حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الأحاسيس نظرة موسعة. - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: عـــــــلوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=86) +--- الموضوع: الأحاسيس نظرة موسعة. (/showthread.php?tid=16101) |
الأحاسيس نظرة موسعة. - نبيل حاجي نائف - 07-27-2006 الإحساس هو جهاز الإنذار والإعلام لكل ما يتعرض له الكائن الحي من مؤثرات داخلية وخارجية. إن أية مؤثرات - داخلية أم خارجية- تتعرض لها البنية الحية وتكون بقوة معينة ترد عليها هذه البنية باستجابة , وهذه الاستجابة تكون إما على شكل فعل وحركة أو استجابة كيميائية أو فزيولوجية , أو حسية , أو الاثنتان معاً, فالإحساس هو نوع من الاستجابة للمؤثرات التي يتعرض لها الكائن الحي وهي استجابة إنذارية أو إعلامية . وبالنسبة لنا نحن البشر لدينا أجهزة إحساس متطورة جداً ومعقدة , وذلك نتيجة امتلاكنا لجهاز عصبي متطور جداً ودماغ متطور . فنحن لدينا أحاسيس أولية خام ولها أساس فزيولوجي متوارث نكون مجهزين بها عند ولادتنا وهي: 1_ أحاسيس إعلامية – محايدة- مثل الإحساسات البصرية والسمعية والشمية واللمسية... 2_ أحاسيس الإنذار والتحذير- أحاسيس الألم- مثل الأحاسيس الناتجة عن التعرض للحروق والجروح والمواد المؤذية للجسم, والأحاسيس الدالة على حدوث إختلال في توازن من التوازنات الفزيولوجية للجسم,مثل أحاسيس الجوع والعطش, والبرد والحر ....., وهذه الأحاسيس دافعة وموجهة للفعل والعمل والاستجابة المناسبة. 3_أحاسيس اللذة والراحة والسعادة..... الناتجة عن إرواء أو تحقيق أحد الدوافع, مثل الأحاسيس الناتجة عن تناول الطعام بعد الجوع, أو شرب الماء بعد العطش..... وهذه الأحاسيس هي أيضاً دافعة للفعل والعمل والقيام بالاستجابة المناسبة. 4_أحساسات إعلامية وتحذيرية في نفس الوقت, وفي الواقع تتحول الأحاسيس الإعلامية المحايدة أثناء الحياة إلى أحاسيس تحذير أو ترغيب حسب الظروف المعاشة. 5_ الأحاسيس المرافقة للانفعالات وهي كثيرة ومتنوعة, مثل أحاسيس الحب والغيرة والخوف والحقد والغضب والزهو والفخر... الخ . وبالإضافة إلى ذلك نجد عند الإنسان بشكل خاص أحاسيس جديدة تكونت نتيجة الحياة الاجتماعية والثقافية. وتتفاعل هذه الأحاسيس مع بعضها عند حدوثها معاً, فتولد مشاعراً ووعياً متطوراً معقداً, والأحاسيس الأخلاقية والدينية والروحية والفكرية والفنية وباقي الأحاسيس الاجتماعية المتطورة هي مثال على ذلك. مدخلات ساحة الشعور ما هي الطرق التي تدخل بها المؤثرات - أو التيارات العصبية- ساحة الشعور والوعي؟ هناك أولاً واردات الحواس وهي التيارات العصبية الآتية من المستقبلات الحسية الداخلية مثل الإحساس بالجوع أو العطش, والخوف وأحاسيس الانفعالات الكثيرة الأخرى... , والواردة من مستقبلات المؤثرات الخارجية, مثل النظر والسمع.... وباقي مستقبلات الحواس الأخرى للعالم الخارجي . وهناك ثانياً واردات الذاكرة وهي التيارات العصبية الأتية من اللحاء وباقي أجزاء الدماغ, وهي ذات أنواع مختلفة وهي: أ_ التداعي نتيجة الإشراط والارتباط أو التتابع الزمني. ب_ التداعي نتيجة الإشراط والارتباط المكاني- التجاور المكاني- . ج_ التداعي نتيجة الارتباط للتشابه في التأثيرات أو المعنى- التشابه الذي يسمح بالتعميم- د_ الاستدعاء المخطط الإرادي الواعي , نتيجة المعالجات الفكرية الإرادية الواعية. و هناك فرق بين ما ترسله المستقبلات الحسية وما يتم ألإحساس والشعور والوعي به فعلياً , وذلك نتيجة تفاعل هذين المصدرين واردات الحواس من جهة والتيارات العصبية الأخرى الواردة من بنيات الدماغ . الأحاسيس الناتجة عن المستقبلات الحسية. إن المستقبلات الحسية هي محولات بيولوجية تحول المؤثرات الميكانيكية, والكهربائية , والضوئية , والصوتية , والكيميائية , والحرارية , والبيولوجية..., إلى سيالات أو تيارات كهر بائية عصبية . وهناك حواس متكيفة مثل اللمس والشم ... وحواس غير متكيفة مثل السمع والبصر , والمستقبلات الحسية كثيرة جداً, والعلاقة بين شدة المنبه و شدة التيارات الكهربائية العصبية علاقة لوغارتمية أي غير خطية. الأحاسيس تنشأ عند حدوث تغيرات في التأثيرات- هذا بشكل عام- على الكائن الحي , فهي تضخم وتوضح هذه التأثيرات, وبالمقابل تخفف هذه التأثيرات عند ثباتها, فهناك