حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
حزب كاديما اللبناني: بالصاد لا بالسين يا سيدي - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: حزب كاديما اللبناني: بالصاد لا بالسين يا سيدي (/showthread.php?tid=15722)



حزب كاديما اللبناني: بالصاد لا بالسين يا سيدي - C. Aureliano - 08-09-2006

حزب <كاديما> اللبناني: بالصاد لا بالسين يا سيدي
صقر ابو فخر




ينقسم اللبنانيون، في العادة، على أي أمر وعلى أي شأن مهما كان ضئيلا او عابرا. و<حكمة> الانقسام هذه ليست من العناصر التكوينية للشخصية اللبنانية وحدها، إنما هي <حكمة> موصولة الى العرب أيضا، وإن كانت على درجات. غير ان فضل اللبنانيين في هذا الحقل عميم جدا، فيكادون لا يتفقون على أي حال حتى على الأمور التأسيسية البدهية. وعلى سبيل المثال، فإن شجرة الأرز، وهي شعار الدولة، تدعى في بعض المناطق <أرز الرب>، بينما يطلقون عليها في مناطق اخرى كلمة <القرنبيطة>. وأبعد من ذلك، فلو التقى ثلاثة لبنانيين لانبثق في أدمغتهم أربعة آراء. ولو سُئِل عشرة أشخاص: ممَ يُصنع دبس الخروب لحضرت على الفور عشرة أجوبة مختلفة. ولا يستغربَنّ أحد البتة جواباً يزعم أن دبس الخروب يُصنع من السمسم مثلا. والغالب ان هؤلاء العشرة لو اجتمعوا في مكان واحد لانهمك الجميع، بقوة، في استحضار الحجج <الفصيحة> والأفكار <الصحيحة>، كأن رأي كل نفر منهم هو الصواب والأمر الذي لا يُعاب.
ان اختلاف الأئمة رحمة بالأمة، هذا قول مشهور. لكن، في الحال اللبنانية إياها، يتجاوز الاختلاف حدود التفكير المنطقي الى الغوغائية، ويتخطى حدوده العلمية والعقلية ليصبح مجرد سجالات هذيانية حيث النتائج لا تطابق المقدمات قط، فهي غير صحيحة حتى بمعايير المنطق الشكلي. وهي لا تطابق الواقع بالتأكيد. إنها، إذاً، غير صادقة على الاطلاق. ومع ذلك، فالجميع، الا القليل، صار خبيراً في الحروب والاستراتيجيات.
مهما يكن الأمر فالسياسة والزجل في لبنان عنصران متآخيان ومتكاملان. وما يقُله هذا الزعيم السياسي اليوم يمحُه الغد. لكن المواطن ينسى في الغد ما قاله زعيمه بالأمس، ولا ينصرف ذهنه إلى إنعام النظر في هذه المفارقة أبدا، بل ينصرف الى التحديق مجددا في زعيمه لعله يقبس من زجلياته الجديدة معينا على النشوة القطيعية.
كلام بلدي
منذ اليوم الأول للحرب تبارى الكثيرون من الكتّاب و<المحللين> و<الاستراتيجيين> في وصف الحرب، وراحوا يرددون، من غير دراية، انها <أمر عمليات سوري ايراني نفذه حزب الله في جنوب لبنان>. ويمكن ان نعثر على مثل هذا الموقف <الملووق> في بيان جماعة 14 آذار الذي ورد فيه ما يلي: <هل حصلت العمليات العسكرية وفقا لحسابات اقليمية ردا على تحليق الطيران الاسرائيلي فوق قصر ما (يُقصد بذلك قصر الرئاسة في اللاذقية)، او لتعثّر في مفاوضات ما (المقصود ايران)، او إعاقة تشكيل المحكمة الدولية؟ (المقصود سوريا)>. ولا شك في أن مثل هذه التساؤلات مضللة لأنها لا تستند الى اي حجة قانونية او علمية او سياسية، فالمشروع النووي الايراني له مسار لا يمكن ان توقفه عملية عسكرية، وللمحكمة الدولية سياق آخر لا تعيقها اي حرب أبدا. وهذا ما برهنت عليه الوقائع حينما استمر مجلس الأمن في متابعة الشأن النووي الايراني واتخذ في ذلك قرارا، وكذلك تابع براميريتس عمله من دون أي إعاقة.
لا يتضمن كلام جماعة 14 آذار اي محتوى سياسي على الاطلاق. إنما يعبّر، في نهاية المطاف، عن أهواء وعداوات متراكمة (بعضها مشروع بطبيعة الحال)، لا عن مسؤولية سياسية متماسكة، فهو، في المحصلة، كلام أعمى، أي أنه يحيد عن الحقيقة. ولو أنصت الكثيرون الى الوقائع قليلا، وأرجأوا هذا الضرب من الزجليات، لربما أدركوا انزلاقهم المريع الى مثل هذا العماء.
