![]() |
اغتيال الحريري والظلال الأمريكية على لبنان - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: اغتيال الحريري والظلال الأمريكية على لبنان (/showthread.php?tid=14885) |
اغتيال الحريري والظلال الأمريكية على لبنان - الكندي - 09-19-2006 اليوم - 19 أيلول، 2006 جريدة الديار اللبنانية مسؤولون في الـ«سي آي ايه» وضباط من المارينز يستطلعون مطار رينيه معوض لتحويله قاعدة عسكرية الفرنسيون اتخذوا جسر عرقه موقعاً استراتيجياً لهم جهاد نافع هل يرى العكاريون قريباً جنوداً اجانب اميركيين وفرنسيين يتجولون في شوارع المنطقة؟ وهل بدأت تباشير القوات الدولية تظهر مع بدء الحضور العسكري الفرنسي عند جسر عرقة ومن ثم تمهيدا لحضوراميركي على بعد بضعة كيلومترات من الحدود اللبنانية - السورية؟ كان العكاريون منذ سنوات عدة مضت يلاحظون الحركة الناشطة والفاعلة لكل سفير اميركي تعاقب على السفارة الاميركية في بيروت باتجاه منطقة عكار وبخاصة المناطق الحدودية منها، ولا يزال العكاريون يتذكرون الجولات المكوكية للسفير الاميركي الاسبق في بيروت دايفيد ساترفيلد الى مناطق الحدود الشمالية انطلاقا من العريضة الى وادي خالد وجبل اكروم. ويتذكرون وقوفه لساعات على التلال العكارية المشرفة على الحدود اللبنانية ـ السورية في عكار معايناً وسائلاً ومستفهماً عن أدق التفاصيل. كما ويتذكرون ايضا السفير الاميركي السابق فنسنت باتل وزيارته للمناطق العكارية الحدودية الساحلية، وكانت تساؤلات العكاريين تطرح ولا يجدون حوابا شافيا كافيا.. مؤخرا ومنذ ايام شاهد العكاريون في سهل عكار وعلى الطرقات الساحلية سيارات اميركية بيضاء اللون من نوع (G.M.C) تعبر الطريق الساحلي وسط تدابير امنية مشددة ومغلقة، وشوهد الموكب الاميركي يدخل قاعدة القليعات العسكرية حيث قيل انه وفد من السفارة الاميركية في بيروت، وبعد ذلك شوهد هذا الوفد يتجول في حقل الرماية التابع للقاعدة العسكرية على الشاطىء في مقابل هذه القاعدة.. القاعدة العسكرية تقع ضمن مطار رينه معوض الذي يوجد مشروع لتحويله الى مطارمدني تجاري وهو على مقربة لا تتعدى الثلاثة كيلومترات عن منقطة العريضة الحدودية، وسبق للجيش السوري ان اقام في هذه القاعدة مركزا له الى جانب الجيش اللبناني منذ انتشار قوات الردع العربية، وبعد استشهاد الرئيس رينه معوض اطلق اسم الشهيد معوض على المطار الذي هبطت على مدرجه الطائرة التي حملت الرئيس الشهيد رينه معوض حيث جرت انتخابات الرئاسة اللبنانية في احدى قاعاته حين التأم المجلس النيابي فيه لانتخاب معوض. وتحدثت أوساط مطلعة ان الوفد الأميركي في الواقع هو وفد رفيع المستوى من مسؤولين في جهاز السي إي ايه وضباط من القوات الجوية والقوات البحرية الاميركية، واطلع الوفد على المنشآت العسكرية في القاعدة تمهيداً لإنشاء قاعدة عسكرية اميركية فيه، على أن يصار الى تحصين هذه القاعدة وإعادة ترميمها وتجهيزها بكل المستلزمات العسكرية والأمنية، وفكرة انشاء هذه القاعدة في الواقع ليست جديدة انما جرى طرحها اكثر من مرة ومنذ سنوات عدة وكان هناك خياران اما ان تكون في منطقة حامات، او في القليعات، لكن يبدو أن الخيار رسا على القليعات نظراً الى الموقع الاستراتيجي المميز وسهولة هبوط الطائرات على مدرجات المطار. اغتيال الحريري والظلال الأمريكية على لبنان - الكندي - 09-20-2006 ضابط أمريكي سابق يتهم CIA بإغتيال الحريري وحبيقة الخارجية الأمريكية تنفي 15 ايلول 2006 نقلا عن العربية ادعى ضابط سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي بأن وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA استغلت برنامجا للعمليات السرية حول العالم، أعد بعد 11 سبتمبر/أيلول، بغرض ملاحقة الإرهابيين، لتصفية شخصيات سياسية كانت أهدافها تتعارض مع المصالح الاقتصادية والعسكرية للإدارة الأمريكية، ولم تكن معادية للولايات المتحدة. وقال وين مادسن، الضابط السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي، إن برنامج Worldwide Attack Matrix، والتي يمكن ترجمته حرفيا بـ"مصفوفة الهجوم العالمي الشامل"، أتاح للاستخبارات الأمريكية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، والنائب الأول لرئيس الجمهورية في السودان، الدكتور جون قرنق، ومسؤول جهاز الأمن في القوات اللبنانية، إيلي حبيقة، وشخصيات سياسية أخرى في إفريقيا وآسيا، خصوصا في باكستان. وإذا كان الحديث عن البرنامج ليس جديدا حيث تناوله الصحفي الأمريكي الشهير بوب ودورد في سلسلة مقالات نشرت في الواشنطن بوست عام 2002م، والتي أثارت ضجة كبيرة حينها، إلا أن الجديد هو الكشف عن أسماء شخصيات شرق أوسطية قدمها "وين مادسن" على أن خطة اغتيالها جزء من البرنامج. الخارجية الأمريكية تنفي لكن الخارجية الأمريكية نفت بشدة في بيان لها في 13 مايو/أيار 2005 ما وصفته بـ"المزاعم الكاذبة" بشأن اغتيال الحريري. وقال بيان الخارجية الأمريكية: كما كان متوقعاً، ظهرت ادعاءات كاذبة منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 فبراير/شباط 2005، عن تورط أمريكي فيه. وزعمت إحدى النظريات أن السيد الحريري اغتيل لأنه عارض بناء قاعدة جوية أمريكية في لبنان. لكن السياسة الأمريكية تحظر الاغتيالات بوضوح منذ سنة 1976، كما أنه لا توجد أي خطط لإقامة مثل هذه القاعدة الجوية. وأضاف البيان: في 11 آذار/مارس، زعم واين مادسن، الذي يطلق على نفسه لقب صحفي تحقيقات، أن اغتيال الحريري جاء "بتفويض" من الولايات المتحدة لأن السيد حريري "عُرف عنه أنه يعارض بشدة بناء قاعدة جوية أمريكية كبرى في شمال لبنان". وما فتئت السياسة الأمريكية تحظر بوضوح تام الاغتيالات منذ سنة 1976، عندما وقّع الرئيس فورد على الأمر التنفيذي رقم 11905. وتابع البيان: أُعيد تأكيد حظر الاغتيالات من قبل الرئيس كارتر والرئيس ريغان، وأكد ريغان حظره في الأمر الرئاسي التنفيذي رقم 12333 الذي لا يزال ساري المفعول. وينص الأمر التنفيذي رقم 12333 على أنه "لا يجوز لأي شخص موظف لدى حكومة الولايات المتحدة، أو يعمل باسمها، أن يقوم بالاغتيالات، أو يتآمر لتنفيذها". علاوة على ذلك، أكدّت القوات المسلحة الأمريكية أن لا خطط لديها لإقامة قاعدة جوية في لبنان. تصريحات متناقضة بشأن المصادر من جهة أخرى، أكد مادسن، الذي يدير حاليا، موقع "وين مادسن ريبورت" الأمريكي في واشنطن، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" بأنه واثق كل الثقة في المعلومات التي نشرها على موقعه، كاشفا النقاب عن مصادر معلوماته، بالتشديد على أنها مصادر من داخل الاستخبارات الأمريكية وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن القومي الأمريكي، ووكالة المخابرات المركزية، فضلا عن وزارة الدفاع. وأجاب مادسن بتاريخ 14 مايو/ أيار 2005 عن سؤال حول مصادر معلوماته بالقول لمؤلف الكتاب : "كل ما استطيع قوله إن هذه المصادر فرنسية وبلجيكية ولبنانية أما التصريح بالأسماء فيعني وضع هؤلاء الأشخاص في دائرة الخطر