية ، بل بمعنى أن صدام المشنوق وطالبي الثأر شانقيه صادرون جميعا عن نفس الثقافة وخاضعون لنفس ضغوط وإكراهات واقع تاريخي وسياسي يسّيرهم كما تسّير الأقدار أبطالَ التراجيديا الإغريقية ، وفي هذا المعنى أرجح أن صدام حسين ما كان له إلا أن يكون طاغية وشانقيه ما كان لهم إلا أن يشنقوه ، الطرفان ـ كلا من موقعه ـ تبادلا الإمساك بمقبض نفس الخنجر وكلاهما لم يتردد في غرس الخنجر في رقبة الطرف الآخر ، والحق أن تاريخ العراق الحديث ـ منظورا إليه من زاوية معينة ـ لم يخرج عن قصة الخنجر الذي ينتقل من يد إلى يد دون أن تقصر واحدة منها في استخدامه . حاولت الأمس واليوم أن أعود إلى بعض منظري الاستبداد والطغيان ، وخصوصا الفيلسوفة الأميركية – الألمانية حنا آرندت ، طالباً العون في فهم التوتاليتارية البعثية الصدامية ، ولم أفلح في الوصول إلى شيء ، ذلك أن آرندت عالجت بالنقد والتحليل نماذج من نظم شمولية تقود أمماً متجانسة ومتماسكة ثقافياً واجتماعياً ، مثل النظام النازي في ألمانيا والماركسي ـ اللينيني في روسيا والشيوعي في الصين ، فيما العراق بلد منقسم على خطوط عرقية ـ مذهبية ، وهذا الاختلاف الأساسي بين العراق والبلدان الثلاثة تجعل فرضيات آرندت الأساسية في شأن الطغيان غير ذات معنى بالنسبة للحالة العراقية . مثلا ، افترضت هذه الفيلسوفة اليهودية عشيقة مارتن هايدغر النازي ، أن الشمولية تكون ممكنة حيث توجد جماهير متطلعة إلى الانتظام السياسي ، والجماهير هي هذه الكتلة الضخمة من غير المبالين بالشأن العام الذين لم ينطووا تحت لواء أي تنظيم مدني مثل الأحزاب السياسية أو النقايات المهنية أو اتحادات تجارية أو غيرها ، ويفتقدون لوعي مشترك بمصالح وأهداف مشتركة وعملية وممكنة مثل تلك التي تنشدها طبقة اجتماعية منظمة مثلا ، هذه الجماهير برعونتها وافتقادها لأي خبرة بالجدل السياسي ووعيها المشوه هي الحضانة التي تتلقف طروحات الشموليين غير العقلانية دائما دون مساءلة لا تملك أدواتها وشروطها ، فهل يمكن تخيل أن الشمولية البعثية وجدت في العراق جماهيرَ من هذا النوع ؟ أشك كثيراً ، فالانقسام المذهبي والعرقي الحاد في في هذا البلد (وأي بلد مشابه مثل لبنان) يحول دون تجميع كتلة جماهيرية راجحة تحت لواء واحد ، والحق أن عامل الانقسام هذا يجب أن يوفر هو نفسه حصانة ضد الاستبداد (تأمل الحالة اللبنانية) . طالما أن الانقسام العراقي من شأنه أن لا يوفر قاعدة جماهيرية للشمولية البعثية وفي نفس الوقت لم يؤد دوره المفترض في منعها أو على الأقل التخفيف من حدتها ودمويتها ، فأين بالضبط تنبت جذور الاستبداد العراقي ، والتوتاليتارية البعثية خصوصاً ؟ سؤال أدعوكم للاجتهاد في تقديم إجابة عليه . التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - neutral - 01-01-2007 مقارنة العراق بدول أخري هو من أوقع بوش في خطأ أن العراق بعد الغزو سيكون كألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وتسبب في الكارثة الحادثة الأن إستني بقي لما أنزل أروح مشوار وأهرش في دماغي وأنا سايق وأغوص في سؤالك علي أجد له إجابة وغالبا في حالة الأسئلة الصعبة كتلك إجابتي ستكون