[/COLOR]هاكم هذا الخبر: في أوائل أيار 2006 أعلن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي الجنرال أودي آدم <ان اسرائيل قلقة من أمرين، أولهما: التعاون السوري الايراني ووجود المنظمات الفلسطينية كالجهاد الاسلامي وحماس في دمشق. وثانيهما: الأثر الذي ستتركه نتائج التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في الوضع السوري>. وأضاف: <إذا لم يتغير الواقع الموجود في لبنان فسيأتي يوم ينفجر فيه الوضع (...). واذا لم يتغير الواقع اللبناني فسيأتي يوم يصبح فيه حسن نصر الله رئيسا للبنان مع أغلبية اسلامية. لحود سيرحل من الرئاسة، وعون الذي يعتبر من الجيل المتوسط سيخلفه لفترة. وعندما يرحل سيحل مكانه حسن نصر الله (؟). لهذا يجب العمل على التغيير والتأثير في مجريات الأمور في لبنان، وعدم السماح لهذا السيناريو ان يتحقق> (<القدس العربي>، 6/5/2006).
لقد ظهر القادة الاسرائيليون صادقين في ايضاح غاية هذه الحرب، لأبناء شعبهم على الأقل، بينما الكثير من الكُتّاب والسياسيين اللبنانيين اختاروا لعب دور الأباتشي وال MK والميركافا. إن اللعب بالنار لا يجعل النار لعبة أبدا. لنتذكر ان إيهود أولمرت أعلن، منذ الأيام الأولى للحرب، ان <الهدف المركزي (للعمليات العسكرية الاسرائيلية) هو إجبار الحكومة اللبنانية على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1559> (<السفير>، 15/7/2006). وأفصح ببيان ما بعده إفصاح موقفه بالقول: لا أريد الجنديين الأسيرين، فليحتفظوا بهما ولن أفاوض عليهما... لستُ مستعجلا في ذلك> (<الحياة>، 29/7/2006). وفي مقابلة مع <يديعوت أحرونوت> (28/7/2006) قال رئيس الأركان دان حالوتس: إن هدف الحرب هو التوصل الى اتفاق سياسي يكون ملائما للنقاط الثلاث التالية: تطبيق القرار ,1559 إطلاق سراح الجنديين الأسيرين، الحصول على معلومات عن الطيار رون أراد. وأوضحت صحيفة <هآرتس> <ان ضربة قوية ضد حزب الله (هدفها) تقوية العملية السياسية اللبنانية (...) لترسيخ تسوية أمنية ستستند بدورها الى وجود القوة المتعددة الجنسيات> (<النهار>، 28/7/2006). أما أليكس فيشمان، المعلق العسكري في صحيفة <يديعوت أحرونوت> فقد كشف منذ اليوم الأول <ان اسرائيل تستغل الفرصة (اي عملية حزب الله) لتُخرج من ترسانتها العسكرية طائفة من الاجراءات لتحطيم التوازن المشلول (في لبنان) والتعادل في السياسة الداخلية اللبنانية> (<يديعوت أحرونوت>، 13/7/2006). وبحسب علمي، فإن معظم الناس علموا ما فضحته مجلة <سان فرنسيسكو كرونيكل> (21/7/2006) عندما كشفت ان هذه الحرب تم الإعداد لها منذ سنة ,2000 وأن الجيش الاسرائيلي تدرب عليها على طول الحدود عدة مرات منذ عامين من خلال أنظمة محاكاة، فقد دارت معارك افتراضية في مواقع مشابهة للمواقع الحقيقية لحزب الله.
أما بعد، فما زال العديد من <الكتّاب> و<المحللين> يعيدون ويكررون كلاما معلوكا على ان هذه الحرب هي <أمر عمليات سوري ايراني بتنفيذ حزب الله>. وهؤلاء ينطبق عليهم المثل الفلاحي الفلسطيني التالي: <شاف الذيب وبعدو بيقص ع الأثر>. فكلامهم غث وخطابهم رث وأقوالهم معادة البث. وقد شقوا ما عليهم من ثياب وتظاهروا بالغم والاكتئاب، لكنهم في قرارة نفوسهم يصلّون ويتضرعون ويرفعون الدعاء تارة والرجاء تارة اخرى لهزيمة حزب الله. لهذا يبدو لي أحيانا ان انتصار المقاومة لديهم هو الأمر الذي لا يُطاق، وهو، بالتأكيد، مرُّ المذاق. قصارى القول، ان اسرائيل لا ترد على حزب الله الذي قام بعملية عسكرية وتمكن من أسر جنديين لدولة تختطف المواطنين من منازلهم في كل يوم، وإنما تسعى الى تغيير الوضع كله في لبنان. وهذه العملية ليست أمر عمليات سوريا ايرانيا، بأي وجه من الوجوه، إنما هي حرب اسرائيلية لمصلحة الولايات المتحدة الاميركية. فإذا كانت الولايات المتحدة شنت حربا على العراق لمصلحة اسرائيل، ولمصلحتها هي بالطبع، فها ان اسرائيل اليوم تشن حربا على لبنان لمصلحة الولايات المتحدة في صراعها مع سوريا وايران بذريعة العملية التي نفذها حزب الله. وقد بات واضحا، إلا لمن له عينان ولا