حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
تناغم سطحي بين شيعة العراق - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: تناغم سطحي بين شيعة العراق (/showthread.php?tid=15064) |
تناغم سطحي بين شيعة العراق - ابن سوريا - 09-11-2006 قرأت هذا المقال الجميل والمريع في "اللوموند ديبلوماتيك"، لعدد شهر أيلول/سبتمبر 2006 الحالي، أضعه بين أياديكم(ن) الكريمة. (f) بيتر هارلنغ حميد ياسين تناغم سطحي بين شيعة العراق بحثاً عن مفاهيمٍ جديدة، يحلو لبعض وسائل الإعلام أن تتحدّث عن "محور شيعيّ" يضمّ الجمهورية الإسلامية في إيران وحلفائها في لبنان والعراق. ولكن المذهب لا يكفي وحده كي يخلق وحدة متناسقة، لا على صعيد الشرق الأدنى ولا حتّى في كلٍّ من البلدان المعنيّة. برهان ذلك هو التعدديّة الكبيرة لشيعة العراق. بلغ العنف في العراق حدّاً حرجاً، لا توليه وسائل الإعلام الأهمّية اللازمة، لسأمها من هذه الحرب التي أصبحت قديمة والتي تنافسها حداثة الحرب في لبنان. وأصبحت الاعتداءات، ذات الطابع الطائفي بين السنّة والشيعة، روتينيّة وهي تؤدّي كل يومٍ إلى مقتل العشرات وجرح المئات. حتى أنّ عمليّات العنف هذه قد تفوّقتْ، بشكلٍ كبير، على تلك التي تستهدف قوى الاحتلال. وهكذا ففي العاصمة بغداد، يشكّل مجرى نهر دجلة خطّاً فاصلاً بين ضفّةٍ لجهة اليسار غالبيّتها من الشيعة (الرُصافة)، وضفّة لجهة اليمين غالبيّتها من السنّة (الكرخ). ولا شكّ أنّ العديد من المعاقل المحصورة الواسعة لا تزال قائمة من الجهتيْن، خصوصاً الأحياء التي تكتسي طابعاً دينيّاً قويّاً كحيّ الكاظميّة (شيعيّ) وحيّ الأعظميّة (سنّي). لكنّ عمليّة الاستقطاب التي تؤدّي إلى تشكّل جبهات قتال فعليّة، "تنذر بمعارك أكثر عنفاً وأكثر انتظاماً"، كما يؤكّد عليه أحد ممثّلي المجموعة السنّية المسلّحة، جيش أنصار السنّة[ICG, In Their Own Words: Reading the Iraqi Insurgency. Middle East report n°50, 15 février 2006.]. وبحسب التفسيرات الشائعة في العراق والخارج، هناك مواجهات بين "طائفتين" تريدان الاستئثار بالسلطة: من جهة، "طائفة" عربيّة سنّية مُؤتمَنة على النظام السابق، خسرت هيمنتها على المؤسّسات الرئيسيّة التي كانت قد امتدّت لعقودٍ من الزمن؛ ومن جهة أخرى، "طائفة" عربيّة شيعيّة، لطالما كانت مهمّشة على الصعيد السياسيّ، والتي شكّل الاجتياح الأميركي بالنسبة إليها فرصة تاريخية لإسماع صوتها كونها تشكّل غالبيّةً سكّانيّة. ومع تميّز هذه الرؤية ببساطتها، فإنّها لا تعكس تعدّدية الأهداف التي يحدّدها لأنفسهم الفاعلون على الساحة السياسيّة العراقيّة. فهي تغذّي، بشكلٍ خاصّ، ديناميكيّة يجب احتواؤها بدل تغذيتها، من خلال افتراض أهمّية "الهويّة الأساسيّة" لتلك المجتمعات التي تشكّل في الواقع كيانات شديدة الاختلاف[ "الشيعة الممزقون بين بغداد وطهران"، لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية، تموز/يوليو 2005.]