حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله (/showthread.php?tid=15569)



ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله - إسماعيل أحمد - 08-17-2006

الأمة اليوم في عرس حقيقي، عرس صنعه أولئك الأباة الصيد، الشامخين شموخ الأرز، الصامدين صمود جبال لبنان..
نحن اليوم نعيش حالة انتصار..
هو نصر نسبي ولا شك، ولكنه أصدق ألف مرة من كل (انتصاراتنا) قبلا مع هذا العدو، فلقد كنا نسميه أيام مراهقتنا القومية بإسرائيل المزعومة حتى تمخضت مهزلة حزيران67 عن فاجعة انتصاراتنا المزعومة!
نحن اليوم جرعنا العدو مثل ما جرعنا، وألجمنا حماقاته إلى حد ما، وأعظم به من إنجاز يذكر لهذه المقاومة...
غير أننا وقد عشعش في عقولنا من حيث لا ندري أضاليل ممانعينا وصمودهم المصدي، أصبحنا نرى الصهاينة بغير ما وصفهم ربنا سبحانه، وغدونا نكذب بالنصر كأنه لم يخلق لنا!
النصر نسبي أبدا، ومن يظن غير ذلك فهو واهم!
ولا يزال للانتصار في حس المقاومين الشرفاء مفهوما أوسع من ذلكم الفهم المقيد بحدود الزمان والمكان والحال!
كان شيخ الإسلام يقول في أتون محنته: (ماذا يصنع أعدائي بي؟! أنا قتلي شهادة، ونفيي سياحة، وسجني خلوة)، وكان يقول مرارا: (أنا جنتي في صدري)، فالمقاوم المسلم يشعر بسعادته وهو في غمار المحنة، حتى ليستشعر من فرط إيمانه بالقدر أنها منحة لا محنة...
صعب أن أوصل هذا الفهم العميق لمن لا يمكنه أن يستوعبه!
صعب على هؤلاء أن يستوعبوا منظر المرأة التي تشكر الله على أن بيتها تهدم في الجنوب تحت وابل القصف، وتقول بأن ذلكم كله يهون في سبيل المقاومة!
صعب عليهم أن يستوعبوا منظر خنساء اليوم في فلسطين ولبنان وهي تجهز أولادها الواحد في أثر أخيه ليمضوا في طريق الاستشهاد كما مضى الذين من قبلهم، ثم تحمد الله سبحانه أن شرفها بقتلهم، وتسأل الله أن تلتقي بهم على ذات الطريق!
صعب عليهم أن يستوعبوا معادلة الإيمان في النفوس حين يخلق في الرجال شعور الشوق إلى القتال ، فلا يغالبون كراهية النفوس له فحسب بل ينتظرونه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23
{الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ }التوبة92
صعب على أصحاب المقاييس المادية البحتة أن يفهموا النصر خارج إطار (الربح السريع) ولو أدى بهم طلبه إلى ما تؤديه مغامرة بعض الأغرار في عالم التجارة من ضياع وإحباط ومطل!
لقد وعد الله عباده بالنصر في الحياة الدنيا قبل أن يجزل مثوبتهم في الآخرة {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51
فكيف نصر الله نوحا عليه السلام بالمقاييس المادية، مع أنه ما آمن معه إلا قليل! وكيف نصر عيسى عليه السلام، وهو الذي تعرض لمحاولة آثمة للقتل، وتعرض أتباعه من بعده لمحنة قاسية! وكيف نصر يحيى عليه السلام؟ وهو الذي قضى شهيدا في سبيل دعوته! وكيف نصر موسى عليه السلام؟ وهو الذي لبث في قومه عمره كله ليفقههم فقه الحياة الكريمة، ثم لم يلبثوا أن يقولوا له في آخر عمره باستخذاء لا يخرج كثيرا عن خزي بعض بني جلدتنا الذين ينظرون لنا في المغامرة والحساب! {قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }المائدة24 ثم مضى موسى عليه السلام إلى ربه بعد أن أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، بينما قومه سادرون غافلون في صحراء التيه أربعين سنة لا يدرون طريقا للتخلص من عقدة تفوق (القوم الجبارين) في القدس الشريف!
