حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
للمهتمين بالفلك والتنجيم... (عرض كتاب الثمرة لبطليموس) - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: للمهتمين بالفلك والتنجيم... (عرض كتاب الثمرة لبطليموس) (/showthread.php?tid=14680)



للمهتمين بالفلك والتنجيم... (عرض كتاب الثمرة لبطليموس) - الاعصار - 10-01-2006

كتاب الثمرة صغير الحجم كبير المحتوي يعطي فكرة عن التنجيم حسب رؤية بطليموس
وهو من أشهر علماء الفلك والتنجيم..


والكتاب عبارة عن مئة كلمة لبطليموس مع شرحها





مقدمة
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
اذا كان علم الفلك يلقب بتاج العلوم فأن التنجيم هو جوهرة ذلك التاج ….

هذا ما كان يعتقده القدماء ومن مختلف الحضارات, فأن التنجيم ومنذ ظهوره
اول الامر في بابل قد شغل حيزاً كبيرا من افكار الناس ومن مختلف طبقاتهم فهو
حبيب الملوك ومعشوق العلماء وأيمان عامة الناس، فقد اعتقد البابليون الأوائل
ان الكواكب آلهة يجب عبادتها وتقديم مراسم الخضوع لها لتحميهم من غضبها وتعطيهم
بركتها لذلك فأنهم حاولوا التقرب منها وذلك بتقديم ما اعتقدوا انها تريده واستدعى
ذاك الامر مراقبتها لمعرفتها اكثر هذا من الجانب الديني لبلاد ما بين النهرين اما
في بقية الامم ولوا ان اغلب الأمم قد عبدت الكواكب فأن هناك امم قد راقبتها لتحديد
المواقع والاتجاهات في الأسفار مثل العرب والفينيقيين …

وبكل الأحوال فأن هذه المراقبة ولمدة مئات بل ربما الاف السنين قد اسفرت عن رصيد لا بأس
به من المعلومات الفلكية لدى من راقبوها وابرزهم كما قلنا هم البابليين الذين سجلوا
جميع ما رأوه وراقبوه على ألواح طينية استطاع المتأخرين منهم أن يحللوها ويخلصوا
منها لقوانين التنجيم والذي لا زال إلى ألان يخضع للقوانين التي وضعها البابليين له،
وقد كان البابليين معروفين بتقدمهم في مجال الفلك والتنجيم عند الشعوب القديمة ولذلك
وبعد غزوا الاسكندر لبابل تعرف اليونانيين على هذا العلم الغريب واعجبوا به وخاصة انهم
كانوا يعبدون الكواكب مما جعلهم يستقدمون منجم بابلي أتشاء هناك أول مدرسة للتنجيم تخرج
منها العديد من المنجمين اليونان الذين كانوا النواة لعلم التنجيم في اليونان, كما ان
غزوا الاسكندر لبابل ليس هو الذي جعل اليونانيين يتعرفون على هذا العلم فأنه كان معروف
بينهم قبل ذلك والدليل القصة التي ذكرها أرسطو طاليس عن الفيلسوف طاليس والتي ذكر فيها
ان طاليس استطاع وبواسطة علم النجوم ( التنجيم ) ان يعرف ان محصول الزيتون سوف يكون وافراً
تلك السنة مما جعله يؤجر جميع المعاصر في مدينته تلك السنة فلما جاء موسم الزيتون انهال
الزيتون على المعاصر والتي كانت لطاليس فكان ذلك سبب لجمعه ثروة طائلة، نلاحظ هنا أن طاليس
وجد قبل الاسكندر بحوالي ثلاثمائة سنة فهذا دليل على معرفة اليونان الكاملة بالتنجيم قبل الاسكندر،
لكن وبعد تخرج العديد من شباب اليونان من مدرسه المنجم البابلي بدأت الكتب تظهر حول التنجيم
في اليونان حيث اصبح هذا العلم هو حديث كل اليونانين ونشره اليونانين الى الامم التي غزوها
حيث تعرف عليه الهنود عندما غزاهم الاسكندر وبرعوا به بعد ذلك كما ان الرومان عرفوا هذا العلم
ايضا من اليونان وشغفوا به حتى ان اباطرتهم كانوا ينقشون رموز طوالعهم على النقود، لذلك وبالاهتمام
الشديد بهذا العلم تطور علم الفلك فأن علم التنجيم يتطلب المعرفة الدقيقة علم الفلك لكي تصح
احكامة لذلك فقد ظهر ابرز الفلكيين في العالم القديم واشهرهم بفضل علم التنجيم ومن هؤلاء الفلكيين
ابرزهم على الاطلاق في علم الفلك القديم بل هو الذي وضع قواعده والتي كان الفلكيين ولمدة الف
وخمسمائة سنه لا يحيدون عنها الا قليلاً .

وهو بطليموس الذي ظهر في القرن الاول الميلادي في الاسكندرية في مصر واطلع على مدونات من كان قبله
من الفلكيين اليونانيين والبابليين ايضا واسفرت نتيجه بحثه عن كتابه الذي اشتهر به وهو (المجسطي)
والذي كان يعتمد على نظرية دوران الشمس حول الارض ودوران بقية الكواكب حول الارض ايضا اذ انه ذكر
فيه ان عطارد والزهرة تدور حول الشمس بمدار دائري تماما والشمس تدور حول الارض وكذلك المريخ والمشتري
ومريخ يدور حول الارض وهذه النظرية رغم خطئها فقد كان استخراج مواقع الكواكب فيها في غاية الدقة مما
جعلها صامدة هذه الفترة الطويلة، ورغم الشكوك التي اوردها الكثير من العلماء العرب ومنهم البيروني،
الا ان بطليموس بقي سيد الفلك الى ان ظهر كبلر الذي اثبت بالحسابات الدقيقة النظرية الحقيقية للمجموعة
الشمسية، ورغم افول نجم بطليموس بعد تعديل نظريته الفلكية الا ان كتبه الفلكية والتي ابرزها
( المقالات الاربعة ) والتي لخصها بهذا الكتاب ( الثمرة ) تبقى الا الان اساس التنجيم ورغم كل الاضافات
التي اضيفت عليه على مدى 2000 سنة الا ان جذورها ستجدها في هذا الكتاب الصغير الحجم الكبير المنفعه .