آليات للمقارنة والمفاضلة لواردات الحواس, وعندما يلحظ تبدل في التأثيرات على الحواس تتولد استجابة , وإذا لم يتم كشف أي تغير فالاستجابة تبقى ضعيفة أو معدومة- إن الحواس هي في الأساس مكشاف للتغيرات – كما أن كافة المنظومات الحسية موجه بشكل تفاقم الفروق في بيئتنا المحيطة, وتخفف الملامح الثابتة, ويتم تحقيق هذه المقارنة من حيث الأساس عند كافة مستويات المقارنة والتحليل عن طريق إضافة وطرح مدخلات العصبونات الفردية, وتوفر هذه المزاوجة- المقارنة البسيطة نسبياً ببناء العمليات الإثارية (المثيرة) , والكافة, كامل القدرة الإحصائية الضرورية لتحليل الرسالة الحسية إلى ملامحها المكونة لها, وبالتالي تخفض الكمية الإجمالية للمعلومات التي تنقل الرسالة حين مرورها من مستوى إلى مستوى يليه. " وبغض النظر عن أيها من الحواس هي المعنية , فإن إدراكنا للحوادث الخارجية والداخلية هو نتاج من خطوات معالجة لمعلومات ضمن الجهاز العصبي المركزي ففي المقام الأول , يقوم مثير ما في شكل تبدل زماني أو مكاني في الطاقة الكهرومغناطيسية أو الميكانيكية أو الكيميائية بصدم مستقبل الحاسة التي تهيأت خصيصاً لكشفه, وفي المستقبل يتم تحويل التبدلات الطاقية - أو ترميزها- في شكل نبضات عصبية بشكل يحفظ المعلومات المتعلقة بالحادثة الإثارية ويتم نقل هذه الرسالة الحسية المتضمنة في الشيفرة العصبية عبر سلسلة محطات متوسطة إلى مستويات عليا من الجهاز العصبي المركزي , حيث تفك رموزها لتشكل أساس إدراكنا الواعي للحادثة الإثارية " من كتاب مدخل إلى علم النفس . اللذة والألم " المهاد ودوره في الثواب والعقاب من بين مهام المهاد ضبط وظائف الجسم الهامة للحياة إن كانت شعورية أو لا شعورية- ضبط الضغط الشرياني- توازن سوائل الجسم- محتوى السوائل من الأملاح- التغذية- النشاط المعدي والمعوي- الافرازات للغدد الصم, وله علاقة وثيقة مع الجانب الانفعالي من الإحساسات, مثل اللذة والألم وبالتالي الثواب والعقاب. " فالتنبيه الكهربائي لمناطق معينة يجلب السرور والرخاء للحيوان, وتنبيه مناطق أخرى يسبب ألماً شديداً أو خوفاً أو دفاعاً أو هرباً, هناك مناطق ثواب وعقاب في المخ وفي المهاد المراكز الأساسية, والمراكز الأخرى في - اللوزة والحاجز والعقد القاعدية وفي لحاء القاعدي للمخ المتوسط - . إن مراكز الثواب والعقاب تمثل بلا شك أحد أهم الضوابط في نشاط الإنسان , وقد وجد أن الخبرة الحسية التي لا تؤدي إلى أي من الثواب أو العقاب نادراً ما يتم تذكرها على الإطلاق, إن تكرار منبه خلال فترة من الزمن يؤدي إلى انطفاء شبه كامل لاستجابة اللحاء إذا كان هذا المنبه لا يستثير مراكز الثواب أو العقاب فالحيوان يصبح معتاداً على المنبه الحسي, ولكن إذا كان المنبه يؤدي إلى ثواب أو عقاب فإن استجابة اللحاء تصبح تدريجياً أكثر حدة بتكرار المنبه بدلاً من خمود الاستجابة - ويقال في هذه الحالة أن الاستجابة قد تدعمت أو تعززت- وعلى هذا فإن الحيوان يقيم آثار قوية لذكريات الخبرة التي تؤدي إلى الإثابة أو العقاب, فالثواب والعقاب – والانفعالات- لهم علاقة كبيرة بالتعلم. وفرس البحر- قرن آمون- يلعب دوراً في تقرير درجة انتباه الشخص , وله علاقة بالتعلم. يعتقد أنه يلعب دوراً في ربط الخصائص الانفعالية للخبرات الحسية, ثم يقوم بدوره بنقل المعلومات إلى مراكز الثواب والعقاب وغيرها من المراكز, ويقوم بربط الإشارات الحسية المختلفة الواردة بشكل يؤدي إلى استجابة مناسبة من المهاد " من كتاب علم النفس الفزيولوجي د. عزت سيد إسماعيل . دور اللذة والألم أو الثواب والعقاب الهام " إن دور اللذة والألم- الثواب والعقاب- هام جداً, وفعال جداً لنمو واستمرار الكائن الحي , وبالتالي استمرار ونمو بنية الحياة ككل, وكذلك هو هام لنمو وتطور البنيات الاجتماعية والمجتمعات البشرية, فدور الثواب والعقاب في تفاعل وتطور البنيات الاجتماعية أساسي وقوي. فالبنيات الاجتماعية تتشكل وتنتظم حسب خصائصها وآليات تفاعلها مع بعضها , بالإضافة إلى خصائص الأفراد الذين يكونون هذه البنيات الاجتماعية , ومفهوم العقوبة والمكافأة وبالتالي الأنظمة والقوانين والعادات والأعراف وغيرها, مبنية بشكل أساسي على اللذة والألم - المكافأ والعقاب - الذي يحسه الأفراد, بالإضافة إلى طبيعة أوضاع و خصائص البنيات الاجتماعية, والأخلاق والقيم