حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الانتماء أسسه وخصائصة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84) +--- الموضوع: الانتماء أسسه وخصائصة (/showthread.php?tid=15966) |
الانتماء أسسه وخصائصة - نبيل حاجي نائف - 08-01-2006 الانتماء إن العقل البشري مجهز لتنظيم وإدارة وتحقيق دوافع وأهداف البنية التي يقودها . ويمكن أن تكون هذه البنية هي بنية الفرد الذاتية أو البنية الأوسع والتي يكون هذا الفرد بنية جزئية فيها وهو منتم إليها مثل الأسرة أو العشيرة ... وليس هناك فرق بالنسبة لعمل العقل , بين الأنا التي يقودها أو النحن- البنية التي ينتمي إليها الفرد - عندما يوجد ال( هو ) أوال(هم ) أي البنيات المنافسة . ويقود العقل الأنا فقط عند عدم وجود النحن- أي عدم وجود انتماءات- أي في حالة الفردية . فالعقل يتعامل مع البنية المنتمية إليها الأنا مثلما يتعامل مع الأنا , وذلك حسب قوة الانتماء - أنا وأخي على ابن عمي ،وأنا وابن عمي على الغريب - . ولكن عندما تحدث عدة انتماءات للأنا , أي تكون الأنا بنية جزئية في عدة بنيات وهذا ما هو حاصل ، تحدث تناقضات وتضاربات وتعقيدات في الانتماءات ، وبالتالي تحدث الصراعات , والأخطاء , والإدارة السيئة للأفراد وللبنيات المنتمى إليها فالانتماء الأسري والديني والسياسي والاجتماعي والفكري , هو انتماء لبنيات متعددة نعيشه جميعاً. وهناك الكثير من أنواع الانتماءات مثل : الانتماء المزدوج أو المتعدد أي بنية معينة تنتمي إلى عدة بنيات مختلفة وهناك الانتماء المتعدد المعقد ، أي بنية تنتمي إلى بنيات من مستويات مختلفة متداخلة وهناك الانتماء المتكرر أو الدائري ، أي بنية تنتمي إلى أخرى ، وتلك البنية تنتمي للبنية الأولى وهناك الانتماء المتحرك أو المتغير، والتعامل الانتماء المتحرك وحسابه صعب جداً ومعقد، ويحتاج إلى رياضيات وآليات فكرية متطورة . إن الانتماء لبنية معينة أو عدم الانتماء لها له تأثير كبير على الدوافع والأهداف فالأب يعتبر ابنه جزءاً منه , إنه ابنه التابع له وكذلك بقية أبنائه هم جزء منه ومن عائلته أما الابن فلا يعتبر أخوه جزءاً منه ، إنه بنية أخرى تشترك معه في تكوين بنية تشملاهما معاً ، أي أخوه يشاركه في تكوين بنية شاملة لهما ولبقية أفراد الأسرة وهذا الانتماء أضعف من الانتماء الأول الذي هو انتماء الابن للأب . فالانتماء وطبيعة هذا الانتماء له تأثيرات كبيرة على الدوافع والعلاقات. مثال : في النظام الاشتراكي مدير المؤسسة أو المصنع لا يعتبر أن المصنع له وملكه أو جزءاً منه ، بعكس صاحب المصنع الذي استطاع إنشاء وامتلاك هذا المصنع فالأول يكون جزءاَ من بنية المصنع أو منتم إلى بنية المصنع أو الجماعة الاشتراكية أما الثاني فالمصنع يكون جزءاً من بنيته هو والمصنع تابع له وهناك فرق كبير بينهما في علاقة كل منهما مع المصنع ودوافعه تجاهه . وبتغيير الانتماء تتغير الدوافع والأهداف وبالتالي تتغير القيم فإذا تغير المرجع أو الانتماء تتغير التأثيرات المرصودة والمؤثرة وبالتالي تتغير القيم حسب تغير التأثيرات الحاصلة . وأغلب الصراعات الاجتماعية وغيرها - التجارية والصناعية والعقائدية ....