للمهتمين بالفلك والتنجيم... (عرض كتاب الثمرة لبطليموس) - الاعصار - 10-01-2006

الكلمة الأولى:

يا سورس علم النجوم منك ومنها

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



قال الشارح : يريد بعلم النجوم في هذا المحل علم احكام النجوم وهو ما يتجدد من تقدمة معرفة
الكائنات بطريق الاستدلال من الاوضاع الفلكية وقد تقرر في علم الحكمة ان كل امر يتجدد في عالم الكون
والفساد لا بد له من فاعل وقابل والفاعل عبارة عن الموجد وعن شروطه لا يمكن الايجاد الا بها والقابل
عبارة عن المواد او الموضوعات، مثاله في توالد الحيوان، فالفاعل هو موجده والشروط هو ملاقاة الاب والام
بوجه خاص والقابل هو النطفة وهي مادة يتصور الحيوان منها، مثال اخر في اضائة الشمس فالفاعل والقابل
سطح كثيف يقابل الشمس ويقبل نورها والشرط هو عدم الحجاب فبالضرورة ان يكون في مستجدات عالم الكون والفساد
فاعل وقابل والفاعل عند المحققين هو قدرة الله سبحانه وتعالى والشرط هي الاوضاع النجومية التي تجدد كل متجدد
موقوف على حصول هذا الشرط لانه بحصول هذا الشرط قد اختص هذا التجدد بوقت خاص دون وقت والقابل هي اجسام هذا
العالم اما مواد او موضوعات والذي يتعلق بالاجسام مثل الصور التي هي اجزآء الاجسام والنفوس التي هي مدبرات بعض
الاجسام والاعراض التي هي قائمة بالاجسام والنفوس ولما كان الفاعل لا يكفي وحده في وجود الفعل بل مع وجود الفاعل
وجود القابل ايضا ضرورة كان الاوضاع الفلكية وتأثيراتها في عالم المتجددات غير كافٍ بل يحتاج الى العلم بوجود
القابل وان كان العلم بالاوضاع يحصل بالطريق اليقيني لكن معرفة تاثيرات هذه الاوضاع لا يحصل الا بالتجربة
والاستقراء وحدس يقتضي الظن ومعرفة حال القابل يحصل من معرفة احوال الاجسام والنفوس التي هي مبنية على الاحساس
والتجارب والقضايا التي تُعلم بالحدس، ولهذا قال علم النجوم منك ومنها فلفظة منك اشارة الى معرفة القوابل
وكيفية تأثير الاوضاع في القوابل ومنها اشارة الى الفواعل التي هي الاوضاع الفلكية فوجود الافعال موقوفة على
تلك الاوضاع مثاله: اذا اقتضى دليل فلكي برودة الهواء فالناظر في ذلك الدليل ينبغي له اذا كان في البلاد الحارة
في فصل الصيف ان يحكم على نقصان الحرارة وفي البلاد الباردة في فصل الشتاء ان يحكم بافراط البرد وتوابعه وهذا
الاختلاف بحسب اختلاف قبول القوابل وان كان الدليلان متساويين في الحكم وتقديم القسم الاول على القسم الثاني
بحسب تقديم الاحساس على باقي الادراكات، واحمد بن يوسف المصري المهندس كاتب آل طولون الذي هو من جملة شارحي
هذا الكتاب ذكر: ان القسم الاول من قبيل تقدمة بالوحي والالهام او بالكهانة والرؤيا وهو المعبَّر بلفظ منك وهذا
الكلام غير مطابق لتلك العبارة لان هذا المعنى لا يكون جسمياً ومما لا يطلق عليه علم النجوم.
وقال ابو العباس الاصفهاني في شرحه ان مرتبة النفس فوق مرتبة الاجسام والنفوس الفلكية والانسانية التي احداهما
محركة للافلاك ومؤثرة فينا بواسطة النجوم والافلاك، والاخرى مؤثرة فينا بغير توسط، وهما من تلك المرتبة.
فقوله منك ومنها اشارة الى هذين التأثيريين وهذا المعنى بعيد جداً في هذا الموضع والله اعلم.



للمهتمين بالفلك والتنجيم... (عرض كتاب الثمرة لبطليموس) - الاعصار - 10-01-2006

الكلمة الثانية:
وليس للعالم ان ينبىء بصورة الافعال الشخصية كما ليس للحاس ان يقبل صورة المحسوس الشخصية لكنه
يقبل صورة موافقة لها في الجنس وهذه حال من قضى على العنصر بكيفيته فانه لا يستطيع ان يدل على
الصورة التي في الفاعل واليقين مع هذه الصورة واما الحدس فهو من جهة العنصر والقابل فيكون احد
صورة الحكم في هذه الصناعة وما جرى مجراها انما يكون بين اليقين والحدس وهذا فيما غلب عليه استقراء
الطبايع وخدمة التأثير.