الكبير في أوروبا ولبنان". وبعد يوم واحد قال مادسن: "استطيع أن أقول لكم ان مصادري هي ضباط استخبارات لبنانيون مسيحيون ومسلمون والاستخبارات الفرنسية الخارجية والاستخبارات العسكرية البلجيكية، وهناك أيضا من عمل لصالح المخابرات المركزية الأمريكية". ويذكر وين مادسن في تقريره أن مشروع Worldwide Attack Matrix الذي أسسه مدير الاستخبارات المركزية جورج تينت عقب أحداث سبتمبر 2001، تم استخدامه في تصفية المعارضين للسياسة الأمريكية ومشاريع بوش - تشيني الاقتصادية في مجال البترول والغاز. وشبّه مادسن مشروع "ماتريكس" بـ"دراما جيمس بوند العميل 007" وخاصة حلقة الترخيص بالقتل وبالتالي تحول إلى برنامج مخصص لقتل الإرهابيين بصرف النظر عن مكان عيشهم وتصفية قادة وشخصيات يتمردون عن السياسة الأمريكية والمصالح الاقتصادية للإدارة الأمريكية ولا يشكلون أي تهديد على الولايات المتحدة". اغتيال إيلي حبيقة وفي تقريره سلط وين مادسن الضوء على اغتيال إيلي حبيقة الذي قتل بتفجير سيارته في كانون الثاني 2002 بلبنان، وقال إنه "قتل لأنه عارض خططا أمريكية لإقامة مشاريع بترولية وعسكرية في لبنان، كما قتل مساعد حبيقة مايكل (مايك) نصار في البرازيل مع زوجته". وكان حبيقة مسؤولا لجهاز الأمن في القوات اللبنانية اليمينية أثناء وقوع الهجوم على مخيمي صبرا وشاتيلا، في أعقاب اغتيال رئيس الجمهورية السابق بشير الجميل الذي كان زعيما للقوات. وكان حبيقة أعرب قبل مصرعه بأيام عن استعداده للإدلاء بشهادته ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرييل شارون بشأن الدور الذي لعبه في مذبحة صبرا وشاتيلا في 1982. وعمل حبيقة بعد الحرب كوزير في الحكومة اللبنانية، وكان يشاع عن دور كبير له في مذبحة صبرا وشاتيلا في عام 1982، وتم اغتياله في بيروت في 24 يناير 2002. وفي كتابه الذي صدر حديثا تحت عنوان "اغتيال الحريري- أدلة مخفية"، يكشف المؤلف الألماني يورغن كاين كولبل، الباحث في علم الجنايات في جامعة هومبولت في برلين تفاصيل جديدة حول اغتيال إيلي حبيقة: "التقي في بيروت بتاريخ 24 يناير 2002 كل من رئيس لجنة العدل في مجلس الشيوخ البلجيكي ورئيسي منظمتين بلجيكيتين حول التحقيق والتضامن مع ضحايا مجازر صبرا وشاتيلا بـ (إيلي حبيقة) الذي أخبرهم بتفاصيل حول المجزرة ومسؤولية شارون ودوره فيها، وفي اليوم التالي تم اغتيال إيلي حبيقة بسيارة مفخخة". وقال وين مادسن في اتصال هاتفي مع "العربية.نت"، :"وفقا لمعلوماتي، اغتيل إيلي حبيقة لسبب رئيس هو معارضته مصالح عسكرية واقتصادية أمريكية في لبنان فضلا عن سبب آخر هو عزمه الإدلاء بشهادة حول مجزرة صبرا وشاتيلا. وهذا ما سمعته أيضا من شخصيات كانت قريبة جدا من حبيقة، وكان معارضا جدا لتقارب إدارة بوش مع إسرائيل، وذلك طبعا بعد أن انقطعت علاقته مع إسرائيل نهائيا". وحاولت "العربية.نت" استقصاء رأي جينا حبيقة، أرملة إيلي حبيقة وزعيمة حزب الوعد اللبناني، في المعلومات التي كشف عنها الضابط الأمريكي السابق، فقالت إنها لا تملك معطيات واضحة حول هذا الأمر وليس لديها معلومات يمكن أن تدلي بها في هذا الخصوص. اغتيال الحريري كما يتحدث وين مادسن عن اغتيال الدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السوادن ونائب الرئيس السوداني، قائلا إنه" قتل أيضا رغم أنه كان حليفا للولايات المتحدة وذلك في حادث تحطم مروحيته بعد معارضته لخطط أمريكية لتأسيس شركة بترولية في جنوب السودان وتم قتله بمساعدة الرئيس الوغندي يوري موسفيني، النصير لإدارة بوش". كما يؤكد مادسن أن CIA اغتالت رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، لأن الأخير "عارض بشدة إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية شمال لبنان". وكانت هناك، بحسبه، شركة هندسية لبنانية أمريكية تريد البدء ببناء هذه القاعدة وقد عارض ذلك بشدة رفيق الحريري. ويدعي تقرير وين مادسن، أن الاستخبارات الأمريكية قد اغتالت أخيرا حاكم إقليم بلوشستان السابق (باكستان)، نوّاب أكبر خان بغتي، الذي كان يعمل في الماضي مع قادة باكستانيين سابقين كالرئيس ذوالفقار علي بوتو الذي أعدم من قبل حكومة عسكرية موالية للولايات المتحدة. ودعم بغتي (79عاما) القوات البلوشية في وجه التمييز العنصري ضدهم في إقليم البنجاب. وكانت هذه القوات، نظمت هجمات عدة على أنابيب الغاز في بلوشستان، ما أثار غضب بوش وتشيني، فأوعز الرئيس الباكستاني برويز مشرف بقتل بغتي، وتعرض جسده للتشويه. غيفارا.. لوثر كينغ وجون كنيدي! وحسب مادسن، فإن الإدارة الأمريكية دافعت عن هذا العمل الذي بررته بإبقاء باكستان موحدة. ويقول التقرير إن جماعة جورج بوش أرادت تطهير إقليم بلوشستان من أية شخصيات تدعو للاستقلال أو تثير المشاكل وذلك قبل إتمام مشروع أنبوب الغاز في آسيا الوسطى (CentGas) من تركمانستان إلى أفغانستان ثم البحر العربي في بلوشستان. ويلفت تقرير وين مادسون إلى أن برنامج "ماتريكس" يشتهر بنشر صور مرعبة للضحايا الذي قتلوا أو جرحوا وينشرها في جميع أنحاء العالم لتحذير خصوم آخرين. وهذا البرنامج يعمل بالتعاون مع القوات الخاصة الأمريكية، وبرنامج عمليات الحرب النفسية ويشير إلى بعض الصور التي عمل على نشرها مثل: رئيسة وزراء الهند السابقة، أنديرا غاندي، الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي والزعيم الأمريكي الأسود مارتن لوثر كينغ، والثائر الأرجنتيني اليساري تشي غيفارا. ومعلوم أن جورج تينت، المدير السابق للاستخبارات المركزية الأمريكية، قدم بعد 2001، خطة دولية لمكافحة القاعدة واتباعها، واوصي باجتياح افغانستان لتدمير معاقل التنظيم، وحدد اضافة لذلك 80 دولة ستكون ساحة لملاحقة الإسلاميين. وأشارت خطة "ماتريكس" الى الدول ذات الأولوية الكبيرة التي يمكن ان يهرب اليها قادة القاعدة بعد احتلال أفغانستان. وفي 17 سبتمبر/ايلول 2001 وقع الرئيس الأمريكي جورج بوش قرارا رئاسيا صادق فيه على عدد من العمليات غير المسبوقة في هذا المجال. وضمت الخطة استخدام اساليب قاسية وقاتلة من أجل متابعة وملاحقة الناشطين، واغراء الدول الاجنبية واجهزتها الامنية بحوافز مالية كبيرة. وقامت المخابرات بارسال اعداد من ضباطها للاتصال ومساعدة مخابرات الدول الاجنبية هذه. ويذكر أن الضابط وين مادسن، عمل في القوات البحرية الأميركية ووكالة الأمن القومي الأميركية خلال إدارة الرئيس ريغان. كما عمل ضابطا مسؤولا عن تنظيم معلومات القوى البحرية الأميركية ووزارة الخارجية، وله خبرة 20 سنة في أنظمة أمن المعلومات. وبعد تقاعده، انتقل للعمل الصحفي وعمل على تغطية الدفاع والأمن القومي والاستخبارات. ويشار إلى أن كل عمليات "ماتريكس" مدرجة في تقرير سري يصف العمليات السرية ضد الإرهاب في 80 دولة في آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا بعد أحداث سبتمبر 2001.