يرى، ان الولايات المتحدة هي التي تقاتل الآن في لبنان، وهي التي ترفع سقف المطالب الاسرائيلية الى فوق ما كانت تتطلع إليه اسرائيل نفسها، وهي التي ترسل كوندليسا رايس لتوبيخ جماعة 14 آذار وشد أزر حكومة أولمرت ودفعها الى إطالة أمد الحرب. وفوق ذلك تزودها بالقذائف الليزرية الذكية، وتعيق مؤتمر روما (26/7/2006) وتمنع مجلس الأمن من اتخاذ أي قرار للوقف الفوري للنار قبل انضاج الطبيخ المسموم الذي سيحتوي، على سبيل التوقع، على ما يشبه اتفاقية سلام جديدة او 17 أيار جديدا. ولعل الكاتب باتريك سيل كان أول مَن أشار الى <أن أميركا تسعى الى إلقاء لبنان المحطم والخانع في فلك النفوذ الاسرائيلي> (<الحياة>، 28/7/2006).
هل سيكون لبنان هو الدولة العربية الثالثة التي ستوقع معاهدة سلام مع اسرائيل؟ إنها الحرب الأهلية إذاً! ومهما يكن الأمر، فإن هذه الحرب الجديدة هي حرب مكشوفة الغايات، إنها حرب لنزع السلاح كله من المنطقة العربية: سلاح حزب الله وسلاح حركة حماس والسلاح الفلسطيني بأسره، ثم فرض التصور الاسرائيلي للسلام في فلسطين. والتصور الاسرائيلي للسلام يعني إسقاط التهديد العسكري من الجنوب (وهذا تم في سنة 1977)، واسقاط التهديد من الشرق (وهذا ما جرى في سنتي 1994 و2003 في الأردن والعراق على التوالي)، وإسقاط التهديد من الشمال (وهو ما يجري العمل عليه حاليا انطلاقا من لبنان)، ولم يبق إلا تحطيم الحركة الوطنية الفلسطينية بجناحيها: فتح وحماس. أما التصور الاميركي للشرق الأوسط الجديد فيتجه الى اعتبار المنطقة من غزة الى البصرة بيئة استراتيجية واحدة غارقة في الفوضى وحروب المذاهب والاثنيات، على ان تكون المحصلة في نهاية المطاف: الأمن لاسرائيل والنفط للولايات المتحدة الاميركية والفوضى والانقسام للعرب. (للتذكير مجددا، انظر: عوديد ينيون، <استراتيجية لاسرائيل في الثمانينات>، كيفونيم، العدد ,14 شباط 1982 ترجمة مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت).
للغرابة! كيف يلتقي اليسار والليبراليون مع غلاة السلفية السنية التكفيرية؟ إنها مسألة مريبة وتدعو الى التأمل حقا. ولم تكن هناك أي مبالغة حينما رصدنا، بالفعل، يساريين كثرا يتمنون هزيمة حزب الله وانتصار أولمرت. ولعل هذه الحقيقة بالتحديد رابت الصديقين الياس خوري وزياد ماجد، وربما أصابتهما بالهلع، فسارعا الى إصدار بيان رائع وجريء ويقطع، في الوقت نفسه، قول كل مريب. يشير بيان الياس خوري وزياد ماجد بالاصبع الشاهد، وبوضوح، الى هذه المفارقة بقوله: <إن ما يقال اليوم في أوساط بعض رفاقنا وأصدقائنا في قوى 14 آذار عن انه لا علاقة للبنان بالحرب الدائرة، وعن تحميل حزب الله وحده مسؤولية استمرارها، وعن تجنب التطرق الى الدور الاميركي في تغطية العدوان وفي إعطاء المهل الاضافية، وعن التردد في المطالبة بوقف فوري لاطلاق النار، وربط ذلك بدفتر شروط داخلي (...) والتماهي مع خطاب المحور السعودي المصري الاردني... كله يصيبنا بالألم>. وأضاف البيان ان هذه الحرب هي <حرب اسرائيلية ضارية تغطيها الولايات المتحدة الاميركية متذرعة بعملية نفذها حزب الله لتصب إجرامها على المدنيين اللبنانيين وعلى البنى التحتية والمؤسسات العامة والخاصة، في عنف يُظهر حجم الحقد الصهيوني على لبنان وأهله> (<السفير>، 29/7/2006).
لولا هذا البيان وبعض المواقف الرديفة لاعتقدنا ان بعض الديموقراطيين اللبنانيين أصبحوا حاخامات جددا من طراز <عوير وزوير وما في خير>، حتى ان أحدهم، وقد بلغ به التطير مبلغا كافيا، اشتط وراح يكيل ويعد ويقول ان هناك أمر عمليات سورياً (تاني ما معلم!) يقضي بمعاقبة الشعب اللبناني، وقد أُبلغ هذا الأمر الى سائقي السيارات لرفع الأجر الى 1000دولار للسيارة الواحدة من بيروت الى دمشق.