- يمكن التحكم بها وذلك بالتحكم بانتماءات البنيات المتصارعة ففي مثال أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب يتحول العدو إلى صديق عند تغير الانتماء فابن عمي يكون عدواً عندما يكون غير منتم إلى أسرتي - أبي وأمي وإخوتي - ولكنه يصبح صديقاً عندما يوسع الانتماء ويصبح أعمامي وأبي وأبناؤهم بنية واحدة , فتتغير الأهداف وبالتالي الصراعات . مثال آخر : المسافرون أو الركاب في حافلة ، إنهم يتعاطفون مع سائقها في أغلب الحالات عند أي اشتباكه مع الآخرين . مثال أخر: رجل في بلد أجنبي و لغة مختلفة , يقابل رجلاً يتكلم نفس لغته, إنهما فوراً يشعران بانتماء لبعضهما , مع العلم أنهما لو التقيا في بلدهما لما حدث ذلك, ففي البلد الأجنبي يظهر الانتماء اللغوي المشترك لاختلافه عن لغة البلد الأجنبي . أهم الانتماءات لدينا إن الإنسان عندما يفكر بعظمة واتساع الكون والوجود ولا نهائيتهما ويجد بأن هناك الكثير من البنيات الأخرى الأوسع , والأشمل , والأقوى , والأطول عمراً, والأرقى والأسمى منه بكثير يشعر بالضآلة والإحباط فهو يجد نفسه تافهاً وصغيراً وعديم الأهمية وهذا يؤلمه كثيراً، إنه يريد إثبات وجوده وأهميته التي يشعر بها ويعيها فهو يشعر ويدرك أنه مركز ومرجع الوجود والآخرين وكل شيء تابع له فهو الأصل والأساس ، لقد وجد كل شيء عندما وجد هو وقبل وجوده لم يكن يوجد شيء ، ولكن الواقع المعاش يشعره بغير ذلك ، فهو يجد نفسه كما قلت صغيراً وضعيفاً وليس له تلك الأهمية لذلك نجد أن كل منا يرد على هذا الوضع حسب وضعه وظروفه وإمكانياته ، ونجد أن الكثيرين منا التجأو إلى الله عز وجل وإلى الدين لكي يعطيهم القوة على تحمل ذلك الوضع ، فهم اختاروا الطريق الأنسب لهم وغالباٌ ينجحوا في هذا الاختيار فانتماء الإنسان إلى الخالق القوي العادل العظيم السامي يشعره بالقوة والأمان والاطمئنان ، ويمكنه من التعامل مع الوجود بفاعلية أفضل . الانتماء والعلاقات لقد تكلم " رسل "عن العلاقات في المنطق ، وتكلم عن علاقة الأب بالابن وعلاقة الابن بالأب في رأيي أن شكل وطبيعة الانتماء له دور كبير في تحدد طبيعة وشكل العلاقة فلكل بنية خصائص ونظام خاص بها وهما يحددان شكل وخصائص العلاقات- التأثيرات المتبادلة- بين البنيات الجزئية في تلك البنية. ففي حالة الأسرة الابن هو بنية جزئية لدى الأب أو لدى الأم ، أي الابن من ضمن بنية الأسرة التي يمثلها ويرأسها أحد الوالدين ، وبذلك تكون علاقة الابن بالأب هي علاقة تضمن الابن من ضمن بنية الأسرة التابعة للأب والأم أما علاقة الابن بالأب- بالنسبة للابن- فتكون علاقة انتماء ، فالابن يعتبر نفسه ينتمي إلى بنية تشمله ، وهو بنية جزئية فيها ، فعلاقة الابن بالأب تختلف عن علاقة الأب بالابن . والعلاقات الأسرية- أشكال القرابة- والاجتماعية توضح الكثير من أنواع الانتماءات وبالتالي توضح الكثير من العلاقات بشكل عام فحسب نوع وخصائص الانتماء يتحدد نوع وخصائص العلاقة فهناك علاقة الحماة بالكنة ، وعلاقة الكنة بالحماة ، وهناك علاقة الابن بأمه من جهة، وعلاقة الابن بزوجته من جهة أخرى، أو علاقة البنت بأمها وعلاقتها بزوجها ، وهناك علاقة الابن بالعم والعكس ، وعلاقة الابن بابن العم، وهناك علاقة الجد بالحفيد والعكس. وكذلك كافة العلاقات الاجتماعية وبكافة أشكالها تتأثر بالانتماءات, وهذا يسمح لنا باستخدام الرياضيات بإرجاع العلاقات البشرية إلى البنيات التابعة لها والتي لها أنظمتها التي يمكن تحديد الكثير منها , وهذه قمة الرياضيات أو الحساب الواقعي الذي حلم به ليبنتز عندما سعى إلى إيجاد حساب يستطيع التعامل مع كافة العلاقات حتى البشرية . أصول نشوء الانتماء كيف نشأ الانتماء لدى الكائنات الحية , وكيف نشأ الشعور والتصرف الذي يحدده الانتماء ؟ هناك الانتماء لدى الحشرات التي تعيش جماعات مثل النحل والنمل وهو انتماء قوي مفروض فيزيولوجياً- غريزياً وموروثاً - ولا يتم وعيه أو الشعور به وهناك الانتماء الغريزي للجماعة الذي تشعر به بعض الثدييات مثل جماعة الذئاب والأسود والضباع وبعض أنواع القرود ..الخ وهناك انتماء المواليد لأمها وهو موجود عند كافة الثدييات، فالأم تشعر وتعرف- أو تفهم- غريزياً أن مواليدها جزء منها- ينتمون إليها -, أما انتماء الأم لأبنائها- الوضع بالنسبة للطفل- فهو ليس موروثاً ولا غريزياً بل ينشأ نتيجة التربية والعطف والحنان والرعاية، فالطفل إذا ربته ورعته غير أمه تصبح بالنسبة له بمثابة أمه، فهي تنتمي له كأم . إن للانتماء عند البشر أصوله البيولوجية الموروثة وكذلك أصوله اجتماعية موروثة نمت وتطورت بنشوء وتطور المجتمعات وتطور العلاقات البشرية ، فروح الجماعة هي ما ينشأ نتيجة الانتماء لدى أفراد هذه الجماعة لبعضهم ، وهذا الانتماء يتعزز ويتطور نتيجة العلاقات والصفقات الاجتماعية وبالفائدة المتبادلة التي يحققها أفراد الجماعة من هذا الانتماء ويمكن للعلاقات والأوضاع الاجتماعية أن تقوي وتعزز الانتماء ويمكن لها على العكس أن تضعفه وذلك حسب مردودها وتأثيراتها على أفراد الجماعة ويمكن أن ينقسم انتماء أفراد الجماعة إلى عدة انتماءات نتيجة اختلاف المصالح وما يتحقق منها للأفراد . هناك من يقول بانتماء الدم - وقد ظهر أنه غير دقيق- صحيح أنه موجود وهو موروث وغريزي ولكنه ضعيف وغير كاف ونحن نضخمه نتيجة قوى ودوافع اجتماعية فالانتماء القوي ينشأ نتيجة العلاقات والتفاعلات الاجتماعية وانتماء الدم القوي الوحيد الذي نشاهده هو انتماء الوليد لأمه وهو الذي له أسس بيولوجية قوية ومع هذا إذا لم يعزز ويقوى بتربية الأم لوليدها فإنه يمكن أن يضعف أو يزول . والزوج والزوجة لا ينتميان إلى بعضهما برابطة الدم ولكن بعد زواج وعشرة عشرين عاماً ماذا يحدث ؟ إن الانتماء لابد أن يظهر إن كان قوياً أو ضعيفاً, وككل انتماء يمكن أن يرفض أو يزول في بعض الحالات , فحتى الأم في بعض الحالات يمكن أن ترفض انتماء أحد أبنائها إليها. الانتماء أنواعه ودرجاته وتأثيراته إن أقوى الانتماءات عادة هو الانتماء للذات للأنا الواعية - الأنانية الغريزية -، ثم تأتي باقي الانتماءات وبدرجات تختلف من إنسان لآخر ويمكن لبعض هذه الانتماءات في بعض الأوضاع أن تكون أقوى من الانتماء للذات كالانتماء للدين مثلاً أو للمبادئ أو للعشيرة أو للوطن... والانتماءات المتعددة لكل إنسان تتداخل مع بعضها وتتفاعل، ويمكن أن تنخفض قوة بعضها أو تزداد حسب الظروف والأوضاع. وكل إنسان له انتماءاته الأساسية المضمرة وانتماءاته المعلنة ، وفي كثير من الأحيان يكونان مختلفين أو غير متطابقين . وقد تبنى البشر انتماءات أساسية مختلفة - حسب أوضاعهم وظروفهم – فمنهم من وضع الانتماء الأسري أو العشيري أو العرقي أو القومي في الأساس ومنهم من وضع الانتماء الديني أو العقائدي أو الفكري في الأساس .... الخ . والانتماءات غالباً تعود للأصول والجذور كأساس وبداية للانتماء فيقول المنتمون : أسرتنا ..