. والميل إلى اعتبار الشيعة كوحدة متجانسة يظهر في النقاشات الجارية حول تبعيّة الشيعة، هل هي تبعيّة للعراق أم مُقدَّمَة لإيران؟. وقد أطلق الملك الأردني عبد الله، في كانون الأول/ديسمبر 2004، صيغة "الهلال الشيعيّ" الذي يعتبر كلاًّ من شيعة الخليج والعراق وسوريا ولبنان بمثابة طابورٍ خامس تقوده طهران يهدّد مصالح السنّة. ثم زايد الرئيس المصري حسني مبارك على الأمر، من خلال تأكيده على أنّ الشيعة في العالم العربي كانوا قد أبدوا دوماً، وعلى مرّ التاريخ، إخلاصاً لجارهم الإيراني يفوق ولاءهم لبلدهم الأمّ. وقد حوّل بعض الباحثين الرائجين هذا التعميم إلى مفهوم، على غرار النجم الصاعد الأميركي، "فالي نصر" الذي يرى في الانتصار الانتخابي للشيعة، في انتخابات عام 2005، عاملاً يُعيد تحريك كافّة الشيعة في المنطقة حول هويّةٍ واحدة ومطالبٍ مشتركة، ما يخدم تلقائيّاً الطموحات الإيرانية[Vali Nasr. “ When the chiites Rise ”, Foreign Affairs, New York, juillet-août 2006. ]. وهنالك مدرسة أخرى تندّد بهذه الفرضيّة وتواجهها بطروحات "القوميّة العراقيّة" التي صمدت أمام كافّة المِحن. على غرار هذا المراقب العراقي النبيه الذي يبوح لنا مثلاً بأنّ "أشكال التضامن بين الشيعة أنفسهم لن تتخطّى خطّ الشرخ الأساسيّ الذي يفصل بين العرب والفرس. يبدو أنّ الجميع قد نسيَ بأنّ شيعة العراق حاربوا شيعة إيران خلال الأعوام الثمانية التي استغرقها الصراع بين إيران والعراق، وهو الصراع الأكثر دمويّةً الذي شهده النصف الثاني من القرن العشرين. وتفيد المعلومات التي تردنا من العراق بأنّ العراقيّين، حتى الذين عاشوا في المنفى في إيران، لا يحبّذون النفوذ الإيراني في بلدهم". [U]في جنوب العراق، هناك مشاعرٌ ملتبسة ومنقسمة حول الجار الفارسي هذا النقاش لا يخلو من الأهمّية. إذ أنّ التنظير لعمليّة تجدّد شيعية يميل إلى التأثير على السياسات المتَّبَعة من قبل الولايات المتحدة والأنظمة العربيّة، خصوصاً السلالات الحاكمة في الخليج، التي تعتبر أيّ طموحٍ إيراني بأنّه عدائيّ حُكماً. ويغذّي هذا التنظير، بشكلٍ خاصّ، موجة تكريهٍ بالشيعة تنتشر أكثر فأكثر في الأوساط السنّية، سواءً كانت مُحافِظة أم لا. ففي العراق، أصبح من النادر العثور على مُبشّرين سنّة لا يصفون الشيعة بالـ"روافض"، وهو تعبيرٌ تحقيريّ لطالما اعتمده الجهاديّين أمثال أبو مصعب الزرقاويّ (قائد منظّمة القاعدة في العراق). وفي الحقيقة، لا يكفي الاستناد إلى "القوميّة" أبداً لإيجاد تفسيرٍ لتصرّف شيعة العراق خلال حربهم ضدّ إيران، مع أنّها أحد العناصر التي يجب أخذها بعين الاعتبار. ففي تلك الفترة، لم تكن آليّة البناء الوطنيّ التي بُوشِرَ العمل بها منذ النصف الأوّل من القرن العشرين، قد أخفقتْ بشكلٍ كامل. ففي السبعينات، استمرّ النظام في إعادة توزيع الثروات بنشاط نحو الجنوب. ولذلك قدّمت بعض المدن، أمثال الديوانيّة والناصريّة، أعداداً كبيرة من الفتيان لخدمة العلم في صفوف الشرطة والجيش. ولم ينسَ الفلاحون عمليّة