حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
تحويل حالة الاصطدام الجسدي إلي حالة لقاء بين الأرواح والعقول .. - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: تحويل حالة الاصطدام الجسدي إلي حالة لقاء بين الأرواح والعقول .. (/showthread.php?tid=13742)



تحويل حالة الاصطدام الجسدي إلي حالة لقاء بين الأرواح والعقول .. - نسمه عطرة - 11-25-2006


لقاء الأرواح وتصادم الأجساد
عزت القمحاوي
25/11/2006
عاد شاب مصري إلي قريته بزوجة من ميلانو. في اليوم الأول قبلته أمام والديه، فاعتذر الشاب لأبيه: معلهش يا با أصلها كافرة مش فاهمة .
وكان رد الأب: دي أمك اللي كافرة !
ورغم هذا الحس الساخر لدي الأب، فإن القصة لم تمض باتجاه إباحة التقبيل علناً في القرية، بل إن الزوجة الإيطالية هي التي فهمت بعد ذلك أخلاق القرية المصرية وكفت عن تقبيل زوجها في فمه أمام الآخرين، لكن البيت الذي دخلته لم يعد أيضاً كما كان، فقد تقدم خطوات باتجاه فهم الزوجة الإيطالية.
مع ذلك لانستطيع أن نعول دائماً علي هذا التفاهم الجنسي النادر، خاصة وأن تجربته الأولي بين ملكتنا المصرية وحكام روما لم تكن مبشرة.
وحتي لو تغاضينا عن المصير المأسوي لأنطونيو وكليوباترا، فإننا لانستطيع الانتظار وتعليق التفاهم بين شاطئي المتوسط علي جيل جديد من الولادات المهجنة في الزيجات المختلطة. فنسبة من يقدمون علي مثل هذا الزواج من المهاجرين العرب أقل بكثير من نسبة من يرفضون المجتمع الأوروبي من حيث المبدأ، كما أن نسبة أخري من الزيجات القليلة تنتهي بالفشل وبآلام تقسيم الأسرة.
العدد الكبير من العمال العرب هم من سكان القري، أي أنهم لم يمروا بالحالة المدينية في بلادهم قبل أن يصطدموا بالمدينة الإيطالية. وكثير منهم يسافرون للعمل في الأعمال الدنيا، وأكثرها شيوعاً جمع القمامة، والحالة المثالية بالنسبة لهم أن يتحول البلد المستقبل إلي صندوق قمامة واسع، ينظفونه ويجدون في قاعه الكنز الذي جاءوا بحثاً عنه. لكن هذا لا يحدث، فالصندوق لن يمتلئ بالقمامة من تلقاء نفسه، إنما هناك بشر يملأونه، ويتحركون في فضاء مدينتهم بقيمهم المختلفة عن قيم الضيوف.
هؤلاء الضيوف اصطدمت أجسادهم مباشرة بالاختلاف المدوخ، وليس أمامهم سوي التحصن وراء خصوصياتهم، وهكذا يعودون إلي قراهم أكثر محافظة وتقليدية مما خرجوا!
لم يقرأوا حزن دينو بوتزاتي ليعرفوا أن خوف الإيطالي من الموت لايختلف عن خوفهم منه، ولم يقرأوا إيتالو كالفينو ليعرفوا أن لدي الإيطاليين ذات النزوع إلي الخفة للتغلب علي ثقل الحياة، ولا هم يستطيعون أن يتأملوا شبق البرتو مورافيا، ليعرفوا أنه يشبه الشبق الذي لديهم، والفرق الوحيد أن مورافيا كتب أشواقه لكنهم يلجمون أشواقهم.
هذا الغياب التام للمعرفة هو ما يصنع الاغتراب العدواني للمهاجرين الذين لم تلتق أرواحهم بروح المجتمع الآخر، بل ارتطمت أجسادهم مباشرة بأرضه الصلبة.
وعلي الجانب الآخر فإن سوء الفهم لدي المجتمع الأوروبي للمجتمعات العربية ليس بأقل من هذا، لأن كاميرات التليفزيون تقدم وهم المعرفة بالمجتمعات العربية وليس معرفة حقيقية، ولشدة تعلق هذه الكاميرات بمناطق السياحة التي تحافظ علي كل ما هو تقليدي ومثير، لن أستغرب أن يسألني مواطن أوروبي إن كنت لا أزال أستخدم الجمل في رحلتي اليومية إلي الصحيفة!
