حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
اطلبوا الكرامة ولو في فنزويلا ! - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: اطلبوا الكرامة ولو في فنزويلا ! (/showthread.php?tid=13406)



اطلبوا الكرامة ولو في فنزويلا ! - بيلوز - 12-12-2006


اطلبوا الكرامة ولو في فنزويلا !


د. فيصل القاسم


توجهت للقاء شافيز وأنا مليء بالإعجاب والتقدير لذلك الرجل مع أنه من المفترض أن أكون، كصحفي، متحفزاً لمواجهته بقوة وإحراجه إذا تطلب الأمر كي أحصل منه على أجوبة قوية. لكنني لم أجد ما يحفزني كي أتحداه. كيف بإمكانك أن تهاجم شافيز الذي يذكرك بأبطال التاريخ الصالحين الذين نذروا أنفسهم لنصرة الفقراء والمسحوقين؟ فقد أطلق خططاً طموحة لمكافحة الأمية التي حرر منها أكثر من مليون شخص. كما وفر آلاف المدارس الجديدة، لا بل إنه عمل على توفير الطعام الرخيص للملايين ونشر الخدمات الصحية في الريف بمساعدة عشرة آلاف طبيب كوبي إضافة إلى تحويل العديد من مباني شركات النفط إلى جامعة للفقراء وإقامة قناة فضائية ثقافية لمقارعة الإعلام الأمريكي الاستهلاكي التجاري في كل أنحاء أمريكا اللاتينية. إنه اشتراكي بقلب مؤمن كما وصفه كاسترو. ليس هناك أدنى شك بأن الرجل يحمل في داخله بعضاً من صفات المخلـّص بمعناه الديني. لا عجب أن تراه يحمل الصليب في جيبه أينما ذهب. كما يحمل أيضاً الدستور الفنزويلي هذا في الوقت الذي أصبحت فيه دساتيرنا العربية في بطن الحمار كما قال دريد لحام ذات مرة.
لم يرفع شافيز شعارات الحرية والاشتراكية للضحك على ذقون الجماهير بل كانت أقواله متطابقة تماماً مع أفعاله على عكس بعض أنظمتنا التي رفعت شعار الاشتراكية والحرية بينما كانت تمارس أبشع أنواع الاستغلال والرأسمالية وقمع أبسط الحريات بحجة مواجهة الأعداء. والأجمل من كل ذلك أن شافيز لم يقايض الانجازات الاقتصادية العظيمة التي حققها لشعبه بقوانين طوارئ أو تكميم للأفواه أو دوس للكرامات كما فعلت وتفعل بعض حكوماتنا التي لم تقدم لنا سوى الشعارات الفارغة من أي مضمون حقيقي فبصقت عليها شعوبها وتمنت لو يجرفها الشيطان فما بالك بالأمريكان. إن إنجازات شافيز على الصعيد الشعبي تجعلك تذرف الدموع فرحاً بوجود زعماء أتقياء خيرين طيبين صادقين في هذا العالم المتوحش. إنه روبن هود لاتيني بجدارة.
لقد بنى شافيز سياساته الاقتصادية على انتزاع جزء من ثروات الأغنياء الفاحشين وتحويلها إلى المعدمين خاصة وأنه جاء إلى حكم بلد يتحكم بثرواته أقل من عشرة بالمائة من السكان بينما يرزح السواد الأعظم من الشعب في فقر مدقع بالرغم من أن فنزويلا تمتلك أكثر من ألف وخمسين نهراً وتعتبر خامس أكبر منتج للنفط في العالم. وبينما يتصدق بعض الحكام العرب "النفطيين" بالفتات لمدن الصفيح والأحياء المعدمة في بلادهم ذهب شافيز إلى حد تأميم شركات النفط الفنزويلية كي تكون في خدمة الأكثرية وهي خطوة جبارة في هذا الوقت تذكرنا بتأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس. لا عجب أن ثارت ثائرة أمريكا وعملائها في