الإصلاح الزراعيّة القويّة التي تمّ إطلاقها غداة الانقلاب البعثيّ. فقد حظيَ النظام، بفضل سياساته "التقدّمية"، بدعم العديد من الشيعة الفقراء. وفي الوقت نفسه، أدّى الطابع الديكتاتوريّ للنظام إلى محو الدوائر الدينيّة في النجف وإلغاء المشاريع السياسيّة المُنافسة للبعثيّة، أي الشيوعيّة والإسلاميّة. وأخيراً، لعب الاستبداد الذي مارسه أيضاً الجيش الشعبيّ الذي كان يحتوي على أكثر من 500 ألف شخص، هو أيضاً دوراً أساسيّاً في استنهاض الشيعة ضدّ إيران. المنعطف الجديد برز مع حرب العام 1991 وحركات التمرّد التي تبعتْها، التي فتحت مرحلةً من التفريق المُتنامي بين الهويّات الجماعيّة: بلوغ الاستقلال الذاتي، حرب أهليّة، ثمّ الازدهار (الاقتصاديّ) في كردستان؛ وفي المناطق الأخرى، التخلّي عن نموذج الدولة الزبائنيّة والرعائية، لحساب اقتصاد النهب و"الامتيازات" القائمة على الروابط العائليّة والتبعيّة العمياء للنظام. وقد أساء هذا التحوّل، بشكلٍ خاصّ، إلى الأوساط الشيعيّة التي كانت سابقاً من أكثر المُستفيدين من إمكانيّات الارتقاء الاجتماعي التي كان يقدّمها النظام: موظّفون، جنودٌ وتجّارٌ صغار. لكنّه لم يوفّر العرب السنّة والمسيحيّين، مع أنّهم استفادوا، بشكلٍ عام، من شروطٍ أفضل نسبيّاً لوضع اليد على الثروات، عبر شبكاتهم العائلية في العراق أو في الخارج. بيد أنّ الجنوب قد شهدَ، إضافة إلى افتقار السكّان، سياسةً قمعيّة اقتصاديّة تجاه الجهات الشيعيّة التي قامت بانتفاضة العام 1991: فمدينةٍ كالحلّة، مثلاً، لم تكن تصلها الكهرباء سوى ساعة أو ساعتيْن يوميّاً قبل العام 2003، ممّا أدى إلى نقل المحترفات والمصانع والى هجرة القوى العاملة. لكنّ مفهوم "الطائفة الشيعيّة" المضطهدة لم يفرِض نفسه، بشكلٍ فعليّ إلاّ بعد سقوط النظام في العام 2003، والذي تمّ وصفه على أنه إسقاطٌ لنظامٍ سنّي. وقد تُرجم الطابع الطائفي لتوزيع المراكز، ضمن السياق السياسي الذي أعدّتْه الإدارة الأميركية، بنوعٍ من "المنافسة بين الضحايا"، يبني كلّ طرفٍ فيها مطالبته بالمشاركة بالسلطة على حجم العذابات التي تكبّدها. وهكذا، روّج مؤيّدو المجلس الأعلى للثورة الإسلاميّة في العراق، بقيادة السيّد عبد العزيز الحكيم، للعدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا من عائلة قائدهم، كذلك للدور الأساسيّ الذي لعبه في الانتفاضة المسلّحة عام 1991. في المقابل يلومهم المناضلون، المُخلصون للسيّد مقتضى الصدر، على أنّهم كانوا قد اختاروا المنفى، وأنّهم كانوا قد قاموا بتعذيب سجناء الحرب العراقيّين لمصلحة الإيرانيّين، وأنّهم كانوا قد تخلّوا عن المتمرّدين عام 1991 بانسحابهم مبكّراً إلى إيران. وهم يُتَّهمون بدورهم بأنّهم خدموا مصالح النظام وضمّوا عدداً كبيراً من عملاء النظام داخل صفوفهم. يبقى أنّ إعادة تفسير التاريخ العراقيّ، وفق الازدواجيّة السنّية الشيعيّة، يوجّه ضربةً قاضيةً إلى "القوميّة العراقيّة". إذ لم يعد العراقيّون، على كافّة