نادي الفكر العربي
أسبوع فضائح إسرائيلي - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: أسبوع فضائح إسرائيلي (/showthread.php?tid=15293)



أسبوع فضائح إسرائيلي - thunder75 - 09-01-2006

أسبوع فضائح إسرائيلي

د.فهد الفانك

في صباح اليوم الذي أصدر فيه رئيس الأركان الإسرائيلي حالوتس أوامره إلى جنوده لضرب لبنان ، أخذ مغادرة ليقابل مدير بنك ليئومي (الأمة) لتسليمه أمرا ببيع محفظته الشخصية من الأسهم استباقا لانهيار الأسعار المتوقع بسبب الحرب الوشيكة ، وبذلك تجنب خسارة تعادل 10 بالمائة من قيمة المحفظة ، الأمر الذي كان له في ذهن رئيس الأركان أولوية على شؤون الحرب!.

في الوقت ذاته كشفت الصحافة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء اولمرت قد يكون قبل رشوة من متعهد إنشاءات إسرائيلي بمبلغ نصف مليون دولار لكي يحيل عليه إنشاءات حكومية.

كأن هذا الفساد المالي غير كاف ، فقد انكشف فساد أخلاقي أيضا حيث قدم حاييم رامون استقالته كوزير للعدل لكي يدافع عن نفسه في قضية تحرش جنسي بإحدى الفتيات خلال حفل استقبال أقامته وزارة الدفاع.

وفي اليوم التالي كانت الشرطة الإسرائيلية تداهم مقر رئيس الدولة موشيه كساب للتحقيق معه في قضية اغتصابه لإحدى موظفات الرئاسة.

هذا النوع من الرجال هو ما يقود إسرائيل اليوم ، فلا عجب إذا عجز جيش (الدفاع) الإسرائيلي عن دحر فصيل مسـلح صغير بسلاح خفيف هو حزب الله ، في حين يستأسـد ضد المدنيين العزل في القرى اللبنانية والمخيمات الفلسطينية ، ويقصف عائلة تتنزه على شاطئ غزة.

سـبب آخر أدى الى فشل الجيش الإسرائيلي وسـقوط هيبته القتالية وهو خبرة عقدين من الزمن في مقاومة انتفاضة الشعب الفلسـطيني ، حيث تحول من جيـش مقاتل محتـرف ، إلى قـوة من الشرطة التي تجيـد التعامل مع المدنيين العزل في الشوارع والأزقة الفلسطينية ، ولكنها تصاب بالذهـول أمام المقاتلين الأشداء.

هذا لا يعني أن فساد الطبقة الحاكمة في إسرائيل سوف يسهل هزيمتها ، ويجعلها أضعف من العرب ، ذلك أن كشف الفساد في إسرائيل يقضي عليه ، وحرية الصحافة والتعبير تضمن تصويب الأوضاع وإصلاح الانحرافات. في حين أن الفساد في الجانب العربي أكبر بما لا يقاس ولكن محمي من الصحافة والنقد فيتحول إلى مؤسسة راسخة ، ومن هنا القول بأن قوة إسرائيل تكمن في الضعف العربي وفساد إسرائيل يقابله فساد عربي أكبر مصحوب بالتخلف عن اللحاق بالركب.

وعلى المسار الفلسطيني تم توقيع اتفاق أوسلو (1993) الذي كان من شأنه الاعتراف المتبادل وقيام الدولة الفلسطينية بعد خمس سنوات أي في عام 1998 لو التزم الجانبان بما وقعا عليه مما اعتبراه مقبولا لكل منهما.

إسرائيل ظنت أنها ليست مضطرة لقبول تسوية لأن قوتها العسكرية تضمن لها الحصول على ما تريد ، لكن حملتها الفاشلة على لبنان ربما أعادتها إلى صوابها ، وعرفتها على حدود القوة ، وأقنعتها بأن لا مناص من الاعتراف بالحقوق العربية وإعادة الأرض كل الأرض مقابل السلام كل السلام.

منقول (عن الرأي الأردنية)