حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
بين الحقيقي و الكاذب من قضايانا المعاصرة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: بين الحقيقي و الكاذب من قضايانا المعاصرة (/showthread.php?tid=14955) |
بين الحقيقي و الكاذب من قضايانا المعاصرة - Waleed - 09-16-2006 [CENTER]تنويه السادة الزملاء ,, هذا الشريط هو إمتداد لشريط سابق و هو: العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية و يبدأ من باب: محاولة لفض الإشتباك بين ما هو حقيقي و ما هو كاذب من أعراض الأزمة الحادة. و تم إفتتاح شريط جديد نظرا لطول السابق. و تفضلوا بقبول فائق الإحترام ,, بين الحقيقي و الكاذب من قضايانا المعاصرة - Waleed - 09-16-2006 [CENTER]قضية التطرف و الإعتدال (*) أحب تفاديا للبس الذي قد تسببه التعريفات أو مدلولات الألفاظ أن نحاول فض الإشتباك بين العديد من المصطلحات التي باتت تمر على أسماعنا ليل نهار بجميع وسائل الإعلام بإختلافها تاركة لدى مستقبليها إنطباعات مغرضة (أعني ذات غرض مقصود مسبقا) - قد تكون تلك الإنطباعات الغرض منها تكوين مشاعر سلبية أو إيجابية للقضايا المطروحة أو لمجرد التمويه لتفادي حالة التصادم التي نعيشها. و قد بدأت تلك العملية مع بدايات إنفتاح مجتمعاتنا على الحضارة الغربية - و تصاعدت مع تصاعد الإحتكاك حينا - أو لتواكب الأحداث و المتغيرات حينا - و لتمييع و تدليس المدلولات الحقيقية للألفاظ لتفادي الصدام أحيانا - كما تم إستخدام التلاعب بالألفاظ من جميع الأطراف المتصارعة - و بخاصة طرف الإعلام الحكومي الرسمي و بشكل تدليسي واعي لإعلان الحرب على الأطراف الأخرى معنويا - و أولها الطرف الأسلامي. لكن الأمر المؤسف أن تلك العملية التي يرجح أن يكون الغرض الأول منها هو التوفيق بدون تصادم بين ثقافاتنا و بين الحضارة الوافدة قد تسببت و ببطئ في حالة من الإلتباس الفكري و الثقافي - و كوننا أصبحنا (على المستوى الرسمي) نبني مواقفنا الفكرية / الأخلاقية / الثقافية على مواقف ترتكز على ألفاظ و مدلولات غير ذات واقع حقيقي - فقد إنهارت شرعيتنا الثقافية الرسمية. دعنا نبدأ ببعض الألفاظ المراوغة و التي تعبر آذاننا ليل نهار: الإسلام - الإعتدال - الوسط - التطرف - الأصولية - الإرهاب. و لنأخذ مثال عام للقياس بعيدا عن إلتباسات هذه المصطلحات و مدلولاتها. في أي مجتمع متجانس و بغض النظر عن خلفياته المعرفية - و تركيبته الإجتماعية و علاقات أفراده الإقتصادية - يرتبط أفراد هذا المجتمع سويا بعلاقات توجهها قيم أخلاقية مشتركة - ثم تباعا تسود تلك القيم و تقنن لكي تصبح قوانين جماعية ثم دساتير - أي أنها تصبح أخلاق سائدة تفرض من المجتمع على الأفراد بواسطة التربية و التعليم و الثواب و العقاب. و يحرص هذا المجتمع على أن يتشرب أفراده هذه الأخلاق و القيم منذ نعومة أظافره. و الفرد في هذا المجتمع لا يحرص على هذه القيم الأخلاقية لمجرد خوفه من العقاب (القوانين الجنائية و المدنية) فالدافع أكبر من مجرد الخوف - فهو دافع نفسي قاهر بالإضافة للثواب المعنوي الذي يتمتع به الفرد الذي يتمسك بالنموذج الأخلاقي و الذي يلاقيه من محيط مجتمعه. و مجموع تلك القيم الأخلاقية تمثل في النهاية الفرد المثالي النظري الذي يتمنى المجتمع أن يصبح جميع أفراده على شاكلته. و على المستوى الفردي - كلما إقترب الشخص من هذا النموذج المثالي كلما زاد رصيده و تقييمه لنفسه و تقييم المجتمع له. فالأصل هنا في المحاولة المستمرة في تمثل كامل النموذج الأخلاقي و هذه هي الفضيلة الكاملة - و ليس نهائيا في محاولة تمثل بعض سمات النموذج الأخلاقي المثالي و ترك أغلبه. أما حالة وجود مجتمع ذو نموذج أخلاقي مثالي لا يمكن الإختلاف عليه من أي من أفراد هذا المجتمع - لكن و للعجب يكون الأصل و الفضيلة الكاملة في محاولة أفراده تمثل البعض فقط من سمات هذا النموذج المثالي و ترك أغلبه فهذه علامة خلل إجتماعي جد خطير. يدل في أول نتائجه على تيبس القيم الأخلاقية للمجتمع و إستعصائها على مواكبة العصر و المستجدات من ناحية - و إستعصائها على التنفيذ الواقعي من ناحية أخرى - مما ينتج عنه المتناقضة السابقة في أن يكون النموذج المثالي المعترف به من جميع الأفراد موجود و معروف و لكن على مستوى التنفيذ - فالأصل في إحتذاء و تمثل أجزاء منه فقط و ترك الباقي - بل و المأساة في أنه في حالة المحاولات الفردية لتمثل باقي النموذج - قد تقابل بعنف من المجتمع يصل لحد القتل ؟؟ و لنعد الآن لمجتمعاتنا و ألفاظنا المراوغة. (أ) الإسلام - التطرف - الإعتدال - الوسط. النموذج الأخلاقي / القانوني الإسلامي شديد الوضوح و غير ملتبس - لكن الإلتباس كله في الألفاظ المستخدمة و مدلولاتها. و المفترض في المجتمع الإسلامي أن يكون الأصل في المحاولة المستمرة لإمتثال كامل النموذج القانوني الأخلاقي من مصدره و هو القرآن و السنة و السيرة النبوية و الصحابة - و هذا النموذج باقي و موثق و لا يقبل الشك و لا التأويل في أغلبيته العظمى. و لنفترض فردا ما من مجتمعنا حاول إمتثال هذا النموذج بدجة تقترب من المثالية - ماذا سيطلق عليه حينئذ؟ - من وجهة نظر الإسلاميين سيطلق عليه ملتزم و سيزداد تقديرهم له بزيادة إلتزامه بهذه القيم. - أما الإعلام الرسمي فيطلق عليه متطرف(السعودية) - و هو لفظ ذو مدلول غير جيد - و سوف يعتبر نموذج منحرف. و لنأخذ نموذجا آخر من الأفراد و هو الذي إكتفى ببعض القيم من هذا النموذج المثالي و ترك أهمها و أغلبها - ماذا سيطلق عليه ؟ - من وجهة نظر الإسلاميين سيطلق عليه ضال - أو مقصر. - أما الإعلام الرسمي فيطلق عليه معتدل - و هو لفظ ذو مدلول جيد و يعتبر نموذج مشرف. و المأساة - كل المأساة - هو أن كل الأطراف بما فيها الطرف الرسمي الحكومي يعتمد النموذج المثالي للأخلاق الإسلامية و لا يوجد أدنى إعتراض عليه. و النتيجة: متطرف = ملتزم = شخص يحاول قدر إستطاعته تمثل النموذج الأخلاقي القانوني الإسلامي و المعترف به من كافة الأطراف. معتدل = عاصي أو ضال = شخص إكتفى بتمثل ما تيسر من النموذج الأخلاقي و ترك أغلبه. أما عن السر في هذا التلاعب بالألفاظ و المدلولات فقد إتفق أن تكون المصلحة المشتركة لأطراف عدة في هذا الوضع المدلس غير المستقر: - فمن مصلحة المبشرين بالحضارة الغربية و قيم العلم عدم الإصطدام المباشر بالدين. - و من مصلحة الحكومات الرسمية إقصاء الإسلاميين معنويا. - و من مصلحة الغرب عدم الإصطدام بالإسلام و المسلمين. و قد إتفق هؤلاء جميعا على إختراع وهم الإسلام المعتدل / الإسلام المتطرف - و الإسلام الأصولي / الإسلام الوسط ... و غيرها من هذه الثنائيات الواهمة. و محاولة إعطاء الطرف الأول في الثناءية (متطرف - أصولي) مدلولات سيئة و العكس للطرف الثاني (معتدل - وسط). و لفظ التطرف هو النزوع للطرف أو الآخر أو الناحية القصوى - و بالتالي فمن المفترض يكون خيرا في حالة محاولة النزوع للطرف المثالي (كما هو في حالتنا النموذج الإسلامي) و من المفترض أن يكون شرا في حالة البعد عن الطرف المثالي (كما هو بحالتنا ما يطلق عليه الإعتدال الإسلامي). أما لفظ الإعتدال هنا و الذي تم أخذه من الإسلام كفضيلة - فلا يعني بالنسبة للأخلاق الإسلامية عدم تنفيذ بعض أو معظم قيم و أوامر و نواهي الإسلام - بل عدم الشطط في تنفيذ نوافله أو تحريم ما أحله إله الإسلام و تحريم ما حرمه. أما لفظ الوسط فقد أطلقه الإسلام على نفسه بإعتباره - حسب إعتقاده هو - أن قيمه و أوامره و نواهيه - هي وسط بين الأديان الأخرى - أي نسبة للأديان الأخرى. و كما هو واضح فقد تمت عملية إنتقاء الألفاظ بعناية من كل طرف لتواكب مصالحه و لتعطي الإنطباع المرغوب به لدى المتلقي مخالفة للحقيقة و مدلسة. ما أود أن أقوله أنه لا يوجد إسلام متطرف (إخترع أصحابه قيما و نماذج أخلاقية خاصة بهم و لا توجد بالإسلام من المنبع) و لا و لن يوجد إسلام معتدل (تمكن من تعديل النموذج الأخلاقي الإسلامي لكي يتوافق مع المعطيات الحالية. و أعتقد أنه و للمفارقة فإن الفريق الأكثر صدقا مع نفسه