حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
جلسة تعذيب بالفضائية الليبية الاشتراكية العظمى - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: جلسة تعذيب بالفضائية الليبية الاشتراكية العظمى (/showthread.php?tid=15021) |
جلسة تعذيب بالفضائية الليبية الاشتراكية العظمى - أبو عيسى - 09-13-2006 جلسة تعذيب بالفضائية الليبية الاشتراكية العظمى حكم البابا لا أظن أن الفضائية الليبية تتبع إدارياً وبرامجياً لهيئة إعلامية مثل وزارة الإعلام الكبرى أو مديرية التلفزيون العظمى في الجماهيرية الليبية الاشتراكية العظمى، وأكاد أكون على يقين بأن الهيئة المشرفة عليها، وتضع خطتها البرامجية هي إدارة المخابرات اللامحدودة أو مديرية السجون اللامتناهية، وأن المؤهلات المطلوبة للمشرفين الفنيين على البرامج ليست دبلوم في الإعلام، أو ماجستير في الدراما، بل دورات متقدمة في فنون التعذيب، وشهادات خبرة في اللسع بالكهرباء أو نزع الأظافر، وأن البرامج التي تقدم على شاشة الفضائية الليبية تسمى في كواليس القناة وبين صانعيها جلسات تعذيب، وأن المشاهد لبرامجها يتداول اسمه على ألسنتهم باعتباره متهماً أو مشبوهاً أو موقوفاً، في حين يسمى في قواميس منظمات مناهضة التعذيب وحقوق الانسان ضحيةً، ولذلك كلّه فالكتابة عن الفضائية الليبية أو أي من برامجها يجب أن تأخذ صيغة الشكوى لاصيغة المقال، وتقدم إلى منظمات هيومان رايتس أو العفو أو العدل الدولية، لا إلى جريدة أو مجلة، ومن حق كل مشاهد قاده حظه العاثر، أو سوء تقديره وتصرفه، أو غضب والديه عليه وعلى ذريته للضغط على رقم الفضائية الليبية في جهاز التحكم بين يديه، أن يحصل على تعويض عن الضرر الذي تعرض له أسوةً بضحايا طائرة لوكربي أو مقهى لابيل! أظن أن التعذيب الذي ألحقته بي ساعتي المشاهدة للعمل نصف الوثائقي وربع الدرامي وثلث التاريخي وخمس الفنتازي "رحلة 4000 يوم من العمل السري" الذي يروي قصة التحضير للثورة الليبية، أضنى بكثير من العذاب الذي تعرض له قائد هذه الثورة في الأربعة آلاف يوم التي ناضل فيها بمفرده -كما يظهر ويؤكد الفيلم- لدحر الاستعمار الايطالي، والانقلاب على الملك السنوسي، مما ذكرني بالممثل السوري أيمن زيدان في المسلسلات التي تناولت فترة الانتداب الفرنسي لسورية، والتي قتل فيها بمفرده من الجنود الفرنسيين أكثر من عدد سكان فرنسا كلها، ولفرط بطولته على شاشات التلفزيون توهم بعض تلامذة المدارس السوريين أن أيمن زيدان أهم الثوار السوريين ضد الانتداب الفرنسي، مما جعلهم يرسبون في امتحاناتهم التاريخ حين ذكروا اسمه جواباً على سؤال عن أشهر ثوار سورية، ويبدو أن صناع فيلم "رحلة 4000 يوم من العمل السري" وجدوا أن ثورية أيمن زيدان أقرب إلى ثورتهم وقائدها من أرنستو تشي غيفارا وسيمون دي بوليفار وروبسبير مجتمعين، فاستلهموها لتصوير تجربة قائد ثورتهم، الذي رغم أنه قطع الفيافي واجتمع برجال القبائل وصيادي الأسماك، لم يكن يسانده في التحضير للثورة سوى سيارة الفوكس فاغن القديمة موديل السلحفاة، والتي لولا وجودها -كما يظهر من دورها الفاعل في الثورة بشهادة الفيلم- ماكانت لتقوم هذه الثورة أساساً، باعتبارها تحملت العببء الأكبر من أعباء الثورة في صبرها على سائقها كل فترة الثورة والفيلم، ولو أن أدولف هتلر لم يأمر باختراعها لكان تاريخ الفاتح من سبتمبر لن يعني لأحد أكثر من كونه يوم استلام الراتب بالنسبة للموظفين لا أكثر، ولكثرة ظهورها في الفيلم شعرت بأنني أشاهد فيلماً دعائياً عن ميزات سيارة الفوكس فاغن وقوة تحملها لا عن التخطيط لثورة، وبصراحة فإن ماجعلني أتحمل الأذى والتعذيب بمشاهدة الفضائية الليبية هو وجود