عوامل متعددة تشابكت مع بعض multifactorial وليس هناك سبب واحد إنتظروني أعود أليكم شرط أن تعرفوا كيف تنتظرون:bye: التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - وضاح رؤى - 01-02-2007 اهلا يآمون صدقني هذا أول موضوع عقلاني في هذه الساحة منذ موت "صدام حسين" التي تحولت بفعل رحيله إلى مجرد مردحة بين أنصاره الغارقين في تالية الزعيم ومعارضيه الناقمين عليه . سأدخل في الموضوع مباشرة : أولا من ناحية طبيعة الاستبداد العراقي فإنه يرجع إلى عدة اسباب لعل أهمها إنه منذ تأسيس تلك الدولة (1921) على معرفة أن الدولة هي أداة أقامها الإنسان للعناية بسيادة القانون وتقدم الحياة العامة وحفظ النظام أما في الحالة العراقية فإنه لم تكن مشروع دولة بمعنى الدولة بل مشروع سلطة لا غير !وهذه السلطة تتصارع عليها النخب السياسية للحكم وتكسير عظام معارضيها ، وحين جاء البعثيين للسلطة جاءوا ليكملوا المسيرة الاستبدادية بعرشهم الفاسد فالمشكلة ليست في مشكلة التعدد بل هي مشكلة السلطة فالسلطة البعثية الفاشية ألغت الوعي السياسي لدى غالبية الشعب العراقي منذ وصولها للحكم ، وهذا الحزب قائم على فكرة قومية شوفينية فهو لم يكن حزب بمعنى الحزب بل مجرد "عصابات بدوية" تحكم العراق بالمفهوم القبلي وليس بالمفهوم السياسي ثانيا : لا اتفق معك بتعريف حزب البعث كمنظومة توتاليتارية فإذا كان هذا الحزب اقتبس التجربة الالمانية التوتاليتارية فإنه اقتباس مشوه ومجرد مسخ ومحاكاة خارج نطاق التوتاليتارية لانه شبة توتاليتارية لا غير ... وهذا لا يرجع إلى أن العراق كما ذكرت مقسم إلى كيانات طائفية ومختلف عرقيا وقوميا بل يرجع إلى حاكم ينظر إلى غالبية شعبة على انهم أعاجم وهم ينظرون له على إنه حاكم سفياني أموي في حين أن مفهوم التوتاليتارية الذي صاغة الفيلسوف الهيجلي الإيطالي "جيوفاني جنتيلي " في العشرينيات [ بناء شاملا، كليا، أي توتاليتاريا، يلغي كل كيان مجتمعي وعرقي وكل مركز قوة يقع خارج سيطرته] ومن بعدها صاغ الدوتشى شعار فلسفته الفاشية على صخره تلك الفلسفة متخذا شعارا ((الدولة كل شيء ..لا شيء خارج الدولة ...و لا شيء ضدها)) وبرغم فشلها في بلد المنشا "أيطاليا" بسبب وجود مؤسسات مواجهة للدولة الشاملة كالكنيسة الكاثوليكية والمحليات والتنافر الجغرافي في الحذاء الإيطالي شمال غني وجنوب فقير نسبيا)) إلا أنها نجحت في المانيا الهتلرية وذلك يرجع دمج سلطات الدولة وتأليه النزعة القومية العرقية ((الالمانية)) بعيدة كل البعد عن المذهبية الالمانية (كاثوليك أو بروتستانت) فتحولت إلى منظومة تأليه هيجلي نيتشوي وفق تعرف هيجل للدولة على انها إله على الأرض وتعريف "نيتشة" للحاكم بأنه إله الأرض ! هذا ما فشل به حكام البعث (فرع دجلة) لانهم حكموا على المفهوم العشائري "سيد القبيلة" و ليس "سيد العراق" ! تحياتي لك (f) التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - thunder75 - 01-02-2007 وضاح يقول القرآن الكريم : ولا تقفُ ما ليس لك به علمْ مقارنتك هذه التي عقدتها بين نظام البعث لا تستند لا تستند لأي أساس منطقي ولا تدل على أنك ملم بطبيعة تكوين هذا الحزب