حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟ (/showthread.php?tid=13554) الصفحات:
1
2
|
هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟ - كمبيوترجي - 12-05-2006 قرأتُ مقالا للدكتور أحمد الجابري يتحدّثُ فيه عن "علاقة" معيّنة بين عقيدة التثليث في المسيحية وبعض فلسفات الإغريق، طبعا لم أفهم المقال كثيرا ولكن أعتقد أن النقطة الجوهرية فيه هي الادعاء أن عقيدة التثليث ليست من صلب المسيحية وأنها كانت موجودة قبلها أو شيء من هذا القبيل!!! طبعا أنا لن أدّعي أنني أوافق المقال أو أخالفه لجهلي بأساسيات الدّين المسيحي، ولكن سيكون من المفيد أن أجد توضيحا من الإخوة المسيحيين للمقصود من المقال حيث أن "أهل مكّة أدرى بشعابها"... أترككم مع المقال... "بعد أن نسب البابا بينيدكت السادس عشر إلى ابن حزم ذلك الخطأ الذي كان موضوع الحلقة السابقة، يعلق من عنده بما يلي، قال: "وبقدر ما يتعلق الأمر بفهم ألوهية الإله وبالتالي الممارسة المشخصة للدين، فإننا نجد أنفسنا هنا أمام مفارقة مثيرة للحيرة، تطرح نفسها علينا اليوم. يتعلق الأمر بالمشكلة التالية: هل الاعتقاد في أن مما يتناقض مع طبيعة الله إتيان الإنسان لأفعاله على خلاف ما يقتضيه العقل، هو اعتقاد صادق في نفسه دوماً، أم أنه مجرد فكرة قررها العقل الإغريقي لا غير؟". يجيب البابا: "أعتقد أننا نستطيع هنا أن نتبين الانسجام التام بين ما هو إغريقي، بالمعنى الأفضل للكلمة، وبين العقيدة الإنجيلية". ومن هذه النقطة يعمل البابا على تأسيس الأطروحة المركزية التي يدافع عنها في خطابه، الأطروحة التي يردّ فيها على الداعين، من علماء اللاهوت المسيحي قديماً وحديثاً، إلى نزع الصبغة الإغريقية عن المسيحية. والمقصود بالصبغة الإغريقية هنا هو الاعتقاد في التثليث. وإذا كان البابا لا يصرح بـ"التثليث"، فإن دفاعه عن "الصبغة الإغريقية" في المسيحية ضداً على المنادين بتحريرها منها والعودة إلى المسيحية الأولى (أو الأصلية)، لا يعني شيئاً آخر غير الدفاع عن "التثليث". والذين من القراء تتبعوا ما كتبناه في هذه الصفحة عن أريوس والأريوسية، يلمحون منذ الآن ما ذا يعنيه خطاب البابا. إن خطاب البابا دفاع عن المسيحية كما صاغتها الكنيسة الرسمية من خلال المجامع المسكونية التي عقدتها في القرنين الرابع والخامس للميلاد، وبكيفية خاصة مجمع نيقية Nicée الذي انعقد عام 325 ميلادية وحكم بالهرطقة والابتداع على مذهب أريوس التوحيدي الذي يقول بأن الله واحد وأن المسيح عليه السلام بشر وأمه مريم (على نحو قريب جداً مما ورد في القرآن الكريم). ولكي يغلق هذا المجمع المسكوني الباب أمام أي اجتهاد في موضوع العقيدة، وضع ما سمي بـ"قانون الإيمان" المسيحي، ونصه: 1) "نؤمن بإلهٍ واحد أبٍ قادر على كل شيء صانع كل الأشياء المرئيّة واللامرئيّة، 2) ونؤمن بربٍ واحدٍ يسوع المسيح ابن الله، مولود الأب الوحيد أي من جوهر الأب، إله من إله، نور من نور، إله حق من إلهٍ حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للأب في الجوهر، الذي بواسطتهِ كل الأشياء وُجِدَت، تلك التي في السماء وتلك التي في الأرض، الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا نزلَ وتجسَّد، تأنَّس، تألَّم وقام في اليوم الثالث، صعدَ إلى السماوات، آتٍ ليدين الأحياء والأموات، 3) ونومن بالروح القدس. الرب المحيي، المُنبثِق من الأب، الذي هو مع الأب والابن مسجودٌ لهُ ومُمجَّد، الناطق بالأنبياء...". سنعود إلى هذه المسألة وغيرها بتفصيل من خلال تتبع فقرات خطاب البابا. أما