انتماءاتهم، يعتمدون مراجعاً مشتركة: إذ تخضع المحطّات الأساسيّة في تاريخهم الجماعيّ (كنهاية الحكم الملكي (1958) واستئثار حزب البعث بالسلطة (1968) وحرب الخليج (1991) أو التدخّل الانكليزي الأميركي (2003)) إلى خلافاتٍ مريرة تثار حولها الانقسامات الطائفيّة؛ والثروات الوطنية لم تعدْ تجري إعادة توزيعها، بل تتمّ مصادرتها وخصخصتها دون حرج؛ وتمّ تجزئة المؤسّسات وتحويلها إلى مناطق نفوذ للمؤيّدين. ولا شكّ أنّ الخطابات ما تزال تحتوي على إشارات مُبهمة حول عراقٍ قادرٍ على تخطّي الانقسامات، مع أنّ تحديد ماهيّته ما يزال غائباً بشكلٍ صارخ. وفي الممارسة، تكشف ردّات الفعل الانتخابيّة والعنف التعسّفي وتوظيف الأقارب والفساد الذي لم يُعرَف مثيلاً له من قبل، أهمّية التبعيّات غير الوطنيّة. ولكن هذا الوضع لا يحوّل إيران إلى أمّةٍ "بديلة" أو "بالتبنّي" للشيعة العراقيّين. ففي جنوب البلاد، لا تزال المشاعر مُنقسمة إزاء الجار الفارسيّ. فالسيّد مقتضى الصدر مثلاً يلعب على الأصول الإيرانيّة لآية الله علي السيستاني بغية ذمّه. ويروق لسكّان مدينة العمارة وصف سكّان مدينة القوت بـ"الفرس"، وهو تعبير قادحٌ جداً بنظرهم. وإذا كانت صور آية الله روح الله الخميني وخلَفه علي خامينيئي مُنتشرة في كلّ مكانٍ، فقلّةٌ فقط من الفاعلين على الساحة السياسيّة الشيعيّة يعترفون بالمفهوم الإيراني لولاية الفقيه التي تشكّل دعامة الجمهوريّة الإسلاميّة. ولطالما كانت مواقف آية الله السيستاني من نظرائه الإيرانيّين تمتاز بدبلوماسيّتها (مُتفادياً تخطّي بعض الخطوط الحمر) وباستقلاليتها بشراسة في الوقت نفسه. لكن يبدو، فضلاً عن ذلك، أنّ السيستاني يلقى أيضاً في إيران احتراماً يفوق على "المرشد" آية الله خامينيئي نفسه، لاعتباره مرجعاً أفضل في شرح النصوص الشرعيّة. بيد أن إيران توزّع أوراقها بدقّة ومهارةٍ كبيرتين في العراق، من خلال بسط نفوذها عبر عدّة قنوات. فلقد سهّلتْ طهران مشاركة حلفائها في الآليّة السياسية في العراق، لكي تتمكّن من توجيهها بشكلٍ أفضل، مع بذل جهودها لإرساء علاقات مع مجمل الفعّاليات السياسية، بمن فيهم السيّد مقتضى الصدر، العدوّ اللّدود لحليفها، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية. وعلى صعيد أكثر محلّيةً، تموّل إيران مجموعاتً صغيرة تابعة لها، كمجموعة "ثأر الله" في البصرة، دون أن تخاطر بنفسها: حيث لا تدعم الهجمات الكثيفة ضدّ التحالف، مُتحفِّظةً مثلاً إزاء منح المتمرّدين الأسلحة المضادة للدروع التي قدّمتها لحزب الله اللبناني. وفي النجف، ضاعفت مؤسّسة خامينيئي عدد المنح التعليميّة ووهب الكتب. وتمكّنت محطّة "العالم" الإيرانية الفضائية باللغة العربية، بفضل احترافها، من جذب جمهورٍ واسعٍ في أوساط شيعة العراق. الوسيلة الأخرى لصياغة صورة ايجابية لإيران كانت الأعمال الإنسانيّة والاستثمارات الاقتصادية. أخيراً، وعلى عكس السلطات الحاكمة في الخليج، فتحت الجمهوريّة الإسلاميّة حدودها بشكلٍ واسعٍ أمام السوّاح