ولا بطبيعة النظام العراقي الذي لا يبدو أنك تعرف عنه اكثر مما تزودك به قناة الجزيرة. هذا الحزب ليس حالة سلطوية بحتة كما تتصور فهو أخرج من السلطة عدة مرات وعاد إليها وأخرج الذي أخروجه وكل مرة كان يعود كان أقوى مما سبق وهو الآن يجعل خصومه يعيشون حبيسين في المنطقة الخضراء تحت حماية القوات الأمريكية كالمساجين خوفاً من بطشه بعد أن تحول إلى صيغة المقاومة العراقية وهو الآن أقوى مما سبق. أما الفكر الذي قام عليه ويعلمه لأعضائه ومنتسبيه فهو ليس شوفينيا وأبعد ما يكون عن فاشية موسيليني التي تقوم على كراهية الآخر وإبادة الأعراق الأخرى كما فعلت في يوغوسلافيا وليبيا اللهم إذا كنت تعتبر الفكر القومي بحد ذاته فكرا فاشيا فالأمر لك. بالطبع فإن عدم درايتك الكافية بطبيعة تكوين هذا الحزب جعلتك تشبهه بالنظم الخليجية (عصابات بدوية) فلا يبدو لي أنك تعرف على الإطلاق أن هذا الحزب حارب العشائرية وشيوخ العشائر في العراق وقضى على نفوذهم قضاء تاما خلافا للأنظمة العشائرية في الأردن والخليج التي تشجع هذا النفوذ وتشجع الإنقسام العشائري والعصبيات داخل المجتمع ، استمر هذا الوضع حتى فترة ما قبل الحصار قبل أن يضطر للإستعانة بهم مرة أخرى في فترة الحصار بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي خلفها الحصار الذي شارك فيه النظام الرسمي العربي. و لا يبدو أيضا أنك نعرف أنه حارب أيضا سلطات رجال الدين السنية والشيعية على حد سواء ومنع على الإطلاق أية احزاب طائفية من اي نوع من ممارسة العمل السياسي وفاتك أن الأنظمة التي من هذا النوع تنتهي بمجرد أن تخرج من السلطة ، حزب البعث رغم بعض الأخطاء التي ارتكبها لم يكن حزبا طائفيا ولا عشائريا بالمرة وهو رغم كل الحصار والحروب التي شنت عليه بقي قويا في السلطة لأن له امتدادته في الشارع وفي كل الشرائح الإجتماعية إذا لم تكن تعرف هناك 7 ملايين بعثي تحتاج دراسة حزب البعث منك إلى تعمق أكثر بكثير وأن تتنازل قليلا وتوسع اطلاعك على تاريخه وعلى آلية تكوينه وعمله قبل أن تصدر احكامك القطعية. التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - وضاح رؤى - 01-02-2007 أهلين ثاندر لا جزيرة ولا حظيرة ما قصدته عن البعث هي طبيعته كأيديولوجية وليس طريقه حكمه ، ومقارنتي له بالنظم الفاشية ، على معرفة أن الفاشية هي ((نخبة العسكرتارية وتمجيد التفوق القومي ) و تلك هي ممارساته الشاذة في اقتباسه المفهومة الشوفيني للقومية وهو أول حزب عربي يصوغ تلك الشوفينية وإخضاع الشعب بالقوة إلى الإنتماء لقطيع الحزب الواحد فبعث العراق وأنا اتفق معك أن الحزب الغي المفهوم الطائفي لفترات طويلة ولكنه جاء بمفهوم طائفيا سياسيا ( اما ان تكون مواطنا مع مسيرة الثورة البعثية القومية ،أو خائنا إذا كنت ضد مسيرتها لكونك منتسبا لأحزاب عراقية أخرى) إلى جانب ان مفهوم الوحدة العربية عنده هي "وحدة بعثية" قائمة على سحق القوميات والأيديولوجيات الأخرى وقائم على فكرة (بدوية) والمقصود هنا ليس البلدان العربية الخليجية إنما مرحلة ما بعد الدروانية بقليل وهي النظرة الاستعلائية التي صاغها "عفلق" متأثرا بالفاشية النازية