في وعيه بهذه الحقيقة هم الإسلاميين. بل و أعتقد أن أكبر من وعى كم التناقض على كافة المستويات المعرفية و الأخلاقية بين الإسلام و المرجعية العلمية بتوابعها الأخلاقية و كم التدليس الرسمي هو سيد قطب و لا عجب أن يصبح كتابه دستورا للحركة الإسلامية. و أكثر من نفذ هذا الفكر بأمانة هو شكري مصطفى (إن كنت أتذكر الإسم صحيحا). إننا لو اتخذنا الإسلام مرجعا - معرفيا و أخلاقيا - كما يدعي كل الأطراف - لأصبح لزاما علينا إعتماد كامل نموذجه الأخلاقي أولا (كما يدعي الجميع أيضا) - و لأصبح لزاما علينا أيضا المحاولة المستميتة لتمثل هذا النموذج (و هنا يختلف الجميع). و هنا ستنهار المفاهيم الوهمية المدلسة و ستصبح كلمة مثل الإرهاب = الجهاد = قتال غير المسلمين لنشر الإسلام و تعبيد الناس أنفسهم إلى مفاهيم دار الإسلام و دار الكفر.. إلخ. و لا عجب أن يقرر شكري مصطفى إعتزال المجتمع - بل و يتوصل أن الحرب بين المسلمين و دار الكفر ستكون بالسيف لأن الإسلام لا يعرف تلك المنتجات الأخرى. (*) هذه المداخلة منقولة بتصرف - من مداخلة لي بشريط للزميل المحترم / بهجت و هو: مستقبل الدين في عالم ليبرالي . - بهجت بين الحقيقي و الكاذب من قضايانا المعاصرة - Waleed - 09-17-2006 [CENTER]الديموقراطية و الحرية و حقوق الإنسان و أشياء أخرى لعل أغلبنا سمع بقصة حدثت في أحدى قرى الريف المصري - و التي تحكى على سبيل الفكاهة و التندر - و فيها رشح أحد رجالات السياسة البارزين بمصر (لا أتذكر الإسم تحديدا) - رشح نفسه عن دائرة هذه القرية أمام أحد أبنائها - و الذي لكي يكسب المعركة الإنتخابية راح يطلق على الرجل في كل مجلس أنه "ديموقراطي" - و لما يسأله الفلاحين في مجلسه عن معنى هذا المصطلح العجيب - يؤكد لهم مفسرا - أن معناها أن يتبادل زوجته مع أصدقائه في حرية. و النتيجة المنطقية و المتوقعة بالنسبة لرجلنا الديموقراطي - هي خسارة الإنتخابات. لعل يومنا مثل أمسنا - و قد لا نختلف كثيرا عن أهل هذه القرية السذج - و إختلف فقط مدلولات الألفاظ - و ما تحمله بجانب ذاتها من إنطباعات جيدة أو سيئة لدى المتلقي. تغير الإنطباع الذي يتركه المصطلح "ديموقراطية" إلى إنطباع جيد جدا - لدرجة أنك لو طرحت إستفتاءا عاما - حقيقي و غير مزور - بين شعب عربي مثل الشعب المصري مثلا - يستفتي الشعب في تطبيق الديموقراطية - لتعدت نسبة الإجماع ال 99%. جميع الطوائف بإختلافاتها سوف توافق على الديموقراطية و تطالب بها - و الكل سوف يضرب الأمثال بالغرب - و بذلك الصحفي الذي أحرج - أو بتلك الفتاة التي كدرت معيشة رئيس أكبر دولة في العالم. سوف يجمع الإسلاميون و المسيحيون و القوميون و المثقفون الليبراليون ثم سواد الشعب تباعا على الديموقراطية .. و لكن هل حقا نعي جميعا معنى ما نطالب به؟ و هل حقا نحن نريد الديموقراطية؟؟ يجب أن نشك في ذلك كثيرا. و لنعد لنفس عينتنا السابقة - و لنطرح إستفتاءا مواز - يستفتي الشعب في تطبيق الشريعة الإسلامية. أخرج من العينة السابقة المسيحيين - و نسبة تكاد تؤول للصفر ممن يمكن لنا أن نطلق عليهم ليبراليين - و ستجد كافة الطوائف الأخرى من إسلاميين و قوميين و سواد الشعب تباعا تبايع على حكم الشريعة. و وجب هنا التنويه أن ما نعنيه بسواد الشعب عندنا - تزيد نسبته عن 99.99% - و هي كتلة غير محددة المعالم نهائيا تتحرك بدافع الإنطباعات غالبا. و للمرة الثانية - فالإسلاميين هم أكثر تلك الطوائف صدقا مع النفس و توافقا عقليا - فهم منقسمين لقسمين: - إما رافض تماما لمجرد لفظ ديموقراطية لتناقضه مع دينه و معتقداته - و مقتنع بأن الطريق الأمثل للتغيير هو بقوة السلاح. - أو فريق مثل الإخوان المسلمين - أو ما يحلو لنا أن نطلق عليهم المسلمين المعتدلين - لا يختلفون قيد أنملة عن الفريق السابق من ناحية العقيدة - لكنهم إرتأوا أن منفذ الديموقراطية قد يكون مناسبا كسلم للوصول للهدف النهائي و الذي يشتركون فيه مع ما نسميهم المتشددين - و هو تطبيق الدولة الإسلامية. أو على الأقل فستكون ورقة الديموقراطية سلاح ضاغط و محرج للحكومة في الظروف العالمية الحالية. لن يهمنا هنا فهم الإسلاميين للمصطلح "ديموقراطية" من عدمه. فالحاكمية لله - و سوف يتم رفض ما لم ينزله الله بشكل آلي. ماذا عن باقي طوائف العينة؟ هل حقا ينشد القوميين الديموقراطية؟ هل ينشدها الناصريين؟ بل و هل فعلا تنشدها الأحزاب الإشتراكية بأطيافها؟ الطوائف السابقة - و على ضآلتها الشديدة نسبيا - و قلة إن لم يكن إنعدام تأثيرها الواقعي - إلا أنها تثير فينا تساؤلات محيرة. فإذا كان الإسلاميين - أو بعضهم - قد إرتضو المطالبة بالديموقراطية كسلم أو مرحلة لهدفهم النهائي - معتمدين على ثقل تأثيرهم في سواد الشعب الملموس و الواقعي - فلماذا يطالب بها القوميون و الإشتراكيين العرب - على قلتهم و عدم تأثيرهم؟ ستجد نفسك حائرا بلا إجابة - فلن تمثل الديموقراطية سلم - حالة عدم وجود أي ثقل أو تأييد شعبي لأشخاص و فكر القوميين و الإشتراكيين - كما أنها و بالتأكيد ليست متوافقة مع فكرهم أو أهدافهم. و لا تمثل بندا في أجندتهم. لكن قد يزول جزء من هذا التعجب - حين نرى نفس تلك الطوائف - القوميون و الإشتراكيون - و هم يحملون مشعل الإسلام - مصرين أن بضاعتهم إسلامية حلال - و تجد صحفهم و قد عجت بتأييد هذا الشيخ أو ذاك - و تجد مانشيتاتهم و قد إمتلأت بنقد ديني الأساس للحكومة مثلا. هل يتخذ هؤلاء نفس منهج الإسلاميين في إتخاذ الديموقراطية المنشودة - كسلم للوصول لهدف منافي تماما للدينيين هذه المرة - أم هل يسري الجهل الفعلي حالة الفوضى الفكرية العارمة عليهم أيضا - كما يسري على سواد الشعب؟ من الصعب الإجابة - و إن كان كلا من الحالتين مأساة - فمن الصعب تخيلهم يمتطون سلم الديموقراطية حال إنعدام وزنهم الحقيقي بين الشعب - هذا كمن يركب سلم لا يرتكز عى شئ سوى الهواء. مما يضعهم في خانة الجهل السياسي - كما أنه من المحزن تخيلهم في هذه الحالة من التخبط و الفوضى الفكرية مما يضعهم على قمة الجهل الثقافي. و الآن ماذا عن ال 99.99% الباقية - عامة الشعب؟ لماذا يطالبون إجماعا بالديموقراطية - و يطالبون إجماعا بالشريعة - و لماذا يغازلهم الإسلاميين (المعتدلين) بالديموقراطية بجانب الشريعة كهدف نهائي - و يغازلهم القوميين و الإشتركيين - بل و الليبراليين - بالدين أيضا بجانب الديموقراطية كهدف للبعض و البعض الآخر يبقى مجهول الأهداف حتى لنفسه؟ لا يحرك تلك الكتلة الهائلة - سوى الإنطباعات التي تتركها هذه الألفاظ فيه. فأي مصطلح ديني - هو بلا منازع - سواء فهمه العامي أم لم يفهمه - ذو دلالة و إنطباع جيد لدى المتلقي و بختم النفاذ. سواء كان متعلما أو جاهلا - غنيا أم فقيرا. و يمكن لملتحي نصف متعلم أن ينوم قرية كاملة مغناطيسيا - بلا أي نقاش منهم. أما عن مصطلح الديموقراطية - فقد تم تمريره - أو على الأحرى تمرير الإنطباع الجيد له عند سماعه - و ليس تمرير معناه أبدا - بواسطة عقود التنوير أولا - ثم الميديا ثانيا - و الكل و بكل أسف مرر الإنطباع الجيد بجانب الكثير من التدليس و القليل من الحقيقة و كل عمل لمصالحه الخاصة. و سوف تجد نفسك في آخر الأمر محكوما بالمعادلة الكوميدية: 1- الديموقراطية (شئ جميل و جيد و هو حكم الشعب بالشعب - أليست هي الشورى في الإسلام؟ - آه من هؤلاء الغربيين الذين سرقوا من ديني و بنوا عليه تقدمهم .. إلخ). 2- أنا أطالب بهذه الديموقراطية. 3- تطبيقا لحقوقي الديموقراطية - سوف أنتخب الشيخ فلان الإسلامي الجليل (المتشدد في الحق - أليس الديموقراطية هو حكم الأغلبية؟ - أليست الأغلبية للمسلمين؟ إذا لماذا لا يمثلني شيخ الإسلام فلان). 4- الشيخ فلان برنامجه هو تطبيق الشريعة الإسلامية و إلغاء أحزاب الشيطان و على المتضرر (الكافر بالضرورة) اللجوء لمسرور. 