حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
إلغاء الرق نتيجة مباشرة لبقاء باب الاجتهاد مفتوحا - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79) +---- المنتدى: مواضيـع منقــولة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=25) +---- الموضوع: إلغاء الرق نتيجة مباشرة لبقاء باب الاجتهاد مفتوحا (/showthread.php?tid=13906) |
إلغاء الرق نتيجة مباشرة لبقاء باب الاجتهاد مفتوحا - Hajer - 11-13-2006 موضوع جميل...:97: جريدة الصباح التونسية، 12 نوفمبر 2006 بقلم : علياء بن نحيلة إلغاء الرق نتيجة مباشرة لبقاء باب الاجتهاد مفتوحا المدرسة الفقهية في تونس لم تنقطع عن الاجتهاد أبدا بمناسبة مرور 160 سنة على تحرير الرقيق في تونس.... نظمت «الجمعية التونسية «المعالم والمواقع» بالاشتراك مع مكتبة مدينة تونس دار بن عاشور جلسة تخللتها محاضرة القاها الأستاذ خليفة الشاطر عنوانها «الغاء الرق في تونس وذلك يوم الجمعة 10 نوفمبر الجاري بمقر مكتبة مدينة تونس». وقد ترأس الجلسة السيد زكريا بن مصطفى رئيس جمعية المعالم والمواقع فرحب بالحضور المميز والنوعي في كلمة وجيزة وضع فيها الموضوع في اطاره اذ قال ان اختيار الاحتفال بمرور 160 سنة على تحرير الرقيق في تونس 2006-1846 لم يكن اعتباطيا وانما يتنزل في مسار اعتزازنا بهويتنا وتاكيد رسوخ اقدامنا واجتهادنا في تقنين وتنظيم شتى مجالات الحياة لذلك كانت سنة2006 سنة الاحتفاء بالعلامة عبد الرحمان بن خلدون والاحتفال بمرور 50 سنة على صدور مجلة الأحوال الشخصية وعلى حصول تونس على الاستقلال. مدرسة الاجتهاد ويعتبر الغاء الرق او تحرير العبيد حدثا هاما اولا لتفرد تونس به منذ قرابة القرنين ولانه قرار جاء بعد فتوى وموافقة المجلس الشرعي الذي مكن احمد باي الاول من اتخاذ القرار. وهذا يقيم الدليل على ان المدرسة الفقهية في تونس دأبت على الاجتهاد ولم تنقطع عنه في كل فترات تاريخنا وهو ما مكن من التفتح على الحضارات وتخرج اطارات عليا في شتى العلوم كخريجي معهد الزيتونة. وباعطاء السيد زكريا بن مصطفى الكلمة للاستاذ خليفة الشاطر تحدث هذا الأخير في بداية محاضرته عن ظروف الغاء الرق في تونس سنة 1846 واكد انها تختلف عن ظروف فرض عهد الامان على تونس ولم تفرضها اي اياد اجنبية بل انها انبثقت من حاجة داخلية واقتناع بعض رواد الحركة التحديثية في الايالة التونسية من امثال القاضي محمد بن سلامة بمدى المهانة التي تلحق بالانسان خلال عمليات البيع والشراء. ولعل ما يسر الغاء الرق في تونس هو انه قرار لم يكن يتعارض مع الشرع باعتبار سهولة وكثرة المخارج التي اوجدها الاسلام للتحرر من العبودية وصعوبة الدخول فيه(الحروب والقرصنة). من يدخل تونس يصبح حرا وقد تم تحرير العبيد في تونس على مراحل كهدم المحل المعد للبيع والشراء ومنع تجارتها في كل الاسواق التونسية وتصدير العبيد سنة 1841 ومنع استيراد العبيد 1842 واعتبار كل عبد يدخل التراب التونسي باية طريقة حرا طليقا وفي هذا الظرف ايضا ظهرت فكرة تحرير العبيد والحاقهم