حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
رحلة صحفي على طريق الموت بالعراق - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: رحلة صحفي على طريق الموت بالعراق (/showthread.php?tid=14165) |
رحلة صحفي على طريق الموت بالعراق - Truth - 10-29-2006 رحلة صحفي على طريق الموت بالعراق Sun Oct 29, 2006 بغداد (رويترز) - حين قررت أنا وزوجتي الاحتفال بعيد الفطر مع ذوينا ببلدة سامراء لم نتخيل اننا سنمضي ساعات ندعو الله ان يحفظنا. ويرتبط عيد الفطر بالبهجة والفرحة والزيارات العائلية ولكن هذا العام كان بالنسبة لعراقيين امثالي مواجهة اخرى مع الموت. وقبل ان نغادر بغداد لنبدأ رحلتنا لسامراء التي تقع على بعد مئة كيلومتر شمالا حملنا السيارة بالهدايا لاقارب لم نرهم منذ تفجير مرقد الامام حسن العسكري في سامراء في 22 فبراير شباط والذي كان شرارة اشعلت نيران عمليات قتل انتقامية بين السنة والشيعة. ومن بين الهدايا وشاح ابيض اشترته زوجتي لتضعه على قبر شقيقتها الكبرى التي جرها افراد ميليشيات شيعية يتشحون بالسواد خارج منزلها في بغداد واطلقوا عليها الرصاص وقتلوها لمجرد انها سنية بعد وقت قصير من الحادث. وقالت لي زوجتي "في العيد الماضي فرحت اختي بالوشاح الابيض الذي اهديتها اياه وهذا العام اريد ان اسعدها بنفس الهدية ولكن داخل قبرها." ولم تدم بهجة السفر طويلا فعلى بعد حوالي 80 كيلومترا من بغداد اوقفتا فجأة نقطة تفتيش لرجال الشرطة خارج بلدة بلد الشيعية. وصرخ فينا رجل شرطة يحمل بندقية ايه. كيه-47 "الى اين تعتقدان انكما ذاهبان .. الا تعلمان ان المسلحين يستهدفون كل سيارة تمر في بلد عودا لبيتكما لتبقيا على قيد الحياة." وبمجرد ان توقفنا بسيارتنا على جانب الطريق مزق السكون صوت نيران بنادق اليه وعادت بعض السيارات الاخري من حيث أتت بعد ان خشى ركابها ان يفقدوا حياتهم. وقال لي رجل عجوز ان المكان الوحيد الامن الذي يمكن ان يأوي اليه العراقي هو منزله. وبعد ساعتين سمح لنا رجل الشرطة بالمرور وعلى بعد كيلومترات قليلة وصلنا لساحة المعركة حيث رأينا سيارتي شرطة مدمرتين بينما تناثرت على الطريق الاف من طلقات الرصاص الفارغة وبالقرب من ساحة المعركة رأينا المتاجر التي كانت من قبل تزدحم بالمتسوقين وقد التهمتها النيران أو هجرها الزبائن. وكانت بلد بلدة مسالمة تحيط بها بساتين الفاكهة وأشجار النخيل ولكن خلال شهر رمضان سقطت في براثن عمليات القتل الطائفية. وقتل مسلحون سنة 14 عاملا شيعيا ليشعلون مرة اخرى شرارة هجمات انتقامية. وبعد سبع ساعات وصلنا سامراء لنجد انها تحولت لمدينة اشباح. وعلقت على الجدران رايات سوداء حدادا على ضحايا حالة الفوضى التي تعم العراق. وتعلن احدى الرايات استشهاد شقيقين من السنة قتلا في بغداد وتشير اخرى لمقتل رجل شرطة وزوجته وابنيه في حادث تفجير قنبلة. ويؤثر التوتر وغياب القانون على المدينة. ويقول ابو محمود (54 عاما) وهو مدرس "اشعر بالاحباط حين اري بعض المحافظات تعيش في سلام. سامراء مدينة قديمة ومن المؤسف ان تعمها مثل هذه الفوضى." ويقضي الاطفال اوقاتهم في اللهو ببنادق لعبة واطلاق أعيرة وهمية ويصرخون "قتلتك". وحين سئلت صبي في العاشرة من عمره لماذا يحمل سلاحا من البلاستيك اجاب "أنا من المقاومة وسأقتل الامريكيين." وكنا ننوي مغادرة سامراء يوم الاربعاء اخر ايام عيد الفطر للسنة ولكن اضطررنا الانتظار يوما اخر بسبب قتال بالقرب من بلد. ومرة اخرى كانت رحلة العودة كابوسا. فقبل ان نصل لبلد استوقفتنا مجموعة من المسلحين بعضهم يرتدي زيا رسميا والبعض الاخر يرتدي قميصا ابيض وسروالا من الجينز. وسألنا رجل الشرطة "الى اين انتما ذاهبان.." فاجبته اننا عائدان الى بغداد فسأل مرة اخرى "هل انتما من الشيعة..". شعرت بالدم يتجمد في عروقي ونظرة سريعة لزوجتي كشفت لي انها تكاد تموت رعبا. وأجبته املا الا يفضح صوتي عن مخاوفي "لماذا تسأل هذا السؤال.. كنت ازور سامراء وانا الان في طريق عودتي لدياري." وقال رجل ممن يرتدون ملابس مدنية "لا بد انك شيعي لانك تخاطر بالسفر الى بغداد عن طريق بلد دون ان تخشى ان تقتل." واجبته بانني لست خائفا ولست شيعيا وانني سأواجه أي خطر بنفسي فعرض على مسدسه لاحمي نفسي. رفضت العرض وواصلت طريقي لاصل بغداد بسلام ولكني لم يبرح ذهني الاعتقاد المؤلم بان بلدي الحبيب يهوى في براثن حرب اهلية. من احمد رشيد © Reuters 2006. All Rights Reserved |