![]() |
ليس دفاعا عن السعودية !. - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: ليس دفاعا عن السعودية !. (/showthread.php?tid=16165) الصفحات:
1
2
|
ليس دفاعا عن السعودية !. - بريق - 07-28-2006 بعيدا عن تهم العمالة والخيانة التي تصطبغ على شفاه البعض كأحمر شفاه ، ما يزيد من وقع قبحها قبح الوجوه التي تتلون بها ، فهي لا تختلف كثيرا عن تصنيفات التكفير ، والتفسيق ! ، وبعيدا عن قناعات تترسخ في بعض القومجيين الدغماء الذين وضعوا وقولبوا - منذ زمن - السعودية في خانة معينة ، وصنفوها بها ، وانطلقوا في تقرير حقائقهم على ضوء تلك القناعات الفاسدة !.. هنا محاولة لفهم الموقف السعودي ، عل وعسى إن نقدم قراءة لا تنسجم مع هذا الشلال العاطفي الذي اربأ بنفسي إن أقع فيه . بداية لابد إن نقرر انه لا يوجد هناك أي علاقة سابقة أو حالية بين حزب الله وبين السعودية ، فلا يوجد ذلك الود الذي يمكن على ضوءه إن تخلص السعودية له اذ ما أقدم الحزب المذكور على أمر ما ، أو تعرض لأزمة معينة ، فهي متحررة من إن تقدم له أي دعم سياسي قد يستفيد منه !.. وطوال فترة وجود هذا الحزب الذي تشكل إثناء أواخر الحرب الأهلية اللبنانية ، وحتى وقتنا الحالي لم يحدث بين الجانبين أي اتصال !. لم تكن هناك علاقة ود أذن !.. بل إن هذا الفتور قد يصل لعداء مستحكم لتلك الطبيعة الطائفية التي تتحكم بالطرفين ، من عينة لعن الوهابية وتفريقها عن بقية اهل السنة ، أو من عينة اتهام حزب الله لسفير السعودية السابق في واشنطن بندر بن سلطان بمحاولة اغتيال المرجع الأعلى للحزب السيد فضل الله أثناء ذلك العبث الذي يعيشه لبنان في حربه الأهلية ، وذلك الزعم والاتهام بالقتل لم يأتي من فراغ بل كان نتيجة لمرجعية حزب الله الإيرانية المعادية للسعودية في تلك الفترة الزمنية - الثمانينات الميلادية - فهي - أي ايران - التي أنشأته ! .. ذلك مع الأخذ في الاعتبار إن الحزب حزب عقائدي بالدرجة الأولى يؤمن بولاية الفقية التي يستجيب لكل توجهاتها ، ويمتثل امتثالا إيمانيا مطلقا لجميع قراراتها - نواهيها و أوامرها - .. انه إفراز لإيران الثمانينات الدولة العدو للسعودية في المنطقة ، والتي أرادت تصدير ثورتها لها . لا يقتصر هذا الفتور في العلاقة بين السعودية وحزب الله لطبيعة الحزب العقائدية الموالية لإيران ، والمؤمنة بنظرية ولاية الفقية ، بل يتعداه لوقع مسمى الحزب نفسه المقترن بمنظمة إيرانية لها فروع - في الثمانينيات الميلادية - ناشطة في اغلب الدول الخليجية مارست أعمال إرهابية وعنفية ضد دولها ، تنفيذا لشعار تصدير الثورة الإيرانية لدول الجوار - الذي نادى به الخميني - ، كمثل حزب الله السعودي في الإحساء ، أو حزب الله الكويتي ، أو حزب الله البحريني وغيرهم . انتفاء وجود العلاقة الايجابية أو حتى العادية من أي نوع تجعل السعودية غير مدينة لحزب الله بأي موقف داعم له ، أو متبني لأفكاره ! .. مع إضافة إن الحزب ليس هو كل لبنان ، فليس هو المعبر عن كل لبنان في بلد متعدد الطوائف ، لم تتفق اغلب قياداته مع نهج الحزب الخاص - خاصة بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني عام 2000- ، مع بقاء الجدل المحتدم بين الأقطاب السياسية اللبنانية - لا يلغيه تشبث الحزب بكونه حركة مقاومة بعذر مزارع شبعا - بكون الحزب مشكلا لدولة داخل الدولة ، وجيشا آخر داخل الدولة ! .. فتلك القضية الخلافية كان يتناقش حولها اللبنانيون في مؤتمر للحوار الوطني ، يعقد