حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
"أنطولوجيا" القسم الكاذب في باب الحارة - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: فـنــــــــون (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=80)
+--- الموضوع: "أنطولوجيا" القسم الكاذب في باب الحارة (/showthread.php?tid=14184)



"أنطولوجيا" القسم الكاذب في باب الحارة - جقل - 10-28-2006



"أنطولوجيا" اليمين الكاذب و باب الحارة...

رحم الله نهاد قلعي الذي لم يمت قبل أن يرسم معالم شخصيات الحارة الدمشقية و يحدد مساراتها و سلوكياتها, ووضع كل ذلك في بضع مسلسلات مازالت تعرض حتى هذه اللحظة و تحظى بقبول يتوزع بين الحنين الى الماضي و بين إفتقار الحاضر الى فهم مغاير للأساس الذي أرساه نهاد قلعي,لم يستطع كتاب دراما الحارات الشعبية الدمشقية أن يتجاوزوا ما قدمه نهاد , و لم يستطيعوا أن يخرجوا عن مجموعة الكيانات الإنسانية التي رسمها و أعتبرها الملمح الأساس للحارة , القبضاي بوجيهية الإيجابي و السلبي ,رجالات الحاره كبار التجار و صغار الكسببة ,رجل الدين ,و كذلك معتوه الحاره, شاهدنا في باب الحارة "أبو عنتر , و غوار الطوشة,و حسني البورظان,و أبو رياح و فطوم, و حتى بدري ابو كلبشة رجل الشرطة الغبي و كذلك ياسين الأجدب.

أحتال كتاب نص باب الحارة على شخصيات نهاد قلعي, فمزقوا ابو عنتر بين "العقيد" أبو شهاب و "العقيد" ابو النار , و كثفوا شخصية غوار الطوشة بالإيدعشري بعد أن حملوها تبعات نفسية هائلة لا تلائم إنسان ذلك العصر , و أستعاروا من حسني البورظان الطيبة و الغيرية و التفاني في سبيل الآخر فوضوعوها في شخصية الزعيم,و حافظوا على معظم مافي بدري أبو كلبشه في شخصية رئيس المخفر , و أوجدوا مكانا فسيحا لياسينو الأجدب و هذا خطفوه كما قدمه نهاد قلعي دون أن يزيحوا عنه الغبار الذي علق به ,أما فطوم حيص بيص فيمكن أن نلحظ جانبا منها في كل إمرأة من نساء باب الحارة.لم يبق إلا الأحداث التي تحرك هذه الشخصيات , بعد أن تم "تحضير" الشخصيات و خلفيات المشهد التراثية , و كانت عملية "إبتكار" الحدث ,"كتدبيج" كلمات لتناسب لحنا سبق أن وضعه ملحنا ما.

الحدث المضطرب المخلل و المتشعب بدون هدف فني واضح, كان سائدا في كل حلقات باب الحارة الثلاثة و الثلاثين , أعتبارا من البداية "المثيرة" بالهروب الكبير الذي نفذه الإيدعشري بعد أن أرتكب جريمة سطو مسلح و المقارنة الفجة بين "مشاية" الإيدعشري و "حذاء" السندريلا, و كلاهما نسي حذائه في سياق هروبه الخائف,أدار النص ظهره لهذه التفصيلة المهمة بعد ثلاث حلقات و تبنى بدلا منها ضغوطات نفسية طبقها النص على الإيدعشري بعد أن أقسم يمينا كاذبا أمام وجهاء الحاره , تزايدت جرعات التعذيب النفسي و تحولت الى كوابيس مفزعة , ثم تطورت هذه الكوابيس لتصبح حقائق موجوده لمسها الإيدعشري , بدأت بمرض زوجته المريب و الذي يشبه السل , تمدد الأذى ليصيب وجود الإيدعشري فماتت زوجته و قتل ابنه البكر معروف بطريقة شنيعة بعد أن لدغة تعبان أنطلق من القبر الذي أختاره الإيدعشري مخبأ لجثة الحارس و للمال المسروق, و لم يكن خروج الموت من ذلك المكان مصادفة ,فهو مقصود ليربط و بشكل وثيق بين اليمين الكاذب الذي أقسمه القاتل و مكان جريمته التي خرج منها الأذى ,لم تتوقف تبعات اليمين الكاذب عند موت الزوجة و الأبن و خسارة جزء كبير من البيت لصالح البلدية , فقد جاء الدور على الإيدعشري نفسه , ليموت بعد أن فقد ذراعة التي أقسم بها كذبا , و هو يعترف بجريمته النكراء و دون أن يلمس المال المسروق الذي عاد بكامله الى صاحبة صاحب القلب الطيب.

