حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
زمن المثقف الأخير. - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: زمن المثقف الأخير. (/showthread.php?tid=15398) |
زمن المثقف الأخير. - بهجت - 08-25-2006 هكذا تصبح الثقافة هي أداة التطور الأساسية .. شيء خلاق أكبر كثيرا أن نحبها أو نكرهها أو نلعنها . ................... منذ ستة ملايين عام انعزلت سلالة من القردة العليا و تطورت بشكل منفصل لتسير على قدمين كأول تجارب الطبيعة لإنتاج الإنسان ،و لكن من مليوني عام فقط ظهر الإنسان homo على الأرض كجنس جديد منفصلا عن أجداده من القردة العليا ، أخيرا ظهر الإنسان العاقل homo sapiens كسلالة مستقلة منذ 200 ألف عام فقط ، من هذه السلالة ظهرت عشائر تبتكر أشياء مثل الدين و الحكومة و الصناعات و الفنون ، و هكذا بدأت الحضارة . الذي يثير الدهشة هو إشتراك البشر المحدثون مع الشمبانزي في 99 % ٍ من المادة الوراثية ( الجينية ) ،وهي درجة القرابة نفسها بين الأسود و النمور أو الحصان و الحمار الوحشي ، وهذا يوضح أنه لم يكن هناك وقت كافي لحصول عمليات التطور البيولوجي و التي تتضمن تباين جيني وراثي و انتخاب طبيعي ،وهي عملية بالغة البطئ ، و لتفسير هذا اللغز لا يوجد سوى آلية بيولوجية واحدة معروفة هي ما يعرف بالإنتقال الثقافي ، هذه الآلية تطورت بشكل نوعي فريد لدى البشر ، و الحقيقة الأساسية هي أن البشر قادرون على تجميع مواردهم المعرفية بشكل تراكمي و بطريقة لا تستطيعها باقي المملكة الحيوانية . هكذا تصبح الثقافة هي أداة التطور الأساسية .. شيء خلاق أكبر كثيرا أن نحبها أو نكرهها أو نلعنها . هذا الشريط مخصص للحديث عن الثقافة و المثقفين و قضاياهم و ما يشغلنا عنهم وما يشغلهم عنا ، هذا الشريط هو دائرة مستديرة وورشة عمل وكل مشارك جاد هو صاحبه، و لن أكون سوى منسق و مشارك كغيري . سأبدأ بطرح مجموعة من الأسئلة و نقاط البحث ، لا ألزم بها أحدا ولن ألتزم بها جميعا بل لا أملك سوى معلومات شحيحة عن بعضها ، 1- ما هي الثقافة كما تراها ؟ 2- من هو المثقف ؟ 3- ما هي طبقة المثقفين ؟ 4- هل الثقافة علمانية بالضرورة ؟ 5- ما هو الدور الإجتماعي للمثقف ؟ 6- ما مصير الثقافة عالميا و هل هناك ضرورة للمثقفين ؟ 7- هل تصبح الثقافة منتجا جماعيا و أكاديميا و هل سيختفي دور المثقف الفرد ؟. 8- ما هي علاقة الثقافة بالسياسة و الدين ؟. 9- ما هو تاريخ الثقافة و المثقفين في العالم الغربي و في الشرق و العالمين العربي و الإسلامي ؟. 10- هل هناك مثقف عربي ،وهل هناك ضرورة له ؟. 11- ما هي معوقات الثقافة العربية ؟ 12- ما مستقبل الثقافة العربية ؟ سأكون مستعدا لتقبل كل المقترحات وكل التعليقات بعقل مقتوح و قلب أكثر انفتاحا . أخيرا أطرح هذا الموضوع كاستراحة المحارب ، فربما يكون هناك ضرورة الآن لنتوقف ولو قليلا عن الخلافات السياسية المجهدة و نستروح من الثقافة نسمات نملأ بها صدورنا الملتهبة انتظارا لمعارك جديدة . و للجميع خالص تقديري . زمن المثقف الأخير. - نبيل حاجي نائف - 08-25-2006 مرحبا بالأخ العزيز بهجت أبدأ بالمشاركة في هذا الموضع الهام يمكن اعتبار