حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
المحكمة الدولية لتجهيل القاتل ومحاكمة المعارضة اللبنانية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: المحكمة الدولية لتجهيل القاتل ومحاكمة المعارضة اللبنانية (/showthread.php?tid=13379) الصفحات:
1
2
|
المحكمة الدولية لتجهيل القاتل ومحاكمة المعارضة اللبنانية - رحمة العاملي - 12-13-2006 يوما بعد يوم يتأكد بشكل قاطع ان السرعة والعجلة التي يريد بها اركان اكثرية 14 شباط تمرير معاهدة المحكمة ذات الطابع الدولي لكشف جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، ليس غايتها الكشف عن قاتل الرئيس رفيق الحريري او ليس غايتهم على الاصح ! بما فيهم غاية الابن الضال للرئيس الضحية (سعد الدين) الذي اقتحم غرفة حوار جانبية للرئيس نبيه بري اثناء جلسات الحوار الوطني كان يتشاور فيها بري مع معاون السيد حسن نصر الله الحاج حسين خليل، والنواب محمد رعد ومحمد فنيش وعلي حسن خليل عندما دخل عليهم فجأة النائب سعد الحريري لا احم ولا دستور وبادرهم قائلاً: «أعطونا المحكمة الدولية وخذوا الثلث المعطل في الحكومة، بل خذوا نصف أعضائها»! مع ان الاتفاق كان قد تم مسبقا الموافقة على مبدأ قيام المحكمة وان يصار الى تشكيل لجنة مشتركة مصغرة لدراسة المسودة شكل المحكمة الدولية والاتفاق على أسس نظامها وشكلها القانوني ليصار إلى إقراره في مجلس الوزراء بشكل جماعي وتوافقي من كل الاطراف غير ان سعد ما لبث ان غير رأيه لاحقا اثر لقاء بينه وبين حلفائه الذي بادره احدهم بالقول يا صبي شو عملت ؟ ولك كيف عرضت عليهم الثلث المعطل وتكارمت عليهم بالنصف فاجاب والله يا اخوان (اونكل جاك) قال لي إن من يأخذ المحكمة الدولية يحكم البلد ! اها يحكم البلد وطز بالحقيقة وعداداتها !! يعترضه شباطي اساسي قائلا يا بهيم انت و(الاونكل جاك) الاحمر منك ما بتعرفوا ان الجهة التي يكون بيدها الثلث المعطل قد تشلّ الحكومة وقد يستقيل وزراؤها فيتسببوا بإكراه الحكومة على الاستقالة حسب أحكام الدستور وساعتها ما بنقدر نطالهم بالمحكمة الدولية ولك كيف معقول الاونكل جاك ما بيعرف ؟ ولك اي ما بيعرف شو بفهموا هيدا ما هو رايح رايح وسيغولين جاي محلو اسأل الانتي كوندي شو بفهموا هيدا ما بيك يلي عملوا رئيس فرنسا يروي الوزير السابق عصام نعمان عن قطب لبناني بارز لم يذكر اسمه الرواية التالية :في خلال زيارتها الأخيرة للولايات المتحدة عرّجت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض على نيويورك وقابلت حامل درع الارز مندوب أميركا في الأمم المتحدة السفير جون بولتون وكان ذلك قبل استقالة هذا الأخير بطبيعة الحال. دار الحديث بين الوزيرة والسفير حول العوائق التي تكتنف إقرار نظام المحكمة الدولية في لبنان، ختمه بولتون بما معناه: نظام المحكمة سيجري إقراره عاجلاً أو آجلاً، وسوف نأتي بحسن نصر الله إلى هنا! انتبهوا لمغزى كلام بولتون السابق على تحقيق المحقيقين نظام المحكمة سيجري اقراره ليس لكشف الحقيقة بل لنأتي بحسن نصرالله الى مجلس الامن من قتل رفيق الحريري مش مهم ؟ المهم ان نحضر حسن نصرالله مخفورا الى المحكمة بتهمة تعطيل مشروع الشرق الاوسط الجديد مع العلم ان (الوليد بن ابيه ) قال ويقول وما زال يقول ان حزب الله ليس متهما بجريمة اغتيال الحريري بل صرح باكثر من ذلك لمن زاره متوسطا للمساعدة في علاج الازمة الحالية بأن ما ينتظره من قرار إنشاء المحكمة لا يتعدى استعمال ورقة ضغط بغية تحقيق ما يسميه هو( التوازن مع القاتل) و يستفيض في شرح نظريته بالقول: أعطونا المحكمة الدولية ونقيم تسوية مع سوريا. يا لطيف على هالسمعة ما مبارح كان بشار الاسد قاتل ؟ ثم يضيف وليد بك انه في حال أمسك بيده بقانون المحكمة يمكنه أن يقنع سعد الحريري بوضع حد للملاحقة وإسقاط الحق الشخصي والذهاب نحو تسوية سياسية يعني المهم ان نحكم البلد مين قتل الرئيس الحريري مش مهم ؟ وطز بستين حقيقة !! . ومع أن جنبلاط يظهر قلة اهتمامه بالآخرين، فهو يسارع إلى القول أيضاً: كما أنني مستعد للضغط مع الحريري لإزالة أية بنود من شأنها إثارة حفيظة أو قلق حزب الله من نص المحكمة. شو هالكرم الحاتمي ؟ حتى المحقق الفاشل السابق مليس دخل على خط الاكثرية حتى بتنا نظن انه ينتمي الى قرنة شهوان وليس الشرطة الالمانية فخرج عن صمته متهما خلفه المحقق براميرز بانه لا يعرف كيف يعمل ويستعمل خطوط الضغط التي صاغها مليس شخصيا على ظهر (يخت) الوزير حمادة وشهوده ما معنى الاصرار على اعتماد هذه الطرق الملتوية والمشبوهة والغير دستورية والغير قانونية في مجال اخراج هذه المحكمة الدولية التي سلم بها اللبنانيون جميعاً ووافقوا على مبدئها جميعا ! المحكمة الدولية لتجهيل القاتل ومحاكمة المعارضة اللبنانية - الكندي - 12-13-2006 [quote] رحمة العاملي كتب/كتبت يروي الوزير السابق عصام نعمان عن قطب لبناني بارز لم يذكر اسمه الرواية التالية :في خلال زيارتها الأخيرة للولايات المتحدة عرّجت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض على نيويورك وقابلت حامل درع الارز مندوب أميركا في الأمم المتحدة السفير جون بولتون وكان ذلك قبل استقالة هذا الأخير بطبيعة الحال. دار الحديث بين الوزيرة والسفير حول العوائق التي تكتنف إقرار نظام المحكمة الدولية في لبنان، ختمه بولتون بما معناه: نظام المحكمة سيجري إقراره عاجلاً أو آجلاً، وسوف نأتي بحسن نصر الله إلى هنا رحمة شكرا على هذا التوضيح المهم جدا. لم أكن أفهم لماذا كانت المعارضة تعطل المحكمة الدولية وقد وضعها ذلك في نظري موقع ارتياب. الآن أفهم. المحكمة الدولية لتجهيل القاتل ومحاكمة المعارضة اللبنانية - النجم اللامع - 12-13-2006 اقتباس: الكندي كتب/كتبت بالله عليك يا كندي لم تنتبه لهذه النقطة..؟ يبدو ان المعارضة فقدت صوابها بسبب طول فترة الاعتصام وعدم قدرتها على اسقاط الحكومة.. فاول مرة كانت كذبة أمر الجيش اللبناني..التي نفاها الجيش ونفاها السنيورة معا..طيب اين الدليل..؟ وبعدين اليوم خرج نائب حزب الله بتصريح اخر..وكمان لا دليل..الكلام المكتوب لا يقول بما يدعيه..فكانت الحجة..اصل الكلام كان شفهي..ومرة اخرى الدليل الوحيد هو من داخل المعارضة ذاتها..؟ والآن حجة جديدة من قطب لم يذكر اسمه.. ليش لم يذكر اسمه..؟ خجلان..؟ واتوقع انه لو استمر الاعتصام اسبوع ستخرج المعارضة بتصريح بان الحريري اجتمع باولمرت في تل ابيب.. والدليل قالوله.. من الطبيعي ان تضع المعارضة مئة حجة وحجة لرفض المحكمة.. بس لا اعتقد ان مجرد تلك الحجج تكفي للنفي.. الغريب وهو اهم نقطة.. انه حين الكلام عن ان هدف المعارضة الرئيسي كان تعطيل المحكمة الدولية... يقولون بالعكس تماما نحن مع المحكمة الدولية.. وبعدها في مكان اخر يهاجمون المحكمة الدولية ويرفضونها.. طيب انتم معها ولا ضدها فهمونا..؟ المحكمة الدولية لتجهيل القاتل ومحاكمة المعارضة اللبنانية - شيشكلي - 12-13-2006 اقتباس: النجم اللامع كتب/كتبتطول بالك .. مو ليطلع التقرير بالأول .. ;) المحكمة الدولية لتجهيل القاتل ومحاكمة المعارضة اللبنانية - النجم اللامع - 12-13-2006 الظاهر الشباب اخي شيشكلي قرروا ان يستبقوا التقرير من باب الاحتياط ويعطلوا المحكمة.. والآن قرار المحكمة ينتظر موافقة البرلمان الذي لن يدعوه السيد بري للانعقاد مهما حصل.. مقال له علاقة بالموضوع في جزءه الأخير.. -------------------------------------- قراءة نقدية لمواقف وتصريحات السيد حسن نصر الله الأخيرة: محمد علي الأتاسي 2006/12/06 "يا سيد أنتم المنتصرون ونحن نوافق على ذلك وإن ناقش بعضنا في حجم النصر. والمنتصر يفتح ولا يغلق، المنتصر يتحرر من العقد وأعرف أنك لا تعاني من عقد ولذلك فأنت أقدر على العلاج، ياسيد..يا أبا هادي..يا أبا هاشم" رسالة السيد هاني فحص إلى السيد حسن نصر الله، جريدة "السفير" 2282006 تريد هذه القراءة النقدية لمواقف السيد حسن نصر الله وتصريحاته الأخيرة، أن تنطلق من موقع الحرص على المقاومة وسلاحها وإنجازاتها الكبيرة في مواجهة العدو الإسرائيلي. وهي تأتي في سياق الاقتناع الصادق بالنصر العسكري الكبير الذي حققه "حزب الله" في تصديه للعدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان وكسره هيبة الجيش الإسرائيلي، وتنبع من هاجس حماية هذا النصر العسكري وضرورة ترجمته سياسياً في معادلة الصراع العربي-الإسرائيلي، الآن وهنا، بدلاً من جعله عرضة لخطر التبديد في زواريب السياسة اللبنانية الداخلية ومشاحناتها الطائفية، أو دفعه للوقوع في مزايدات الأنظمة الديكتاتورية واستعدادها الدائم للمتاجرة بدماء الشهداء وإنجازاتهم، من خلال بحثها الحثيث للبقاء على قيد الحياة بالضد من منطق الحياة نفسه، ولو كان الثمن المدفوع هو دمار الأوطان واستباحتها على يد المحتل الأجنبي، كما هو الحال في المثال العراقي. منذ البداية، نعلن انحيازنا الأخلاقي والسياسي للطرف الذي قاتل ببطولة وشرف في مواجهة المحتل الإسرائيلي وحرر الجنوب وتجنب في الماضي الغوص في أوحال الحرب الأهلية اللبنانية ومنع أي نوع من أنواع الثائر الأهلي في حق المتعاملين مع قوات الاحتلال، وجاهد بنفسه وماله ورزقه ومسكنه، وحتى بأولاده، في سبيل قضيته المحقة. انطلاقاً من هذا الانحياز الواعي والصادق، وحرصاً على إنجازات المقاومة وعلى المكانة التي نالها بجدارة "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصر الله في الداخل اللبناني ولدى الشعوب العربية والإسلامية، فإن لا شيء أهم من النقد البناء يمكن أن يفيد تجربة المقاومة ويغنيها، ويبعد عنها خطر الوقوع في مطب عبادة الفرد وتنزيه القائد وجعله فوق زمانه ومكانه. نقرّ للسيد حسن نصر الله صدقه ونزاهته ووطنيته وتضحياته الجمة، لكننا نخاف عليه من خطابات التمجيد والتبجيل، لا بل والتقديس، التي باتت تطغى على سواها في الدوائر المحيطة بـ "حزب الله" وأمينه العام، ويشارك فيها للآسف، ليس فقط مناصرو الحزب وكوادره الفاعلة ووسائل إعلامه، بل الكثير من المثقفين والنخب الفكرية التي لم يُعرف عنها شغفها بنموذج القائد الملهم الذي لا يأتيه الباطل لا من أمامه ولا من خلفه. نقرّ للسيد حسن نصر الله كاريزماتيته وصلابته ورجاحة عقله ومقدرته على التواضع، لكننا نخاف عليه من ماكينة عبادة الفرد من حوله. فالقائد التاريخي لا يضعف ولا يتنازل في مواجهة أعدائه، لكن ما أسهل أن يضعف أمام السيل العارم للمحبة والتماهي والتمجيد، فيفوته أن يفرق بين المحبين الصادقين والوصوليين والانتهازيين، المتنكرين زوراً بقناع المحبة. ولنا في الزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر، والأذى الذي لحق بمصر وبه بعد مماته، من أهم المقربين إليه وأشدهم تزلفاً وأعني به أنور السادات، خير مثال. ويكفينا أن نتذكر السهولة الفائقة التي استطاع فيها هذا الأخير الانقلاب على بنيان شامخ نخره من الداخل غياب الديموقراطية ومظاهر عبادة الفرد وتقديس الزعيم. تعبير عفوي أو مؤطر؟ في أعقاب الحرب الإسرائيلية على لبنان كتب عزمي بشارة، النائب العربي الفلسطيني في الكنيست الإسرائيلي، وأحد كبار المقربين من حزب الله، مقالاً في جريدة "السفير" (192006) بعنوان "ثقافة المقاومة والثقافة البديلة"، ضمنه موقفه المؤيد للمقاومة و"سمح لنفسه" على تعبيره، بـ "بعض النقد لنموذج كان يجب أن يحافظ على نفسه بشكل أفضل في مثل هذه الأيام"، ويا ليته سمح لنفسه بمثل هذا النقد لممارسات أصدقائه في النظام السوري! اعترض عزمي بشارة في مقالته على بعض العبارات التي انتشرت على الألسن من مثل "أبنائي استشهدوا فدا للسيد" أو "البيت هدمه القصف الإسرائيلي، ولكن لا يهم هذا البيت فدا رجل السيد". وهو إن رأى فيها رد فعل عفوياً وتحدياً سياسياً من الناس في مواجهة المحاولة الإسرائيلية لدق إسفين بين قيادة المقاومة والذين دمرت بيوتهم وحياتهم، فإنه أخذ على وسائل الإعلام التابعة إلى الحزب ترديدها لهذه الأقوال كلازمة، الأمر الذي يشير الرغبة بتحويلها "إلى ثقافة مرغوب بها حزبياً". وفي ذات السياق النقدي كتب عزمي بشارة الآتي: "نحن نتوقع من الحزب المدعوم إيرانيا ألا يتصرف تجاه إيران كما تصرفت الأحزاب الشيوعية تجاه الاتحاد السوفياتي كأنه معصوم. وإيران أكثر من غير معصومة. ففي العراق مثلا تقوم بدور السعي لتوسيع دور دولة إقليمية عظمى ولو على حساب التفتيت الطائفي للعراق... ولكن بعد الإنجاز الأخير بإحباط العدوان الإسرائيلي، وربما قبله بقليل بدأت ألاحظ مظاهر مقلقة تتجاوز التعامل مع صور القادة في إيران كما تعامل الشيوعيون العرب يوما مع صور قادة المعسكر الاشتراكي كأنها أيقونات استبدلت الأيقونات الكنسية، إلى رفع صور قائد الحزب بشكل لا يليق به في كل مكان، من الأماكن العامة وحتى على السيارات والدكاكين والمحلات الخاصة. ولا شك أنها ظاهرة تختلف عن ظاهرة فرض صور الزعماء. ففيها الكثير من المحبة الشخصية العفوية للحزب وقائده، والرغبة بالمجاهرة بدعم المقاومة، وبالهوية السياسية، أو حتى الطائفية. ولكن ظاهرة تقديس الشخصية كانت غالبا خليطا بين الإيمان الشعبي والتشجيع الرسمي. ويفترض أن يحاول الحزب السياسي الذي يحمل ثقافة تحررية أن يسعى ليقلل أو يخفف من هذه الظاهرة لا أن يشجعها رسميا في مطبوعاته ونشره ووسائل إعلامه". ويضيف بشارة في مكان آخر من المقالة أن "جعل الرمزية في شخص، أي قائد، هو شخصنة للفكرة وترفيع للشخص إلى مرتبة فوق مستوى النقد. وهذا يؤثر في النهاية على طبيعة الفكرة ذاتها". بعد هذه المقالة بعدة أيام أجرى السيد حسن نصر الله مقابلة مطولة مع جريدة "السفير" اللبنانية (592006) تطرق فيها إلى مقالة النائب عزمي بشارة في الجريدة نفسها، وأجاب بالآتي: "أنا قرأت في <السفير> المقالة الأخيرة للأخ الدكتور عزمي بشارة ونقده لهذه الشعارات، وأنا اقبل هذه الملاحظات لكن هذا مظهر جديد وطارىء. نحن منذ العام 1982 وحتى 11 تموز 2006 لم نسمع في أدبيات الناس أن عائلة يهدم بيتها في بيروت والجنوب أو البقاع ويسقط من أولادها شهداء وتقول أن ذلك فداء أقدام المقاومة والمقاومين وقيادة المقاومة... منذ 12 تموز الماضي حصل شيء له علاقة بحجم الاستهداف والضغط وطبيعة الحرب وأسطورية ما قامت به المقاومة. الصمود جعل الناس العاديين الطيبين الصادقين يعبرون عن ثباتهم وصمودهم وأحيانا سخطهم وغضبهم بهذه العبارات. وأمام ما حصل من خذلان كبير وكان الناس يسمعون ويشاهدون ما يجري من حولهم في كل العالم. هذه التعابير هي مظهر وليست ثقافة ولن نقبل أن تتحول كذلك". صحيح أن السيد حسن نصر الله، في رده على النائب عزمي بشارة، أشار برحابة صدر إلى قبوله بملاحظات بشارة وأكد أن هذا مظهر جديد وطارئ وليست ثقافة وأنه لن يقبل بأن تتحول إلى ذلك. لكنه، جانب الصواب تماماً عندما عزا هذه الممارسات إلى مجرد كونها تعبيرات صادقة وعفوية، ورفض أن يرى جانب التشجيع والتأطير والدفع في هذا الاتجاه، الذي تمارسه ماكينة "حزب الله" والمؤسسات الملحقة بها. مدعاة الخطورة في قول السيد أن "هذه التعابير هي مظهر وليست ثقافة"، تجاهله الدور الذي تلعبه ماكينة الحزب في إظهار ممارسات كهذه وتشجيعها. هل فاته مثلاً أن كاميرا قناة "المنار" هي التي بثت كلام الحاجة كاملة، أياماً متتالية، تقول فيه أن منزليها "فدا السيد"؟ فهو إن كان يعلم ويسكت عن هذا الدور فهذه مصيبة، وإن كان لا يعلم ولا يرى، فهذه طامة كبرى. لأن معنى هذا أن السيد نفسه أصبح أسير ممارسات من هذا النوع وضحيتها. سنكتفي في هذا المجال بإيراد بعض الأمثلة الدالة على عمل ماكينة الحزب في هذا الإطار. شخصنة المقاومة منذ نهاية الحرب انتشرت في الضاحية والجنوب ومناطق واسعة من لبنان صور ضخمة للسيد حسن نصر الله، عليها عبارات من مثل "وعدنا الصادق" أو "نصر من الله"، في إشارة واضحة إلى شخصنة إنجاز المقاومة واختصاره باسم السيد حسن نصر الله وشخصه. وإذا افترضنا جزافاً أن من قام بهذه المبادرة بعض البلديات والمؤسسات غير المرتبطة مفصلياً بالحزب ولا تتلقى أوامرها مباشرة منه، فكيف يمكننا أن نفسر حضور هذه الصور بأحجام ضخمة وهيمنتها على الحشود الغفيرة التي أتت للاستماع إلى السيد حسن في "مهرجان الإنتصار" الذي نظمه الحزب في 2392006، وأشرف فيه على كل شاردة وواردة. إلى صور السيد العملاقة التي أحاطت بساحة الحفل، فإن خلفية المنصة التي خطب فوقها كانت تحمل هي الأخرى عبارة "نصر من الله"، خطّت فيها كلمة نصر بلون مختلف لتمييزها ولتأكيد ارتباطها باسم السيد حسن. هنا يحضر السؤال: ترى ألم يشعر السيد حسن نصر الله بالحرج وهو يطل على الجموع المحتشدة ويرى صوره الضخمة، لا محمولة في الأيدي فقط، ولكن موضوعة في أفيشات ضخمة تطل على الحشود. دائما في إطار الصور المشخصنة وطغيان بورتريهات السيد على ما عداها، أدخلت ماكينة حزب الله التعبوية ممارسة جديدة خارج ما ألفته من طباعة صور شهداء المقاومة وتوزيعها. فأثناء مراسم تشييع جثامين الشهداء الذين سقطوا في عملية "الوعد الصادق"، والتي تكفل حزب الله بتنظيمها بشكل لائق في العديد من القرى الجنوبية، ألصقت صور الشهداء على نعوشهم وتم تزيين هذه الصور في أعلاها ببورتريه للسيد حسن نصر الله! فحتى صور الشهداء، أبت ماكينة الحزب إلا أن ترفقها بصور قائد الحزب. إذا وضعنا جانباً صور السيد حسن نصر الله، على الرغم من دورها الرمزي البالغ الأهمية في شخصنة المقاومة واختصارها في شخص القائد، ونظرنا إلى الكيفية التي تتعامل بها ماكينة الحزب مع قائدها السياسي، وجدنا أن هذه الطريقة من التعامل بات يشوبها الكثير من التبجيل والتنزيه، وصولاً إلى حد التقديس. نكتفي بإيراد مثال بالغ الدلالة يرتبط بالطريقة التي قدم فيها العريف في "مهرجان الانتصار" لكلمة السيد حسن نصر الله. من المسلم به أن عريف الحفل في مثل مهرجان حاشد كهذا، احتفاء بنصر المقاومة، لا يتم اختياره جزافاً ولا ينطق عن هواه، بل هو بمثابة الناطق المكرس والمكلف من ماكينة الحزب لتقديم الخطيب الأوحد في هذا المهرجان. فما الذي قاله هذا العريف؟ هاكم بعضاً من عباراته الرنانة: "جئناك أبا هادي..جئناك نقدم عمرنا وحبنا والتهاني اشتقنا لعينيك، الضوء من مقلتيك يشعل الورد في الآفاق حربنا حربك، إذا قلت إزحفوا هدرت جموعنا وإذا قلت قفوا وقفنا إكشف عن لثامك، مد يديك، فنحن أرواحنا أسكرها بعدك". ترى، أليس في مثل هذه العبارات محاولة لإخراج السيد حسن نصر الله من دائرة البشر إلى دوائر أخرى لا يعلم إلا الله مداها؟ السؤال الأهم هو كيف يرضى السيد أن يقدمه حزبه وفي حضوره بمثل هذه الطريقة؟ نتفهم أن تهدر الجماهير الغفيرة بعفوية باسم السيد حسن نصر الله كلما أطل عليها، بكاريزماتيته، خطيباً في مهرجانات الحزب الحاشدة، لكن ما لا نستطيع فهمه أن تقف كوادر الحزب عن بكرة أبيها ملوّحة بقبضاتها ومردّدة بصوت واحد في مواجهة السيد حسن: "لبيك نصر الله.. لبيك نصر الله". كما حدث أخيراً في اللقاء الذي أعدّه الحزب للسيد حسن مع اللجان المنظمة للتحرك الشعبي المزمع تنفيذه في مواجهة حكومة السنيورة. فهل هذا يدخل في سياق التعبير العفوي أم في سياق ثقافة انقياد غير مشروط للقائد؟ نأتي الآن إلى قصة معبرة كان للسيد حسن نصر الله دور رئيسي فيها، وهي قصة عباءته الشخصية التي أهداها إلى السيدة ريم حيدر بعدما وضعت الحرب الأخيرة أوزارها. البداية كانت أثناء العدوان الإسرائيلي، حين وقفت ريم حيدر أمام كاميرا تلفزيون "المنار"، التي كانت تستقصي آراء الناس في شارع الحمرا، وقالت كلاماً مؤثراً في الصمود موجهاً إلى الداخل اللبناني، وعندما سألها المخرج هل تريد أن تقول شيئاً للسيد حسن نصر الله ( ما الداعي إلى سؤال كهذا!) أجابت بأن لا أمنية لها بعد النصر "سوى الحصول على عباءة السيد للتمرغ في عرقه، ثم قصها قطعاً قطعاً لتوزيعها على الناس حتى يشعروا بالكرامة" (جريدة "السفير" 2892006). "المنار" التي أعادت بث كلمات ريم حيدر مدى أيام عدة، جعلت من السيدة اللبنانية شخصية مشهورة ومن كلامها الحميم، كلاماً عاماً وعلنياً إلى درجة أن صار لقبها بين الناس "أم العباءة". بعد أيام اتصل بها رجل من قيادة حزب الله وقال لها: "إن ما وعدت نفسك به، ستحصلين عليه"، بحسب ما صرحت إلى جريدة "السفير"، وتبع ذلك عدة اتصالات إلى أن حصلت ريم على عباءة اسمها "الخارجية" تُلبس في الأفراح والمناسبات، وكان السيد نصر الله ارتداها في مقابلته مع قناة "الجزيرة" بُعيد النصر. وضعت ريم العباءة في صندوق زجاجي وقررت التعاقد مع شركة للتأمين عليها ورفضت عروض مغرية لبيعها وأقيم لها حفل تكريم في بلدتها بدنايل حضره نواب وشخصيات عدة. تصوروا نواب وشخصيات عامة من أجل واقعة العباءة!! طبعاً لم تف ريم بوعدها بتقطيع العباءة وتوزيع أجزاء منها على الناس، لكنها قالت لقناة "المنارة" التي أتت إليها من جديد لتصويرها مع العباءة أن بيتها مفتوح لكل من يريد أن "يتبارك" بهذه العباءة ("السفير" 1992006). أمام هذه القصة، نحن لا نشك في مشاعر ريم حيدر ولا في صدق نوايا السيد حسن نصر الله عندما تأثر بكلامها واستجاب طلبها وأرسل إليها عباءته الشخصية. لكن ما يدعو للتأمل والنقد هو الدور الذي لعبته قناة "المنار وماكينة الحزب في الترويج لهذه القصة وتعميمها على الناس بغية إطفاء هالة القدسية على قائد المقاومة. فهل يليق بقناة "المنار" أن تبث مقابلة مسجلة مع المواطنة ريم حيدر، أيا تكن عفوية مشاعرها، تدعو فيها الناس إلى "التبارك" بعباءة السيد؟ وألم يكن أجدى بقائد المقاومة أن يتنبه إلى هذه القضية وأن يطلب، إن هو أراد إهداء عباءته، أن لا يتم توظيف ذلك إعلامياً في قبل القناة التابعة لحزبه. الخطاب المرتجل السياسة والخطابة توأمان لا ينفصلان، وكم من السياسيين بنى تألقه وشعبيته من خلال قدرته الكاريزماتية على التواصل مع جمهور الناس العريض من خلال مخاطبته من على المنابر بخطاب شفهي، بسيط ومؤثر. وإذا كانت الديموقراطية التمثيلية والمجالس المنتخبة وتطور وسائل الإعلام ودخول الصورة التلفزيونية إلى كل منزل، خففت كثيراً من الحاجة إلى الحشود الضخمة والخطباء المفوهين والشخصيات الكاريزماتية، لصالح برامج إنتخابية وأفكار ملموسة وسياسات أكثر تواضعاً، فربما، يقول قائل، أن نوع الخيارات الإستراتيجية التي تواجه لبنان وهول العدوان وخطورة العدو وعظمة التضحيات وطبيعة تركيبة "حزب الله"، تفرض مجتمعه أن تكون القيادة في مستوى هذه التحديات وأن ترتقي عما حولها وتسمح لنفسها بالتمايز والدخول في علاقة مباشرة مع الناس لشحذ الهمم ورصّ الصفوف ورفع المعنويات. وهذا بالضبط، ما فعله ويفعله، السيد حسن نصر الله كلما وقف خطيباً مفوهاً في حشود جرارة من المناصرين والمؤيدين. دعونا نقبل هذه الفرضية، على الرغم من مخاطرها في بلد مثل لبنان لا يحتمل تكوينه السياسي ومحاصصاته الطائفية، التمايز الشديد للسيد حسن نصر الله عن غيره من السياسيين، ولا طغيان جماهيره على غيرها من الجماهير. ولنتوقف عند محاذير أخرى يفرضها الخطاب المباشر والمرتجل للقائد السياسي في حضرة الجماهير أو النخبة أو حتى كاميرا التلفزيون. أولى هذه المحاذير هو أن تأخذ المتكلم في تفاعله مع الناس أو حتى مع مذيع التلفزيون، الثقة المفرطة بالنفس والحماسة، فينزلق إلى عبارات وتعابير ملتبسة تؤدي إلى غير الغاية المرجوة منها. سنسرد في السطور الآتية العديد من الأمثلة التي تبين وقوع السيد حسن نصر الله في هذا المطب. أحد الأمثلة الأكثر دلالة في هذا السياق، المقابلة التي أعطاها السيد حسن نصر الله لتلفزيون "نيو تي في" بتاريخ 2982006 في أول إطلالة تلفزيونية له بعد توقف العدوان، في لحظة مصيرية كانت الناس جميعاً، برغم هول الدمار والمآسي، ينتظرون من السيد أن يوجه البوصلة لترجمة النصر العسكري نصراً سياسياً في مواجهة إسرائيل لا في مواجهة خصومه السياسيين المتربصين به وبالمقاومة. الزميلة مريم البسام سألت السيد الآتي: "هل كنتم ستقومون بعملية الأسر لو كنتم تتوقعون ردة الفعل الإسرائيلية هذه؟" جواب السيد تركز في البداية على التأكيد أن "من يعتقد أن هذه الحرب سببها الأسيران فهو مخطئ"، وعندما سألته البسام مباشرة: "هل تعتقد أنكم استدرجتم ووقعتم بالفخ؟" كان جوابه "إطلاقاً وأؤكد أن الإسرائيلي هو الذي وقع بالفخ وليس نحن". عندها أتى السؤال "الفخ" بحرفيته: "لكنكم أعطيتموه الذريعة لحرب يتحضر لها كما قلتم؟". حاول السيد بداية الإجابة من منطلق أن العدو الإسرائيلي ليس في حاجة إلى ذريعة وأنه كان يتحضر لهذه الحرب ويريد شنها في نهاية الموسم السياحي الإسرائيلي، وأنه لم يسبق أن شنّت أي دولة حرباً على دولة أخرى بسبب أسر جنود ومقتل آخرين. لكن السيد استرسل في الكلام وارتكب في النهاية خطأ تاريخياً، ولا نبالغ إذا قلنا أنه تاريخي لما سيترتب عليه من عواقب ولما سيثيره من ردود أفعال. إليكم ما قاله قائد المقاومة في هذا السياق من دون اقتطاع، حتى لا نتهم بالتحريف وبالخبث كما فعل السيد في رده اللاحق على منتقدي كلامه هذا: "إذا سألتموني أنني لو كنت أعلم بأن عملية الخطف هذه ستؤدي إلى حرب بهذا الحجم بنسبة واحد بالمئة فقطعاً لما فعلنا لأسباب إنسانية وأخلاقية وعسكرية واجتماعية وأمنية وسياسية. لا أنا ولا حزب الله ولا الأسرى في السجون الإسرائيلية يقبلون بذلك وحتى أهاليهم لا يقبلون. لكن هذه النتيجة لم تخطر على بال أي منا في القيادة ولو بنسبة واحد في المئة رغم كل التجربة العريقة لجميع أعضاء القيادة". قد يرى البعض أن غاية السيد من كلام كهذا، هو إظهار التفهم والتضامن والمسؤولية تجاه من فقدوا أبنائهم ومنازلهم وأرزاقهم، وكي لا يقال لهم: أن فداحة هذا الفقد إنما كانت فقط من أجل تحرير بعض الأسرى اللبنانيين. لكن، ألم يكن في الإمكان أن تصاغ عبارات السيد بشكل أكثر انضباطاً ووضوحاً حتى لا تقع الواقعة وتشرّع الأبواب لكل المصطادين في الماء العكر ويتم السماح لقادة إسرائيل أن يسمّوا هذا الخطاب بخطاب الندم؟ ألم يكن الأجدى أن تكون إطلالة السيد حسن نصر الله الأولى بعد الحرب مدروسة بشكل أكثر دقة، وخالية من الكلام الشفهي المرسل، حتى تؤدي غايتها المرجوة بعيداً عن أي التباس أو ضبابية، وحتى لا يمضي السيد حسن أسابيعه اللاحقة في إعطاء مقابلات صحفية مطولة لجريدة "السفير" وتلفزيون "الجزيرة" يطغى على جزئها الأكبر محاولة شرح ما قاله لتلفزيون "نيو تي في" وتفسيره وتبريره ؟ المؤسف أن هذه الواقعة، لم تكن لا الأولى ولا الأخيرة، فقد سبق للسيد، وفي ذروة تفجر المشاعر اللبنانية المناهضة للنظام السوري في أعقاب اغتيال الرئيس الحريري، أن وقف خطيباً في مهرجان الشكر لسوريا الذي نظمه "حزب الله" وحلفائه في 8 آذار 2005 وارتجل الآتي: " لسوريا نقول: عاشت سوريا الأسد، وسيبقى عرين الأسد في دمشق عرينا لكل أسود لبنان". إذا إفترضنا أن السيد حسن نصر الله، رغم كل تداعيات اغتيال الحريري، أراد أن يشكر حلفائه في النظام السوري على الدعم الذي قدموه للمقاومة، أما كان في إمكانه أن يفعل ذلك من خلال عبارات منتقاة بعناية أكبر لا تختصر بلداً وشعباً باسم عائلة حاكمة؟ ترى هل يرضى هو أن يسمى لبنان باسم عائلة نصر الله أو الجميل أو جنبلاط، أو حتى أن تكنى إيران باسم عائلة الخميني؟ في موضوع آخر، ودائماً في السياق نفسه، وقف السيد حسن نصر الله ضيفاً وخطيباً أثناء انعقاد المؤتمر القومي العربي في بيروت في 3032006، وأراد أن يوصل رسالة إلى فرقاء الداخل وإلى أعداء الخارج عن مدى تمسك المقاومة بسلاحها، واستحالة أن يتم انتزاع هذا السلاح بالقوة، فارتجل الآتي: "من يريد ن ينزع سلاح المقاومة بالقوة نحن سنقطع يده ورأسه وسننتزع روحه، هذا بالحزم أما في اللين فقلنا نحن جاهزون للحوار، وتفضلوا لنتناقش في الخيارات السياسية الكبرى والخيارات الاستراتيجية". هنا يحضر السؤال: ألم يكن في الإمكان إيصال الرسالة نفسها وبالقوة نفسها، بعيداً عن استعمال عبارات من مثل "نزع الروح" و"قطع الأيدي والرؤوس"، والتي لا تفعل شيئاً آخر في لبنان، سوى تنفير بعض المترددين من المقاومة وسلاحها. المؤسف أن هذه العبارة التهديدية الخاطئة، لم تنفك ماكينة الحزب في استعادتها من خلال أفيشات الشوارع، إلى يومنا هذا. في بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، أطل السيد حسن نصر الله في أول خطاب تاريخي من "المنار" ليعلن بصلابة ورباطة جأش، أن المقاومة صامدة وجاهزة لكل الاحتمالات، وليزف خبر إصابة البارجة الإسرائيلية، لحظة وقوعه، بالعبارات الآتية: "المفاجآت التي وعدتكم بها سوف تبدأ من الآن. فالآن في عرض البحر في مقابل بيروت البارجة الإسرائيلية التي اعتدت على بنيتنا التحتية وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين. انظروا إليها تحترق وستغرق ومعها عشرات العسكريين الصهاينة". كان هذا الفعل والخطاب الذي رافقه تاريخيان بكل ما في معنى الكلمة، وخفقت لهما قلوبنا جميعاً. لكن رغم ذلك، بل ومن أجل ذلك، ألم يكن من الأجدى أن يكتفي السيد بقول ما هو متحقق فعلاً، أي إصابة البارجة، بدلاً من أن يسترسل ويؤكد لنا أنها ستغرق بمن عليها. الأمر الذي لم يتحقق مع الآسف! في العودة إلى الخطاب الذي ألقاه السيد حسن نصر الله في الحفل المعنون "عيد الانتصار"، والذي أراده الحزب تتويجاً لنصره العسكري الكبير في معركة "الوعد الصادق"، فضل السيد حسن نصر الله ارتجال خطابه أمام مئات الألوف من الجموع المؤيدة، وحاول ببراعة وذكاء توظيف هذا الإنجاز العسكري في معادلة الصراع العربي_الإسرائيلي، لكنه عندما تطرق إلى الوضع الداخلي اللبناني أراد أن ينزع أي صدقية عن دور الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة في هذا المجال، فدعا إلى إقامة الدولة القوية القادرة العادلة التي تحمي لبنان "بالسلاح وبالقوة وبالعقل وبالوحدة وبالتخطيط وبالإرادة الوطنية"، إلى أن أنهى جملته، على وقع التصفيق وصيحات الحشود، بالآتي: "أما الدموع فهي لا تحمي أحداً". لن ندخل في نقاش حقيقة مواقف الرئيس السنيورة أثناء الحرب، فلربما يكون السيد حسن نصر الله محقاً. لكن ألم يكن في الامكان نقد رئيس الحكومة بعبارات، أقل ارتجالاً، لا تهزأ من دموع الرجل على الملأ. ليس فقط لأن وزيرة الخارجية الإسرائيلية سبق لها أثناء الحرب أن فعلت الشيء ذاته، لكن، أيضاً، مراعاة لمشاعر الأعداد الضخمة من المواطنين اللبنانيين والعرب الذين تأثروا لدموع السنيورة وبكوا لبكائه، حباً بلبنان وحرصاً عليه. كلام الليل يمحوه النهار الذاكرة السياسية في المجمل، انتقائية ومتقلبة، وغالباً ما يعمد السياسيون إلى استحضار أمور وتغييب أخرى بسحب ما تقتضيه روزنامة الصراعات السياسية. لكننا كنا نربأ بالسيد حسن نصر الله أن يكون كغيره من السياسيين اللبنانيين، وننتظر منه أن يحمي إنجاز المقاومة من استخدامه في زواريب المزايدات السياسية اللبنانية. ونستطيع أن نقول، على ضوء تجربة الشهرين المنصرمين منذ نهاية الحرب، أنه فشل في هذا فشلاً ذريعاً. خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، كان الأداء السياسي لـ "حزب الله" وقائده مشرّفاً في موضوع الحفاظ على الوحدة الوطنية وتحصين الساحة الداخلية اللبنانية من أي مظهر من مظاهر الفتنة والشقاق. ومنذ المؤتمر الصحفي الأول الذي عقده نصره الله وأعلن فيه أسر الجنديين الإسرائيليين، كان كلامه واضحاً: "الآن الوقت هو وقت تضامن وتعاون لمواجهة هذا الاستحقاق وبعد ذلك نحن جاهزون لأي نقاش وأي جدل". وأردف عندما لاح النصر في الآفق، وعبر قناة "المنار" بتاريخ 2972006، بالآتي: "سيكون هذا الإنتصار للوحدة والتكامل وليس عاملا للتغلب والاستعلاء". لكن تجربة ما بعد الحرب أثبتت أن هذه الجهوزية للنقاش وهذا التكامل في النصر ليسا في أحسن حال لدى "حزب الله". طبعاً، لا نريد أن نبرئ حكومة الرئيس السنيورة من التقصير أو التخاذل، فهذا ستحدده الوثائق وكتب التاريخ، لكننا نريد أن نبين التناقضات التي وقع فيها السيد حسن في هذا الإطار. عندما وضعت الحرب أوزارها، وقبل