حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
كتاب كيف ينتخب الرئيس الامريكى؟ - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79)
+--- الموضوع: كتاب كيف ينتخب الرئيس الامريكى؟ (/showthread.php?tid=1597)



كتاب كيف ينتخب الرئيس الامريكى؟ - نبع الحياة - 01-10-2009

كتاب صدر مؤخرا بالقاهرة يؤكد :
الرئيس الأمريكي لا ينتخبه شعبه!
السود وإسرائيل والشرق الأوسط .. أوراق كشفت "أوباما"




محيط – شيماء عيسى

على الرغم من تأكيد الخطاب الأمريكي للعالم دائما بأنه يجب النظر لأمريكا كقلعة للديمقراطية وأنها النموذج الذي يجب أن يحتذى !.. والذي بناء عليه تلوح بورقة الديمقراطية للضغط على أي دولة – ومنها الدول العربية بالطبع - لإرغامها على الرضوخ لسياستها ، فإننا نجد وللعجب أن السجل الأمريكي بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم مخزي بدءا من الضلوع في قلب نظم حكم ديمقراطية شتى من إيران إلى شيلي ، ووصولا لدعم نظم حكم ذات تاريخ أسود في انتهاكاتها لحقوق الإنسان من الشمولي سوهارتو في بدايته بأندونيسيا إلى الديكتاتور بيونشيه في شيلي!.

وفي هذا الكتاب بعنوان " كيف ينتخب الرئيس الأمريكي ؟ " الذي صدر في القاهرة مؤخرا عن مكتبة الشروق الدولية ، تؤكد أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وخبيرة الشؤون الأمريكية د. منار الشوربجي أنه صحيح أن أمريكا تأتي على القمة بين دول العالم في مجال الحريات المدنية ، إلا أنه ليس صحيحا على الإطلاق أن الشيء نفسه يصدق على العملية الإنتخابية . وأنه لا عبرة لصوت المواطنين الأمريكيين في إنتخاب رئيسهم إذ العبرة في صوت النخبة السياسية فقط . إضافة لدور الإعلام وجماعات المصالح والمال في صناعة الرئيس الأمريكي .. الذي يحكم سياسات العالم !!

في هذا الكتاب تجلي المؤلفة د. الشوربجي صورة أوباما الحقيقية .. ذلك الشاب أسود البشرة الذي بهر الأمريكيين بخطابه عن التغيير وخلفيته العائلية متعددة الثقافات . تؤكد المؤلفة أنه لن يختلف إطلاقا عن رؤساء أمريكا السابقين في تعامله مع قضايا الشرق الأوسط أو دعمه المطلق لإسرائيل . حتى أن السود الذين اعطوه أصواتهم جميعا ورقصوا بالشوارع وانهمرت دموع فرحتهم لحظة إعلان فوزه رئيسا لتلك الدولة التي طالما ذاقوا فيها ألوان التفرقة العنصرية ، أصر أوباما أن يؤكد للشعب الأمريكي أنه لا ينتمي لهم ولا يسعى لإصلاح أوضاعهم .


وهو مثلا رفض الحرب على العراق ( فقط) لأنها " غبية" على حد وصفه ، وليس لأنها انتهكت الشرعية الدولية . وهو حين تعهد بالإنسحاب لم يفعل ذلك لأن بلاده احتلت العراق ودمرته وقتلت وشردت الملايين من أبنائه ، وإنما ببساطة لأن أمريكا لا يمكنها أن تكون طرفا في حرب أهلية ولا يمكنها أن تنقذ العراق مادامت حكومته متقاعسة على حد قوله ! وأوباما الذي رفض حرب العراق قال إنه على استعداد لقصف باكستان إذا ما تأكد أن الحكومة الباكستانية تتقاعس في القبض على بن لادن . وهو يسعى لانسحاب تلك القوات من العراق لإرسال مزيد من القوات لأفغانستان .

تفاصيل كثيرة عن الداخل الأمريكي في الحاضر والماضي والمستقبل نقرأها سويا في هذا الكتاب القيم .

.. يؤكد الكتاب في الباب الأول أنه وعلى الرغم من أن الدستور الأمريكي يبدأ بعبارة " نحن الشعب" ، إلا أن هذا الدستور نفسه قد صمم لانتخاب الرئيس الأمريكي نظاما يجعل الولايات – وليس الشعب – هي التي تختار الرئيس !

نحن الولايات !