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ




الشرح:

احساس المحسوسات انما يكون محصول صورة او كيفية في الحاس شبيهة بتلك الصورة او الكيفية
التي في المحسوس مثاله: الحرارة التي تحصل في حاسة اللمس من مجاورة النار شبيهة بحرارة النار
وبتلك الحرارة تدرك حرارة النار لانه لو حصلت حرارة النار بعينها في الحاسة لاحرقت وقد تدرك
حرارة النار وهذا في حاسة الشم والذوق والسمع والبصر تحدث كيفية شبيهة بتلك الكيفية لا عين
تلك الكيفية كالصوت يحصل من القرع في الهواء والهواء يوصل تلك الكيفية الى السمع لا عين تلك
الكيفية لان العَرَضْ لا يقدر على الانتقال، وفي البصر رأيان: فرأى قوم ان الابصار تنقطع بصورة شبيهة
بالمبصر في الباصرة، ورأى قوم ان الابصار يكون بوقوع شعاع العين اذا اتصل به شعاع نيِّرْ مثل الشمس
والنار، وعلى هذه الجملة الهيئة الحاصلة من المبصَر في المبصِر هي غير هيئة المبصر في الحقيقة.
فعلم من هذا ان في جميع الحواس يكون الاحساس بحصول صورة او كيفية حادثة في الحاسة شبية بالمحسوس
لا عين المحسوس، وايضا ينبغي ان يعلم ان صورة الفاعل تقتضي وجود الاثر في القابل على سبيل الوجوب
وانما صورة القابل لا تحصل مع وجود الاثر الا على سبيل الامكان لانه مع وجود صورة النار يكون الاحراق
واجباً لانه من فعل النار فاما مع وجود القطن لا يمكن غير الاحراق فاذا وقع الاحتراق لا يكون ذلك من فعل
القطن بل يكون من فعل فاعل اخر ومن هاهنا قيل ان العلم بالعلة يقتضي العلم بالمعلول لان حصول صورة
مساوية للعلة من حيث هي علة لا تنفك من حصول صورة مساوية للمعمول ولا يكون هذا الحكم في القابل صحيحا.

وحيث اتضحت هذه المقدمات نقول ان بطليموس يشير في هذه الكلمة بان من طريق صناعة النجوم تقدمة
معرفة المتجددات لا يكون يقينية ومعنى كلامه ان العالم بعلم النجوم لا يقدر الاخبار بالافعال التي تصدر
من الاوضاع الفلكية بعينها كما ان الحاسة لا تقدر على صورة المحسوس بعينها بل يقبل صورة مشابهة لصورة
المحسوس كمن يحكم على العنصر بحسب كيفياته يعني القابل واحواله في قبول التأثير لا يقدر على الاستدلال
به على صورة صدور الفعل من الفاعل بحسب تلك الصورة ولا يكون الحكم بيقين الا اذا تيسر الاطلاع على تلك
الصورة، فالناظر في احوال القابل لا يحصل له بمجرد النظر العلم اليقيني بحصول المتجدد ذلك وغاية سعيه
ان يحصل له وقوف بالحدس من جهة القابل واحواله فتحصيل صورة الحكم في هذه الصناعة وباقي الصناعات
الشبيهة بهذه الصناعة مستفاد من بعض مقدمات يقينية وبعض مقدمات ظنية وحدسية والنتيجة لا تكون يقينية
لان النتيجة تابعة لاخس المقدمتين وهذا الحدس ايضا لا يتضرر الا في مواضع يكون الغالب فيه استقراء حال
طبيعة القابل وتتبع اثار الاوضاع وفي غير تلك المواضع لا يتيسر الحدس.

والمراد بقوله خدمة التأثير هو متابعه الاثار ليحصل الوقوف على وقوع الاثر المتجدد بطريق الاستقراء
من تلك الاثار، والحاصل ان علم النجوم المقتضى تقدمة معرفة المتجددات مشتملة على شيئين: الاول العلم
بأوضاع الفلك وهو علم يقيني، والثاني: العلم بأحوال القوابل في وقت قبول تأثير الاوضاع وهو علم ظني
وبعضه حد سي وهو الاكثر اعتمادا ً وتقدمة معرفة المتجددات لهذا الطريق لا يكون يقينياً وفي هذه الكلمة
يتضح ان المراد من قوله منك ومنها في الكلمة المتقدمة معرفة حال القابل الذي هو من القوى وتأثير
الاوضاع التي هي من الفلكيات لا تقدمة المعرفة بطريق النجوم ولا بطريق اخر غير هذه القناعة والله اعلم ،
ففي بعض النسخ هذه الكلمة مع الكلمة التي ما قبلها معدودة بكلمة واحدة لانه اذا اعدت بكلمتين كان
مجموع الكلمات ماية كلمة وكلمة واحدة .



للمهتمين بالفلك والتنجيم... (عرض كتاب الثمرة لبطليموس) - الاعصار - 10-01-2006

الكلمة الثالثة:
وأما الذين يجدون تقدمة المعرفة من الجزء الافضل فيهم فإنهم يقتربون من صورة اليقين بما فيهم
من القوة الإلهية وان لم يـــكن معهم من العلم الموضوع كثير شيء .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



الشرح:

