نادي الفكر العربي
المثلية، المسكوت عنه في الشرق الأوسط - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+--- الموضوع: المثلية، المسكوت عنه في الشرق الأوسط (/showthread.php?tid=14839)



المثلية، المسكوت عنه في الشرق الأوسط - Arabia Felix - 09-22-2006

المسكوت عنه في الشرق الأوسط





رءوف مسعد

المسكوت عنه في الشرق الأوسط كثير؛ لكن أن يكتب بريان وايتكر (Brain Whitaler) مراسل صحيفة الجارديان في لبنان كتابا بعنوان "الحب المسكوت عنه" (UNSPOOKEN LOVE).. عن الحب باعتباره أمرا مسكوتا عنه فهذا موضوع يستحق التأمل؛ فالشرق الأوسط لا يكف عن الحديث عن الحب؛ فلا توجد كلمة بالعربية مرادفة لكلمة "LIKE"..

الحب هو الاصطلاح السائد المستخدم. نحب الطعام ونحب الطقس ونحب الله ونحب الوطن ونكره أعداءنا.. الخ. كل الأغاني عن الحب. فما هو إذن هذا الحب المسكوت عنه الذي تجرأ مراسل الجارديان وقرر أن يعلنه على الملأ؟

إنه الحب المثلي!
سكت عن الكتابة عنه كتاّب الأغاني؛ الذين يقولون إنهم يحبون الوطن وعشاق الحبيبات (العذراوات بالطبع)، والمدهش هنا أن اصطلاح "حبيب" المذكر هو الأكثر شيوعا في الأغاني التي يغنيها الذكور؛ لكن الجميع يعلمون أن الحبيب هنا هو الحبيبة التي تحبذ الآداب العامة عدم التصريح بها حتى لو بتاء التأنيث.

خطورة هذا الكتاب أنه يعلن ما هو معروف بعكس مبدأ الكتابة الصحفية؛ فالحب المثلي معروف في الشرق الأوسط منذ بداية التاريخ، وكتب عنه الكتاب والشعراء، وغناه أهل الغناء ذكورا وإناثا لفترات طويلة.

لكن فضل كاتب الحب المسكوت عنه أنه أزاح "النقاب" عن وضع يتجاهله الجميع عدا الدولة متمثلة في جهاز الشرطة، ولا يشعرون به إلا حينما تداهم الشرطة تجمعات المثليين وتعتقلهم وتقدمهم للمحاكمة بتهمة "ازدراء الأديان"، وتحكم عليهم المحاكم بأقسى العقوبات وسط تهليل المجتمع والصحافة، باعتبارهم بدعة ضلالية، وأحيانا كثيرة مؤامرة غربية إمبريالية وصهيونية.

مؤلف الكتاب يعمل مراسلا لصحيفة الجارديان البريطانية في بيروت، والناشر دار نشر عربية هي "الساقي" ومقرها الأساسي في لندن، وتديرها السيدة "مي صابغ". والكتاب حسب العنوان الفرعي هو عن "حياة المثليين والمثليات في الشرق الأوسط" (GAY AND LESBIAN LIFE IN THE MIDDLE EAST).

هذه الحياة ـ كما يقول الكتاب ـ يعتبرها رجال الدين "شائنة وسلوكا منحرفا"، وتعتبرها العائلات المعنية "مرضا" يحاولون علاج أبنائهم وبناتهم منه.

هذا هو الموضوع المسكوت عنه بقوة؛ رغم أن موضوع الدين وهو أحد المحرمات أيضا بدأ الإصلاحيون في تناوله من جانب التفسيرات، اعتمادا على المدارس المختلفة في التأويل. كذا موضوع السياسة والفساد وتوريث الحكم والتعذيب.

عدا المثلية!
لماذا؟ لأنها تمس عصب العلاقات الاجتماعية في الشرق الأوسط: الشرف ورأي الآخرين في الموقف منه. هذا ما يعلنه المؤلف وأتفق معه تماما.

إن العقاب في الجرائم المتعلقة بالشرف موضوع يتابعه الجميع في كافة المجتمعات العربية بشغف واهتمام. والعقوبات مخففة جدًّا في القتل المتعلق بالشرف.. تصل أحيانًا إلى سنة واحدة في الأردن مثلا، وسنوات قليلة في مصر؛ بالرغم من أن جريمة القتل خطأ تصل عقوبتها إلى أكثر من عشر سنوات.