في عام 1787 عقد في فيلادلفيا مؤتمر بين الولايات الثلاثة عشرة التي كانت نواة الولايات الأمريكية وتكونت الحكومة الفيدرالية الجديدة من مؤسسات تشريعية وقضائية وتنفيذية وكل منها وزعت صلاحياته بحيث لا يستطيع أحدهم إتخاذ قرار بمفرده .

وأنشأ الدستور مجلسا للنواب يتم فيه تمثيل الولايات على أساس عدد السكان . وبذلك تحصل الولايات الأكبر على عدد أكبر من المقاعد ، بينما تمثل الولايات كلها – بغض النظر عن عدد سكانها – بالتساوي في مجلس الشيوخ ، حيث لكل ولاية عضوان .


نص الدستور الأمريكي على انتخاب الرئيس عبر ما يسمى بالمجمع الانتخابي . وهو عبارة عن مجموعة من المنتخبين تحددهم الولايات وبحيث يكون لكل ولاية عدد من المنتخبين مساو لعدد أعضاءها في مجلسي النواب والشيوخ معا.

وبناء على ذلك ، فإن ولاية كبيرة – من حيث عدد السكان – مثل كاليفورنيا يكون نصيبها من أصوات المجمع الإنتخابي 55 صوتا ( 53 نائبا في مجلس النواب + عضوان في مجلس الشيوخ ) بينما يكون لولاية ألاسكا ثلاثة أصوات فقط ( نائب واحد في مجلس النواب + عضوان في مجلس الشيوخ) .

معنى ذلك أن اختيار الرئيس الأمريكي يتم عبر انتخاب غير مباشر . فهو يحدث على مرحلتين ، الأولى هي الاقتراع العام من جانب الناخبين والذين يطلق على أصواتهم تعبير " الأصوات الشعبية" ثم المجمع الإنتخابي والذي يطلق على أصوات أعضائه " الأصوات الإنتخابية" .

ويقوم انتخاب الرئيس عبر قاعدة الفائز يحصل على كل شيء بمعنى أن المرشح الذي يحصل على أعلى نسبة من الأصوات الشعبية في الولاية أي أصوات الناخبين يفوز بكل أصوات تلك الولاية في المجمع الإنتخابي ، بينما لا يحصل منافسه على أي شيء على الإطلاق .

النظام الأمريكي أسير المصالح

تكثر الكتابات التي تتناول مدى النفوذ الذي تمارسه جماعات المصالح والأثرياء الذين ينفقون ببذخ على تمويل الحملات الإنتخابية لجميع المناصب الفيدرالية الأمريكية . وبالتالي يحصلون على قرارات سياسية تنحاز لأصحاب المصالح على حساب الجماهير التي لا تملك الأموال للدفاع عن رؤاها ومطالبها .

وهناك أربعة مصادر لتمويل حملات مرشحي الرئاسة : المال العام ، وإسهامات الأفراد ، فضلا عن إسهامات لجان العمل السياسية ، والأحزاب .

ودائما توضع القواعد لتحجيم تمويل الأفراد والمؤسسات ولكنها تخترق ، فعلى سبيل المثال يحظر على أي جماعة منظمة مثل الشركات الكبرى والنقابات تقديم مساهمات مباشرة للمرشحين ، ولكن جماعات المصالح تنشيء كيانات سياسية تسميها لجان العمل السياسي ويمكنها جمع الأموال وتقديم مساهمات وبحد أقصى 5 آلاف دولار في الإنتخابات الواحدة .ولكن يتحايل الكثيرون على ذلك من خلال إنشاء لجان عمل سياسية ذات أسماء مختلفة وإن كانت جميعها تتبع لجهة واحدة في النهاية . ومن الجدير بالذكر أن أنصار إسرائيل استغلوا هذه الثغرة ، إذ لديهم 70 لجنة عمل سياسي كل منها مستقلة قانونيا بل وعن المنظمات الأم المناصرة لإسرائيل ، الأمر الذي يزيد من حجم نفوذها .

ولا يمكن إغفال الأموال المراوغة .. حيث يمكن للجنة أن تنفق بلا حدود إذا لم يكن ذلك بالتنسيق مع حملة أحد المرشحين للرئاسة مثل أن تنفق على حملات تليفزيونية أو إرسال عدد لا نهائي من الخطابات بالبريد لأعضائها وغيرهم لهزيمة مرشح بعينه .

حزبيون بلا أحزاب !

