حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
الحج ؟؟ هل انت جاد؟! - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: الحج ؟؟ هل انت جاد؟! (/showthread.php?tid=13331)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6


الحج ؟؟ هل انت جاد؟! - مسألة مبدأ - 12-16-2006

الحج ؟؟! هل انت جاد؟
من كتاب "الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد" أحمد خيري العمري-دار الفكر
الثلاثة في واحد ، و قد صارت شعيرة
ورغم أن الأمر سيبدو غريباً جداً، إلا إني أزعمه، بل وأؤكده، لدينا في الإسلام، شعيرة، أو بالأحرى فريضة، تضع المفهوم الزماني- الآخروي- في إطار شعائري تعبدي..
نعم. هناك فريضة إسلامية، تعبر عن هذا المفهوم المعقد الذي تحار الكلمات في التعبير عنه..
أما تلك الفريضة، فتأتي به على الفور، دونما أدلجة، دونما تعقيدات ودونما تصعيدات لفظية..
تلك الفريضة، تقدم ذلك المفهوم، في إطار شعائري يؤديه الملايين كل عام، ومئات الملايين عبر الأعوام، لن أدعي أن هذه الملايين تفهم ما تريده الفريضة، ولن أدعي هنا أن هناك شعارات على هذه الفريضة تشير الى مفهوم الزمان، والتاريخية، والآخرة..
لا، لن يكون هذا إلا إفتراء. لكن تلك هي مشكلة الملايين- بالذات مشكلة الوعاظ ورجال الدين الذين تسلطوا على هذه الملايين وإدعوا إحتكار مفاتيحه وتأويله- وليس مشكلة الفريضة بحد ذاتها..
************
الفريضة؟ مرة أخرى هي ركن من أركان الإسلام. لو أردت أن أفبرك أو أصطنع شيئاً لما أتى بهذا الإتقان.. لكنه صنع الله الذي أحسن كل شيء صنعه..
الركن الخامس عندنا، يقابل ذلك الثابت الخامس عندهم..
وممكن جداً، أن يتسرب ثابتهم إلينا، ونبقى نحن نؤدي ركننا الخامس، دون أن نشعر بأي تناقض، بأي تعارض..
ذلك أننا لم نفهم من الشعيرة غير طقوسها.. غير تفاصيلها الظاهرية- لم نفهم غير القشور، ولم نحاول أن نتعمق في المعنى، اللب، منها.. ولذا يبدو ظاهرياً أن لا تعارض..
******************
إنه الحج طبعاً. تلك الفريضة الخامسة – الركن الخامس من أركان ديننا الذي تعودنا أن نسوره بمفاهيم معينة آن الآوان لإعادة النظر فيها..
فالحج، في نظر كثيرين، هو لكبار السن، وأولئك الذين أشرفت أعمارهم (تقريباً على الإنتهاء)، وهو بذلك فرصة لإلغاء الذنوب التي تراكمنت عبر سنين أعمارهم..، والإستعداد للموت عبر صفحة ذنوب فارغة إلا من تلك التي سترتكب بعد الحج وقبل الوفاة..
يعامل الحج كما لو كان طقوساً مجردة من معانيها- إنطلق من هنا وأنت ترتدي كذا، وإياك أن تنس التلفظ بالنية، وإدع كذا عند هذا، يفضل أن تبدأ بكذا قبل أن يدخل وقت الغروب من يوم كذا، تفاصيل، تفاصيل، تقدم مجتزئة عن معانيها، ومنفصلة عن أسبابها، وشبح "الكفارة" يخيم على الرؤوس خشية الخطأ أو السهو..
وإذا تجرأت وسألت عن تفصيل، سيأتيك ذلك الجواب الذي يستند على فعله عليه أفضل الصلاة والسلام، كما لو أنه فعل شيئاً دونما قصد أو معنى، حاشاه، كما لو أن سنته عليه الصلاة والسلام كانت منفصلة عن عملية اعادة تكوين الواقع...
نعم، هذا ما فعلوه بكل الفرائض والأركان والحج ضمنها. تاهوا في التفاصيل والهوامش. وضاعوا عن العناوين الرئيسية. بذلوا جهداً كبيراً في فروع الفرعيات، وفي تفاصيل التفصيلات، وتركوا اللب الأصلي..
لكن ذلك، لايجب أن يستمر أكثر من هذا، خاصة بعدما وصلنا الى ما وصلنا إليه..
**************
رحلة الحج هي رحلة في التاريخ
تأخذنا فريضة الحج الى نبي الله إبراهيم، تأخذنا بالذات الى رحلته تلك، التي رأيناه يخرج فيها اولا من كل المكرسات التقليدية الآفلة التي استخدم عقله ليرفضها ، و رأيناه يخرج من مسقط رأسه متجولاً بين حضارات العالم القديم- باحثاً عن شيء ما، عن مجتمع ما، عن فردوس مفقود ما، كان يريد، عبر رحلته تلك، أن يستعيده .
ستتذكر كيف أنه تجول بين تلك المدنيات، وكيف أن ظلمها وطغيانها وفسادها دفعه بعيداً عنها، متيقناً أن الفردوس المستعاد لن يكون هناك..
وستذكرك تلك المدنيات بمدنيات اليوم، بظلمها وطغيانها وفسادها، ستشعر أن الأمر لم يتغير كثيراً رغم مرور آلاف السنين على رحلة إبراهيم، كل الذي تغير هو القشور والمظاهر والأدوات لكن جوهر الظلم والطغيان الذي رآه إبراهيم ظل نفسه..
.. سيبدو لك طريق الحج الى مكة مختلفاً. اذ انه سيكون الجزء الأهم من رحلة إستعادة الفردوس، سيكون ذلك عندما وعى إبراهيم الى حقيقة ان الفردوس المستعاد لن يكون في تلك المدنيات التي تبدو زاهرة رغم خوائها الداخلي- بل سيكون في تأسيس مجتمع من نوع آخر، في بذر أساسات جديدة لحضارة مختلفة.. في مكان سيبدو للوهلة الأولى أنه غير مهياً لإحتواء تلك البذرة ونموها..
مكان اجرد غير ذي زرع- لن يصلح حتى ليكون تجمعاً لسكان- فكيف يصلح أن يكون بذرة لحضارة جديدة..؟
نعم، هذا ما سيبدو للوهلة الأولى، وفق مقايس كل المدنيات الأخرى وقيمها..
لكنه لن يكون نفس المقياس- هذه المرة مع الحضارة الجديدة، ومع الفردوس المستعاد. بل سيكون هناك ميزان جديد لكل الأمور..