الآن فالتعليق الذي يفرض نفسه على الفقرة التي أوردناها أعلاه من هذا الخطاب، فيخص العبارة الأخيرة منها والتي يقرر البابا فيها "الانسجام التام بين ما هو إغريقي، وبين العقيدة الإنجيلية"، وبعبارة أخرى: التوافق بين الدين المسيحي والفلسفة اليونانية. وبقطع النظر عن ماهية هذا التوافق ومداه -الشيء الذي سنعرض له لاحقاً- يجب أن نسجل أن البابا قام هنا بقفزة على التاريخ غير مبررة بالمرة، وهو يعرف أنه يفعل ذلك. ذلك أن أول محاولة في مجال التوفيق بين الدين والفلسفة إنما قام بها الفيلسوف اليهودي فيلون الإسكندري المولود سنة 30 قبل الميلاد والمتوفى سنة 50 بعده. كان ككثير من معاصريه اليهود يقرأ ويكتب باليونانية، بما في ذلك التوراة التي ترجمت إلى اليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد. وقد بلغ التداخل بين الفكر اليوناني وبين الفكر اليهودي درجة صار معها من الشائع القول بأن اليونان أخذوا من التوراة. وقد سهل هذا التداخل قيام المتفلسفة اليهود بـ"شرح الدين اليهودي بالفلسفة اليونانية"، مستعملين في ذلك الطريقة الرمزية التي استعملها الفيثاغوريون والأفلاطونيون والرواقيون في شرح الأساطير اليونانية (الميثولوجيا)، فاعتبروا مثلاً ما يطبع سيرة اليهود، كما تحكيها التوراة، من طاعة لله والتمرد عليه، رمزاً لاقتراب النفس من الله حين ابتعادها عن شهواتها وابتعادها منه حين تصرفها وفق شهواتها. وأقاموا تماثلاً بين عقل الإنسان (آدم) والعقل الذي خلقه الله في عالم المثل (اللوغوس) من جهة، وبين قوة الحس المساعدة للعقل، وبين حواء المعينة لآدم من جهة أخرى، ثم بين جنوح القوة الحسية نحو اللذات من جهة وبين الحية التي جرت حواء ومعها آدم إلى الأكل من الشجرة من جهة أخرى... الخ. ومن أجل أن يكون في الإمكان اقتراب الإنسان، الذي هو مزيج من العقل والمادة، الخير والشر... من الله الذي هو متعالٍ ومنزه عن الشر، يرى فيلون أنه لابد من وسطاء: أولهم "اللوغوس" أي "الكلمة ابن الله"، وثانيهم "الحكمة"، ورابعهم آدم الأول، وخامسهم الملائكة، يلي ذلك "القوات" وهي ملائكية وجنية وهوائية... الخ. والشاهد عندنا هنا هو أن فكرة اللوغوس كأول ما خلق الله وكـ"ابن الله" وكوسيط بين الله والعالم، فكرة قال بها يهود الإسكندرية قبل ظهور المسيح ومن المرجح أن يكون "بولس الرسول"، مُرَسِّم التثليث في المسيحية، قد أخذها منهم. وسكوت البابا عن ريادة يهود الإسكندرية في مجال الجمع والتوفيق بين الفلسفة الإغريقية والتوراة، لا يمكن أن يكون بريئاً خصوصاً وهو يمنح هذه الريادة للحواري يوحنا الإنجيلي (المتوفى سنة 101 بعد الميلاد) الذي قال عنه في خطابه، مباشرة بعد الفقرة السابقة أعلاه: "لقد اقتبس يوحنا Jean الآية الأولى من سفر التكوين -وهي أول آية في التوراة كلها- فاستهل بها مقدمة إنجيله فقال: "في البدء كانت الكلمة ("اللوغوس logos). إنه بالضبط اللفظ الذي استعمله الإمبراطور: "الله يفعل باللوغوس. واللوغوس يعني: العقل، كما يعني في ذات الوقت الكلمة، أي أنه خالق وقادر على التعبير والتواصل، وبالتحديد هو يفعل ذاك بوصفه عقلاً". ويضيف البابا: "هكذا قدم يوحنا القول الفصل المعبر عن المفهوم الإنجيلي لـ"الله"، القول الذي تجد فيه جميع معارج العقيدة الإنجيلية، المتشعبة الشاقة في معظم الحالات، التركيب الذي يجمعها. في البدء كان اللوغوس، واللوغوس هو الله. ذلك: ما قاله (يوحنا) الإنجيلي". والملاحظ أن البابا يقوم هنا باختزال شديد، ذلك أن يوحنا الإنجيلي لم يقم فقط باستبدال لفظ بلفظ، بل أحل مساراً مكان