الثقافة هي كل ما يورث من تصرفات وعادات وأفكار بطريقة غير بيولوجية , والذي يتم توريثه نتيجة الحياة الاجتماعية ومن خلال اللغة والعلاقات الاجتماعية . لذلك يمكن القول أن الكائن الحي الوحيد الذي يملك ثقافة هو الإنسان . فالكائنات الحية الراقية مثل الدلافين والحيتان والفيلة وكذلك القرود الراقية مثل الشمبانزي والغوريلا والأورانج أوتان , تملك ما يشبه الثقافة أو ثقافة أولية بسيطة ومحدودة . وغالبية الكائنات الحية تورث أبنائها , ورفاقها , إذا كانت تعيش حياة اجتماعية (أي في جماعات) تصرفات وعادات بطريقة غير بيولوجية . فالثقافة التي تورث نتيجة العلاقات الاجتماعية توسعت بشكل هائل نتيجة ظهور اللغة وحدثت قفزة هائلة نتيجة ظهور اللغة المكتوبة . فبعد أن كانت الثقافة تنتقل بشكل أساسي بواسطة اللغة بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية المباشرة ونتيجة الاتصال المباشر بين إنسان وآخر, سمحت اللغة المكتوبة بانتقال وانتشار الثقافات عبر الزمن , وتراكمت المنتجات الثقافية بشكل كبير نتيجة ذلك . وما تقوله صحصح فالثقافة هي الأداة الأكثر فاعلية في التحكم في مسيرة تطور الإنسان الآن . وكذلك نشوء وتطور الحضارة البشرية بكافة أشكالها هو نتيجة استخدام الثقافة . سوف أتابع زمن المثقف الأخير. - رحمة العاملي - 08-25-2006 أصحاب لقب “مثقف” يحملونه كما يحمل البعض شارة تُعرّف بالشركة أو الجمعية التي ينتمي إليها. إنهم بالطبع لا يشبهون “المثقف العضوي” الذي تحدث عنه غرامشي بل هم صورة مناقضة له مثقفون يستاؤون ويشمئزون من الجماهير الجاهلة المنقادة وراء زعمائها. يزيد اشمئزازهم إذا ما كان هؤلاء الزعماء يحاربون اسرائيل فأصحاب لقب “مثقف” وحاملو الشارة خائفون على الحضارة والعلمانية وترعبهم حال التطرف الديني فيترفعون عنها ويوغلون في ابتعادهم حتى أرصفة المقاهي حول طاولاتها ينأون بأنفسهم عن الصراعات التي جُر البلد إليها. في الأحاديث التي تدور حول طاولات المقاهي وما يكتبه هؤلاء في مقالاتهم أو ما يتلونه عبر التلفزيونات على مسامع “العامة” التي لا تسمعهم ولله الحمد ولا يحمد على مكروه سواه يكرر أصاحب اللقب أنه ليس باستطاعتهم أن يكونوا كالجماهير المنقادة كما القطعان (أوَ ليسوا مبدعين لهم ملكات خاصة لا يتمتع بها القطعان) فهم “مثقفون” و“أصحاب نظريات ورؤى نقدية وتحليلية” والأهمّ من ذلك كله أنهم مبدعون ولا يجدون مكاناً أو فرصة لإبراز إبداعهم وربما تحول ظروف الحرب “التي جرّنا إليها المتطرفون” دون أن يتفرغ أصحاب لقب “مثقف” للإبداع كما يقولون ويرددون مشدّدين على كلمة “مبدع” وكل مشتقّاتها. وللتعرف على (مشتقاتها) كنموذج فاقع الرداءة للابداع اقرأ لكتاب (ايلاف) وتعرّف أزمة المثقف في العالم العربي عميقة وهي تحتاج فعلا إلى حلول جذرية لكن ألا يؤدّي أصحاب اللقب دورا في تعميق الهوة بن المثقف الحقيقي والجمهور يفاقم الأزمة؟ ثمّ ألا يبطن “القرف” من الجمهور في حقيقة الأمر “قرفاً” من النفس؟ من مقال لبيسان طي بتصرف زمن المثقف الأخير. - بهجت - 08-26-2006 أستاذ نبيل حاجي نائف .(f) في انتظار استكمالكم سوف تكون مداخلتكم هي بوابتنا لمناقشة ما هي الثقافة ؟، فهل تشرفني بقبول فائق تقديري . الزميل المحترم رحمة العاملي .(f) تقديري الكامل و امتناني ، مداخلتكم هي الوجه الآخر الذي أرحب به و أتمنى أن أسمع منك المزيد بل ربما لن نختلف كثيرا حولها ، فقط أستأذنك أن أتأخر في الرد قليلا حتى نصل إلى مناقشة الواقع الثقافي العربي ، هذا لا يعني أن عليك هذا الإنتظار بل ستكون مساهماتك الناقدة للثقافة عموما أو العربية خاصة الزهرة الألف التي تتفتح مع باقي زهور الحديقة طبقا لتعبير ماوتس تونج الشهير . زمن المثقف الأخير. - زياد - 08-26-2006 عزيزي بهجت بعد تحفظي على نسبة التشابه الجيني الناتجة عن حامضين أمينيين بين الإنسان و الشامبانزي ، و لإن مقارنة التشابه الجيني بين الإنسان و الفئران تعطي نسبا عالية جدا ، و لإن معظم التسلسل في ال DNA يعتبر زبالة تطورية و مع ذلك يحتسب عند المقارنة. سأحاول إعطاء انطباع أولي ، لا إجابات عن بعض أسئلتك 1- ما هي الثقافة كما تراها ؟ تعبير مطاط جدا ، بالعربية و بالانجليزية ، يبدأ بالطابع الفني و الأدبي و الاجتماعي لحضارة معينة ، و ينتهي بزراعة البول ! و هناك من قال أن الثقافة ليست موجودة بالفعل ، هي مجرد قصة توجد في عقول من قرأ عنها، تجد ملاحظاته على الثقافة هنا 2- من هو المثقف ؟ 3- ما هي طبقة المثقفين ؟ هل هو ال Cultured أم هو ال Intellectual بغض النظر، عندما اسمع كلمة مثقف أتخيل شخصا قرأ الكثير و عندما "تدردش معه" يحدثك عن فوكو و ينتقل بك فجأة إلى استخدام الابستمولوجيا في تحليل النص القرآني. المثقف هو تعبير طبقي توصف به طبقة من المنعزلين عن المجتمع و غالبا ما ينظر لمجتمعه "غير المثقف" نظرة فوقية. 4- هل الثقافة علمانية بالضرورة ؟ لا 5- ما هو الدور الإجتماعي للمثقف ليس للمثقف دور اجتماعي، فغالبا لا يحظ المثقف بشعبية تسمح له بأخذ هذا الدور. للفنانين غير المثقفين و القادة الشعبويين دور أكبر من خلال التواصل الأكبر ، و إن كان للمثقف دور، فهو سيكون من تلك القنوات. للمثقف دور ثقافي. :cool: 6- ما مصير الثقافة عالميا و هل هناك ضرورة للمثقفين ؟ من الجيد أن أسئلة تعريفية سبقت هذا السؤال،أما مصير الثقافة فلا أملك أدوات تمكنني من التنبؤ به ، أما المثقفين فلا يبدو أن لهم ضرورة. باقي الأسئلة تحتاج لمثقفين و لوقت فراغ (f) زمن المثقف الأخير. - بهجت - 08-26-2006 "الثقافة هي أفضل ما فكر فيه إنسان و أفضل ما قيل في هذا العالم " ماثيو أرنولد . ............................................. الزملاء الكرام . أستاذ نبيل حاجي نائف . انطلاقا من مداخلتك اسمح لي أن أضع هنا مجهودا متواضعا بذلته من أجل التعرف على مفهوم الثقافة . ما هي الثقافة culture. عند مناقشة مفهوم الثقافة سيكون لدينا بالفعل مأزق حقيقي فهذا المفهوم هو دائما مفهوم زئبقي لا يمكنك الإحاطة به حتى ينفلت منك ، فالمفكر نفسه هو جزء من عناصر تشكيل المفهوم . ما زال الناس حتى اليوم ينظرون غالبا للثقافة بنفس الفكرة التي تبلورت في اوروبا خلال القرن 18 و بداية القرن 19 ، هذه الفكرة عكست التفرقة بين القوى الأوروبية و مستعمراتها ، إنها تعرف الثقافة بالحضارة و تفرقها عن