نادي الفكر العربي
حنه البتول ... - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+--- الموضوع: حنه البتول ... (/showthread.php?tid=15004)



حنه البتول ... - جقل - 09-21-2006



حنه البتول ...

تجلس حنه في أقصى ركن من أركان المقعد, و تلصق نفسها بحافته الخارجية و كأنها تلوذ به ,تفرد ظهرها بالوضعية التي ينصح بها أطباء العظام , و تضم كفيها و تضعهما بين ركبتيها , تشد الركبتين على الكفين خوفا من فرارهما, و تثبت رأسها في إتجاه واحد , تتحدث طويلا و كثيرا , علاقتها بأحادثها لا تكاد تتجاوز الشفتين , لا تشترك يداها و لا رأسها و لا حتى عيناها بما تقول , تحتفظ حنه بجلستها الباردة كأنها لاعب شطرنج مسمر الى لوحته و يفكر بنقلته التالية.

تظهر على وجه حنه خطوط الزمن بوضوح , الجبهه و الخدين ,و هي تتعامل مع هذا الأمر مثل كل الإناث , زارت أطباء التجميل , و خضعت لحقن بمادة الكولاجين ,و لكن لا يمكن أن تحس أن هذه السيدة جادة فيما تفعل , و كأنها تذهب الى الأطباء لتذهب فقط ,و لتقنع نفسها بأنها سيدة , تفعل كل ما تفعله السيدات , تظهر حماسا لعروض الأزياء , و يمكن لأي كان أن يكتشف تصنعها الحماس ,رغم حديثها المنفعل عن جمال فستان . تبدو حنه و كأنها إمرأة تبحث عن أنوثته.

زارت حنه الكثير من بلدان العالم , لديها صورا كثيرة تثبت ما تقول , لا تبدو مهتمة كثيرا بعرض صورها أمام زوارها , تسلم ألبوماتها الكثيرة الى من يرغب بالمشاهدة و تتركة يقلب صفحاته الكثيرة دون أي تعليق ,و لكنها تجيب بطيب خاطر عن أي أسفسار أو تعليق ,لديها قصة تحت الطلب عن كل صورة ,قصص عن برج أيفل و قوس النصر فرنسا, قصص عن الأقصر ووداي الملوك في مصر , و قصص أخرى في ملاهي لاس فيغاس و مدينة ديزني لاند لألعاب ,تحكي حنة بدقة و إحكام دون تعلثم و تروي الكثير من التفاصيل و الحيثيات الصغيرة التي صادفتها , و كل ذلك دون أن يرف لها جفن أو تظهر إشتيقاقا أو حنينا لمكان بعينه , كانت رواياتها ببرود تقارير الطقس و نشرات البورصة.

لا تعرف أن كانت حنة شخصا تقليديا رغم اسمها "الأنتيكا",لأن زياراتها الى لاس فيغاس و صورها أمام ألات اللعب , تمحي مثل هذه التصور , و لا تلبث صورها بثيابها ذات الألوان القاتمة و الأشكال الموحدة و قسمات وجهها المتجلدة أن تحرف الصورة مرة أخرى ,بين هاتين الصورين تظهر صورة أخرى لحنة المؤمنه المتمسكة بالدين تمسك الرهبان و القساوسة ,صليبها لا يفارق صدرها, و تذهب بإنتظام الى الكنيسة تستمع الى عظات الأحد بخشوع , و تظهر إحتراما مخلوطا بالتقديس للرعاة ,و أنقطعت بنفسها في دير لأكثر من عام , خرجت بعده أكثر نحولا و ذاب البريق من عينيها , لكنها كانت أكثر أيمانا.