مسار. ففي سفر التكوين (أول كتب التوراة) نقرأ ما يلي: "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، 2 وَإِذْ كَانَتِ الأَرْضُ مُشَوَّشَةً وَمُقْفِرَةً وَتَكْتَنِفُ الظُّلْمَةُ وَجْهَ الْمِيَاهِ، وَإِذْ كَانَ رُوحُ اللهِ يُرَفْرِفُ عَلَى سَطْحِ الْمِيَاهِ، 3 أَمَرَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ». فَصَارَ نُورٌ". أما في إنجيل يوحنا فنقرأ في مستهله: "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ. وَكَانَ الْكَلِمَةُ هُوَ اللهُ. 2 هُوَ كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. 3 بِهِ تَكَوَّنَ كُلُّ شَيْءٍ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَتَكَوَّنْ أَيُّ شَيْءٍ مِمَّا تَكَوَّنَ. 4 فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ. وَالْحَيَاةُ هَذِهِ كَانَتِ نُورَ النَّاسِ. 5 وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظَّلاَمِ، وَالظَّلاَمُ لَمْ يُدْرِكْ النُّور"َ. "الكلمة" ٍVerb, Verbe في التوراة، ينصرف معناها إلى الأمر والفعل أو الخلق، كما في القرآن: "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ". أما في إنجيل يوحنا فالكلمة هي "العقل" وهي "الله" وهي "المسيح"، كما في "قانون الإيمان" أعلاه، وأيضاً كما قال فيلون الإسكندري، قبل يوحنا وقبل "قانون الإيمان"! والإشكالية التي تطرح هنا بصدد "الكلمة"، إشكالية فلسفية قبل أن تكون إنجيلية، ويرجع تاريخها إلى أفلاطون الذي اضطر إلى القول بإلهين: الإله المتعالي الذي "ليس كمثله شيء"، والإله الصانع الخالق. وذلك كي يحل مشكلة العلاقة بين الله والعالم المتمثلة فيما يلي: إزاء وحدانية الله هناك التعدد في العالم! والله موجِد العالم أو خالقه، فكيف نفهم العلاقة بين تلك الوحدانية وهذا التعدد؟ وبعبارة أخرى: كيف نفهم صدور الكثرة عن الواحد؟ حاول بعض فلاسفة الأفلاطونية المحدثة القائلين بفكرة الفيض، حل المشكلة بالقول بثلاثة أقانيم: الله، العقل الكلي، النفس الكلية، (على اختلاف بينهم). وإذا كانت المسافة ما بين هذه الأقانيم الثلاثة وبين العناصر الثلاثة المؤسسة لعقيدة التثليث (الأب والابن وروح القدس)، بعيدة على المستوى المفهومي، فإن ما يجمع بينها هو أنها تقوم بوظيفة تثليث الألوهية. وسيدافع البابا عن كون التثليث المسيحي هو من صميم الدين، من قلب التوراة، وليس منقولاً من الفلسفة، وإن كان ينسجم معها، كما سنرى لاحقاً. * نقلا عن صحيفة "الاتحاد" الإماراتية" تحياتي (f) هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟ - كمبيوترجي - 12-05-2006 وهنا مختصر عن الدكتور أحمد الجابري من الويكيبيديا: محمد عابد الجابري (1936 - الآن) أستاذ الفلسفة و الفكر العربي الإسلامي في كلية الآداب بالرباط . ولد عام 1936 و حصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة في عام 1967 حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة محمد الخامس - كلية الآداب عام 1970، يشغل حالياً منصب استاذ في الفكر الفلسفي والإسلامي في جامعة محمد الخامس في المغرب. أغنى المكتبة العربية بتأليفه 30 كتاباً تدور حول قضايا الفكر المعاصر ويعد «توطين الفكر العربي» أهمها وكان قد ترجم إلى عدة لغات، حصل على جائزة بغداد للثقافة العربية من اليونسكو عام 1988 والجائزة المغربية للثقافة في تونس عام 1999، يعتبر د. الجابر من اهم المفكرين المغربيين الذين تركو بصمة واضحة في الفكر العربي المعاصر. له العديد من الكتب المنشورة التي أحدثت