5- سحقا للديموقراطية التي ضحكوا بها علينا - و أهلا بالحكم الديني و تطبيق الشريعة. .... إلخ. يتبع ,, بين الحقيقي و الكاذب من قضايانا المعاصرة - Waleed - 09-19-2006 [CENTER]تابع: الديموقراطية و الحرية و حقوق الإنسان و أشياء أخرى الكثير من الألفاظ و المصطلحات التي إعتادت آذاننا سماعها و إعتادت عقولنا ترجمتها لصورة ذهنية معينة - تاركة إنطباعها بنفوسنا سواء جيدة أو سيئة - الكثير منها مدلس و عن عمد أو لا تكمننا خلفياتنا المعرفية و الثقافية من إستيعابها - و يختلف فهمنا الخاص لها في ثقافتنا الشعبية أو عقلنا الجمعي تحديدا - و بشدة - عن معناها الأصلي و هذا من المصدر الذي إستعرناها منه في البدء. وجب علينا في هذا المقام أن نفترض المعنى الأصلي و المستورد من جهته الأصلية كمرجع - و نطابق عليه أي معنى آخر و ليس العكس. و كمثال - فج للتوضيح فقط - في دولة ما - بعد إنفتاحها على دولة غربية بأي وسيلة - و في محاولات تجديد نظامها الإقتصادي من أساسه - إعتمدت عملة جديدة و سمتها بنفس إسم عملة الدولة الغربية باوند مثلا أو دولار. و بدلا من أن ترسم عليها جورج واشنطن رسمت صورة رئيسها أو ملكها (الحالي طبعا ثم خلفه بعد عمر طويل). لا و لن يصح أبدا أن تكون العملة الجديدة (الباوند المصري مثلا) هي ذاتها الباوند الإنجليزي. و هذا بغض النظر عن فارق قيمة أي من العملتين و أيهما أعلى - فلن يكون الباوند المصري هو الإنجليزي إلا حالة توحيد العملة الفعلي بين البلدين. بالمثل فمن حق أي رئيس مدينة أن يسمي شارع بها الشانزليزيه مثلا - لكن ليس من حقه أن يقرر و بثقة أن شانزليزيه مدينته هو الشانزليزيه الذي هو أصل إستعارة اللفظ - و هذا بغض النظر عن كون شارعه الجديد أسوأ أم أجمل. المشكلة هنا ليست في لفظ واحد لمعنيين مختلفين - بل المصيبة أن يلتبس الأمر علينا لدرجة أن نعتقد أنه لا يوجد سوى لفظ واحد لمعنى واحد. و في مثالنا السابق - يمكنك تخيل أن يشترك جميع الأطراف المعنية ذات المصلحة - في إيهام الشعب المصري مثلا - أنه حين يتحدث أي فرد في العالم عن الباوند (في المؤتمرات الإقتصادية أو حتى الأفلام السينمائية .. إلخ) فإنه و بالتحديد يقصد الباوند المصري (بالقيمة التي يعرفها الشعب) - و هنا عندما يسمع أن متوسط الدخل للإنجليزي (مثال فقط) هو 500 باوند فالواجب أن يحمد ربه و يشكر حكومته - فهو لا يبتعد كثيرا عن دخله (500 باوند مصري) - و هنا سقط فارق القيمة الهائل من الصورة الذهنية و إنطباع الشعب. و بالمثل - إذا أوهم رئيس المدينة شعبه أنه لا يوجد شانزليزيه غير ما يوجد بمدينتهم - فعند سماعه المصطلح من أي غربي أو شرقي - آليا يتخيل شارعه - و هذا طبعا بمساعدة آليات مثل الرقابة على الميديا - التي ستسمح بمشاهد الممثلين بالأفلام الأجنبية و هم يتحدثون عن الشانزليزيه - لكن ستحذفها حين يظهر الشارع ذاته. الباوند أو الشانزليزيه الذي يتحدثون عنه ليس هو ما نقصده - و النتيجة هي ما نعنيه بوصف حوار الطرشان. و دعنا نعود لموضوعنا "الديموقراطية" و لمعادلتنا الكوميدية بالمداخلة السابقة: 1- الديموقراطية (شئ جميل و جيد و هو حكم الشعب بالشعب - أليست هي الشورى في الإسلام؟ - آه من هؤلاء الغربيين الذين سرقوا من ديني و بنوا عليه تقدمهم .. إلخ). 2- أنا أطالب بهذه الديموقراطية. 3- تطبيقا لحقوقي الديموقراطية - سوف أنتخب الشيخ فلان الإسلامي الجليل (المتشدد في الحق - أليس الديموقراطية هو حكم الأغلبية؟ - أليست الأغلبية للمسلمين؟ إذا لماذا لا يمثلني شيخ الإسلام فلان). 4- الشيخ فلان برنامجه هو تطبيق الشريعة الإسلامية و إلغاء أحزاب الشيطان و على المتضرر (الكافر بالضرورة) اللجوء لمسرور. 5- سحقا للديموقراطية التي ضحكوا بها علينا - و أهلا بالحكم الديني و تطبيق الشريعة. هذه المعادلة التي تبدو مثل المتناقضات المنطقية Paradoxes - هي عملية مستمرة من Fall back أو (العودة للخلف) - تظل في صعودها و هبوطها بما يمكن تمثيله بيانيا بمنحنى الجيب Sin Curve. ثم حدث الآن و لا حرج عن توابع هذه المتناقضة: إذا كانت الديموقراطية هي أن يختار المجتمع من يريد لحكمه - فكم هو متناقض الغرب حين يريد فرضها علي بالقوة. نحن نريد الديموقراطية - سلما و وسيلة للاديموقراطية. هل نحن متناقضون - و هل الغرب نفسه متناقض. الحقيقة أنه لا يوجد تناقض و لا يحزنون و المعضلة بكاملها أننا لا نتحدث ذات اللغة. هل الديموقراطية هي أن نختار طريقة حكمنا و من يحكمنا؟ إذا كان ذلك كل الأمر - فنحن ديموقراطيين حتى النخاع. نحن فعلا نحكم أنفسنا بإختيارنا - و لو صور لنا خيالنا أن ذهاب الحكومات الحالية سيحولنا لدول متقدمة ليبرالية بالمعنى الغربي فنحن موهومون. و الإحتمال الأغلب إن لم تتكون حكومات فاشية جديدة - أن يسودنا الحكم الثيوقراطي - و هذا لأن هذه إرادتنا أيضا - عن طريق الديموقراطية - أو عن طريق الدم - فهي إرادتنا. و في الواقع فلا توجد شعوب تحكم ضد إرادتها طويلا - و يتم ذلك بقوة ضاغطة مثل الإحتلال العسكري مثلا. و سرعان ما يتلاشى ذلك لتعود الشعوب لحالة الإستقرار الملائم لها. ما يقع في خلدنا من معاني و صور ذهنية و إنطباعات و معاني لمصطلح "ديموقراطية" مخالف تماما للمقصود من الغربي أو الليبرالي بنفس المصطلح - حتى و إن لم يدرك الطرفان ذلك تحت تأثير التعقيد و التداخل في العوامل التي تؤسس و تكون هذا المصطلح. و إذا كان مصطلح الديموقراطية يشمل ضمنا معاني مثل أن (أن نختار طريقة حكمنا و من يحكمنا؟) - فهذا لا يعني أنه يقتصر فقط على ذلك. فالديموقراطية (نقصد مفهومها الغربي) هي منظومة متكاملة من المفاهيم و العوامل المؤثرة و الشرطية و من قبل ذلك كله العوامل المؤسسة لتلك المنظومة - و هذا في شبكة شديدة التعقيد و التداخل. و هي منظومة يمكننا تصنيفها كناتج - لمنظومات أخرى تحتل مكانة الأساس. و لا تقف بذاتها أبدا. فالعوامل الإقتصادية و نسب التعليم مثلا تمثل عوامل مؤثرة بتلك المنظومة - بينما يبقى عامل إعتماد العلمانية كمبدأ عام كشرط لها. و تحت هذا كله - فإعتماد العلم كخلفية معرفية - و إستبعاد الخلفيات الدينية من هذه الغرض - يمثل الأساس التحتي لتلك المنظومة و غيرها من المنظومات الإنسانية لما يطلق عليه المجتمعات المتقدمة. الغربي حين يتحدث عن الديموقراطية - بدون الحاجة للتصريح بل و بدون ضرورة أن يدرك ذلك - فهو يرتكز فكريا و عقليا على كافة تلك العوامل الشرطية و الأساسية لهذا المصطلح - بينما نقف نحن على أرضية مخالفة تماما. من حقنا بعد ذلك أن نظل نطلق على مفهومنا نحن للديموقراطية "ديموقراطية 1" أو "ديموقراطية شرطة" أو أن يظل يطلق عليه نفس اللفظ. لكنه بكل تأكيد لا يدل من قريب أو بعيد على نفس مدلولات ما يقصده الغربي أو الليبرالي باللفظ. قس على نفس الوتيرة مصطلحات مثل الحرية و حقوق الإنسان - و سوف تفاجأ بنفس نوع المتناقضات: - أنا أؤمن بالحرية - أنا حر فيما أعتقده - من فضلك أعطني حريتي. - قررت - أن أتبع ما أؤمن به و هو كتابي السماوي - ألست حرا. - كتابي السماوي هو الحرية كلها. - يأمرني كتابي بالحد من حريتي و حرية باقي أفراد المجتمع - بالقوة إن لزم الأمر. و يمكن إختصار المعادلة بعاليه إلى: ألست تؤمن بالحرية و تدعو لها - أعطني حريتي لكي أصادر حريتي و حريتك كذلك. و غني عن التحليل إختلاف مدلولات الحرية فيما نعنيه به عن ما يعنيه و يرتكز عليه في الثقافة الغربية. بل حتى مدلول مصطلح الثقافة ذاته يلتبس بشكل أعلى مما سبق. هل وصلنا نتيجة لما سبق للوضع الذي نحب أن نبرر به كل تلك المتناقضات و هو (نسبية الثقافة) و الدفع بوجود فعلي لجزر منعزلة و بإستحالة الحوار بين تلك الحضارات؟ أم أن هذه النظرية هي أكبر قضية زائفة و كاذبة من وسط كل الزيف الذي نعتقده؟؟ يتبع ,, بين الحقيقي و الكاذب من قضايانا المعاصرة - Waleed - 09-20-2006 [CENTER]نسبية الثقافة دعنا نبدأ من محاولة تعريف مفهوم الثقافة المحلية لمجتمع ما بغض النظر و بمعزل عن باقي الحضارات و المجتمعات. لن يخرج تعريف هذا المصطلح عن مجموع الأفكار و المعلومات و المعايير و القيم الأخلاقية و الإجتماعية و الجمالية و التي تشكل في مجموعها العقل الجمعي لهذا المجتمع. و هذه المجموعة الهائلة من العوامل المكونة للمصطلح "ثقافة" من الممكن تصنيفها في منظومات رئيسية تتفاعل مع بعضها البعض في مجموعات من التأثيرات و التأثيرات العكسية المتبادلة. و تغيير طفيف في أي منظومة - يؤثر تباعا في باقي المنظومات في عملية من التفاعل المتسلسل Chain reaction - عودة لحالة الإستقرار من جديد في هذه الثقافة و تباعا في المجتمع الذي يتبناها. و كمثال - عند التغيير بمنظومة معلومات ثقافة ما - بزيادة معلومة جديدة من المجهول لهذه المنظومة - قد تدفع المجتمع صاحب تلك الثقافة - لإنتاج فكري و فني و أدبي جديد - و الذي بدوره قد يؤثر جنبا لجنب مع المعلومات الجديدة في تغيير ما بمنظومة القيم و المعايير الأخلاقية و القانونية - و تباعا و بإشتراك كل العوامل السابقة قد يتبنى هذا المجتمع معايير و عادات جديدة تفتح الباب لسهولة أكبر في إجتذاب معلومات جديدة و توسيع منظومة المعلومات أو حتى التمرد عليها ... و هكذا دواليك. أي أنه يمكن لنا أن نحدد ثقافة مجتمع ما أو عقله الجمعي بحاصل التفاعل (و ليس مجرد الجمع الجبري) لجميع منظوماته و التي يمكن تصنيفها في مجموعات رئيسية مثل الخلفية المعرفية للمجتمع و المنظومة الأخلاقية و الإجتماعية و المنظومة الإقتصادية و غير ذلك الكثير مما يمكن تصنيفه كمنظومات تعتمد بالكامل على واحدة أو أكثر من تلك المنظومات الرئيسية. و المثقف تبعا لمفهومنا هذه - و بالنسبة لهذا المجتمع تحديدا و بمعزل أيضا عن أي ثقافة مغايرة مؤقتا - سوف يكون شخصا يمتلك كما أكثر - نسبة لأفراد مجتمعه - من المعلومات و المعرفة مما يؤهله للقيادة الفكرية لهذا المجتمع - ليس في إتجاه محافظ بالضرورة - بل من الممكن في إتجاه تغيير ما بمنظومة ما من ثقافة هذا المجتمع. و غني عن الذكر أن أي مصطلح - و بخاصة المصطلحات المركبة أو شديدة التعقيد - يتلفظه فرد ما من هذا المجتمع - يقف حينها على معين من محصلة تلك المنظومات التي تحكم مجتمعه. كما قد لاحظنا في أمثلتنا عن مصطلحات مثل الديموقراطية و الحرية .. إلخ. مصطلح الثقافة و المثقف هي أشد إلتباسا مما سبق - فبداية إستخدام هذين المصطلحين بدأ لتعريف الأكثر إمتلاكا لكم معلومات من مصدر ثقافة مغاير لمجتمعنا و ثقافته السائدة حينها. و لم يستخدم لتعريف الأكثر إمتلاكا لمعلومات من مصدر ثقافة مجتمعه - بل إستخدمت مصطلحات أخرى مثل الشيخ و خلافه. و مازال لليوم يطلق مصطلح الثقافة على المعرفة المستقاه من عقل جمعي و مجتمع مخالف لنا في ثقافته. و لا عجب أن نرى في مجتمعنا تكثيف شديد و عدوان على المثقفين - فالعداء هنا ليس للأكثر علما و معرفة بوجه عام - كدعوة للجهل - بل تحديدا هو للمعرفة و الثقافة المغايرة. و المثقف تبعا لهذا المفهوم هو الأكثر معرفة و علما و هذا من مصدر الثقافة الغربي بالتحديد و الذي أصبح مصدر الثقافة العالمي. و نحن لا ننفرد بهذا الوضع - بل تشترك فيه كل المجتمعات المعاصرة - حيث أصبح لفظ المثقف يستحضر المنتمي للحضارة الغربية / العالمية. لكن تختلف وضع المجتمعات من حيث قبول ذلك أو رفضه و درجة هذا الرفض. و لكن لماذا أصبحت الثقافة الغربية هي مشترك عالمي ؟؟ كنا قد وصلنا لطريق مسدود - حيث وجدنا المصطلحات و مفاهيمها تختلف تبعا لما يرتكز عليه قائلها من ثقافة. و كنا قد بدأنا بالتسليم لليأس على أساس وجود ثقافات تمثل جزرا منعزلة فعليا سوف يستحيل الحوار بينها. نعم - سوف يستحيل الحوار تبعا لحقيقة أن المصطلح الواحد سوف يختلف مفهومه تبعا لما يرتكز عليه قائله من منظومات تمثل ثقافته. لكن ماذا لو كان ما يرتكز عليه هو عرضة للإختراق؟ سواء في منظومة أو أكثر؟ و ماذا لو كانت تلك الثقافة أو أهم منظوماتها في طور التغيير ثم ماذا لو كان هذا التغيير قهري؟ إننا لو عدنا من جديد لمفهوم العقل الجمعي أو ثقافة مجتمع ما - في تصنيف منظوماته التي حددناها (بالخلفية المعرفية و المنظومة الأخلاقية و الإجتماعية و الإقتصادية.. إلخ) فإننا سوف نجد المنظومة المعرفية و قد إتخذت المنظومة التي تشكل الأساس لباقي المنظومات بالضرورة - هذا كونها لا تشكل فقط كم المعلومات للمجتمع المعني فقط - بل و الكيف أيضا - أي ما هي الطريقة التي يأتي بواستطها هذا المجتمع لمعلوماته. منذ البدء و على مر العصور - وجد مصدرين رئيسيين لمنظومة المعلومات - أو الخلفية المعرفية - و هما: 1- مصدر الطبيعة المباشرة من حولنا و معلوماتها و هو يخضع لقوانينها التي نستقيها بواسطة حواسنا و إمتداداتها - و هذا في إطار الطريقة التي يعمل بها عقل الإنسان (المنطق و الرياضة). 