يخيل لمن يرى حنه أنها باب خشبي , جامد جاف , يتحرك بطريقة واحدة , يظن بعضهم أنها كذلك لأنها لم تتنزوج حتى الآن , رغم تجاوزها الخمسين , تقدم لخبطها بعض الرجال ,كانت ترفض , لم يكن رفضها شديدا و قاطعا, هو أقرب الى رفض الحياء, و يبدو أن كل من تقدم لخطبتها كان ينتظر منها أشارة تمنع ليهرب ,لم تظهر حسرة على عدم زواجها , ربما كانت تعتقد أن روح القدس ستزورها يوما ما, و تمنح تبتلها الإجباري لمسة قدسية ,لم يظهر عليها لهفة الإنتظار , و لم يبدر منها إلا ذلك التمسك المصر بزاوية المقعد و نظرة هشة كلحاء الشجر .

كانت حنه تتحدث عن أحدى رحلاتها , و تصف الطائرة , و المسافة , و شكل المضيفة , و المطار , و الجمارك , و رجال الأمن , و الجبال , و الخضرة , و الكنائس ,و صوت النواقيس ,توقفت حنه قليلا لتمنح محدثها فرصةى لكي يزدرد ما تلقيه عليه , سألها وحدك ؟ أجابته بصوت تتبعثر منه نشارة الخشب : نعم وحدي..ليس لدي أحد,سألها ثانية أنك محظوظة ياحنه شاهدت العالم كله ,أجابت حنه بذات الصوت الذي ينثر نشارة الخشب : محظوظة..ربما..و لكني مستعدة أن ابدل كل ما شاهدته , "بأصابع رجل تمر على شعري" , ثم عاد الصمت الخشبي من جديد.





حنه البتول ... - داعية السلام مع الله - 09-21-2006



تحية طيبة ياجقل (f)

أنا معجب جدا أسلوبك المميز في الكتابة , لك نكهة أدبية خاصة بك في الكتابة ..

بتخلي القاريء يعيش ويتفاعل معاك ..
هل حصلت هذه الملكة بسعي مقصود منك لتنمية موهبتك الأدبية ؟ أم أنها موهبة بالسليقة والفطرة ؟ ولو ممكن توجهنا لبعض عناوين الكتب الأدبية الهامة التي تصقل موهبة الكتابة نكون لك من الشاكرين

و ..
عوووو :D

:97:


حنه البتول ... - Arabia Felix - 09-22-2006

شو ياجقل؟
شكلك تتكلم عني بعد 20 سنة :D
بس صدقني..
حتى بعد 20 سنة،، سيتدفق مني الماء.. وسيحلم الرجال جميعا لو أنهم يمررون أصابعهم في شعري (*)

























(*) السبب بسيط، أنهم مش رح يقدروا.. شعري كث ومجعد وحالته بالبلى :lol:


حنه البتول ... - العلماني - 09-22-2006

أعرف "واحدة"، سوف يتحسّر جميع الرجال الذين قابلوها بعد عشرين سنة، على أنهم لم يمرروا أصابعهم في شعرها ولم يغتسلوا بجمالها ولم يصلوا في محرابها. فلقد جاء في الأثر أن في وجهها تطهر، وبين شفتيها صلاة، وعلى صدرها نهر من أنهار الجنة.

رائع يا جقل ...

(f)

واسلموا لي
العلماني




حنه البتول ... - mind - 09-22-2006

(f)


حنه البتول ... - أبو إبراهيم - 09-22-2006

يعجبني كل ما يكتب جقل...

لكنني لا أعرف لماذا لم أهضم هذه القصة جيداً ؟!
ألا تشاركونني الرأي ؟

عسيرة على الهضم هذه يا جقلقل، فلعلك أتبعتها ببعض المهضمات...