الحياة البدائية ، فهي تصنف أمما بأنها الأكثر حضارة و شعوبا بانها الأكثر ثقافة ، و هكذا حاولت بعض النظريات الهامة فصل الثقافات الشعبية عن تعريف الثقافة . وهناك مناظرون مشهورون مثل ماثيو أرنولد (1822-1888) نظر إلى الثقافة ببساطة كونها " أفضل ما فكر فيه إنسان و أفضل ما قيل في العالم " ، وبهذا ترتبط الثقافة عضويا بالتقدم و التهذيب المتحضر للسلوك الإنساني ، و هكذا جعل أرنولد و أترابه الثقافة ضد الفوضى و الضياع ، و دائما ما كان أرنولد يقول :" أن الثقافة هي البحث عن الكمال عن طريق معرفة أفضل ما فكر فيه و قيل عن الموضوعات التي تهمنا . طبقا لإدجار داكسن فالثقافة أيضا هي منتجات الصفوة و النخب ، كالفنون المتحفية و الموسيقى الكلاسيكية و الأزياء الثمينة و يطلق لقب المثقف على من يعرف و يساهم في هذه الأنشطة ، بهذا التعريف هناك ثقافة عالمية واحدة و ليست ثقافات متعددة و ينقسم الناس إلى مثقفين و همج ، هذه الرؤية لم تصمد طويلا فمنذ منتصف القرن 19 بدأ الحديث عن وجود ثقافات متعددة لكل منها منطقها الذاتي و منتجاتها ، وقد تبنى الإشتراكيون هذا المنطق و نشروه حتى صار مقبولا . في عام 1952 كان هناك أكثر من 200 تعريف للثقافة حصرها الفريد كروبر و كلايد كليخوهن و كل منها يعكس نظرية مختلفة أو معايير متفاوتة لتقييم و لفهم السلوك الإنساني ، فعلى سبيل المثال عرف عالم الأنثروبولجي البريطاني سير إدوارد تيلور الثقافة بكونها المركب الإجمالي الذي يشمل المعلومات ، المعتقد ، الفنون ، المعنويات ، القانون ، العادات ، و مختلف القدرات و العادات التي يحوزها الإنسان بكونه عضوا في المجتمع . في عام 2002 وصفت هيئة اليونسكو الثقافة بأنها حزمة واضحة من السمات الروحية و المادية و الفكرية و العاطفية للمجتمع أو للجماعة الإجتماعية ، وهذا يشمل بالإضافة للفن و الأدب أشياء مثل أساليب العيش المشترك و نمط الحياة ، الأنظمة القيمية ، التقاليد و المعتقدات .. وعموما يمكن أن نعرف الثقافة بأنها نمط الحياة للمجتمع ككل ، و بهذا هي تشمل قواعد السلوك ، الملابس ، اللغة ، الدين ، الصيغ الكلامية ، أنظمة تامعتقدات .. الخ . بينما تركز معظم التعريفات على المنتج النهائي الذي تحققه ثقافة ما مثل القيم ونوعية الحياة و الرموز و المنتجات و الفنون ، فإن دراسة الثقافة تهتم أيضا بالبحث عن الآلية التي تنتج هذه المنتجات و الموارد التي تم استخدامها لذلك . هناك عالم هو يوكول كيم يعرف الثقافة كونها " الإستخدام الكلي للموارد الطبيعية و البشرية من أجل تحقيق أهداف بعينها ، و بالتالي فالتنوع في الثقافات ينتج عندما يبحث الناس عن أهداف مختلفة ، بإستخدام أساليب مختلفة أو موارد مادية و بشرية مختلفة ، و على النقيض فالتشابه الثقافي ينتج عندما تسعى المجتمعات إلى نفس الأهداف مستخدمة ذات الوسائل و الموارد المادية و البشرية . هكذا فإن الثقافات تختلف في إهتماماتها أكثر من نوعيتها ، فكل ثقافة تقوم بتطوير و تهذيب مجموعة من الموارد البشرية و الطبيعية التي تلائم أفراد المجتمع ، و تركز المعتقدات على كيفية تحقيق النتائج و المعاني و القيم المضافة لمنتج و الأساليب و الموارد المتاحة من أجل الحصول على نواتج إيجابية و تفادي المنتجات الضارة . المكونات الأساسية للثقافة . كي نفهم الثقافة بشكل مبسط يمكن أن نراها مكونة من أربع عناصر رئيسية تنتقل من جيل لآخر عن طريق التعليم وهي : القيم و المعايير و المؤسسات و المصنوعات الفنية . 