وها أنت تحاول أن تستعيد هذا الميزان، من أجل أن تستعيد ذلك الفردوس..
وها أنت، عبر الحج، تقتفي خطوات إبراهيم، عندما وضع قدميه على الطريق الصحيح، عندما عدل عن البحث في المدنيات الأخرى، بعدما خبرها وعرف ثوابتها، وإنطلق نحو تأسيس حضارة جديدة بثوابت مختلفة..
ها أنت تضع قدميك على نفس الطريق، تلتفت برأسك يمينا و يسارا بين مدنيات اليوم، ثم تتوجه نحو ذلك الطريق الذي سار فيه إبراهيم ليضع فيه حجر أساس مختلف، ومميز، لحضارة أخرى.. هي الفردوس المستعاد..
.. وها أنت تضع قدميك على نفس الطريق..
***********************
و يربطك ذلك على الفور بتاريخ سحيق العمق لدرجة أنك لا تعرف – ولا أحد يعرف- مدى عمقه..
*********************
فعلاً، لا أحد يعرف متى كانت تلك الرحلة الإبراهيمية، خمسة آلاف سنة من الآن، أو أقل أو أكثر.. لا أحد يعرف لها تاريخاً محدداً.. وهذا يزيد من عمق الأمر، إنك ترتبط "بالتاريخ" هنا بشكل مطلق ودون أن تدخل في تفاصيل السنين والقرون التي تفصلك عن الحدث- وسيذكرك ذلك بالتفاصيل غير المهمةعن عدد فتية الكهف التي تترفع عنها السورة لتركز على ما هو مهم..
نعم، ها هو الحج، ذلك الركن الخامس، يربطك بتاريخ عميق سحيق، يجعله فريضة، يجعله شعيرة..
يقول لك: إنك لم تولد البارحة- وأن قيمك ومثلك لم تولد البارحة، وأن خلفك تاريخ طويل عريض.. وأنك لا يمكن لك أن تتخلى عنه، إلا إذا قررت أن تتخلى عن دينك- عن أركانه.. وإستبدلته بمجموعة قيم أخرى، تفتقد التاريخ، وتفتقد الحس التاريخي، بل وأكثر من ذلك، تعتبر أن التاريخ هو عبء ثقيل لا جدوى منه، وأن المهم هو "الان، وهنا"..
*******************
ولعله من المهم هنا، الإشارة الى أن مناسك هذا الحج، هذه الفريضة، لم ترتبط في أي تفصيل من تفاصيلها، برحلة قام بها الرسول عليه الصلاة والسلام كان يمكن مثلاً أن يكون هناك في المناسك تمثلاً لرحلته عليه الصلاة والسلام من مكة الى المدينة مهاجراً، وواضعاً لأسس المجتمع الإسلامي، والحضارة الإسلامية..
لكن ذلك لم يحدث، لأنه لو حدث وقت الرسول عليه الصلاة والسلام لكف عن أن يكون (تاريخاً عميقاً).. بل لصار مجرد حادثة قربية- (معاصرة) لزمن الرسول صلىالله عليه وسلم- لكن مناسك الحج ألقت بجذورها بعيداً منذ ذلك الوقت، لقد كان الأمر تاريخاً منذ يومها- وكان ألاف السنين منذ يومها- كان تواصلاً بين التاريخ والحاضر- (الحاضرالذي صار تاريخاً فيما بعد) .. وسيظل الأمر كذلك، ستظل تلك الفريضة تمثل ذلك التواصل التاريخي الذي يمتد الى آلاف السنين الى حيث أول مجتمع قام على التوحيد..
*********************
.. ستدخلك مناسك تلك الفريضة، في مناخ خاص، قد يكون غريباً كما تعودنا، لكنه في حقيقته منسجم أشد الإنسجام مع قيم الفردوس المستعاد.. بالذات منسجم مع إستعادة ذلك الفردوس المفقود..
منذ أن تدخل في نية "الإحرام" ستعرف أن الأمر جد، وأنك ستترك كل شيء وراءك، وستقول لك تلك التفاصيل الصغيرة المتعلقة بقص الأظافر والشعر و عدم التطيب إنك هنا تدخل مرحلة تتبدل فيها أولوياتك، وأن تلك الأمور المتعلقة بجسدك ستكون هنا محض توافه لا قيمة لها- وأنك ستنقطع عنها لأنك ستدخل مرحلة جديدة، مرحلة عليك أن ترتفع فيها عن أظافرك وشعرك وجسدك الى ما هو أعمق من ذلك.. ربما الى داخل رأسك، أو في أعماق روحك..
المهم أنك ستترك الأجزاء الظاهرة: أظافر وشعر وجلد لن تطيبه..- لتدخل الى ما هو أعمق..
*****************
وعندما تقوم بجمع الماء في منسك "التروية" فإن ذلك سيذكرك بصعوبة الأمر يوم كان..، سيذكرك بذلك الجهد الذي بذل، والمشاق التي إجتيزت..
سيذكرك جمع الماء ، في تلك الصحراء الجرداء ، كيف أن الأمر هو بالأساس عن أساسيات الحياة، عن ثوابتها عن أولوياتها ، سيأخذك ذلك من أوهامك التي بثتها حولك حياتك وتفاصيلها وسيرجع بك إلى ما هو أساسي ومهم ولا يمكن لحضارة أن تقوم من دونه... وستشعر كيف أن الأمر كان صعباً آنذاك ، مادام هو صعب الآن..
******************
.. وعندما تجمع الحصى ، سيذكرك ذلك بأنك دوماً يجب أن تكون على أهبة الأستعداد للدفاع عن قيمك ومعتقداتك ، وأنه حتى ولم يكن هناك خطر (داهم).. فأن هناك دوماً خطر (كامن).. سيذكرك جمعك للحصى بأن درب أستعادة الفردوس لن يكون بلا محاولات ممن أزلك وأخرجك عن الفردوس في المقام الأول _ من ان يزلك عن درب أستعادته.. سيذكرك جمعك للحصى ، بأن الخير والشر ، سيظلان يتصارعان في هذه الحياة ، وأن كلاً من هما سيرى مداً ، وسيمر بجزر ، والمهم أن تعرف أنت مع من تقف.. ومع من سيكون مدك ، وجزرك..
********************
.. وسيذكرك رميك للجمرات ، والطريقة التي تؤدي فيها ذلك ، وتحريك أصابة الهدف، بأنك يجب أن تحدد عدوك – وتعرفه.. وتميزه..
سيذكرك ذلك بأنك جزء من الصراع- سواء شئت أم أبيت، وأنك مهما حاولت أن تسير قرب الحائط، "كافياً خيرك شرك" فإن الأمر سيظل يشملك، شئت أم أبيت.. وسيظل عليك أن تحدد عدوك ومكانه وماذا يريد منك .. سيظل عليك أن تكون مستعداً....