الاجتماعية توجه باللذة والألم الذي يحسه الأفراد, وإذا انتفت اللذة والألم انتفت أغلب القيم الاجتماعية, وبالتالي أنتفت أغلب الأخلاق والعقائد , وكذلك انتفى الفن, وأغلب آليات تفاعل البنيات الاجتماعية. فاللذة والألم كما هما حافظان ومنظمان للكائن الحي , لهما أيضاً وظيفتهما و دورهما الهامين والأساسيين في تطور ونمو المجتمعات والبنيات الاجتماعية. وإذا نظرنا إلى باقي الكائنات الحية فإننا نجد أن الحشرات ضعيفة أو شبه معدومة الإحساس باللذة والألم فدور اللذة والألم محدود جداً , فالمحافظة على الذات وعلى مجتمعها تتم بانعكاسات وآليات مبرمجة فزيولوجياً و وراثياً , والأفضلية لحماية واستمرار مجتمعها- في حال كونها تعيش حياة اجتماعية- وهي تضحي بنفسها بكل بساطة وسهولة في سبيل حماية خليتها أو مجتمعها وهذا ما جعل الحشرات ومجتمعاتها تختلف كثيراً عن مجتمعات الثدييات. فاللذة والألم يزداد ويتوسع مجالهما ودورهما كلما صعدنا في سلسلة الكائنات الحية وهما لدى الإنسان الأكثر أهمية وقوة واتساعاً , إن الآلام الجسدية أو النفسية لدى الإنسان أكبر من اللذات - هذا ما نلاحظه ونعيشه- فآلام الأسنان والحروق والولادة...., والآلام النفسية مثل فقد عزيز أو فشل كبير... هي أكبر من لذة الطعام والشراب والحب... نعم هناك لذات كبيرة ولكنها غير مركزة وغير واضحة مثل الآلام الجسدية أو النفسية, فلذة الحب والحنان والشوق والصداقة..... يمكن أن تبلغ درجات عالية كاستجابات ترافقها أحاسيس, فيمكن لشخص أن يتحمل عشر ساعات من آلام الأسنان القوي في سبيل لقاء حبيبته أو ابنه أو أمه, ويمكن لأم أن تتحمل آلاماً كثيرة أو تضحي بحياتها في سبيل أولادها, وهذا يدل على أن هناك استجابات ترافقها أحاسيس تعادل أو تفوق قوتها وتأثيرها أقوى الآلام, فوضع الأسير الذي يتحمل مئات الساعات من الآلام دون أن يبوح بأسرار بلاده ليس مقابل لذة, بل نتيجة استجابات تابعة لما تعلم وبرمج عليه فكرياً وعملياً فهو يتصرف بناء على أن آلامه سوف تمنع آلاماً أكثر بكثير, عن شعبه أو أهله أو بلاده. إن آلية عمل الجهاز العصبي في أساسها ليست مبنية على اللذة والألم, فهي مبنية على آليات فزيولوجية وعصبية و كهربائية, واللذة والألم نشا وتطورا بعد ذلك نحن نسحب يدنا أولاً عند وخزنا بدبوس ثم نشعر بالألم, فالاستجابة الحسية نشأت لاحقاً بعد نشوء الاستجابة الفزيولوجية ثم الحركية. وكذلك الذاكرة نشأت قبل نشوء الوعي ثم تطورت وأصبحت واعية- أو جزء منها واع - , ثم نشأ الشعور والإحساس الجماعي والذاكرة الجماعية ثم الوعي الجماعي . إن إحساسي اللذة والألم إذاً هامان وضروريان لاستمرار وتطور الفرد والمجتمع ولكن كافة المناهج السياسية والعقائدية والدينية والفكرية تسعى إلى تقليل الألم والمعاناة, وهدفها الأول والأساسي القضاء على الألم وزيادة اللذة والسعادة, وكذلك الهدف النهائي لجميع الناس والدول والمجتمعات هو تحقيق أكبر قدر من السعادة والرفاهية واللذة وأقل قدر من الألم والشقاء والمعاناة. فالهدف الأساسي المعلن أو غير المعلن للجميع هو لذة أكثر وأقوى وألم أقل أو معدوم , لقد اعتبر الألم غير مرغوب فيه واعتبر في أغلب الأحيان العدو الأول الذي يجب القضاء عليه, فالشقاء و التعاسة والمعاناة... يجب إزالتهم والقضاء عليهم. لذلك اعتبر الألم في كثير من الأحيان مرادفاً للشر . ولكن دور الألم واللذة - كما مر معنا - هام وضروري جداً, فهما جهاز الإنذار والحماية والتوجيه للكائن الحي , من ما يتعرض له من مخاطر تهدد حياته كفرد وكنوع. فالألم لا زال ضرورياً - لاننسى أن الأمراض الخبيثة تتمكن من جسم الإنسان بسبب عدم شعوره بالألم في فترة بدايتها وحضانتها- صحيح أن الإنسان الآن قام بإيجاد طرق وآليات وأجهزة حماية و إنذار متنوعة ومتطورة تسمح بالاستغناء عن الألم كجهاز إنذار وتعوض عنه, ولكنه لم يصل إلى درجة الاستغناء عن الألم الجسمي كجهاز إنذار وحماية لجسمه, وعندما يصل إلى ذلك عندها يمكن الاستغناء عن الألم كجهاز حماية. فالألم ليس شراً والألم ليس عدونا , ونحن نجد أن اللذة والألم وباقي الأحاسيس والانفعالات وما تنتجه من تأثيرات حسية وعاطفية بأنواع وأشكال كثيرة, قد نشأت وتطورت لأنها حققت فاعلية في بقاء وتكيف الكائن الحي والتوافقه مع البيئة إن كانت مادية أواجتماعية, فالغضب والخوف والكراهية