ان كلمة <التطير> تعني، بالعامية اللبنانية، <المعَفْرَت>. وعلميا تعني الاصابة ب <الفوبيا>. وفي هذه الأيام ثمة مرض مستحدث اسمه <سيريا فوبيا>. ومع ذلك سنفقأ حصرمة في عيون <المعفرتين>. ولا يتهمنا أحد بالدفاع عن أي نظام عربي بما في ذلك النظام السوري الذي لم يترك مجالا لأن يدافع عنه وعن <مآثره> الفريدة أحد. إنما نعرض هنا ما نعرفه من حقائق محايدة لا تخضع للأهواء ولا لأوهام <السيريا فوبيا>. وكما ان لا أمر عمليات صدر لحزب الله من ايران او سوريا في عملية أسر الجنديين بالتحديد (ربما هناك أوامر عمليات اخرى لا نعلمها ولا نظن ان غيرنا يعلمها)، فإن لا أمر عمليات آخر صدر بمعاقبة الشعب ورفع أجر السيارة من 50 دولارا الى 1000 دولار. لأنه لو كان مثل هذا الأمر موجودا لكانت سوريا أوقفت تزويد لبنان بالكهرباء والمحروقات، وأعاقت تدفق النازحين اللبنانيين إليها وامتنعت عن تقديم الخدمات إليهم، ومنعت شركة طيران الشرق الأوسط من استخدام مطار دمشق. ولعل ذلك الأخ المصاب <بالسيريا فوبيا> لا يعلم ان السيارات اللبنانية هي التي رفعت أجورها بين بيروت ودمشق لا السورية (إلا القليل جدا الذي ظل يغامر بالوصول الى بيروت طمعا في المال). حتى ان أجر السيارة من بلدة معركة الى صور ارتفع الى 600 دولار. فهل وصلت أوامر العمليات الى صور أيضا؟ إن هذه الأقاويل مجرد <قطط فاطسة> بحسب الوصف المصري الثاقب، وعلى طريقة <محمودات> زياد الرحباني في مسرحية <فيلم أميركي طويل>.
في أي حال، أدعي أنني يساري وعلماني وعروبي ديموقراطي ومعاد للاستبداد العربي، قريبه وبعيده، من طنجة الى رأس مسندم، ومن باب الهوا الى النوبة. ومثلما لا ألتقي حزب الله في الكثير من الشؤون السياسية، وأناوئه في الأمور الايديولوجية، فأنا لا تتقاطع دروبي على الاطلاق، وتحت أي سماء، مع دروب الديموقراطيين الجدد والعلمانيين الجدد واليساريين الجدد الذين شهروا سيوفهم ضد المقاومة منذ اليوم الأول للمعركة. وللأسف الشديد، فقد اكتشفت، ولو متأخرا، ان بعض الصحافيين يعمل في الاستيراد والتصدير: يستورد الحقائق ويصدّر الأكاذيب، مثل رجل الاستخبارات تماما.لكن بعض السياسيين مثل الدودة الشريطية، اي مثل الكائن الأميبي، لا تعرف رأسه من ذنبه.
سترد عليّ جوقة الذين حفظوا عن ظهر قلب أطروحات بول وولفوفيتز وفؤاد عجمي، بأن هذه اللغة النضالية انتهت، ويجب توقيت الساعة على بولتون وفيلتمان و<دوبرمان>. وللأسف ثانية، فإن هذا الكلام صار رائجا لدى الكثير من المثقفين عدا القليل منهم. وهذا المثقف الجديد الذي إذا نزعت عنه ثيابه الحرير صار في ولائه لأوليائه معيرة للكبير والصغير. لأن الولاء الفعلي لهذا الطراز من المثقفين وأولياء نعمهم السياسيين لم يكن، على مر العصور، للحرية والديموقراطية وللمثل العليا، بل للسلطة ومغانم التسلط. ولهذا لم يتحرج هؤلاء يوما من الاندفاع الى تقبيل كعب الحاكم الجديد فيلتمان بالحماسة نفسها التي كانوا يقبلون بها هام الحاكم القديم غازي كنعان. لذلك يحق للواحد منا ان يصيح او ان يشنق نفسه ويستريح من أمثال ذلك الخطاب القبيح.
بالصاد لا بالسين
يزخر التراث الحكائي العربي بروايات شائقة عن شخصيات نموذجية هي: الحمار المسكين الغشيم والأسد الجبار المحدود التفكير والواوي <الحربوق>. وتظهر شخصية الواوي (ابن آوى) على مستويات عدة، فهو مستشار مبتدع للمخارج والحيل، وهو انتهازي عند أغراضه، وهو رعديد لا هم له إلا اهتبال الفرص لنيل مراده. وفي الحكاية اللبنانية الجارية أحداثها في هذه الأيام، هناك الكثير من <الواوية> الذين يتربصون الآن بالوقائع ليظفروا بنسرة من هنا وضلع من هناك. هؤلاء الذين خال البعض ان <الزبيبة> في جباههم هي من أثر السجود، فإذا بها من أثر مسح الجباه بين أيدي القناصل، والذين اعتقدنا ان النضال الطويل أصابهم بالانزلاق الغضروفي، فإذا بنا نكتشف ان قاماتهم قصرت لا بسبب <الديسك> بل نتيجة للانحناء الدائم أمام السلاطين. وهؤلاء جميعا يمثلون أفضل تمثيل قصة الثعلب والواوي وابن عرس.
ابن عرس؟ بالسين أم بالصاد؟
بالصاد لا بالسين، يا سيدي!