********************
وستذكرك "الحصى الصغيرة" التي تقضي المناسك بأن تجمعها أن الأمر ليس بالحجم وبالضخامة، التي قد تؤذي الآخرين من أصحابك.. وإنما هو التوازن و الإنتقاء الذي يحميك، ويحميهم، ويؤدي في الوقت نفسه دوره ضد الشر ورموزه.
********************
ستذكرك تلك الحصى الصغيرة، بحقيقة ان دورك كفرد لن يكون مؤثراً في الصراع إذا عزل عن دور الآخرين- الذين سيكون دورهم أيضاً غير مؤثر إذا عوملوا كأفراد معزولين- لكن الحصى الصغيرة، إذا إجتمعت، إذا توحد هدفها، إذا إتجهت بالرمي نحو هدف واحد..
ستذكرك الحصى الصغيرة – أنها لن تكون مؤلمة ولو قليلاً إلا إذا قيس أثرها عندما تجمع، أثرها التراكمي الذي يعكس ذوبان الفرد في الجماعة، والأنا في النحن..
****************
.. وسيذكرك تعدد مواقع رمي الحجرات، أن عدوك لن يكون له عنوان واضح أو ثابت، وانه يغير وجوهه دوماً ، وأنه يغير شعاراته، وراياته، وأنه قد يتستر أحياناً خلف شعارات جذابة- لكن ذلك لن يغير من حقيقة جوهره..
***************
وستذكرك الحصى الصغيرة، وأنت ترمي بها نحو رمز الشر، أن المواجهة بينك وبين الشر لا يشترط –بل انه على الاغلب لا يستلزم- مواجهة عسكرية، بل إنها قد تكون مواجهة قيم، مواجهة خيارات، مواجهة وجود مجتمع بديل وخيارات بديلة..
****************
.. وسيذكرك إستلامك الحجر الأسود بحقيقة أنه مجرد حجر، لا ينفع ولا يضر، ولكنه "الحجر الأساس" الذي وضعه إبراهيم ليكون اللبنة الأولى لذلك المجتمع المختلف، اللبنة الأولى لتلك الحضارة التي ستقوم، لأول مرة، على التوحيد، على فكرة التوحيد للإله الواحد الأحد..
****************
سيذكرك الحجر الأسود- وبالذات بكونه ظل حجراً أسوداً متمايزاً عن بقية بناء الكعبة - أنه سيظل حجراً أساسا ًلبناء سيظل يتطاول.. لبناء سيظل مستمرا ، وسيكون إستلامك له، كجزء من المناسك ،بمثابة تحملك لمسئولية هذا البناء، على أساس هذا الحجر..
*****************
.. وستذكرك أشواط الطواف حول الكعبة، بأن الأمر كله، في هذا الدرب، درب الإستعادة والبناء، يتمحور حول هذا الحجر الأساس الذي وضعه إبراهيم، وأن كل القيم، وكل الثوابت، ستكون منبعثة من ذلك الحجر الأساس: التوحيد.. بأوسع وأشمل وأسمى معانيه...
سيذكرك الطواف، أن الأمر ليس بالقرب، أو بالبعد، بمقدار هو بالدوران حول المحور، حول البؤرة.. حول المنطلق الواحد.. حول حزمة ثوابت لن تتغير..
ستطوف وتطوف، وسيكون الرقم (سبعة) هنا ترميزاً للتكرار والإستمرار، سيكون طوافك هذا بمثابة رحلة حياتك المفترضة كلها، وفي كل مرة، تقترب فيها من الحجر الأسود، ستستلمه مجدداً، كما لو كنت تبايع تلك القيم، وتجدد تلك البيعة، مرة تلو مرة تلو مرة..
**********************
وسيذكرك السعي بين الصفا والمروة، بلحظات الشدة التي مرت بها التجربة الإبراهيمية، وستذكر جزع هاجر، وخوفها على وليدها من الموت عطشاً، وستعلم هنا أن الأمر ليس مجرد طفل رضيع تخاف أمه عليه، بل إنه تجربة حضارية، وقيم كاملة، علينا أن نخاف عليها، ونحميها، و نسعى من اجلها كما تخاف وتحافظ و تسعى أم حنونة على طفلها الباكي..
********************
وسيذكرك النحر، وتوزيع الأضاحي على الفقراء، بحقيقتين أساسيتين أولها أنك أنت السيد في هذا العالم، وأن هذا العالم بثرواته وموارده ومخلوقاته، قد خلق من أجلك..
وثانيهما، أن تصرفك أنت، في هذه الموارد والثروات، يجب أن يظل محكوماً بتوازنات العدالة الإجتماعية ومتطباتها..
******************
وسيذكرك التحلل من الهدي، وعودتك لتفاصيل جسدية صغيرة، إنك بعد كل شيء إنسان، وإنك لم، ولن، تدع رهبنة وتبتلاً لم تصمم أساساً من اجلها- كل ما في الأمر أن أولوياتك مختلفة، وأن جسدك، موجود على قائمة إهتماماتك، لكنه ليس أولها..
******************
.. إنه التاريخ، بل عمق التاريخ ،ممثلاً في فريضة.. ممثلاً في شعيرة تعبدية، تؤديها، إذا بك ترتبط بعمق التجربة الحضارية التاريخية.
وإذا بالحاضر الذي تعيشه، الآن وهنا، يتمثل ذلك التاريخ ويتقمصه- إذا بالتاريخ يعود حياً، ينفض عليه غبار الزمان، غبار القرون المتطاولة، غبار آلاف السنين، ويعود ليسكن الحاضر، هذه اللحظة بالذات، من خلالك أنت..
إنه التاريخ- لم ينته كما يزعمون، بل لا يكف عن الإستمرار.. عبر فريضة، تنتقي من التاريخ تجربته الأهم..
وتجعلك عضواً فاعلاً في هذه التجربة..، والأهم من هذا إنها تجعلك عضواً فاعلاً في هذه التجربة ..، وألاهم من هذا أنها تجعلك تستلهم هذا التاريخ، في تغيير هذا الحاضر..
(أو هذا على الأقل، هو ما يجب أن تكون عليه الأمور).
******************
لكن ألأمر لا يقف عند هذا الحد، مع هذه الفريضة، فهي لا تكتفي بوضع التاريخ- في الحاضر- من أجل إنشاء مستقبل آخر..
بل إنها أيضاً، تضع كل ذلك ضمن مناخ آخروي، يجعلك تدرك، وأنت على المحك، أن (الآخرة) ، فكرتها وحقيقة وقوعها والإيمان بها، كان موجوداً خلال كل تلك الرحلة، تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً..
ستكون الآخرة هناك في كل المناسك، تتغير المناسك، وتتدرج من واحدة لأخرى، ولكن تظل الآخرة موجودة في كل التفاصيل، تظل الآخرة، فكرتها وحقيقتها، جاثمة هناك، قريبة عليهم، يمثل قرب جلدك عليك..
بالضبط، ستكون الآخرة تلبسك.. تتلبسك..
*******************
كيف؟.