2- مصدر ميتافيزيقي للمعلومات و هو لا يخضع لأي عامل قياس. لم يمثل المصدر الأول أي مجال خلاف حتى بين الثقافات المتناحرة - كونه يمتلك وسيلة القياس المشتركة بين جميع البشر - و مع بداهته و بساطته - فهو يمثل معرفة ذات قبول قاهر. بينما مثل المصدر الثاني دائما - بالإشتراك مع مساعدة المنظومة الأخلاقية و التي ساهم دائما بنصيب كبير في تأسيسها و إضفاء الشرعية عليها - مثل المجال الأكبر للخلاف الذي لم و لن توجد أي وسيلة قياس لحله. و ما حدث في الثقافة الغربية تحديدا - هو أن المصدر الأول للمعرفة - هذا المصدر البديهي و المشترك على مستوى البشرية بغض النظر عن باقي المنظومات - قد ساد و تطور بشدة متمثلا في العلوم الحديثة و بسرعة أو قل بعجلة تصاعدية شديدة - كاشفا و معريا للمصدر الآخر الميتافيزيقي للمعرفة و مسببا إياه للتداعي ثم السقوط. و تباعا فقد تسبب في تدمير المنظومة الأخلاقية القديمة ذات الروافد الميتافيزيقية بعد أن فقدت شرعيتها. مما قد تسبب في سلسلة من التأثيرات المتبادلة الشديدة و التي إستقرت أخيرا في مفهوم الثقافة الغربية. و الثقافة الغربية هي عالمية بالضرورة - ليس تحت ضغط القوة العسكرية أو الإعلامية التي يمتلكها الغرب - بل تحت ضغط قوة و بداهة أساسها الذي يرتكز على العلوم - هذا العامل الإنساني المشترك و الذي يمتلك في ذاته وسائل قياسه المشتركة أيضا. الثقافات الإنسانية في طريقها للتوحد بالضرورة - و ما يمثل جزرا منعزلة من الثقافات - هو في طريقه للزوال و التلاشي - فنحن قد نرى المبنى المنعزل و و نحسبها قلعة شديدة التحصين - إلا أن تلك القلعة تقف على أساس بدأ فيه عامل النخر منذ زمن - و قد باتت آيلة للسقوط و فات زمن إصلاحه. بين الحقيقي و الكاذب من قضايانا المعاصرة - فرعون مصر - 09-21-2006 اقتباس:[COLOR=Red]الثقافات الإنسانية في طريقها للتوحد بالضرورة - و ما يمثل جزرا منعزلة من الثقافات - هو في طريقه للزوال و التلاشي - فنحن قد نرى المبنى المنعزل و و نحسبها قلعة شديدة التحصين - إلا أن تلك القلعة تقف على أساس بدأ فيه عامل النخر منذ زمن - و قد باتت آيلة للسقوط و فات زمن إصلاحه. الاستاذ العزيز / وليد هل هى دعوة للأمل أم أننا كرة مصمتة غير قابلة للاختراق ودمت بخير(f) بين الحقيقي و الكاذب من قضايانا المعاصرة - Waleed - 09-21-2006 اقتباس: فرعون مصر كتب/كتبتالصديق العزيز / فرعون مصر بل نحن مخترقون بالفعل. و كل ما نراه من مظاهر التردي - و من الصحوات السلفية - و من تزايد العنف - كلها أعراض و ردود أفعال لهذا الإختراق. أو قل لحضارة ذات خلفيات في طور الإحتضار. لكنها ليست دعوة للتفاؤل. فمن الصعب التكهن و الإجابة على تساؤلات مثل: هل سيتم هذا الإحتضار الحضاري بسلام أم بخسائر هائلة - أم سيأخذ مجتمعاتنا معه في عملية إنقراض فعلي مثل الكثير من الأجناس المنقرضة و التي لا نسمع عنها إلا في كتب التاريخ. لك كل إحترام ,, بين الحقيقي و الكاذب من قضايانا المعاصرة - نبيل حاجي نائف - 09-23-2006 مرحباً وليد أعزرني أنني لم أنتبه لموضوعك إلا أمس . أننا مهما حاولنا أن نكون محافظين وما نعنا الجديد فسوف يفرض علينا التطور وتجديد أفكارنا وثقافتنا , وسوف تفرض علينا بعض ثقافات غيرنا شئنا أم أبينا . وكلما سارعنا بالتجدييد كان هذا أفضل , فالجديد هو الأفضل بكل المقاييس إذا قورن بالقديم الموروث اجتماعياً . مع تحياتي بين الحقيقي و الكاذب من قضايانا المعاصرة - مالك - 09-23-2006 تسجيل حضور(f) بين الحقيقي و الكاذب من قضايانا المعاصرة - Waleed - 09-23-2006 أخي العزيز / نبيل دائما ما تشرفني مداخلاتك. (f) |