هذه حكاية باب الحارة الرئيسية ,سار معها بشكل متواز و منفصل حكايات أخرى , صاحب القهوة أبو حاتم و الحاجه الى طفل ذكر, زواج عصام , و خصومة بوران و أم لطفيه,المجذوب الذي ظهر في الحارة بشكل مفاجىء و أقاصيص أخرى أقل أهمية تبدو محشورة في النص لترفع حمية المشاهد كحكايات "ثوار الغوطة" , بهذه التوليفة سوق باب الحارة نفسه , بعد أن توشح "بعبائة" الماضي,و "وشى" اقاصيصه بتمائم دينية شديدة السطيحة تناسب الصائم "بحكم العادة" , كان اليمين الكاذب و مكانة المصحف مادته الرئيسية , فشلت محاولات زعيم الحارة و أبو شهاب في الفحص و التقصي عن دلائل تدين الإيدعشري و كانت أوضح من الشمس, و فشلت محاولات رئيس المخفر العنيفة , في حمل الإيدعشري على الإعتراف, و حده اليمين على المصحف أفلح في إظهار الحق و إصدار الحكم و تنفيذه أيضا, مسلسل باب الحارة بهذا الطرح السطحي و بمجموعة أحداثة المفبركة المساعدة للحدث الرئيسي شكل طبقا رمضانيا رشيقا سهل التسلسل من البلعوم الى المعده بدون عوائق .

تبعات اليمين الكاذب حسب مسلسل باب الحارة , جزء من الواقع , فليس هناك حاجة الى شرطة و لا محاكم,و قد عرض علينا كتاب المسلسل و مخرجه , نموذجا , حيا,سرق و أقسم كذبا فخسر حياته و زوجته و أبنه و بيته و أخيرا خسر نفسه قطعة قطعة , قبل أن يموت كمدا و غما , و لم يبق من أفراد أسرته , إلا أبنته ثكلى, و ابنا ملتاث, و الناجي الوحيد من هذه المعمعة كان حمار العائلة فقط,كان النص في منتهى القسوة و البطش,فهو أوقع بنفسية الإيدعشري أفدح الآذى و أوقع بعائلته أقصى عقوبة ممكنة ,مما يجعلنا نتسائل عن عدالة هذا الحكم, فهل تستحق الدهبات الخمسين, حياة إمرأة طيبة و شاب يافع و عائلة بكاملها,و هل غاب عن النص مبدأ حقوقي هام قائم على نص "شرعي" صريح مصدره القرآن نفسه يقول "ولا تزر وازرة وزر أخرى".

