حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الثقافة السودانوية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: الثقافة السودانوية (/showthread.php?tid=14691) |
الثقافة السودانوية - الاعصار - 10-01-2006 نقول بداية بأن تراث ثقافتنا "السودانية" لا يمثل مرحلة تاريخية بعينها، كما يقول بذلك دعاة ما يسمى "بالمشروع الحضاري" ومن يدور فى فلكه بهذا القدر أو ذاك بفعل ذهنية انفصامية، بل ان تراثنا الحضاري سابق على التكوين الحديث للسودان وتال له فى الوقت نفسه، فهو جماع التاريخ المادي والمعنوي للأمة السودانوية منذ أقدم العصور الى الآن. الأمر كذلك فإن تراثنا الثقافي السودانوي أبعد ما يكون عن التجانس، ذلك أنه وثيق الارتباط بمتغيرات لا نهائية من ظواهر الحياة المتنافرة والمنسجمة، الحية والجامدة، التى عرفتها الجماعات السودانية منذ عصور ما قبل التاريخ وما تلاها من مراحل تاريخية. بهذا المعنى يصبح جلياً أن دور التراث فى حياتنا يتحدد على ضوء ما قد يضيفه الى مرحلة بناء الأمة السودانوية من مؤثرات سلبية أو ايجابية. الكارثة الكبرى التى تسبب فيها ما يسمي بـ "المشروع الحضاري" وبرنامجه "التأصيلي المُدعى"، هو الدعوة الى منظور أُحادي لتراث أمتنا السودانوية ينطلق من نظرة جزئية من ناحية، وتعميمية من ناحية أخرى. نظرة جزئية لكونها تحاول تحديد "مولد" تراث الأمة السودانوية بالفتوحات العربية الإسلامية، ليصبح "الإسلام" وحده هو كل تراثنا. وهى نظرة تعميمية لكونها لم تركز على فترة الازدهار العظيم الذى عرفته الحضارة الإسلامية. بالإضافة فإنها نظرة شكلية لم تؤثر ايجاباً باستلهام التراث السودانوي، بل آثرت الطريق السهل بالنقل الحرفي والتطبيق الميكانيكي واختزلت حضارتنا السودانوية فى دعوة سياسية مباشرة تتجاوز "الطابع القومي السودانوي" و "الواقع" معاً. إن تراثنا الثقافى السودانوي أغنى من أن يحد بمرحلة حضارية واحدة، فمن كرمة ونبتة ومروى، ومن نوباديا والمقرة وعلوة، ومن سلطنة الفونج السنارية وتقلي والمسبعات، والدولة المهدية ينحدر إلينا تراث ضخم لم يلق للأسف ماهو جدير به، وما هو جدير بنا. ظلَّ دعاة "المشروع الحضاري المُسمي" ولا زالوا يحاولون التشديد على ضرورة الانشغال بالمقاربة بين التراث الإسلامي والثقافات السودانوية ومحاولة التوفيق بينهما، هذا فى الوقت الذى يتوجب علينا فيه استعادة ذاكرتنا الحضارية السودانوية بكل أبعادها ومحتوياتها، مهما تناقضت وتعارضت، مثل هذا البحث فى أغوار هذه الذاكرة وما تتضمنه من طبقات حضارية راسبة فى لا وعينا يمكن أن يكون كفيلاً بحل العقدة التى كلفتنا حرباً دامت قرابة نصف القرن ولازالت رقعتها تتسع لتعم كافة التراب السوداني. ففى حين أخذت الثقافات السودانية المحلية عن الحضارة العربية الإسلامية الوافدة فإن الأخيرة بلورت كينونتها السودانوية المتفردة وتشكلت بفعل العطاء الذى قدمته الأولى. فالثقافة فى جوهرها خاصة إنسانية تعتمد الأخذ والعطاء. الامتناع عن الأخذ من ثقافاتنا المتنوعة هو تنكر لقيمة "العطاء" الذى أسهم به أجدادنا الأوائل فى إثراء التراث الإنساني. إن إنسانية الثقافة، هذه الحقيقة الموضوعية، كافية أن تقينا شر