والشجاعة والغيرة والتنافس على المكانة وعلى التفوق وغيرها, لهم الدور الهام والفعال في التكيف مع البيئة والأوضاع الاجتماعية . ولكن البيئة والأوضاع الاجتماعية تتغير, وهذا جعل الكثير من الانفعالات والعواطف غير المناسبة للأوضاع الجديدة بحاجة إلى تعديل أو إلغاء, وإيجاد ما هو مناسب للأوضاع الجديدة, والكثير من الناس ينتقدون ويهاجمون هذه الانفعالات -التي هي غريزية- ويعتبرونها حيوانية وسيئة ويجب القضاء عليها, وهم محقون في أغلب الأحيان, إلا أن بعضها لا زال يؤدي وظيفة ودوراً في التكيف والتطور, فالغضب والانتقام والمنافسة والغيرة والصراع وغيرهم لا زال لهم دور هام في تطور البنيات الاجتماعية, و مع الزمن سوف تطور الكثير من الانفعالات والعواطف لتلائم الأوضاع والتطورات الاجتماعية , وهذا ما نشاهده . كيف نتعامل مع الآلام بشكل عام إن مشكلة التعامل مع الآلام من أهم المشاكل بالنسبة لكل منا, فالآلم واللذٌة هما المتحكمان والموجهان لأغلب استجاباتنا وأفعالنا , ودور الألم واللذة الجسمية في بداية حياتنا شامل لكافة تعاملاتنا مع الوجود, ثم ينشأ بعد ذلك نتيجة التعلم والتربية الألم النفسي أو الفكري الذي يحدث دون مؤثر مباشر على المستقبلات الحسية. وأول منشئ ومتحكم بالآلام – واللذات- النفسية هو النتوء اللوزي - مع مساعدة المهاد- فهو عندما يقرر نتيجة تقييم مثير هي أنه ضارة, يطلب أيضاً توليد إحساس ألم مرافق, فهو بذلك يحول الضار إلى مؤلم مثلما يحول المفيد إلى ممتع , فهو كما يقولون منشئ أحاسيس العواطف والإنفعالات. والتعامل مع الألم واللذة الجسمي يكون بالاستجابة والفعل المناسب, في أول الأمر, و الإشراط والتعلم يحقق تخفيف أو زيادة مقدارهما , والتحكم بهما, ويكون التحكم في حدود معينة, ومن هنا يبدأ الألم أو اللذة النفسية في التشكل, والتربية والتعلم تربط الكثير من الاستجابات المحايدة باللذة أو الألم, فالتوبيخ والشتيمة والاستهزاء والتحقير .. تنتج الكثير من الآلام النفسية للذي تعلٌم معانيها, وكذلك المديح والافتخار....تنتج اللذة والسعادة . كيف نتعامل مع الآلام النفسية يمكن بالتعلم والتربية بناء الإشراطات و الارتباطات المناسبة لتخفيف أو إلغاء الآلام النفسية, أو زيادة اللذات النفسية , أما التعامل مع هذه الآلام بعد تكونها فيكون بتعلم جديد وتعديلها بإشراط جديد, وهذا يكون غالباً صعباً , و صعوبته تتناسب مع قوة الإشراط – التعلم- الذي تم به الإشراط , وكلما طال عمر الإنسان صعب عليه تنفيذ ذلك لأن بناء إشراطات جديدة يصبح صعباً. والطريقة المتاحة والسهلة للتعامل مع هذه الآلام هي استعمال باقي خصائص وقدرات الجهاز العصبي والتي يمكن أن تؤثر عليها, مثل التشتيت والتداخل, والتعديل العام لها بوضعها في صيغة شاملة لها تعدل تأثيراتها النهائية, فعندما ترافقها أحاسيس أخرى ضعيفة أو قوية يحدث لهل تشتت وضعف وهذا ما يفعله أغلبنا. أو تناسيها بإبعادها عن ساحة الشعور ما أمكن ذلك, ويمكن تعديل هذه الآلام بالتفكير والمعالجات الفكرية المتطورة, ولو أن تأثيرها يكون ضعيفاً غالباً, لأن إشراطات التفكير تكون ضعيفة. تسلسل أهمية الحواس وقوتها عند الولادة. إن تسلسل أهمية الحواس- عند الولادة- يجعل الألم هو الأهم والأوسع , وتأتي بعده في الأهمية حاسة اللمس و اللمس الفمي والشم, فالإحساس بالنعومة والدفء ولمسات الأم وحنانها.... هي الأهم بالنسبة للمولود, فالأهمية والتركيز يكون على أحاسيس اللمس والذوق والشم ثم يلي ذلك السمع ثم البصر. فالنعومة والدفء ووجود الثدي ولمسات الأم وحنانها ..., وغياب أحاسيس ألم الجوع والعطش والإنزعاج.... هي أساس الاستجابات لدى الوليد. ثم تأخذ الأحاسيس الصوتية والبصرية وغيرها والتي تكون محايدة المعنى في أول الأمر بالتحول إلى لذيذة ومفرحة أو مؤلمة, تنيجة الاشراطات والترابطات التي تنشأ . وبعد ذلك تبدأ الأصوات تتحول إلى لغة ويكون لها التأثير الأهم والأوسع وتنافس أحاسيس اللمس وباقي الحواس. ثم تنشأ أحاسيس الترقب والتوقع, وأحاسيس الحب والغيرة...