![]() |
رأي كاتبة سعودية عن الشعب السوداني, الذين لا يصدأون (د/ ثريا العريض) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79) +---- المنتدى: مواضيـع منقــولة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=25) +---- الموضوع: رأي كاتبة سعودية عن الشعب السوداني, الذين لا يصدأون (د/ ثريا العريض) (/showthread.php?tid=14264) |
رأي كاتبة سعودية عن الشعب السوداني, الذين لا يصدأون (د/ ثريا العريض) - الاعصار - 10-23-2006 [CENTER][B]الذين لا يصدأون [SIZE=4]د/ ثريا العريض [SIZE=5]صديقة أجنبية لي.. زوجة لدبلوماسى تنتنقل معه فى بلاد الله الواسعة.. سألتني وقد آن أوان السفر: "... سوف ننتقل الى السودان. وقد عشت فى تونس وعمان والعراق قبل السعودية، أما السودان فلا أعرفه. أنتم فى البلاد العربية تتشابهون كثيرا وتختلفون كثيرا، لا أجد ما يجمعكم فى البلد الواحد ولا فى المجموع، لا أدرى ان كانت تجربة الماضى تفيد فى التنقل بينكم!". فكرت فى حلم الوحدة العربية، والتجمعات الراهنة فى ارتباطات اقليمية، والخلافات على حدود سرابية، ومناسبات جماهيرية.. ولم أستطع أن ألغى ملاحظتها! قلت لها صادقة: " ستحبين السودان. " قد لا يكون فى رخاء البلاد الأخرى التى عشت فيها، ولكنه غنيٌ بروحانية خاصة. لم تتح لى زيارة السودان، ولكنى عايشت الكثيرين من أبنائه وبناته متغربين للدراسة أو للعمل فى بقاع مختلفة من العالم تمتد من بلادنا العربية إلى أمريكا وأوربا. وأستطيع أن أقول عن السودانيين ما لا أستطيع أن أقوله عن أى جماعة أخرى منَا.. فلم أجد فى التعامل مع أى منهم ما أفقدنى احترامى له شخصيا أو لأبناء بلده.. وجدت فى الزملاء والزميلات من السودان ذلك الشعور بالمسؤولية، والرغبة فى القيام بالواجب على الوجه الأكمل.. ووجدت فيهم الطيبة دون غباء، والإعتزاز بالنفس دون غرور، وإحترام الآخرين دون تذلل، ومعرفة حدود حقوقهم وحقوق الآخرين. لهم شخصية مميزة.. شعب عرف الإستعمار ولم يتعود الخنوع، وعاش الفقر ولم يتقمص الذل، وحفظ إنتماءه الى عروبته وافريقيته وإسلامه دون أن يشرخ ذلك شخصيته الخاصة.. أين فى البلاد العربية، أو غيرها من يقوم بإنقلاب ناجح ضد سلطة مرفوضة، ثم يترك كرسي السلطة راضياً؟؟! أين فى البلاد التى تعانى كوارث العالم تجدين الصبر والإتِزان والهدوء الذى واجه به السودانيون مجاعاته وجفافه وفيضاناته حكومة وشعبا؟؟! ستحبين السودان، وأهله يحبون بعمق.. ويحسون بعمق.. ويتألمون بعمق. ولكن أصواتهم تظل هادئة.. بلد طيب.. يملؤه الناس الطيبون. ربما تجدين سودانيا يبتسم فقط عندما يحتاج شيئا منك وينسى ملامح وجهك حين لا يحتاجه.. وقد تجدين سودانيا يرتشى ويختلس ويسرق ويهرب من مسؤولياته أو يتلاعب بصلاحياته.. ولو وجدت ذلك يا سيدتى فستكونين قد التقيت ظاهرة نادرة بينهم!! لأنهم جد شرفاء.. ولا ينسون ذلك. مثلك درت العالم عدة مرات وزرت الجهات الأربع.. عربية وغير عربية.. فوجدت أن البلد أطيب فى بلاده منه فى خارجها.. ربما يتأثر بالهواء الملوث فيصدأ بعض معدنه.. ربما هو دفاع عن النفس فى مواجهة الغربة.. لا أستطيع أن أقول لك أننى عايشت السودانى داخل حدود بلاده.. ولكن إن كان مثل من عرفت منهم خارجها، فسوف تحبين السودان والسودانيين.. أكاد أجزم أنهم من معدن أصيل لا يصدأ... |