حزب كاديما اللبناني: بالصاد لا بالسين يا سيدي - C. Aureliano - 08-09-2006

http://www.assafir.com/iso/today/opinion/961.html


حزب كاديما اللبناني: بالصاد لا بالسين يا سيدي - هملكار - 08-10-2006

اقتباس:  C. Aureliano   كتب/كتبت  
حزب <كاديما> اللبناني: بالصاد لا بالسين يا سيدي  
صقر ابو فخر  
 

 

ينقسم اللبنانيون، في العادة، على أي أمر وعلى أي شأن مهما كان ضئيلا او عابرا. و<حكمة> الانقسام هذه ليست من العناصر التكوينية للشخصية اللبنانية وحدها، إنما هي <حكمة> موصولة الى العرب أيضا، وإن كانت على درجات. غير ان فضل اللبنانيين في هذا الحقل عميم جدا، فيكادون لا يتفقون على أي حال حتى على الأمور التأسيسية البدهية. وعلى سبيل المثال، فإن شجرة الأرز، وهي شعار الدولة، تدعى في بعض المناطق <أرز الرب>، بينما يطلقون عليها في مناطق اخرى كلمة <القرنبيطة>. وأبعد من ذلك، فلو التقى ثلاثة لبنانيين لانبثق في أدمغتهم أربعة آراء. ولو سُئِل عشرة أشخاص: ممَ يُصنع دبس الخروب لحضرت على الفور عشرة أجوبة مختلفة. ولا يستغربَنّ أحد البتة جواباً يزعم أن دبس الخروب يُصنع من السمسم مثلا. والغالب ان هؤلاء العشرة لو اجتمعوا في مكان واحد لانهمك الجميع، بقوة، في استحضار الحجج <الفصيحة> والأفكار <الصحيحة>، كأن رأي كل نفر منهم هو الصواب والأمر الذي لا يُعاب.  
ان اختلاف الأئمة رحمة بالأمة، هذا قول مشهور. لكن، في الحال اللبنانية إياها، يتجاوز الاختلاف حدود التفكير المنطقي الى الغوغائية، ويتخطى حدوده العلمية والعقلية ليصبح مجرد سجالات هذيانية حيث النتائج لا تطابق المقدمات قط، فهي غير صحيحة حتى بمعايير المنطق الشكلي.  

وما يقُله هذا الزعيم السياسي اليوم يمحُه الغد. لكن المواطن ينسى في الغد ما قاله زعيمه بالأمس، ولا ينصرف ذهنه إلى إنعام النظر في هذه المفارقة أبدا، بل ينصرف الى التحديق مجددا في زعيمه لعله يقبس من زجلياته الجديدة معينا على النشوة القطيعية.  