عشيرتنا .. قوميتنا .. حزبنا .. عقيدتنا .. جماعتنا .. والتي عادة ما تبدأ من زمن ووضع معين ، مثل تكون أسرة ، أو جد ، أو أصل عشيرة ، أو قائد معين ، أو مفكر معين ... وهناك انتماء الجماعة ذات الأهداف الواحدة أو المصلحة المشتركة ، أو المنتمين إلى مهنة واحدة ، والمنتمين إلى مكان أو أرض معينة . وهناك الانتماءات نتيجة التشابه مثل انتماء علماء الفيزياء لبعضهم ، أو انتماء الشعراء لبعضهم ، أو الكتاب أو الفنانين, وهناك الانتماء الطبقي- تشابه ومصلحة- مثل الأغنياء .. العسكريين .. الإقطاعيين , وهناك الانتماءات الفكرية,.....الخ الانتماءات الفكرية والفلسفية . لقد قلنا أن كل منتم يرجع في انتماءاته إلى أصول ومراجع فكرية ينطلق منها ، فمنهم من يرجع إلى ذاته فقط (أنا وفقط أنا ) ومنهم من يرجع في الأصول إلى بضع عشرات من السنين ومنهم يرجع بضع مئات ومنهم يرجع بضعة ألوف أو بضعة ملايين .... فالماركسي يرجع إلى أصول قريبة ماركس ولينين وغيرهم واليهودي يرجع إلى موسى عليه السلام والبوذي إلى بوذا ...... ومنهم من يرجع إلى الأصل الإنساني العام – الإنسانية- ومنهم من لا يكتفي بهذا فيرجع إلى بنية الحياة ككل كانتماء أساسي له ، ويجعل كافة الكائنات الحية - الحيوانية والنباتية - في أصل مشترك معه ويكون هو وكافة الكائنات الحية ومع الأرض في بنية واحدة ينتمون جميعهم إليها ومن هؤلاء جماعة الخضر أو السلام الأخضر ومنهم من يعود إلى الوجود وأصله كأساس لانتمائه فيكون هو جزءاً من هذا الوجود مثل باقي الموجودات - وحدة الوجود - سبينوزا هيغل وابن عربي وغيرهم . وهناك بالإضافة إلى اختلاف الانتماءات توجد درجات ومستويات في قوة هذه الانتماءات ، وكذلك اختلافات في اتساع وانتشار هذه الانتماءات لدى البشر . الانتماء في المنطق أو في التفكير والانتماء الواقعي و المادي إن انتماء بنية فكرية إلى بنية فكرية أخرى يحدد طبيعة العلاقة بين هاتين البنيتين مثال : كل إنسان فان سقراط إنسان سقراط فان , إن كل الناس تنتمي إلى بنية مجموعة الناس فالانتماء هنا هو ناتج عن تشابه أفراد المجموعة الناس في عدة خصائص منها الفناء وهذا يحدد العلاقة الفكرية المنطقية التي يبنى عليها الحكم ، فالعلاقة هنا هي التشابه فكل أفراد جماعة الناس لأنهم متشابهون هم فانون وأي إنسان هو فان ، وبما أن سقراط إنسان ينتمي إلى مجموعة الناس فهو فان بناء على علاقة الانتماء التي هي التشابه الموجودة بين الناس , هذا مثال على الانتماء في المنطق وهذا الانتماء هو من أبسط أنواع الانتماءات الفكرية . وهناك الانتماء والتضمن والمجموعات في الرياضيات وقد أثبت فاعلية عالية في حل المسائل المعقدة بسهولة وسرعة . طبيعة وخصائص الانتماء إن كل بنية مادية أو حية أو اجتماعية أو فكرية... ذات عمر معقول بالنسبة لنا ,أي يمكننا التعامل معها, فإذا كان عمرها مليارات السنين أو عمرها واحد على مليار من الثانية لا يمكننا التعامل معها, هي تتألف من بنيات جزئية ويكون لكل منها وظيفة أو دوراً محدداً في تلك البنية الكلية أي أن هناك علاقة انتماء محددة بين كل بنية جزئية وباقي البنيات التي تكون البنية الأساسية ، وهذا ما يعتبر طبيعة الانتماء وهو الذي يحدد نوع الانتماء وبالتالي العلاقات بين البنيات الجزئية مع بعضها ومع البنية الكلية الشاملة لهم مثال : بنية الأسرة الأب والأم والأولاد هم بنيات جزئية في بنية كلية تشملهم هي بنية الأسرة ، وكل منهم ينتمي إلى هذه الأسرة وله دور ووظيفة فيها ، وحسب طبيعة هذا الانتماء تتحدد