قد تقرر في علم الحكمة ان الانسان مركب من جوهرين مجردين: جوهر يقال له النفس الناطقة
ومن جوهر مادي يقال له البدن، والنفس مربوطة بالبدن ومتصرفة فيه ومدبرة له بالتقديرات الالهية
وكما ان اثار النفس ظاهرة في البدن كذلك اثار البدن تظهر بالنفس وهي الملكات الفاضلة والردية
واحوال اُخر تسمى العوارض النفسانية مثل الشهوة والغضب والميل الى الذات والنفرة من المؤلمات
وحب المال والجاه وامثاله. والنفس بحسب التجريد مستعدة لادراك الحقائق والوصول الى المبادىء
والاطلاع على المغيبات وتسمية العلماء كسب الكمال وتسمية الحكماء الحكمة وبسبب الملكيات
والعوارض المذكورة تصير النفس محجوبة عن هذا الكمال فأى نفس كانت مجبولة على الاعراض عن الاشياء
المقتضية الحجاب لها صارت مطلعة على الغيب كنفوس الانبياء والاولياء وأطلاع هذه النفوس على الغيب
يكون بطريق الانتقاش بنقوش منتقشة في العقول والنفوس السماوية التي هي مبدأ الحركات وافعال
الاجسام السفلية على مثال انعكاس المرايا المتحاذية بعضها الى بعض وأى نفس كانت حيناً منغمسة
في الامور البدنية وحيناً ملتفتة الى العالم العلوي فكلما بعدت عن الشواغل البدنية ورجعت الى
عالم الحقيقة صارت مطلعة على الغيب في بعض الاوقات بحسب الاستعداد وهي نفوس الكهنة وقد يكون اذا
استعدوا للاطلاع ان يحتاجوا لاجل التوجه الى ذلك العالم الى مخصص يقفون به في حال خاص دون باقي
الاحوال وذلك المخصص أما ان يكون فكرا ً يسنح في ضميره او صوتا ً يسمعونه من خارج او بتجدد امر
في ذلك الحال او يحدث هيئة في التسائل من ذلك الغيب او يحسون من كلامه بشىء او يتمسكون بدليل
نجومي من اوضاع الكواكب ويستدلون بذلك الامر المتجدد على المطلوب. والرؤيا الصادقة المخبرة عن
الغيب ايضاً لها هذا الحكم لان النفس في تلك الحال تكون قد اعرضت عن تدبير البدن واستعدت
للانتقاش بنقوش ذاك العالم بنقش خاص وفكرة في اليقظة يكون مخصصاً لذلك الشخص من جملة النقوش
الممكنة وهذا الصنف من الناس ينقسم على قسمين: فالقسم الاول: هم الذين يكونون مجبولين عن مطالعة
ذاك الطرف والاعراض عن هذا الطرف وهم الذين يبينون في اعين الناس كأنهم والهون لا وعي لهم
ويسمعون منهم كلمات تخبر عن الغيب. والقسم الثاني: هم الذين حينا ً يلتفتون الى هذا الجانب
بحسب ارادتهم وحينا ً الى ذاك الجانب ويكون انتقالهم من جانب الى جانب بحسب ارادتهم، فمعنى
كلام بطليموس بعد تقرير هذه المقدمة ان الذين يجدون تقدمة المعرفة من الجزء الافضل يعني من
النفس الناطقة يكونون اقرب الى اليقين بالقوة الالهية المركوزة فيهم وذاك هو استعداد الانتقاش
بالنقوش التي تحصل في مبادىء المتجددات وتلك النقوش تكون مقتضية وجود تلك المتجددات. ولما
كان العلم بالعلة يقتضي العلم بالمعلول كان ما علم من الغيب واجب الحصول فيكون يقينيا ًفقوله
وأن لم يكن معهم من العلم الموضوع كثير شيئ يريد انهم يطلعون على الغيب وأن لم يكن لهم
من علم النجوم علم كثير, فأن ظن أحد ان قول بطليموس في الكلمة الاولى منك ومنها المراد به
هذه الطائفة فقد اخطأ، لان في هذه الصورة الاغلب هو لفظة منك لا لفظة منها ومنها بالنسبة الى
منك قليلة وايضا فيكون على هذا التقدير في هذا الموضع تقدمة المعرفة منقسمة بمنك ومنها
لا علم النجوم لان المطلوب من تعلمه تقدمة المعرفة وهذا مناقض للكلمة الاولى فعُلم ان هذا الظن باطل.




الكلمة الرابعة :
اذا طلب المختار الافضل فليس بينه وبين المطبوع فرق .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



الشرح :

المختار والمطبوع متقابلان ، فالمختار من يقدر فعل الشر وتركه او يقدر على
فعلين متقابلين مثل العدل والجور وبحسب ارادته يرجح احد الطرفين، والمطبوع من
كان بالطبع مجبولاً على الميل الى طرف واحد من غير التفات الى الطرف الاخر،
ومعنى هذه الكلمة في هذا الموضع ان الذي يكون له اختيار التوجه تارة الى جانب
البارئ عز وجل وتارة الى جانب الامور البدنية فأذا توجه بأرادته الى جانب المبادئ
وحصل له من تلك الجهة العلم بالمتجددات قبل التجدد والذي يكون مجبولا ً على مطالعة
المبادىء وحصل له العلم بالمتجددات قبل التجدد فلا يكون بين هذين فرق في معرفة
المتجددات بل اطلاعهما على الأمور الغيبية اطلاع واحد.



للمهتمين بالفلك والتنجيم... (عرض كتاب الثمرة لبطليموس) - الاعصار - 10-01-2006

الكلمة الخامسة:
المطبوع في الشئ هو الذي يوجد دليل ذلك الشئ قوياً في مولده .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



الشرح:

قد علم في ما تقدم من قوله ان بعض الناس مطبوعون اعني مجبولون على معرفة الغيب
وبعضهم غير مطبوعين بل يصلون الى تلك المرتبة بالاكتساب والتوجه الارادي فهاهنا بيّن ذلك
بالحكم العام وقال كل من صدر منه بالطبع امر من الامور من غير تكلف كسب و تجشم تحصيل موصل
الى ذلك الامر يكون دليل ذلك الامر حين ولادته قوية في الفلك يعني في طالعه. وقوة الكواكب
بعضها ذاتي وبعضها عرضي فاما القوى الذاتية فهو ان يكون الكوكب في بيته او شرفه او حده او
مثلثته اووجهه اوفي التشريق والتغريب المحـمودين وامثال ذلك، واما القوى العرضية فهو ان يكون
الكوكب في حيزه وفي الوتد او ما يلى الوتد او في الفرح وامثال ذلك. واما معرفة الادلاء فهو مثلا
اذا كان زحل قوياً كان ذلك الشخص محبا للعمارة والزراعة بالطبع وان كان المشتري قوياً دل
على العدل والقضاء والوزارة وان كان المريخ قو ياً كان الغالب عليه الشجاعة والفروسية وان
كانت الشمس قوية دلت على التكبر والتسلط وان كانت الزهرة قوية دلت على اللهو والزينة وان كان
عطارد قوياً دل على الكتابة والحساب وان كان القمر قوياً دل على تقلب الامور وتطلع الاثار والاخبار.