البدوية وإرساء مفهوم تفوق القومية العربية على غرار تفوق القومية الألمانية تماما كما اقتبس من "الفوهرر" مفهوم (الاشتراكية الوطنية) وهي التي صاغها "هتلر" تميزا عن فكر "ماركس" الاشتراكية العلمية الأممية التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - skeptic - 01-02-2007 لا أعرف الكثير ولا القليل عما كتبته أرندت وهيغل وماركس ونيتشة والكواكبي وسواهم الكثير ,ولكن أول ما ورد إلىذهني وأنا اقرأ مدخل الموضوع هو ما مدى فعلآ حاجتك إليهم في ظل تبنيك للحتمية الواقعية القدرية في أكثر آلياتها تبسيطآومباشرة وتعميمآ كما تبين هنا اقتباس: العراقيون صادرون جميعا عن نفس الثقافة وخاضعون لنفس ضغوط وإكراهات واقع تاريخي وسياسي يسّيرهم كما تسّير الأقدار أبطالَ التراجيديا الإغريقية، فما يهيآ لي أنه بوجود القطعية القدرية المباشرة لا يوجد داعي للتمحيص وإنشاء آليات معقدة نوعآ ما لشرح الواقع القدري, فكل ما حدث سيعتبر مقدمات مباشرة جدآ لكل ما يحدث وسيحدث , ولا يتبقى من إشكالية إلا اختيار نقاط العلام الأساسية عبر التاريخ التي ينطبق عليها فهمنا للمقدمات فالمهمة إذاستكون فقط تاريخية سردية بحتة ومباشرة ! أيضآ لفتني أنك ناقضت مقدمتك تلك( الكل صادرون جميعا عن نفس الثقافة) ليصبح اقتباس: العراق بلد منقسم على خطوط عرقية ـ مذهبية أما أرندت ذلك فعالجت بالنقد والتحليل نماذج من نظم شمولية تقود أمماً متجانسة ومتماسكة ثقافياً واجتماعياًأجد أن آراء كثيرة قد لا توافقك في تقسيم العراق بهذه الحدة عبر خطوط عرقية مذهبية مستقيمة, على الأقل هذا ما سمعناه عن عراق السبعينات, فترسبت في وعينا- وعيي أنا على الأقل- صورة لأكبر طبقة مثقفة متوسطة علمانية في العالم العربي جلها ينتمي بحكم المولدممن يدرج الآن على تسميتهم حاضرآ بشيعة العراق ..كان يمكن لها أن تقود نهضة مذهلةريادية في تلك المنطقة في حتمية قدرية أخرى لا ٌتقرر خوض حروب مسلحة تقليديةسواء استباقيةأ وتوكيلية( تذكرت فيلم Run Lola run) ثم طرحت ثلاث مصطلحات كبيرة صارخة دون أن تمايزها وتعرفها لنا وهي: التوتاليتارية البعثية الصدامية, التوليتارية البعثية,الاستبداد العراقي فهل هي عندك ثلاثة تعابير لشيئ واحد تمامآ؟؟ فقد بدوت لي واثقآ بشدة من وجود نظام حزبي شمولي بعثي , الكثيرون غيرك قد ينفون وجود أي هيكلية حزبية بمعناها المرن السياسي المعتاد المعاصرالذي يميز عملية اتخاذ القرار –وليس مجرد تنفيذه!- في العراق من نهاية السبعينات للآن مع شبه اتفاق أن عملية القرار لكل وأي شيئ متجمعة في قبضة واحدة أو عدة قبضات في أحسن تقدير.. للاسف لم أستطيع إلا أن أضيف تساؤلات إلى تساؤلاتك ونتنظر- ردودموضوعية غير ببغائية- كما نتنظر جميعآ التساؤلات المصيرية الكبرى المرهونة في قسمها الأكبر بشعب العراق العظيم الحر من الاحتلال , واسجل معك ايضآفي النهايةاحتقاري العميق لأي طرح ساقط يردد الكليشيه العار بأن العراقي لايستحق أن يحكم إلا بالدم والنار بعد وسمه كما الأغنام وآخر يهرطق بأنه ناس للحكم وناس للطم ومش عارفين شو التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - آمون - 01-03-2007 أهلا بك يا "وضاح رؤى" وشكرا على اهتمامك بالتعليق ، طبعا أتفق معك في نوع السلطة العراقية ومسلكها ، لكن ألا تجد لها اي جذور في الاجتماع والتاريخ العراقيين ؟ ثاندر يا عزيزي ، رغم عدم إعجابي بصورتك الكاريكاتورية وأنت تدافع عما لا يمكن الدفاع عنه وتجمع بين ما لا يمكن جمعه وتطلب منا أن نبصم بالعشرة على سخافاتك وإلا اتهمتنا بالجهل وبالعمالة للمارينز وما أدراك ما المارينز ، رغم كل ذلك فقد أضحكني قولك عن صدام حسين أنه " منع على الإطلاق أية احزاب طائفية من اي نوع من ممارسة العمل السياسي " أما لماذا الضحك فلأن العراق الصدامي لم يعرف أصلاً شيئاً اسمه "ممارسة العمل السياسي" لكي يحرم منه أحداً . سكيبتك (f) العراقيون منقسمون على خلفية ثقافية أوسع تشملهم جميعاً ، جميعهم خائفون مرتابون ومتوجسون من بعضهم البعض ، وجميعهم ـ وهذا هو الأهم ـ أمميون ينسبون أنفسهم لكيانات عابرة للحدود وعلى الحدود مباشرة وهذا ما يزيد الطين بلة ، أما الهوية الوطنية العراقية فلا تعني الكثير وإن عنت فبقدر ما تخدم الانتماء الأكبر ولأن هذا الأخير بدوره مأزوم لألف سبب وسبب فهو قابل للارتداد من أمميته المتسعة إلى شيء في حجم تكريت وقبائل الدليمي ومرجعية دينية شيعية تافهة . القطعية القدرية لا تغني عن محاولة الفهم ، على الأقل فهم نوع القدرية وطبيعتها وآلياتها ، وبالنسبة للطبقة الوسطى العراقية المزعومة فأغلب الظن أنها مجرد إشاعات مثلها مثل الإنجازات الوهمية التي تنسب إلى حكم صدام حسين في ميادين البحث العلمي والتقدم التكنولوجي والتصنيع العسكري وغير العسكري ، وإلا يحق لنا أن نسأل : ماذا فعلت هذه الطبقة الوسطي لتجنب بلدها المصير الذي آل إليه ؟ وأين دورها في التصدي للاستبداد ، والتصدي للاستبداد (أو المحافظة على قيم الديموقراطية وتطويرها) هو وظيفة الطبقة الوسطي الأولى وقرين صعودها ؟ وأين هم العلماء العراقيون الذين أفرزتهم حركة التقدم العلمي في عهد البعث ؟ أين أبحاثهم العلمية المنشورة وكم منهم رشح لجائزة نوبل ؟ وما هي المنتجات الصناعية والعسكرية التي أنتجها العراق ؟ كان هناك مشروع فاشل لإنتاج مدفع عملاق بالتعاون مع مهندسين من الأرجنتين ، ومشروع آخر لانتاج السلاح النووي بالتعاون مع علماء من مصر ، وماذا بعد ؟ لا شيء . الشمولية ـ ودون الدخول في تنظيرات وتعريفات ـ تعبر عن حالة قصوى من الاستبداد تفرض نفسها على كل مناحي الحياة اجتماعيا وثقافيا وسياسياً وتعليمياً وكل جانب آخر ، وهي بهذا المعنى تعد على الناس أنفاسهم وسكناتهم من ناحية و"تثقفهم" بمبادئها ونظرياتها (ولا غنى أبداً للشمولية عن أيدلوجيا ما ) من ناحية أخرى ، وهي بالطبع لا تقبل أبداً وجود ليس فقط منافسين أو حتى معارضين لها ولو من داخلها بل لا تقبل ما يشتبه أن يكون منافساً أو معارضاً وحين تتوفر أدنى شبهة يكون ردها عنيفاً دمويا لا يصيب المشتبه فيهم خاصة بل يمتد إلى أوسع دائرة ممكنة من ذويهم أو حتى طبقتهم الاجتماعية ، وفي سيرة كبار الشموليين أمثال هتلر وستالين وماوتسي تونغ وصغارهم من أمثال فيدل كاسترو وصدام حسين ـ رحمه الله ـ آيات محكمات هن أم الكتاب ، كتاب الطغيان والانحدار