بالجيش ليعوضوا ابناء الأحرار لكن الباي حررهم ورفض الفكرة التاثير الاجنبي تم الغاء تجارة الرق في انقلترا سنة 1833 وشمل بعض الدول الأوروبية الأخرى كفرنسا وايطاليا وتركيا ثم الولايات المتحدة 1865-1863. وقد كان لتأسيس «جمعية تحرير العبيد» في بريطانيا سنة 1839 التأثير الكبير على بقية الدول حيث اوفدت الجمعية احد اعضاءها الى مالطا طالبة من حاكمها مساعدتها على اقناع حكام شمال افريقيا بالغاء الرق ولكن هذه الحركة ومهما كانت قوية لم تفرض على باي تونس الغاء الرق ولم تسلط عليه اية ضغوطات ويذكر في هذا المجال ان قنصلا بريطانيا زار تونس يوم 29 أفريل 1841 ليقترح على احمد باي الغاء تجارة العبيد بقي متعجبا عندما لامس اقتناع الباي بالموضوع وعلم انه لا يملك اي عبد. تواصل الفكرة الاجتهادية اندرجت عملية الغاء الرق في تونس في اطار ظهور فكر اصلاحي بداية من سنة 1817 حيث اقتنع بعض العلماء بضرورة الأخذ عن أوروبا واعترف بيرم الثالث مثلا في ذاك التاريخ بان العدوى خطيرة واثر على محمود باي فتمكن من انشاء الكرنتينا - لابعاد المرضى عن الاصحاء. وفي اوائل القرن التاسع عشر اقتنع بان الأرض كروية وشاركه محمد المناعي في ذلك وكان ظهور ديباجة محمد قبادو سنة 1844 منعرجا حاسما في تاريخ الفكر الاصلاحي في تونس وتواصل الفكرة الاجتهادية واعتمادها في اصلاح الأوضاع في الايالة التونسية. وظهرت فكرة الاعجاب بكل ما هو ات من الغرب وضرورة الاخذ منه للانتصار عليه وتصادمت مع الفكر الرافض لكل ما هو قادم من الغرب وضرورة الابتعاد عنه وقد لاحظ الاستاذ خليفة الشاعر انه صحيح ان ظهور الفكر الاصلاحي وفر الارضية المناسبة المشجعة على الغاء الرق في تونس ولكن هذا لا يجب ان يحجب سببها الحقيقي وهو اقتصادي افرزه ما شهدته اوروبا من تحولات في جميع مجالات الحياة وتطور حركة التصنيع وانتشارها السريع مما أثر على التبادلات مع البلدان الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية هذا الوضع اثر بصفة مباشرة على التجارة الصحراوية في تونس (وهو الاسم الذي كان يطلق على تجارة الرق) اضافة طبعا الى كثرة وارتفاع الضرائب التي كانت تفرض على تجارة العبيد والمنافسة الحادة التي كانت تلقاها قوافل الغدامسية - المتنقلة بين تونس وبلاد الدارفور وخط الاربعين مرحلة الرابط بين تونس ومصر - مع قوافل الطرابلسية. وخلص المحاضر في النهاية الى انه مهما كانت الأسباب التي دفعت الى الغاء الرق في تونس (ايديولوجية ام اقتصادية) فان الفكرة قوبلت دون ردود فعل عنيفة اولا لاعتمادها على فتوى ومصادقة المجلس الشرعي عليها ثانيا لاقتناع رواد الحركة الاصلاحية بضرورة بقاء باب الاجتهاد مفتوحا لان الله هو الذي فتحه مما جعله فريضة قائمة مع الالتزام بشروطه طبعا. شفعت المحاضرة بنقاش اثنى خلاله الحاضرون على فكرة التطرق للموضوع في هذه الفترة بالذات وعلى تنزيل المحاضر لعملية تحرير العبيد في نطاق اقتصادي عالمي اذ اكد على ان حركة الغاء الرق في الخارج مظهرها اديولوجي ولكن سببها الحقيقي اقتصادي. :cat: |