الفصل الأول في الكتاب يناقش قضية "الشرف"؛ التي أشرت إليها، والفصل الثاني بعنوان "البحث عن قوس قزح"، وقوس القزح كما هو معروف شعار المثليين في العالم؛ حيث يسترجع المؤلف بداية ظهور شعار قوس القزح أول مرة عام 1987م، حينما صممه جيلبيرت بيكر ـ وهو فنان يقيم في سان فرانسيسكو ـ من أجل استخدامه في تظاهرة محلية ذلك العام، وكان في البداية من ثمانية ألوان تم اختصارها إلى ستة.

والفصل الثالث بعنوان "الصواب والخطأ"، ويمكن ترجمته أيضا إلى "الحقوق والمظالم"، وهو الفصل الذي يعرض ترسانة القوانين العربية المناقضة لمبادئ حقوق الإنسان؛ التي وقعت عليها حكومات هذه الدول العربية. وهو يفتتح الفصل بالفقرة التالية المأخوذة من ديباجة إعلان حقوق الإنسان.. "أن لكل فرد الحق في كافة الحقوق المتعلقة بالحريات المثبتة في هذا الإعلان، بدون التمييز من أي نوع مثل التمييز في العرق واللون الجندر واللغة والدين والسياسة، أو أي رأي آخر مرتبط بالقومية أو الأصول الاجتماعية، أو الميلاد أو أية تراتبية أخرى".

لا يكتفي الكاتب بأمثلة من مصر ولبنان؛ بل يضرب أمثلة بما يحدث في المملكة العربية السعودية وإيران، وعن حوادث داهمت فيها شرطة الأخلاق في إيران والأمر بالمعروف في السعودية تجمعات للمثليين.. زعمت السلطات أنها حالت دون إتمام "زواج" بين أعضاء هذه التجمعات.. كان سيعقد في فنادق عامة ذات خمسة نجوم؟!

يورد الكاتب العلاقة الخاصة بين المسلمين المتشددين الذين يعيشون في الغرب، وبين العناصر المسيحية الغربية المتشددة في "كفاحهم المشترك" ضد العلاقات الجنسية التي تحرّمها التفسيرات الإسلامية المتشددة مثل "الجنس المثلي والإجهاض".

ويعطي مثالا بما جاء في "إسلام أون لاين" بنشر فتوى الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوروبي للفتاوى والأبحاث بأن المسلم في الشتات يمكنه التعاون مع غير المسلم في مسائل يحرمها الدين الإسلامي، والتي يتشاركون فيها مع الغربيين، كما نشر "إسلام أون لاين" فتوى الشيخ أحمد القطي بأنه يجوز التعاون مع غير السلميين من أجل "تطهير" الشوارع من الجنس المثلي باعتباره واجبا دينيا. يقول: "يجب أن لا نتردد في التعاون مع جيراننا غير المسلمين؛ لجعل الشوارع مناطق آمنة من المخدرات والكحول والدعارة والجنس المثلي".

الكتاب لا يبشر بالجنس المثلي ولا يدخل في جدل مع مناوئيه. إنه كتاب يتحدث عن تجاهل السلطات العربية وإيران أيضًا احترامها لتوقيعاتها وانضمامها للمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.. وكيف أن هذه السلطات تتحايل على هذه المواثيق باتهام المثليين بأنهم يزدرون الأديان، وبالتالي يقعون تحت طائلة القانون.

حظي الكتاب باهتمام واسع من الإعلام الغربي، وبإشارات حذرة من الإعلام العربي.. وليس من الضروري أن يكون اهتمام الإعلام الغربي خالصا ومتعاطفا مع المثليين العرب، ونحن نفهم هذا، ونفهم تشابك النوايا السياسية مع حسن النيات بشأن حقوق إنسان بشكل مطلق. والكتاب لم يترجم إلى العربية حتى الآن للأسباب ذاتها؛ لكنه أيضا وبالرغم من ذلك يلقي بحجر في البركة العربية الراكدة.


موضوع مسروق من مدونة (الحاجات وعكسها)..


المثلية، المسكوت عنه في الشرق الأوسط - روزا لوكسمبرج - 09-26-2006

:)



لطيف جدا الموضوع.. لكن.. هل انت متأكدة من اسم المدونة المنقول عنها الموضوع؟؟ مش مدونة حاجات تانية ؟؟ :kiss:





اجمل مواح لأجمل وميض


:h: