نادي الفكر العربي
لواعج سليم الحص - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: لواعج سليم الحص (/showthread.php?tid=13377)



لواعج سليم الحص - رحمة العاملي - 12-13-2006

جملة شجون تعذب خاطري، فلم أستطع الاحتفاظ بها في قرارة نفسي.
في خبر حفلت به الصحف أن رئيس مجلس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة سيتوجه إلى موسكو في زيارة رسمية إلى روسيا. فلم أتمالك إلا أن أتمنى له التوفيق في زيارته إلى موسكو، عسى أن يجد هناك الحل للأزمة الحكومية، التي بلغت حدود الأزمة الوطنية المدمرة، بما يرافقها من شحن مذهبي.
كُفَّ عن السفر أيها الرئيس العزيز إلى أن تستعيد وضعك رئيساً لمجلس وزراء مكتمل الأهلية والفعالية. الناس لم تعد تجد في سفر المسؤولين سوى امتهان لكرامتها واستخفاف بمصيرها. فكيف يجيز مسؤول لنفسه مغادرة وطنه وسط أزمة ناشبة في حضنه. أجل في حضنه. فالأزمة تتمحور على الوضع الحكومي، ورئيس الحكومة لا يجد تكريساً لصفته وشرعيته إلا بصور تُلتقط له إلى جانب زعماء العالم.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإنني لا أجد تفسيراً لسلوك حكومتنا الجليلة على الصعيد الأمني. إنني في قرارة نفسي لا أصدق أن أجهزة الدولة لم تضع يدها بعد على قتلة الوزير الشاب الشيخ بيار الجميل. فالجريمة تكاد تتحدث عن نفسها. وأنا أكاد أكون على يقين من أن المسؤولين يعرفون الجاني، ولكنهم يكتمون اسمه حرصاً على سمعته ودوره المشبوه هذه الأيام، وهو محسوب على الفئة الحاكمة. فتش عن المستفيد من الجريمة.
وفي المجال الأمني أتساءل مع المتسائلين: ماذا حلّ بشبكة الجاسوسية الإسرائيلية التي ألقي القبض عليها وصودرت المعدات والأجهزة المتطورة التي تمتلكها، وقد ثبت أنها هي المسؤولة عن مقتل أخوين من آل المجذوب في مدينة صيدا؟ سمعنا تهديداً ووعيداً بالضرب بيد من حديد. فإذا بالأمر ينتهي وقد عفا الله عما مضى.
ومن جهة أخرى، فإنني أغبط ولا أقول أحسد الطائفة المارونية الكريمة على بطريركها ومطارنتها. الكل يلهج بالمبادرة الطيبة التي أطلقها مجلس السادة المطارنة، ويخص بالإشادة
دور غبطة البطريرك. أما نحن المسلمين، وتحديداً المسلمين السنة، فمفتينا مصرّ على أن يكون مفتي الحكومة اللبنانية ويأبى أن يتصرف كمفت للجمهورية اللبنانية. ما كان أحراه أن يؤدي دور الأب للجميع، جميع المسلمين، سنة وشيعة، ويكون الجامع بينهم على قيم الإسلام السامية. فهو للأسف الشديد آثر أن يكون نصيراً لفريق سياسي في طائفته، على أهمية هذا الفريق واحترامنا له.
وعلى مستوى آخر، كانت الثنائية الطائفية في تاريخ لبنان الحديث وما تزال هي مكمن الداء الأعظم في المجتمع اللبناني. عندما كانت ثنائية مارونية سنية كانت سائر الفئات الطائفية تتميّز غيظاً وريبة وتململاً. ومنذ التوقيع على مذكرة تفاهم بين السيد حسن نصر الله والعماد ميشال عون وُلدت ثنائية جديدة تثير المخاوف والريب والتوجسات عند الآخرين. ما كان أحراها أن تكون على الأقل ثلاثية. لعل الشريكين كانا يراهنان على انضمام السيد سعد الحريري إليهما فلم يصح توقعهما. وكان يجب أن تكتمل الثلاثية بالمشاركة المباشرة في صوغ مذكرة التفاهم وليس بالانضمام إليها. ولعل موجة المذهبية التي تجتاح الساحة الوطنية هذه الأيام هي إلى حد ما من مخلفات تلك الثنائية وتداعياتها. من يدري؟
حذار اليوم أن يكون السلوك تحت عنوان المعارضة فيما القرار فعلياً ما زال يرتكز إلى ثنائية تفرّق ولا تجمع.
أخيراً لا آخراً، يؤلمني أن ندعي الحرية والديموقراطية وقد هتكنا أبسط قيم الحرية والديموقراطية وقواعدهما. فنحن نشكو من وفرة الحرية وقلة الديموقراطية. والحرية من الوفرة بحيث بتنا غارقين في فيض من حرية الكذب والمخادعة وازدواج المعايير، وحرية الانفعال والانسياق وراء الإثارة الفئوية والعصبيات الرخيصة، ولم تفتنا حرية الشتم والتحقير والإهانة والتنابذ.
قلت يوماً: أول الثوابت في حياتنا العامة أن لا ثوابت فيها. كل ما يدور على الساحة السياسية العامة يدفعنا دفعاً إلى الكفر بنظامنا، أو بالأحرى بلا نظامنا. ولكن المهم ألا نكفر بما يجب أن يكون من مبررات وجودنا الوطني، وفي المقدمة الوحدة الوطنية والرهان على تطوير الممارسة الديموقراطية الصحيحة مع المحافظة على القيم الوطنية والاجتماعية والإنسانية في ممارسة حرياتنا.

سليم الحص

http://www.assafir.com/iso/today/front/1331.html


لواعج سليم الحص - رحمة العاملي - 12-16-2006


كيف جعلوا العلم اللبناني سروالاً!

سليم الحص
كان يمكن أن يكون التساؤل: كيف أصبح العلم اللبناني معطفاً؟ إلا أن المعطف يستخدم لاتقاء البرد. ونحن قوم لسنا في حاجة إلى اتقاء البرد. فنحن نشكو من شدة الحرارة في عروقنا. ثم إن الرياح التي تهب علينا من الخارج هي عادة رياح ساخنة وليست باردة قارسة.
وكان يمكن أن يكون التساؤل: كيف أصبح العلم اللبناني سترة؟ إلا أن السترة تُرتدى عادة استكمالاً للهندام. ونحن قوم هندامنا لا يكتمل بسترة فيما نحن نجعل من التشمير عن زنودنا، في الأوقات غير المناسبة، ديدناً. وفي هندامنا تختلط الألوان: اللون الأميركي مع اللون الإسرائيلي وفي المقابل اللون السوري واللون الإيراني واللون العربي المتعدد المشارب.
فجعلنا من العلم اللبناني سروالاً لأن السروال يستر العورات، ونحن في حاجة ماسة إلى ستر عيوبنا وعوراتنا.
عورات الحكومة هي معروضة تحت الأضواء الأميركية الكاشفة. نسمع يومياً إطراءً غير بريء من مسؤولين أميركان لرئيس مجلس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة وحكومته، وذلك على شتى مستويات المسؤولية في الإدارة الأميركية، ابتداءً من الرئيس جورج دبليو بوش، مروراً بوزيرة خارجيته السيدة كوندليسا رايس وانتهاءً بالمندوب الدائم الراحل في الأمم المتحدة الصهيوني جون بولتون. في ظل التحالف المشؤوم لا بل التماهي
في المواقف بين أميركا وربيبتها إسرائيل، لو كنت في الحكم في لبنان لما ارتضيتُ دعماً أميركياً للحكومة على هذا الوجه السافر والمتكرّر وغير المسبوق في تاريخ لبنان.
والعورة الأميركية تبدو فاقعة عندما يدخل صهاينة إسرائيليون على الخط ليعربوا عن قلقهم على وضع حكومة لبنان ومصيرها. وليس ذلك غريباً، فليس بين اللبنانيين من يستطيع التفريق بين ما يسمى سياسة أو استراتيجية أميركية في المنطقة وسياسة أو استراتيجية إسرائيلية. فهما متطابقتان حتى في التفاصيل. وطوال حرب تموز 2006 كان واضحاً أن الحرب كانت تشن على لبنان من إسرائيل بمشاركة سافرة من الدولة العظمى. وقد اتخذت المشاركة الأميركية أشكالاً متعددة: سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً (تسليحياً)، وقد عبّرت الدولة العظمى عن دورها داخل الأمم المتحدة وخارجها عبر مواقف سياسية معلنة.
وعورة الحكومة سُلّطت عليها أيضاً أضواء فرنسية باهرة، بإدارة الرئيس شيراك مباشرة.
والعورة الحكومية يخفيها فريق من اللبنانيين بطلاء من الدستورية أو القانونية فلا يرى جانب الشرعية منها، وليس هناك من استطاع أن يوفق بين دعوى دستورية الحكومة ودعوى لا شرعيتها بوجود نص في مقدمة الدستور يقضي بأن لا شرعية لسلطة تناقض ميثاق العيش المشترك.
ولكن السؤال الكبير يبقى: ما العيب في انكشاف عورة الحكومة في مجتمع من العراة، بالمعنى السياسي طبعاً؟
فبين اللبنانيين فريق لا يخفي علاقته الطيبة مع سوريا فيما سوريا تتحفظ على المحكمة الدولية في مذكرة ترسلها رسمياً إلى الأمم المتحدة. ولا ينفي هذا الفريق علاقته الوطيدة مع إيران التي تصادم الدولة العظمى على أرض لبنان. وهي تجهر بذلك.