الزلل فى براثن العنصرية من ناحية، والعدمية القومية من ناحية أخرى. فأهل "المشروع الحضاري وثوابته" ومن يدور فى فلكهم يتصورون تراثنا السودانوي فى قوقعة صدفية منيعة لا تأخذ ولا تعطي ويتباهون بلا خجل بتمسكهم برؤية عرقية للعالم، وينجرفون مع الأفكار العنصرية استعمارية الطابع القائلة بأن لا تراث للمحليين قبل وصول الحضارة العربية الإسلامية، ثقافاتهم، على حد تعبير المنظر الإسلاموي حسن مكي، ليست سوى " ثقافات تيه وضلال"، وبالتالي فإن مصير هذه الثقافات الوحيد هو الضياع والذوبان فى " الثقافة المركزية ". المشكلة التى تواجهنا أننا لم نطرح بجدية منذ استقلال السودان تراثنا السودانوي طرحاً تاريخياً جدلياً، لم نكتشف وحدته وتنوعه، لم نبحث تراكماته الكمية وتغيراته الكيفية... بالتالي لم نتعرف، بفعل سياسة إعلامية وتعليمية منسدة، على أعظم ما فيه ويمكن ان يشكل لنا عناصر التحدي اللازمة لمواجهة ميلاد الأمة السودانوية. هذا الجهد الذى تبذله أركامانى لتأصيل تراث أمتنا السودانوية ليس مجرد ترف نظري بقدر ما هو تعبير ودعوة لموقف سودانوي فى قضية التراث. ذلك أن قضية التراث والتأصيل ليست قضية وجدانية، فقد تمَّ طرحها، من قبل القوة الإسلاموية الإنسدادية التى سلبت السلطة وهيمنت على مقاليدها طيلة سنوات عجاف، كقضية سياسية فى المقام الأول، تخص المصير الاجتماعي لأمتنا السودانوية، وتتخذ من التشريعات ما يصوغ منها دستوراً وحكماً مشمولاً بالنفاذ. إن أجهزة الإعلام والفنون وبرامج التعليم هى أوعية التوصيل الجماهيرية الواسعة الإنتشار، وهى السلطة ذات النفوذ على عقل أهلنا ووجدانهم. لذلك جاءت فكرة أركامانى تياراً سودانوياً فى قضية التراث. د/ أسامة عبدالرحمن النور أغسطس 2001 " هُويَّة السودان الثقافية وماهيته الوجودية ":- السودان ككائن حضاري، ليس هو ما ينبغى عليه أن يكون وفق رغائب بعض أهله، أو حسبما يتخيله أكثر المحللين العرب ابتناءً على مقايسات غير متوافقة أو إسقاطات خاطئة. الذى يحدد كينونة السودان هو واقع اثنى وثقافى شاخص لا ينكره إلا الأعشى، وإرث تاريخى متنوع ومتميز لا يتنكر له إلا دعاة قمع التاريخ. وفى الحالتين لا يحتاج المرء الى النفاذ الى الأبعاد المايكروسوسيولوجية أو الأنثروبولوجية ليستكشف حقيقة هذا التنوع والتميز. الهُويَّة أيضاً لا تفرض بقرار سياسى أو تفترض إنطلاقاً من مفهوم ذاتي إنغلاقي بل هى نتاج لسيرورة تاريخية فى إطار تمازج متنوع الوجوه، وصراع متعدد الأسباب، وهى بهذا مفاعلة ومثاقفة بين أكثر من طرف. فالحاضنة الثقافية للشخصية السودانية ليست هى العروبة ولا الزنوجة وإنما السودانوية. كما أن القاع الاجتماعي للوطنية السودانية ليس هو الإستعراب أو التزنج وإنما هو أيضاً السودانوية. السودانوية نتاج عروبة تنوبنت وتزنجت، ونوبة تعربت، وإسلام وشته على مستوى العادات لا العبادات شية من وثنية. دور السودان لكل هذا ليس هو تجسير فجوة بين كيانين قائمين بل إبداع كيان جديد متعدد الوجوه هو الآخر، أسميناه الوحدة الأفريقية، أو التكامل العربي - الأفريقي، أو وحدة الجنوب ضد هيمنة الشمال (الجنوب والشمال بمعناهما الكوني) بإعتبار أن الدول العربية والأفريقية تمثلان