نادي الفكر العربي
أخضر يقابله الرمادي .. وأنا ! - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+--- الموضوع: أخضر يقابله الرمادي .. وأنا ! (/showthread.php?tid=15350)

الصفحات: 1 2 3 4


أخضر يقابله الرمادي .. وأنا ! - Umano - 08-27-2006

" اذهب إلى المدينة ، هناك فقط ، يمكن لك أن تنجح في حياتك
ستجني المال الكثير ، الكثير منه ، ستتعرف إلى الفتيات الجميلات
سترى المشاهير ومن يدري ، ربما تصبح أنت منهم يوماً ! "

هذه هي الكلمات التي كانوا يلقوا بها على مسامعي منذ صغري.. منذ أن أعلنت وقوعي في الغرام مع الريف حيث بيتي الأول

لمَ ؟ في رأيهم ، لأن أحد الأقرباء لم يقابله النجاح إلا في المدينة عندما تخلص من روث البقر وصياح الديوك في الريف! .. تلك هي حياة القرية في أعينهم روث ، صياح وتعب !

مرت السنوات ،
ويبدو أن ساعة مغادرة القرية قد حانت ! وأن ( روتين ) الحياة السابقة سوف يتغير ......


لون أخضر في القرية سيقابله آخر رمادي في المدينة
هكذا تبدأ لي حكاية أخرى ،


يتبع

(f)




أخضر يقابله الرمادي .. وأنا ! - الباحثة عن الحرية - 08-27-2006




وانا متابعه

(f)


بشغف


أخضر يقابله الرمادي .. وأنا ! - Umano - 08-27-2006

(1)

كالعادة ، يوقظني صياح ديكنا .. هذا الصياح الذي سأسمعه لآخر مرة !

عناق ، وقبل أربعة ( وحسب قول أمي المدينة تسمح بقبلة واحدة ! )

.. غادرت على مضض ، ربما لم يتضامن معي سوى ابن عمي ، هو وحده من شاركني التوحد مع الريف ، أما الجميع فهم على النقيض .. يرون المدينة قاعدة النجاح " دوماً وأبداً " !

أوصلني ( ابن العم ) حيث تتوقف الحافلة ...
نظر إلي وقال : أنا أعرفك ، ستعود إلى هنا قريباً !

أطحت بعيناي إلى الأرض وقلت وداعاً، حينها، بدأت رحلتي إلى المدينة

الحافلة مزدحمة .. ومعظم من كانوا فيها خريجون جدد مثلي تماماً ، لا يملأ دماغهم إلا المدينة ومال المدينة !

.. من بين الأحاديث والضحكات والشتائم التي تضج بها الحافلة ، كانت عيون نسرين ترسل بنورها ، كأنها تشق طريقها إلي ّ !
الجو ماطر هذا الصباح ، وما من شيء يكمل هذا المشهد الملائكي إلا قطرات المطر النقية المتساقطة عن شعرها .. قطرات المطر تلك أحسدها ! كانت تزداد نقاوة كلما انسابت على ذلك الجسد الأبيض !
في تلك اللحظات،
تمنيت ألا يحاول أحدهم إخراجي من العالم الآخر الذي أصبحت فيه
تمنيت أن تتأخر الحافلة وأن أبقى مع نسرين أكثر
..... لكن الحافلة سرعان ما وصلت إلى محطتها الأخيرة ، إلى المدينة



يتبع

(f)


أخضر يقابله الرمادي .. وأنا ! - Umano - 08-27-2006

اقتباس:  الباحثة عن الحرية   كتب/كتبت  
 


وانا متابعه

(f)


بشغف


(f)


أخضر يقابله الرمادي .. وأنا ! - Arabia Felix - 08-28-2006

وأنا كمان زي بنت عمي الحبيبة :kiss2:.. أتابعك بشغف..
موفق جدا العنوان.. وموفق جدا التركيب.. وتلك الزحلقة الفنية في نهاية القسم الأول التي أشع منها الأخضر وأختنق الرمادي..

أكمل..
(f)


أخضر يقابله الرمادي .. وأنا ! - Umano - 08-29-2006

شكراً ، (f)


أخضر يقابله الرمادي .. وأنا ! - Umano - 08-29-2006

(2)

.. إنها المدينة إذاً !


لا سقوفاً من القش ولا طرقات ترابية
جو ماطر ، وألوان الغيوم الداكنة تلقي بمزيد من الظلام على الأبنية


في تلك اللحظات بدأت بعقد مقارنات بين القرية والمدينة ،
الفجر هو الفجر .. هناك أشجار في كلا المنطقتين وناس أيضاً ! ربما هو اختلاف في اللهجات ليس أكثر ، وليعيننا من يعين في اكتشاف القادم !!
القادم .. حياة أخرى ، مختلفة ، القرية ولكن مقلوبة
... تباً ! ها قد أصبح رأسي يدور ثانية من كثرة التفكير !


المدينة حلم !
هكذا علمونا في القرية ، أدرس ، اذهب للعمل في المدينة وتزوج من هناك ، فلتصبح أباً ومن ثم جداً وحينها يمكنك أن تموت كما الملايين مثلك !!!
هل نحن وهم ؟؟
نهاجر للمدينة آلافاً بهدف جمع المال وتكوين العائلات ، في النهاية ، قليلون ... قليلون فقط من يموتون وقد تركوا أثراً في الناس ، ما أستوعبه أن هؤلاء القلة هم الحقيقة .. الحقيقة أنهم وضعوا درجة أخرى للسلم الذي يصعد فيه الإنسان مع أخيه الإنسان إلى أعلى ، حيث ما هو " أفضل " !


أوففف كم كرهت هذا الفيلم المعاد ؟!
أدرس ، اعمل ، تزوج ، مت !
أدرس ، اعمل ، تزوج ، مت !

وفي النهاية .. نكتشف أننا نحن من كتب هذا السيناريو الممل !



يتبع

(f)


أخضر يقابله الرمادي .. وأنا ! - تيامت - 08-30-2006

لا يمكن للرمادي ان يطمس الاخضر الموجود في قلوبنا


انا اعشق الاخضر واكره الاصفر والرمادي



لك عزيزي :redrose:


أخضر يقابله الرمادي .. وأنا ! - Umano - 08-31-2006

لنا الألوان والحكايات ، لنا دول من العشاق


(f)


أخضر يقابله الرمادي .. وأنا ! - Umano - 08-31-2006

(3)

في وسط تلك المشاحنات الفكرية ! تذكرت ورقة وضعتها في جيبي عليها عنوان مسكني الجديد ،
.. استلزمني إيجاد المكان ساعة ونصف وبأية حال فقد كان ذلك فرصة للتعرف على المدينة أكثر

أبو أحمد ، كبير في السن ، يغزوا الشيب شعره ، والأهم سيجارته !

قال لي : ها هو منزلك .. جيد للقرويين أمثالك !
إياك والسهرات فأنا لا أريد المزيد من السكرانين والحشاشين !

، وذهب !


لم يلفت انتباهي من كلامه سوى " للقرويين أمثالك ! " ، في الحقيقة كانت تلك بداية حالة السأم بيني وبين المدينة وما هذا المسكن إلا البداية فقط !!



يتبع

(f)