حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
نزع سلاح الشعوب لتدميرها بلا مقاومة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: نزع سلاح الشعوب لتدميرها بلا مقاومة (/showthread.php?tid=15281) |
نزع سلاح الشعوب لتدميرها بلا مقاومة - الكندي - 09-01-2006 نزع سلاح الشعوب لتدميرها بلا مقاومة! بقلم: نصر شمالي القطعان لا رأي لها ولا إرادة، أي لا عقل ولا حياة خاصة ولا حقوق مستقلة، وغرائزها هي التي تدفع حراكها اللاواعي شبه الآلي! وقد قرّر الأوروبيون الفاوستيون، منذ بدايات نهضتهم المادية الرائعة المروّعة، أن هذا التوصيف يشمل الشعوب الأخرى التي اعتبروا معظمها وسطاً بين الإنسان والحيوان، ورأينا السينما الأميركية على مدى القرن الماضي تتمادى إلى أبعد الحدود في تأكيد هذه المعاني التلمودية، فالروسي والصيني والكوبي والياباني والألماني والعربي والنيجيري..الخ، هم كائنات أدنى من الإنسان وأعلى من الحيوان! وقد أعطى الأنكلوسكسون اللوثريون أنفسهم الحق، عن قناعة إيمانية ورعة، باعتماد هذا التصنيف التلمودي، وهاهو الرئيس الأميركي جورج بوش الابن يصرّح، أخيراً لا آخراً، أن من حق الإسرائيليين الدفاع عن أمنهم ضدّ العرب، إنما يتوجب عليهم توخّي الحذر (20/8/2006). وتوّخي الحذر المقصود يعني عدم تمكين القطعان من إلحاق أي أذى بسيدها بينما هو يجزّ صوفها أو يحلب ضرعها أو يذبحها (لا برفسة ولا بنطحة ولا بعضّة!) إن توخّي الحذر الذي يوصي به جورج بوش الإسرائيليين يعني تجريد الضحية مسبقاً من أية قدرة على المقاومة، وتتلخص هذه الوصية، حسب التعبيرات السياسية المتداولة، بنزع سلاح الشعوب أولاً، ثم التصرف بها كالأنعام، جزّاً أو حلباً أو ذبحاً، حسب ما تقتضيه مصلحة السيد المقدّرة مسبقاً! إن الذين يأملون أن يصدر عن الرئيس الأميركي قولاً، أو تلميحاً، يشير إلى إنسانيتهم أو حقوقهم سوف ينتظرون طويلاً من دون طائل، فما يقوله ويفعله اللبنانيون أو الفلسطينيون أو العراقيون، يصبح جيداً جداً لو أن قائله أو فاعله كان تلمودياً صهيونياً، يهودياً أو غير يهودي، أما عندما يقوله ويفعله الغوييم فإنه يغدو على الفور حيوانياً وحشياً! جريمة توماس مورتون الفظيعة! يعود تطبيق هذه العقيدة الفاوستية إلى بدايات القرن السابع عشر، ففي شهر حزيران/ يونيو 1630، اقتربت السفينة آربيلا من ميناء ساليم في ولاية ماساشوسيتس الأميركية المعاصرة وعلى متنها حمولة من البيوريتانيين اللوثريين الإنكليز، وقبل أن تدخل السفينة الميناء شرح المحامي جون وينتروب لرعيته حلمه، وأعلن في عرض البحر ميثاقاً مع إلهه الإنكليزي على الطريقة العبرانية، فقال أن المقصود من عملية استيطان أميركا هو: خلق نموذج من المحبة، وتجسيد ميثاق بين الله والبشر، وإنشاء مجتمع انجيلي من العدالة والرحمة! هتف وينتروب: مدينة على تلّة (مثل القدس) حيث ستسمو شريعة الله! إن وينتروب ما زال يواصل خطابه هذا على لسان الرئيس بوش! لقد ارتكب توماس مورتون، الذي ترك رفاقه اللوثريين الرواد (عام 1625) وعاش مع سكان أميركا الأصليين، جريمة لا تغتفر عندما عامل أولئك السكان كبشر، وعندما تحدث في كتابه (كنعان الإنكليزية الجديدة) عن حسن استقبالهم وكرمهم واستضافتهم ومساعدتهم