1- القيم values:تتكون من الأفكار حول الأشياء الهامة في الحياة ، وهي تقود باقي عناصر الثقافة . 2- المعايير norms: توضح ما هو متوقع من سلوك الناس في المواقف المختلفة ،و لكل ثقافة طريقتها في فرض معايرها عن طريق المحظورات و العقوبات ، و تختلف العقوبة حسب أهمية المعايير ، أما المعاير التي يفرضها المجتمع بشكل رسمي فتكون هي القوانين . 3- المؤسسات institutionsهى : هي المنشآت المجتمعية التي تنتقل خلالها القيم و المعاير . 4- المصنوعات artifacts: وهي الأشياء المادية الحضارية المستمدة من القيم و المعاير الحضارية . بشكل عام يركز علماء الآثار ,archaeologistsعلى الثقافة المادية بينما يركز علماء الأنثروبولوجيا الثقافية cultural anthropologists على الثقافة الرمزية ، بالرغم من هذا التنوع فكلا الفرعين يركزان على العلاقة بينهما ، علاوة على ذلك فعلماء الأنثروبولوجيا لا يركزون فقط على استهلاك البضائع بل على الآليات العامة التي تنتجها ، كذلك على العلاقات الإجتماعية و الممارسات التي تتجسد خلالها تلك الأشياء و العمليات . هكذا إذا .. أصبح لدينا مقتربان لفهم الثقافة ، الثقافة العالمية الواحدة كحزمة من المنتجات الراقية للصفوة و ثقافات شعبية متعددة بتعدد المجتمعات للجميع ، المفهوم الأول يعني الإلياذة و الأوديسا لهوميروس و سيمفونيات بيتهوفن و فالسات شتراوس و باليه بحيرة البجع لتشايكوفسكي و لوحة الموناليزا لدافنشي و تمثال الملك داوود لمايكل أنجلو و الجحيم لدانتي وأشعار شيكسبير و رباعيات الخيام و مبنى الأكروبول الإغريقي و معبد الكرنك الفرعوني و بروميثوس طليقا لشيلي روايات ديستويفسكي و نجيب محفوظ و باولو كويلو و سرفانتيس و نقد العقل الخالص لكانط و كارل ماركس و فولتير و بيكاسو و برنارد شو وداروين و سارتر و أينشتين و الجينوم البشري و الديناميكا الحرارية و البيئة و ...... هي باختصار كل ما يتحدث فيه العلمانيون و يستعيذ الإسلاميون بالله منه ! .المفهوم الثاني للثقافة هو كل ما هو خاص و شعبي كأزياء الرهبان البوذيين و رجال قبائل الطوارق و شعب الأسكيمو و الصلوات الخمس للمسلمين و قداس الأحد لدى المسيحين و مراسم عاشوراء الشيعية و هز الرأس أمام حائط المبكى لدى اليهود ، تعدد الأزواج في بعض قبائل الهند و الرقص الشرقي و الدبكة السورية و رقصة قبائل الماساي و النقاب السعودي و راقصات المعابد الفرعونية و الأطعمة الصينية و موسيقى القبائل البدائية في أستراليا و حرق الموتى لدى الهندوس وموسيقى الجاز و الأطعمة السريعة الأمريكية و .... الخ، أقترح أن نتبنى المفهوم الأول في هذا الشريط طالما سيكون حديثنا عن المثقفين فالثقافة الشعبية هي ثقافة بدون مثقفين !. [/color] زمن المثقف الأخير. - خالد - 08-26-2006 ثقفت الرماح أ ي قومتها، وسكين ثقف أي حاد، وفلان ثقف لقف يعرف من أين تؤكل الكتف... من