قفزة في أسلوب نقد التراث العربي : نحن و التراث : قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي (1980) العصبية و الدولة : معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي (1971) تكوين العقل العربي ( نقد العقل العربي 1 ) بنية العقل العربي ( نقد العقل العربي 2 ) العقل السياسي العربي ( نقد العقل العربي 3 ) العقل الأخلاقي العربي ( نقد العقل العربي 4 ) . لمن أراد التطرّق للكاتب لا أكثر... تحياتي (f) هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟ - ابن العرب - 12-05-2006 عزيزي كمبيوترجي، لك جزيل الشكر على مشاركتك إيانا هذا المقال الجميل للدكتور أحمد الجابري الذي ذاع صيته بفضل المقالات الصريحة بشأن بعض الأمور الحساسة في العقيدة الإسلامية. واليوم نراه يواجه موضوعاً حساساً في العقيدة المسيحية يستحق بدوره النقاش بانفتاح وعقلانية. سأكتفي حالياً بالافتتاحية التي انطلق منها دكتور الجابري لمعالجة موضوع الثالوث اعتماداً على فهمه لمقالة البابا التي سبق وقلت أنها في غاية التعقيد والتشابك. إذ أنني أعتقد أن الذي يريد فهمها يجب أن يكون ضليعاً في الفكر الأوروبي والفكر اليوناني، وعلى معرفة بالفلسفة وخاصة على دراية بالنزعة الحديثة في أوروبا التي تسعى إلى عزل الفكر المسيحي عن الفكر الإغريقي. وهذه أمور في مجملها عصية علينا بعيدة عنا لا يمكننا فهمها وولوج مكنوناتها دون الاستعانة بالخبراء. وإلى حين الاستعانة بالخبراء، أكتفي - كما أسلفت- بمعالجة نقطة بسيطة وردت فيما يلي: اقتباس: كمبيوترجي كتب/ وأنا في الحقيقة، لا أعرف كيف وصل د. الجابري إلى القناعة بأن الأمر يدور تحديداً حول التثليث الذي لم يذكره البابا ولا أشار إليه لا من قريب ولا من بعيد. فالبابا قال: «هل القناعة بأن التصرف ضد العقل يتناقض مع طبيعة الله هي مجرد فكرة يونانية أم أنها فكرة صالحة دوماً وفي حد ذاتها؟! أنا أعتقد أنه في هذه النقطة بالذات يظهر جلياً التوافق الكامل بين كل ما هو يوناني -في المعنى الأفضل- وبين الإيمان بالله على أساس الكتاب المقدس». لا أدري كيف انتقل د. الجابري إلى الثالوث من هذه الكلمات!!! فالبابا يتحدث في عمق طبيعة الله وعلاقتها بالعقل والمنطق والعنف وذلك دوماً ضمن الإطار الأعم والأشمل للمحاضرة كلها والذي يقوم على تبيان "العلاقة بين الله والعنف وبين العقل والإيمان". فهو يقول قبل ذلك: «الفكرة المحورية في المقالة ضد "الإيمان باستخدام العنف" هي: أن عدم التصرف بحسب العقل يتعارض مع طبيعة الله. ويعلق على ذلك الكاتب ثيودور خوري بقوله: بالنسبة للامبراطور البيزنطي المتشبع بتعاليم الفلسفة الإغريقية فقد وجد هذا التصريح واضحاً للغاية. أما بالنسبة للتعاليم الإسلامية فإن الله متعالٍ للغاية .... حتى وصل الأمر بابن حزم أن يعلن أن الله لا يمكن أن يلتزم حتى بكلماته هو وأن شيئا لا يلزم الله على كشف الحقيقة لنا. ولو شاء الله لجعل الإنسان يمارس عبادة الأوثان». إذن، الحديث المحوري لا علاقة له بالثالوث بتاتاً، ولا علاقة له بأيٍ من العقائد المسيحية، اللهمَّ إلا تلك التي تتعلق بمحور الديانة المسيحية والقائمة على "وصية المحبة". إذن، ودون قراءة بقية مقالة الجابري، أنا أرى أن د. الجابري أخطأ في فهم محور القضية هنا، وعوض الحديث عن العقل والإيمان والعلاقة بين الإيمان والسيف وبين الإيمان عن قناعة، فإن د. الجابري -مثله مثل أسلافه من المسلمين- عجز عن استيعاب النقطة المحورية في الفلسفة اليونانية والقائلة بأن: [SIZE=5]التصرف ضد العقل يتناقض مع طبيعة الله تحياتي القلبية هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟ - خالد - 12-05-2006 ألا نجد هذه الفكرة عند المعتزلة أيضا؟ هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟ - ابن العرب - 12-05-2006 عزيزي كمبيوترجي، هذا الموضوع حملني على إعادة قراءة نص خطاب البابا. البابا يلقي خطابه في ألمانيا. في الشطر الأول منه، فتح باباً للحوار مع الإسلام الذي بات على وشك أن يفجر حروباً في المنطقة - بل قد فجر حربين حتى الآن - عن طريق الفهم الخاطئ لمفهوم الإيمان وعلاقته بالعقل والسيف. لكن هناك أمراً آخر يشغل فكر البابا ويقلق راحة الكنيسة، ألا وهو سعي أوروبا الحثيث إلى التنكر لتاريخها المسيحي وإفراغ تاريخها من العلاقة المتينة والجذرية بالديانة المسيحية. ولذلك فإنه يبين أن العلاقة بين الفكر اليوناني والفكر المسيحي هو الذي يقبع في جذور التراث الروماني والذي أدى إلى ولادة أوروبا والذي يمكن أن نسميه أوروبا. فإن إفراغ الديانة المسيحية من كل ما إغريقي ارتبط ارتباطاً وثيقا بولادة حركة الإصلاح في القرن السادس عشر الميلادي. إذن، فالبابا يصب جل اهتمامه على هذه الأمور تحديداً وقد أعلنها صراحة. وإننا إذ نعلم أن البروتستانت يؤمنون بالثالوث، يضاف هذا دليلاً وتأكيداً على أن د. الجابري أساء بالكامل فهم مضمون وهدف رسالة البابا وخطابه في جامعة ريغنسبرغ في ألمانيا. تحياتي القلبية هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟ - ابن العرب - 12-05-2006 اقتباس: كمبيوترجي كتب/ لا أدري هل فعلاً سكت البابا عن ريادة يهود الإسكندرية في مجال التوفيق بين الفلسفة الإغريقية والتوراة؟! فهو الذي قال في خطابه: حقيقة، فإن إعادة التواصل هذه تتم منذ فترة. الاسم الغامض للإله، الذي تجلى من شجيرة محترقة، اسم يفصل هذا الإله عن كل الألوهيات الأخرى بأسمائها الكثيرة، و يصرح ببساطة "أنا أكون"، يقدم سلفاً تحدياً لمفهوم الأسطورة، الذي تقف محاولة سقراط، لقهر الأسطورة و الصعود عليها، في محاكاة قريبة [لهذا الاسم]. في العهد القديم، تصل العملية التي بدأت بالشجيرة المحترقة إلى النضج في زمن النفي، عندما تم إعلان إله إسرائيل ـ إسرائيل منزوعة الأرض و العبادة في حينها ـ إله السماء و الأرض، و وُصف بمعادلة بسيطة تتعكس الكلمات المنطوقة وقت احتراق الشجيرة: "أنا أكون". هذا الفهم الجديد للإله [جاء] مصحوباً بنوع من التنوير، و هو ما يجد تعبيراً واضحاً في سخرية الآلهة التي لا تجاوز كونها صنيعة يدي الإنسان (راجع: مزمور 115). هكذا، و رغم التصادم المرير بهؤلاء الحكام الهيللينيستيين الذين سعوا لتكييفه بالقوة و العادات و الديانة الصنمية [الخاصة] بالإغريق، واجهت العقيدة الإنجيلية ـ في الحقبة الهيللينيستية ـ أفضل الأفكار الإغريقية على مستوى عميق، منتجة إثراءً متبادلاً يظهر بشكل خاص في أدب الحكمة اللاحق. اليوم نعرف أن الترجمة اليونانية للعهد القديم التي تمت في الأسكندرية - السبعينية - هي ترجمة أكثر من بسيطة (و بنفس المنطق أقل بكثير حقاً من أن تكون كافية) للنص العبري: إنه شاهد نصي مستقل و خطوة مميزة و هامة في تاريخ الرؤيا، و هو الذي أحدث هذه المواجهة بشكل كان حاسماً لميلاد و نشر المسيحية. مواجهة عميقة للإيمان و العقل تأخذ رحاها هنا، مواجهة بين التنوير الأصيل و الدين. من كل قلب العقيدة المسيحية، و في نفس الوقت قلب الفكر الإغريقي المنضم الآن إلى الإيمان، كان لـ مانويل الثاني أن يقول: ألا تتصرف بالـ"لوغوس" [هو أمر] يتناقض و طبيعة الإله. ففي هذه الفقرة البابا يتحدث بالتحديد عن تطور الفكر الحكمي - الفلسفي في كتب التوراة وكيف نشأت أسفار الحكمة من العهد القديم في ظل الفلسفة الإغريقية. فهل نجد هنا تخبطً لدى د. الجابري، ام أنه مجرد عجز العقل الإسلامي المكبل بقيود "التنزيل والحرف" عن استيعاب المفاهيم الفلسفية الحرة والعقل والمنطق فيما يتعلق بالإلهي وتدخل الله في حياتنا؟! تحياتي القلبية هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟ - كمبيوترجي - 12-05-2006 تحياتي صديقي ابن العرب :) أشكر لك شرحك ومداخلاتك القيّمة يا صديقي، لكن هل تتّفق مع الفكرة أن مفهوم "التثليث" هو من الفلسفة الإغريقية بالأصل؟ وإن كان كذلك ف"لماذا" تبنّتهُ المسيحيّة؟ أخيرا، هل لك يا زميل أن تضع لنا رابطا لمقال البابا الذي تطرّق لهُ المقال لعلّي أفهم الموضوع بشكل أكبر؟ شكرا جزيلا (f) هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟ - ابن العرب - 12-05-2006 عزيزي كمبيوترجي، لا، انا لا أتفق أن فكرة الثالوث نشأت من الفلسفة الإغريقية، بل هي في صميم الرسالة المسيحية وكلمات السيد المسيح. كل الأمر أن القديس يوحنا وجد في التعبير الإغريقي "لوغوس" الغلاف الأفضل لسكب التعليم المسيحي بصورة يتقبلها العالم المعاصر له والمتشبع بالفلسفة الإغريقية. فأفرغ اللوغوس الإغريقي من دلالاته الوثنية وملأه بدلالاته المسيحية. أما بخصوص نص خطاب البابا بالعربية، فأليك أفضل ترجمة في ملف PDF http://www.cedrac.usj.edu.lb/benoitxvi/ben...oitxviarabe.pdf تحياتي القلبية هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟ - ماركيز - 12-05-2006 حوار جميل (f) لكن استوقفني ما قاله الزميل ابن العرب : اقتباس:البابا يلقي خطابه في ألمانيا. في الشطر الأول منه، فتح باباً للحوار مع الإسلام الذي بات على وشك أن يفجر حروباً في المنطقة - بل قد فجر حربين حتى الآن - عن طريق الفهم الخاطئ لمفهوم الإيمان وعلاقته بالعقل والسيف. هل لك أن تفصل أكثر .. ؟ هل لعقيدة التثليث علاقة بالفلسفة الإغريقية؟ - ابن العرب - 12-05-2006 عزيزي ماركيز، الحرب الأولى في أفغانستان. كان مفتاحها الصورة الهمجية (من وجهة النظر الغربية) لعناصر طالبان وهي تدمر التماثيل الأثرية. وما دفع طالبان إلى تدمير تلك الآثار التاريخية إنما هو الفهم الخاطئ للدين. ناهيك عن فرضهم على أبناء أفغانستان إطالة الذقون ومنعهم من طلب العلم وما إلى ذلك. كل هذا أدى إلى استغلاله من قبل أميركا لإعلان الحرب على أفغانستان. الحرب الثانية في العراق. كان مفتاحها الصورة القاتمة للحكم الصدامي ورغبته الجنونية في تدمير جيرانه وفرض سيطرته عليهم وهو ما شاهدناه في هجمته غير المبررة على الكويت. ما يسمى بالإرهاب الإسلامي الذي أدى بطريقة أو بأخرى إلى أحداث 11 سبتمبر وما سبقها من تفجيرات لسفارات في دول مختلفة هو السبب الأول والأخير الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع وقيام الحروب. من السهل جداً في ظل هذه العقلية السائدة أن تجند أتباعاً باسم الدين لتدمير أو قتل أي هدف تشاؤه. لربما يكون المخطط صهيونيا، ولربما يكون أميركياً، لكن في النهاية توريط الأصوليين باسم الدين سهل جداً. لذلك من الضروري جداً فتح باب الحوار والسعي الحثيث نحو تغيير العقلية السائدة في الدول العربية الإسلامية من أجل القضاء نهائياً على التخلف النابع من التعصب الديني والانفتاح على التقدم مع توضيح أن الانفتاح والتقدم لا يتعارضان بالضرورة مع الدين وإقامة أحكامه وشرائعه وذلك دائماً انطلاقاً من القرآن. تحياتي القلبية |