الكلمة السادسة:
النفس المطبوعة في تقدمة المعرفة تحكم على ثواني النجوم ويكون
اصابتها فيها اكثر من اصابة كثير ممن يحكم على النجوم انفسها.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


الشرح:

وهي في بعض النسخ ثواني النجوم, وثواني النجوم هي احداث الهواء
المذكورة في الاثار العلوية مثل الرياح والغيوم والهالة وقوس قزح
والنيازك والشهب والصواعق والرعد والبرق وامثال ذلك ودلالات ذلك على
المجددات مثل الدلالة من معلول علة على معلولها الاخر مثل الدلالة من
الشعاع على الحرارة والنفس المطبوعة هي التي تقدم ذكرها بان تكون
مجبولة على التوجه الى طرف المبادئ ومثل تلك النفس يكفيها اقل دليل
في الحكم بتجدد المتجددات لان الاطلاع على الغيب حاصل لها بالقوة وقد
يحتاج الى مخصص يقتضي التوجه الى مطلوب مخصوص كما تقدم ذكره فحينئذ
يسهل الانتقال عليها من معلول الى معلول اخر وفي غير هذه النفوس ايضا
يستدلون من هذا الجنس استدلالاً كثيرا ً مثال ذلك: ان بعض الرياح تدل على
المطر وبعضها تدل على يبوسة الهواء وبعض الهالات تدل على القحط وبعضها
تدل على المطر وامثال ذلك كما هو متعارف عند اهل البحار والدهاقين وغيرهم.
ولما كان دليل المعلول على معلول اخر اضعف من دليل العلة على
المعلول لان دليل المعلول على المعلول مركب من دليل المعلول على
العلة ومن دليل العلة على المعلول الاخر كان اصابة النفس المطبوعة
التي اتصال المبادي لها ملكة في الاستدلال بالأضعف اقوى وافضل من
إصابة باقي النفوس بالاستدلال بالأقوى وذاك من جهة القوة الذاتية التي
للنفس المطبوعة وضعف باقي النفوس في الاطلاع على المغيبات.





الكلمة السابعة:
وقد يقدر المنجم على دفع كثير من أفعال النجوم إذا كـان عالما
ً بطبيعة ما يؤثر ووَطَاَء قبل وقوعه قابلاً يحمله.


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


الشرح:

قد تقدم قبل هذا ان الفعل لا يتم الا بفاعل يؤثر وقابل يتأثر فيه،
وقد عُلم ان تأثيرات الاوضاع الفلكية هي الاجسام والنفوس الارضية، ونحن
لنا في هذه الاجسام والنفوس قدرة التصرف، فاذا علم المنجم قوة تأثيرات
العلويات كان قادرا ً على امالة قابل يكون محل تصرف ذلك التأثير الى
القبول حتى يكون اثر الفاعل فيه زايدا ً عن الاعتدال او على المعاوقة
اللاقبول حتى يكون اثر الفاعل فيه اقل من الاعتدال، مثلا ً علم ان برد
الشتاء يكون شديدا ً فأعد له آلات دفع البرد حتى لا يؤثر فيه كما يؤثر
فيمن لم يعد له، وكذلك إذا أراد تأثير البرد في شئ ازيد مما يؤثر في
غيره فيجعل ذلك الشىء مستعدا ً لقبـــول البرد حتى يؤثر البرد فيه ازيد مما يؤثر في غيره، وهذا معنى قوله قد يقدر المنجم على دفع كثير من افعال النجوم وذلك بشرط وقوفه على طبيعة القابل وقدرته على التصرف فيه.



للمهتمين بالفلك والتنجيم... (عرض كتاب الثمرة لبطليموس) - الاعصار - 10-01-2006

الكلمة الثامنة:
انما ينتفع بالاختيار إذا كانت قوة الوقت زائدة على فضل ما بين القوامين فأما
إذا كانت مقصرة عنه فليس يظهر اثر الاختيار وان كان ما يستعمل منه مؤديا ً إلى الصلاح.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

الشرح:

كل طالع يكون جميع دلائله مسعودة وقوية فصاحب هذا الطالع لا يكون له نظير في السعادة
والخيرات وكل طالع يكون جميع دلائله منحوسة وضعيفة فصاحبه لا يكون له حظ في الخير والسعادة
ويكون عديم النظير في الشر والشقاوة وهذان الطالعان اما ان يكونان غير موجودين او نادر
الوجود فاذا كان الطوالع لها دلائل من الصنفين فبعد تكافؤ دلائل الخير والشر على اى حال
تقود الامر يقال لذلك الحال قوام تلك الدلائل فاذا اختير لشخص اختيار فكل من يكون له طالع
اصلى وطالع تحويلى ودلائل حاضرة في الايام المختار فيها وكل من هذه الادلاء قوام فاذا كان
القوامان متساوية في طرف السعادة وينضم الى ذلك سعادة الاختيار الموافق يكون انتفاع ذلك
الشخص بذلك الاختيار في غاية الكمال وان كانا في طرف السعادة متفاوتين كان سعادة الاختيار
ازيد من قدر التفاوت بينهما كان حكمه حكم الاول، فاما اذا كانا في طرف السعادة متفاوتين
وكانت سعادة الاختيار مساوية لقدر التفاوت بينهما فلا يحصل من ذلك الاختيار اثر زيادة سعادة
محسوسة، وكذلك اذا كان سعادة الاختيار اقل من قدر التفاوت بينهما وان كان استعمال الاختيار
في تلك الصورتين الاوليين مؤديا الى صلاح الحال لان وجود ذلك الاختيار لا يخلو من فائدة في نفس
الامر ويقاس على هذا اذا كان القوام الواحد في طرف والقوام الاخر في طرف اخر او يكون القوامان
في طرف النحوسه وفي بعض النسخ مكان فضل ما بين القوامين فضل ما بين الزمانين وتفسيره:
انه اذا كان قوة وقت ابتداء الاختيار في امر من الامور الذي شرع فيها الاختيار النجومى زائدا
ً على تغيرات الدلائل فبعد هذا ينتفع بهذا الاختيار الى زمان الانتهاء ويتم ذلك الامر كما هو
المراد، واذا كان اقل من ذلك لا يظهر الانتفاع بذلك الاختيار وان كان لا يخلو من نفع على كل حال.