والأسوأ من هذا أن الكاميرا الغربية لاتغادر أرض السياحة إلا لتقيم في ساحات القتال، ولا تنقل لمشاهديها من الضفة الأخري إلا صور التفجيرات، والعنف المؤسس علي خطايا السياسة وتقدمه بوصفه طبيعة متأصلة في شعوب الضفة الجنوبية للبحر وفي طبيعة دينهم!
وإذا كان سوء الفهم علي هذا المستوي البسيط، فليس من المعقول أن نطالب المواطن علي الجانبين بمعرفة تاريخ الثقافة في حوض المتوسط، لكي يعرف كل منهما كيف يشتركان في ملكية بستان واحد من المعرفة ساهم في العناية به سقراط وأفلاطون مع ابن سينا وابن رشد، كما أبدعه أبو العلاء المعري ودانتي أليجيري.
ولا يقتصر تجاهل المشترك الثقافي بين الضفتين علي المستويات الثقافية الدنيا، بل إن الصفوة المثقفة علي شاطئي المتوسط وقعت في المأزق نفسه، عندما استسلمت للرؤية الأمريكية عن صدام الحضارات وانخرط المثقفون من الجانبين في مؤتمرات حمل الكثير منها عنواناً واحداً هو الحوار بين الإسلام والغرب إذا أقيم المؤتمر في الجنوب يتغير إلي الحوار بين الغرب والإسلام إذا كان في الشمال، وفي الحالتين فإن هذا النوع من الجمع لايشبه إلا البحث عن ناتج جمع البيض والبرتقال.
أول خطأ في هذا العنوان الشائع منذ الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) 2001 هو الجمع بين الإسلام كمفهوم ديني، وبين الغرب كمفهوم جغرافي. وثاني الأخطاء هو تبسيط الإسلام وجعله شيئاً واحداً وتبسيط الغرب وجعله شيئاً واحداً، استناداً إلي مسيحيته، وهي ليست واحدة أيضاً.
وفي هذا تجاهل لحقيقة أن المسيحية وإن كانت دين غالبية الأوروبيين فهي قادمة من الضفة الأخري أيضاً. وأن الدول العربية لاتتمتع بنقاء إسلامي، كما لم تعد أوروبا تتمتع بنقاء مسيحي.
ورغم ذلك انطلت الكذبة علي الطرفين اللذين يتحاوران علي الأرضية الخطأ منذ خمس سنوات، وكان الهدف الأمريكي من وراء كل هذا هو ضمان اصطفاف أوروبا وراء المغامرات العسكرية لواشنطن، رغم أن الواقع يقول إن مصالح أوروبا، ودول المتوسط منها بخاصة مع العالم العربي أكبر من مصالحها مع أمريكا، لأننا لم نعد مجرد جيران يتحصن كل منا وراء الماء، بل إن التلاحم صار واقعاً، من خلال الهجرة الفردية المتزايدة من جنوب إلي شمال المتوسط. وتحتاج أسباب الهجرة إلي طاولة نقاش خاصة، لكن الواقع الآن يقول بأن التداخل اللحمي سوف يزداد كلما زاد التباين بين مستويات العيش علي شاطئي المتوسط.
وإذا كانت البشرية قد عرفت عبر تاريخها أن الهزيمة توقعها الجيوش القوية عند غزوها للبلاد الأضعف، فإن انتهاء الحرب الباردة كانت إيذاناً ببدء مرحلة جديدة في التاريخ يمكن للضعيف فيها أن يوقع الهزيمة بالأقوياء، بسلاح الضعف.
وربما وعت أوروبا هذه الحقيقة فيما يخص بلاد أوروبا الشرقية فعملت علي تدعيمها، سواء بالمساعدات أو بالرقابة وربط المساعدات بإنجاز التحول الديمقراطي، بينما لم تنتبه إلي ضرورة مساعدة جيرانها علي الضفة الأخري من البحر لكي تجعلهم أقوي من أن يهزموها.
المساعدات قليلة، والرقابة علي استخدامها أقل، لأن هناك دائماً ما يمكن مقايضته بين رجال السياسة علي الضفتين. سكوت في الشمال علي الفساد في الجنوب، في مقابل سكوت الجنوب علي ما يجري في الأراضي الواقعة تحت الاحتلالين الإسرائيلي والأمريكي.