الخ. آليات عمل الحواس إن آليات عمل الحواس والجهاز العصبي هي آليات مكممة محددة وليست احتمالية, فقد كممت بواسطة العتبة , وكمية, ونوعية, ومصدر التيار العصبي . فالعتبة هي إما أن التفاعل الناتج عن المؤثر يحدث تياراً عصبياً ذو خصائص محددة ثابتة تابعة للمؤثر أو لا يحدث, أي أن تأثير المؤثر على مستقبلات الحواس إما أن يحدث الإثارة وبالتالي ينشأ تيار عصبي ويكون هذا التيار الناتج محدد الكمية والكيفية والمصدر, أولا يحدث . وكذلك عمل الخلايا العصبية فهي إما أن تثار وتنتج تياراً عصبياً نتيجة ما يصلها من تيارات عصبية أو لا تثار ولا تنتج أي تيار عصبي- وهذا يشبه عمل الكومبيوتر تيار أو لا تيار, صفر أو واحد - . إن عمل الحواس والجهاز العصبي هو عمل محدد ومكمم فيزيائياً, فليس هناك احتمال في عمل البنيات التحتية أي الكيميائية الفزيائية لمستقبلات الحواس أو الجهاز العصبي, وهو مثل عمل باقي التفاعلات الفيزيائية أن كانت ميكانيكية أو كهربائية أو غيرها من التفاعلات الفيزيائية, فالإثارة أوالتيارات العصبية إما أن تحدث أو لا تحدث, وهي ذات خصائص محددة في كل مرة . بينما عمل الدماغ في بنياته العليا , في التعرف وبناء الأحكام والتفكير المتقدم, يمكن أن ينتج معرفة احتمالية- ولا مجال لتوضيح ذلك الآن- , فالتعرف و الدلالة على العالم الخارجي والأحكام التي تبنى أثناء المعالجات الفكرية هي تنبؤية احتمالية, وهذا نتيجة عدم التكميم الكامل للبنيات الفكرية, ولكن عندما تكمم بشكل تام كما في البنيات الفكرية الرياضية, عندها تصبح الأحكام غير احتمالية وذات صحة مطلق . الشك بالحواس لقد شكك الأقدمون بالحواس ومازال الكثيرون يشككون بها, وذلك بسبب عدم دقتها وأخطائها الظاهرة, وحاولوا التقليل من دورها, بجعلهم التفكير والمعالجات الفكرية هي الأساس وحاولوا معالجة المعارف فكرياً وبواسطة المنطق والاعتماد على المعالجات الفكرية, التحليل و التركيب والسببية فقط . فهم لم يكونوا يعرفون أن الحواس هي المرجع والأساس ولها الدور الأكبر في كل ما هو مخزن في العقل, وكافة أحكام العقل مبنية على واردات الحواس, والتي كانت قد خزنت آثارها في اللحاء أو الدماغ القديم. وبعد نشوء وتطور العلوم الدقيقة تم تصحيح الكثير من معلومات عن الحواس الخاطئة وغير الدقيقة والناتجة عن معالجة الدماغ لها , وتم الاعتماد على مقاييس جديدة تساعد في رفع دقة الحواس , و يجري باستمرار التعديل والتصحيح للوصول إلى دقة و ثقة أعلى في تفسير واردات الحواس لتحقق أكبر درجة من مطابقتها مع الواقع الفعلي , وكانت تستخدم الرياضيات والعلوم الدقيقة مثل الفيزياء لتحقيق ذلك. وبذلك تم الوصول إلى بناء معارف أساسية تعتمد على الحواس وتكون عالية الدقة وغير مشكوك بها, أوأن الشك بها شبه معدوم تشبيه الأحاسيس بنغمات الآلات الموسيقية إذا كان لدينا عدة عشرات من الآلات الموسيقية المختلفة من حيث طبيعتها وطبيعة الأصوات التي تصدرها, ولكل منها طريقة أو آلية تقرع أو تعزف بها, ويمكن أن يصدر كل منها صوتاً حسب طريقة ومدة العزف, ولكل منها عتبة معينة أو مقدار لازم من القوة والمدة لكي يصدر النغمات فإذا كانت المدة أو القوة قليلة أو الطريقة في العزف غير مناسبة فلن تصدر النغمات, وهناك خصائص و عطالة لكل آلة تحدد طريقة وزمن إصدار النغمات المتكرر فلا يمكن أن يكرر إصدار نغمة قبل مدة معينة وقبل وضع معين , وإننا نستطيع العزف على بعض الآلات بعدة طرق أو وسائل , وتكرار العزف على بعض الآلات يمكن أن يغير من خصائصها, وكذلك قلة العزف يمكن أن يغير من خصائصها, وهناك إمكانية للعزف على أي عدد من الآلات معاً, وهناك إمكانية خاصة وهي إمكانية جعل آلة تعزف عن طريق عمل آلة أخرى أوالآلات أخرى . كذلك الأحاسيس يمكن اعتبارها آلات عزف وظيفتها أو دورها متنوع , فبعضها للإنذار والتنبيه أو للإعلام أو للتنبؤ, وبعضها للمكافأة واللذة وإحداث الفرح والسرور, وبعضها للألم والأحاسيس غير السارة وغير المرغوبة....الخ. إن آلية عزف هذه - الآلات الحسية- تكون محددة وثابتة عند البدء باستعمالها- عند الولادة- ولكن بعد الاستعمال الكثير المتكرر تنشأ تداخلات وتأثيرات متبادلة فيما بينها, وتتغير وتتطور وتتعقد آليات العزف, وهذا يحدث باستمرار ولكنه ينتظم أو يميل إلى الانتظام والثبات مع الزمن وطول العمر, وهناك طريقتان لعزف هذه الآلات الحسية : الأولى وهي الأساسية وتكون عن طريق مستقبلات الحواس. والثانية تنشأ بعد ذلك نتيجة الحياة وهي العزف عن طريق الذاكرة أو مخزون اللحاء. ويحدث تداخل وتأثير متبادل بين هاتين الطريقتين وتعملان معاً, فالذاكرة تؤثر على واردات الحواس وكذلك