الكلمة التاسعة:
ليس يصل الى الحكم من تمزيج الكواكب ألا لعالم بالأخلاق والامتزاج الطبيعي.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

الشرح:

كما ان العناصر التي هي كيفيات متضادة اذا امتزجت حدث بينهم كيفية يقال لها
المزاج المركب الحاصل من تلك العناصر كذلك لمقتضيات اوضاع الكواكب امتزاج يحصل
من بين الامتزاج اثر يقتضى مجموع تلك الاوضاع، وقد تقرر في علم الاخلاق ان مبادى
الافعال الارادية هي قوى الشهوة والغضب والنطق فيحصل من اعتدال الشهوة خلق من يقال
له العفة ومن افراطها خلق سيء يقال له الجمود ويكون من تركيب هذه الاخلاق تحت
الشهوة اخلاق اخلاق كثيرة مثل الحياء والرفق والصبر والسخاء والشجاعة، وضد كل
واحد منها من الطرفين. ويحصل من اعتدال الغضب خلق حسن يقال له الشجاعة ومن
افراطه وتفريطه خلقان سيئان يقال لهما التهور والجبن ويحصل من تركيبات هذه
الثلاثة تحت الغضب اخلاق اخرى مثل الحلم والثبات والهمة والتواضع والحمية وضد
كل واحد منها من الطرفين ويحصل من اعتدال النطق خلق حسن يقال له الحكمة وهذه
الحكمة ليست الحكمة التي هي اسم علم من العلوم ومن افراطه وتفريطه خلقان سيئان
يقال لهما الجربزة والبله ويحصل من تركيبات هذه الثلاث اخلاق كثيرة مثل الذكاء
وحسن التعقل والتحفظ والتفكر بالصواب والتذكر والتصرف في المعانى واضداد كل من
الطرفين، وهذه الاخلاق الثلاثة ايضا لها بعض من بعض بامتزاجات كثيرة ومن تاليف هذه
الثلاثة اخلاق بالاعتدال يحصل خلق حسن يسمى العدالة ومن افراطه وتفريطه خلقان سيئان
يقال لهما الظلم والانظلام ويحصل من تركيبات هذه الاخلاق الثلاثة تحت العدالة اخلاق كثيرة
مثل الصداقة والوفاء والشفقة والتودد والتسليم والتوكل واضداد كل واحد من الطرفين
كما قد اشتمل علم الاخلاق على بيان ذلك مفصلا ً، وقد ذكر في كتب احكام النجوم. وقد
ذكر بطليموس في الكتاب الثالث من الاربعة في احكام النجوم ان كل خلق من الاخلاق من
تاثيرات اى كوكب هو ومن امتزاج اي الانظار يحصل فقد بين بطليموس من هذه الكلمة ان
لا يقدر على الحكم على تمزيج الكواكب الا شخص عالم بتركيب الاخلاق وامتزاج العناصر
وتولد المركبات على الوجه الطبيعى من البسايط حتى يقف من التأثيرات المختلفة
على حصول اثر واحد من مجموعة تلك التأثيرات.




الكلمة العاشرة:
النفس الحكيمة تعين الفعل الفلكي كما تعين الزرّاع القوى الطبيعية بالحرث والتنقية .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

الشرح:

قد سبق في الكلمة السابعة أن المنجم يقدر على دفع كثير من أفعال الكواكب
بحسب تصرفه في القوابل وقد ذكر في هذه الكلمة ( أن النفس الحكيمة التي تعلم
ما بين حق وخطأ كل أمر يحدث، وتعلم كيفية مبادئ طبايع المركبات والمتجددات,
تكون قابلة على ترتيب القوابل بوجه يوجب تجدد تلك الأمور على وجه ينبغي) كما
إذا أراد الزارع أن يزرع أرضا حنطه حرثها كما ينبغي وإذا أردت دفع ومنع بعض
المتجددات الغير الملائمة فعلت كما ينقي الزراع الأرض من الشوك والدرن واصل هذا
الحكم كما قلنا أن كل متجدد لا بد له من فاعل وقابل والفاعل الفلكي وان كان خارجا
ً من تصرف أهل هذا العالم لكن كثير من القوابل تحت تصرف الإنسان فأذا كان المتصرف
حكيماً دبر كل واحد بحيث يكون ملائما للحادث.



للمهتمين بالفلك والتنجيم... (عرض كتاب الثمرة لبطليموس) - الاعصار - 10-01-2006

الكلمة الحادية عشرة:
الصور التي في عالم التركيب مطيعة للصور الفلكية ولهذا رسمها اصحاب
الطلسمات عند حلول الكوكب فيها لما أرادوا عمله.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

الشرح:

يريد بالصور الفلكية الثمان والاربعين صورة التي صورها المنجمون من الثوابت منها احدى
وعشرون صورة في الشمال واثنى عشرة صورة في منطقة البروج وخمس عشرة صورة في الجنوب او
يريد بها صور الدرجات التي ذكرها اصحاب الطلسمات ان مع كل درجة صورة او وجه ما يطلع
من الصور ويريد بالصور التي في عالم التركيب النبات والحيوان وهذا الحكم الذي ذكره في
هذه الكلمة هو اصل قد بنى اصحاب الطلسمات علمهم عليه مثلاً في وقت طلوع صورة من هذه الصور
اى ظهورها من تحت الشعاع او طلوعها من افق المشرق ينقشونها على وضع مناسب لذلك العمل فبزعمهم
انه يحصل المراد الذي يريدونه من ذلك الجنس من الحيوان والنبات، كما يكتبون رقاع الحية
والعقرب في وقت طلوع الحية والعقرب ويعلم تفاصيل اعمال هذه الصناعة من مطالعة كتبهم ،
فعلى هذا التقدير حصول المراد من كل حيوان وقت طلوع صورة ذلك الحيوان او وصول كوكب الى
تلك الصورة يعني ان ذلك الحيوان او النبات في هذا العالم مطيع لتلك الصورة من الفلك
وينتفع بهذه الكلمة في الاختيارات حيث يختارون للتعليم برجا ً من البروج التي على صورة
الناس ويختارون لدفع المؤذيات برجا على صورة المؤذى والله اعلم.