(f)


حنه البتول ... - Deena - 09-24-2006

أظن أن تأثير حنة هو السبب
فوجهها كالح وحياتها رتيبة فارغة
شكلك ياأبو ابراهيم حسيت فيها

لك أبو ابراهيم
وين موضوع روبي.... مالقيته
أو أنه قلبي معمي
لايكون صار مهاترات ومشاحنات فحذفت الإدارة الموضوع ونسفته من جذوره :D



حنه البتول ... - خوليــــو - 09-24-2006

رائع أنت يا جقل .. كالعادة ..
في الحقيقة .. القصّة مترابطة وجميلة .. ولو أنّ الفكرة "مستهلكة" بعض الشيء .. وهو ربّما ما أثار حفيظة البعض ..
أنا لم أشعر هذه المرّة بصدمة الخاتمة .. التي ما تحوي عادة (في قصصك .. وفي أغلب القصص القصيرة الحديثة) لبّ القصّة .. ربّما لأني شعرت أنّ الفكرة "مطروقة" و"متوقّعة" ..
"اختلاق الأفكار" ليس مهمّة الأديب المقدّسة فالفكر في النهاية تراكمي .. ومهمّة الأديب أن يوافق بين "الحدث" و"الفكرة" .. لكن .. ما أعنيه .. أنّ السياق القصصي كان رتيباً بعض الشيء .. وانتهى بفكرة رتبة أيضاً .. مما أكسبه تقليديّة ما ..


يتميّز جقل بعين (بتطيّر العقل :D ) ساخرة يسطع بريقها بوضوح من بين حروفه .. ولا يستطيع ولو لوهلة .. أن يرتدي نظّارات شمسيّة ..

السعادة .. لا تصل عتبتها .. إلا باستقرار عاطفيّ ما .. لذا .. طالما كانت حنّة "بتول" .. فهي تعيسه بلا شك :D


خوليو


حنه البتول ... - جقل - 09-25-2006


تحية..

حدثني أحد الأصدقاء عن "حنه البتول", كان حديثا طويلا و تفصيليا , و لكن ما أثار إهتمامي بهذه السيدة كلمتها الأخيرة و قد نقلتها "بالحرف الواحد" كما سمعتها, و بصراحة كان هدفي من الموضوع كله هذه الكلمة بالذات ,فقد "كبر في رأسي" مسألة أن سيدة متدينه تدعى حنه مستعدة أن تتخلى عن الكثير لتمر أصابع رجل على شعرها ,قلت في نفسي ربما كانت حنه ستغير رأيها لو أن أصابع رجل مرت بالفعل على شعرها ,فقد لا يبدو الأمر مثيرا للإهتمام الى هذه الدرجة , أو لعل حنه تريد من الرجل أكثر من مجرد لمس شعرها , و قالت ما قالت من باب الكناية ....

داعية السلام مع الله..

اشكر إطرائك يا سيدي , وأخشى أنك تحملني الكثير , فلن أستطيع أن اقدم لك ما ليس لدي , و لكن هي نصيحة عامة إقرأ الكثير و أستمع الى الناس و أعرض عن الجاهلين . و أهلا بك مجددا..

الزميلة أرابيا فليكس

اقتباس:شعري كث ومجعد وحالته بالبلى

ماذا عن الخد؟!"الرجل" يمكنه أن يجد في "اي أمرأة" أشياء جميلة..

العلماني. ...

اقتباس:في وجهها تطهر، وبين شفتيها صلاة، وعلى صدرها نهر من أنهار الجنة

لعلها "بعيدة مهوى القرط" أيضا...

أشكرك يا سيدي و أهلا بك..

ميند..(f)

أبو ابراهيم..

اقتباس:عسيرة على الهضم هذه يا جقلقل،

أبو ابراهيم لا تلومني أرجوك...حقك كلو على "حنه", لأني أسلم نفسي للشخصية تفعل بي ما تشاء , و عصر الهضم الذي عانيت منه قد يكون من الصعوبة في إبتلاع حنه...

أهلا بك و اشكرك..

دينا..فعلا معك حق حنه هي السبب

خوليو..

يا مرحبا...لعلك على حق, رغم أني لا اسمي هذا النص "قصة قصيرة", هل مجرد ملاحظات إنطباعية , مبنيه لتمرير الجملة الأخيرة من النص ,هذا الشكل من التواطىء , يوقع الكاتب في الكثير من الأخطاء للوصول الى مايريد.

أشكرك

مودتي