وعدم فهم هؤلاء لحقيقة النصر ليس عجيبا، فالتاريخ يكرر بعض فصوله!
وقف عامر بن الطفيل يوما في حادثة (بئر معونة) –المشهورة في السيرة النبوية، يرى بعينيه قبل إيمانه منظرا أخذ عليه عقله وقلبه!
فقد روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : (( لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله ، يوم بئر معونة فقال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه ثم قال فزت ورب الكعبة ))
عامر بن الطفيل أصبح يقلب كفيه مشدوها من حال ملحان - رضي الله عنهم أجمعين-، كيف فاز ودماؤه تفور من جسده، وهو في طريقه إلى الموت عاجلا غير آجل! ثم لم يدرك هذه الحقيقة حتى أدرك سر الإيمان!
في مفهومنا الإيماني انتصر الغلام على الملك في حادثة الأخدود الرهيبة، لأن نجران يومها غدت جميعا تؤمن براسلة الغلام، وتكفر بأضاليل الساسة!
في مفهومنا الإيماني انتصر موسى عليه السلام لأنه أسس لجيل دواد عليه السلام الذي فتح القدس بعد حين..
في مفهومنا الإسلامي انتصر عيسى عليه السلام لأن تضحيته كانت الشعلة التي أنارت العالم برسالته، حتى ظهرأتباعه بتأييد الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ }الصف14 وهكذا غدت انتشرت ديانة المسيح عليه السلام في أرجاء العالم...
ومع ذلك دعونا ننظر للانتصار خارج بوتقة الإيمان لنحكم على ما جرى في لبنان من منظاره:
تعالوا نقرأ عن هزيمة الصهاينة بأقلام صهيونية أصلية لا مستنسخة!
صحيفة هاآريتس الإسرائيلية في عدد الجمعة تقول: (إذا فر أولمرت من الحرب التي افتعلها فلا يمكن له أن يظل أكثرمن ذلك يوما واحدا رئيسا للوزراء، أضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء لم يترك خطأ إلا وارتكبه وأنه بدا في بعض الأحيان متعجلا أكثر من اللازم وفي غيرها مترددا أكثر من اللازم وقالت: لا يمكن لرئيس وزراء أن يجر أمة بأكملها للحرب واعدا إياها بالنصر ويلحق بها هزيمة مخزية )
معاريف: (خسرنا الحرب)
وول ستريت جورنال: (إسرائيل تخسر الحرب وستواجه أعظم إذلال عسكري في تاريخها)
أمير أورون في صحيفة هاآرتس يقول: (صديق شخصي مقرب من الرئيس جورج بوش ومن الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري، اتصل هاتفيًا بصديق له في إسرائيل، أحد كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي وسأله غاضبًا: ماذا يجري؟ الجيش المتفوق، وأحد أقوى جيوش العالم، يواجه طوال أسبوعين منظمة إرهابية داخل ثلاثة كيلومتر مربعة، وتستمر صواريخ الكاتيوشا تسقط على مراكزه السكنية؟ لقد أرسلنا جيشنا ليقاتل على بعد 6000 ميلاً من بلادنا بعد 11 سبتمبر فما الذي يعوقكم؟!).
ادعى رئيس أركان سلاح الجو العميد أمير إيشل (أن الطائرات أفلحت في ضرب منظومة صواريخ حزب الله البعيدة والمتوسطة المدى بقوة. وأن نتيجة ذلك تضررت قدرة حزب الله على إطلاق الصواريخ على حيفا والعفولة. وقال أنه تقريبًا تم من الجو تدمير كل الراجمات التي أطلقت الصواريخ البعيدة المدى).
وبعد ذلك بأيام انهمرت الصواريخ على حيفا والعفولة بالعشرات والمئات!!

