حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الخطأ الإسرائيلي والأمريكي الجسيم - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: الخطأ الإسرائيلي والأمريكي الجسيم (/showthread.php?tid=15872) |
الخطأ الإسرائيلي والأمريكي الجسيم - أبو إبراهيم - 08-03-2006 إن كان العالم أجمع فغر أفواهه لرؤية طائرات تتهاوى عمداً على مبنيي مركز التجارة العالمي والبنتاغون عام 2001. فإنهم جميعاً وجهوا أنظارهم إلى الجزيرة العربية وحرب العراق الأولى عام 1991 ليعلموا أنهم أمام ظاهرة جديدة تستحق النظر... لقد جنت الولايات المتحدة من خلال حربها الأولى على العراق، أول هجوم يطأ أرضها القارية، ويذيقها طعم الدمار الذي تسببه الحروب التي لم تتقن الولايات المتحدة حتى ذلك الحين إلا المشاركة فيها خارج أراضيها، وإذاقتها للشعوب الأخرى. وقد كان ذلك بعد أكثر من عشر سنوات على انتهاء الحرب العراقية. مجموعة من الفتية المنظمين والحاملين في رؤوسهم صورة الدمار والهيمنة التي جلبتها أمريكا إلى المنطقة، أدخلوا الولايات المتحدة في دوامة حروب ومصاريف أمنية هي في غنى عنها، وما زالت تعاني منها. المثل الآن قائم، وإسرائيل أعطت جرعة مذكرة للعرب، بأنها عدو لا يمكن أن يصبح يوماً صديقاً. وأن آلتها التدميرية موجهة نحو الشعوب العربية بمدنييها وأملاكها وثرواتها. مشكلة إسرائيل أنها تلعب مع شعب انغرست فيه القيم البدوية شاء أم أبى. والثأر هو أبو هذه القيم. والذاكرة العربية قوية، عصية على النسيان فيما يخص الإهانات الموجهة لهم والاعتداءات. وإن كان الإنسان العربي رخيصاً بسبب تهاون الحكومات العربية وضعفها المخزي المثير للقرف، فإن قيمته بين ذويه وبالنسبة للسواد الأكبر أكثر من أن تقدر. لقد قدم اليهود في بداية القرن العشرين إلى الشرق الأوسط، واستقبلهم العرب كما استقبلوا الأرمن والشركس والشيشان... ولو أنهم استمروا على مسالمتهم للعرب لما عرفوا الحرب، ولوفروا على أنفسهم الكثير، ولعاشوا كما يعيش الكثيرون غيرهم في الشرق الأوسط دون إشكال. ولكنهم أبوا إلا تشكيل دولة وطرد شعب و دخول الحروب المتتالية، حرباً وراء حرب. وأخطؤوا في الخيار. فالحرب وإن تفوقوا فيها عسكرياً، فإنها تكلفهم على المدى الطويل عزلة إقليمية إضافية، ومصاريف أمنية هائلة. وأعتقد أنهم يدركون بعد عدوانهم على لبنان، أن غفلة صغيرة ستكلفهم أكثر مما كلفت أمريكا غفلتها عام 2001. لذلك فإن الفاتورة الإسرائيلية العسكرية ستتضخم بعيد هذه الحرب، وستستهلك من الاقتصاد الإسرائيلي المعتمد على المساعدات الأمريكية أصلاً. ( انظر حول مصادر الاقتصاد الإسرائيلي على موقع السي آي إيه ). ومن يدري، من أين ستكون الضربة القادمة ؟ وكم عدواً جديدأً خلقت إسرائيل بهذه العملية ؟ الخطأ الإسرائيلي والأمريكي الجسيم - الكندي - 08-03-2006 عزيزي أبا ابراهيم، أهم الأخطاء التي اخطأتها أمريكا، برأيي، هو غزوها للعراق. هناك كشفت نفسها للعرب على أنها، بالرغم من أنها أعظم قوة عسكرية على الأرض، غير أنه بالإمكان دحرها وقد أثبت وما يزال يثبت ذلك شجعان العراق الأحرار. ما نراه في العراق يتجدد الآن في لبنان وفي فلسطين ايضا. نعم، الجيش الأسرائيلي الذي هو نسخة عن الجيش الأمريكي، قادر على احداث اضرار وقتل الناس وضرب المنشآت. غير أن الجيوش دخل الحروب من أجل تحقيق أهداف سياسية معينه، وطالما أن المقاومة تحرم أعدائها من تحقيق هذه الأهداف السياسية فإن العدوان العسكري يكون "ثقل" على كاهل الدول المعتدية ليس الا. اقتصاديات هذه الدول الرأسمالية يحتاج الى استقرار، والإستقرار لا يوجد في بيئة استنزافية. هذا بالإضافة الى أن المجتمع الرأسمالي لا يستسيغ أن "يدمي" بشكل مستمر. الآن وقد ازالت المقاومة العراقية الرهبة من الأمريكيين، واللبنانية من الإسرائيليين .. ستتغير أمور. تذكر أن الحروب الصليبية استمرت 200 عام وكانت الفجوة بين الشرق والغرب أقل بكثير مما هي عليها اليوم. الخطأ الإسرائيلي والأمريكي الجسيم - أبو إبراهيم - 08-03-2006 لا يمكن لأي واقع كان أن يعيش لمدة طويلة من دون غطاء ايديولوجي. هذا ما يحدث عندما يتم رفع وتضخيم عملية عسكرية فاشلة الى مستوى الحرب الوجودية. عندما أدرك الجميع أن عليهم أن يجدوا غطاءا اخلاقيا، سواء لأحجام الدمار الذي زرع في لبنان