العكس, بالإضافة إلى أن معالجات الدماغ لها تأثير أيضاً . " إن الحواس لا تشبه القنوات أبداً, بل هي بمثابة أجراس كهربائية. فكما أنه لا شبه بين حركة الأصابع المعتمدة على الزر وقرع الجرس, فكذلك لا شبه بين الإثارة التي تهيج طرف العصب وما يداخل الوعي من احساسات من ذلك الطرف. إن عين النملة وعين الحرزون وعين الإنسان إذا وضعت ثلاثتهم بمثاقبة مشهد واحد وهيجت على صورة واحدة. أتت أولاها بإحساسات نملة والثانية بإحساسات حرزون والثالثة بإحساسات إنسان: الشأن في ذلك شأن الآلات الموسيقية الوترية التي تجيء ضربة القوس الواحد عليها بصوت يختلف من آلة لآلة,إذاً فلا عجب أن ندرك بحواسنا عالماً يختلف عن العالم الحقيقي " من كتاب الفلسفة العامة للدكتور حكمت هاشم عزف النغمات الحسية – الوعي - إن مفاتيح النغمات الحسية موجودة أساساً في مستقبلات الحواس واللحاء,أما النغمات فتحدث أو تطن في الدماغ , والتنظيم الشبكي هو المسؤول والمتحكم والمنظم لهذا العزف, مع بمشاركة باقي بنيات الدماغ . فالتنظيم الشبكي يبدأ عمله بعد الولادة- وعلى الأغلب قبل- فيقوم بتصنيف وتنظيم واردات مستقبلات الحواس, ويقوم بالتحكم بالانتباه والتركيز على المهم من هذه الواردات ويكف الباقي, ويتقرر المهم- المعنى- بناء على عمل وتقييم باقي بنيات الدماغ و وضع الجسم ككل. ويقوم اللحاء, وتساعده بعض بنيات الدماغ بتخزين صور أو معلومات عن النغمات التي تعزف- بناء الذاكرة الواعية - ويبدأ اللحاء بعدها في المشاركة في إرسال نغمات من ما يخزن فيه إلى التنظيم الشبكي . وعندما يتقدم الإنسان بالعمر تتطور قدرات التنظيم الشبكي على التحكم في عزف النغمات الأحاسيس الواردة أو المطلوبة – ألمستدعاة- من اللحاء, وذلك نتيجة الممارسة والتعلم, فالتنظيم الشبكي عندها يستطيع أن يقوم بعزف كم هائل من النغمات ودون مشاركة واردات الحواس, بالتفكير والتصور والتخيل والأحلام , وذلك بالاعتماد على مخزون اللحاء وباقي بنيات الدماغ- العقل ألحوافي وغيره في حالة الأحلام - . إن النغمات التي يمكن أن تصدر من اللحاء ذات كم هائل ولا يمكن للتنظيم الشبكي استقبال وإذاعة إلا جزءاً صغيراًجداً ومحدوداً - الذاكرة العاملة أو سبورة الوعي- , ويمكن للتنظيم الشبكي وضع واردات من اللحاء أو من الحواس تكون ذات أهمية في الانتظار ريثما ينتهي من معالجة الموجود لديه. إذاً الذي يقوم باختيار وتنظيم وإدارة ما يضخم ويبث من أحاسيس- أي الوعي- هو التنظيم الشبكي - ويساعده المهاد- , وعمل العقل الواعي هو عمل التنظيم الشبكي , وعند تلف أو توقف التنظيم الشبكي ينتهي الوعي . ففي النوم العميق دون أحلام والغيبوبة ألكاملة أثناء التخدير يكون التنظيم الشبكي مطفأً, ومتوقفاً عن البث وكذلك الوعي . دور المؤثرات التي تدخل ساحة الوعي أو الشعور وتأثيرها الكبير إن المؤثرات التي تدخل ساحة الشعور وتعالج فيها تأخذ أهمية استثنائية على باقي المؤثرات الأخرى وبغض النظر عن أهميتها ودورها و وظيفتها الحيوية أو القيمية الفعلية, وهذا راجع إلى أن معالجة هذه المؤثرات لا تأخذ بالحسبان باقي المؤثرات الأخرى التي لم تدخل ساحة الشعور, وهذا لأن المعالجة لهذه المؤثرات تكون بطريق غير مباشر, فهي تتم عن طريق الإشراطات والتعلم والتحكم بمنحى المعالجة , ويمكن أثبات ذلك بالقيام بمعالجة وضعين متكافئين في النتيجة كل على حدة , مثل تقرير أي من الطريقين أفضل للوصول إلى مكان معين بمعالجة كل منهما بمفرده, إننا نجد أحياناً أن كل من الطريقين هو الأفضل, وهذا غير دقيق, فهذا يظهر انحياز النتيجة عند المعالجة في ساحة الشعور, فنحن نصل إلى نتيجة متناقضة هي أن كلاً من الطريقين هو الأفضل. ويمكن تفسير ذلك, بأن واردات الحواس أغلبها لا يدخل ساحة الشعور, فهي تعالج في مناطق الاستقبال لهذه الحواس في العقل الحوفي واللحاء ثم يرسل بعضها إلى ساحة الشعور, وأثناء ذلك, ونتيجة الإشراطات والارتباطات المتكونة سابقاً, يحدث أن تعدل وتغير , أي أن واردات الحواس لا تصل إلى ساحة الشعور إلا بعد تعرضها للمعالجة والتعديل, وكذلك يدخل معها بعض المؤثرات- التيارات العصبية- الأخرى والتي كانت قد ترابطت معها – الإشراط - , فأي صوت أو صورة أو رائحة أو كلمة..... أي مؤثر حسي لا يصل إلى ساحة الشعور بشكل خام, فهو يتعرض للتعديل والتغيير, ويمكن أن تدخل معه مؤثرات