نادي الفكر العربي
بين ناصر 56 ونصرالله 2006 - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: بين ناصر 56 ونصرالله 2006 (/showthread.php?tid=16147)



بين ناصر 56 ونصرالله 2006 - آمون - 07-26-2006



العرب وتحولاتهم في نصف قرن

اليوم 26/7/2006 تمر خمسون عاما على تأميم قناة السويس بموجب قرار تاريخي اتخذه جمال عبدالناصر وترتبت عليه تحولات كبرى في المنطقة وفي العالم وفي الداخل المصري بطبيعة الحال . على مستوى المنطقة ـ موضوعنا ـ كان من أهم تداعيات قرار التأميم وما تبعه من أحداث تحولان كبيران :

- دُشن عبدالناصر ودعوته العروبية كمرجعية حاكمة للقرار العربي وبالطبع دون أن يفتقد ناصر ودعوته القومية لأعداء داخل الصف العربي ، وكان "مكافحة الاستعمار وأعوانه" من أبرز دعاوى الناصرية وعناوين حركتها .

2- عُربت مصر ـ بمعنى أيديولوجي ـ لأول مرة في تاريخها الحديث . بالطبـع مصر أساساً ـ وبمعنى ما ـ بلد عربي وفي مراحل ما قبل الناصرية كان هناك تنبه إلى أن قواسم مشتركة تربط بين مصر و"الأمم العربية" أو "الشرق العربي" حسب ما كان يُطلق وقتها على ما أسمته الناصرية لاحقا بـ "الأمة العربية" ، ولكن على يد الناصرية كانت المرة الأولى التي يطرح فيها على الوعي المصري أن مصر جزء من "الوطن العربي" جغرافيا وجزء من "الأمة العربية" بشراً واجتماعاً ً .

والآن ، بعد خمسين عاما من ذاك الحدث الضخم ، ماذا تبقى منه ، من روحيته وما أسس له ، وكيف صارت الأمور بـ "الأمة العربية" وإلى ماذا انتهت وأي أفق يلوح لها قياساً على ما طرحته عليها الناصرية ؟

أرى ـ في هذا السياق ـ ما يلي :

- تبدو حالة المنطقة الآن شبيهة من عدة أوجه مع حالتها إبان صعود الناصرية ، فالاستعمار قد عاد وعاد معه مطلب الاستقلال والتحرر ، و "عملاء الاستعمار" (حسب التوصيف الناصري) اتسعت رقعتهم لتشمل مصر ذاتها إضافة إلى معقلهم الرئيس في الجزيرة العربية ، أما "توحيد الأمة" فلم يعد أكثر من شعار كسول تجاوزه الواقع والتاريخ فيما يبدو ، لا بل صار المطروح هو توحيد البلد العربي الواحد بعد أن ظهرت تصدعات اجتماعية وثقافية متصاعدة ومتزايدة الخطورة في أكثر من "قطر" عربي بما فيهم مصر .

- على عكس الدولة المركزية القوية التي انطلقت منها الناصرية لتبشر بدعوتها ، تمثل تنظيمات ما دون الدولة أهم لاعب على الساحة العربية حاليا ، ففيما جاء تنظيم "القاعدة" بالاستعمار الأميركي إلى العراق فإن "حزب الله" و "حماس" إضافة إلى "القاعدة" هم من يقاومون الاستعمار في العراق وفلسطين وهم من يحركون الأحداث ، أهم الأحداث ، في المنطقة .

- تراجعت مصر تراجعا مهولا عن الدور الذي كانت رسمته لها الناصرية وانسحبت بوتيرة متسارعة إلى داخل حدودها لتنكفئ على همومها الداخلية الخاصة ، ولعل من المفارقة هنا أن نلاحظ أنه في حين لم تجد الناصرية ـ في نظر كثيرين ـ دعما شعبيا كبيرا لدعوتها العروبية داخل مصر فحاولت اختلاقه بوسائل شتى منها القسر والإكراه فإن حسني مبارك يواجه ضغوطا شعبيه تحاول الدفع به في اتجاه.........ناصري .

- بعد انقضاء الحقبة المصرية في العالم العربي هناك الآن قوتان عربيتان تستعيدان نهجين مصريين فيما يخص التحدي الإسرائيلي : حزب الله الذي ينسج على منوال الناصرية وإن بعتاد ايديولوجي مختلف ، والمملكة العربية السعودية والتي بعد أن كانت ضمن الرافضين لمبادرة السادات السلمية والمقاطعين لمصر بسببها ، عادت لتحاول أن تأخذ نفس المبادرة الساداتية إلى خطوة أبعد .

- الالتباسات والتعقيدات التى يفرزها الواقع العربي مع كل طلعة للشمس لا تسمح ـ وعلى الأقل بالنسبة لشخص محدود المعرفة والقدرة على التحليل مثلي ـ بتطوير تصور عن أوضاع العرب في المستقبل القريب أو البعيد ، لكن الذي يبدو راجحا هو أن تبقى مصائر المنطقة العربية ستبقى في يد غير عربية لفترة قادمة تطول أم تقصر .

وسواءً بناصر أو بغيره ، المؤكد أن العالم العربي ، هذا الجزء من العالم الثري بشعوبه وثقافاته وتاريخه الحضاري وموارده ، يستحق ـ واستحق دائما ـ أوضاعاً أفضل بكثير مما هو عليها .









بين ناصر 56 ونصرالله 2006 - الكندي - 07-26-2006

مقال مميز يستحق القراءة والعبرة


بين ناصر 56 ونصرالله 2006 - آمون - 07-27-2006

أشكرك عزيزي الكندي على إطرائك (f)