وكان أول من كشف عنه في حلقات الصحافي الأمريكي بوب وودورد في الواشنطن بوست في 2002 وتتراوح أعماله بين الدعاية الاعلامية إلى عمليات موت سرية تحضيرا لهجوم عسكري، وذكر وودورد آنذاك أن هذا البرنامج يعطي CIA أقوى سلطة مخيفة ومميتة في العالم. قائد في الجيش الشعبي يكشف ملابسات اغتيال قرنق وعلى الرغم من أن عددا من المراقبين والمحللين لا يجنحون لـ"نظرية المؤامرة"، ويعتبرونها مبالغات لا ترتكز لأسانيد على الأرض، إلا أن الفرضيات التي يطرحها بعض الذين يتهمون جهات غربية، وخصوصا استخباراتية، بعمليات قتل وتصفية، في الشرق الأوسط، أو إفريقيا، أو أية بقعة أخرى حول العالم، تبقى بنظر آخرين غير مستبعدة، في إطار صراعات المصالح والنفوذ. ويحاجج متبنو الرأي الأول، بأن حادثة مقتل قرنق مثلا، خلص التحقيق بشأنها، من قبل خبراء، إلى خلل فني بالطائرة التي كانت تقله. ويرى هؤلاء بأن قرنق كان حليفا قويا للولايات المتحدة، وأن واشنطن خسرت بمقتله أضعاف ما خسر الآخرون. ويعتبرون أن المعلومات المطروحة حول "اغتياله" تعوزها الدقة والأدلة، وتتجاهل حقائق رئيسة، مثل الحقائق التي طرحتها لجنة التحقيق. ويعتبر عدد من المحللين أن ملف قضية مصرع قرنق قد طوي، بالنتيجة التي آل إليها التحقيق، وليس ثمة مجال للتشكيك في الخلاصة التي قدمتها لجنة تضم خبراء دوليين. وربما لا يدعم الكثيرون رؤية مادسن، وافتراضه اغتيال قرنق، لكن آخرين يعتبرون أن الاحتمالات تبقى مفتوحة بهذا الشأن. اتهامات وين مادسن، عضدها المقدم هاشم بدر الدين، قائد القوات الخاصة، أقوى وحدات الجيش الشعبي لتحرير السودان بزعامة الدكتور جون قرنق، وهي القوات التي انتقى قرنق من وحداتها، عناصر شكلت فريق الحماية الخاص به. ولخص بدر الدين في سياق حديثه لـ"العربية.نت" الأسباب التي تدعم اتهامه للأمريكيين باغتيال النائب الأول للرئيس السوداني، في المصالح النفطية التي قال إنها أمريكية صرفة في السودان حاليا، بعكس المعلن بأن الشركات العاملة في السودان، كندية وصينية وماليزية، مؤكدا أن الأمريكيين وراء كل هذه الشركات، كاشفا النقاب عن معلومات جديدة بهذا الخصوص. وقال بدر الدين، إن النفط، والشكوك المحيطة بتوجهات قرنق الفكرية كـ"شيوعي"، والكاريزما والقدرات التي يتمتع بها، وكانت لتقلب المعادلات كلها في السودان، التي يسعى الأمريكيون للإبقاء عليها وعلى الحكومة عليها، إنما بتعديلات "طفيفة"، بالإضافة لمراوغته الأمريكيين، والتفافه على ضغوطهم، كلها أدت لاغتياله في نهاية يوليو 2005. وعلى الرغم من أن بدر الدين لا يملك أدلة على الأرض فيما ذهب إليه، إلا أنه أكد بأن الأمريكيين سبق أن هددوا قرنق أثناء مفاوضات السلام السودانية في ضاحية مشاكوس الكينية. بدر الدين، الذي أحتفظ بمنصبه الرفيع في الجيش الشعبي إلى ما بعد مجيء قرنق إلى الخرطوم، كان مقربا جدا من زعيم الحركة الشعبية الذي لقي حتفه في تحطم طائرة تابعة للرئاسة اليوغندية أثناء انتقاله من كمبالا، مرورا بعنتيبي (يوغندا) إلى نيوسايت (جنوب السودان). لجنة التحقيق: أخطاء فنية أسقطت الطائرة حادثة مقتل قرنق، التي أحاط بها غموض شديد، وشكل الرئيس السوداني لجنة للتحقيق بشأنها، انتهت قبل شهور إلى أن أخطاء فنية قد أدت إلى تحطم المروحية، كانت قد حظيت بجدل واسع، بدأ بأرملته، ربيكا، التي قالت لجوناثان كارل، كبير مراسلي قناة ABC: "إن الحوادث مقدر لها أن تقع، ولكن حادث طائرة قرنق كان غريبا ومثيرا"، واضعة الكثير من علامات الاستفهام بقولها: "كانت الأحوال سيئة، ولكنها لم تكن بذاك السوء الذي يحطم تلك المروحية العسكرية". وختمت حديثها لكارل بتساؤل: "أريد أن أعرف ما جرى داخل الطائرة، وهل هو خطأ ميكانيكي حقاً؟. وكانت اللجنة الفنية الدولية التي تضم خبراء سودانيين ويوغنديين وكينيين وأمريكيين قد فحصت موقع تحطم المروحية ونقلت صندوقها الأسود إلى يوغندا وروسيا والولايات المتحدة لتحليله. وبعد سلسلة من التحقيقات أكدت اللجنة أن الأخطاء الفنية أدت إلى تحطم المروحية. ويبدو، أن ربيكا قرنق، ليست وحدها التي تشعر بشكوك عميقة حيال الحادثة، فكبير خبراء التحقيق، بدوف تبرمورازوف مدير الأمن التقني للجنة انترستيت للطيران في موسكو، لم يتوان عن التأكيد بأنه "لم تكن هناك مشكلة فنية في المروحية نفسها، المروحية كانت سليمة، والمحادثات الصوتية بقمرة القيادة كانت عادية حتى لحظة تحطم الطائرة". كما أن المحادثة التي رصدت في كابينة القيادة بين قائد الطائرة وبرج المراقبة لم تحتو على أية اشارة لمشكلة تقنية حتى لحظة تحطم الطائرة. لكن تقرير اللجنة الدولية، قال إن الطائرة كانت مليئة بالوقود أكثر مما يجب في أثناء تحركها من عنتبي (يوغندا) إلى نيوسايت (السودان). قرنق كان قلقا ومتعجلا لوصول نيوسايت وأوضح التقرير بأن قرنق كان قلقاً ومتعجلاً لوصول مقره في الجنوب نيوسايت. وكان سراج الدين حامد، مقرر اللجنة الوطنية للتحقيق في حادث تحطم طائرة قرنق، كشف للصحافة المحلية في 27-10-2005 عن اختفاء بعض أجهزة الطائرة المهمة من موقع تحطمها. وقال حامد إن من بين الأجهزة المختفية جهاز يوضح إن كانت الطائرة مزودة بجهاز للخرائط أم لا ويوضح مدى ارتفاعها عند وقوع الحادثة. وأضاف بأن اللجنة المعنية التي زارت موقع الحادثة لأول مرة صورت كل أجزاء الطائرة بما فيها الأجهزة التي اختفت. وألمح مقرر اللجنة الوطنية إلى أن "الجانب اليوغندي يسعى إلى إرباك عمل لجان التحقيق لأسباب غير معروفة". ليس هذا فحسب، فخبير أمني سوداني بارز، هو العميد حسن بيومي، كان قد أكد لصحيفة "رأي الشعب" السودانية، بأنه يرى أن قرنق قتل بواسطة "سيناريو" استخباراتي عالمي خطير. وقلل بيومي وقتذاك من احتمال توصل لجنة التحقيق المكلفة البحث في حادثة تحطم طائرة قرنق لأية نتائج، لأن، بحسبه، ليس من السهل التوصل لنتائج أو أي خيط اتهام لأية جهة، ملمحا إلى دقة العمل الاستخباراتي في مثل هذه الظروف. ويؤكد المقدم هاشم بدرالدين قائد القوات الخاصة في الجيش الشعبي لتحرير السودان، الذي قاده جون قرنق طيلة 20 عاما، بأن اغتيال جون قرنق بواسطة الأمريكيين "ليس سرا" في أوساط الحركة الشعبية. ومضى للقول إن قيادات الحركة تمتنع عن الإدلاء بأية أحاديث حول الأمر، إما "خوفا" أو "لرغبتهم في الحفاظ على مصالحهم الخاصة". قرنق "الشيوعي".. ليس موثوقا به في واشنطن! ولفت بدر الدين إلى أن الحركة الشعبية سعت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وسقوط نظام الرئيس الإثيوبي السابق، منقستو هيلا مريام (شيوعي) في 1991، إلى التقارب مع الغرب. وكان منقستو يوفر غطاء لقرنق. محاولات قرنق للتقارب مع الغرب، التي بذل فيها السياسي السوداني البارز، بونا ملوال، جهدا كبيرا، اصطدمت برغبة أمريكية في إجراء تغييرات داخل الحركة، لذا "هم شجعوا الانقلاب الذي قاده القائدان في الحركة الشعبية، رياك مشار، ولام أكول ضد قرنق". وأوضح بأن هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أذاعت أنباء عن الانقلاب قبل وقوعه مطلع التسعينات، ما تسبب في إفشاله. وقال بدر الدين في افادات لـ"العربية.