كلام بلدي  
منذ اليوم الأول للحرب تبارى الكثيرون من الكتّاب و<المحللين> و<الاستراتيجيين> في وصف الحرب، وراحوا يرددون، من غير دراية، انها <أمر عمليات سوري ايراني نفذه حزب الله في جنوب لبنان>. ويمكن ان نعثر على مثل هذا الموقف <الملووق> في بيان جماعة 14 آذار الذي ورد فيه ما يلي: <هل حصلت العمليات العسكرية وفقا لحسابات اقليمية ردا على تحليق الطيران الاسرائيلي فوق قصر ما (يُقصد بذلك قصر الرئاسة في اللاذقية)، او لتعثّر في مفاوضات ما (المقصود ايران)، او إعاقة تشكيل المحكمة الدولية؟ (المقصود سوريا).  
ولا شك في أن مثل هذه التساؤلات مضللة لأنها لا تستند الى اي حجة قانونية او علمية او سياسية، فالمشروع النووي الايراني له مسار لا يمكن ان توقفه عملية عسكرية، وللمحكمة الدولية سياق آخر لا تعيقها اي حرب أبدا.  
وهذا ما برهنت عليه الوقائع حينما استمر مجلس الأمن في متابعة الشأن النووي الايراني واتخذ في ذلك قرارا، وكذلك تابع براميريتس عمله من دون أي إعاقة.  
لا يتضمن كلام جماعة 14 آذار اي محتوى سياسي على الاطلاق.  
إنما يعبّر، في نهاية المطاف، عن أهواء وعداوات متراكمة (بعضها مشروع بطبيعة الحال)، لا عن مسؤولية سياسية متماسكة، فهو، في المحصلة، كلام أعمى، أي أنه يحيد عن الحقيقة. ولو أنصت الكثيرون الى الوقائع قليلا، وأرجأوا هذا الضرب من الزجليات، لربما أدركوا انزلاقهم المريع الى مثل هذا العماء.  
هاكم هذا الخبر: في أوائل أيار 2006 أعلن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي الجنرال أودي آدم <ان اسرائيل قلقة من أمرين، أولهما: التعاون السوري الايراني ووجود المنظمات الفلسطينية كالجهاد الاسلامي وحماس في دمشق. وثانيهما: الأثر الذي ستتركه نتائج التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في الوضع السوري>. وأضاف: <إذا لم يتغير الواقع الموجود في لبنان فسيأتي يوم ينفجر فيه الوضع (...). واذا لم يتغير الواقع اللبناني فسيأتي يوم يصبح فيه حسن نصر الله رئيسا للبنان مع أغلبية اسلامية. لحود سيرحل من الرئاسة، وعون الذي يعتبر من الجيل المتوسط سيخلفه لفترة. وعندما يرحل سيحل مكانه حسن نصر الله (؟). لهذا يجب العمل على التغيير والتأثير في مجريات الأمور في لبنان، وعدم السماح لهذا السيناريو ان يتحقق> (<القدس العربي>، 6/5/2006).  
لقد ظهر القادة الاسرائيليون صادقين في ايضاح غاية هذه الحرب، لأبناء شعبهم على الأقل، بينما الكثير من الكُتّاب والسياسيين اللبنانيين اختاروا لعب دور الأباتشي وال MK والميركافا. إن اللعب بالنار لا يجعل النار لعبة أبدا. لنتذكر ان إيهود أولمرت أعلن، منذ الأيام الأولى للحرب، ان <الهدف المركزي (للعمليات العسكرية الاسرائيلية) هو إجبار الحكومة اللبنانية على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1559> (<السفير>، 15/7/2006). وأفصح ببيان ما بعده إفصاح موقفه بالقول: لا أريد الجنديين الأسيرين، فليحتفظوا بهما ولن أفاوض عليهما... لستُ مستعجلا في ذلك> (<الحياة>، 29/7/2006). وفي مقابلة مع <يديعوت أحرونوت> (28/7/2006) قال رئيس الأركان دان حالوتس: إن هدف الحرب هو التوصل الى اتفاق سياسي يكون ملائما للنقاط الثلاث التالية: تطبيق القرار ,1559 إطلاق سراح الجنديين الأسيرين، الحصول على معلومات عن الطيار رون أراد. وأوضحت صحيفة <هآرتس> <ان ضربة قوية ضد حزب الله (هدفها) تقوية العملية السياسية اللبنانية (...) لترسيخ تسوية أمنية ستستند بدورها الى وجود القوة المتعددة الجنسيات> (<النهار>، 28/7/2006). أما أليكس فيشمان، المعلق العسكري في صحيفة <يديعوت أحرونوت> فقد كشف منذ اليوم الأول <ان اسرائيل تستغل الفرصة (اي عملية حزب الله) لتُخرج من ترسانتها العسكرية طائفة من الاجراءات لتحطيم التوازن المشلول (في لبنان) والتعادل في السياسة الداخلية اللبنانية> (<يديعوت أحرونوت>، 13/7/2006).  

وبحسب علمي، فإن معظم الناس علموا ما فضحته مجلة <سان فرنسيسكو كرونيكل> (21/7/2006) عندما كشفت ان هذه الحرب تم الإعداد لها منذ سنة ,2000 وأن الجيش الاسرائيلي تدرب عليها على طول الحدود عدة مرات منذ عامين من خلال أنظمة محاكاة، فقد دارت معارك افتراضية في مواقع مشابهة للمواقع الحقيقية لحزب الله.

أما بعد، فما زال العديد من <الكتّاب> و<المحللين> يعيدون ويكررون كلاما معلوكا على ان هذه الحرب هي <أمر عمليات سوري ايراني بتنفيذ حزب الله>. وهؤلاء ينطبق عليهم المثل الفلاحي الفلسطيني التالي: <شاف الذيب وبعدو بيقص ع الأثر>.  

