حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مصرُ حين تكفكف دمعها في حزنها وفرحها وتنفتح على ذاتها وكبريائها ـ حافظ الشيخ صالح - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: مصرُ حين تكفكف دمعها في حزنها وفرحها وتنفتح على ذاتها وكبريائها ـ حافظ الشيخ صالح (/showthread.php?tid=15302) |
مصرُ حين تكفكف دمعها في حزنها وفرحها وتنفتح على ذاتها وكبريائها ـ حافظ الشيخ صالح - بوعائشة - 09-04-2006 حافظ الشيخ صالح الدول الكبيرة ذوات الانسجام مع ذاتها، غير ذات التشظيات وغير ذات النشازات، تتمتع في العادة بذاكرة جماعية اجتماعية وسياسية، تتظاهر هذه الذاكرة في أوقات الحزن وفي أوقات الفرح، سواء بسواء، ومصرُ العاصمة العربية/ الإسلامية الكبرى من بين هذه الدول ذات الذاكرة الجماعية الخصيبة، وأيضاً الزاخرة والمزدحمة. تظاهرتْ هذه الذاكرة في الأسبوع الماضي مع نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من ميدانه، الذي بقي منتصباً في قلبه أزيد من نصف قرن، إلى «بيته الجديد«، في المتحف الجديد في الأهرامات، وفاضتْ آنذاك العواطف، وازدحم الناس من أغنياء وفقراء، ومن مسلمين وأقباط، وانداح على نحو عفوي من الجمهور النشيد الوطني: تكررت اللحظة العاطفية المفعمة، ولكن في مناسبة حزن هذه المرة، بوفاة عبقري الرواية المصرية، والرواية العربية، نجيب محفوظ، رحمه اللّه تعالى، ولم تنكفئ مصر على نفسها، بل انفتحت على ذاتها وكبريائها، تنقّب في تاريخها الهائل الزاخر، وتفاخر بين الأمم، وقد حقّ لها الفخر، فهي سلالة التاريخ العميق والعريق، وهي مورد الثقافة العربية المعاصرة، وإنْ نافستها بلاد الشام والعراق، على نحو من القصور، في هذا المضمار البعيد الأشواط. كان رحيل نجيب محفوظ رحمه اللّه عن هذه الدنيا الفانية تاج خصوبة في العطاء، ونوعيّة فريدة في العطاء، حتى استحق جائزة نوبل بكامل الاشتراطات لها وأتم الأهلية. تدفقت عاطفة مصر الجماعية من قبلُ عندما أعلن جمال عبدالناصر استقالته، بُعيد النكبة في يونيو 1967، وتدفقت الجماهير على كل ألوانها الأيديولوجية والمزاجية والوجدانية في شوارع القاهرة وساحاتها وميادينها، وفي المدن الأخرى خلافَ القاهرة، تطلب منه العودة عن الاستقالة، ومواصلة مسيرة مصر، من بين الأنقاض، تلكم المسيرة العسيرة التي نذر نفسه لها. لحظة الذاكرة الجماعية الممتلئة بالعاطفة تكررت مع وفاة جمال عبدالناصر، في سبتمبر 1970، بينما القتال في شراسته وضراوته بين منظمات الفدائيين الفلسطينيين والجيش الأردني. يومئذ، ومهما كان الخلاف للحاكم ومعارضته، اندفعت الملايين من المصريين في تشييع الجنازة ولم تجفّ العيون من الدموع. إنها ذاكرة مصر الجماعية تندلع حزناً أو تتوهّج فرحاً في الساعات التاريخية المذهلة، ومصر لا تكف ألبتة عن تصدير جواهر تاريخها الى الوطن العربي والى العالَم الكبير. http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=177311&Sn=shkh مصرُ حين تكفكف دمعها في حزنها وفرحها وتنفتح على ذاتها وكبريائها ـ حافظ الشيخ صالح - بوعائشة - 09-04-2006 أولاد حارتنا« وغيرها حافظ الشيخ صالح في السنة الأولى في الجامعة الأمريكية في بيروت كان يُجبَر الطلبة العرب على دراسة كورسين اثنين إلزاميين: «عربي 101« و«عربي 102«، وقد اختلطتْ عليّ الذاكرة، وخانتني الآن، لبعد العهد في أوائل سبعينيات القرن الماضي، ولكنْ في أحد هذين الكورسين، وبإشراف البروفسور خيراللّه خيراللّه، قرأنا رواية نجيب محفوظ العبقرية «أولاد حارتنا«. واستمتعنا آنذاك متعة عظيمة بدراستها وتحليلها، وبالمناقشة في الصف حولها، وفتحْت لنا آفاقاً معرفية وثقافية واسعة، وعلى الرغم من اللغط حول هذه الرواية آنذاك (وربما إلى الآن) فهي لم تُصبني بمقدار ذرّة واحدة من الإلحاد، وبقيتُ على إيماني باللّه تعالى والتعبد له، فقد كان يُشاع عن الرواية أنها «إلحادية« وأنها «تدعو إلى الإلحاد«، ولكنني وجدتها، خلاف ذلك، تنتمي إلى الأدب العبقري الملحمي، الذي يمزج بين الصغير الاجتماعي والكبير الكوني، لذلك كان كريهاً جدا وجاهلاً هو قرار منع «أولاد حارتنا« من البيع أو التداول في مصر وأقطار عربية أخرى. مُذاك قرأت كل أعمال نجيب محفوظ، وقد قرأتها على نحو غزير ومكثّف بخاصة بعد تخرجي في الجامعة، وكنتُ أعجب من الحملات الظالمة والجاهلة على هذا العبقري الفذّ وأعمال الفريدة. الجهلة وصل حقدهم على نجيب محفوظ في منتصف التسعينيات، عندما طعنه بالسكين شخص قد جمع بين الإجرام والجهالة، إلا أنّ استعادة نجيب محفوظ صحته بعد الحادثة الهمجية تركتْ في جسده وفي نفسيته آثاراً لم تبارحه حتى فارق الحياة رحمه اللّه. كان يؤدي صلواته في مسجد الحسين أحياناً، وذلكم كان عالمه ومحيطه، فهُو أرّخ، بقلمه العبقري العملاق، وبثقافته الفلسفية العميقة (فهو خريج مادة الفلسفة لا الأدب) لتاريخ مصر المدني، واستطاع ان يضع تحت المجهر دقائق هذا التاريخ وذرّاته ونبضاته، ومع ذلك لم ينفصم، ولم ينفصل، لحظة واحدة عن جمهور الفقراء والبسطاء، ومازجتْ روحه روحهم، على الرغم من إبداعه أيضاً في الكتابة عن سفلى الطبقات الاجتماعية الوسطى وعنائها وشقائها هي الأخرى. بعض أعمال نجيب محفوظ قرأته مراراً، الـمَرّة تتلوها الـمَرّة، فقد قرأتُ «خمارة القط الأسود« ثلاث مرات متعاقبة، في نفَسٍ واحد، كأنني أحضر لامتحان، وبعد التخرج قرأتُ «أولاد حارتنا« أيضاً ثلاث مرات، وأما «الحرافيش«، حال صدورها، فقرأتها خمس مرات متتالية. رحم الله نجيب محفوظ فقد كان عبقري الرواية العربية وكان مؤمناً. http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=177418&Sn=shkh مصرُ حين تكفكف دمعها في حزنها وفرحها وتنفتح على ذاتها وكبريائها ـ حافظ الشيخ صالح - بوعائشة - 09-04-2006 :redrose: |