الكلمة الثانية عشرة:
استخدم النحوس في الاختيارات واستعملها في المواضع التي تليق بها كما يستعمل
الطبيب الحاذق السمومات في الدواء المقدار الكافي.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

الشرح :

قد يستعمل الاطباء في الامراض المؤلمة المخدرات التي هي بمثابة السموم لدفع
الايلام على وجه من الوجوه او مقارن لشيء يدفع مضرة تلك المخدرات من السموم، هكذا
ينبغى للمنجم ان يستعمل النحوس في الاختيارات في مواضع تليق بها مثل البيت الثانية
عشرة في دفع الاعداء والسابعة لدفع الخصوم ويبعدون ذلك عن الدليل المطلوب والبيت
المطلوب فيجعلونها ساقطة وزائلة عن الاوتاد لكيلا يقع في حصول المطلوب خلل.




الكلمة الثالثة عشر:

لا تستعمل الاختيار ألا بعد تصحيح الرأي في طبيعة الأمر المختار وتعرف ما تبلغه
قوة الإرادة منه لتناسب بين القوة الفلكية والقوامات وكذلك ينبغي أن تتكلم
على ما قدمت القضاء عليه ولا تصرف فكرك الى الطبيعة الفلكية وحدها فتكون كمن
يقرأ كتاباً ولا يعرف لسان أهله وليس يوثق بما جرى هذا المجرى .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

الشرح:

لا ينبغى ان تختار الا بعد معرفتك طبيعة الامر المطلوب من الاختيار وقرار رأيك عليه
وقد علمت ان قوة ارادتك في ذلك المطلوب الى اى حد يكون يعني اذا اخترت اختيارا ً
تعلم الى اى عام يمكن حصول ذلك المطلوب لانك تكون قد ناسبت بين القوة الفلكية والحد
الذي تقرر للقابل امكان قبول تأثير الفلك، مثلاً من اختار لاجل طلب الولد فتكون قد
علمت ان في اى سن يولد له وبأى شرط وفي كم مدة وكم عدد ومن اى الناس لانه اذا لم
تكن هذه المعانى مرعية في القابل فالطمع بخلاف تلك الشرائط الواجب رعايتها بمجرد
الاختيار الفلكي من اى انسان كان وفي اى سن كان وعلى اى وجه كان في اقل مدة وكل
عدد يخطر في الخيال من كل انسان تزوج به طمع محال، وكذلك ينبغي ان تنظر في الاختيار
المتقدم على هذا الوقت كم صح مرة وكم طابق الارادة من كل اختيار ومقدار حدِّه لكي تقيس
عليه مطلوبك فالتفكر في طبيعة الفلك فقط من غير ان يلاحظ جانب القابل ومقدار امكان
القبول فيه كمن يقرأ كتابا ً ولا يعرف لسان اهله اى اللغة التي كتبت به لان كل ما لم
يكن على هذه القاعدة لا يصح الاعتماد عليه و لا يصح الحكم عليه.




الكلمة الرابعة عشرة:
المحبة والمبغضة تعدلان بالفكر عن الإصابة، وظهور النفس يصغـِّر العظيم
واختفاؤها يعظـِّم الصغير والصواب في ما بين ذلك .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

الشرح:

المحبة تقتضي طلب الخير للمحبوب والبغضة تقتضي ضد ذلك للمبغوض فالمحب والمبغض
فيما يتعلق بالمحبوب والمبغوض ليسا بخاليين من الميل فاذا اقتضى طالع انسان خيرا
ً فالمحب يميل في ذلك الى الزيادة والمبغض يميل الى النقصان وفي الشر بالعكس، فأذا
حكم احد على طالع انسان ينبغي ان يكون خالي القلب من المحبة والبغضة وهكذا ينبغي
ان يكون الطبيب المعالج للامراض والحاكم الفاصل للحكومة وقد ذكر هذا الحكم بان ظهور
النفس يعني ميل الروح الحيوانية من باطن البدن الى ظاهره يصغر العظيم واختفاء
النفس يعني ميل الروح الحيوانية من ظاهر البدن الى باطنه يعظم الصغير وظهور النفس
هو حالة تحدث في حال الغضب والشجاعة وامثالهما في الحيوان لان في ذلك الحال يريد تقوية
الملائم وقهر المنافي واختفاء النفس هو حالة تحدث في حال الجبن والخوف والحذر وامثالها
لان في ذلك الحال تعظم المنافي عما يكون مقداره وتصغر الملائم ، فينبغي للنفس التي تكون
في معرض هذه الامور اذا حكمت ان تكون في حال الاعتدال وتكون خالية عن العوارض المقتضية للميل والله اعلم.




الكلمة الخامسة عشرة:
اذا وعدت القوة الفلكية بشئ فاستشهد عليه بثواني النجوم .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

الشرح :

قد تقدم قبل هذا ان ثواني النجوم هي الدلائل السفلية مثل الاثار العلوية
وغيرها وهاهنا يريد بها الامارات فأذا اقتضت الاوضاع الفلكية تجدد امر من الامور
انظر فاذا رأيت امارات التجدد فتلك الامارات هي بمنزلة الشاهد على حكم الفلك
فيحصل لك العلم بذلك الحكم مثلا ً اذا اقتضت الاوضاع الفلكية بامراض كثيرة في فصل
الربيع والشتاء فاذا تقدمها امطار كثيرة غلب الظن بذلك وقس على ذلك.




الكلمة السادسة عشرة:

اكثر ما يكون خطأ المنجم اذا كان السابع وصاحبه منحوسين .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


الشرح :

الطالع دليل السائل والسابع دليل المسئول عنه، فأذا كان السابع وصاحبه
في طالع السؤال منحوسين يدل على ان المسئول عنه يعني المنجم لا يكون على خال
ينبغي ان يكون عليه فاذا كان كذلك وقع الخطأ كثيرا ً في رأيه وهذا الحكم
خاص بطالع السؤال وشرطه ان لا يكون السؤال من امور منسوبة الى السابع مثل
الخصومة والحرب والتزويج والشركة لان في تلك الصورة نحوسة السابع وصاحبه لا تختص بالمسئول عنه.