بشكل دوري ، كان احد أهم المواضيع فيه المطروح على طاولته كيفية دمج حزب الله في مؤسسات الدولة لكي لا يصبح - كما هو الآن - كيانا قائما فيها بذاته . وإضافة لما سبق من عدمية العلاقة بين الجانبين فيجدر الإشارة إلى انقطاع همزة الوصل بينهما طوال الفترة الماضية أذا ما اقتضت الضرورة الاتصال – مثل التوقيت الان - ، فرفيق الحريري - رحمه الله - تم اغتياله في جريمة يُتهم فيها بالدرجة الأولى النظام الأمني السوري وثيق الصلة والعلاقة بحزب الله !. مما يشهده الكثير لرفيق الحريري - ولعل معارضيه قبل مواليه - انه كان حامي المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله طوال الفترة التي تسلم فيها مقاليد الوزارة وحتى جريمة اغتياله ! .. بل إن المشهد الحالي قد يتغير لو كان الحريري على قيد الحياة مثلما كان في عناقيد غضب اسرائيل عام 96 .. لكن من يهتم ؟! .. فرفيق الحريري نفسه قد تغير ! .. ويذهب الكثير إلى إن ذلك التغير في مواقفه قد يكون هو السبب في اغتياله ! .. لم يكن الحريري زعيما سياسيا لبنانيا فقط بل هو رجل السعودية في لبنان ، ويتمتع بعلاقات قوية مع أكثر من طرف عربي ودولي وفي مقدمتها فرنسا وأمريكا . ومن هنا فان عملية اغتيال الحريري ليست خسارة للسعودية فحسب في فقدها لرجلها التي صنعته ، بل هو خسارة لحزب الله من حيث لا يدري ! .. فالحريري كان المسوق والمروج لأفكار هذا الحزب خارجيا ، وقد دللت هذه الأزمة على ذلك الغياب المؤثر. هذه الخلفية تقودنا لفهم الذي حدث قبل أكثر من أسبوعين تقريبا ... فحماس المنتخبة شرعيا من قبل الشعب الفلسطيني في انتخابات حضيت برقابة وإشادة وإعجاب دولي تعرضت لعراقيل وعقبات من اجل إسقاطها ! .. وإسرائيل تذرعت بأسر الجندي الإسرائيلي لمحاصرة ودك غزة في عمل همجي مرحب به عالميا - ذلك لان إسرائيل دائما تنجح في تسويق نفسها عالميا بثوب الضحية - .. في هذه المعمه كانت هناك اتصالات عربية ودولية لإنهاء الأزمة بالتوسط عند حماس من اجل إطلاق الجندي ، وتسوية القضية ، وهذه التسوية قطعت شوطا بشبه توافق بين حماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس ، لكن أتى ما لم يكن في الحسبان فكل هذه الجهود أُجهضت ، والحل الدبلوماسي توقف .. ذلك حدث عندما قام حزب الله بعمليته الجريئة !. لا يمكن لأي شخص إلا إن يقف مبهورا ، ومعجبا بهذا العمل الجرئ الذي قام به حزب الله في عملية كوماندوس قتل خلالها ثمانية جنود ، واسر اثنين ، حتى إن احد النواب في البرلمان الإسرائيلي - نفسه - قال انه سيفتخر بهذه العملية الجريئة لو كان مسئولا عنها كونه عسكري سابق ! .. لكن في خضم هذا الإعجاب الحماسي ( البديهي ) علينا من إن نتوقع الثمن ! .. فالثمن المتوقع هو ما يحدث في غزة ، ولكن في مكان آخر مختلف ، عزيز على القلب ، في لبنان ! . فتلك العملية - سيئة التوقيت - من وجهة نظر من انتقدها وفي مقدمتهم البيان السعودي ذائع الصيت لم تجلب الدمار للبنان - ثمنا لأسرى يمكن تحريرهم بغير ذلك الطريق - فقط ، وإنما أيضا أوقفت المساعي التي كانت تسعى لها بعض الأطراف العربية مثل مصر والأردن في إيقاف الهجوم الإسرائيلي الهمجي على غزة والذي يتذرع بوجود جندي أسير أيضا . البيان السعودي أتى في تلك الظروف الحاصلة ، ولا يعيبه أبدا ، أو ينفي وجهة نظره الوجيهة - والتي يشترك معه فيها أكثر من طرف عربي ، بل اغلب الأطراف السياسية اللبنانية - إن إسرائيل اتخذته ذريعة أخرى - ليست بحاجة لها - لزيادة