والحجّاج: فتأثّروا كثيراً بهدوئها وازدهارها النسبيّيْن، إذ كانت أكثر انفتاحاً وترحيباً ممّا كانوا يترقّبون. وبشكلٍ متناقض، لا ترتكز الإستراتيجية الإيرانية على إرتكاس التبعيّة، إنّما على تفهّم الشعب الشيعيّ الذي تُقرّ بتنوّعه، كونه يتشكّل من انتماءاتٍ شديدة الاختلاف. إذ هناك شرخٌ اجتماعيٌّ عميق يفصل، بخاصّة، بين الأوساط الشيعيّة المُحافظة (رجال الدين في النجف، التجّار في المدن المقدّسة، الطبقات الوسطى في المدن، الخ.) وبين الجموع "الثوريّة" التي تتبع السيّد مقتضى الصدر[International Crisis Group, Iraq’s Moqtada Al-Sadr : Spoiler or Stabiliser ?, Middle East Report, Hopewell (Etats-Unis), n° 55, 11 juillet 2006.]. من جهة أخرى، لكلّ مدينةٍ جنوبيّةٍ ميّزاتها ورهاناتها الخاصّة. فالقوت مدينة صغيرة هادئة في الضواحي، تميل إلىالابتعاد عن طموحات الجنوب الكبير الفيدراليّة. ومدينة النجف المقدّسة، الخاضعة لسيطرة السيستاني والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، لا تزال تثير مطامح فعّاليات أخرى. وفي البصرة أخيراً، هناك صراعٌ حتى الموت من أجل الاستئثار بالثروات، خصوصاً من خلال تهريب النفط الذي تستفيد منه عدّة أحزاب "إسلاميّة" وميليشياتها. وباختصار، كلّما ابتعدْنا عن العاصمة، حيث تساهم المواجهات بين السّنة والشيعة في خلق وحدةٍ ظاهريّة في كلٍّ من المعسكريْن، كلّما ظهر العنف الكامن بين الشيعة أنفسهم. كلّ ذلك يضرب عرض الحائط بالإصلاحات التي لا تنتهي وبالمبادرات التي تتمّ مناقشتها في بغداد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * (يُتابع دروسه العليا في معهد العلوم السياسيّة في باريس تناغم سطحي بين شيعة العراق - نزار عثمان - 09-11-2006 شكرا جزيلا للعزيز طارق على هذا المقال القيم (f) أعتقد أن التعددية بين الشيعة بعمومهم وشيعة العراق على وجه الخصوص لم تخرج عن بوتقة اعتبارهم "وحدة متناسقة "، فالروابط المؤسسة العقدية النظرية لم تختلف الا في وجهة واحدة عنوانها "ولاية الفقيه" .. وعلى رغم تعددية الشيعة حيال هذه النظرية في مواقف لها خلفياتها النظرية الفقهية لديهم فلن تجد مرجعية شيعية فقهية أو سياسية لها الجرأة على اعتبار من يخالف خارجا عن دائرة المذهب – على الأقل رسميا - ، وهي ميزة عن بعض المذاهب الاخرى.. لكن هذا لا يلغي وجاهة في الطرح المعارض والمقابل الذي يسلط المقال أعلاه النظر اليه، غير انه وللدقة فقد يصدق ببعض مضامينه في المرحلة السابقة للغزو الاميركي للعراق لاعتبارات عدة قد أسلط الضوء عليها فيما بعد بشكل تفصيلي .. ولكن هذا لا يلغي ضرورة الالماح اليها هنا .. ومن هذه الاعتبارات : 1- كون مرجعية النجف مخالفة بغالبية فقهائها ورموزها لنظرية ولاية الفقيه المطلقة التي طرحها الخميني وباتت بعنوانها شعارا لإيران وعنوانا لمرجعية قم – مع كون بعض مراجع قم لا يقولون بها .. او يقولون بولاية للفقيه تختلف ببعض تفاصيلها النظرية عن نظرية الخميني .. غير