نت" إن الأمريكيين كانوا ينظرون لقرنق باعتبار أنه "شيوعي"، الأمر الذي دعاه لتجاهل علاقته السابقة الوطيدة بالرئيس الكوبي فيديل كاسترو، بل والتغاضي عن توقيع أي اتفاق ثنائي مع الحزب الشيوعي السوداني، على الرغم من أنه وقع اتفاقات مماثلة مع أحزاب وقوى سودانية أخرى، بغرض إبعاد "شبهة الشيوعية" عن نفسه. وبخصوص المصالح النفطية التي يرجح أن تكون من أقوى أسباب قتله، أكد بدر الدين، أن الشركات الكندية (تاليسمان)، والماليزية (بتروناس)، والصينية (الشركة الصينية للبترول)، التي تديرها بالأساس حسب قوله، رؤوس أموال أمريكية، كانت قد عرضت على قرنق منتصف التسعينات، عقودا تحصل بمقتضاها على نسبة 95%، فيما تحصل الحركة الشعبية على 5%، الأمر الذي رفضه قرنق. وتفاجأ قرنق – يقول بدر الدين – بأن الخرطوم وافقت على توقيع هذه العقود مع الشركات ذاتها، ما يعني غالبا أن النسب بقيت على حالها، وفي هذا "إجحاف على الشعب السوداني" بحسبما كان يرى قرنق. وجرى دعم الخرطوم من قبل واشنطن للسيطرة على مناطق انتاج النفط في الجنوب، وقدمت تسهيلات في هذا الجانب، خصوصا بتزويد الحكومة السودانية بصور الأقمار الاصطناعية عن تحركات الجيش الشعبي في تلك المناطق. ويشير بدر الدين إلى أن بروتوكولات مشاكوس حول قسمة السلطة والثروة، أكدت على إبقاء عقود النفط سرية، بضغط أمريكي. بروتوكولات مشاكوس - يقول بدر الدين - تلزم الحركة الشعبية بتعيين 4 أشخاص فقط من ناحيتها ليس من ضمنهم جون قرنق للاطلاع على عقود النفط، شرط أن يوقعوا على وثيقة تجبرهم على إبقاء المعلومات سرية. عملية عسكرية كبيرة في شرق السودان وقال بدر الدين إن الأمريكيين كانوا يسعون للضغط على الحكومة السودانية من أجل توقيع اتفاق السلام، والإبقاء على النظام القائم، إنما بتعديلات طفيفة. لكن قرنق وفقا لبدر الدين، أربك الحسابات الأمريكية، بعد الاستقبال الحاشد الذي حظي به لدى عودته للخرطوم، وتوضح أن حركته تتمدد شمالا، وأضحت شعبيته حتى في أوساط الشماليين في تزايد كبير. ويؤكد القائد البارز في الجيش الشعبي بأن الأمريكيين ساعدوا قرنق قبل توقيع "مشاكوس" على نقل 15 ألف جندي من الجنوب إلى شرق السودان، بهدف الضغط على الخرطوم، وإرغامها على التوقيع. ويشير إلى أنه كان شاهدا على الأحداث، إلى جانب القائد في الحركة الشعبية، فاقان أموم، الذي جهز قواته لاجتياح مدينتي كسلا وخشم القربة الاستراتيجتين (شرق السودان). وجزم بدر الدين بأن خطوة احتلال المدينتين لو تمت، كانت ستقضي على الحكومة السودانية، لكن الأمريكيين اكتشفوا تحركات الجيش الشعبي باتجاه كسلا وخشم القربة بواسطة الأقمار الاضطناعية، فمارسوا ضغطا هائلا على قرنق، الذي هاتف بدوره، قائده في المنطقة، فاقان أموم، فأبطل العملية العسكرية الكبيرة. وقال بدر الدين، إن أهداف الأمريكيين كانت تتكشف يوما بعد آخر، برغبتهم في الإبقاء على الحكومة السودانية، لتخدمهم في مجال مكافحة الإرهاب، وتحافظ على مصالحهم النفطية. وذهب للقول إن قرنق على الرغم من رضوخه للضغوط الأمريكية، إلا أنه كان يراوغ، إلى الدرجة التي جعلته بنظرهم عامل تهديد لمصالحهم، وقائدا بإمكانه أن يطيح بالحكومة السودانية، ديمقراطيا. وبعد اتفاق السلام، زادت شكوك الأمريكيين في قرنق، خصوصا أن ضباطا كبارا بالحركة الشعبية، أمسك عن ذكرهم، كانوا يكاتبون الأمريكيين عبر وسطاء إيقاد (الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا، التي رعت مفاوضات السلام السودانية)، أثناء المفاوضات، شارحين أن قرنق "ليس جادا في السلام". الأمريكيون هددوا قرنق ! وقطع بدر الدين بأن قرنق تلقى تهديدا مبطنا من قبل الأمريكيين أثناء مفاوضات مشاكوس، بأنه إن لم يوقع، فإن غيره سيفعل ذلك. وأشار إلى أن الأمريكيين رغبوا في توقيع إعلان من قبل الطرفين، الخرطوم، والحركة الشعبية، وقف لإطلاق النار، أطلقوا عليه "وقف العدائيات". كان قرنق يراوغ حيال الأمر - يشرح بدر الدين -، ما دعا الأمريكيين لتهديده بالقتل، حسبما فهم من العبارة. ولم يتوان قرنق عن اطلاع بدر الدين على الأمر حين سأله في إريتيريا عن عدوله عن قراره برفض وقف إطلاق النار. قال قرنق إن الأمريكيين هددوه. وفهم قرنق من سياق العبارة أنها تعني قتله، والإتيان بزعيم آخر للتوقيع، إنابة عن الحركة الشعبية. وأشار بدر الدين إلى أن ضغوطا أمريكية كثيرة مورست على قرنق، منها تلقينه رفض مشاركة علي عثمان محمد طه (النائب الثاني لرئيس الجمهورية، حاليا) في مفاوضات السلام. وقال "إما هم أو المصريون، كانوا رافضين فكرة مشاركة طه في المفاوضات". وأوضح بدر الدين بأن صحافية مصرية تعمل لفائدة محطة تلفزيونية مصرية، سألت قرنق في واشنطن عن رأيه في اتفاق الرئيس المصري حسني مبارك، ووزير الخارجية الأمريكي (آنذاك) كولن باول، على "دولة سودانية موحدة"، فأجاب قرنق بأن هذا شأنا سودانيا محضا، لا للأمريكيين أو المصريين أن يقرروا ذلك. فسألته الصحافية المصرية: "ألا تخشى مصير سافمبي؟". وسامفمبي، هو جوناس سامفبي، الزعيم الأنغولي الذي اغتيل إثر رفضه اتفاقا للسلام في بلاده. هنا، تدخل هاشم بدر الدين الذي كان رفقة قرنق، طالبا من الصحافية المصرية إنهاء المقابلة. اللافت، أن قرنق، كما يقول بدر الدين، أشار بعد خروج الصحافية، إلى أن الأمريكيين، عكس الشائع، هم الذين اغتالوا سافمبي، عن طريق تحديد احداثيات موقعه، من خلال هاتف متصل بالأقمار الإصطناعية، كانت تديره شركة فرنسية، زودت الأمريكيين بالمعلومات. تساؤلات حول الدور الأمريكي في التحقيق وأوضح بدر الدين، أنه كان مفاجئا بالنسبة لهم في الجيش الشعبي، أن الأمريكيين أقحموا أنفسهم في التحقيق بعد تحطم طائرة قرنق، واستولوا على أجزاء من حطام الطائرة، "ما أثار أول علامة استفهام كبيرة" على حد قوله. وأضاف بأنهم – الأمريكيين – لم يكونوا جزء من لجنة التحقيق، ولم تتم دعوتهم، كما أن الطائرة روسية الصنع. وأشار إلى أنهم في الحركة الشعبية، كانوا يعلمون أن مروحيات وطائرات أمريكية كانت تبحث عن طائرة قرنق، لا طائرات الأمم المتحدة، كما ورد في الأخبار، لأن "الأمم المتحدة، ليس لديها طائرات أو مروحيات في المنطقة". "الأمريكيون أرادوا صرف الأنظار عن أنفسهم". يقول بدر الدين، مؤكدا أن الأمريكيين هم الذين أبلغوا الحركة الشعبية، واليوغنديين بموقع حطام الطائرة. ولفت إلى أن التحقيق لم يسفر عن شيء، بل أن قيادات في الحركة الشعبية، كانت سعيدة بمقتل قرنق، مثل الدكتور لام أكول (وزير الخارجية السوداني حاليا)، لم تكن لها مصلحة في أن يقود التحقيق للكشف عن ملابسات مقتل قرنق. وقال إن أطرافا أخرى، تابعة للأمريكيين، مثل مجموعة الأزمات الدولية، لعبت دورا مشبوها، بتأكيدها أنها رصدت احتفالات جيش الرب (حركة معارضة يوغندية مسلحة ليست على وفاق مع قرنق)، بمقتل قرنق، للقول إن جيش الرب ضالع في قتله. توقيت "تصفية" قرنق وقطع بدر الدين، بأن الطائرة احترقت تماما، ما يعني أن أسباب التحطم لا تعود لخلل فني، فهي إما أن تكون قد ضربت بصاروخ أو بسلاح في داخلها على حد تعبيره. وقال إن قرنق، تجاوز بعد اتفاق السلام، الحدود التي وضعت له، لأن