وهناك فريق يتسلح بقوة الأكثرية النيابية، فتنكشف عورته إذ يبدو جلياً من التظاهرات الشعبية العارمة التي غصت بها ساحات العاصمة وشوارعها أن الأكثرية النيابية لا تملك بالضرورة الأكثرية الشعبية في الشارع. فلا يسع المواطن اللبناني، المطوّق بالعيوب السياسية، إلا أن يسبّح بحمد النظام الانتخابي المعتلّ الذي أنجب هذا المشهد من التعارض بين التمثيل النيابي والتمثيل الشعبي. ويسمى ذلك ديموقراطية!!
وضمن فريق الأكثرية النيابية من لا يستطيع أن يخفي عورته وهو مثقل بأحكام قضائية في جرائم قتل، كما هو مثقل بشبهة العمل على كنتنة لبنان على قواعد طائفية. وسواه من هذا الفريق لا يستطيع أن يخفي عيبه إذ يناصب دولة شقيقة مجاورة العداء، فيرميها بكل صنوف الاتهامات مستبقاً نتائج أي تحقيق، وهو كان لسنوات طويلة ذيلاً من أذيال أجهزتها الاستخباراتية. وفي سياسته المتقلبة يحتمي بدرع مذهبية فاجرة.
وبين هذا وذاك زعيم جعل المذهبية مطيّة إلى العلى، وأدرك أن له أذنين اثنتين، فأعار إحداهما لصاحب السجل العدلي الحافل وأعار الثانية إلى المهاجر من الاستزلام لشقيق إلى تحميل ذلك الشقيق كل رزايا المرحلة. ولعله يملك أذنين إضافيتين غير مرئيتين: واحدة يعيرها إلى الرئيس الفرنسي شيراك والأخرى إلى دولة عربية. هكذا تميّز الزعيم بعيب مركّب ومتشعب لا نظير له.
وبين سائر الزعامات مَن عوراتهم السياسية تتحدث عنهم ببلاغة ما بعدها بلاغة. وبينهم من له سجل حافل في الإجرام إبان الحرب اللبنانية القذرة التي استدامت نحو خمسة عشر عاماً، وكذلك في الضلوع في الفساد الذي طبع أداء الحكم منذ تلك الحقبة، فكانت عوراته على هذا الصعيد وذاك سلّماً تسلقها إلى أعلى مراتب الهيكل.
كل هذه العورات السياسية يحرص أصحابها هذه الأيام على إخفائها تحت العلم اللبناني الخافق.
كل يتظاهر ضد الآخر، والكل يستر عيوبه برفع العلم اللبناني مرفرفاً فوق رأسه.
هكذا أصبح العلم اللبناني سروالاً لستر العورات. ولكنه في واقع الحال رداء شفاف. فالعورات والعيوب تبقى، عبر النسيج الشفاف، واضحة وضوح الشمس أمام الناظرين.
ولكن العيوب لا تضير صاحبها في بلد ضاعت فيه معايير المساءلة والمحاسبة أو كادت في كل مجال وعلى كل صعيد. عاشت الديموقراطية ولو زائفة.

http://www.assafir.com/Article.aspx?Editio...&ArticleId=1707




لواعج سليم الحص - عوليس - 12-16-2006

مخطئ يا رحمة العاملي :no2:

هناك أكثر من سيناريو محتمل، وطالما أنك صفوي فارسي كما تبين لك في المرآة فإنك تجهل أن هذا الغزل أصلاً إما لإضعاف حكومة السنيورة، ولمساندة حزب الله العميل لإيران، المتحالفة في الخفاء مع للأميركان لكنها تتقي (شايف المؤامرة)

أو ان الأمريكي يهمه فعلاً مصلحة لبنان لأنه يحب لبنان وقد رقّ قلبه على السنيورة الذي بكى فهبّ لنجدته، فلبنان هو رمز للسيدة العصرية التي تتبنى النموذج الحايكي (سلمى حايك) والذي تأمل الإدارة الامريكية أن تجعله model يُطبق على سائر الشعوب الشرق أوسطية الهمجية، طبعا دون مقابل مادي، لأن أميركا أصلاً هي الربّ الجديد الذي وضع نصب عينيه أن يجعل كل المعمورة تنعم بالرخاء والحب والسلام :yes: