حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
غزة ...........ونقطة الانطلاق الى ......مصر ................ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: غزة ...........ونقطة الانطلاق الى ......مصر ................ (/showthread.php?tid=15372) |
غزة ...........ونقطة الانطلاق الى ......مصر ................ - نسمه عطرة - 08-27-2006 لمن يلجأ المصريون طلبا للحماية والأمن؟! 2006/08/26 محمد عبدالحكم دياب يري البعض أن فتح ملف الجيش المصري له حساسية خاصة، وكان معني ذلك عدم الخوض في مثل هذه الموضوعات، إلا أن وقوع كارثة اصطدام القطارين بمحطة قليوب القريبة من القاهرة، مما تسبب في سقوط عشرات القتلي والجرحي أضعف هذا الرأي، فالكوارث حين تقع وبهذا الحجم والنوع تصبح من أكبر الحوافز علي فتح كل الملفات، بما فيها ملف القوات المسلحة، فدعوي الحساسية جلبت المصائب، وجعلت نظام الحكم، الأقرب إلي التشكيل الإجرامي، بمنأي عن الحساب والمساءلة، فكارثة واحدة.. هي كارثة عبارة البحر الأحمر، منذ شهور، بلغ فيها عدد الضحايا ستة أضعاف شهداء مصر في الأيام العشرة الأولي من حرب تشرين الأول/ اكتوبر 1973، وإذا ما أحصينا ضحايا الكوارث، علي مدي عصر مبارك، نجده فاق ما فقدته مصر في حروبها مع الدولة الصهيونية، وخلال العدوان الثلاثي سنة 1956. والكارثة الحقيقية هي في ذلك النهج الرسمي الذي يجرد مصر من أسباب القوة.. ويفقدها المناعة السياسية والاقتصادية والعسكرية، وإذا ما اقتصرنا علي الشق العسكري، علينا أن نقر بأن الهدف من بناء الجيش القوي ليس القتال طول الوقت، فوجوده يضفي الاحترام علي الدولة، ويزيد من تأثيرها، داخليا وعربيا ودوليا، وعزل المؤسسة العسكرية أو إضعافها يعتبر أساسا ونموذجا للهزيمة الكاملة، وليس هناك أفضل من مسؤول يخاف ويرتعد حتي من مجرد التلويح بالخيار العسكري، فيمنح عدو أمته وشعبه نصرا لا يستحقه، وينوب عنه في إدانة تطلع المواطن إلي جيشه، ويحل محله في إفقاد المواطن لمشاعر الطمأنينة والأمان، وسط مخاطر تحيط به من كل جانب. إلي من يتطلع المصريون إذا لم يتطلعوا إلي جيشهم طلبا للحماية؟ والمصادرة علي هذا التطلع وتجريمه وضع البلاد في مرمي نيران العدو، خاصة أن الموقف من الجيش في الوجدان الشعبي وفي الذاكرة التاريخية يتناقض مع ذلك التجريم، ومن غاص في عمق الروح العامة، قبل عدة عقود، خاصة في الريف، يجد نفسه مشدودا إلي الطابع الحزين لأغاني الشباب والرجال، ومن بين أجيال ورثت أو عاشت تجارب السخرة وراء خطوط جيش الاحتلال البريطاني، وكان يشار إليها بالسلطة، حيث يتم جمع الشباب والذهاب بهم إلي معسكرات أشبه بمعسكرات الاعتقال النازية، وعبرت أغانيهم عن المعاناة والتطلع إلي التحرر من ذلك العذاب المقيم.. وشاعت بينهم أغنية بلدي يا بلدي والسلطة خدت ولدي وفي المقابل كانت الصبايا الريفيات الأميات الصغيرات ينشدن أغاني تحض علي الجندية والالتحاق بالمدارس العسكرية، مثل يا بابا ما توديني مدرسة الحربية، وحياتك انت وديني لا أجيب لك بندقية إلي آخر الأهازيج الطفولية الجميلة.. كانت تسعد من يسمعها، سواء كان صغيرا أم كبيرا، ولم تتوار هذه الأهازيج إلا عندما حلت محلها أغاني الثورة، التي عادت بيننا اليوم مع المقاومة اللبنانية..! تشحذ الهمم وتزكي روح التضحية لدي مقاتلي حزب الله. وبقدر ما كان سخط الشباب والرجال علي السخرة والسلطة عبرت الصغيرات عن تطلع مصر إلي الجندية طلبا لحماية النفس والأرض والعرض. وإذا كان هذا قد جري علي مستوي أهل الريف البسطاء، أتي التاريخ مؤكدا لمطلب وجود الجيش القوي، ومثبتا أن النهوض العسكري كان من أهم عوامل النهوض العام. وإذا كان حسني مبارك لايري أهمية لوجود الجيش القوي، وهو المحسوب عليه. فإنه لا يقف وحده. فالمنظومة الغربية بمجملها ليست مع وجود مثل هذا الجيش، وهذا منصوص عليه في الاتفاقات والمعاهدات المصاغة من قبل هذه المنظومة، وكلها لها علاقة، بشكل مباشر أو غير مباشر، بأوضاع القوة وموازينها بالنسبة للعرب، ومصر في المقدمة منهم. ومنها الاتفاق الثلاثي بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سنة 1951، الذي صيغ ضمانا لتأكيد وجود الدولة الصهيونية بالقوة، وتوفير الغطاء في ادعائها اغتصاب واستيطان أرض الغير، بـ الحق الإلهي أو بحجة الدفاع عن النفس، والبيان في حقيقته موجه للدول العربية، ولم تكن قد تحررت بعد، لكي لا تكون لها قوة عسكرية تتسبب في قلق المستوطنين ومغتصبي الأرض وسالبي الحياة، ولتأكيد الواقع الذي نجم عن النكبة 1948. ويزداد هذا الموقف وضوحا في المرحلة الراهنة، وفيها تعمل المنظومة الصهيو غربية، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، علي احتلال بلدان ودول المنطقة العربية والعالم الإسلامي، والانقضاض عليها، وفيها يحصل المستعمر القديم علي بعض نفوذ وبعض هيمنة، وتحصل الولايات المتحدة علي نصيب الأسد، لتقوم علاقة أشبه بعلاقة المقاول الكبير، الذي يوكل أعماله الصغيرة إلي مقاولي الباطن من الاستعماريين القدامي، وهكذا كان نصيب بريطانيا، من هذه القسمة، احتلال جنوب العراق. والدولة الصهيونية تري ما يراه حسني مبارك، وأكثر من هذا فهي صاحبة مصلحة عليا في عدم وجود جيش وطني قوي، من جهة أنها رأس حربة موجهة إلي قلب العرب، وبالخصوص إلي بلاد الشام ومصر، تستنزفهم وتحول دون وحدتهم وتكتلهم، ومن جهة فإن طبيعتها العنصرية حكمت نظرتها الاستعلائية إلي العرب كأمة وكيان، فهم بالنسبة لها ليس لهم وجود، وتجد هذا في الأدبيات الصهيونية، في تأويلها للنص الديني التوراتي، أو الخطاب الصهيوني المعاصر. والدولة الصهيونية بدورها وجدت من يؤازرها في نادي العرب المحافظين. ومنتسبوه، سواء وعوا أو لم يعوا، نشأوا واستمروا، تابعين للمنظومة الغربية، ثم انتقلوا إلي رهائن لدي الدولة الصهيونية. وأعضاء هذا النادي لا يتصورون لهم وجودا في غيابها عنهم. يفضلون العمل كأدوات لها علي الاستقلال والانتساب للأمة والشعب. ومنهم من يصفي حسابات عقد تاريخية، أضاعت منه الدين والدنيا، ومنها تلك التي تحكم علاقة الأسرة المالكة السعودية بمصر، بسبب وصول جيشها إلي قلب الجزيرة العربية، بقيادة ابراهيم باشا، في القرن التاسع عشر، في معركته مع الوهابية، ووجود الجيش المصري في اليمن، دعما لثورته في القرن العشرين. وأعضاء هذا النادي يبذلون قصاري جهدهم الآن لنزع السلاح العربي بكامله، الذي في أيدي الجيوش النظامية، أو ذلك الذي في حوزة المقاومة. ويمكن ضم القوي الانعزالية والانفصالية، التي يحتل فيها التيار السلفي الوهابي موقع الريادة، ضمهم إلي هذا النادي، خاصة أن القوات المسلحة لعبت دورا تاريخيا في تأكيد عروبة مصر، فعرابي وصف ثورته بـ ثورة العرب . وفي قلب الجيش العثماني، حمل الضابط عزيز علي (المصري)، مع زملاء له من أقطار عربية أخري، لواء استقلال العرب عن الدولة العثمانية، وصار مثلا أعلي لكثير من الضباط الوطنيين والعروبيين، إلي