قال تسفى شطاوبر مدير مركز يافا: إن الغايات التي تحددت للجيش الإسرائيلي مع بدء المعركة كانت طموحة جدًا (أو متبجحة جدًا) لكنا سرعان ما "بتنا نلمس لدى قباطنة الدولة عملية من المقايسة وعودة الوعي حيال ما يمكن تحقيقه منها". وأشار إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية واقفة في حيص بيص بقوله إن هذه الاستخبارات تعتمد الآن على ما يسمى نهج "الاصطياد السانح للأهداف" وهو ما وصفه معلقون أخرون بأنه تخطيط رديء أو استراتيجية إدارة فاشلة.
ويؤكد شطاوبر أن أية قوة متعددة الجنسيات ليس بمقدورها أن تمارس دورًا سلطويًا كافيًا للقضاء على حزب الله!!!
يقول عكيفا الدر بصحيفة هاآرتس:
(للمرة الأولى منذ حرب 1948 يختبئ الكثير من أبناء إسرائيل لأيام طويلة في الملاجئ ويذوق عشرات الآلاف منهم الطعم المر للجوء. في صيف 1967 كانت ستة أيام كافية للجيش الإسرائيلي من أجل هزم جيوش مصر وسوريا والأردن. ولكن منذ حوالي ثلاثة أسابيع لا ينجح الجيش الإسرائيلي، الذي ازداد قوة وتقنية أضعافًا مضاعفة في اخضاع ميليشيا لبنانية).
وينفي الكاتب الصهيوني إمكانية إحداث اسفين بين المقاومة والمدنيين بقوله (أن الانطباع الأقوى في لبنان هو كما في الحالة الفلسطينية فمن شأن النتيجة أن تكون معكوسة أي أن تعزز تماثل الجمهور الواسع مع حزب الله وتؤدي إلى زيادة التأييد له وتعاظم كراهية إسرائيل).
ويضيف أن الزمن لا يعمل لصالحنا و"الساعة الرملية يمكن أن تدق بقوة أكبر بالذات في الساحة الداخلية الإسرائيلية التي يمكن فيها أن نشخص بوادر تعب ووهن وكذلك بوادر نقد ونقاش شعبي".
ونعود مرة أخرى لمعلق الشئون الأمنية في هاآرتس الذي يقول: أن ما حصل مع الجيش الإسرائيلي في هذه الحرب هو واحد من القصص الغامضة الكبرى والحزينة في تاريخ دولة إسرائيل. وأكد أن في مستويات الجنرالات والسياسيين الإسرائيليين بات من المشكوك فيه العثور على مسئول إسرائيلي واحد "يخرج من هذه المعركة بدون ندوب وجراح ومع معاناة شديدة من جراء نزف سمعته".
ويقول المعلق العسكري زئيف ستيف:
لا مهرب من القول أن الإدارة الاستراتيجية للحرب إلى الآن هي إدارة فاشلة، والاثباتان البارزان على ذلك أن القوات البرية لم تسهم عمليًا في إيقاف حرب الاستنزاف وأن حزب الله واصل حرب الاستنزاف القاسية ضد مواطني إسرائيل ومدنها حتى اللحظة الأخيرة. ومن غير الواضح أيضًا أية قوة دولية ستقام في لبنان.
أما المعلق العسكري لصحيفة معاريف، عمير ربابورت فيقول:
"الآن أصبح واضحًا خلافًا لأي شك أن حزب الله لن يُدمر في هذه الحرب".
وبالعودة إلى أمريكا:
يقول زئيف ستيف: "يفضل عدم إلقاء التهم على الأمريكيين فليسوا هم الذين خيبوا أم إسرائيل وإنما إسرائيل هي التي خيبت أملهم من ناحية استراتيجية عندما لم تفلح في أن تزود الإدارة الأمريكية بأوراق عسكرية".