والنتيجة مزيد من الشباب العربي اليائس، إن لم يكن بافتقاد فرص العمل بسبب الفساد، فمن خلال الإحساس بالظلم بسبب الانحياز الغربي. ويمكن لهذا الشباب بضعفه ويأسه أن يوقع الهزيمة بأوروبا، ليس فقط بالتفجيرات الانتقامية من سلوك الحكومات، بل بهذه الهجرة غير المؤهلة للعيش علي الأرض الأوروبية والتي تتزايد كلما تزايد افتقاد الأمل في بلادها الأصلية.
وفي ظل واقع كهذا تتضاعف مسؤولية الإعلام علي شاطئي المتوسط في تحويل حالة الاصطدام الجسدي إلي حالة لقاء بين الأرواح والعقول، بتوفير مناخ أفضل للمعرفة المتبادلة بدلاً من مناخ الخرافة الذي يسود العلاقة بين الجانبين حتي الآن.
ولن يتم هذا إلا بقدر أكبر من النزاهة والعمق الإعلامي. وقد يكون من غير اللائق أن نقول لزملائنا الأوروبيين ما ينبغي عليهم عمله. ولايمكن أن تغيب عن الصحفي الأوروبي حقيقة أن العمليات الإرهابية ليست سلوكاً متأصلاً في دين أو شعب بعينه، بل هي وسيلة كل الضعفاء عندما يواجهون الأقوياء، بصرف النظر عن عدالة أو عدم عدالة قضيتهم. وقد مارس هذا النوع من الحرب الأيرلنديون وانفصاليو الباسك من المسيحيين كما مارسه الجيش الأحمر الياباني. أي أن الأصل الأيديولوجي للعنف كامن في الفقر والإحساس بالإهانة وليس في الإسلام.
والزملاء الصحافيون الأوروبيون يعرفون أكثر منا أن حكوماتهم كثيراً ما تتواطأ مع دكتاتور عربي، بينما ترسل الجيوش لإسقاط دكتاتور آخر!
من جانبنا نعرف ما ينبغي علينا فعله، وهو الحرب ضد الفساد المحلي والجهل بالآخر، وكلاهما ليس بالحرب السهلة.
في الحرب ضد الفساد، وأتحدث هنا من واقع خبرتي في الصحافة السياسية كاتباً للعمود هناك معضلة حقيقية، فالقانون يعاقب الصحافي الذي ينشر معلومات غير صحيحة، بينما لايعاقب المسؤول الذي يخفي المعلومات أو يزوده بمعلومات مضللة، وهذا يصعب من مهمة الصحافي ويجعله يلجأ إلي التخمينات. كما توجد صعوبة أخري تتعلق بقدم البيروقراطية في دولة مثل مصر التي طورت من أدائها، بحيث تترك الصحافة تتحدث عن الفساد كما تشاء من دون أن تهتم بالتوضيح أو تُحسِّن من نفسها، وكأن كلا من الإعلام والنظام يعيشان في عالمين مختلفين، لكن الحكومة تعود بين الحين والحين لتستدعي كاتبا إلي المحاكمة كي يتذكر الجميع أنها موجودة!
علي الجبهة الأخري، أي ما يتعلق بمعرفة الجار الأوروبي، أستطيع أن أقول من واقع خبرتي كمدير تحريرلـ أخبار الأدب الأسبوعية الأدبية الوحيدة التي يغطي توزيعها جميع البلاد العربية، أن المهمة أسهل وأكثر إمتاعاً، ونحن نخصص لمتابعة قضايا الثقافة الغربية نحو ثلث صفحات الجريدة أسبوعياً، يتعاون معنا عدد من المترجمين في كل اللغات، ونقدم الترجمات من لغاتها الأصلية دائماً من دون الاضطرار إلي العبور من لغة وسيطة. وقراؤنا يعرفون عن الأدب الأوروبي ما لايمكن مقارنته بمعرفة القارئ الأوروبي لأدبنا أو ثقافتنا، لأن هناك في أوروبا أو خارجها من يعطل هذا التعارف ليحافظ علي مستوي الصدام الجسدي الذي تستفيد منه السلطة علي الجانبين بينما تخسر الشعوب.

* كلمة الكاتب أمام مؤتمر دور الإعلام في منطقة الأورومتوسطية الذي عقد أمس الجمعة في مدينة تورينو الإيطالية.