أن جاء جمال عبد الناصر وحمل راية القومية العربية، محاربا كل معاركه تحتها، وفي ظلها استمر وفيا لشعبه ووطنه وأمته حتي رحيله، ومصدر القلق من وجود جيش وطني قوي هو إمكانية عودة الكَرّة، مرة أخري فتقضي علي طموحات الانفصاليين والانعزاليين. وهؤلاء ومن هم علي شاكلتهم، ومنهم الساسة الجدد .. رجال المال والأعمال، ودعاة الفكر الجديد والعاملون في البلاط الصهيو انكلو أمريكي، توسلوا كل السبل لتعبئة الرأي العام ضد المؤسسة العسكرية المصرية، وشوهوا طبيعتها الوطنية، واختزلوها في هزيمة 1967، وأغلقوا كتب التاريخ في وجه ما عداها، حرموها من قطف ثمار نصر 1973، بأن أضاعوه ووضعوه طي النسيان. ينسبون لها كل نقيصة، ولم يسمحوا لها بتقييم موضوعي يقول لها أحسنت في مواقع الصواب، ويحاسبها عند التقصير. والخوف هو أن تواجه المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية نفس الشيء، في وقت تطلعت فيه الأمة إليهــا، من أجل صياغة واقع جديد يجعل من المقاومة السبيل الأقوم والأسلم للحصول علي الحقوق الضائعة والمغتصبة. ومصر، تحديدا، في أمس الحاجة إلي الجيش الوطني القوي، وحتي بمنطق الأنانية القطرية، التي تطبع سلوك الانعزاليين والانفصاليين وادعائهم الحرص علي مصر، فمن لا يري منهم الخطر الذي يحيط بها من كل جانب أو العدوان المحتمل في أي لحظة، فهو إما أعمي لا يري أو مغرض فيتعامي. خاصة أن هناك ما يغري أي طامع لتوجيه ضربته إليها، فهي تبدو حاليا الهدف الأسهل، والضعف الذي يعلنه حسني مبارك، مع كل طلعة شمس، يغري أي مغامر أو متربص بارتكاب حماقات العدوان أو الغزو أو تدمير البنية التحتية، النهج الجديد الذي تتبناه العسكرية الصهيو غربية، منذ ما بعد الحرب الباردة.. والإعلان المتكرر عن الضعف يقول بصريح العبارة أن مصر بلا غطاء، وأن هناك فراغا دفاعيا يدعو الآخرين إلي شغله، وبغياب منظومة دفاعية، تشكل رادعا يقلل من خطر العدوان، ويحد من احتمالات الغزو، ويبعد شبح التدمير المتعمد للبني التحتية.. غياب هذه المنظومة يتيح للمتربصين فرصة أخذ الأمر بأيديهم. ومعروف أن هذا النوع من الفراغ لا يملأه إلا الجيش الوطني القوي، وأي ادعاء بالاعتماد علي المنظومة الصهيو غربية لتفرد مظلة حمايتها علي مصر، فتنعم بالسلامة، هو الوهم إن لم يكن التفريط المتعمد بعينه، فالمنظومة الصهيو غربية لا يعنيها من قريب أو بعيد مصلحة مصر ولا المصريين، ولا غيرهم من العرب والمسلمين، ومصلحتها هي الأساس، وتجارب التاريخ تؤكد علي ذلك ويزداد الخطر مع بدء الاجراءات الموضوعة لقطاع غزة، والعمل علي إعادته إلي الإدارة المصرية. ففضلا عن توقع قيام الدولة الصهيونية بتوجيه ضربة قاصمة للقطاع، للقضاء علي المقاومة الإسلامية (حماس والجهاد الإسلامي)، وتقويض أي مقومات مجتمعية تكون قد نمت فيه. وكل هذا يلبي حاجة الدولة الصهيونية إلي نصر يمحو هزيمتها في لبنان، ويلبي حاجة أمريكية في فتح الطريق أمام الفوضي الخلاقة ، تكون فيها غزة نقطة انطلاق إلي مصر، بعد أن حان وقت الدخول إلي الكيانات العربية الكبيرة وبدء تفتيتها، فالقناعة المتولدة لدي اليمين الصهيو مسيحي، الحاكم في البيت الأبيض، تقول بأن هدم كيان بحجم مصر يربك أوضاع المنطقة، المرتبكة أصلا، ويساعد في تصدير أزمة المنظومة الصهيو غربية إلي المناطق الساخنة خارجها، وذلك لصالح الحرب العالمية علي الإرهاب ، وتأجيلا للانفجارات السياسية المتوقعة داخل هذه المنظومة. كاتب من مصر يقيم في لندن |