التي أنقذت المستعمرين الأوروبيين من هلاك محقق، فاتهم بممارسة العادات الشريرة في "إسرائيل الجديدة"! الاسم الذي أطلقه المستعمرون الرواد الإنكليز على مستوطناتهم الأميركية، وقد اعتقل وأرسل إلى إنكلترا بتهمة بيع الأسلحة للهنود، حيث كانت هذه هي جريمته الحقيقية، مقايضة السلاح الناري بالفراء، وهذا يعني أنه علّم الهنود استعمال السلاح حسب تعبير الحاكم وليم براد فورد، وقد أجاب مورتون على هذا الاتهام بقوله: ولكن لم لا؟ لماذا يحرّم على جنس من البشر ما يحلّ لجنس آخر؟ لقد أعلن المستوطنون (الحجّاج كما أسموا أنفسهم!) أنهم جاؤوا ليعيشوا مع الهنود بسلام، ولهذا فقد أعطاهم الهنود كل ما يحتاجونه، وشاركوهم في كل ما عندهم، فلماذا لا يكون عند الهنود المسالمين بعض السلاح الذي عند الحجّاج المسالمين؟! المعاهدات خدعة لنزع السلاح! على مدى مسيرة الاستيطان الطويلة الرهيبة في أميركا الشمالية أرغمت الشعوب الأصلية على توقيع 370 معاهدة مع الإدارات الاستيطانية، وهي كانت معاهدات مستكملة لجميع الشروط الأصولية القانونية، كل واحدة منها تبدو كأنما هي المعاهدة الأخيرة غير القابلة للانتهاك، غير أنها انتهكت جميعها المعاهدة تلو الأخرى، وتحولت إلى مجرد حبر على ورق، واحتفظ بها حتى اليوم في أرشيف حكومة الولايات المتحدة! لقد كانت تلك المعاهدات تعقد في نطاق "توخّي الحذر" حسب نصيحة الرئيس بوش للإسرائيليين في الحرب ضدّ لبنان، فهي تثبّت الأمر الواقع والوضع الراهن، ثم تنكشف عن مجرّد خديعة هدفها إنهاك مقاومة الضحايا كي يتحقق القضاء عليهم من دون مقاومة، بأقل تكلفة وبأقصر وقت! لقد كان الاعتراف بإنسانية الهنود، وتزويدهم ببعض السلاح (للصيد) جريمة ارتكبها مورتون، وأقضت مضاجع أولئك المستوطنين، الحجّاج الروّاد، الذين وضعوا حجر الأساس لفكرة أميركا القائمة على استبدال شعب بشعب وثقافة بثقافة، ولذلك أنهى توماس مورتون حياته في سجن المستعمرة محّطماً سيئ السمعة، وقد تساءل الحاكم براد فورد حينئذ: ماذا لو استخدم الهنود هذا السلاح؟ إن المستعمرة لا تحتمل هذا الجرح الذي أحدثه مورتون، إنه جرح قاتل! الثوابت الأميركية الإسرائيلية الخمسة! بعد مضي حوالي قرنين من الزمان، في أواسط القرن التاسع عشر، قال الرئيس الأميركي جون آدامس أن تجارة مورتون مع الهنود بالسلاح والذخيرة، وتدريبه لهؤلاء المتوحشين، جريمة خطيرة قاتلة، لربما كانت أودت بحياة المهاجرين، وهدّدت المستعمرات بالإبادة الكاملة، وجعلت أميركا التي نراها اليوم فكرة مستحيلة! وواضح من كلام آدامس، وقبله براد فورد وبعده جورج بوش الابن، أن مسألة إبادة الضحايا أمر مفروغ منه، سواء أقاوموا أم لم يقاوموا! إن جورج بوش وهو يتحدث عن نزع سلاح المقاومة، وعن حق الإسرائيليين في الدفاع عن أمنهم (أي حقهم في إبادة الآخرين!) وعن توخّي الحذر في التعامل مع ضحاياهم (القطعان!) إنما ينطلق من الثوابت الخمسة التي رافقت تاريخ الولايات المتحدة منذ تأسيسها وهي: أولاً، المعنى الإسرائيلي لأميركا. ثانياً، عقيدة الاختيار الإلهي والتفوق العرقي والثقافي. ثالثاً، الدور الخلاصي للعالم أجمع. رابعاً، قدرية التوسع اللانهائي عالمياً. خامساً، حق التضحية بالآخرين (راجع كتاب: أميركا والإبادات الجماعية – منير العكش). غير أن هذه الثوابت الأميركية الفظيعة تبدو وقد شارفت على التداعي قبل أن تتمّ قرنها الرابع: عام 2025! www.snurl.com/375h نزع سلاح الشعوب لتدميرها بلا مقاومة - الكندي - 09-01-2006 د. محمد السعيد ادريس مجدداً بدأ الانقسام على “المقاومة” وبالتحديد على سلاح “حزب الله” يأخذ مداه بين كافة القوى السياسية اللبنانية، بين من يريد أن يعطي للقوات الدولية سلطة نزع سلاح المقاومة ضمن مهمتها الهادفة إلى حماية “إسرائيل” من ناحية ومنع دخول أي أسلحة أو اعتدة عسكرية إلى حزب الله، وبين من يدرك خطورة هذه الخطوة الآن في ظل الانحياز الشعبي للمقاومة ويريد أن يحصر هذا الأمر ضمن جدول أعمال الحوار الوطني اللبناني. صاحب الرأي الأخير هو رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، لكنه أيضاً، أي السنيورة، هو القائل بأن “قرار الحرب والسلم لا يجب أن يكون في يد مجموعة واحدة، ويجب العمل على تطبيق النقاط السبع التي وافقت عليها الحكومة، والتأكد من أنه لا وجود لأي سلاح خارج نطاق الدولة ومن تطبيق اتفاق الهدنة”. التدقيق في هذا التصريح سوف يخرج بنتيجة واحدة وهي أن السنيورة مع نزع سلاح حزب الله مثله مثل غيره، ولكن يريده نزعاً طوعياً وبقرار لبناني داخلي بدلاً من أن يكون بيد القوات الدولية. وهنا لن يكون هناك أي وجه للخلاف بين دعوة السنيورة لنزع سلاح حزب الله من خلال الحوار الوطني وبين رفض وليد جنبلاط لما أسماه ب”دولة حزب الله” في معرض انتقاده في باريس لإقرار الأمين العام للأمم المتحدة عدم تخويل القوات الدولية (يونيفيل) سلطة نزع سلاح المقاومة. القرار إذن هو نزع سلاح المقاومة، والنتيجة؟ لا أحد يريد أن يتعاطى معها الآن، إما هروباً وإما لأن النتيجة واضحة جداً وضوح الشمس، وهي أن الوجه الآخر لنزع سلاح المقاومة هو التسليم الكامل للكيان الصهيوني لتنفيذ مشروع في لبنان جنباً إلى جنب مع المشروع الأمريكي في العراق، وعندها لن يكون لبنان مجرد منطقة أمنية عازلة للكيان الصهيوني بل سيجعله نقطة وثوب باتجاه سوريا كي تصبح سوريا محصورة بين النفوذ الأمريكي في الشرق (العراق) والنفوذ “الإسرائيلي” (في الشرق) وعندها يكون تخيير سوريا بين ان تبقى مع إيران ضمن “محور الشر” وتدفع الثمن، وبين أن تنتقل إلى “محور الخير” بشروط “إسرائيل”. وفي كلتا الحالتين يكون لبنان هو الذي دفع الثمن لأنه سيكون الطرف الذي فقد نفسه. وهكذا سوف يتضح ان الانقسام الحالي قد يبدو انه انقسام حول المقاومة في الظاهر، لكنه في واقع الأمر انقسام حول “إسرائيل”، ذلك ان نزع سلاح المقاومة هو نزع لهوية لبنان في مثل هذه الظروف، والذين كانوا يذرفون الدموع خشية تدمير لبنان جراء القصف “الإسرائيلي” بسبب “العملية المتهورة وغير المحسوبة لحزب الله” على حد زعمهم، هم الذين يتزعمون الآن دعوة نزع سلاح المقاومة، رغم أن محصلة هذه الدعوة هي ضياع لبنان بكامله وليس مجرد تدمير بعض الجسور أو المرافق الحيوية، وهم هنا متوافقون مع انفسهم لأنهم يعتبرون أن لبنان السيادة والاستقلال الوطني والعروبة أضحى عبئاً ثقيلاً عليهم، هم يريدون لبنان الصفقات والسمسرة والعمولات والمشروعات بما يعني ان الانقسام على المقاومة هو في الواقع انقسام على لبنان. |