الحزب في الولايات المتحدة هو بالأساس عبارة عن كيان مصمم خصيصا بغرض الفوز في الإنتخابات العامة ، هو لا يملك أيضا منظومة واحدة من المصالح القومية التي يدافع عنها ، إذ أن فروع الحزب في الولايات تحدد اولويات مختلفة على أساس المصالح المحلية وحسابات المكسب والخسارة في الولاية.

ونفس الحال على المواطنين في أمريكا فحين يقول أحدهم أنه جمهوري أو ديمقراطي لا يعني ذلك فعليا أكثر من التصويت لمرشحي هذا الحزب في الإنتخابات العامة .

وفي أمريكا يمكن لأي مواطن أن يرشح نفسه للرئاسة رافعا شعار أحد الحزبين دون استشارة الحزب بالضرورة ثم يخوض المعركة بأموال يجمعها بنفسه بشكل مستقل عن الحزب .

خلاصة القول ، إن الحزب الأمريكي عبارة عن ائتلاف واسع يضم قوى وجماعات وتيارات مختلفة ، ليست بالضرورة متجانسة وفضلا على ذلك ، فإن هذه الإئتلافات ليست ثابتة . إذ قد تخرج إحدى هذه القوى من ائتلاف أحد الحزبين في لحظة تاريخية معينة ، لتنضم لإئتلاف الحزب المنافس ، وهو ما يعرف بإعادة ترتيب التحالفات .

فمثلا اليهود الأمريكيون منذ عام 1850 وحتى بداية القرن العشرين ، كان اليهود يعطون أصواتهم للحزب الجمهوري ، حتى جاء روزفلت ونجح في ضمهم لحظيرة الحزب الديمقراطي ضمن قوى أخرى بسبب قضية العدالة الإجتماعية . وقد ظل اليهود منذ ذلك التاريخ يعطون اصواتهم بأغلبية كبيرة لمرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة . إلا أن مواقف جورج بوش الإبن غير المسبوقة في مساندة إسرائيل قد دفعت الكثير من اليهود إلى إعادة النظر في هذا الإنتماء التقليدي .

الإعلام الأمريكي
صناعة المرشح ..وتدميره أيضا !


الإعلام الأمريكي ليس طرفا محايدا يقوم بمجرد نقل الخبر أو تغطيته ، وإنما هو إحدى القوى التي تؤثر بشكل فاعل في تشكيل نتيجة الإنتخابات .

يعتبر الإعلاميون أن هناك معيارين يمكن على أساسهما تحديد ما إذا كان المرشح يستحق الإهتمام . أولهما : حجم التمويل الذي جمعه المرشح ، وثانيهما : شعبيته وفق استطلاعات الرأي الأولية .

ومنذ المناظرة الأولى التي عقدت بين كنيدي ونيكسون في عام 1960 ، صارت المناظرات من الأحداث المهمة في الحملة .

يلجأ المرشحون إلى الإعلانات مدفوعة الاجر ، بالذات في محطات التليفزيون المختلفة . والكثير من هذه الدعاية يركز على الهجوم على الخصم فيما صار يعرف بالدعاية السلبية ودوما ما تحوي معلومات مغلوطة عن الخصم وربما كذب صريح .

الإعلام بعد 11 سبتمبر

استطاعت أحداث 11 سبتمبر أن توحد الشعب الأمريكي خلف الرئيس بوش على الرغم من شعبيته المنخفضة قبلها ، وذلك نتيجة طبيعة لحالة الذعر التي سادت بين المواطنين .

ومارس الإعلام رقابة ذاتية وتخلى عن روح المساءلة والتأكد من دقة ما يصدر عن المؤسسة التنفيذية . فعلى سبيل المثال وجه أحد كبار مسئولي شبكة سي إن إن مذكرة داخلية لمذيعي الإستوديو توصيهم بقراءة فقرات بعينها ، إذا ما تم بث تقرير - على الهواء - يتضمن صورا لضحايا مدنيين في أفغانستان . وقد احتوت المذكرة على نص الفقرات المقترحة التي ينبغي أن يلتزم بها المذيع . فكانت تذكر المشاهد بأننا " لابد أن نأخذ في اعتبارنا - عند مشاهدة هذا التقرير - أن هذا العمل العسكري الأمريكي قد جاء بسبب هجمة إرهابية راح ضحيتها خمسة آلاف من الأبرياء في الولايات المتحدة " .
وهناك أمثلة كثيرة مثل نعت العمليات الأمريكية في العراق بعمليات تحرير العراق كعنوان يظهر على الشاشة طوال الوقت .