وهذا ما يؤكده أمير أورن: (المشكلة الأمريكية في الوقت الراهن أن القتال يمكن أن يتوقف بصورة مفاجئة قبل الأوان وبالتالي فإن التهديد سيتجدد بسرعة، بوش خائب الأمل، لم يتخيل الجيش الإسرائيلي على هذا النحو، وهو الجيش الشديد القوة والعزم والأحابيل والطافح بالسلاح الأمريكي).
عاموس هرئيل وآفي سخاروف مراسلا الشئون العسكرية والعراقية بصحيفة هاآرتس يسخران من تصريحات أولمرت التي قال فيها: "حققنا انجازات غير مسبوقة غيرت وجه الشرق الأوسط" ويقولا أن ضباطًا كبارًا من بين الحضور تساءلوا "هل يجوز أنه لا يرى الحرب التي نراها نحن؟".
ويضيفا: "مع بدء الأسبوع الرابع تتسع أكثر فأكثر الانتقادات في الجيش حول سير العملية إلى الآن. والبعض يتحدث عن الإهمال المتواصل في تدريب وحدات الاحتياط وفي تجهيزها. وثمة ضباط يزعمون أن التحقيق في الحرب سيحدث زلزالاً في الجيش الإسرائيلي".
ويقول عوزي بنزيمان:
(إن الخطأ المصيري الذي ارتكبه ايهود أولمرت يكمن في أنه حرك زر الحرب الشاملة دون أن يعرف حقًا قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيقه الغاية لقد اقتحم أولمرت بوابة امتنع ايهود باراك وارئيل شارون عن فتحها. وها هو ذا الآن مجرور وراء الجيش الذي يسعى للقيام ببعض التحسينات بواسطة تفعيل قوات برية أكبر).
ويقول ألوف بني (إن شارون كان قد أدرك جيدًا بشكل أفضل من أولمرت حدود قدرات الجيش الإسرائيلي الحقيقية)
ولذلك لم يتورط في حرب على الجبهة الشمالية في السنوات الأخيرة.
ويؤكد يسرائيل هرئيل وهو أحد غلاة المستوطنيين أن الحرب الحالية ونتائجها من المتوقع أن تكون مخيبة للآمال. ويشير إلى عجز الجيش ورؤساء الحكومة في إيجاد الرد على المنظمات الارهابية التي يعتبرها خطرًا استراتيجيًا بعد أن عززت قوتها وأوقعت أضرارًا شديدة لإسرائيل في لبنان وفي البلاد.
إن إسرائيل لم تقدر أن العمليات الانتحارية قادرة على زرع الخوف في المجتمع الإسرائيلي ودفعه إلى الانحناء، وقادرة على إحداث تآكل في الرغبة في الحرب. في حين انقاد القادة وراء مظاهر الضعف وبدأت بذلك رحلة الهروب من الارهاب، وأبرز تجليات ذلك جدار الفصل، الذي أدرك حسن نصر الله كم كان مكلفًا ومضحكًا وبدون فائدة، وكذلك فك الارتباط الأحادي الجانب.
ويتابع هرئيل أن نصر الله فهم ذلك جيدًا على أنه دليل آخر على نظرية "خيوط العنكبوت" فكلماته لم تكن في إطار الحرب النفسية وإنما عبرت عن الواقع. وذلك بناء على الردود الإسرائيلية في الماضي والتي تجلت في إجراء عمليات تبادل بدلاً من تفعيل القوة.
ونعود مرة أخرى إلى زئيف ستيف الذي يقول أن الحملة العسكرية البرية واحتلال قطاع أمني سيلاقي إشكاليات عديدة من حيث الوقت والانجازات مشيرًا إلى أن مقدرة سلاح الجو الإسرائيلي للجم قصف الكاتيوشا "بات محددًا".
ويضيف: الجري نحو الليطاني الذي سيرتكز على كتيبة احتياط لم يتم تفعيلها بعد، يلاقي انقسامات بالرأي داخل الجيش الإسرائيلي ويخشى عدد من الضباط أن كتيبة الاحتياط غير المدربة ستتكبد خسائر جسيمة!!