الكيان الأعظم فى مجموعة دول الجنوب. لهذا فإن أية مغامرة غير محسوبة تعمق من الصدوع العرقية والدينية والثقافية فى السودان لن تؤدى فقط الى تمزيق السودان، بل ستقود بلا محالة الى إجهاض الأحلام الكبرى التى تتجاوز حدوده بدءاً بالوحدة الأفريقية والتكامل العربي الأفريقي. د/ منصور خالد [جنوب السودان في المخيلة العربية: الصورة الزائفة والقمع التاريخي، 2000] [CENTER]ترنيمة من أجل ثقافة سلام ســـــــــودانوية[/CENTER] [CENTER]وقبل أن تنكرني أسـمع قصة الجنوب والشـمال حكاية العداء والاخاء من قدم العربي حامل السـوط المشـل للجمال شـكال كل قارح ملاعب السـيوف والحراب حلَّ على بادية السـودان كالخريف.. بالسـنة والكتاب خرَّب سـوبا .. وأقام فى أنقاضها " سـنار " والأخرى سـوارها " تيراب " يحمل فى رحاله طموحه ولوحه وتمرتين فى جراب وشـجر الأنسـاب لاقيته فى تقلي، فى الترعة الخضراء فى كاكا وتيجان الأقار والعلياب تفتحت حقيقة سـمراء فى أحشـاء كل أم ولد منهن من بنات جدك الأكبر مما بذرته نطف الأعراب فكان منها الفور والفونج وكل سـحنة فاحمة وشـفة غليظة وشـعر مفلفل ذر على اهاب حقيقة كبيرة عارية كالفيل كالتمسـاح كالمنيف فوق كسـلا، سـليطة الجواب كذاب الذى يقول فى السـودان أنني الصريح.. أنني النقي العرق.. أنني المحض.. أجل كذاب ملوال صوت " رابح " يقول بلسـاني رابح زينة جانقيك وفهد جورك الأباة .. شـبل نمنمك " عبدالفضيل " تمسـاح جزائر النيل وقلب وطني الجامد يا ملوال ابن عمك و" ثابت " الثابت .. حينما تحسـس الردى ضلوعه فى طـرف الخـرطوم ربما كانت له علاقة بأمك وابن كبرياء هذا الشـعب.. عينه.. لسـانه.. ضميره ويده.. " عـلى " العظيم.. فلذة من قومك تحطم البيان غير أن نغمات منه لا تزال تفعم الأثير لا تزال تفعم الأثير أسـمعها باذن " وولت ويتمن " تقـول : عيشوا اخوة .. برغم كل شـئ اخوة وعمروا بالحب هذا البيت .. هذا الوطن الكبير أصداؤها تضج فى دمـي يا روضة أزهارها شـتى أشـم فيك عبق المسـتقبل الجميل حينما الجمـيع يلتقـون فى التقاء الأبيض الحليم بأخيه الأزرق المثير أنظـر يوم يقبلون عرباً و بجة و نوبة و فجلو و باريا و برتة و بنقو و زغاوة و امبررو و أنقسـنا و دينكا و تبوسـا و أشـولي و نوير و مسـاليت و أنواك و لاتوكا و غيرهم غيرهم للبوش كل منهم يهدي ولكن باعتزاز شـيئه الصغير ويوم أن يسـود فى السـودان صوت العقل .. صوت العدل صوت العلم واحترام الآخرين فكر معي ملوال أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين يتيه فى مروجنا الخضراء مثل " آبيـس" الإله يملأ العين يسـر القلب يهمز السـماء بالقرنين فكر معي ملوال قبل أن تنتابنا قطيعة رعناء باسم عزة جوفاء أو باسـم سـداد دين يوغرها الأعداء بالذى مرَّ به الآباء فنقل براء .. نحن منها ننفض اليدين تفتحي يا أمنيات الشـعب عن مسـتقبل نحن معانيه معاً وعن هناء الشـمال والجنوب عن نضارة الاخاء فى هذين يوم لا تقوم بيننا السـدود والحدود يوم لا يعذب الجدود فى قبورهم حاضرنا لا الدين .. لا الأصل .. ولا سـعاية الغريب لا جناية الغبي .. لا وشـاية الواشـي تدب كالصلصال فى القلبين فكر معي ملوال[/CENTER] صـلاح أحمـد إبراهـيم |