المعنى اللغوي ننطلق لمحاولة تحديد المصطلح الحزيرة، إذ أن لكل معنى اصطلاحي علاقة ما بأصله اللغوي. الثقافة هي معرفة، وذات علاقة متينة بالسلوك، فهي تهدف أولا وأخيرا إلى ثقف السلوك، أي تقويمه وفقا لوجهة النظر عن الحياة التي يتبناها صاحبها. وسأعود..... إن شاء المولى عز وجل زمن المثقف الأخير. - نبيل حاجي نائف - 08-26-2006 تحية للأستاذ الدكتور بهجت لقد كنت كتبت عن تعريف الثقافة وأردت إرساله فوجدت مداخلتك , وهذا ما كنت كتبته : إن الثقافة في أساسها نتجت عن الحياة الاجتماعية للإنسان الذي يملك لغة . أي هي تشكلت قبل نشوء الكتابة , وهذه الثقافة تتضمن كافة التصرفات والاستجابات والعادات والمصنوعات .. .الخ بالإضافة للأفكار التي تتضمن القيم والعقائد والمعارف .....الخ , والتي يكتسبها الإنسان نتيجة الحياة الاجتماعية التي يعيشها . فالثقافة تكتسب دون وجود القراءة والكتابة , وبالاعتماد على اللغة المحكية والتعبيرات والتصرفات المرافقة لها , في وجود ضمن حياة اجتماعية وعلاقات اجتماعية . ولكي نظهر وجود الثقافة لدى إنسان أو عدم وجودها , ننظر إلى الحوادث التي حصلت فعلاً لأطفال الصغار تربوا في غير مجمع إنساني , فهم تربوا مع حيوانات لا تملك ثقافة , لذلك لم يكتسبوا ثقافة , وهؤلاء إذا درسنا تصرفاتهم وتفكيرهم ..... يظهروا لنا الفرق بيننا وبينهم , نحن الذين نملك ثقافة وهؤلاء الأطفال بعد أن كبروا لا يملكوا ثقافة . وهذا رأي الكثيرين عن تعريف الأساسي الثقافة . أن اللغة المحكية والتي ظهرت قبل اللغة المكتوبة بعشرات الألوف من السنين هي التي كان لها الدور الأول في تطور ونمو الثقافة وهي التي جعلت هذا الفرق الحاسم بيننا وبين باقي الكائنات الحية التي تملك ثقافة جنينية غير قابلة للتطور والنمو . الآن بعد أن قرأت مداخلتك أنا تكلمت عن مفهوم الثقافة الثاني حسب تصنيفك أنا معك باعتماد المفهم الثقافة الأول في هذا الشريط , والذي تعتمده الغالبية , فالمفهوم الثاني لا يهمنا الآن . وأنا أجد أن الموضع يصبح فعلاً واسع ومعقد ومتداخل مع الكثير من الأمور , وسوف أحاول الخوض فيه . مع تحياتي زمن المثقف الأخير. - رحمة العاملي - 08-26-2006 الزميل بهجت هذا لب الموضوع لديك ((أصبح لدينا مقتربان لفهم الثقافة ، الثقافة العالمية الواحدة كحزمة من المنتجات الراقية للصفوة و ثقافات شعبية متعددة بتعدد المجتمعات للجميع ، المفهوم الأول يعني الإلياذة و الأوديسا لهوميروس و سيمفونيات بيتهوفن و فالسات شتراوس و باليه بحيرة البجع لتشايكوفسكي و لوحة الموناليزا لدافنشي و تمثال الملك داوود لمايكل أنجلو و الجحيم لدانتي وأشعار شيكسبير و رباعيات الخيام و مبنى الأكروبول الإغريقي و معبد الكرنك الفرعوني و بروميثوس طليقا لشيلي روايات ديستويفسكي و نجيب محفوظ و باولو كويلو و سرفانتيس و نقد العقل الخالص لكانط و كارل ماركس و فولتير و بيكاسو و برنارد شو وداروين و سارتر و أينشتين و الجينوم البشري و الديناميكا الحرارية و البيئة و ...... هي باختصار كل ما يتحدث فيه العلمانيون و يستعيذ الإسلاميون بالله منه ! .