الوظيفة وبالتالي العلاقة مع باقي أفراد هذه الأسرة . إننا في هذه الحالة نأخذ الانتماء من ناحية واقعية مادية وليس ناحية فكرية كما في المثال السابق الذي يكون فيه الانتماء انتماء منطقياً وبالاعتماد على العناصر والعلاقات الفكرية وليس هناك تفاعل متبادل مادي بل فكري. ونحن إذا استعملنا طبيعة وخصائص الانتماء لتوضيح العلاقات بين البنيات واستطعنا تمثيل هذه العلاقات الواقعية ببنيات فكرية وبشكل دقيق ومطابق بدرجة كبيرة للواقع عندها نكون بذلك أوجدنا الحساب الواقعي الذي تكلم عنه ليبنتز. وكذلك إذا اعتمدنا في تنظيم وتصنيف العلاقات على طبيعة وخصائص الانتماءات بين البنيات وذلك بالاعتماد على رصد الواقع بأكبر دقة ممكنة فإن هذا يسهل الأمر علينا كثيراً ويجزئ العملية إلى مرحلتين : الأولى : تحديد وتعيين طبيعة وخصائص الانتماء . والثانية : كشف وتحديد وتعيين العلاقات الناتجة عن هذا الانتماء ، كما في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفيزيولوجيا والبيولوجيا وعلم الاجتماع وعلم النفس ......الخ صحيح أن الأمر معقد كثيراً ولكن يمكن التعامل معه بالتدريج وتحقيق نتائج عملية. إن تحديد وتعيين العلاقة يحدد ويبين ويظهر التفاعل أو التغير وكذلك العكس أي تحديد ومعرفة التفاعل يمكن أن يظهر العلاقة وبالتالي الانتماء . التحكم بالانتماءات , الدخول في انتماء والخروج منه إن آليات وخصائص الدخول في انتماء أو الخروج منه يمكن تحديدها فالمنتمين إلى أديانهم بقوة يصعب عليهم التغيير أو الخروج من هذا الانتماء وكذلك المنتمين إلى أسرة أو إلى عشيرة أو إلى ارض فالخروج من الانتماء ليس بالأمر السهل ولا يمكن أن يفعله أي إنسان بسهولة وغالبا ما ينشأ الانتماء نتيجة الأوضاع والظروف ولا يصنع, فصنع الانتماء ليس بالأمر السهل و يصعب فرض الانتماء وإذا فرض فيكون شكلياً وضعيفاً فالانتماءات تتشكل لوحدها نتيجة الأوضاع , ويمكن أيضاً أن يصنعها الإنسان أو الجماعات ولكن ببطء وصعوبة. إن الإنسان يمكن أن يتحكم بانتماءاته الصغيرة وغير الأساسية حسب دوافعه ورغباته فالفرد الذي له أخوان أحدهما جيد والآخر سيء ، نراه يميل إلى الانتماء للأخ الجيد ويتحاشى الانتماء للأخ الآخر . مثال آخر: إنسان يعادي أخاه أو ليس على وفاق معه ويهاجمه وينتقده ضمنياً , ولكن هذا الأخ في مركز مرموق، نراه عندما يتكلم مع الآخرين عن هذا الأخ يتحاشى عداءه ويفتخر به كأخ ويفتخر بالانتماء له . الذي أريد قوله أن الانتماءات غير القوية يتم التعامل معها و تفضيلها واختيارها أو استبعادها وهي ليست مفروضة دائماً ، والمنفعة والأفضلية الذاتية تتحكم أحياناً في هذه الانتماءات والإنسان يميل إلى الانتماء دوماً , ويأخذ موقفاً عندما يجد نفسه أمام متنافسين ويصعب عليه الوقوف على الحياد فغالبيتنا عندما نشاهد تنافساً أو مباراة بين فريقين نتخذ موقفاً ونؤيد أو ننتمي لأحد الفريقين حتى وإن كان الفريقان مجهولين أو متساويين . عدم توافق الانتماءات وتضاربها . إن الانتماءات تتشكل حسب الظروف والأوضاع الاجتماعية والمادية وهذه الظروف كثيرة التنوع, لذلك تنشأ الانتماءات المختلفة واختلاف الانتماءات هو من أهم أسباب الصراع إن الانتماءات يمكن أن تتضمن بعضها فالانتماء الأوسع يستوعب الأصغر. الانتماء وبنية الحياة إن الإنسان يعمل من أجل نفسه يحميها وينميها ويحافظ على بقائها واستمرارها ، فانتماؤه إلى