فكلامهم غث وخطابهم رث وأقوالهم معادة البث.  
وقد شقوا ما عليهم من ثياب وتظاهروا بالغم والاكتئاب، لكنهم في قرارة نفوسهم يصلّون ويتضرعون ويرفعون الدعاء تارة والرجاء تارة اخرى لهزيمة حزب الله.  
لهذا يبدو لي أحيانا ان انتصار المقاومة لديهم هو الأمر الذي لا يُطاق، وهو، بالتأكيد، مرُّ المذاق. قصارى القول، ان اسرائيل لا ترد على حزب الله الذي قام بعملية عسكرية وتمكن من أسر جنديين لدولة تختطف المواطنين من منازلهم في كل يوم، وإنما تسعى الى تغيير الوضع كله في لبنان. وهذه العملية ليست أمر عمليات سوريا ايرانيا، بأي وجه من الوجوه، إنما هي حرب اسرائيلية لمصلحة الولايات المتحدة الاميركية. فإذا كانت الولايات المتحدة شنت حربا على العراق لمصلحة اسرائيل، ولمصلحتها هي بالطبع، فها ان اسرائيل اليوم تشن حربا على لبنان لمصلحة الولايات المتحدة في صراعها مع سوريا وايران بذريعة العملية التي نفذها حزب الله. وقد بات واضحا، إلا لمن له عينان ولا يرى، ان الولايات المتحدة هي التي تقاتل الآن في لبنان، وهي التي ترفع سقف المطالب الاسرائيلية الى فوق ما كانت تتطلع إليه اسرائيل نفسها، وهي التي ترسل كوندليسا رايس لتوبيخ جماعة 14 آذار وشد أزر حكومة أولمرت ودفعها الى إطالة أمد الحرب. وفوق ذلك تزودها بالقذائف الليزرية الذكية، وتعيق مؤتمر روما (26/7/2006) وتمنع مجلس الأمن من اتخاذ أي قرار للوقف الفوري للنار قبل انضاج الطبيخ المسموم الذي سيحتوي، على سبيل التوقع، على ما يشبه اتفاقية سلام جديدة او 17 أيار جديدا. ولعل الكاتب باتريك سيل كان أول مَن أشار الى <أن أميركا تسعى الى إلقاء لبنان المحطم والخانع في فلك النفوذ الاسرائيلي> (<الحياة>، 28/7/2006).  
هل سيكون لبنان هو الدولة العربية الثالثة التي ستوقع معاهدة سلام مع اسرائيل؟ إنها الحرب الأهلية إذاً! ومهما يكن الأمر، فإن هذه الحرب الجديدة هي حرب مكشوفة الغايات، إنها حرب لنزع السلاح كله من المنطقة العربية: سلاح حزب الله وسلاح حركة حماس والسلاح الفلسطيني بأسره، ثم فرض التصور الاسرائيلي للسلام في فلسطين.
والتصور الاسرائيلي للسلام يعني إسقاط التهديد العسكري من الجنوب (وهذا تم في سنة 1977)، واسقاط التهديد من الشرق (وهذا ما جرى في سنتي 1994 و2003 في الأردن والعراق على التوالي)، وإسقاط التهديد من الشمال (وهو ما يجري العمل عليه حاليا انطلاقا من لبنان)، ولم يبق إلا تحطيم الحركة الوطنية الفلسطينية بجناحيها: فتح وحماس. أما التصور الاميركي للشرق الأوسط الجديد فيتجه الى اعتبار المنطقة من غزة الى البصرة بيئة استراتيجية واحدة غارقة في الفوضى وحروب المذاهب والاثنيات، على ان تكون المحصلة في نهاية المطاف: الأمن لاسرائيل والنفط للولايات المتحدة الاميركية والفوضى والانقسام للعرب. (للتذكير مجددا، انظر: عوديد ينيون، <استراتيجية لاسرائيل في الثمانينات>، كيفونيم، العدد ,14 شباط 1982 ترجمة مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت).  
للغرابة! كيف يلتقي اليسار والليبراليون مع غلاة السلفية السنية التكفيرية؟ إنها مسألة مريبة وتدعو الى التأمل حقا. ولم تكن هناك أي مبالغة حينما رصدنا، بالفعل، يساريين كثرا يتمنون هزيمة حزب الله وانتصار أولمرت. ولعل هذه الحقيقة بالتحديد رابت الصديقين الياس خوري وزياد ماجد، وربما أصابتهما بالهلع، فسارعا الى إصدار بيان رائع وجريء ويقطع، في الوقت نفسه، قول كل مريب. يشير بيان الياس خوري وزياد ماجد بالاصبع الشاهد، وبوضوح، الى هذه المفارقة بقوله: <إن ما يقال اليوم في أوساط بعض رفاقنا وأصدقائنا في قوى 14 آذار عن انه لا علاقة للبنان بالحرب الدائرة، وعن تحميل حزب الله وحده مسؤولية استمرارها، وعن تجنب التطرق الى الدور الاميركي في تغطية العدوان وفي إعطاء المهل الاضافية، وعن التردد في المطالبة بوقف فوري لاطلاق النار، وربط ذلك بدفتر شروط داخلي (...) والتماهي مع خطاب المحور السعودي المصري الاردني... كله يصيبنا بالألم>. وأضاف البيان ان هذه الحرب هي <حرب اسرائيلية ضارية تغطيها الولايات المتحدة الاميركية متذرعة بعملية نفذها حزب الله لتصب إجرامها على المدنيين اللبنانيين وعلى البنى التحتية والمؤسسات العامة والخاصة، في عنف يُظهر حجم الحقد الصهيوني على لبنان وأهله> (<السفير>، 29/7/2006).  
لولا هذا البيان وبعض المواقف الرديفة لاعتقدنا ان بعض الديموقراطيين اللبنانيين أصبحوا حاخامات جددا من طراز <عوير وزوير وما في خير>، حتى ان أحدهم، وقد بلغ به التطير مبلغا كافيا، اشتط وراح يكيل ويعد ويقول ان هناك أمر عمليات سورياً (تاني ما معلم!) يقضي بمعاقبة الشعب اللبناني، وقد أُبلغ هذا الأمر الى سائقي السيارات لرفع الأجر الى 1000دولار للسيارة الواحدة من بيروت الى دمشق. :lol:
ان كلمة <التطير> تعني، بالعامية اللبنانية، <المعَفْرَت>. وعلميا تعني الاصابة ب <الفوبيا>. وفي هذه الأيام ثمة مرض مستحدث اسمه <سيريا فوبيا>. ومع ذلك سنفقأ حصرمة في عيون <المعفرتين>.  
ولا يتهمنا أحد بالدفاع عن أي نظام عربي بما في ذلك النظام السوري الذي لم يترك مجالا لأن يدافع عنه وعن <مآثره> الفريدة أحد.  
إنما نعرض هنا ما نعرفه من حقائق محايدة لا تخضع للأهواء ولا لأوهام <السيريا فوبيا>. وكما ان لا أمر عمليات صدر لحزب الله من ايران او سوريا في عملية أسر الجنديين بالتحديد (ربما هناك أوامر عمليات اخرى لا نعلمها ولا نظن ان غيرنا يعلمها)، فإن لا أمر عمليات آخر صدر بمعاقبة الشعب ورفع أجر السيارة من 50 دولارا الى 1000 دولار.  
لأنه لو كان مثل هذا الأمر موجودا لكانت سوريا أوقفت تزويد لبنان بالكهرباء والمحروقات، وأعاقت تدفق النازحين اللبنانيين إليها وامتنعت عن تقديم الخدمات إليهم، ومنعت شركة طيران الشرق الأوسط من استخدام مطار دمشق.  
ولعل ذلك الأخ المصاب <بالسيريا فوبيا> لا يعلم ان السيارات اللبنانية هي التي رفعت أجورها بين بيروت ودمشق لا السورية (إلا القليل جدا الذي ظل يغامر بالوصول الى بيروت طمعا في المال).
حتى ان أجر السيارة من بلدة معركة الى صور ارتفع الى 600 دولار. فهل وصلت أوامر العمليات الى صور أيضا؟ إن هذه الأقاويل مجرد <قطط فاطسة> بحسب الوصف المصري الثاقب، وعلى طريقة <محمودات> زياد الرحباني في مسرحية <فيلم أميركي طويل>.  