وثبت أن المواطن الأمريكي تعرض في الشهرين السابقين مباشرة على غزو العراق إلى رؤية واحدة فقط في الإعلام . فقد ثبت أن 76% من ضيوف جميع البرامج كانوا من المسئولين السياسيين الحاليين أو السابقين بينما لم يتم استضافة معارضي الحرب إلا في 1% فقط من الحالات .

وبعد كل ذلك ليس مستغربا من المواطن الأمريكي المعروف بعدم اهتمامه بالشأن الدولي أن يكون موافقا على غزو أمريكا لتلك الدول وعلى سياسات أمريكا الخارجية .

انتخابات 2008
أوباما الحركة أم أوباما المرشح ؟


حاول الشعب الأمريكي التعبير عن غضبه من سياسات الجمهوريين في الكونجرس والإدارة الأمريكية ، حيث اعتبرهم سببا لكل الكوارث التي حلت بالبلاد ، واتجهت الدفة لصالح الحزب الديمقراطي وكان من أبرز مرشحي حملة 2008 من المعسكر الديمقراطي هيلاري كلينتون وباراك أوباما وجون إدواردز.

وفي حين تجاهل الإعلام إدواردز واتسمت حملة هيلاري بالتقليدية إضافة لرصيدها السياسي المليء بالصراعات.. فقد ركز أوباما في خطابه للجماهير على أنه يمثل جيلا جديدا آن الأوان ليتولى المسئولية . وقد لاقى ذلك النوع من الخطابات ترحيبا من الأجيال الشابة وقد استخدم أوباما قصة حياته لتأكيد ذلك المعنى . فهو من أب أسود مهاجر وأم بيضاء وهو نشأ في ولاية هاواي – ذات التعددية العرقية والإثنية الكبيرة – فضلا عن أنه عاش أيضا في إندونيسيا ، ثم إن جدته لأبيه كانت لا تزال تعيش في قرية صغيرة في كينيا .

وكما ركز أوباما في حملته على أنه خريج جامعة هارفارد العريقة فإنه توجه بالحملة على نحو كبير لطلبة الجامعة ، كما تواصل عموما مع الشباب عبر شبكة الإنترنت.

لكن رسالة أوباما الإنتخابية كانت جذابة أيضا لأعداد ضخمة من الناخبين الجمهوريين المعتدلين الذين رفضوا سياسات بوش والتي جسدت فكر المحافظين الجدد واليمين الديني فقط وتجاهلت باقي التيارات الجمهورية ، او الذين يهمهم حال الحريات المدنية . أما الأجيال الأكبر من النشطاء والمنظمين سياسيا الذين انضموا للحركة الداعمة لأوباما فقد جاءوا من القوى التقدمية التي تقع على يسار الحزب الديمقراطي . وكان خيار أوباما هو الأقل مخاطرة بالنسبة لهم .

الأمل في أوباما .. وهم أم حقيقة ؟

قدمت مؤلفة الكتاب أطروحة محددة مؤداها أن فوز أوباما لا يعني على الإطلاق تحسنا في أوضاع الأقليات في أمريكا خصوصا السود .. أوباما أيضا ركزت حملته على أن أباه أسود إلا أنه ليس من سلالة العبيد وإنما هو مهاجر جاء طوعا إلى أمريكا بما يضعه في إطار مختلف عن جماعة السود التي جاء أجدادها مكبلين بالحديد للعمل بالسخرة في زمن العبودية .

وقد قال في أكثر من مرة أن سود أمريكا حققوا أكثر من 90% على طريق المساواة الكاملة في أمريكا . بالرغم من أن ذلك لا يعبر عن الواقع بأية حال. على سبيل المثال فإن الفارق هائل في توزيع الثروة فالأسرة السوداء تملك 10 سنتات فقط مقابل دولار تملكه الأسرة البيضاء في امريكا ، كما ان السود يشكلون نصف المودعين في السجون وهم لا يشكلون سوى 11% من السكان .



أوباما يتنكر للكنيسة السوداء


تقول د. منار الشوربجي مؤلفة الكتاب أنه لعل قصة أوباما مع جرمايا رايت القس الأسود وراعي الكنيسة التي انتمى لها أوباما لعقدين كاملين هي القصة الأهم في دلالاتها .

