حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
نساء من حينا - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: نساء من حينا (/showthread.php?tid=14652) الصفحات:
1
2
|
نساء من حينا - نزار عثمان - 10-02-2006 ريم لم تكن بذات القوام الرشيق لا ولا الوجه الصبوح، سمراء تميل الى الدكانة، تخطو للأمام بجسدها الممتلئ قبل تحريك القدم عند المشي، ولطالما تساءلت بيني وبين نفسي كلما رأيتها ان كان لمشيتها دور في تكوين تلك المؤخرة الشبيهة بظهر السلحفاة، هذا ومع مرور الزمن وتقدمها بالسن أخذ أعلى ظهرها بالتقوس ليبدي عند التدقيق نوع من انحناءة لطالما عمدت بمقابلها لحبس انفاسها لأقصى مدى ممكن حين المشي، مع شد الصدر وإبرازه للأعلى، ضاربة بذلك ثلاث عصافير بحجر واحد، فالبطن الذي أخذ بالارتخاء والتكور سيضمر حينها لأقصى مدى ممكن، والتقوس في الظهر قد يتوارى ما بين الضغط وخصلات الشعر الاسود الفاحم المتدلي، هذا في حين كون الثديين سيزدادا انتفاخا على انتفاخهما، بما يؤثر بمزيد من لفت النظر.. ما كانت لتغادر السيجارة يدها، ولا شفاهها الممتلئتين المتوهجتين بلون أحمر الشفاه القاني، وما انفكت يوما لتبخل بتوزيع الابتسامات ليقينها أن في مفلج أسنانها الصافّين كجدار من اللؤلؤ المرصوص مع صوتها الشبيه بشدو العندليب ما يسحر المخاطب، ويأسره أمام لوحة متناقضة من الجمال الأنثوي.. وكان أجمل ما فيها رقة الروح وخفة الظل، والحنان البالغ الذي لطالما فاض من عينيها الواسعتين صبابة ودموعا حتى ولو سمعت أغنية لعبد الحليم حافظ، وليسقى وجنتيها المدببتين ماءا وكحلا.. ولدت ريم في اواخر عقد الخمسينات من القرن المنصرم لتكون البنت الثانية لعائلة تشكلت من تسعة أفراد مع الوالد والوالدة، لم تنل من التعليم قسطا غير القدرة على القراءة والكتابة، لاضطرارها على إثر زواج أختها الكبرى لمعاونة الوالد في القيام بالواجبات تجاه الاسرة، مساهمة أشد المساهمة في إكمال إخوانها الشبان الخمسة لتعليمهم.. ابتدأت في معمل للخياطة، بعدها في محل لبيع الحلوى، ثم وأخيرا في محل نوفوتيه هذا قبل أن تأتيها "فرصة العمر" – بحسب ما كانت تعبر – للسفر والعمل في الخليج، والتي واجهها الرفض القاطع من الوالد المحافظ ابن المنطقة الأشد محافظة وتزمتا. مرت الايام، وانتظرت ريم "النصيب" الذي لم يأت .. وإن أتى لم يكن بالمناسب، فـ"هل لامرأة أن تتزوج من رجل يكبرها بأربعين عام؟؟" – بحسب تسليتها الفؤاد أمام الذكرى- .. ولطالما هنّت النفس بحنوها على أبناء أختها، وأبناء الجيران، وقطتها البيضاء الناصعة "بيسو".. تحسنت الحالة المادية للوالد، وتخرج الشبان وتزوج غالبيتهم.. ولماتزل في عملها المتنقل ما بين صنعة وأخرى.. ربما كان هو "النصيب" الذي انتظرت .. تأقلمت مع حياتها.. وتصالحت مع انتظارها الواثق لـ"إبن الحلال" .. هذا وصولا الى ليلة اجتمعت فيها الاسرة بعد أن ألم بالوالدة مرض عضال، وقرروا إجبار ريم على ترك العمل والتفرغ لخدمة الوالدة .. هنا لا أكاد أشك بأن ريم لم تكن تحتاج لإجبار .. فوالدتها كانت حياتها، كانت الصديق والحبيب والزوج والإبنة .. لكن لا استطيع بالمقابل أن انسى وجه ريم ليلتها يوم انفض الجمع وسارعت إلى جدتي (صندوق أسرارها، والكتف الحاني) تندب سوء طالعها، ماذا تفعل؟؟ أتترك أمها وتكمل العمل متحدية قرار الأسرة المحافظة والمجتمع المتزمت والألسنة الحداد عرض الحائط، دافعة بازاء ذلك الضرائب المعلومة؟؟ أتدفن نداء ذاتها الدافع لفرجة روح وتحقيق ما تيسر من شعور بالذات من خلال العمل؟؟ ام بالمقابل هل تتوانى عن الواجب الذي يدعوها للتمرغ عند أقدام أحب الخلق إلى قلبها خدمة؟؟ أم تستسلم لنداء القدر، ولنداء جزء من نفسها متممة طريق انهزامها الذي أحبت دوما أن تسمه بكلمة "رسالة"؟؟ .. اختارت الوالدة .. لكن هل كلمة "اختارت" هنا صحيحة؟؟ هل كان لها من بديل؟؟ اختارت الوالدة.. وتركز حلمها حصرا بـ"ابن الحلال".. أيام وسنين أخرى مضت، غادرنا حينا باتجاه منطقة أخرى، ما تركت ريم زيارة جدتي في المناسبات، وكلما استطاعت لذلك سبيلا، كيف لها أن تترك صندوق اسرارها دون الاطمئنان عليه بين الفينة والأخرى، بل كيف لها أن تغادر إدمانها على الاستخارة بالقرآن الذي أجادته جدتي خير إجادة، "شو بعدو مطول ابن الحلال يا حجة؟" بابتسامة تعلوها السخرية السوداء الممتقعة بالالم كانت تردد في كل إطلالة لها.. *** اليوم صباحا.. تعود خالتي من زيارة قامت بها لحينا القديم بوجه مكفهر، تدخل غرفتي قائلة: - أتدري من توفي؟ - من ؟؟ (باستغراب) - .... ريم (مع دمعتين) اتسعت حدقتاي وغالبت دمعة .. (لا أحب أن أبدو ضعيفا ... خصوصا أمام أسرتي) .. بصوت كأنه الحشرجة: - بالحرب؟؟ - .. لا بالسرطان ... - ... لا تخبري جدتي !! الوالدة في سريرها تحمل صورة ريم وتبكي .. الوالد والأخوة يتقبلون العزاء .. هل يا ترى جُمع فيمن حضر"ابن الحلال"؟؟ أوه كم تأخر .. "حلم" لم يتحقق .. وورقة طويت (f) يتبع مع امرأة أخرى .. وكسر آخر.. نساء من حينا - محارب النور - 10-02-2006 غرامشي ..:wr:. مؤلمة ,كم من المهمشين يموتون يومياً. لريم..(f) نساء من حينا - نزار عثمان - 10-02-2006 :redrose: نساء من حينا - ماركيز - 10-03-2006 كم من الشموع تحترق لتضيء للآخرين و كم تحترق أخرى لمجرد أن ترضي أنانية الآخرين ربما كان موتها رحمةً بها ... :frown: رحمها الله (f) Gramsci ... كم هي مؤثرة ؟؟؟ نساء من حينا - نزار عثمان - 10-03-2006 ساعة رملية ... ربما قيمتها أنها ساعة .. كسرت على شاطئ بحر رملي ... خسارة أليس كذلك؟؟ ريم لم يكن لها أن تختار شيئا في حياتها .. لم تجد غير "الحلم" .... وللسخرية .. هل بات انتظار ابن الحلال حلما؟؟ لتتغمدها الرحمة شكرا لمرورك عزيزي ماركيز :redrose: نساء من حينا - ريمة - 10-03-2006 (f) لريم (f) لك غرامشي آلمتني كثيراً نساء من حينا - اميريشو - 10-03-2006 اقتباس: Gramsci كتب/كتبت:97: هذه على قبر تلك المعتّرة ،و لكن كيف ماتت يا حبيب نساء من حينا - نزار عثمان - 10-03-2006 اقتباس: ريمة كتب/كتبت ما كنا لنتألم .. وربما ما كانت ... مممم لا أعلم .. هل لو ولدت ريم في بيئة مختلفة.. وقدر لها ما هو غير ذلك .. هل كانت لتنتهي كذلك؟؟ أخشى ما أخساه أن "ريم" تتكرر كل يوم في مجتمعاتنا بألف صورة ووجه وألم .. غاية شكري لمرورك عزيزتي :redrose: نساء من حينا - نزار عثمان - 10-03-2006 اقتباس: اميريشو كتب/كتبت أهلا بالغالي .. صدّق يا عزيزي قد تفاجأت أن السبب بموتها هو السرطان، لم تكن تعاني من أي شئ .. ولا أعلم أين أصابها بصراحة ..وما أحببت أن أسأل .. خصوصا وأنها توفيت ليل الاول من أمس ... لكن ربما كان لكثرة التدخين دور بهذا .. أشكر مرورك عزيزي :redrose: نساء من حينا - اميريشو - 10-03-2006 اقتباس: Gramsci كتب/كتبت(f) لكن هل لك أن تخبرنا كيف ماتت |