ذاته ونفسه وجسمه يجعله يخدم البنيات التي تنتمي إليه أو ينتمي إليها وعندما ينتمي إنسان إلى بنية أوسع منه ويعتبر نفسه جزء منها فهو يتصرف ويعمل بناءً على أن هذه البنية هي هو , فالنحن كما ذكرنا يعاملها الفكر كما يعامل الأنا هذه الخاصية هي التي تظهر قوة وترابط كثير من البنيات الاجتماعية فانتمائي إلى دين أو دولة أو حزب يجعلني أخدم هذا الدين أو الحزب كأنه هو ذاتي أو أنا ، وأحياناً أخدمه بما يعاكس دوافعي ومصلحتي الذاتية ، فكثيراً ما يضحي الفرد بذاته في سبيل دينه أو وطنه أو مجموعته ... من هذه الفكرة نجد أن البنيات التي تشمل الأفراد والجماعات لها وجود فعلي وهي تحافظ على ذاتها ونموها واستمرارها مثل الكائنات الحية وهذا من خلال ما يقوم به الأفراد المنتمون إليها فهي مثل الكائن الحي تنمو وتتطور وتتصارع مع الكائنات المماثلة لها ، وكذلك لها عمر تولد وتموت . الذي أريد الوصول إليه هو أن بنية الحياة - كافة الأحياء قديماً وحاضراً ومستقبلاً - بنية واقعية مادية وروحية وهي مفكرة ولها دوافع وأهداف وغايات- هكذا يتصورها الكثيرون الآن - . هذه البنية أدركها الكثيرون ، وبعضهم انتموا إليها واعتبروا أنفسهم جزءاً منها وهم يخدمونها ويدافعون عنها وهم يسخٌرون الفكر لها ليخدمها ويساعدها , فهي أم وأصل الفكر، والتضحية في سبيلها وخدمتها مبررة جدا بالنسبة لهم . وهذا يجعل بنية الحياة تكتسب قدرات فعالة جديدة منها الوعي والشعور بذاتها من خلال أفرادها الذين أدركوها وعرفوها ويسعون لاستمرارها ونموها, فهم ممثليها لأنهم جزء هام منها . الانتماء _ المحبة _ التنافس _ الكراهية _ التملك _ السيطرة _ الافتخار . إن كيفية تصنيف هذه العلاقات هام جداً ، وكذلك ترتيبها و تقييمها : فهل استخدام علاقة الانتماء كصنف أساسي أفضل وأنسب في بناء الأحكام ؟ أم استخدام علاقة المحبة أو السيطرة أو التملك بدلاً عنه أفضل؟ في رأيي إن استخدام مفهوم الانتماء بشكليه الأساسيين الانتماء والتضمن هو الأفضل والأدق من استخدام مفهوم المحبة فالمحبة تنشأ حسب طرق كثيرة ويمكن أن تنشأ عن الانتماء ، والمحبة هي قوة ودافع وجاذب وشعور نحو عمل ما أو شيء ما . والانتماء يصف علاقة لها خصائصها وآليات تشكلها كما يمكن أن تنتج عنه الكراهية والعداوة عنه لمن يقع خارج الانتماء . فالمحبة هي شعور ناتج عن علاقة , أما الانتماء فهو علاقة بين بنيات نتيجة آليات فيزيولوجية عصبية غريزية و فكرية أو نتيجة التربية والعلاقات الاجتماعية . الأقوياء - الأبطال والأنبياء - وعلاقتهم بفرض وخلق الانتماءات إن بعض الناس لهم قدرة فائقة وأحياناً خارقة على تحقيق دوافعهم وأهدافهم حتى في أصعب الظروف، فلديهم القدرة الجسمية والعصبية والنفسية والفكرية لتحقيق أصعب الأهداف ، ولديهم أيضاً القدرة على التصميم والمتابعة إلى مراحل متقدمة جداً ، وبالتالي لهم قدرات خارقة على النمو والتملك والسيطرة . إن هؤلاء الأقوياء يقومون بخلق الانتماءات سواء كان الانتماء إليهم, أو إلى الأفكار والمبادئ التي يوجدونها , وإن هؤلاء الأقوياء يمكن أن يكونوا خطرين على باقي الأفراد ، وكذلك على البنيات الاجتماعية ويمكن أن يكونوا في غاية الفائدة والأهمية أيضاً فهؤلاء نشؤوا أو تكونوا نتيجة الظروف والأوضاع ، وهم غالباً يملكون قدرات وراثية متميزة فهؤلاء لهم قدرة كبيرة على فرض تأثيراتهم أو أفكارهم على الظروف وعلى الآخرين . |