ببساطة شديدة، ودونما تعقيدات أيدلوجية، أو عمليات "غسيل مخ مدعومة"، سيكون ذلك عبر ملابس الإحرام، التي سيرتديها الجميع قطعاً وحتماً في تلك الرحلة، والتي لن تكون في حقيقتها سوى "أكفان" – بل ستكون بالضبط، كأكفان، لوناً وهيئة وتفصيلاً، وسيتساوى الجميع في هذا، الغني والفقير، العالم والجاهل، الكبير والصغير، الأمير والفقير – الكل سيتساوون مع ملابس الإحرام، كما سيتساوون مع تلك الحقيقة التي لن تجامل أحداً بلا استثناء: الموت..
سترتدي كفنك، سيكون إسمه هذه المرة ملابس الإحرام، وسيرتدي الآخرون أكفانهم أيضاً، رجالاً ونسوة، سيكون إسمها ملابس الإحرام..ستضيع الفوارق كلها هنا، ستضيع الألقاب. ستضيع الشهادات. ستضيع المظاهر، ستخلف وراءك كل ما كان يميزك ظاهرياً عن غيرك..
ستخلف قناعتك وجاهك وعزك ورياءك- لن يبقى مع كفنك هذا سوى حقيقتك الداخلية، حقيقتك التي طالما أخفيتها عن الآخرين، وستلاحظ – في زحام المكفنين من حولك- أنك تشبههم جداً، وأنك بالكاد تميز نفسك عنهم، وإنهم قد يكونون داخلياً، وعلى المحك، أفضل منك، وسيضعك ذلك كله في لحظة الحشر، عند البعث، والناس قد خرجوا للنشور- ليس عندهم غير حقائقهم .. ليس عندهم غير ما فعلوا حقاً، بغض النظر عن ما إدعوه..
********************
سيغير ذلك من الأمر كله. ها أنت تعبر الحاضر، متقمصاً التاريخ، ومتلبساً الآخرة..
سيكون الأمر كله مثل صيغة جديدة تضع المفاهيم كلها في عبوة واحدة.. (ثلاثة في واحد)، .. التاريخ، التاريخ السحيق العميق، الحاضر، الآن وهنا، والآخرة.. تلك الحقيقة الواقعة لا محالة..
وسيكون ذلك كله عبر تلك الفريضة- التي ستبدو مجرد شعيرة تعبدية للوهلة الأولى- الركن الخامس، ثابتنا الاخير الذي بدونه لا يقوم البناء..
*******************************************
واجه ذاتك بدلا من ان تتهرب منها
ولن يكون من قبيل الصدفة، أن يؤدي الإنغماس في الحاضر، ومفهوم "الآن وهنا" الى الإنغماس في الملذات، والمزيد منها، ومن ثم الإنغماس في الكحول والمخدرات، تهرباً من إحباطات قفص "الآن وهنا"..
سيكون "التهرب" ظاهرة من ظواهر "الآن وهنا" – عبر تلك العقاقير والمخدرات والكحول، التي يستهلكها المجتمع من أجل خلق عالم أكثر رحابة وسعة من قفص المادية الذي حدد الآفاق والخيال..
.. وعلى العكس من ذلك: فإن مفهوم الآخرة، وبالذات عبر شكلها الفرائضي في الحج، سيؤدي الى "مواجهة الذات" بدلاً من الإنكار..
فبينما أنت هناك، فإنك لن تهرب من أي شيء إقترفته، حتى تلك الأشياء التي إقترفتها وأنكرتها- ليس أمام الآخرين فحسب- بل أنكرتها حتى أمام نفسك، حتى هذه الأشياء ستتذكرها هنا، وستعترف بها، من أجل أن تنجو منها، من أجل أن تغفر لك، من أجل أن تمسح من صفحتك..
بدلاً من ذلك "الإنكار" الذي يميز حضارة "الآن وهنا"، هنا توجد فرصة لمواجهة الذات..
.. وبينما تؤدي "الآن وهنا" الى الولوغ في عالم المتع الحسية، والى التطبيق العملي والجماعي لفلسفة اللذة hedonism، فإن المفهوم الإسلامي البديل، الذي يتجسد عملياً في الركن الخامس، يقود الى متعة أخرى، متعة تتجاوز الحواس الخمسة، وتتجاوز كل المفاهيم المادية للإستمتاع..
.. ربما لن يكون ذلك مفهوماً حسب مقاييس الإستمتاع والتلذذ التي يسير العالم حسبها اليوم. ، لن يكون هناك في مكة جبالاً تخلب الألباب وشلالات تفيض سحراً، ولن يكون فيها مناظراً طبيعية دائمة الخضرة.. إنما هي جبال جرداء في واد غير ذي زرع..
رغم ذلك، وربما بسبب ذلك، فسيكون هناك نوعاً آخراً من اللذة والمتعة- شيء آخر يتجاوز كل ما هو معلوم ومعتاد من لذات الحس و الجسد- ستكون هنا تلك الرعشة القصوى التي لا توجب غسل، بل إنها تغسل الروح وتطهرها، ترفعها في سموات النشوة السبعة وفضاءاتها اللامتناهية..
يحدث ذلك، رغم الزحام، رغم أن لا مناظر طبيعية، رغم أن كل ما تعودناه من مفاهيم المتعة غير متوفر..
لكنه يحدث، وإذا بالروح والجسد يحلقان معاً عبر اللحظة العابرة الى التاريخ العميق والى الأبد السديمي في آن واحد....
وإذا بالنشوة القصوى تمر في الروح والجسد في آن واحد.. فإذا بها متعة أخرى – مختلفة كماً ونوعاً عن كل تلك المتع الصغيرة التي تعود الناس على الإنغماس فيها وبرمجة حياتهم الآنية على أسسها..
.. ولذلك فهم يتجشمون عناء تلك الرحلة، مرة، بعد مرة، بعد مرة..
********************
صرخة مريرة من اجل حقنا في التساؤلات و الاجوبة
أود هنا، أن أصرخ صرخة مريرة في وجه المؤسسة الدينية التقليدية، التي حرمتنا من التساؤلات، وحرمتنا بالتالي من معرفة الأجوبة، وجعلتنا نؤدي الطقوس والشعائر دون أن نعرف كم هي عميقة، ودون أن نعرف أن عمقها هذا هو الهدف الأساسي من تلك الشعائر..
أصرخ تلك الصرخة، الطويلة المريرة، وأنا أتذكر ملايين الحجاج، عبر السنين، عشرات ومئات السنين، ووعاظنا الكرام يفتون أن أفعل كذا ولا تفعل كذا، ويغرقون ويغرقوننا معهم في دوامة تفاصيل، وفي كل خطوة أربع أقوال مختلفة، كلها تدعي وصلاً بسنة محمد عليه الصلاة والسلام، وسنة محمد لا تقر لأي قول بذاك، فهي لا تتصل بغير المقاصد..
.. أصرخ صرختي، وأنا أتذكر كيف أن تلك التفصيل شوشت دوماً على المقاصد، وألهت الملايين، بل مئات الملايين، عن السبب الحقيقي وراء تلك الشعائر..
إنها صرخة طويلة ومريرة.. لكنها ليست محبطة..
نعم، الآن، وقد وصلنا الى ما وصلنا إليه، فصرختي فيها من التحذير أكثر ما فيها من الإحباط..
******************
بعد كل هذا، هل يكون غريباً أن تفتتح سورة الحج، لا بالحديث عن الشعائر أو الطقوس، بل ببساطة عن الآخرة، فهي المقصد الأساسي من الفريضة..
(يا أيها الناس إتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد). الحج: 1-2.