أخرى , وهذا ما ينتج أغلب الأخطاء والتناقضات في المعالجات الفكرية الواعية. الأحاسيس والانفعالات القوية وتأثيرها على المعالجات الفكرية الدقيقة إن الأحاسيس وخاصةً القوية والناتجة عن الانفعالات, وكذلك الانفعالات, تحدث تأثيرات قوية على كافة بنيات الدماغ, وهذه التأثيرات تعيق أو تشوش أو تطمس الأحاسيس الفكرية الدقيقة والتي تكون غالباً ذات طاقة ضعيفة وهي بحاجة دوماً لرفع طاقتها- بالاعتماد على الأحاسيس المناسبة والتشجيع والمكافأة, اللذة الفكرية القوية والانفعال المصاحب لها- أثناء إجراؤها. ولا يمكن معالجة بنيات فكرية كثيرة ومتنوعة دون طاقة وقدرة عصبية كافية, فتوفر المخزون الكبير من المعلومات في الذاكرة وتوفر الآليات الفكرية المتطورة لمفاعلة المعلومات غير كاف, فهناك حاجة إلى قوى طاقة وقوى محركة كافية, بالإضافة إلى عدم حدوث تشويشات من باقي الأحاسيس القوية. فهناك الكثير من العقول التي تملك مخزوناً هائلاً من المعلومات وتملك آليات معالجة فكرية متطورة ولكنها معرضة لضغوط وقوى أحاسيس وانفعالات غير ملائمة فالآخرون والأوضاع المادية والاجتماعية تعيقهم عن إجراء معالجات فكرية وإنتاج أفكار ومعلومات متطورة, طبعاً هناك القدرة على التكيف مع الأوضاع الصعبة, ولكن يظل مردود تفكيرالشخص الحساس والانفعالي يتأثر كثيراً بهذه الأوضاع. ونحن نجد أن أغلب المفكرين العظام والحساسين جداً قد أنتجوا أفكارهم الهامة أثناء العزلة. إذاً بما أن التفكير أو المعالجة الفكرية للبنيات الفكرية يعتمد على الإحساس والوعي بهذه الأفكار, فإن أي أحاسيس مرافقة لها سوف تؤثر على نتيجة هذه المعالجة, وخاصة إذا كانت هذه الأحاسيس والانفعالات قوية ومتضاربة معها, فعندها توقف المعالجة الفكرية , أو تسير بشكل غير جديد و خاطئ . وكل منا لاحظ تأثير الانفعالات والعواطف والأحاسيس القوية على نتيجة تفكيره , ولكن أغلبنا لا يعلم أو لا ينتبه للتأثيرات التي دخلت في تفاعلات المعالجة الفكرية وغيرت النتيجة . فالأم لن تحكم ضد ابنها في أغلب الحالات مهما كان خطأه واضحاً ومثبتاً فالتبرير له موجود دوماً, وهذا ناتج عن التأثيرات المرافقة. وكذلك عندما أحدهم يكره أو يحب شخصاً أو شيئاً فإن أحكامه - أو نتيجة معالجته الفكرية- سوف تكون متأثرة بهذا الكره أو الحب, وهناك الكثير من الأمثلة على التأثير الكبير للأحاسيس والانفعالات والعواطف المرافقة للتفكير. الأحاسيس والحاجة إلى مثير, والتعود والعادة والإدمان على أحاسيس معينة إن الأساس الفزيولوجي العصبي للتعود على وجبات معينة ، أو ممارسة ألعاب أو طقوس معينة .......الخ ، هو تكرار أحاسيس معينة، والمحافظة على شكل وطبيعة هذه الأحاسيس ، وعدم الرضى بغيرها أو إجراء تغيير كبير عليها . إن الناس يختلفون من ناحية وجود فروق فردية بينهم من حيث المحافظة على السعي لأحاسيس معينة أو التجديد والتغيير والتنوع لهذه الأحاسيس ، نتيجة الاختلافات الفزيولوجية العصبية بسبب الوراثة أو التربية . فالعادة والإدمان والمحافظة على الأوضاع ، وكذلك نقيضها التجديد والمغامرة والتنويع للأحاسيس والملل من التكرار والرتابة .....الخ توجد بنسب متفاوتة بين الناس ، فهناك أناس يسعون إلى المحافظة والثبات على أحاسيس معينة وتكرارها، و أناس آخرون يسعون إلى التجديد المستمر وتحاشي التكرار ويسعون لتنويع أحاسيسهم ، أي هناك من لا يمل ، وهناك من يمل ، وهناك من يمل بسرعة . فالحاجة إلى مثير - الشهوة للمثير- أو إلى الأحاسيس موجودة لدى الجميع وبنسب متفاوتة ، وهي إما أن تكون تكراراً لأحاسيس معينة ، أو أن تكون تنويعاً وتجديداً وتغييراً . ويجب أن نلاحظ أن الأساس الفزيولوجي للذكريات وطبيعة تأثيرها المضخم والمحورأحياناً ، له دور في السعي إلى تكرار ممارسة مثيرات معينة، بالإضافة إلى العادة والتعود التي هي من خصائص آليات عمل الجهاز العصبي ، فالسعي للعودة إلى نفس الأماكن ونفس المثيرات والأحاسيس أو لنفس الأشخاص , والاشتياق إلى المثيرات والأحاسيس التي أحدثوها في الماضي له علاقة بالعادة والتعود ، وله آليته العصبية الخاصة به . السعي لمشاركة الآخرين نفس الأحاسيس إن أغلبنا يسعى لنقل أحاسيسه وأفكاره للآخرين , لأن إحداث نفس الطنين الحسي لدى الآخر يؤدي إلى حدوث تغذية عكسية موجبة تقوي هذه الأحاسيس, فعندما أشاهد منظراً جميلاً أو أسمع صوتاً