فنزويلا على شافيز وحاولوا التخلص منه بشتى الطرق. لكن سواعد ملايين الفقراء الذين انتشلهم شافيز من قاع الفقر أعادوه إلى السلطة خلال ثمان وأربعين ساعة بعد الانقلاب الفاشل الذي رعته الاستخبارات الأمريكية الشهيرة وكنسوا الانقلابيين كما نكنس القاذورات. لكن الجميل في الأمر أن تشافيز لم يضعهم في السجون ولم يطردهم خارج البلاد ولم يمح ذريتهم عن وجه البسيطة ولم يغلق تلفزيوناتهم وجرائدهم الكثيرة بل تسامح معهم ومازالوا يهاجمونه في وسائل إعلامهم. هل كانت الشعوب العربية ستحرك ساكناً لو تم إسقاط حكوماتها، أم أنها سترقص في الشوارع فرحاً بنفوقها؟ كم ذكرتني أفعال شافيز الطيبة بالحكايا التي كانت تقصها لنا جدتي وأمي في الصغر عن الأولياء الصالحين الذين جاءوا لإصلاح هذا العالم وتخليصه من الأشرار!
ومما يزيد المرء إعجاباً بشافيز أن سياساته الخارجية كانت صدى لسياساته الداخلية الشجاعة، فهو يعلن على الملأ أنه ضد العولمة والليبرالية المتوحشة وأن ما يسمى قطار العولمة لن يجتاح العالم كما تروج أمريكا وأذنابها بل إن بخاره نفد قبل أن ينطلق. ويدلل شافيز على ذلك بالفشل الذريع لسياسات العولمة في أكبر بلدين في أمريكا اللاتينية وهما الأرجنتين والبرازيل فضلاً عن فنزويلا وكوبا وهي دول واقعة في الحديقة الخلفية لقائدة العولمة أمريكا. وقد جاءت سياساته الاشتراكية المغمسة بالديمقراطية الحقيقية تأكيداً جلياً على تحديه الصارخ لليبرالية المتوحشة. ولم تتوقف سياسات شافيز النادرة عند فنزويلا بل بدأت تمتد إلى أنحاء أخرى من أمريكا اللاتينية، فهو يشكل الآن بالتعاون مع كوبا والبرازيل نواة وحدة لاتينية قد تصبح مضرباً للأمثال.
إن الإعجاب العربي الكبير بالرئيس الفنزويلي، كما أسلفت، ليس مرده إلى سياساته الداخلية الجريئة فحسب بل يعود أيضاً إلى دعمه الرائع للقضايا العربية إلى حد أن أحد العرب في فنزويلا قال لي بالحرف الواحد: "إن مواقف شافيز من قضايانا فيها من الشهامة والمروءة أكثر مما لدى الكثير من الزعماء العرب. إنه أكثر عروبة وحمية وشرفاً من معظم قادتنا" ، فهو الزعيم الذي استدعى السفير الأمريكي واحتج بشدة على غزو أفغانستان، وهو الذي زار العراق في عز الحصار متحدياً الضغط الأمريكي والحظر الجوي الرهيب بينما لم يتجرأ أي زعيم عربي أو حتى الأمين العام للجامعة العربية السابق على زيارة العراق سراً أو مجرد التضامن مع محنة الشعب العراقي وذلك خوفاً من السوط الأمريكي أوالكويتي. وعندما غزت أمريكا العراق لم يتردد التلفزيون الفنزويلي في عرض مشاهد الهمجية الأمريكية في العراق وإدانتها بأقوى العبارات بينما لم يجرىء أي تلفزيون عربي رسمي أن يعرضها، لا بل إن شافيز وصف الاحتلال الأمريكي للعراق بأنه "الإرهاب بعينه" بينما كان يتفرج الزعماء العرب على ذبح الفلوجة وتسويتها بالأرض. وعندما تجاسر أحد وزراء الخارجية العرب على التعليق على ما يحدث في الفلوجة قال بالحرف الواحد:" نأمل ألا يُصاب المدنيون بأذى" وهو يعلم أن آلة القتل والدمار الأمريكية حولت الآلاف منهم إلى أشلاء مبعثرة.