*****************
الآخرة، وإرتباطاتها الزمنية، عبر تاريخ عميق عريض، هي بمثابة الثابت الخامس، بوجه ثابت الفردوس الأمريكي المستعار، الذي يرى أن لا شيء غير الآن وهنا، وأن ليس هناك غير حياة واحدة هذه التي يعيشها الإنسان فليغتنمها بالتمتع بالحواس والملذات..
الآخرة، والحس التاريخي المرتبط بها، الذي يقول لك أنك لم تخلق عبثاً، وأنك لم تخرج من ثقب الحائط لتسقط في النهاية في ثقب أسود، هي ثابتنا، بوجه ثابتهم الذي يلغي التاريخ، لأنهم ببساطة لا يملكونه.. وحتى لو مضت القرون على بنيانهم، فسيظلون بلا تاريخ، لأن فكرتهم من ثوابتها إلغاء التاريخ، وإعتباره أما منتهياً، كما فوكوياما، أو مرحلة تاريخية، تنتصر علىأخرى ، كما داروين..
إنه ثابتنا، مقابل ثابتهم..
********************
من "الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد"
الدكتور احمد خيري العمري- دار الفكر دمشق 2006



الحج ؟؟ هل انت جاد؟! - بهاء - 12-16-2006


ولو أنى ما عجبنى - أسلوب الكاتب , لكن ما علينا ..

نظراً لأنه كالعادة , هيدخل مسلم أو أثنين للرد :

فأتمنى توضيح هذه المسائل :

* ما فائدة الحج للمسلم من الناحية العملية ؟ . رحلة الحاج أشتهرت فى الماضى الى انها من أشقى الرحلات التعبدية . يعنى لا يحضرنى فى ذاكرتى الضعيفة اى رحلة تعبدية مفروضة على أتباعها بهذه الصورة .

