حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
في الهوية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: في الهوية (/showthread.php?tid=14533) |
في الهوية - فرج - 10-08-2006 ماهي الهوية؟ هل الهوية هي هذه الأنا الواقعة بين الهُوَ والنحن؟ لغةً الهُوية ولا الهَوية، مشتقة من هُوَ. إذن الآخر هو الذي يحدد هويتي بقوله: "هو فلان". وفي أغلب الحالات هو كذلك. أما "أنا" فتكاد تكون مغيبة في ثقافتنا العربية الإسلامية، فإذا قال أحدنا: "أنا فلان"، سرعان ما تدارك واستعاذ باللّه من قولة "أنا". لماذا؟ ذلك أنّ قولة أنا تكاد تكون محصورة في شخص المتكلم المطلق. حسب الرواية التوراتية عندما سأل موسَ ربه "من أنت؟" جاءه الجواب "أنا من أنا". يضاف إلى ذلك أنّ الأنا الفردية تكاد تكون مسحوقة بـ"نحن" الجماعة. هنا لا بد من إحداث نوع من ثورة أو انقلاب كوبرنيكي باتجاه وضع الفرد في مركز الجماعة التي ينتمي إليها. ماذا يعني انقلاب كوبرنيك؟ انقلاب كوبرنيك يعني تحرر الفرد من "كابوس" الجماعة، من أسر الجماعة، وذلك يعني تحرر الفرد من التبعية المطلقة لشخص الزعيم الذي يجسد الجماعة إلى درجة التماهي معها، فنحن الجماعة وأنا الزعيم في ذهن الأفراد المغلوبين على أمرهم شيء واحد. كما كانت الحال وما زالت في ظل الأنظمة النازية والفاشية والشيوعية عداك عن الأنظمة العشائرية والطائفية أو المذهبية العقائدية وما شابهها من أنظمة منسوخة ممسوخة عن هذه أو تلك. المطلوب اليوم في عصرنا هذا أن يكون الفرد، كل فرد، قادراً على القول "أنا فلان" أو "أنا أريد أن أكون فلاناً". الحضارة المعاصرة والفلسفة الحديثة كلها قائمة على مفهوم الإرادة الحرة للفرد والتي يعتبرها البعض تجسيداً لإرادة مطلقة تتجاوز الفرد إلى مفاهيم أخرى مثل "الحتمية التاريخية" أو "الأمة" وغير ذلك. حتى مفهوم حقوق الإنسان والحريات الفردية والعامة قد تستخدم لغير صالح الفرد وحريته. مفهوم الهوية يتقاطع مع مفهوم الانتماء. هناك الانتماء الطبيعي الموروث، وهناك الانتماء الثقافي القائم على الاختيار الواعي. مثلما الانتماء يتأرجح ما بين الثقافي والطبيعي كذلك الهوية تتأرجح بين الهُوَ والنحن في حين أنّ المطلوب بناء الأنا على أساس من الوعي والاختيار. هذه الأنا ما هي إلاّ مشروع قيد البناء باستمرار على حساب الهو والنحن في آن. = يتبع = |