الإنساني بكافة معانية الأخلاقية والسياسية والثقافية وأي معنى آخر . تاريخ العراق منذ تأسيسه هو تاريخ استبداد متفاوت الدرجة لكنه وصل إلى حالته القصوى التوتاليتارية على يد "البعث" الصدامي أو "الصدامية البعثية" وهذا التعبير الثاني هو الأصح إذ لا شيء ينافس دموية الشمولية ويترافق معها مثل شخصنة السلطة والترفع بسيدها ليس فقط عن أي إطار قانوني أو سياسي بل حتى عن الأيدلوجيا التي يحكم باسمها بحيث تصير هذه في خدمته تستمد منه "شرعيتها" وتصطبغ بما يضفيه عليها من روحه وذاته الشخصية ، عمليا يصير القائد هو الأصل والمتن والعقيدة هي الهامش والتفصيل المتفرعين عنه يتلاعب بها ويعيد تفسيرها ويفعل بها الأفاعيل دون أن يرمش له جفن وغالبا ما يخرج عليها ويتناقض معها بشكل صارخ لكن بالطبع دون خوف من مساءلة أو حساب فالجماهير قد جُهزت ـ بوسائل التلقين والتعليم والدعاية كما بأدوات القسر والرعب ـ أن تتلقى تناقضات القائد وسخافاته بالطريقة التي تتلقى بها تناقضات وسخافات الكتب المقدسة والأديان : لا تجرؤ على مساءلتها إما خوفاً من سوء العاقبة وهذا هو الغالب أم بفعل حالة وجدانية صادقة قوامها الورع والتقوى كما هو حال زميلنا ثاندر مثلا ، وهكذا لم يقيض لصدام حسين ـ رحمه الله ـ من يسأله : كيف نجمع في سلة واحدة بين شعار "أمتنا العربية المجيدة" وما شابهه من ناحية ، ومن ناحية أخرى النظر إلى الكويتيين بوصفهم كلاباً تستحق التأديب وإرسال الجيش العراقي لسرقتهم وإذلالهم واغتصاب نسائهم ، وإرسال أكثر من ثلاثة ألاف عامل مصري إلى بلدهم في توابيت وجثث الكثير منهم مشوهة ؟ أكمل التعليق لاحقاً إن شاء الله :) التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - thunder75 - 01-03-2007 آمون أنا شخصيا لم أقل أن حكم صدام كان ديموقراطيا ولم أقل أيضا أنه خالي من الأخطاء والخطايا وليست هذه هي الزاوية الوحيدة التي تقيم في أداء أي نظام سياسي في العالم لن أناقشك فيما كتبته أعلاه لأني لا أريد أن أفاجأك بتقيمي السلبي لك سواء على المستوى الثقافي و تواضع معلوماتك في الشأن الذي تريد التصدي لمعالجته ولا أظنني الآن بصدد تعريف انتمائك وهويتك الحضارية أمام القراء والتي تجعلك تعادي المقاومة وتقف في صف المستعمر الأمريكي وعملاءه لأن هذا التقييم سوف يزعجك كثيرا وسأحتفظ به الآن لنفسي ، فعودة البعث ومعه كل المقاومة إلى السلطة قريبا ستكفيني كل الردود لكني دعني أقول لك أنك تفهم الإستبداد فهما سطحيا للغاية مثلك مثل العديد من كتاب الصحافة من أنصاف المثقفين على أنه قرار من فرد وليس على أنه إفراز مرحلة بكل مكوناتها. لفت نظري في كلامك هذه الجزئية المقتبسة اقتباس: ، ومن ناحية أخرى النظر إلى الكويتيين بوصفهم كلاباً تستحق التأديب وإرسال الجيش العراقي لسرقتهم وإذلالهم واغتصاب نسائهم ، وإرسال أكثر من ثلاثة ألاف عامل مصري إلى بلدهم في توابيت وجثث الكثير منهم مشوهة ؟ هل تريد أن تتهم صدام شخصيا والبعث بقتل ثلاثة آلاف مصري وهل تتهمه بالنظر للكويتيين ككلاب؟؟؟ وهل تسمى هذا الكلام تحليلا تاريخيا أو علميا محترما يستند إلى أحداث حصلت في زمان ومكان معينين ؟؟ ماذا تعرف عن المصريين في العراق هل تعرف أن العراق كان يستضيف 5 ملايين مصري (عمالة غير ماهرة) بدون سياسة الكفيل المذلة التي يعامل فيها بالخليج كان يستطيع بكل سهولة أن يملأ بلاده بالعمالة الآسيوية الرخيصة والماهرة كما في الخليج لكنه من منطلقات قومية أبى ذلك وهل تعرف أن العامل المصري في العراق مثله مثل العراقي في كل شيء بل وكانت توزع على العديد منهم الأراضي الزراعية المجانية فكيف تتهم صدام بكراهية العمال المصريين وهو الذي فتح بلاده للملايين منهم!!! هذه الجزئية الصغيرة اقتبستها فقط لأعرض لك ولقرائك مدى سطحية المعالجة التاريخية لتجربة البعث ومدى إغراقها في اللاموضوعية لأنها ببساطة شديدة لا تنطلق من إرادة المعرفة بل من إرادة الشيطنة إن صح التعبير التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - النجم اللامع - 01-03-2007 اقتباس: thunder75 كتب/كتبت هذا صحيح فعلا.. لي اصدقاء كان لهم اقرباء في العراق.. وكانوا يحلفون بحياة صدام..!!!! التوتاليتارية البعثية وثقافتها في العراق - طيف - 01-03-2007 اقتباس:وإرسال أكثر من ثلاثة ألاف عامل مصري إلى بلدهم في توابيت وجثث الكثير منهم مشوهة؟ يعني كتبت رد طويل عريض ولم تستشهد الا بهذه الحادثة لتطعن في قومية نظام صدام ؟ ياسيد هذه الحادثة شهاد لصدام وليست شهادة ضده أكثر من مرة اثيرت قصة التوابيت الطائرة والقتلى المصريين في العراق قبل حرب الكويت .. ويظهر انها قميص عثمان الذي يحلو للبعض التلويح به كلما اراد تدعيم وجهة نظره في مقالة يكتبها حول مساوئ النظام العراقي السابق .. اذا نرد الان على هذه الفرية وهي اتهام صدام نفسه او نظامه بأنه كان وراء ظهور التوابيت الطائرة للقتلى المصريين .. فأول رد حاسم هو ان الحكومة العراقية هي من جلبت العمالة المصرية للعراق وبهذا الرقم الضخم , حوالي 5الى 6 مليون عامل مصري , والشعب العراقي وشريحة واسعة منه كان ناقم على وجود المصريين .. فمن هو المسؤول عن ظهور حلات القتلى المصريين ؟ الحكومة ام الشعب الغاضب ؟ حالات الانتقام والقتل للمصريين ظهرت بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية و عندما عاد المجندون الاحتياط الى اعمالهم فوجدوا فرص العمل في السوق قد شغلها المصريين ولم يبق لهم فرص متاحة وبدا اتنافس والحزازيات مع المصريين وخصوصا في المحافظات الجنوبية واخص منها البصرة التي حصلت عمليات انتقامية للمصريين .. الشعب كان يطالب الحكومة وعلى رأسها صدام بأعادة المصريين الى ديارهم لان الحرب انتهت , والكن الحكومة بتوجهها القومي ابقت على المصريين , فضلا على انها وقفت بجانب المصريين ضد المتذمريين العراقيين من شيعة جنوب العراق .. واسال الان اي شيعي عراقي في الجنوب لماذا يكره المصريين وسبب تحاملهم على صدام سيجيب ان صدام كان يفضل المصريين والفلسطينيين علينا نحن العراقيين اقتباس:وإرسال الجيش العراقي لسرقتهم وإذلالهم واغتصاب نسائهم ، اما عن الكويت فهناك موضوع للزميل طنطاوي ( لماذا يحقد الخليج على العراق ) قد نوقشت فيه كل ملابسات احتلال العراق للكويت .. ولم تكن الكويت بريئة مما حصل .. يرجى مراجعة الموضوع لاهميته |