هذا العمل لم يساعد نفسه ليظهر بشكل فني أفضل, و أعتبارا من النص الذي كتبه كاتبان الأمر الذي يعني عناية مضاعفة ,لكن الأمر جاء بعكس ذلك , الحدث الضعيف المتمثل بجريمة عادية أريد لها أن تحتمل إظهار حقبة تاريخة غنية و تعمد النص أن يحشر كل "بهارات" ذلك العصر أعتبارا من ظاهرة القبضايات و الحارات الى قصص "النسوان" و مكائد الحريم مرورا بالنضال الوطني للتحرر من الإستعمار , عناوين طويلة و عريضة عالجها النص بلا اي عمق من خلال قصة "حرامي" سابق نسي "مشايته" و هي أول سقطة لنعرف أن الحرامي ليس محترفا كما أدعى النص,أوغل النص في إبراز "الوطنيات" و مكائد النساء , دون أن يضيع ملامح جريمة القسم الكاذب بعد أن كانت مجرد جريمة سرقة عادية , حولها النص من حدث "شرطي" الى قانون وجودي خطير,لم يوظف مسلسل باب الحارة تقاليد الحقبة الزمنية التي يمثلها لتخدم الحدث, و أظهرها بشكل فلكلوري فقط كعرض بهدف العرض و كأنه يقدم وصلة للدبكة الشعبية أو عرض أزياء تراثية , بينما تحركت الأحداث بشكل منفصل عن الزمان و المكان و لم تكن مربوطة دراميا مع بدايات القرن العشرين , فهذا الحدث الذي عرضة مسلسل باب الحارة يمكن أن نجعله يحدث الآن أو في المستقبل دون إخلال بالسرد الفني , و هذا يدعونا للتساؤل في جدوى "توريط" التراث في أعمال غير مرتبطة به , و كي لا أبدو متجنيا ساقارن بين الحدث الأساسي في مسلسل ايام شامية و الحدث المحوري في باب الحارة , أيامم شامية عمد الى مكانة "الشوارب" عند رجل بداية القرن العشرين و نسج حولها حكاية في منتهى الجمال و الإبداع و أخرجها بسام الملا نفسه , بينما نجد أن باب الحارة أعتمد على جريمة سرقة عادية , و لفق حولها كل هذه "الهوليلة" التي أستمرت طوال شهر رمضان.

لم يكن ثمة داع لأن يبذل الممثلون جهدا تمثيلا يذكر فمعظمهم, أدوا ذات الأدوار في مسلسلات مشابهة لنفس المخرج,فتموتت لديهم الرغبة في الإبداع و التجديد, لصالح توكيد نمطية الشخصية و ترسيخها, تمهيدا فيما يبدو لمسلسل مشابه العام القادم, لم يقدم بسام كوسا في دور الإيدعشري أي إضافة بل شاهدنا الإيدعشري نفسه تلبس بسام كوسا و سيره كما يريد في "صفنات" طويلة و تظرات شاردة نادمة بدون أن تعطي دلالات مهمه , فكان الورق المكتوب سيد الموقف و سيد المشهد , فلم يكن على بسام كوسا إلا أن يلبس معطفة المهترىء و يسلم نفسه لعامل المكياج يشوه له عينه اليمنى ثم يقف أمام الكاميرا مادا بصره الى آخر الأستوديو ,كما لم يعط بسام للإيدعشري شيئا كذلك لم يعط الإيدعشري شيئا لبسام, و أنا أنصحة نصيحة محب أن يبتعد عن مثل هذه الأدوار مادام حيا,عباس النوري بدور أبو عصام العطار, مازال يجرش تحت أسنانه ذكريات محمود الفوال في أيام شامية و كان هذا الدور دور حياته الذي لن يتكرر,وقف أمام الكاميرا و هو يعتقد أنه مازال المعلم عمر , و هو قادر أن يقوم بكل مهمات عمر بواسطة حقيبة "المطهر" التي يحملها , عباس النوري ممثل موحد الأداء يمثل بنفس الطريقة سواء كان المعلم عمر أو أبو عصام العطار,سامر المصري بالغ في دور "العقيد" و حمله الكثير في تطرف لهجته الشامية و حركات يده المتحدية , و كان مظهره كاف بكل الإيحاء المطلوب زاد سامر الجرعة قليلا علما بأنه أكثر الممثيلن تميزا في هذا المسلسل,عبد الرحمن آل رشي لم يكن زعيما و هذا خطأ فني رهيب فهو كان نصف قديس, ظهر جانبة الطيب البسيط و اللين أكثر من جانبه القاسي الذي أقتصر ظهوره على المراجل التي أظهرها أمام أم لطفية ,و فيما تعدى ذلك كان شخصا عاديا تبجيله الزائد غير مبرر و خاصة بعد أن تبين أنه "خروق" بإنهياره بعد سماع خبر وفاة أبنه ,تداع هذه الشخصية يتحمل مسؤليتها النص وحيدا فيما أنقذت نبره صوت أل رشي المميزه بعضا منها.بقية الشخصيات كانت تسند عمل هؤلاء و تساعدهم على أداء البطولة ,و إلقاء بعض النكات بين مشهد جاد و آخر.لن أتكلم عن الأدوار النسائية في باب الحارة لأنها كانت فضيحة مدوية , مع الإشادة بصباح جزائري لأدائها المتميز, و هنا أيضا كانت النساء ضحية الكاتب و قد جعل جميع نسوة المسلسل إمرأة واحدة لا غير بطبع واحد لا يتغير أن كانت طفلة أو مراهقة أو إمرأة كاملة .