** كل سنة فى مصر بيطرح هذا السؤال :

مصر تموت من الجوع , والحجاج يذهبون الى السعودية بــ 3 مليار دولار , وبلادهم مخروبة .

يعنى لو قلنا أن الرحلة تتكلف خمسة وعشرين ألف جنية .. فأن ثلاثة مليار جنية مصرى - بلاش دولار .

يبقى بحسبة بسيطة , نكتشف أن هناك مائة وعشرين الف مواطن مصرى يذهبون الى الحاج ثانوياً ... هؤلاء يملكون ثلاثة مليار جنيه ! يعنى فى حجم المعاونة الأمريكية لمصر , ونصف !


لو قسمنا هؤلاء على محافظات مصر الواحد والعشريين . يبقى من الناحية النظرية فى كل محافظة خرج ( 6000 مواطن مصرى ) .

يعنى كل محافظة تملك كل سنة طاقة ( مائة وخمسيين مليون جنيه ) .

واليكم بعض الأشياء التى يمكن عمل بها أنجازات تاريخية :

1- يتكلف بناء 30 ألف وحدة سكنية .... أثنين ونصف مليار جنية .

2- يمكن بناء قرية كاملة ... بتكلفة مائة مليون بس .

3- توصيل مياه الشرب ( لــ 200 قرية ) يتكلف 1.5 مليار جنيه بس .

4- تكلفة بناء المدرسة الواحدة ...بــ 2 مليون فقط !



أعتقد أنه أن الأوان للحكومة بمصادرة الأموال ( والضرورات تبيح المحظورات ) .

ولا ايه !


الحج ؟؟ هل انت جاد؟! - مسألة مبدأ - 12-16-2006

الحكومة؟؟
هل انت جاد؟؟

لكن سؤال : ما هي فائدة امور اخرى كثيرة- مكلفة جدا ايضا- للشعب المصري من الناحية العملية..
اشمعنى الحج يعني
عل العموم شكلك لم تقرأ الموضوع اصلا..



الحج ؟؟ هل انت جاد؟! - كمبيوترجي - 12-16-2006

تحياتي زميل "مسألة مبدأ" (f)

لم أكمل قراءة موضوعك بعد حيث لفتت انتباهي مداخلة الزميل بهاء (f)

أنا عن نفسي أتّفق مع الزميل بهاء في ما نبّه إليه، ألا وهو تكاليف الحج ومصاريفه، خصوصا في بلد يعاني من الداخل كمصر حالها كحال كل الدول العربية...

الحج كما قال عليه الصلاة والسلام هو: "لمن استطاع إليه سبيلا"، أي من تيسّر له أداؤه بلا آثار جانبية غير محمودة ...

الآن بالنّظر إلى ما يُصرف من الأموال الهائلة من قبل الحجاج فهذه نُقطة جوهرية، المالُ الذي يصرفه الحاج يكفي أن يصرفهُ في أمور تُعدُّ من باب التكافل الاجتماعي الذي قد يُساعد على التقليل من مُعاناة الآخرين ودرء المصائب عن أناسٍ هم بأمسّ الحاجة إلى ذلك المال...

أنا برأيي، لو تبرّع كل حاج بالمال الذي سيدفعه للذهاب إلى الحج بهدف تحسين بنى تحتية أو أعانة الفقراء والمساكين فسنشهد نهضة كبيرة لا تقلُّ في عظمها عن عظم شعائر الحج ولا تقلُّ في أجرها عن أجر الذهاب إلى الحج، لا بل قد تكون أعظم أجرا...

لو تفكّر كُل من يريدُ الحج قليلا لوجد ذلك منطقيا، الله موجود في كل مكان ولا داعي لأن أسافر حتى يغفر لي أو يغسل ذنوبي، فلو تم التبرُّعُ بكل نقود الحج لتنفيذ خطط تنموية لكان أفضل للأمة الإسلامية...

ليتم تعطيلُ فريضة الحج لعدة أعوام، وليتم تحويلُ أموالها لأهداف تنموية واقتصادية واجتماعية، وبعد ذلك فليحج من يريدُ أن يحج...

رأيي الخاص وأشكرك على موضوعك يا زميل :redrose:


الحج ؟؟ هل انت جاد؟! - مسألة مبدأ - 12-16-2006

الزميل كمبيوترجي
شكرا على التحية ..و احييك بأحسن منها
من ناحية المبدأ انا معك- و لم يقل كاتب الموضوع الاصلي اي شئ يخالف هذا..فقط يحاول ان يبحث في التوظيف الاجتماعي-الحضاري للحج و للشعائر فيه..و هو في الوقت نفسه يشن هجوما كبيرا على المؤسسة الدينية التقليدية التي فرغت الحج من عمقه الاجتماعي و جعلته "غسالة ذنوب " لا اكثر..
استطيع ان اتفهم جدا دعوتك لو ان المجتمع عموما كان يمر بمرحلة تقشف..لكن كل شئ مسموح بكل مظاهره و الوانه و تفاهاته..فلم الحج تحديدا هو الذي يضحى به؟ استطيع ان اعدد عشرات المشاريع الاستهلاكية التي يهدر بها المال العام و الخاص و مع ذلك لا احد يتحدث عن الغائها..
شكرا على مداخلتك و احلى وردة لك:97:


الحج ؟؟ هل انت جاد؟! - بهاء - 12-16-2006

اقتباس:  مسألة مبدأ   كتب/كتبت  
الزميل كمبيوترجي
شكرا على التحية ..و احييك بأحسن منها
من ناحية المبدأ انا معك- و لم يقل كاتب الموضوع الاصلي اي شئ يخالف هذا..فقط يحاول ان يبحث في التوظيف الاجتماعي-الحضاري للحج و للشعائر فيه..و هو في الوقت نفسه يشن هجوما كبيرا على المؤسسة الدينية التقليدية التي فرغت الحج من عمقه الاجتماعي و جعلته "غسالة ذنوب " لا اكثر..
استطيع ان اتفهم جدا دعوتك لو ان المجتمع عموما كان يمر بمرحلة تقشف..لكن كل شئ مسموح بكل مظاهره و الوانه و تفاهاته..فلم الحج تحديدا هو الذي يضحى به؟ استطيع ان اعدد عشرات المشاريع الاستهلاكية التي يهدر بها المال العام و الخاص و مع ذلك لا احد يتحدث عن الغائها..
شكرا على مداخلتك و احلى وردة لك:97:

يا زميلنا العزيز , عندما تقولى أن ثلاثة مليار جنيه مصرى - كفيلة فى عددة سنين أن تعمل ثورة فى البنية التحتية فى مصر , فهذه يجب منعها , ويجب منعها .

وما هى يا عمنا المشاريع الأستهلاكية اللى بتخرج من البلد 3 مليار جنيه ؟

حتى فوانيس رمضان المصنعة فى الصين , لم تستهلك هذا الرقم ؟

حتى لو أستهلكته , فهى تتدخل تحت بند الأستيراد والتصدير . وعلاقات بين مصر والصين !


هناك أصوات بدأت تكثر بصورة كبيرة , تتدعو الى وضع حد لأغراق البضاعة الصينية فى المجتمع المصرى , لم لها من تأثير على الأقتصاد القومى . فلماذا لا نعيد النظر فى الثلاثة مليار .

يعنى ممكن نطبق سنة الحبيب - بطريقة حلوة , نمنع خروج الشخص الى الحاج أكثر من مرة .

أعرف ناس ذهبت الى الحاج 7 و 10 مرات .


الناس فى مصر , مش لقية لا تأكل ولا تشتغل , ولا لقيه حد يمول مشروعاتها ... وتكلمنى عن الحاج والعمرة .


* على النعمة , ده أنا كنت أبنى مكعب أسود - واخلى الناس تلف حوليه . ونأخذ أحنا الثلاثة مليار .

الله يرحمك يا أبرهة :D


الحج ؟؟ هل انت جاد؟! - الزعيم رقم صفر - 12-16-2006

اقتباس:  bahaa1986   كتب/كتبت  
 
ولو أنى ما عجبنى - أسلوب الكاتب , لكن ما علينا ..  

نظراً لأنه كالعادة , هيدخل مسلم أو أثنين للرد :  


ولا ايه !

و ما المانع ان يدخل مسلم او اتنين كما يدخل ملحد او عشره

اقتباس:  bahaa1986   كتب/كتبت  
* ما فائدة الحج للمسلم من الناحية العملية ؟ . رحلة الحاج أشتهرت فى الماضى الى انها  من أشقى الرحلات التعبدية . يعنى لا يحضرنى فى ذاكرتى الضعيفة اى رحلة تعبدية مفروضة على أتباعها بهذه الصورة .  

و لو ان الحج هو من شعائر الله التى تخص فقط المسلمين المؤمنين بالله وحدهم و هو من اركان الاسلام الذى قبله و امن به كل مسلم بحريته و دون اجبار

الا ان هذا لا يمنعنى من الحديث معك بنفس المنطق العلمانى

الحج يمكن ان تعده سياحه

و يروج للتجاره فكثير من المصريين يقمون بشراء البضائع من السعوديه و بيعها فى مصر

و يزيد من المعرفه المكتسبه بالسياحه

و يزيد من تعارف البشر ببعضهم فى مصر و السعوديه

اقتباس:  bahaa1986   كتب/كتبت  
مصر تموت من الجوع , والحجاج يذهبون الى السعودية بــ 3 مليار دولار , وبلادهم مخروبة .  

غير صحيح

و بلادنا ليست مخروبه يا استاذ

اقتباس:  bahaa1986   كتب/كتبت  
يبقى بحسبة بسيطة , نكتشف أن هناك  مائة وعشرين الف مواطن مصرى يذهبون الى الحاج ثانوياً ... هؤلاء يملكون ثلاثة مليار جنيه ! يعنى فى حجم المعاونة الأمريكية لمصر , ونصف !  

و كل عام ياتى الى مصر من السعوديه اضعاف هذا الرقم من السائحين السعوديين الذين ينفقون اضعاف هذا المبلغ فى مصر فكما نستضيفهم و ينفقون فى ارضنا و يروجون الحركه التجاريه فى مصر نفعل نحن المثل و كل حسب غرضه

اقتباس:  bahaa1986   كتب/كتبت  
أعتقد أنه أن الأوان للحكومة بمصادرة الأموال ( والضرورات تبيح المحظورات ) .  

ولا ايه !

انت عاوزها تتقلب شيوعيه و لا ايه ؟


الحج ؟؟ هل انت جاد؟! - بهاء - 12-16-2006




شوف يا زعيم : أنا متبعك , وبشوف ردوك على الأخريين .. ولا أسعى الى أن اصدر حكماً عليك , ولا طريقتك فى المداخلات .

أنا أتعلمت من فترة طويلة , أن الحوار هدفه أن الأخريين يسمعوا رأيك فى شئ . وأنت تسمع رأيهم فى نفس الشئ ..

فأنا لا أسعى الى خناقة , ونصرة للعلمانية أو للدينية . يعنى بمعنى أبسط ( أنا بقول رأى , والسلام للجميع ) . وكل واحد يقرأ , ويشوف لو عجبه الرأى ومشى معاه - أهلا وسهلا . ولو لم يعجبه , برضه أهلا وسهلا :)

يبدو أن حضرتك لم تفهم ما أقصد تماماً .

( أنا عندما عرضت فائدة الحج , كانت جنباً الى جنب مع تقييم للفلوس اللى هتنفق على تلك الفائدة , و مشاريع بحاجة الى بناء ) .

لأنى أسعى من هذا النقاش , أن أعرض لك وجهة نظر متكاملة من جميع جوانبها .


هناك عددة حقائق فى الموضوع :

1- أن مصر تعانى من مشكلة بنى تحتية . فالثورة العقارية فى مصر , تتدمر تدميراً , واذا فتحت الجريدة ولقيت عمارة تنهار فى دماغ اللى بنوها .. هذا خبر عادى .

من كام يوم بس , وقعت عمارة فى الأسكندرية فى منطقة قريبة من محطة مصر . هذا العمارة واحد من أثار محطة مصر القديمة . يعنى الحفاظ عليها شكل حضارى للبلد , فضلا عن أنه مظهر تاريخى ...

أدى انهيار هذه العمارة الى :

( أغلاق شارع رئيسى مما ادى الى تعطل مرور السيارات وبالتالى الحركة فى الشارع الرئيسى + أغلاق عددة محلات كانت كلها تعمل بقوة 80 % لانها محلات على الشوارع الرئيسية + تكلف البلد أزالة الركام وتأمين العمارات اللى بجوارها )

كنت فى زيارة هناك , وتمنيت لو أنى أخذ صورة للذكرة .

يعنى لن أتكلم عن مشاكل محطات المياه , ومحطات الصرف الصحى . والمدارس , والمستشفيات . هل تابعت الأزمة الأخيرة ( أختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى ؟ ) .

كل هذا لا يريدنى الزعيم أن نتكلم عليه , ويقولى البلد مش مخروبة .

قولى ابنك فى المدرسة الحكومة بيقعد مع كام واحد فى الفصل ؟ مش 80 برضه .. ولا أنت بتعلم ولادك فى مدارس أيطالى ؟

وياريت لو قولتنا - كم طالب فى الفصل يجلس فى المتر المربع الواحد ؟

* أقسم بالله العظيم - أيام تدريبى فى مدرسة , دخلت أنادى طالب من سنة أولى ثانوى . والله العظيم العيال كانت فوق بعضها , لدرجة أن الفصل مساحته لا تتعدى 18 متر . يجلس فيه 70 و 80 طالب .

أى أن المتر الواحد يشغل من ثلاثة الى أربعة طلاب .

وهذه نسبة خطيرة جدا , لأن عدم وجود حيز للطالب يتحرك فيه - بتزود العنف لديه . والله العظيم , هذه الجملة سمعتها بأذنى من مدير المدرسة نفسها .


2- أن مصر بلد يعتمد على السياحة القادمة اليه , كأحد مصادر الدخل القومى . ( فى احد المواقع وجدت أنها نسبة 10 % من الدخل القومى , وفى موقع اخر 18 % ) .
فضلا عن أن أقتصاد مصر , يعرف بأقتصاد خدمى .. يعنى قائم على أستغلال موقع مصر الجغرافى , والأنشطة التجارية المتمثلة فى الأستيراد .
مما يجعل هذا الأقتصاد - أى هزة فيه , تؤثر تأثير قوى جدا .
هذا الأقتصاد الهش مسؤؤل عن شعب حجمه 70 مليون ( وأبشر الأخوة ان التعداد السنة دى هيطلع مصايب ان شاء الله فى العدد ) عليه أن يعلم ويأكل ويشغل ويسكن ويجوز ويدفن ؟

تفتكر انه هيقدر ؟

اتركه لضميرك .


3 - أن دخل السياحة لا يتناسب مع الأنفاق .

عشان الناس تفهم حكاية السياحة فى مصر , لازم تعرف ان مصر واحدة من أكثر الدول غنى وثراءاً بالأثار والتاريخ .
فهناك سياحة الفراعنة والمتحف المصرى - الشهير جدا , وغير هذا هناك السياحة الدينية , والسياحة العلاجية , وغيرها وغيرها .

هذا كله اذا كان بيدخل فلوس للبلد , فهناك يعق عاتق على البلد فى حماية هذه الأثار من السرقة والترميم .. فهى ليست جباية , وعمالة بتلم .

ما علينا , مصر بيأتى لها حوالى ثمانية أو ثمانية ونصف مليون سائح .

متوسط عدد الأيام اللى بيقضوها حوالى عشرة أيام .

فهل النسبة القادمة من السعودية , هترجع لنا الثلاثة مليار اللى انصرفوا !

لا أعتقد هذا !



وبعدين يا زعيم , بلد ايه دى اللى كلها على بعضها 20 مليون ... هيجى منها ناس يصرفوا عندنا 3 مليار . ؟

يعنى 3 , وحطا قدامها تسعة أصفار .


حتى لو السعوديين - مع احترامى لهم , أتوا الى بلدنا وصرفوا هذا المبلغ الذى لم يحدث فى تاريخ . فمتوسط دخل الفرد عندهم كام , وعندنا كام ؟


( * ) أنا بعتقد أن هناك لمصادرة فلوس الحاج , والأعلان عن مشاريع يتم تنفيذها بهذه النقود المصادرة . حفظاً على المال العالم , وعلى اقتصادنا من الانهيار الحقيقى .

وانا أظن , أن هذه المسائلة هيساندها المثقفين فى مصر كلهم . خصوصاً اذا كان فى خبير اقتصادى بين الخلل اللى بيحدث كل سنة من خروج هذه الفلوس خارج البلد .

واللى يحب يقرأ أكثر , يمكنه قراءة هذا التقرير الأقتصادى عن حال البلد

http://www.sis.gov.eg/PDF/Ar/Economy/05090...00000010003.pdf


فى النهاية أحب أقول , أن اقتصاد البلاد يحتاج أحيانا الى الحماية من الأخطار الخارجية . والدول تتدار بلغة الواقع , والمصلحة . مش الجنة والنار والدوران حول الفحم :10:


الحج ؟؟ هل انت جاد؟! - بهاء - 12-16-2006


نسيت أقول أن المصادرة ممكن تتم - يعنى لو افترضنا النية - تحت مظلة الدستور , ولو معانا خبير فى القانون المصرى . ممكن يلقى مادة تفترض حماية مقدرات البلد وحمايتها من الأنيهار .

وبعدين أنما الأعمال بالنيات - أحنا عايزين نريحهم , لسة هيروحوا لحد هناك .!


الحج ؟؟ هل انت جاد؟! - مسألة مبدأ - 12-16-2006

اؤيد الاخ بهاء تماما في تقنين عدد مرات الحج ..
هذا منطقي تماما و مقبول 100%