ان آرائهم لا اعتبار واقعي لها ولا ترجمة عملية - .. وبالتالي فنتيجة لما جرى على حوزة النجف منذ ثورة العشرين وما تبعها من نفي بعض المراجع الى ايران، وعودة بعضهم الى العراق، وحوادث الخمسينات من القرن المنصرم التي تصاحبت اواخرها مع تأسيس حزب الدعوة، واغتيال محمد باقر الصدر في اوائل الثمانينات، والحصار الذي مورس من قبل نظام صدام عليها، كل هذا أدى الى اضعاف حوزة النجف وتفريغها بشكل تدريجي من كادرها، - وهناك عوامل أخرى فرضها واقع حوزة النجف في ذلك الحين لا مجال لذكرها لعدم اختصاصها بالمورد - .. وهذا الضعف في مرجعية النجف لعب دورا في تعملق حوزة قم على حساب جارتها ومنافستها حوزة النجف – اضافة الى الاسباب الذاتية التي توافرت لحوزة قم وحرمت منها حوزة النجف - .. هذا وبعد سقوط نظام صدام تتبدى حوزة النجف وكأنها فارغة كليا من القدرة على التحكم، وفي استعادة دورها التاريخي .. فما عادت لها تلك السيطرة الكلية التي كانت في اواسط القرن المنصرم على الاحزاب الشيعية العراقية نفسها، وباتت الفوضى تعمها، وأضحى الجار الايراني لاسباب عديدة معروفة غير مستعد للتنازل عن المكاسب التي حصلها بعد الحرب .. الى غير ذلك ... وعليه تكون النتيجة وفق هذه القراءة السريعة ان الشيعة الذين فطروا على مبدأ التقيد بالمرجعية منساقين بغالبيتهم في اتجاه ايران وحوزتها .. خصوصا وان الوهن الذي اصاب حوزة النجف قد أدى الى تعدد أقطابها الذين رأى البعض منهم في ايران قوة رافعة لهم وناصرة لاهدافهم.. 2- لا أريد ولا يحق لي ولا لأي كان أن يجرد شيعة العراق من حسهم القومي، ولكن ان أخذنا بحيز الاعتبار بعض الحوادث التاريخية من مثل المذابح التي جرت بين سنة العراق وشيعته مدعومين من الدولة الصفوية والسلطنة العثمانية كل من جهته، وان أضفنا المحيط العربي ذي الطابع السني، لربما قد نجد تبريرا للأقلية الشيعية (باعتبار العالم العربي) في ان تنظر الى ايران الشيعية كظهر يحمي لها خصوصيتها، ويمنعها من الذوبان .. أما الحديث عن مشاركة العراقيين الشيعة في الحرب ضد ايران، والنظر الى الدافع تحت عنوان عملية الاصلاح الزراعي، فأظن أنه أمر يعوزه بعض الدقة .. فالاصلاح الزراعي هذا على الرغم من تجريده للملاك من اراضيهم واعطائها للفلاحين، غير ان الفلاحين آنذاك لم يكونوا ليجدوا رؤوس الاموال التي تعينهم في سبيل زراعة الاراضي واستصلاحها.. لا بل الاكثر من ذلك فالحكومة العراقية آنذاك لم تعمد الى تحرير موارد المياه بل تركتها بيد الملاك .. وبالتالي تكون النتيجة واضحة ان تلك العملية الاصلاحية الزراعية "القوية" كانت اشبه بالصراخ غير ذي الصوت .. يبقى السؤال قائما .. ما الذي دفع الشيعة في العراق لقتال اخوانهم في المذهب من الايرانيين مع كون الخلاف النظري بين شيعة العراق وايران لا يخرج احدهما من وجهة نظر الاخر عن حريم المذهب؟؟ الجواب قد لا يكون غير النظام القمعي الذي فرض على شيعة العراق اختيار أهون الشرين المتمثل بالذهاب الى جبهات القتال .. وبذا يكون الامر الثالث الذي طرحه الكاتب هو الاصوب مع خطأ الوجهين الاولين الذين ساقهما .. خلاصة سريعة وقد يكون لي عودة لبعض تفاصيل هذا المقال تحياتي (f) تناغم سطحي بين شيعة العراق - إسماعيل أحمد - 09-11-2006 [MODERATOREDIT] اقتباس: طارق القدّاح كتب/كتبت : كان أحرى بك أن تكتبها: أضعه بين أياديكن(م) حتى ترضى بنت العم! أو أقلك: ريحنا وبلا أقواس بلا وجع راس، اكتبها هكذا: أضعه بين أياديكر:lol: (كر) هنا ليس صغير الجحش، ولكن الراء ضمير يعود على الجندر:P واسلموا لنسوية وعشق redrose:[/MODERATOREDIT] تناغم سطحي بين شيعة العراق - حسان المعري - 09-11-2006 اقتباس: Gramsci كتب/كتبت هذا صحيح يا غرامشي .. والصحيح أيضا أن إيران تستغل هذا الهاجس لدى الشيعة العرب بما يتضارب - غالبا - مع مصالحهم وولاءهم الوطني .. (f) تناغم سطحي بين شيعة العراق - نزار عثمان - 09-11-2006 هذا صحيح عزيزي حسان ولو ان مفهوم الوطن في الذاكرة الجمعية للشيعة فيه ما فيه باعتبار الالتباس بين ما هو فقهي وبين ما هو غير ذلك.هذا وان أضفنا طبيعة العلاقة المأزمية التي حكمت علاقة الشيعة بالاعم الاغلب من السلطات السياسية على مر التاريخ الاسلامي .. لخرج معنا السبب .. فالمشكلة قد تكون ذات وجهين لا ذات وجه واحد .. ويبقى الشيعة العرب في منتصف الطريق عرضة للتجاذب بين مصالح هذا وذاك وتقبل هذا وذاك لهم .. وقد يكون عمق الازمة في الهوية أساسا الذي قد يضرب عميقا في التاريخ .. ولا يترك بوجه ذات المذهب نفسه كمذهب تحياتي (f) تناغم سطحي بين شيعة العراق - حسان المعري - 09-11-2006 اقتباس: Gramsci كتب/كتبت يا صديقي ، المظلومية .. هذا الداء الشيعي الذي لم يجد له التاريخ دواء ، ولم يوقفه حتى التغلغل الشيعي في جسد الدولة العباسية من أخمص قدمها حتى مفرق رأسها .. لا شك أبدا أن الشيعة - وبقية الفرق الإسلامية - تعرضت لظلم من الأغلبية السنية - العربية بشكل أو بآخر ، وكذلك الأديان الأخرى .. رغم ذلك لم ينحى أتباع تلك الأديان منحى الشيعة في علاقتهم مع دولة كإيران مثلا لها أولويات معروفة .. وعلى ذلك قس . احترامي (f) تناغم سطحي بين شيعة العراق - نزار عثمان - 09-11-2006 عزيزي لا أعتقد ان المورد هو التغني بمظلومية احد أو اللطم على ما كان ... الا ان هذه "المظلومية" لا زالت حاضرة في الوجدان الشيعي .. وما زالت بنسبة كبيرة تحركهم في حيز الفعل ورد الفعل .. ولولاها لما سقت اعتراضك الكريم .. بالنسبة للامر محل الموضوع عزيزي .. فلا اظن ان هناك من خلاف لدى احد كون مرجعية قم ومرجعية النجف تحكمهما علاقة غير ودية بنسبة ما على اعتبار الاختلافات النظرية وامور اخرى، والقصد مما قدمت ان شيعة العراق ما كان لهم فيما قبل ضربة العراق غير ما بات بعدها . حيث الدور الابرز اليوم هو لايران والبوصلة متجهة اتجاهها .. هذا على الرغم من الحساسية التي أشار لها المقال ما بين "عربي" و"فارسي" .. غير ان الامر لا اظنه يلغي تلك المكانة او القدرة على الفعل الذين تتمتع فيهما