لم يعكس باب الحارة خبرة المخرج بسام الملا في التمرس على أعمال من هذه النوعية ,و بدلا من ذلك يقدم سنويا أعمالا بخط بياني هابط لم يتوقف عن النزول منذ أن بدأ في مسلسلة المميز ايام شامية ,و أعتقفد أن التفكير بالتسويق كان الهم الأول للمخرج ,فلم يظهر الكرم الإنتاجي بوضوح على موجودات الأستوديو , كومة البطيخ في دكان الخضرجي كانت حاضرة طوال حلقات المسلسل و كأن الوقت صيف دائم , و نسيان أشياء دقيقة مهمة ضيعت بعض المشاهد المهمة , مثل مشاهد الحلاق الذي يحلق لزبائنه دون أن نرى شعره واحدة على الأرض أو على أكتاف الزبون,و في مشهدين متلاحقين تبين أن هناك ضعف إخراجي و مونتاجي معا , في المشهد الأول الإيدعشري بذقن طويلة مهملة و بيضاء مستدعى الى قسم الشرطة , و في المشهد الذي يليه مباشرة رئيس المخفر يحقق مع الإيدعشري بذقن حليقة ناعمة .تفصيلات كهذه تسلب من العمل الفني صدقيته لأنها تعكس عدم صرامة القائمين على الإنتاج فيستهين المشاهد بدورة و لا يأخذ المسلسل على محمل الجد .

باب الحارة مسلسل "ملفق" أعتمد على النجاح المضمون لمسلسل "يسخر" تراث الحارة الدمشقسة لصالحة , و أراد إستغلال نجاح المخرج في تمرير مسلسلات من ذات النمط في سنوات سابقة ,فخرجت هذه التوليفة المشكلة , و التي حرص فيها الكاتبان و المخرج و المنتجون , على وضع كل مكونات الخلطة "الهندية" , دراما , ميلودراما , كوميديا, مكائد حريم , و نهاية مفتوحة لأجزاء ثانية و ثالثة...و ربما رابعة و كله على سنة الله و رسوله.





"أنطولوجيا" القسم الكاذب في باب الحارة - fekr - 10-28-2006

يبدو لي يا عزيزي جقل انك "فايق و رايق ولا على بالك هم.."...
و يبدو لي انك ايضا من هواة النقد لمجرد النقد ... هذا ان اعتبرنا ما كتبته اعلاه نقدا... و ربما كان الاصح ان نقول انك من هواة الكتابة للكتابة...

المهم ... انا لست" فايق و رايق" مثلك حتى اكتب بالصفحات ... و يكفيني ان اكتب بالاسطر...