المفهوم الثاني للثقافة هو كل ما هو خاص و شعبي كأزياء الرهبان البوذيين و رجال قبائل الطوارق و شعب الأسكيمو و الصلوات الخمس للمسلمين و قداس الأحد لدى المسيحين و مراسم عاشوراء الشيعية و هز الرأس أمام حائط المبكى لدى اليهود ، تعدد الأزواج في بعض قبائل الهند و الرقص الشرقي و الدبكة السورية و رقصة قبائل الماساي و النقاب السعودي و راقصات المعابد الفرعونية و الأطعمة الصينية و موسيقى القبائل البدائية في أستراليا و حرق الموتى لدى الهندوس وموسيقى الجاز و الأطعمة السريعة الأمريكية و .... الخ، أقترح أن نتبنى المفهوم الأول في هذا الشريط طالما سيكون حديثنا عن المثقفين فالثقافة الشعبية هي ثقافة بدون مثقفين !. ))[/ COLOR] [COLOR=Blue]اخشى انك نسيت ان تضيف (خرافة الهولوكوست ) لمنتاجات الصفوة الراقية عزيزي بهجت انت تخدع نفسك صدق او لا تصدق لانك بلا ان تشعر تعترف بازمة انتماء وازمة هوية ثقافية ما تعرضه يا عزيزي ليس تصنيفا لمفهوم الثقافة عالمية باب اول وفلكلور باب ثاني او ثالث او وثقافة بدون مثقفين سحبا على مخترعات ومقولات وفرضيات ولغة خاصة اصبحت من سمات ازمتكم مع هويتكم الاصلية . فأصبح عندكم القوميون «قومجيين»، والإسلاميون «إسلامويين» و«ظلاميين» والمضحك المبكي ان يصبح المهاجرين اليهود الى فلسطين وقبائل الفلاشا وسكان جنوب السودان ديموقراطيين بالفطرة لا بل واصبح العرب عندكم عرب سنة وعرب شيعة وعرب مسيحيين واصبحتم تنظرون لما يحق للأقليات القومية وما لا يحق خلافنا الثقافي حقيقة ليس مع تلك (المنتجات الراقية) خلافنا مع المثقف الذي يؤمن بسيادة العالم الحر (الاسم الحركي الجديد للاستعمارالغربي ) المثقف الغربي ينتمي الى فضاءه الفكري والسياسي لكن انتم (العرب الجدد) ما هو فضاءكم الان والى من أصبحتم تنتمون بالهوية ؟ ما تعرضه في خلاصتك اعلاه يبين ان مشكلتكم الحقيقية مع الهوية الثقافية والسياسية وليس مع منتجات ثقافية راقية واخرى غير راقية لا اعرف لماذا بدا لي انكم تحاولون توريط الثقافة بعد تورطكم السياسي؟ زمن المثقف الأخير. - آمون - 08-26-2006 اقتباس: خالد كتب/كتبت صحيح لكن المفردة "ثقافة" (ومشتقاتها) بالمعنى الذي يدور حوله موضوع هذا الشريط ، ليست أصيلة في اللغة العربية بل استدخلها سلامة موسى إلى العربية استدخالا كاجتهاد منه في ترجمة كلمة Culture . والواضح بالنسبة لي أن ترجمة موسى تطرح مفهوما ضيقا جداً للثقافة مثل الذي في قولنا "إيراهيم مثقف وأكثر ثقافة من مرسي" مثلا ، أي نوع من رقي الذات المفردة من خلال المعرفة ، وهذا ما يمكن قياسه على تثقيف الرمح . ما تعرض لبعضها الدكتور بهجب من مفاهيم للثقافة تأخد معنى الكلمة إلى آفاق اوسع جدا مما عناه سلامة موسى بترجمته ، وأقلها أن الكلمة لا تحمل دائما المعنى الإيجابي الذي توحيه ترجمة موسى ، فالاستبداد مثلا هو في نهاية الأمر ...ثقافة ، والتصوف هو أحد الركائز الأساسية للثقافة السودانية ..وهكذا . لعل مقدمة ابن خلدون هي النموذج التراثي العربي الأوحد في التعامل النقدي مع "الثقافة" بمفهومها العريض ولكن دون ان يسميها ثقافة ، وعلى ما أتذكر استخدم ابن خلدون عبارات مثل "طبائع القوم" و "جملة مسالك القوم" أو شيء من هذا القبيل . |