وفي صحيفة يديعوت أحرنوت يقول المحلل العسكري أليكس فيشمان (ميتا الشعب وبنت جبيل ومارون الراس أعادونا إلى الشرق الأوسط القديم. تبين هناك أن المعارك البرية لم تنته ولا يمكن قيادة حرب من دون أن تتسخ أيدينا وأن ننظر إلى العدو عينًا بعين، بعد أن كان الجيش قد تعود على سياسة الأسلحة الثقيلة والحرب الرقمية)!!
أما يوئيل ماركوس فلم يخف فجيعته فقال:
(إن ما يجري اليوم من قصف على مدن الشمال وبعض المناطق الأخرى كابوس لم نتخيله في أسوأ أحلامنا. كيف يمكن أن نتقبل تحويل كريات شمونة إلى موقف سيارات واحتراق الجليل الخلاب وأن يقبع مليون ونصف مليون إسرائيلي في الملاجئ كلاجئين في أرضهم؟)
وكان ماركوس منذ 3 أسابيع فحسب من أشد مؤيدي الحملة العسكرية على لبنان وغزة، وكان من بين القلائل الذين مدحوا الوزير عمير بيرتس على اتخاذه قرار الحرب.
وتقول افتتاحية هاآرتس أن إسرائيل لم تعد مستعدة للحرب في الجبهة الداخلية (لأن المواطنين المتواجدين في الملاجئ يفتقرون إلى الهواء وعاملوا المراكز الجماهيرية والسلطات المحلية من ضمنهم مئات ممن تؤخر الدولة رواتبهم شهورًا، ومن بينهم الاختصاصيون النفسيون ومدربو الشبيبة).
يؤكد المراسل العسكري لـ"يديعوت أحرنوت" أن الإسرائيليين لن يصمدوا وقتًا طويلاً في الملاجئ. فدولة إسرائيل ليست مهيئة لحملات برية تستغرق وقتًا. لأن تجنيد الاحتياط بالإضافة للمكوث في الملاجئ لوقت طويل هما بالضرورة مشكلة لإسرائيل.
ويكتب يونتان جيفين زاويته الأسبوعية في الملحق السياسي لصحيفة "معاريف" تحت عنوان: "هل انتصرنا؟" معتبرًا نفسه واحدًا من هؤلاء المعتقدين "بأننا خسرنا" خاصة وأنه يكتب كلماته هذه في اليوم الواحد والعشرين للحرب لكن الحرب "تبدو وكأنها في اليوم الأول".
ثم ينتهي إلى السخرية:
"أولمرت يقول إننا دمرنا لهم البنى التحتية، ولكن أحدًا لا يسمعه نتيجة أمطار الكاتيوشا المتساقطة على الجليل. الجبهة لازالت قوية ولن يطرأ تغيير على أحوال الطقس غدًا، والدولار تراجع قليلاً، وأنا أيضًا"!!
أما القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي فتنقل عن مصادر رفيعة المستوى في جيش الاحتلال أن حزب الله قادر على شمال فلسطين بالصواريخ لمدة ستة أشهر متتالية وربما أكثر.
وفي موقع ديبكا التابع للاستخبارات الإسرائيلية فلم يجدوا وسيلة سوى استعراض الاخفاقات السياسية والعسكرية للعدوان وافتقدوا الحكومة والجيش ورأوا أن حزب الله تدرب جيدًا على عملياته. وذكر الموقع أن الحقيقة التي يجب أن تقال عن 22 يومًا مرت على الحرب والجيش غير قادر على كسر حزب الله وهذا الوضع لن يتغير في اليوم 23 ولا الـ25 من الحرب.
وكشف الموقع (ديبكا) أن ترهل الكيان الصهيوني وصل إلى حد الخطر، فشاروق ومنذ سنوات يعين في مواقع الجيش المقربين له شخصيًا والموافقين على سياسته، بغض النظر عن الكفاءة.
وخلص مصدر التقرير إلى التالي:
إن جيشًا صغيرًا مثل حزب الله الذي لا يتعدى خمسة آلاف مقاتل خرج بتعادل مع جيش دولة منظم، ليحقق أفضل نتيجة لمعارك الدول العربية كلها مع إسرائيل.