و باختصار أقول... أنك كنت بعيدا عن الموضوعية بل و المصداقية فيما كتبته اعلاه في "نقدك" لمسلسل "باب الحارة", و كانت محاولتك لاظهار ان ثمة نوعا من "السرقة الفنية", ان صح التعبير, محاولة تعتمد على مجرد عموميات و تشابهات سطحية... و ليست اكثر من محاولة ايجاد الشبه بين انسان و جقل على سبيل المثال ... عموميات فقط ... رأس و ايدي و ارجل و ....

أما عن عدم المصداقية فيكفي ان اسوق شاهدا واحدا مما كتبته انت اعلاه :
"و قد عرض علينا كتاب المسلسل و مخرجه , نموذجا , حيا,[COLOR=Red]سرق و أقسم كذبا
ففي الاقتباس السابق وحده أكثر من تناقض... فثمة تناقض في كلامك ذاته... فمن ناحية تقول "..سرق و أقسم كذبا .." و من ثم تقول " .. فهل تستحق الدهبات الخمسين ..." .... فأنت بداية تقول ان الادعشري قد سرق و حلف يمينا كاذبا فعوقب, و بعد سطرين فقط تقول ان ذنبه كان انه سرق "الدهبات الخمسين"

التناقض الثاني في كلامك, و هو ما يظهر بوضوح تعمدك اخفاء بعض الامور عن القاريء رغبة في ان تظهر لنا نقدك المتماسك المبني على سعة اطلاع و حكمة و نفاذ بصيرة و...و.. المهم ان هذا التناقض هو بين ما كتبته و بين قصة المسلسل ذاته هذه المرة, فقد تعمدت اخفاء ان "الادعشري" قد قتل حارس الحارة... و بهذا الشكل فإن جريمة الإدعشري ليست الدهبات الخمسين فحسب... و لا حتى انه قد حلف يمينا كاذبا ... و لا أنه قد قتل نفسا لإخفاء ذنبه... و تسبب بتشريد اسرة... و انما كل ذلك مجتمعا ... و لا اعرف كيف يمكن اعتبار كل ذلك شيئا لا يستحق ان يصيب مرتكبه بعذاب الضمير ... هذا مع العلم بأن الكثير من الامراض النفسية القاسية بل و الامراض النفجسدية قد تحدث لاسباب اقل اهمية بكثير مما حدث للإدعشري...

هذا عدا عن ان نص" لا تزر وازرة وزر اخرى" لا صلة له بالعقاب او القصاص الذي نزل بالإدعشري... و لكن لا أرغب أن أدخل في جدال حول هذا الموضوع..

يكفي ما ذكرته كدليل للاموضوعية و لا مصداقية "نقدك"....

و من جانب آخر, فرغم انني اتفق معك بذمك لاداء "عباس النوري", و مدحك لاداء "صباح الجزائري " الا انني لا اتفق معك بتاتا بما يخص اداء "بسام كوسا" لدور الإدعشري... فهل تتفضل و تشرح لنا كيف كان بإمكانه ان يؤدي دوره بشكل افضل .. او من كان بإمكانه ان يؤديه عنه بشكل أفضل؟؟...

اخيرا, أرجو ألا تعتبر كلامي تجريحا شخصيا بأي شكل من الاشكال.. أرجو ان تعتبره مجرد تصحيح خطأ...

ملاحظة: يبدو انني قد كتبت اكثر مما كنت ابغي...فقد كتبت اكثر من مجرد "عدد من الاسطر" و ان كان لا يمكن ان يعد ب"الصفحات" على اية حال .... فعذرا..