الاتفاق، حرص على "حشر الحركة الشعبية في ثوب الجنوب فحسب"، لكن الأحداث التي تلت عودة قرنق للخرطوم، أوضحت بجلاء، أن طموحاته كزعيم قومي، لم تكن لتحدها حدود. وعاد بدر الدين ليؤكد أن الأمريكيين يعتبرون الحكومة السودانية حليفا قويا في محاربة الإرهاب، الملف الرئيس لديهم حاليا. وقال إنهم، كما حدث سابقا في أمريكا الجنوبية، لا يملكون استراتيجية بعيدة المدى في إفريقيا، وأن قرنق، ما كان لينجح استراتيجيتهم قصيرة المدى في السودان خصوصا، وإفريقيا بشكل عام. وحول ميقات مقتل قرنق، قال بدر الدين: "اغتياله تم قبل تشكيل حكومة جنوب السودان، وقصد منه قطع الطريق أمام تعميق رؤى قرنق القومية باتجاهه لتعيين شماليين في حكومته في الجنوب". وأكد بدر الدين أن قرنق عرض عليه منصب والي ولاية غرب بحر الغزال (جنوب)، لكنه رفض. وذكّر بأن حكومة الجنوب الحالية التي تشكلت بعد مقتل قرنق، لا تضم أي شماليين، وهذا يخالف الرؤية التي كان يطرحها قرنق. وقال إن تشكيل حكومة في الجنوب، كالتي كان ينوي قرنق تشكيلها، كانت ستدعم فكرة السودان الجديد، وتجسد منعطفا جديدا و"خطيرا" في السودان، وتصب في اتجاه تقوية طموحات قرنق الشخصية باعتباره زعيما قوميا، لا قائدا للجنوب فحسب اغتيال الحريري والظلال الأمريكية على لبنان - الكندي - 09-20-2006 مقتطفات من كتاب ( إغتيال الحريري – أدلة مخفية ) للباحث في علم الجنايات بجامعة هومبولت في برلين : "يورغن كاين كولبل" الحلقة 1 من 3 بديل عن الخاتمة : تسير لجان التحقيق الدولية لكشف جريمة إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ، بتناغم مع أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان ، وبشكل صارم وثابت نحو إثبات " الأثر الذي يقود إلى سوريا " في هذه الجريمة . وتكون التحقيقات عادة في مثل هذه الحالات الجرمية شاملة لكل الإحتمالات التي يمكن أن تقود إلى المجرمين . وقد حاولنا في هذا الكتاب قدر إستطاعتنا ، أن نخوض في إتجاهات أخرى غير التي سلكتها التحقيقات الدولية الرسمية ، ونستجمع المادة اللازمة على شكل وقائع وأدلة ، دون أن نعطي تقويمآ نهائيآ ، وهذا نتركه للقارئ الكريم . ورغم كل شيئ فإننا سنقدم نتيجة مختصرة لذلك الإحتمال الذي سعى وراءه المؤلف . فبعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية في أواخر الثمانينات ، تشكل في الخارج ما يسمى ( المقاومة ) والتي كانت تتألف بشكل أساسي من مسيحيين موارنة ، وعملت في الولايات المتحدة على شكل " جماعات ضغط " – لوبي – مع الكونغرس الأمريكي لتحصل على دعم افدارة الأمريكية من أجل " تحرير لبنان من السيطرة السورية " ومن أجل " تغيير قسري للنظام " في سورية . وتبين " التحقيقات " المذكورة في أية " شبكة " لاتزال هذه ( المقاومة ) تتحرك وهي التي تمتلك طاقة هجومية بلا ريب . إن إتصالات هذه ( المقاومة ) تصل إلى أعلى المناصب السياسية في كل الولايات المتحدة الأمريكية ، وإسرائيل ، وتدخل عميقآ في ذلك الجو المبهم والمريب لأجهزة الإستخبارات ، وكذلك تتلاقى إلى حد كبير مع الإهتمامات الإقتصادية العالمية ، وبالتالي مع إهتمامات المحافظين الجدد . لذلك نرى أنه لايجوز لمحقق يلتزم بكشف الحقيقة ، أن يُخرج من دائرة الإحتمالات في تحقيقه ، إمكانية أن تكون جريمة الإغتيال بحق السياسي ورجل الأعمال الحريري ، قد خطط لها ونفذت من قبل بعض " الأشخاص ذوي اليد الطولى " في هذا الخليط من الأشخاص والشركات وأجهزة الإستخبارات . كما تتلاقى المصالح السياسية للإدارة الأمريكية الحالية في الشرقين الأدنى والأوسط فيما يخص " بناء الأمة بالدمقرطة " بلا ريب مع المصالح السياسية لتلك ( المقاومة ) اللبنانية المقيمة في المهجر ، وكذلك الحال ، دون أدنى شك ، مع الأهداف الإقتصادية . كما لا أعتقد أن هذه الدوائر عاجزة عن تجنيد بعض الأشخاص المجرمين ، سواء كان ذلك من ( المقاومة ) نفسها ، أو من أجواء أخرى ، ودعمها بالتخطيط وكل الإمدادات اللازمة لتنفيذ هذه الجريمة ، عن طريق الصلات الوثيقة مع المراكز السياسية العليا وأجهزة الإستخبارات . مع ذلك أريد أن أترك للقارئ المهتم أن يصل إلى مثل هذه الإستنتاجات ولكنني أتحمل مسؤولية كل التفسيرات الخاطئة والأخطاء الموضوعية ، إن وجدت في هذا الكتاب . يورغن كاين كولبل رفيق الحريري / نبذة : 1944 ولد في مدينة صيدا / لبنان . في عائلة متواضعة : والدان وشقيقان : شفيق ، وبهية . 1965 بدأ دراسة المحاسبة في الجامعة العربية وكان عضوآ نشيطآ في حركة القوميين العرب . وترك الدراسة في العام نفسه لعدم قدرته على دفع نفقاتها . وذهب إلى السعودية ، وعمل مدرسآ للرياضيات ، ثم في شركة هندسية . 1969 أسس شركة توريد سماها / سيكونست / وخلال بداية أعوام السبعينات ، تطورت إلى مؤسسة كبيرة : عروض بناء خاصة وحكومية . 1977 اخترق كل الحواجز وأصبح [ يكسب ذهبآ ] وبنى قصر للقمة الإسلامية في الطائف خلال ستة أشهر . 1978 منحه " الأمير فهد " الجنسية السعودية تقديرآ على إنجازه . 1979 إشترى شركة البناء الفرنسية العملاقة / أوجيه / وأسس شركة / أوجيه الدولية / ومركزها باريس . 1980 صنف ضمن 100 أغنى رجل في العالم . وتوسعت " إمبراطوريته " وأنشأ : شبكة المصارف في لبنان والسعودية ، شركات تأمين ، شركات صناعية . أعوام الثمانينات : عمل مبعوث شخصي " للملك فهد " في لبنان وإمتد نشاطه إلى سورية . 1986 عمل كل مافي جهده ، من أجل عودة / إلياس حبيقة / قائد القوات اللبنانية إلى لبنان . قبل أن يفر ثانية إلى باريس لصدامه مع : وليد جنبلاط ، الجميل ، نبيه بري . 1987 عرض الحريري " لإنهاء الحرب اللبنانية " والخروج من المأزق السياسي ، 30 مليون دولار على الرئيس اللبناني / الجميل / ليتنازل عن الرئاسة قبل إنتهاء ولايته بستة أشهر ، ومبلغ 500 مليون دولار في نفس الوقت على السوريين ، مقابل أن يوافقوا على تنصيب / جوني عبدو / رئيس الإستخبارات اللبنانية كرئيس . 1989 كان الوسيط " السعودي " داعيآ جميع الأطراف إلى مدينة " الطائف " وأقنعهم بتوقيع إتفاقية سلام . 1992 كان مخطط إعادة إعمار بيروت المهدمة جاهزآ للتنفيذ بقدرة قادر . وقام الرئيس / الهراوي / بتسمية الحريري رئيسآ لوزراء لبنان . وبذل الحريري فورآ 12 مليون دولار لضحايا الحرب الأهلية وإزالة الركام من شوارع بيروت ، وأهدى للرئيس الهراوي قصرآ رائعآ . حيث شكره الهراوي على ذلك ، بالموافقة على قروض حكومية ، ومرر القانون في البرلمان ليقضي بضمان " إستملاك العقارات " لصالح شركات الحريري . ثم أصبح رئيسآ لهيئة إعمار العاصمة بيروت – على حساب الدولة -. 1992-1993 بدأ تولي شركاؤه من رجال الأعمال مناصب رفيعة في حكومته الجديدة : فؤاد السنيورة : المسؤول المالي الأعلى في إمبراطورية الحريري - أصبح وزيرآ للمالية . بهيج طبارة : أحد أهم محامي شركات الحريري - وزير دولة . فريد مكاري : نائب رئيس مجلس إدارة أوجيه / السعودية - وزير إعلام . رياض سلامة : الصديق الحميم . - حاكم المصرف المركزي . 