الكلمة السابعة عشرة:
طوالع أعداء الدولة هي البروج السواقط من طالعها وطوالع المتمكنين منها أوتادها
وطوالع المتصرفين فيها ما يلي الأوتاد منها وطوالع المدن فما كان منها عند بنائها
دل على ما يحدث فيها وما كان منها عند تسليم ملك إياها دلت على ما يحدث في دولته
بها اي بالمدن وكذلك إذا كانت لظهور دين دلت اي الطوالع على ما يحدث في ذلك الدين بتلك المدينة .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

الشرح :

في اصطلاح المنجمين البرج الزايل غير الساقط، فالزايل ما كان بآزاء الوتد وما يلي الوتد،
والساقط ما كان بازاء الناظر والزوايل اربعة: الثالث والسادس والتاسع والثانى عشر واضعف
الجميع بيتان لانهما زايلان وساقطان معا ً وهما السادس والثانى عشر، والمراد بالبروج السواقط في
هذه العبارة هي الزوايل لانه قد استعمل بآزائها الوتد وما يلي الوتد فاذا ارادوا ان يعملوا
لكل مولود ما له من الرتب في الدولة فان كان طالعه زائلاً عن طالع الدولة استدلوا بانه من اعداء
تلك الدولة وان كان ما يلي الوتد استدلوا بانه من متصرفي تلك الدولة مثل الوزراء والنواب والعمال
وان كان وتدا ً من الاوتاد استدلوا بانه من المتمكنين في تلك الدولة كالملوك وولاة العهد ولا يجوز
الحكم على هذه الادلاء فقط حتى تنظر في دليل ارباب البيوت وموافقتها ومخالفتها مع طوالع الملوك
والوزراء والاعداء وغيرهم ثم يضم الى ذلك اما في طالع البلاد فقد اعتبر فيها ثلاث وجوه :

الأول طالع بناء البلد, وذلك دليل على الحوادث التي تحدث في تلك المدينة من الخير والشر ما دام ذلك البلد معموراً.

الثاني طالع استيلاء ملك من الملوك على ذلك البلد، وذلك دليل على ما يحدث من دولة ذلك الملك في ذلك البلد
من الخير والشر ما زال ذلك السلطان مستوليا ً على ذلك البلد.

الثالث طالع ظهور دين من الاديان في ذلك البلد وذلك دليل على ما يحدث من ذلك الدين في ذلك البلد
ما دام الدين ظاهرا ً. وما لم يعلم طالع وقت حدوثه من هذه الطوالع يستعمل عوضه طالع السنة التي
قام ذلك الملك او ظهر ذلك الدين والله يعلم.




الكلمة الثامنة عشرة:
إذا استولت السعود مواضع الخوف جاءت بالمكاره من ذوي السلامة وإذا نظرت
السعود إلى تلك الأمكنة أو كانت فيها دفعت ذلك الخوف وعلى حسب هذه فقل في الأربع تمزيجات .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

الشرح :

مواضع الخوف مع مقابل مواضع الامن والسعود مقابل النحوس ويحصل من تمزيج هذه
الاثنين بهذه الاثنين اربع صور الاولى: ان يكون المستولى على مواضع الخوف السعود
ومواضع الخوف هي الثامن والسادس والثاني عشر والسابع والرابع لان من الثامن يكون
خوف الموت والنكبات ومن السادس الخوف من المرض ومن الثاني عشر الخوف من الاعداء
ومن السابع الخوف من الاضداد والخصوم ومن الرابع الخوف من العواقب واستيلاء السعود
على مواضع الخوف دليل على حدوث المكروه من ذوي السلامة مثل من يشهد عليه العدول
بما يضره او يتلف حقوقه من بعض الاخوة والأقارب .

والثانية: ان يكون المستولي على مواضع الخوف النحوس وحكمة بخلاف الاول يعني حصول
المكروه من اهل الشر والفساد .

الثالثة: ان يكون المستولي على مواضع الامن والنفع السعود وهو دليل على حصول
الفوائد من الاخبار والاكابر.

والرابعة: ان يكون المستولي على مواضع الامن والنفع النــحوس وهو دليل حصول
الفوائد من اهل الشر والفساد, ونظر السعود الى هذه المواضع يزيد في الخير
وينقص من الشر ونظر النحوس اليها ينقص من الخير ويزيد في الشر, وهذه الاحكام
يكون اكثر وقوعها في طوالع السؤالات واعتبارها في طوالع المواليد ايضاً والله اعلم.




الكلمة التاسعة عشرة:
اُسبُر طبيعة الشيخ وعمره وفعله وانفعاله قبل تقديم القضاء عليه.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

الشرح :

قبل ان تحكم على الشيء امتحن طبيعة اصله ليحصل لك الوقوف عليه وهكذا فعل
وانفعال ذلك الشخص والسبر هو الامتحان والشيخ هو الاصل، مثلا ً تريد اما ان تحكم
على نوع الانسان او على الدول والملل او على المدن والاقاليم او غيرها وكل واحد
من هؤلاء بقاء بقاء مدته بخلاف الاخر وهكذا في الفعل والانفعال، مثلا ً في وقت الحكم
بقاء الشيخ لا يمكن ان يكون مثل بقاء الطفل واما التوليد فممكن من فعل اخر
والخصيان الممكن منهم غير ممكن من غيرهم وهكذا في الانفعال وفي كل ما هو
ممكن في اصناف نوع من الانواع غير ممكن في اصناف نوع اخر فينبغي ان يكون
حصة كل واحد من الانواع والاصناف المحكوم عليها المطلوبة معلومة في الحكم
ليكون الحكم صحيحا ً وهذه الاحكام هي من جملة الاحكام المتعلقة بالقابل.