وأخيرا، وفي مقال بريت ستيفنز عضو مجلس تمرير صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الرصينة المعروفة جاء:
(إسرائيل تخسر الحرب. إذا استمرت على هذا المنوال فإن إسرائيل ستواجه أعظم إذلال عسكري في تاريخها).
في حرب 1973 تمكن الإسرائيليون الذين صعقوا في البداية من تحول الدفة إلى النصر على خصمين قويي التسليح ومدعومين من الاتحاد السوفيتي في غضون 20 يومًا.
أما في النزاع مع حزب الله وهي ميليشيا من بضع آلاف مسلحين بصواريخ كاتيوشا تعود لفترة الحرب العالمية الثانية فقد تجاوزنا اليوم الـ21 وحتى الآن ليس لإسرائيل ما تظهره لتبرير جهودها. ما من أراضٍ عدوة مكتسبة، ما من قادة أعداء مقتولين، ما من حد للقصف الصاروخي الذي أبعد أكثر من مليون إسرائيلي عن منازلهم ومكاتبهم.
إن خسارة الحروب بالإجمال تكون إما عسكرية أو سياسية. إسرائيل تخسرها في الوجهين.. إلى آخر المقال....)


(f)


ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله - إسماعيل أحمد - 08-22-2006

[CENTER]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

?وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ? [/CENTER]

من قلوب مؤمنة بحتمية انتصار الحق، وعودة الحقوق السليبة لأهلها مهما طال الزمن، يسعدنا أن نتقدم للبنان- كل لبنان- بخالص التهاني بنصر الله له على الصهاينة البغاة الغاصبين.

نتقدم للبنان الرئيس، إميل لحود، رمز الممانعة والانحياز للمقاومة والحفاظ على سلاحها.

ولبنان الحكومة، ورئيسها السيد فؤاد السنيورة، الذي قادَها بمنتهى الحِكمة والمهارة والوطنية وتقديم الصالح العام على المواقف السياسية.

ولبنان المجلس التشريعي، ورئيسه السيد نبيه برِّي، الذي كان لحكمته وحنكته الدورُ الأكبرُ في حَسْمِ كثيرٍ من المواقف وتأليف كثيرٍ من القلوب حول المقاومة.

ولبنان الشعب العربي الأبيّ، بكل طوائفه وأطيافه السياسية، الذي أكَّد بصمودِه وتضحياتِه وتكامله وتكافله، أكد حقائق على أرض الواقع كان يعدُّها المهزومون نفسيًّا من حكامنا المستسلمين أوهامًا ومستحيلاتٍ، وبدَّد أوهامًا كان يظنُّها هؤلاء الحكام حقائقَ ثابتاتٍ، هذا الشعبُ، القليلُ العدد، الضعيفُ العُدَد، رفَعَ رؤوس العرب جميعًا بعد طول خفض، وأعاد إليهم العزةَ والشرفَ بعد طويل امتهان، وأكد أن الأمةَ- بعون الله- قادرةٌ على فعل الكثير والتصدِّي لمخطَّطات التمزيق والتفكيك والإضعاف والإفقار والتجهيل والاستتباع والتذييل، إن هي لجأت إلى ربِّها، ووثقت في نفسها، وتصالحت وتعاونت وتوحَّدت فيما بينها، شعوبًا وحكامًا.

ولبنان المقاومة الباسلة الشريفة، وعلى رأسها قائدها السيد حسن نصر الله، هذه المقاومة التي تسلَّحت بالإيمان وحب الشهادة، والتدريب الراقي، وأقصى ما في الاستطاعة من قوة السلاح والتكنولوجيا، هنيئًا لهم هذا النصر الكبير، هنيئًا لكل شهيد فاز بالشهادة ?وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ? هنيئًا لأُسَرِ الشهداء، هنيئًا للجنود المنتصرين وكل الرجال والنساء بل والأطفال الذين ضحَّوا بديارهم وأمنهم وأموالهم في سبيل الله ليُحيوا المعاني العظيمة التي أراد لها الأمريكان والصهاينة وأذنابهم أن تموت.

وأول هذه المعاني معنى العزة والكرامة ?وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ? هذا المعنى الذي علمتنا إياه امرأةٌ من الجيل الأول حينما قالت لولدها "والله يا بني لضربةُ بسيف في عزٍّ خيرٌ من ضربة بسوط في ذلٍّ".