في أي حال، أدعي أنني يساري وعلماني وعروبي ديموقراطي ومعاد للاستبداد العربي، قريبه وبعيده، من طنجة الى رأس مسندم، ومن باب الهوا الى النوبة. ومثلما لا ألتقي حزب الله في الكثير من الشؤون السياسية، وأناوئه في الأمور الايديولوجية، فأنا لا تتقاطع دروبي على الاطلاق، وتحت أي سماء، مع دروب الديموقراطيين الجدد والعلمانيين الجدد واليساريين الجدد الذين شهروا سيوفهم ضد المقاومة منذ اليوم الأول للمعركة. وللأسف الشديد، فقد اكتشفت، ولو متأخرا، ان بعض الصحافيين يعمل في الاستيراد والتصدير: يستورد الحقائق ويصدّر الأكاذيب، مثل رجل الاستخبارات تماما.

لكن بعض السياسيين مثل الدودة الشريطية، اي مثل الكائن الأميبي، لا تعرف رأسه من ذنبه.
سترد عليّ جوقة الذين حفظوا عن ظهر قلب أطروحات بول وولفوفيتز وفؤاد عجمي، بأن هذه اللغة النضالية انتهت، ويجب توقيت الساعة على بولتون وفيلتمان و<دوبرمان>. لذلك يحق للواحد منا ان يصيح او ان يشنق نفسه ويستريح من أمثال ذلك الخطاب القبيح.  
بالصاد لا بالسين  
يزخر التراث الحكائي العربي بروايات شائقة عن شخصيات نموذجية هي: الحمار المسكين الغشيم والأسد الجبار المحدود التفكير والواوي <الحربوق>. وتظهر شخصية الواوي (ابن آوى) على مستويات عدة، فهو مستشار مبتدع للمخارج والحيل، وهو انتهازي عند أغراضه، وهو رعديد لا هم له إلا اهتبال الفرص لنيل مراده. وفي الحكاية اللبنانية الجارية أحداثها في هذه الأيام، هناك الكثير من <الواوية> الذين يتربصون الآن بالوقائع ليظفروا بنسرة من هنا وضلع من هناك. هؤلاء الذين خال البعض ان <الزبيبة> في جباههم هي من أثر السجود، فإذا بها من أثر مسح الجباه بين أيدي القناصل، والذين اعتقدنا ان النضال الطويل أصابهم بالانزلاق الغضروفي، فإذا بنا نكتشف ان قاماتهم قصرت لا بسبب <الديسك> بل نتيجة للانحناء الدائم أمام السلاطين. وهؤلاء جميعا يمثلون أفضل تمثيل قصة الثعلب والواوي وابن عرس.  
ابن عرس؟ بالسين أم بالصاد؟  
بالصاد لا بالسين، يا سيدي!


مقال يستحق القراءة...
ولكن العرب لا يقرؤون وإذا قرؤوا لا يفقهون ....