وتقتيل المدنيين هناك، أو القتلى والمصابين الاسرائيليين (لم يعودوا يتحدثون عن تعريض كل المنطقة الشمالية المدنية الى ضربات العدو مع إبقاء ثلث السكان في الملاجئ في ظروف مشينة)، تم ابتداع حرب وجودية، التي من طبيعتها أن تكون طويلة ومرهقة. هكذا تحولت حملة عقابية جماعية بدأت بتهور وتسرع ومن دون دراسة، وبناء على تقديرات رديئة، بما في ذلك وعود عسكرية ليس بمقدور الجيش أن ينفذها - الى حرب حياة أو موت، وأشبه بحرب استقلال ثانية. في الصحف بدأت تظهر مقارنات مخزية بين مكافحة النازية وبين الحرب الحالية، الأمر الذي تسبب في تحويل دم ضحايا الكارثة من اليهود الى مهزلة. مهندس هذه العملية الفاشلة سبق غيره في ذلك، إذ خرج علينا بخطاب تشرتشلي ووعد الناس بالدم والدموع حتى يغطي على اخفاقاته. صحيح أنه لا حدود للوقاحة. ويجب القول بأن الناطقين بلسان الحكومة، بما فيهم الوزير اسحق هيرتسوغ ونتنياهو والناطقة بلسان الجيش، أنهم لم يطلقوا مثل هذه الدعاية الرخيصة. في المقابل تم تقليص أهداف العملية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية، ومن استعادة قوتنا الردعية وتصفية حزب الله الى هدفنا الحالي وهو إبعاد مواقعه الأمامية ونشر قوات دولية للدفاع عن شمالي اسرائيل من الهجمات المستقبلية. في هذه النقطة أصبح المواطن العادي حائرا، وهل تُستعاد قوة الجيش الردعية بهذه الطريقة التي تعطي نتيجة معاكسة تماما. لقد تبين أمام العالم كله أن سلاح الجو "الجبار" لم ينجح خلال ثلاثة اسابيع في ايقاف الصواريخ، بل واحتاج الى شحنات اسلحة طارئة اخرى مثلما حدث في يوم الغفران. كما ويسأل المواطن البسيط نفسه سؤالا آخر: اذا كان بضعة مقاتلين من الفدائيين يشكلون خطرا وجوديا على اسرائيل ذات القوة الساحقة والاسلحة التي لا يوجد لها مثيل في العالم، فكيف حدث أن قادته لم يسمعوا عن ذلك التهديد ولم يروه؟. نحن فعلا لم نفكر بأي شيء منذ عام 2000، إلا في المسألة الفلسطينية، حيث وجهت اسرائيل كل جهودها الوطنية لفك الارتباط، ومن ثم لانشقاق الليكود واقامة كديما كأداة تنظيمية لتنفيذ "الانطواء" من خلف الجدار الفاصل، بعد أن وقعنا تحت تأثير التنويم المغناطيسي "للخطر الفلسطيني". حددوا للعامين أو الاربعة القادمة جدول اعمال وطني لتجسيد "تركة شارون": ترسيم الحدود مع المناطق بصورة أحادية الجانب، وتحطيم المناطق الى كانتونات والقضاء على امكانية اقامة دولة فلسطينية فيها. من هنا أدرك المواطن أن هذه هي المسألة التي ستحسم مستقبل اسرائيل. الدليل الأكثر وضوحا لسلم الأولويات الوطني هو الوضع الذي وصلت اليه الوحدات القتالية في الجيش. لم يكن سرا أن الجيش قد توقف عن التدرب تقريبا في وحدات كبيرة وعلى عمليات معقدة، وغرق كله في الصراع ضد الانتفاضة الفلسطينية. عندما تتحول ألوية سلاح المشاة الى قوة بوليسية متمرسة في حراسة الجدران واقتحام مخيمات اللاجئين أو ملاحقة الخلايا التخريبية بين أغراس الزيتون، وعندما يصبح عدد المطلوبين الذين يضبطون مقياسا لمدى نجاح الضابط المسؤول وليس رؤيته القتالية وقدرته على قيادة وحدات كبيرة، يبدأ الجيش في التعفن. أنا لا أذكر أن فرق الاحتياط التي استُدعيت في حرب الغفران في عام 1973، أو الاسرائيليين الذين عادوا كأفراد من الخارج للانخراط في الحرب، كانوا بحاجة الى تدريب وانعاش. وبالرغم من ذلك أُقيمت لجنة تحقيق للتحقق من مستوى جاهزية القوات للقتال. حرب حزيران وحرب الغفران كانتا حروبا وجودية، والجيش ظهر فيهما بكل عظمته وسموه. الحرب الحالية هي أكثر الحروب التي خضناها فشلا، وبصورة تزيد عن حرب لبنان الاولى التي كانت قد أُعدت بصورة جيدة من الناحية العسكرية، حيث حقق فيها الجيش كل الأهداف التي وضعها شارون باستثناء السيطرة على شارع بيروت - دمشق. من المخيف أن يخطر في البال أن من قرر شن هذه الحرب لم يحلم حتى بنتائجها وآثارها المدمرة على كل مجال محتمل تقريبا، ولم يأخذ في الحسبان آثارها السياسية والنفسية وتضرر مصداقية الجهاز السلطوي الحاكم في نظر المواطنين - وكذلك القتل المجاني للاطفال. الاستهزاء الذي يُبديه المتحدثون بلسان الحكومة بما فيهم بعض المراسلين العسكريين من النكبة التي حلت باللبنانيين، مذهل حتى لمن فقد براءة وأوهام الطفولة منذ زمن بعيد. ترجمة وجود حسن - سيريانيوز |