"أنطولوجيا" القسم الكاذب في باب الحارة - arfan - 10-28-2006

يعتبر المخرج بسام الملا من المخرجين السوريين المرموقين , وقد استطاع عبر مسيرة عمله وإبداعه أن يحقق نجاحات متتالية , في سلسلة أعمال غالبا ما تتناول التراث كحالة تجسيدية للماضي , وقد استطاع بسام الملا بأعماله خلق قاعدة استقطاب جماهيرية عبر نحته في الذاكرة الجمعية لجمهور المتلقي مجموعة شخصيات لازال الشارع يتداولها إلى الآن , مثل أبو عبدو وسيفو ومحمود وشواربه في ( أيام شامية )، ولايزال هذا الاستقطاب على أشده عبر الأعمال الأخرى اللاحقة التي توجت بانضمام الفنان بسام كوسا ليجسد إحدى هذه الشخصيات وآخرها شخصية ( الإدعشري ) والتي لا يمكن لبسام كوسا إلا أن يتقنها كما عهدناه . .



في محاولة لقراءة هذه السلسلة الدرامية , وقراءة الذهنية التي أنتجت نص الخطاب الدرامي فيها , لا بد وأن نقف عند مجموعة من الأيقونات , والمفردات , والسلوكيات التي تنتهجها شخصيات العمل ,والتي يعبر عنها المخرج بأسلوبه والذي يدعونا في عمله الأخير ( باب الحارة ) للتوقف كثيرا ومحاولة فكفكة العمل لكثرة التساؤلات التي يمكن أن نطرحها , لاسيما وأن العمل أتى بعد سنوات من الخبرة في مجال الحارة الدمشقية الشامية والتي خاض في غمارها العديد من المخرجين السوريين ليس أقلهم الفنان هاني الروماني الذي زاد الرصيد الدرامي الدمشقي التراثي بسلسلته ( حمام القيشاني ). ..
تعرف الأعمال الدرامية التلفزيونية بمفهومها البسيط , على أنها حبكات قصصية ترصد فترة تاريخية معينة من حياة البشر بتفاصيلها ومشاكلها وتأثيراتها , والعمل في مجمله يكون مسرحة لهذا الزمان أو المكان المتخيل – الواقعي ضمن سياقه التاريخي الذي لا يمكن أن نقصيه عنه كونه متلازما مع ما قبله وما بعده من تراكمات اجتماعية وفكرية وثقافية واقتصادية خصوصا وأن الحادثة التاريخية مفردة ولا يمكن أن تتكرر , و هذه الحادثة التاريخية أيا كانت لا بد وأن تؤثر في محيط حدوثها ولو بشكل جزئي على الأقل , خاصة تلك الأحداث التي لها علاقة بالوعي الجمعي للمجتمعات ومراحل تشكلها وتبلورها واستمرار هذا التطور بتراكماته . . وبالتالي فإن رصد حياة أي مجتمع وإن كان في فضاء متخيل لا يمكن أن تتم بمعزل عن السياقات التاريخية المؤثرة فيها , من هنا أستطيع أن أنطلق في محاولتي لقراءة العمل الدرامي ( باب الحارة ) ومحاولة قراءة العقلية التي مسرحته وجسدته وطرح سؤال هل هذه الأعمال قدمت لنا لتعيدنا إلى ذلك الزمن الماضي أم لتحضره إلينا. .؟
وبصيغة أخرى هل أنصف العمل تراثنا وقدمه إلينا بالطريقة التي يجب أن يكون عليها أو نتمناه أن يكون عليها ؟