أن ينفتح الصراع السياسي الداخلي على مصراعيه، استمر خطاب قائد المقاومة في تأكيد تكامل إنجاز المقاومة مع عمل الحكومة، وصرح في هذا إلى قناة "المنار" بتاريخ 1282006 عقب صدور قرار وقف إطلاق النار بالآتي: "أود أن أؤكد بأنه لولا صمود المقاومين الأبطال الشجعان الشرفاء، وصمود شعبنا الشجاع والعظيم والأبي والوفي والصامد، وأيضاً صمود القوى السياسية اللبنانية والدولة اللبنانية بمختلف مؤسساتها السياسية والأمنية والعسكرية والمدنية. لكنا اليوم أمام وضع أو نتائج سياسية وأمنية سيئة جداً". أعقبت ذلك، المقابلة التي أعطاها السيد حسن لجريدة "السفير" بتاريخ 592006 وقال فيها الآتي: " خلال مرحلة الحرب، حرص الحزب بجد على أن تكون الحكومة متماسكة وان تكون قوية وان يكون موقع رئاسة الحكومة قويا باعتباره الموقع الذي يفاوض دوليا بالنيابة عن لبنان كله. كنا جميعا في المقاومة والرئاسات الثلاث والحكومة وبقية مؤسسات الدولة والقوى السياسية كافة نخوض معركة لبنان بأسره وليس معركة طائفة أو منطقة أو مذهب". تلا ذلك الأخطاء التي ارتكبتها قوى 14 آذار في مؤتمر البريستول عندما تقاعست عن التضامن الفعلي مع المقاومة، واتهمت "حزب الله" بأنه أداة سورية-إيرانية، مما زاد من شدة الاحتقان السياسي ودفع بالسيد حسن نصر الله إلى الانزلاق نحو مواقف متشددة تقوم على تخوين الطرف الآخر وتتناقض في المجمل مع تصريحاته السابقة. ففي مقابلة مع الصحافي غسان بن جدو لقناة "الجزيرة" اتهم فيها السيد حسن قوى الموالاة بالعبارات الآتية: " هم كملوا ومنذ اليوم الأول للحرب الطيران كان يقصفنا وأربعين ألف جندي إسرائيلي بيحاولوا يجتاحوا الجنوب وخيرة شباب لبنان عم يصنعوا معجزة وعم يصنعوا أسطورة وبالداخل هناك مَن يحمل السكاكين السياسية والإعلامية والنفسية، ويعني كل شيء ممكن أن يقال ويطعنك في ظهرك، ونحن سكتنا عن هذا كله ولم نرد طيلة فترة الحرب بكلمة... طيب إذا نحن لمتى بنتحمل الموضوع؟ هذا اللي راح أقول لك إياه، إنه الإسرائيليين قالوا نحن في فترة الحرب كان فيه جهات في الحكومة اللبنانية تتصل بنا وتقول بارك الله فيكم كملوا أوعوا توقفوا، عظيم؟ طيب الجريء يطلع يقول أنا حكيت مع الإسرائيليين وقلت لهم هيك، أنا مش خفي بعلاقاتي والتزاماتي وصداقاتي وتحالفاتي لحزب الله، ليش همَّا بدهم يزعلوا؟" لا نريد أن نفند هذا الكلام الخطير، طالما أن الحزب وقائده لم يقدما الأدلة الملموسة، لكننا نذكر السيد حسن نصر الله بالذي قاله أثناء الحرب في كلمته من قناة "المنار" بتاريخ 982006، والذي يتناقض بالكامل مع هذه الاتهامات الخطيرة، يقول السيد: "منذ الأيام الأولى لاحظنا أن الإسرائيليين والأميركيين يحرصون ويحرضون على ايقاع الفتنة والشقاق بين اللبنانيين في داخل الحكومة وبين القوى السياسية، وكشاهد على ذلك، منذ الأيام الأولى ونحن نتابع وسائل الإعلام الإسرائيلي نجد أن بعض المسؤولين الإسرائيليين وبعض كبار الكتاب من الصحافيين الإسرائيليين يقولون أن هناك جهات حكومية في لبنان كانت تتصل بهم، وتؤكد عليهم أن لا يوقفوا هجومهم، وأن يستمروا، وأن هذه هي الفرصة الذهبية والتاريخية للقضاء على المقاومة في لبنان، وبالتحديد على الحزب في لبنان. طبعاً نحن لا نصدق هذا الكلام الإسرائيلي ونصنفه في دائرة الإيقاع بين اللبنانيين". كل الخوف أن يكون السيد قد نسي كلامه هذا، ووقع من حيث لا يدري في الفتنة التي حذر منها، عندما صنف حكومة السنيورة بغير النظيفة وبأنها "حكومة فليتمان"، من دون أن يقدم الدليل القاطع على ذلك. المحكمة الدولية أحد الموضوعات الأساسية التي فجرت الخلاف السياسي الحالي في لبنان هو موضوع المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري. وعلى الرغم من أن وزراء "حزب الله" وحركة "أمل" قد استقالوا من الحكومة عشية إقرارها لمسودة المحكمة، إلا أن "حزب الله" رد عن نفسه تهمة عرقلة المحكمة الدولية وقال على لسان أمينه العام أنه موضوع المحكمة تم إقراره من حيث المبدأ على طاولة الحوار وأن الحزب لا رغبة لديه بتعطيل المحكمة وهو مستعد لمناقشة مسودتها "بكل ايجابية وجدية وعلمية وموضوعية"، لكن يجب أن لا يتم استخدام موضوع المحكمة للتعمية عن الاستحقاق الرئيسي الذي هو تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون للمعارضة فيها فيتو "الثلث المعطل". لن ندخل في السجال الداخلي من حول "الثلث المعطل"، لكننا نذكر السيد حسن نصر الله بأن الشكوك حول جدية "حزب الله" بعدم تعطيل المحكمة، إذا هو امتلك مع حلفائه الثلث المعطل، مشروعة في ضوء بعض تصريحات السيد نصر الله السابقة في خصوص المحكمة الدولية. فهو مثلا سبق له، غداة اغتيال الرئيس الحريري وفي أعقاب زيارته لقريطم لتقديم واجب التعزية، أن صرح لقناة "المنار" بتاريخ 1632005 بأن العائلة حدثته عن وجوب حصول تحقيق دولي فأبلغها انه لا يستطيع مساعدتها في هذا الأمر لأنه ليس لدينا ثقة بالأميركيين ولا بمجلس الأمن ولا بالأمم المتحدة، وإذا حضرت لجنة تحقيق غير موثوقة وخرجت باستنتاجات خاطئة فتخرب البلد. وطرح نصر الله تأليف لجنة تحقيق عربية مطالبا بها من اجل طمأنة عائلة الحريري ولدينا قمة عربية في الجزائر فلتتخذ هذه القمة قرارا بتشكيل لجنة تحقيق وتأتِ إلى لبنان. في مقابلة لاحقة مع جريدة "الحياة" بتاريخ 1812006 في أعقاب اعتكاف وزراء "حزب الله"، قال السيد حسن الآتي: "أما بالنسبة الى المحكمة الدولية، فقلت لهم نعم نحن من حيث المبدأ نتحفظ، فنحن لا نعرف لمن ستصغي هذه المحكمة، ولكن إن أعلمتمونا عن طبيعة المحكمة وآلياتها ومرجعيتها والقانون الذي ستعتمده قد نتجاوز التحفظات". اليوم، وبعد أن أصبحت طبيعة المحكمة وآلياتها ومرجعيتها واضحة من خلال المسودة التي أقرها مجلس الأمن والحكومة، كم يكون من المجدي أن يتجاوز السيد حسن نصر الله تحفظاته ويصرح، بشكل لا يقبل اللبس، موافقته الواضحة عليها، ليس فقط من أجل محاسبة قتلة الرئيس الحريري والمحافظة على السلم الأهلي، لكن من أجل صون المقاومة وإنجازاتها من هذا الملف الشائك والمتفجر. فهل من مجيب؟ "الرأي / خاص" المحكمة الدولية لتجهيل القاتل ومحاكمة المعارضة اللبنانية - رحمة العاملي - 12-14-2006 يا سادة يا كرام ما ذكره الوزير عصام نعمان كتبه في الصحف اللبنانية والقطب البارز معروف لديه لانه روى الحادثة في مجلس رئيس المجلس النيابي اذا كان الوزير نشر الحادثة ولم يذكر اسم الراوي فوليد جنبلاط وماري انطوانيت معوض اولى بتكذيب الوزير نعمان من تكذيبكم لي لاني لا انقل ترهات ولا اعاليل باضاليل كما تعتمدون ثانيا ما رود من صفقات على لسان سعد الدين الحريري ووليد جنبلاط ايضا موثق اعلاميا لكن المشكلة عند هؤلاء انه لا حافظة لكذوب يعني لا يعرفون ما تكلموا به البارحة ثالثا متى رفض حسن نصرالله أو نبيه بري قيام المحكمة الدولية من حيث المبدأ ولماذا ترفض سلطة الاكثرية مناقشة الاسس القانونية التي وردت في المسودة الاولى والثانية المحكمة الدولية لتجهيل القاتل ومحاكمة المعارضة اللبنانية - الكندي - 12-14-2006 اقتباس: النجم اللامع كتب/كتبت عزيزي عبدو، نعم هناك الكثير من الإتهامات المتبادلة. هنا الفارق: حكومة السنيورة ترفض قيام محكمة لبنانية-لبنانية (يعني داخل لبنان وبواسطة لبنانيين) للنظر في الإتهامات الموجهة لها (شهود ودلائل وكذا لوضع حد للإتهامات البدون دلائل) .. بينما تريد أن تضع (ولو كأمكانية نظرية) اشخاص من أمثال حسن نصرالله أمام محكمة دولية. ما رأيك في هذه المقارنة؟ أنا طبعا أريد أن أعرف من هو قاتل الحريري .. ويهمني جدا هذا الأمر وأتمنى أن يعلّق المسؤول(لون) من بيضاته قبل أن يوضع على خازوق حتى لو كان حسن نصرالله ذاته. لكن أن تستخدم محكمة الحريري لتصفية حسابات المحافظين الجدد وأذنابهم مع رجالات المقاومة اللبنانية فهذا أمر لا أعتقد يرضى عنه أحد (سوى من كان له "فأس يشحذه*")، ولا هو الهدف المطلوب أصلا من المحكمة. إذا هناك deadlock سببه، بدون أدنى شك الإرادة الموجودة لدى المحافظين الجدد من الإستفادة من الفرصة لأغراض لا علاقة لها بمحاكمة قتلة الحريري. ما الحل؟ لاأعرف حقيقة. هل يمكن الوثوق ب "قرطة" مجرمين أثبتوا أنهم لا يحترمون القانون الدولي ولا يحترمون حتى الدستور الأمريكي ذاته؟ لا أعتقد .. وأظنك ستوافقني أن هناك مأزق فعلي بالنسبة لمن يريدون بإخلاص التوصل الى قتلة الشهيد. تحياتي لك (f) * له فأس يشحذه = has an axe to grind تعبير أنكليزي يعني أن له خصومة وثأر المحكمة الدولية لتجهيل القاتل ومحاكمة المعارضة اللبنانية - زياد - 12-14-2006 المسودة المطروحة تبشر باجراءات طويلة تمتد لسنين ، و لا اعتقد ان الولايات المتحدة مهتمة بالحقيقة بقدر اهتماهما بورقة تفاوضية اقليمية. هي ورقة تفاوض أكثر من كونها ورقة إدانة. المحكمة الدولية لتجهيل القاتل ومحاكمة المعارضة اللبنانية - النجم اللامع - 12-14-2006 عزيزي الكندي.. المحكمة اللبنانية يمكن الضغط عليها واساسا سيتم الضغط قبل تشكيلها وسيتم رفض اي اسم خارج دائرة اصدقاء حزب الله.. اما المحافظين الجدد فهم سيخرجون من الحكم قريبا جدا والمحكمة تحتاج إلى وقت طويل ويمكن وضع شروط لها حتى تلتزم الحيادية..يعني يمكن ان يضع حزب الله الشروط المنطقية التي تجعله يقبل بحيادية المحكمة.. مثلا جنسية القضاة او المحققين وغير ذلك (طبعا لا يكونوا سوريين وايرانيين :lol: ).. وبعدين المحكمة الدولية يمكن تنفيذ احكامها عن طريق مجلس الأمن..بس تخيل والله لو حسن نصر الله له يد في قتل الحريري مثلا..وحكمت محكمة لبنانية بذلك..فهل سيقبل حسن نصر الله بتنفيذ الحكم..؟ واذا قبل هل يقبل انصاره..؟ ماذا لو كان بشار متهما..؟ من سيستطيع تنفيذ قرار المحكمة..؟ وهل سيقبل حزب الله القرار ام سيتهم المحكمة بالانحياز..؟ عندك براميتز مثلا..هجوم ضده بحجة انه منحاز..ولو غدا قال في تقريره ان سوريا وحلفائها غير متورطين يصبح رجلا شريفا..ولو في نسخة اخرى قال بعدها انهم متورطين يصبح صهيوني..وهكذا.. حزب الله اصبح دولة داخل الدولة وسلاحه يجعل كل شخص يفكر عدة مرات قبل اتهامه.. لذا لا بد من محكمة دولية ممكن الاتفاق على شروطها.. اما محكمة لبنانية فهذا غير مجدي للأسف.. المحكمة الدولية لتجهيل القاتل ومحاكمة المعارضة اللبنانية - رحمة العاملي - 12-14-2006 اي شروط هذه التي سيضعها حزب الله او غيره من حلفاءه علما بانهم وافقوا على الطابع الدولي للمحكمة وليس اللبناني ؟ عم تمزح يا اخ لامع ؟ او هضامة منك :D جماعة السلطة رفضوا حتى مراجعة المسودة او دراستها او ابداء الرأي فيها وجون بولتون حدد لائحة الاتهام وحصرها بشخص واحد |