وجرمايا رايت هو راعي الكنيسة التي انتمى لها أوباما على مدى 16 عاما على الاقل ، ويعد أحد أهم الدعاة الدينيين في أوساط السود ولم يتهم يوما بالتطرف ، وهو الذي أبرم عقد زواجه وعمد طفلتيه . وهو لم يكن فقط وثيق الصلة بأوباما حتى بدأ حملته للرئاسة ، وإنما كان مرشده الروحي ، بل وصاحب التعبير الذي اقتبسه أوباما عنوانا لأهم كتبه " جرأة الأمل " في دلالة واضحة على حجم تأثير الرجل عليه .

ولكن في عام 2008 عرض الإعلام بشكل إنتقائي لبعض العبارات التي جاءت في مواعظ سابقة لجرمايا رايت منها موعظة قال فيها إن أحداث سبتمبر كان من الممكن تجنبها لأنها ناتجة عن سياسات أمريكية خارجية خطأ ، وتصريح آخر قال فيه إن البيض الأثرياء هم الذين يهيمنون على أمريكا . وحينما لم يتراجع عن موقفه أدانه أوباما بشدة معلنا انفصاله عن الكنيسة بالمطلق . وأنه لن ينضم لأية كنيسة سوداء أخرى حتى نهاية العام .

ويخبرنا التاريخ أنه حين تم استقدام الأفارقة لاستعبادهم في أمريكا ، استخدمت كل الوسائل التي من شأنها إخضاعهم بشكل كامل . لذلك اهتم نظام العبودية بالقضاء على الثقافات الأصلية التي أتوا بها من بلدانهم ، حرموا كذلك من الدخول في ديانة السيد الأبيض المسيحية بغض النظر عما إذا كانوا أحرارا أو عبيدا .

لكل ذلك صارت ممارسة الدين عند السود أحد أشكال المقاومة ، وظل هذا المعنى موجودا في الثقافة الجمعية السوداء حتى اليوم ، سواء بالنسبة للذين يدينون بالمسيحية أو أولئك الذين يدينون بالإسلام على نهج منظمة أمة الإسلام .

وحتى بعد السماح تدريجيا باعتناق السود للمسيحية كانت التعاليم المسيحية التي تلقاها العبيد تهدف لإخضاعهم للسيد الأبيض والتأكيد المستمر على دونيتهم من خلال تقديم ذلك المعنى باعتباره إرادة الله التي خلق عليها الكون .


وبعد جر مجموعة من السود من أرجلهم في 1787 حين قاموا دون قصد بالركوع للصلاة في مكان مخصص للبيض في إحدى الكنائس نشأ ما يعرف بعد ذلك بالكنيسة السوداء . وصارت الكنيسة بالنسبة للسود هي النادي الاجتماعي والحزب السياسي والمعبر عن الاحلام والمجسد للظلم ، كما كانت أيضا المصدر الأساسي لتفريخ الرموز القيادية بمن في ذلك مارتن لوثر كينج .

ولكن ظهر تياران آخران يعبران عن التطور الذي حدث للجماعة السوداء نفسها حيث صارت هناك طبقة وسطى ونخبة ثرية في أوساط السود . التيار الأول يقوم على إعطاء الأولوية الأكبر للتكيف مع المجتمع الأبيض داعيا السود للبحث عن الفردوس في الآخرة وحدها لا على الأرض ويعطي الأولوية للجوانب الأخلاقية التي يراها مسئولة عن انهيار المجتمع مثل الإجهاض واللواط.

وهناك تيار آخر يخاطب بالأساس السود الاثرياء ، يشجع أتباعه للنظر للثراء باعتباره دليلا على الرضا الإلهي ، وهو تيار لا مانع عنده من تحميل السود المسئولية عن تدهور أوضاعهم . أما أوباما فظل يريد الإستفادة من إلتفاف السود جمعيا حوله وبحيث يروض هذا التأييد لئلا يستعدي البيض .


أوباما والعرب وإسرائيل

وترى د. الشوربجي أنه بعد الموقف الذي اتخذه اوباما من الكنيسة ، لم تكن مفاجأة على الإطلاق أن يذهب أوباما إلى مؤتمر إيباك ويلقي كلمة بالغة التأييد لإسرائيل .

وفي خطابه أمام إيباك ركز أوباما على ضرورة أن تعود علاقات السود واليهود لما كانت عليه حيث عملوا سويا في حركة الحقوق المدنية . ولكن الحقيقة غير ما ذكره أوباما فصحيح أنه في المراحل الأولى لحركة الحقوق المدنية كان لليهود دور إيجابي للغاية وكافحوا مع الرموز السوداء من أجل وضع نهاية للعنصرية والقهر في المجتمع الأمريكي .