لا بد هنا من الإشارة إلى تميز الدراما السورية بمجملها بخطاب من نوع معين , يتمفصل فيها هذا الخطاب ضمن عقليتين متفاوتتين ومتداخلتين , ترنو أحدها إلى الحداثة و أخرى لازلت أصولية في تناولها لخطابها, وعناصر شخصياتها وديكورها وأيقوناتها الزمانية والمكانية والتراثية , وحتى مفرداتها الحوارية التي تعبر فيها عن نفسها . . أرى أن باب الحارة كعمل درامي يندرج ضمن المذهب " الأصولي " في الإخراج , ويبدو هذا واضحا وجليا في كل تفاصيل العمل التي لا تقبل إلا المراوحة في مكانها والتقولب ضمن قوالب قاسية لا تقبل المرونة أو التفاوت . . ويمكن التدليل على ذلك من خلال حالة الإقصاء التي مورست من قبل العمل على عناصر المجتمع الأخرى التي ألغيت من المجتمع الشامي – الدمشقي , لنشعر وكما أننا في فترة القرن الثامن عشر أو حتى السابع عشر , لولا العلم الفرنسي الذي يوحي بغير ذلك والذي يعطينا إيحاء بأننا في فترة ما بعد الاحتلال, وكما أن باب الحارة بفضل حارسها وحرص سكانها على إغلاقه منع أيضا حتى الزمن وتطوراته من الدخول إلى هذه الحارة , لنشعر وكأنها تعيش في جزيرة منعزلة عن المحيط الاجتماعي والتاريخي والفكري لمدينة دمشق والتي تبلورت فيها في تلك الفترات الخيوط الأولى للنهضة الفكرية والتحرر من الاستعمار والحراك الاقتصادي والاجتماعي السوري . . وأعتقد بأن العمل لن يتغير فيه شيء فقط لو أضيف العلم العثماني مكان العلم الفرنسي و زي الدرك , لا بل بالعكس أعتقد بأننا لو جعلنا المسلسل ينتمي لحقبة الاحتلال العثماني سيكون ذا مصداقية أعمق لأنه يعبر عن تلك المرحلة الزمنية أكثر من انتمائه لفترة الاحتلال الفرنسي . . كثير من الأعمال التي تناولت الحياة الدمشقية ناقضت نفسها , لأنها لم تكن متمكنة من الوقوف على أرضية واضحة المعالم في رؤيتها للتراث وتعاملها معه , فبينما الأعمال الدرامية الأخرى وحتى الشامية في فترات لاحقة تعمل على فرز مفاهيم المجتمع ضمن قديم وجديد محاولة منها تنقية التراث والاحتفاء به ضمن منظور حداثي تأتي هذه الأعمال والتي باب الحارة خير مثال عليها لتكرس هذه الثقافة وتحتفي بها على أساس أنها مكونات رئيسية للحياة الدمشقية في حالة من إلغاء للجدل والتفاعل الاجتماعي بخصوص الكثير من المفاهيم والممارسات خصوصا في الفترة التي يتحدث عنها المسلسل لا سيما تلك التي لا يمكن قبولها اجتماعيا , وإن كانت أمرا واقعا مثل البطل الذي يمشي ويصدر صوت ( التشحيط من شحاطته ) فهذه مشهدية لا يمكن إلا أن نقيسها ضمن منظور الحاضر باعتبار أنها منبوذة حتى في الماضي. من المفارقات الأخرى في العمل هي انعدام التلميح - لللآن على الأقل ونحن في الحلقة الثالثة عشر من العرض - لوجود أي صحافة سورية أو منشورات تعبر عن روح تلك الفترة , كذلك أخذ الأفكار الجاهزة عن المجتمع لتلك الفترة والنظرة الكلاسيكية الصارمة ووضعها في – المكان – الزمان غير المناسبين وتجريده من حيويته التي كان يعيشها لنقع ضمن مفارقات غريبة , فهناك مسلسل حلبي يتحدث عن نفس الفترة و هي فترة الاحتلال الفرنسي وإن كان هناك فارقا ببضع سنوات في هويتهما الزمانية إلا أننا سنلحظ مدى حيوية الحراك الاجتماعي التي يشهدها المجتمع الحلبي وسنلحظ الفتاة التي تذهب إلى المدرسة وتشارك في هموم العائلة بفاعلية أو لنقل بتفاعلية إيجابية , بينما الفتاة الدمشقية متلقية للفعل والأوامر وأمها تنهرها عن اللعب بالماء مع أختها لابتعادها بهذا السلوك عن الرزانة , مما يكرس صورة نمطية