والمعنى الثاني أن الحرية قيمةٌ غاليةٌ تستحق التضحية والفداء، وكم تعلمنا ونحن صغار أن "حريتك أثمن من حياتك" وردَّدنا مع أمير الشعراء شوقي يرحمه الله قوله:

وللحرية الحمراء باب بكل يدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدقُّ

والمعنى الثالث أن النصر لا بد له من ضريبة، وضريبته هي الصبر، والصبر هو حبس النفس على ما تكره من قتال وتضحية وفقدٍ للأحبة والممتلكات، وفي هذا جاء في الحديث الشريف: "وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا" وأن النصر من الله مرهونٌ بنصر الله ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ?.

ورغم فرحنا بهذا النصر إلا أن قلقَنا عليه وعلى المقاومة وعلى لبنان كبير، ومبعث قلقنا على النصر أن يُسرَق، يُسرَق في المحافل الدولية الظالمة الجائرة المنحازة للصهاينة، والتي تتحكَّم فيها دولة الإرهاب العظمى الولايات المتحدة الأمريكية، فهي التي شلَّت حركة مجلس الأمن أن يتخذ قرارًا بإيقاف الحرب فور نشوبها، وظلت تكبِّله أسبوعًا بعد أسبوع لتُتيح للجيش الصهيوني القضاء على قوات حزب الله، حتى إذا أيقنت بهزيمة ربيبتها أعدَّت مشروعًا غايةً في السوء تُحقِّق به سياسيًّا ما عجزت عن تحقيقه عسكريًّا ثم اضطُّرَّت لتعديله تحت ضغط الواقع على الأرض، وحتى هذا الأخير جاء منحازًا للصهاينة على حساب لبنان، ومن ثمَّ فنحن نحذر مع التعاطي معه وفق التفسيرات الصهيو أمريكية؛ لأن ذلك معناه ببساطة سرقة النصر من المنتصرين.

وقلقنا على المقاومة وعلى لبنان من أمرين:

الأول: وهو الخلاف الداخلي على شرعية المقاومة وحول سلاحها، هذا الخلاف الذي من شأنه أن يهيل التراب على بريق النصر، ويوغر صدور كل من أسهم فيه ومن فرح به من سائر الطوائف اللبنانية ومن العرب، الأمر الذي يهدد الداخل بفتنة أهلية ويهدد الشعب العربي بإحباط نفسي، ومن ثم فإننا نناشد سائر القادة السياسيين اللبنانيين الحكمةَ والتعقُّلَ والصبرَ والحوارَ للوصول إلى إجماع وطني يوحِّد الدولة ويقوِّي جيشها ويستعيد حقوقها.

أما الأمر الثاني: فهو غدر العدو الذي يلعق جراحه وينعى هيبته وكرامته المهدرة، ويتطلع لاستعادة صورته التي كانت تثير الفزع في نفوس الحكام العرب، فتدفعهم للخنوع والامتثال، فلا ريبَ أنه يطمح للثأر، وهذا يدعو لليقظة والانتباه ومزيد من التسلح والتدريب والتجنيد والاستعداد ووحدة الصف.

وإذا كان لنا أن نذكِّر الحكام بشيء فإنما نذكِّرهم بأن مشروع الشرق الأوسط الجديد إنما هو خرابٌ عليهم وعلينا وعلى المنطقة بأسرها، ولا بد من التصدي له، وقد ثبت أن الشعوب لا تُهزم، وأن فكرة الجيش الصهيوني الذي لا يُقهر إنما هي خرافة ?إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ? وأن الكلام عن السلام الصهيوني إنما هو فرضٌ للذل والاستسلام، ولذلك فنحن ندعوكم إلى العودة لأحضان شعوبكم والاستقواء بها، وأن تعيدوا إليها حريتَها وتسيروا فيها سيرةَ العدل والحق والإصلاح، ثم تتَّحدوا فيما بينكم، وعندئذ لن تستطيع قوة مهما كانت أن تنال منكم ولا منا.
[CENTER]
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا)

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 25 من رجب 1427هـ= الموافق 19 من أغسطس 2006م[/CENTER]