1993 بدأت شركته / سوليدير / بإستملاك معظم الملكيات في وسط بيروت التجارية ، وصرفت للمالكين الأساسيين ، مبالغ زهيدة . 1993 بدأ يرشو الموظفين السوريين الكبار وعائلاتهم ، وخاصة العاملين في لبنان من ضباط الإستخبارات ، ويشركهم في أعماله في لبنان والسعودية . وصرف 3 مليار فرنك فرنسي على الحملات السياسية في فرنسا للرئيس الفرنسي / جاك شيراك / . ( أعداؤه ) قالوا : أنه باع البلد للسوريين وخرب الإقتصاد حيث إرتفعت ديون لبنان الخارجية إلى 18 مليار دولار ، نتيجة إنسياب المال من بين يديّ الحريري بسهولة ، ولأن الفساد كان منتشرآ في الحكومة بدون ضوابط ، مع إنخفاض النمو الإقتصادي من 8% عام 1994 إلى مادون 2% سنة 1998 ، عام مغادرته رئاسة الوزراء . 1998 اتهمه " جهاز الرقابة المالية " بالرشوة ، وإتهمه رئيس الجمهورية لحود بقوله : [ ان الحريري يهمل الفقراء بينما يمنح في الوقت نفسه كرئيس للوزراء : إعفاءآ من الضريبة لمدة عشر سنوات لشركته الإنشائية ،التي تحتكر أعمال البناء في بيروت والتي تدر المبالغ الطائلة ] . 2000– 2004 عاد رئيسآ للوزراء . وكان اللبنانيون قد إنقسموا إلى : من يعتبره مواطنآ صالحآ يفيد الناس بأمواله ، ومهندسآ للبنان الجديد . ومن إعتبره فاسدآ جشعآ عمل على زيادة ثروته الشخصية ، ويحملونه مسؤولية التسارع في زيادة ديون الدولة ، أو سياسة الضرائب الجائة ، والإنهيار الإقتصادي للبلد . الحقيقة : أن " الحريري " قد أدار الحكومة في لبنان ، والبلد بأسره ، كشركة خاصة به ، وبنى إمبراطورية خاصة عن طريق شركاته . وأنه : كان له تأثير إيجابي على السوريين أكثر من أي زعيم آخر في لبنان . المطار الأمريكي في لبنان : ذكر الصحفي والمعلق السياسي الأمريكي / واين مادسن / أحد مؤلفي كتاب ( الكابوس الأمريكي : رئاسة جورج بوش الثاني ) ، ذكر بتاريخ 11/3/2005 أن إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري قد تم إقراره بموافقة " إدارة بوش " وحكومة " شارون "الليكودية ". كان الحريري معروفآ بمعارضته ومقاومته لبناء "قاعدة جوية أمريكية " كبيرة في شمال لبنان . وأرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تخرج القوات السورية بالكامل من لبنان ، قبل أن تبدأ بتنفيذ بناء هذه القاعدة . وقد تعاقد البنتاغون مع / شركة جاكوب الهندسية / مجموعة باسادينا ، لإنشاء هذا المطار الحربي ، على أن تقوم / شركة بكتل/بتقديم المساعدات في البناء أيضآ ، وهي احدى الشركات المستفيدة من حرب العراق. من المفروض أن يستخدم هذا المطار ، كقاعدة للعبور والإمداد لصالح القوات الأمريكية في العراق ، وكمكان لقضاء العطل والإستجمام لكل القوات الأمريكية في المنطقة ، ولحماية خطوط نقل النفط في المنطقة ( باكو- تفليس – جيحان والموصل – جيحان ) ، ولزعزعة نظام الأسد في سوريا. أكدت مصادر إستخباراتية ، أن إغتيال الشخصيات الأجنبية كالحريري وحبيقة ، هو في النهاية قرار يتخذه مسؤولان لهما موقعان حساسان في البيت الأبيض ، هما : معاون رئيس موظفي البيت الأبيض / كارل روف / ومعاون مستشار الأمن الوطني / إليوت أبرامز / . ويعتبر " أبرامز " حلقة الوصل الرئيسية والأساسية بين البيض الأبيض ، ومكتب " شارون " للعمليات الإستخباراتية وقسم الإغتيالات السياسية. أجاب / واين مدسن / في 14/5/2005 على سؤال حول مصادر معلوماته ، بالقول : كل ما أستطيع قوله أن هذه مصادر فرنسية وبلجيكية ولبنانية . أما التصريح بالأسماء فيعني وضع هؤلاء الأشخاص في دائرة الخطر الكبير في أوروبا ولبنان. المافيا : / نوربرت ماتيس / ، إضافة ل " محلل رفيع في مدينة لندن " ربط بين فضيحة تبييض الأموال التي كشفت في إسرائيل بداية آذار / 2005 ، وبين أكبر جريمة في تاريخ لبنان – إغتيال رفيق الحريري – قال : "ما يحصل في إسرائيل ولبنان ليس له بعد جيوسياسي فقط ، وإنما له أيضآ بعد مالي . إذ أنه بعد إنضمام قبرص إلى الإتحاد الأوروبي في أيار 2004 ، فإنها قد أصبحت مضطرة إلى التخلي عن وضعها كمركز مالي للجريمة المنظمة ، ولتجارة المخدرات ، وتبييض الأموال خاصة من مصدرها الروسي . وهكذا تظهر كل من بيروت وتل أبيب كبدائل جذابة . وهذا مايفسر الحوادث التي حصلت حديثآ في كل من المدينتين؟" وتقول صحيفة / معاريف – 18/ 3/ 2005 بعنوان : أزمة الشرق الأوسط : فضيحة تبييض الأموال الإسرائيلية : "أن الإغتيال لم يعرقل حلآ سلميآ للأزمة السورية اللبنانية فقط ، وغنما قضى نهائيآ على طموحات الحريري بأن يجعل من بيروت مركزآ كبيرآ لرؤوس الأموال الأوروبية وجنوب غرب آسيا . وقد زار الحريري قبل موته ، روسيا وإقترح عليها أن تنشئ مصرفآ للتجارة الخارجية في بيروت ، بالإضافة لشراكة عمل شاملة في مشاريع مصافي النفط والغاز والإستثمارات العقارية". المحافظون الجدد : آتون من خارج الأرض : ما الأمر مع أولئك المحافظين الجدد الأمريكيين الذين يراهنون على تخريب الإستقرار في المنطقة ؟ .. بما بدا هذا السؤال للبعض مستحيلآ أو مخالفآ للواقع . ولكن بالتأكيد ليس للجميع . وكديل مزعوم على أن المحافظين الجدد " قد أعطوا السماح بإغتيال الحريري " ، تشير بعض المواقع اليسارية إلى مانشره الموقع الإلكتروني (للجنة الولايات المتحدة من أجل لبنان حر) حيث يجلس في قيادة هذه الهيئة المحافظة ، المفكر اليميني المتطرف / ريتشارد بيرل / ، والمحافظ المتشدد المعلق السياسي / دانيال بايبس / . ونجد على موقع هذه اللجنة www.Freelebanon.org ، إلى جانب صور الإرهابيين العالميين : أسامة بن لادن ، فيديل كاسترو .. الخ وصلة في الموقع للعملاء السوريين الكبار في لبنان من اللبنانيين. وبالإعتماد على ورق اللعب الذي إستخدمه الأمريكيون في العراق للبعثيين المطلوبين ، فقد أشار هذا " الوصل الإلكتروني " أيضآ إلى مجموعة من ورق اللعب في لبنان. وعلى رأس هذه المجموعة، كان " آس الكبا " بإسم / رفيق الحريري / ،وكتب إلى جانب صورته أنه الأكثر طلبآ. تبعه الماروني السياسي / الياس حبيقة / مع شطب صورته لأن إغتياله قد تم سنة 2002. ونذكر هنا أن هذا الوصل الإلكتروني لم يعد اليوم مفعلآ . يتبع الحلقة 2 من 3 .. اغتيال الحريري والظلال الأمريكية على لبنان - الكندي - 09-20-2006 قوى لبنانية في المهجر اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر : و " حلقتها الذهبية " : أسس "زياد خليل عبد النور" اللجنة الأمريكية بتاريخ 22/11/1997 " ليخدم لبنان بنشر مبادئ الليبرالية الديمقراطية التي توجّه سياسة وطننا الأم الولايات المتحدة الأمريكية " . ولم يخف عبد النور ولجنته منذ تأسيسها الأهداف السامية المزعومة، أي تغيير قسري للنظام في سوريا، وتحرير لبنان من السيطرة السورية. وقد عمل أعضاء هذه اللجنة بكل صبر وأناة ودقة، مع حكومات الولايات المتحدة، والحكومات الإسرائيلية، جاهدين لتنظيم ما يسمى من وقتها "ثورة الأرز"، وتصرفوا في السنوات الثماني المنصرمة مثل المشرط السياسي الذي يتذرع بكل حادثة سياسية أو إجتماعية في البلدان التي يحكمها أعداؤهم الألداء ، من أجل القيام بهجوماتهم . وقد إتهمت هذه اللجنة منذ سنوات عدة "كل السياسيين أصحاب الشأن في لبنان بأنهم عملاء لسورية" ، كما برعت هذه اللجنة "بالهجوم الحاد على الحريري". أما العاملون في شبكة فولتير الفرنسية ، فإنهم ومعهم وسائل إعلام أخرى، على قناعة تامة بأن اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر، قد خططت وحضرت منذ وقت طويل، لهجوم شامل على سورية ولبنان، وأن "أصابعها موجودة بالتأكيد" في جريمة إغتيال رئيس الوزراء السابق الحريري. ولكن الزملاء لم يعطوا براهين ملموسة لقناعاتهم. وبلا شك فإن اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر، تحافظ على علاقات وثيقة وقوية مع دوائر الضغط ( اللوبيات) اليهودية والمسيحية، وتنسق نشاطاتها السياسية بشكل خاص مع سياسة حزب الليكود الإسرائيلي عن طريق المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي. وبالطبع فإن مدير هذا المعهد، "دافيد شتاينمان" ينتمي إلى الحلقة الذهبية من مؤيدي اللجنة الأمريكية والإتحاد الأورثوذكسي ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى ولجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية ( إيباك ) والإئتلاف المسيحي الأمريكي. لذلك فإن كثيرآ من المراقبين ينظرون للجنة عبد النور، وبحق، على أنها "منظمة حربية إسرائيلية" ضد كل من سورية ولبنان، ولنقل إنها بنية إسرائيلية ذات وجه لبناني. ولنذكر مثلآ أن "مايكل ليدين" و"دوغلاس فيث"، وكلاهما عضو في الحلقة الذهبية لهذه اللجنة ، ومعتبران كعميلين إسرائيليين منذ زمن طويل ، مقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية ، قد ضبطا مرات عديدة وهما ينقلان معلومات سرية للإسرائيليين. كذلك فإن "ريتشارد بيرل" مشجع هذه اللجنة وأحد دعائمها الأساسية، ضبط متلبسآ بجرم التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي. كذلك "إليوت أبرامز" معاون مستشار الأمن القومي والذي يعتبر أقوى رجل في السلطة التنفيذية الأمريكية ، ينظر إليه على أن إرتباطه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شارون وحزب الليكود أعمق وأوثق من إرتباطه مع حكومة الولايات المتحدة التي يعمل فيها. ومعهم الكثير في مثل هذا الإرتباط وهم بمراكز السلطة الأمريكية المؤثرة مثل "فرانك غافيني"، "دافيد وورمزر" و"مايكل روبين". [ لقد أسست اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر بالإشتراك مع المحافظين الجدد الذين يساندون حزب الليكود الإسرائيلي واليمين المسيحي. ويعترف "زياد عبد النور" بأن تأسيسها تم بالتعاون مع "وطنيين لبنانيين أمريكيين" أرادوا أن ينقلوا المصالح الأمريكية إلى المنطقة حتى يتم تحرير لبنان. في مقابلة بين المؤلف وبين زياد عبد النور، يسأل المؤلف من ضمن أسئلته : هل تتكرم بذكر أسماء بعض الأعضاء المؤسسين الهامين للجنة ؟ . جواب : إنها نوع من الماسونية اللبنانية ، هل يبوح الماسونيون بأسمائهم ؟ إسأل أعضاء نادي الجماجم والعظام في جامعة ييل. يقول عبد النور في أحد أجوبته : إذا دققت بقائمة الأشخاص الذين وقعوا على كتاب "إنهاء الإحتلال السوري للبنان - دور الولايات المتحدة الأمريكية" لإغنك سترى أن كل هؤلاء الأشخاص وأعضاء الحلقة الذهبية الآخرين ، لايمكن أن يضعوا أسماءهم تحت وثيقة كهذه – كتاب إنهاء الإحتلال السوري – دون أن تكون معرفتهم بي حميمة وهم يعرفون مقاصدي. لقد قرأ الكتاب آلاف الأشخاص في شتى أنحاء العالم. إنظر إلى القائمة : زياد عبد النور : مالي ومصرفي إستثماري دولي مقيم في نيويورك ، رئيس اللجنة الأمريكية للبنان الحر . إليوت أبرامز : مساعد وزير خارجية سابق ورئيس مركز الأخلاق والسياسة العامة . سمير بستاني : رئيس شركة الشركاء الأمريكيون للمشتريات مركزها نيوجرسي . جون كاستل : رئيس مجلس إدارة مؤسسة كاستل . أنجلو كوديفا – ريمون دبانة – بولا دوبريانسكي – ألان داوتي – ليون إدني – نبيل الحاج – إليوت إنغل – فليب إيبشتاين – دوغلاس فيث – فرانك غافني – ريتشارد هيلمان " مستشار سابق بمجلس الشيوخ ، مؤسس حملة المسيحيين للأعمال العامة الإسرائيلية " – حبيب مالك "عضو مؤسس لمؤسسة حقوق الإنسان الغير حكومية في لبنان" – دانيال ناصيف – ريتشارد بيرل – دانيال بايبس – ويليم روحانا – شارل صهيون - ... الخ . سخر أحد المؤلفين السياسيين الأمريكيين من : مؤلف الكتاب / كولبل / قائلآ : عليه أن يلقي نظرة على أسماء الحلقة الذهبية ليعرف أن " معظم هؤلاء الأعضاء يهود أمريكيون أو إسرائيليون ، فكيف يقول أن هذه اللجنة منظمة لبنانية ؟ . يجيب المؤلف / كوبل / : حقآ إن كلام / روبت / - الساخر – لايمكن نكرانه !! . تضم قيادة هذه اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر – القيادة هي : الحلقة الذهبية – عددآ من السياسيين والخبراء والمثقفين رفيعي المستوى الذين " قدموا للقضية اللبنانية في الأعوام القليلة الماضية ، خدمات جلى ومساعدة كبيرة، كما فعلوا ما إستطاعوه أيضآ من أجل صنع السياسة الأمريكية الخارجية بإتجاه لبنان " . وتضم هذه الحلقة الذهبية ، مجموعة مختارة تتألف من : لبنانيين يمينيين غالبيتهم من المسيحيين ، ومن بعض الإسرائيليين ، ومن المحافظين الجدد الحاصلين على أعلى المناصب في الحكومة الأمريكية ، والذين يشكلون دعامة أساسية للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية. • زياد خليل عبد النور : - تطرقت له في السابق ، وسأعود إليه وإلى أدواره -. • حكومة لبنان الحر في المنفى : وإعلامها : المؤسسة اللبنانية للسلام. • مجموعة الكتائب اللبنانية الرسمية الحقيقية . • مجلس الأبحاث الماروني. • المركز اللبناني للمعلومات والبحث في الشرق الأوسط. • التجمع من أجل لبنان الحر / كندا. • جوزيف الحاج. • وليد فارس. • جوني عبدو / رئيس المخابرات اللبنانية السابق. • موراي كال / بروفيسور ناشط وفاعل في حركة المستوطنين اليمينية في إسرائيل ، تحت إسم " موشي "، وأستاذ في العمل المخابراتي الإسرائيلي ، وأستاذ مخابراتي للسيد / ناجي نجار – مدير المؤسسة اللبنانية للسلام . • ناجي ن. نجار : مدير المؤسسة اللبنانية للسلام ، المرتبطة مع حكومة لبنان الحر في المنفى . وعنصر الإرتباط بين الموساد والمخابرات المركزية الأمريكية. وعضو من الجيل القديم من ضباط القوات اللبنانية أثناء الحرب الأهلية اللبنانية ، وخدم في المخابرات العسكرية ، وكان أفضل ضباط إلياس حبيقة الذي حاول – حبيقة – فيما بعد إغتيال نجار مما أدى إلى صراع بينهما ، فر على أثرها إلى "إسرائيل" ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1993. والمهيمن كليآ على / روبرت مارون غانم / الملقب ( كوبرا ) ، لدرجة أن يطلق على " كوبرا " ( سلاح ناجي نجار العجيب. • روبرت مارون غانم " كوبرا " : كان خلال الحرب الأهلية في لبنان من ضباط القوات اللبنانية ، وفي جهاز مخابراتها العسكري . وفي فترة الحرب كان الحارس الشخصي لإلياس حبيقة ، ثم فيما بعد " الحارس الشخصي لأرييل شارون " . يقول " كوبرا " : كل قياديي المخابرات الإسرائيلية كانوا يثقون