جميلاً أو أتناول طعاماً شهياً... أسعى إلى من يشاركني هذه الأحاسيس, لأن مشاركة الآخر تعزز وتقوي إحساسي وتزيد من متعتي . إن هذه الخاصية - زيادة قوة الأحاسيس نتيجة مشاركة الآخرين- ناتجة عن تغذية عكسية موجبة لطنينات الأحاسيس- كما في المجال الفيزيائي فالأحاسيس التي يشعر بها الإنسان يمكن أن تنتقل إلى الآخر بواسطة التعابير والإيحاءات واللغة, وكذلك تنتقل الأحاسيس المؤلمة . إن كافة الفنون تنمو وتنتشر نتيجة هذه الخاصية, بالإضافة طبعاً إلى العوامل والدوافع الأخرى , المال والشهرة.... الأحاسيس, والمعنى, والوظيفة إن الأحاسيس والمشاعر الواعية , بالاضافة إلى قوى التفاعلات الجسمية والفزيولوجية, هي القوى المحركة لكافة التفاعلات- المعالجات- الفكرية والنفسية فالتحكم والإرادة والتقييم والأحكام, يستمدون قواهم المحركة من المعنى أو الدلالة , فالقيمة تبنى بشكل كبير على الإحساس و الإدراك الواعي . وإعطاء المعنى أو الدلالة أو القيمة أو المبرر أو الدور للبنيات الفكرية الواعية, هو الذي ينشئ القيم والأخلاق والقوانين الذاتية والاجتماعية. فالغاية تتضمن القيمة والدور, والغاية هي نتيجة الوظيفة وما تؤدي له هذه الوظيفة. وهذا ليس كل شيء فالإنسان عندما يتأثر بمثيرات لها علاقة بدوافعه ورغباته الفزيولوجية والنفسية الأساسية غير الواعية إن كانت موروثة أو مكتسبة تضخم هذه المثيرات وتحدث أحاسيس قوية تناسب تلك الدوافع الدفينة, فالجائع تؤثر فيه بقوة أحاديث أو منظر أو رائحة الطعام, وكذلك الظمآن , وكذلك الراغب بالحب, أو الراغب بالمال أو المجد أو الانتقام...., فمعاني المؤثرات تضخم وتحور أحياناً نتيجة الدوافع والرغبات القوية غير الواعية- الدفينة - _ يلي فيه شوكة بتنغزه_ . الذي أريد تأكيده: هو أن الذي يقودنا ليس العقل الواعي الراقي المعتمد على ما هو مسجل ومبني ومخزن في اللحاء, فالعقل القديم والحوفي المعتمد على الغرائز والدوافع الحيوية الموروثة له تأثيره الكبير أيضاً, فالعقل القديم لا يهتم - أو لا يعرف- وليس مخزن فيه معاني المعارف والمعلومات الموجودة في اللحاء, وهو يتأثر قليلاً بالقيم الاجتماعية الحديثة نسبياً, فمرجع تقييمه وتحديده لمعاني المؤثرات التي ترده يعتمد على الدوافع الحيوية والفزيولوجية والدوافع النفسية الأساسية الغريزية الموروثة مثل المكانة والغيرة وغيرها, والعقل القديم يفرض غالباً دوافعه و معانيه إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة, أو بصورة معدلة ومصححة من قبل العقل الحديث- اللحاء- . فالقيادة العليا للتصرفات البشرية ما زالت خاضعة بشكل كبير لتأثيرات العقل القديم, و يقوم العقل الحديث غالباً بانتقاد تأثيرات العقل القديم ويعدل ويصحح تأثيراته, ولكن يظل العقل القديم يفرض قواه ومعانيه في النهاية, وذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة, ولابد في النهاية من إرضائه لأنه لن يبقى ساكتاً بسهولة. "إحساسنا هو ذكاؤنا الأكثر فورية و عمقاً, فإن تماسه مباشر مع المحيط ويمتد من الصفر إلى اللا نهاية, وشئنا أم أبينا هو دائماً الذي يقرر. إن اختيارنا ينبع دائماً من الداخل , أو بالأحرى يتم الاختيار من داخلنا دون أن يكون لنا حيلة فيه , حتى وإن أردنا بإصرار ما هو عكسه , فلا حول ولا قوة لنا ضد الحياة الداخلية وضد الإحساس الذي يستشعر وينقل الرموز ويراقب ويقرر دون استشارة أي كان , إننا لا نعرف أبداً الأشياء والموجودات بعقلنا, وإنما تبعاً لإحساسنا. والأشياء كلها حيادية, ولكن إحساسنا (يشحنها) بهذه المعاني أو تلك. كافة الناس هم على حق فيما يتعلق بإحساساتهم - من كتاب " علم النفس الجديد وطرقه المدهشة " " الفرق بين الإحساس الخام والإدراك الحسي , إن الإحساس هو ما يتكون لدينا من خبرة نتيجة تنبه الخلايا العصبية الكائنة في إحدى مناطق الدماغ الحسية. في حين أن الإدراك الحسي هو الإحساس مضافاً إليه شيء أكثر_ أي تضاف إليه الخبرة الناجمة عن تنبيه الخلايا العصبية الموجودة في المناطق الإرتباطية (في الدماغ). فالإدراك الحسي , بعبارة أخرى , هو الإحساس المعزز بالذاكرة وبالصور المستمدة من الخبرة الماضية والناشئة عن التداعي. والإدراك الحسي يتأثر كثيراً بما يكون عليه انتباهنا أو تأملنا ورغبتنا وأهدافنا " من كتاب علم النفس الحديث, تأليف ركس نايت ومرجريت نايت |