ايران على حساب الدور المهمش لمرجعية النجف تقديري ومودتي (f) تناغم سطحي بين شيعة العراق - السيّاب - 06-25-2007 حسنا، كشيعي عربي (و أزعم أنني أمزل أغلب ما يشعر به الشيعة) نشأت على إحترام و فخر كبير بحضارتي العربيّة، و تعلمت أن أكون عربيّا قبل أي شيء آخر. تعلمت أيضا - لأننا أقل عددا ربما - أن أقبل الطرف الطائفي الآخر بشكل لا بأس به. بالمقابل ووجه الشيعي بموقف موحد ضده من العرب بتخوينه بعروبته من منطلق أن طائفته أقوى من أي شيء آخر، لا لشيء إلا لأن إيران دولة إسلامية ذات نظام ديني يعتمد المذهب الشيعي المنتشر كمذهب للبلاد، و الواقع أن للإيرانيون حياتهم، و لا أرى أنا الشيعي سبا لدفعي مكرها للوقوف معه أو أوجه التكفير و الموت و المفخخات بأسواقي. الشيعة - للتأريخ - كانوا من أدخل الفكر البعثي للعراق، و هم من أنتشرت بينهم اليسارية حتى أوصلوها للفلاح بتخوم بساتين العمارة و البصرة، و لم يكن ظلال الدولة الإسلامية موحدا لهم أو مفرّق، لأنه كان موضوعا أقل شأنا من يتحدثون به. طبعا هناك خلافات شيعية سنية كثيرة، أهمها النظرة الباردة (لنقل الموضوعية) الشيعية للتأريخ الإسلامي، حيث لا شخصيات مقدسة إلا لأنها مقدسة و كفى. أيضا الفقه الشيعي الذي أستند كثيرا على المنطق الأرسطي، بدليل أن أشهر كتب المنطق بالعربية كانت و لا تزال كتب الشيعة، و على رأسها "منطق الشيخ المظفّر". كان التأثير الشيعي يطغى على الأزهر (المرجعية السنيّة بعد سقوط العثمانيين)، و لكن إستفحال الفكر السلفي من عرقل كل شيء. الآن الشيعي كافر/ مهدور دمه و مطعون بفخره القومي، و الأخيرة أقوة من أي شيء بالنسبة لشيعي عراقي نشأ يتغنى بتأريخ أصله العربي. ما العمل؟ الأنظمة ظلمته، إبتداء من الدولة الأموية فالعباسية فالمملوكية فالعثمانية فالحديثة. ثقافيا سلب منه كل شيء، فالمتنبي الشيعي و الفرزدق و سيف الدولة و أبو النواس و دعيل و نازك الملائكة ليسوا سوى رموز عربية لا يبدو أن تشيعها يحسن من صورته. و قتاله الباسل بحرب 1948 بفلسطين (و جد أبي مدفون هناك) لا يُذكر بشيء. ثورته ضد المحتل بالأمس القريب لم يهد يصدق العربي أنها موجودة. هل يبكي؟ هل يتألم؟ حتى الألم سيستعمل ضده لاحقا لكي يغور النصل أكثر، و ليرتد الشيعي مكفهر الوجه نحو "غيتو" جوهري يحصره به العرب و المسلمون من الطوائف الباقية. كشيعي اليوم، أرغب بأن يكون لي بلد عربي موحد و بنظام لا يظلمني، لا بل يؤخلني لأن أكون رئيس حكومته إن قدرت. و بالمقابل كل ما أراه هي فتاوي بقتلي و تصفيتي و تشويه تأريخي مدروس يحملني سقوط بغداد و الحروب التأريخية و المشاكل التي تجري بأي مكان بالعالم. لكنني ضائع، و هذا هو حال الشيعة. هل علي أن أثبت عروبتي بالترحم على من قتلني و صفاني طائفيا كصدام؟ أم علي أن أقبل واقعي و الرفض العربي لي لأكون مع إيران و ينتهي الأمر؟ هل علي أن أحمل لقب "صفوي" بينما مني المتنبي و الجواهري و سيف الدولة و أبو فراس الحمداني؟ أنها من الحيرة ما يجبر الشيعي على الجزع. |