بي ويحترمونني ، وكانوا يعلمون أنني عميلهم ، وكان شارون يناديني بإسمي الحركي ويقول أرسلوا إلي كوبرا، لا أريد سائقي الشخصي ، بل أريد أن يكون كوبرا هو سائقي . \حاتم روبرت مارون كوبرا: من إسرائيل إلى دمشق الفصل الرابع\. وهو مجرم حرب قال بنفسه في آذار 2005 أنه أثناء الحرب الأهلية قتل بيديه حوالي 400 إنسان ، وشارك في قتل 1000 شخص آخر . يسكن في باريس منذ 1997 ، وبدأ بكتابه \من إسرائيل إلى دمشق\ عام 1999 بكشف الأسماء والمجازر والأدوار ، وخاصة لعدوه " إلياس حبيقة " ، وأدواره في الإغتيالات السياسية ، منها محاولة إغتيال "سليم الحص" وزير التربية عام 1984 – وليد جنبلاط – أمر تصفية أربعة دبلوماسيين إيرانيين – نسف المقر الرئيسي لحزب الكتائب 1982 وقتل رئيس الجمهورية / بشير الجميل / و23 عنصر من المليشيا التابعة له – قتل / طوني فرنجية 1987 – محاولة قتل / مصطفى سعد / النائب في البرلمان حيث قتلت إبنته ناتاشا – إدعاؤه بما كتب عن تلقي / سعيد ميرزا / المحقق اللبناني ، رشاوي دائمة من " إلياس حبيقة " وقوله أنه رآها عدة مرات بعينيه . • حراس الأرز / اتيان صقر "أبو أرز" : مليشيا يمينية مسيحية . تقارب حركة سياسية يمينية متطرفة ، أعضاؤها يتشكلون برئاسة رجل يدعى إتيان صقر مولود في جنوب لبنان 1937 خلق هذه الحركة عام 1975 وشحذ هممهم أثناء الحرب الأهلية اللبنانية ، رفع شعار رسمي للحركة : ( واجب كل لبناني أن يقتل فلسطينيآ ) متابعآ "القدوة له" والأب الروحي في الولايات المتحدة ، الجنرال / شريدان / الذي رد على قول / توسووي/ زعيم قبيلة كومانتش : ( أنا هندي أحمر )، بالقول : "إن الهنود الحمر الجيدين هم الذين ماتوا فقط". ساهم صقر وميليشياته عام 1976 بإرتكاب المجزرة التي ذهب ضحيتها مالا يقل عن ثلاثة آلاف فلسطيني بين رجل وامرأة وطفل في مخيم تل الزعتر شرقي بيروت . وكان يبث الجرأة في نفوس محاربيه بالعبارات التالية " إن كنتم تشعرون بالتعاطف مع النساء والأطفال الفلسطينيين ، فتذكروا أنهم شيوعيون وسوف يخلفون شيوعيين جدد". وكتب / موردخاي نيسان / أستاذ في مدرسة روتبرغ الدولية التابعة للجامعة العبرية في القدس ، وعضو الحلقة الذهبية التابعة للجنة الأمريكية من أجل لبنان حر : ( إن تعاونه مع إسرائيل أدى غلى توجيه الإنتقادات له ) . ( لقد رحب علنآ بزحف القوات الإسرائيلية عام 1982 ، حيث كان " صقر " يؤمن بمصير مشترك يربط بين الشعبين اليهودي واللبناني في شرق أوسط جديد ) . كتب " صقر في فبراير / 1998 طلبآ مؤلفآ من أربع صفحات ، دعا فيه إلى تحويل المنطقة العازلة في جنوب لبنان إلى " منصة إنطلاق من أجل تحرير لبنان " . لم يتغير طريق " حراس الأرز " أو هدفهم قيد أنملة . يقول صقر : " أقول بكل تواضع ان الطريق السياسي الذي يسير عليه حراس الأرز الآن ، لم يتغير منذ 1975 ، وسوف لن يتغير في المستقبل . نحن نمثل المعارضة الحقيقية التي لاتسمح بالحلول الوسط " . يعيش صقر اليوم بطمأنينة في إسرائيل ولايزال زعيم (الجبهة اللبنانية) ، المجمع الرئيسي لجميع المسيحيين اليمينيين وحراس القتلة . وهو ينسق أنشطة جماعته من الخارجين على القانون ، مع اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر ، ومع " حكومة لبنان في المنفى " المريبة ، والتي تتخذ من القدس وواشنطن مقرآ لها . • وحدة الإرهاب " الإسرائيلية اللبنانية " 504 : ضم " شين بيت " الجهاز المسؤول عن الأمن الداخلي في إسرائيل ، وحدة خاصة من جيش لبنان الجنوبي قوامها أكثر من 250 عضوآ تم تجنيدهم من قرى جنوب لبنان لأنهم يتكلمون بلهجة عربية تشبه اللهجة الفلسطينية . وبالمناسبة : يتذكر المرء هنا اللهجة الغريبة للمتصل المجهول الذي إتصل بمحطة الجزيرة عقب مقتل الحريري . كما جندت قوات الجيش افسرائيلي حوالي 1500 عنصر من عناصر جيش لبنان الجنوبي السابقين . يقول موراي كال : "أعاد الإسرائيليون في صيف عام 2000 تنظيم ما يدعى بالوحدة 504 المتخصصة في الجاسوسية داخل لبنان وبدأوا بتدريبها ، حيث تم تدريبهم على : التجسس ، حرب العصابات ، القتل والتسلل ، إستخدام أحدث الأساليب في إعداد السيارات المفخخة. تقيم إسرائيل منذ سنوات سجنآ سريآ وهو عبارة عن " بناء كبير من البيتون لايمكن لسجين أن يفلت منه " وقد أعطي إسم / القاعدة 1391 / وهو غير موجود على أية خارطة ، كما أزيل من الصور الجوية . وهو جزء من معسكر تابع لجيش الدفاع افسرائيلي ، وهو في الوقت نفسه ، " قاعدة الوحدة 504 " ، سيئة الصيت . حقآ فإن مجالات نشاط هذه الوحدة الخاصة " 504 " متعددة جدآ : من التعذيب إلى العزل ، إلى التجسس ، إلى القتل . ويبدو أن هذه الوحدة قد أقامت شبكة كبيرة من العملاء . يكفي ماذكر أنه في عام 1998 تمت مداهمة حلقة تجسس مؤلفة من 77 شخصآ ، وحكم على 57 منهم في لبنان بالموت بسبب تعاملهم مع إسرائيل من خلال هذه الوحدة . لكن في صيف 2000 إزدادت رؤوس هذا الفعوان نتيجة تجنيد عناصر جيش لبنان الجنوبي. وعلمت مصادر موراي كال " الأمنية الغربية " أن عناصر من الوحدة 504 قد سافرت لقبرص من أجل الإستعداد للتسلل إلى عدة مناطق لبنانية ، وكشفت " المصادر " أيضآ عن خطط اتيان صقر زعيم حراس الأرز ، لتجديد الخلايا في صفوف الشباب المسيحي ، مع نوع من "التعبئة" لقسم من القوات السابقين الذين كانوا قد هاجروا إلى كندا وأستراليا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. اغتيال الحريري والظلال الأمريكية على لبنان - الكندي - 09-20-2006 ما ورد على في كتاب "يورغن كاين كولبل" حول "اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر" ، أفرادها وعلاقاتها بموراي كال والمخابرات الإسرائيلية والمحافظين الجدد هو أمر خبرته شخصيا من خلال مناوشاتي مع هذه المجموعة على "اليوزنت" usenet. والمهتم بإمكانه التأكد بالبحث في أرشيف الـ soc.culture.lebanon على اليوزنت (من كان لا يعرف ما هي بإمكانه استخدام الـ groups في غوغل) والبحث عن مشاركات "Nishee" وهو اسم المعرف الذي كان يستخدمه زياد عبد النور ووليد فارس وموراي كال ومجموعة أخرى في مكتبهم الإعلامي. وبالإمكان أيضا البحث عن مشاركات موراي كال ذاته الذي كان يكتب في soc.culture.israel في الفترة الزمنية ذاتها وهذا قبل أن يفرغ من رسالة الدكتوراه ويصبح "بروفوسور". لكن أضيف تحذيرا من زخم الكراهية الفائضة في كتابات هذه المجموعة. وكانت هناك ادلة وثيقة وقتها على النت عن ضلوع وليد فارس رئيس ما كان يسمى بالـ WLO وهي مؤسسة على نسق الـ WZO أو المنظمة اليهودية العالمية. ما ورد في الكتاب عن هذه المجموعات معروف للناشطين ويمكن التأكيد عليه 100 %. والمدهش فعلا أن مجموعة "Nishee" هذه كانت على علم بما يحاك للعراق من احتلال ووصفت مخطط الغزو والتقسيم الطائفي والأثني والإعتماد على الشيعة بشكل يكاد يكون مفصلا .. ولكننا كنا نسخر منهم وقتها لأن هذه التصريحات عن دور شيعة العراق جاء في عزّ حرب التحرير في الجنوب. يعني معادلة تفاوت مواقف الشيعة في لبنان والعراق لم يكن ممكن فهمها وقتها. |