عن المجتمع الشامي منافية تماما لواقعه خصوصا وأنه معروف عنه انفتاحه أكثر من المجتمع الحلبي . . وهنا يتبادر إلى الذهن فورا مشاركة المرأة الشامية وبإيجابية في الحراك الاجتماعي والسياسي لتلك الفترة وخروجها في مظاهرات منددة بالاحتلال مثلا , فلا يعقل أن المرأة التي رأيناها في باب الحارة هي من قام بهذا التفاعل والذي يحتاج لسنوات من التكوين لمثل هذا الفعل, وهذا ما يؤكد أن باب الحارة كان مغلقا ليس فقط أمام اللصوص بل أمام دورة الزمن وتفاعلاته وتطوراته ويؤكد أنها جزيرة معزولة عن المجتمع الدمشقي الحقيقي الذي ساهم في قيادة الوعي الوطني والفكري السوري . التناقضات الأخرى التي لا يمكن القبول بها أو التسليم بمحاولة تنميطها هي تراتبية مجتمع هذه الحارة , والذي يلغي تيارات اجتماعية أخرى كانت موجودة فعلا , فلا يمكن للحلاق – الحكيم الشعبي أن يكون بهذه المكانة في سلم الحارة الاجتماعي وحتى الاقتصادي على حساب طاقات اجتماعية كانت مؤثرة وفاعلة وتمثل طليعة قائدة للمجتمع آنذاك . . ومن عناصر ذهنية الخطاب في هذا العمل هو الحوار ومضمونه الذي يدور بين الشخصيات و الطريقة التي تمت فيها تشكيل جمل الحوار حيث أنها تندرج ضمن عقلية الشعارات بعيدا عن المرونة الحوارية التي تتميز بالتلقائية وكما أن الممثل – الشخصية ينتظر محاوره كي ينتهي من جملته حتى يبدأ الشخص الآخر بالكلام ومضمون هذا الكلام ما هو إلا جمل جاهزة يمكن لأي مشاهد أن يتخيلها مسبقا , وهنا علينا أن نشير أيضا إلى عقلية الوصاية الذكورية الأبوية القاسية التي تمارسها كل شخصية على متعلقاتها من الشخصيات الأخرى والتي تتكثف جميعها لتصل إلى الذروة عند الزعيم , في محاولة حثيثة لتنميط هذا المجتمع على اعتبار أن صورته المثالية هي كذلك , ومن خلال هذا الطرح سنصل إلى نتيجة بأن الحارة والمجتمع المعزول بداخله ما هو إلا المدينة الفاضلة لولا بعض الدخلاء اللذين تمكنوا من الدخول من الباب لأسباب عديدة وسيتم طردهم منها كي تعود الحارة إلى فضائلها وخيرها المطلق . إن التراث في الأعمال الدرامية السورية يعاني من الظلم الشديد من ناحية طريقة عرضه وأسلوب طرحه , ابتداء من الزي وصولا إلى اللهجة وطريقة عرضها . . وهذا لا يعني ألا نحتفي بأيقوناتنا التراثية العديدة , والتي نتميز بها وبكثافتها وبجمالياتها , بل بالعكس تماما علينا أن نحتفي بها , وألا نسلم مثلا بأن البيت الشامي هو بيت عربي , في محاولة لإضفاء البعد القومي على الخصوصية الجغرافية لاسيما وأن البيت الشامي – السوري – الدمشقي هو نمط عمراني خاص بسوريا وببلاد الشام وليس له مثيل في العالم , إلا ما انتقل عبر سوريين إلى الأندلس أو أماكن أخرى قليلة . . من هنا ومن هذه النقطة التي نفرز فيها القومي عن الجغرافي دون إلغاء وإقصاء نستطيع أن نصل إلى رؤية أعمق لتراثنا وأيقوناتنا , على أن نقدمه بطريقة عصرية منقاة من التراكمات الدخيلة وبتنميط عصري نموذجي يمكن توصيله إلى العالمية دون تشحيط بالشحاطة .
http://www.jidar.net/jed/modules.php?name=...rticle&sid=1180