سيارة الفوكس فاغن في الفيلم لأنها ذكرتني بشقيقتها التي رافقتني لأكثر من ثلاثة سنوات، ولو كنت أعلم حينها بأن الفوكس فاغن هي أحد العناصر الرئيسية التي قامت بالتحضير والتخطيط والتنفيذ للثورة الليبية، لما فوت على نفسي الفرصة بأن أصبح قائد ثورة! وباستثناء قصة سيارة الفوكس فاغن لم أستطع أن أفهم من شبه التعليق الذي رافق الفيلم وبعض الحوار المبتور الذي مرّ فيه، إلا اسم قائد الثورة وهو يتكرر إلى الدرجة التي شعرت فيها بأن الفضائية الليبية ستفرض على مشاهديها في نهاية الفيلم الاجابة على سؤال إجباري عن عدد المرات التي ذكر فيها اسم قائد الثورة، وهو من الصعوبة بحيث يصبح وقوف المشاهد أمام المرآة لاحصاء عدد شعر رأسه أسهل من السهل، لسببين الأول أنه سيعثر في مايعرفه من أرقام على عدد محدد لشعر الرأس، وثانياً لأنه لن يحتاج إلى عمره كلّه لعد شعر رأسه، بينما سيدخل منطقة مجهولة بالنسبة إليه في حقول الأرقام، ولن يكفيه عمره كله لمعرفة العدد الحقيقي لاسم قائد الثورة الذي تردد في الفيلم، والذي باستثنائه يبدو التعليق والحوار في الفيلم غامضاً ومزعجاً ولايمكن تفسيره، لأنه أقرب إلى صوت مكيف هواء من قطعة واحدة بعد عشر سنوات من الاستعمال اليومي في بلد يقع على خط الاستواء! أما أقسى وأمرّ وسائل التعذيب التي مارستها الفضائية الليبية على مشاهدها في فيلمها "رحلة 4000 يوم من العمل السري"، فهي محاولة الربط بين حركة الضباط الأحرار في مصر، وثورة الضابط الحر في ليبيا، باعتبار الثانية ثورة مستنسخة عن رحم الأولى بطريقة طفل الأنابيب، وباعتبار أنهما مصنوعتان من نفس المواد الأولية، من دون ملاحظة الفارق الهام بينهما، وهو الفارق الذي يشبه بين مايدخل إلى الجسم البشري، ومايخرج منه أيضاً، رغم أن المادة الأولية واحدة، وهو نفس الفارق بين فيلم " ناصر 56" وفيلم "رحلة 4000 يوم من العمل السري" حيث يبدو أن الأول هو مرجعية الثاني، رغم أن مايجمعهما فقط هو استخدام اللونين الأبيض والأسود لاأكثر. وإذا كانت هناك من نصيحة أقدمها للقارئ بعد أن خرجت من جلسة التعذيب بالفضائية الليبية بأقل الخسائر فهي قراءة مايتوفر من كتب في الأسواق حول أهوال عذاب القبر، ثم تحضير نفسه لما هو أمر مما قرأه فيما لو فكر بمشاهدة الفضائية الليبية!! مذيعون وبرامج (نقطة نظام) لحسن معوض في قناة العربية أقرب إلى اختبار جهد عضلة القلب في المشافي منه إلى البرنامج التلفزيوني، فالضيف والمشاهد يشعران خلاله بأنهما يمشيان على جهاز المشي في سرعته القصوى، ولايسمعان شيئاً أعلى من صوت لهاثهما ودقات قلبيهما! مارسيل غانم في برنامجه (كلام الناس) على شاشة الـ LBCI مقدم البرامج الوحيد ربما في قناة عربية الذي يستخدم تعابير وجهه وابتسامته وفترات الصمت باعتبارهما من أدوات الحوار مثلهما مثل السؤال! حمدي قنديل في (قلم رصاص) على دبي الفضائية يشبه مغنواتي يدوزن عوده استعداداً للغناء، وتنتهي حلقة برنامجه مع قرب انتهاء دوزنة عوده، وينتظر المشاهد غناءه في الحلقة التالية فيفاجأ بأنه يبدأ الدوزنة من جديد، وهكذا مرّ عمره وبرنامجه وعمرنا وهو لايزال يدوزن عوده استعداداً للغناء! كاتب زاوية الرأي في أية جريدة لايستطيع أن يكون مقدم برامج محايداً حتى وإن حاول أداء مثل هذا الدور، هذا مايؤكده علي حمادة في برنامجه (الاستحقاق) على شاشة المستقبل! أهمية أي برنامج تأتي من افتقاد الجمهور لغيابه، وهذا ما لن يشعر به أي مشاهد في حال غابت فقرتي (ضيف المنتصف) و(ماوراء الخبر) مع أطقمهما من المذيعين والمذيعات في الجزيرة الفضائية! جلسة تعذيب بالفضائية الليبية الاشتراكية العظمى - مفكراتي حر - 09-15-2006 مقالة جميلة جدا :9: |