ولكن أدى موقف إسرائيل الداعم لحكومة جنوب أفريقيا العنصرية ومواقفها الرجعية من كل قوى التحرر الوطني في ذلك الوقت ، ثم امتناع اليهود الأمريكيين عن إدانة ذلك الموقف الإسرائيلي في فلسطين مصدر استياء بالغ لدى السود الذين تحالفوا معهم في حركة الحقوق المدنية نظرا لتوحدهم مع تجارب النضال والتحرر الشبيهة بتجربتهم في أمريكا . وفي مقابل ذلك لم تقبل الرموز اليهودية تأييد السود لحركة التحرر الوطني الفلسطينية .

بل إن الرموز اليهودية كانت قد بدأت تمارس ضغوطا على كبرى المنظمات السوداء في ذلك الوقت بهدف ألا يتولى المواقع القيادية فيها أية زعامات سوداء مؤيدة لحقوق الفلسطينيين .

ومن بين ما يرفضه هذا التيار الأسود في سياسة بلاده الخارجية هو التأييد الأعمى لسياسات إسرائيل واعتبار الإسلام هو المسئول عن مشكلات الشرق الأوسط .

نلاحظ أن اوباما بعد فوزه اتخذ في أسابيع قليلة مواقف بشأن قضايا مختلفة بدا معها وكأنه يتراجع عن المواقف التي اتخذها طوال الحملة التمهيدية . فخرج مثلا بتصريحات جعلت تعهده بالإنسحاب من العراق في غضون 16 شهرا رهنا برأي القيادة العسكرية في العراق وبتطورات الموقف على الأرض . وهو بالضبط منطق بوش .

لغة القوة بين الأمم

وتستنكر مؤلفة الكتاب الإعتماد على أوباما في تحسن أوضاعنا في مصر ؛ فإقامة علاقات جيدة بين مصر وأمريكا أمر يستلزم ثلاثة شروط : وهي العافية المصرية الداخلية التي تعتمد على توفير مناخ ديمقراطي حقيقي ، والحضور الإقليمي القوي ، ووجود مؤسسة حاكمة في أمريكا أكثر توازنا في إدارة علاقاتها بالعالم وأقل تطرفا في انحيازها لإسرائيل .

وللعلم فإن الشرطين الأول والثاني اهم بكثير من شرط وجود مؤسسة حاكمة أمريكية غير متطرفة . والدليل على ذلك تركيا وهي حليف قوي للولايات المتحدة وصاحبة العلاقات الوثيقة مع إسرائيل استطاعت عبر ديمقراطيتها ومراجعتها لسياستها الإقليمية أن تبني علاقة مع أمريكا تتسم بدرجة عالية من الإستقلالية ، رغم التحالف ، على نحو يحقق اعلى مصلحة وطنية . ففي عام 2003 رفضت تركيا أن تستخدم أمريكا أراضيها لغزو العراق . وهو ما كان مفاجأة قاسية لإدارة بوش لأن القرار التركي كلفها الكثير استراتيجيا وعسكريا . ولكن إدارة بوش بكل صلفها وتطرفها ورغم غضبها الواضح لم تستطع ابتزاز الأتراك ، لأن القرار جاء من البرلمان التركي وكان ظهر الحكومة التركية محميا بموقف داخلي قوي وإجماع واضح وراء ذلك القرار ، الأمر الذي يجعل المواجهة أصعب بكثير لانها تكون مواجهة مع الأمة التركية كلها لا مع حكومة بعينها .

كما ان تركيا بنت في السنوات القليلة الماضية علاقات جيدة مع كل من سوريا وإيران ، بل ودعت خالد مشعل ورموز حماس إلى أنقرة . وقد سمعت بعض القوى في أمريكا للي ذراع تركيا عبر إعادة فتح ملف الأرمن وتم الدفع من جديد نحو إصدار قرار من الكونجرس ينص على أن ما حدث للأرمن إبان الدولة العثمانية كان "مذبحة" . لكن تركيا التي تملك أوراقا إقليمية بالغة الأهمية لأمريكا استخدمت تلك الأوراق . فكانت إدارة بوش هي التي ضغطت بكل قوتها على الكونجرس ، حتى اختفى ابتلع أعضاء الكونجرس ألسنتهم بعد أن كان بعضهم قد ملأ الدنيا ضجيجا بشأن موضوع الأرمن باسم " حقوق الإنسان " فجأة وفي أقل من يومين تغير الموقف داخل الكونجرس من الشيء لعكسه !!!.


المصدر http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=196829&pg=12