حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
سامر - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: سامر (/showthread.php?tid=15144) |
سامر - نزار عثمان - 09-07-2006 ليلة لم يمر لها مثيل، او ربما قد مر ولم تعد الذاكرة لتسعف سامر، لكن كم هي ليالي العمر التي تحز أحداثها الذاكرة بسكين؟ أو هل للعمر الذي بات كغبار .. كزبد .. في مندوحة البيادق يسع الكثير من هذه الليالي ؟؟ القيظ .. وعبق البارود والزوابع الدخانية التي باتت اوتادا للسماء غشت الحواس بستار من الأنس بالوحشة .. والغربة بالوطن.. العيون الجاحظة نصبت حوله من كل الجوانب فبات بصره حديد، يعزف على أوتار الوقت كل لفتة، كل نبسة، ويسلط حبات عيونه بين كل فينة وأخرى على عقارب الساعة التي أصابها الكلل، وربما الاستشهاد أمام الراهن، او الاستقالة لعدم جدوى الحركة في مثل هذه البقعة من العفن الكوني على أرض المليارات الستة .. الجدار فقد صلابته التي اعتادها، تراخت اعتدته وسرت الرعدة في أوصاله، فبات محتاجا لظهر يسنده مع كل إيلاج صاروخي في رحم البقعة التي كان وما زال حتى تلك اللحظة جزء من كل تلك المكعبات التي شكلت مدينة تعصبت بعصاب الثكل .. أين المفر؟؟ سؤال مر في خاطر سامر .. واستنطقته أشلاء نفسه وذكرياته المبعثرة، وهو يجلس القرفصاء يدفن وجهه في راحتيه حينا وينصبه نحو السقف الذي كان ردأ فبات قبرا محتملا، أهو إلى مكان آمن حيث البيادق تحمل البنادق؟؟ أهو الى ضمائر وأحاسيس بيادق أخرى هاجرت وهجرت وامتهنت تمثيل الابتسامات والدموع في ظلال وطن الوهم والافتراض.. أهو للفجر المتمثل أمامه قادما ببطء الدهر، احتمالا لجديد، وما هو الجديد مع شمس وحشية ..غريبة .. ليست كالشمس التي اعتادها، أو قرأ عنها في كتب الأدب .. لم يكن لشمس ذلك الفجر من شعاع نور غير حبال المشانق وسيوف البتر.. أين المفر؟؟ استيقظ فيه شيطانه ذي المدلهمات من الحوادث والمواضي، ذلك الشيطان الموغل في دخالة نفسه معرفة وتبريرا واقناعا وتواكلا وانتصار .. "لم الفرار؟" همس هذا الشيطان بصخب الكون.. "لعمري .. هل تجد مؤلا خير من مرارة الكدر؟؟ .. ايها الارعن من يصل الى النهاية لا يعوزه البدء .. كم نهاية قد بات لك؟؟ أما آن لك أن تنتهي؟؟".. رعشة عارضة أصابته .. وكاد يغرق في اضمحلال الاستسلام .. تلفت يمنة ويسرى في محيط الريب المسموع .. وعالج قرفصائه بالوقوف صادعا لنداء نفسه بوأد ذلك الشيطان .. ساندا بهامته ذلك الجدار الذي ارتعد مرة اخرى تحت وطأة الفك الصاروخي القاضم لما تبقى من شركائه بنور الشمس .. ووقف يتأمل ويحدث النفس بالسؤال :"هل من مفر؟؟" غالب دمعة كادت ان تطرح حارقة من عينه، واستجمع ما اسطاع لذلك سبيلا من بقايا روح بشرية في ذاته واعتزم الفرار من العيون الجاحظة المحيطة، من باقات الموت المتنقلة، من ارتعاش الأنا بروح الانتصار بالنجاة عند سماع الدوي يرجم أخوة وأحباب ورفاق وأصحاب وشركاء في وطن القهر، ومن تسلية النفس بالقول :"لو لم اسمعها لكنت ممن حصدت" .. قرر الفرار لوجوه ونواصي في مخياله، رأى بعضها وعرف، وعرف بعضها ولم ير..... ورأى بعضها وعرف .. فر لها جميعا .. كان مركبه مزالق الـ "لو" .. فلم يجد غير أبواب الـ "لعل" موصدة .. عاد .. ليجد العيون الجاحظة هي هي .. وعقارب الساعة هي هي .. والعفن الكوني .. ومندوحة البيادق .. والمليارات الستة... ووجد الجدار قائما بصلافة لم يعتدها منه من قبل .. لكن الجديد فيما وجد .. صورة على ذات الجدار .. صورة لسامر تنبئ انه قد بات شهيدا .. شهيد الـ "لو" و الـ "لعل".. نعم لقد سقط سامر شهيدا للـ "لو" والـ "لعل".. امتشق سيجارة .. اشعلها بتأودة الجرح .. تنفسها .. ونظر الى دخانها المنساب من بين شفتيه واصبعيه وهو يقول :"أنت وطني" ... ضحك هستيري .... هل تسمعون؟؟ (f) سامر - تيامت - 09-07-2006 لجرامشي:97: ولسامر :97: ولكل شهداء لو ولعل:97: سامر - نزار عثمان - 09-07-2006 ولك مثلها عزيزتي :97: شكرا لمرورك الكريم |