العدوان والتطرف في ممارسة وحشيتها وهمجيتها غير المستغربة . على أني لا يمكن إلا إن انتقد حسابات السعودية التي لم تخطئ فقط في تقدير حجم الهجمة الإسرائيلية غير المحدودة التي قد تقوم بها ، بل في أنها لم تقدر درجة التأليب العاطفي الذي قد يقوم به الكثير - ممن يختلفون مع أسلوبها الهادئ الدبلوماسي في معالجة القضايا - ضدها ، فحجم الشحن والتأليب العاطفي والتخويني الذي وجه ضدها جعلها تُقدم على بعض الخطوات التي توحي بكونها قد تتراجع وتتخلى عن موقفها السابق ، مثل تقديمها لخمسين مليون دولار ، ومن ثم زادتهم لـ 500 مليون ، او دعوتها مواطنيها للتبرع للبنان . ان البيان السعودي وفي سياق هذه الإحداث لا يمكن إن يعبر عن عمالة أو خيانة ، هذا التصنيف الذي يشبه تصنيف الكفر والشرك - ولا يختلف معه في شئ - ! .. بل هو يعبر عن حرص شديد على منطقة هي جزء منها ! .. إن النفوس المشحونة والمكبوتة والمقهورة هي فقط من ترى فيه عمالة وخيانة ، لأنها غير مستعدة الآن إلا التفكير بعاطفتها ، وهذا ما تنبهت له السعودية - ولو متأخرا - بعد تلك العجلة التي صدر بها البيان ، أن لا صوت يعلو الآن فوق صوت المعركة ، فبدأت تنشط في محاولة للتأثير في وقف إطلاق النار - أولا وقبل أي شئ - ، أو من خلال التحذير من حرب شاملة في المنطقة ، ولم تعد تتحدث عن المغامرين بنفس التصريح السابق ، لأنه قد يخلق مزيدا من المبررات لإسرائيل التي لا تحتاج لأي مبرر لتمارس وحشيتها . أخيرا ... هل كان حزب الله يحقق مصلحة إيرانية ، وسورية عن طريق لبنان ؟! .. لعل ذلك سؤال - لا أتبناه - قد مر على السعودية يزيد في وجاهة وجهة نظرها ! . ليس دفاعا عن السعودية !. - بهجت - 07-28-2006 بريق (f) مقال جيد جدا و متوازن فقط أختلف في نقد البيان السعودي ، فنحن جميعا في حاجة للمصارحة و الشجاعة و الشفافية في مناقشة كل شيء ، إننا دفعنا ثمنا باهظا بالفعل في المجاملة . كثيرا ما انتقد الوهابية و أحيانا الحكومة السعودية كأي حكومة عربية أخرى . و لكني أقرر بكل ضمير مرتاح أن موقف السعودية من لبنان هو موقف مثالي .. نعم هي الحامي و المساند الأول للبنان ، موقفها من لبنان هو موقف عربي نبيل ، لا ينتقده منصف ، فالسعودية هي التي لها الدور الأكبر في إنهاء الحرب الأهلية و هي التي بنت لبنان ،وهي التي سعت لإنقاذه من براثن إيران و كبح تمرد حزب الله و رفضه لسيادة الدولة خدمة لمشروع إيراني طائفي . .هذه لك أيضا .:97: ليس دفاعا عن السعودية !. - بريق - 07-28-2006 إن يحضر بهجت أولا ، فهذا يحتاج لدستة ورود تليق به (f)(f)(f)(f)(f)(f)(f)(f)(f)(f)(f) والاخيرة دعني ابقيها لك في الاخير ! لم انتقد الموقف السعودي ، كما اني لا أدينه ، او أتبناه ، ما أردت ان أقوله ان السعودية اخطأت - عندما عرضت وجهة نظرها - في حساباتها في تقدير أمرين ، الاول حجم ردة الفعل الذي انتهجته اسرائيل ، تلك الهمجية التي ألبت الشارع العربي عليها ، وأحرجتها شعبيا ، والثاني في تلقف ، وانتهاز الكثير من خصومها لموقفها لزيادة التأليب عليها ، والتخوين لها شعبيا . ويا عزيزي ان السعودية عليها ان تمد يديها شاكرة للسماء ان انتقدهم من هو في مثل اعتدالك وموضوعيتك ، فهي على الاقل قد خبرت النقد الذي لا يقوم به امثالك ! . وهذة أخيرا لك من مقاس أكبر :redrose: ليس دفاعا عن السعودية !. - الكندي - 07-28-2006 عزيز بريق، تحية طيبة بعد طول انقطاع في تواصلنا (f). ردة الفعل تجاه السعودية جاءت نتيجة لتصريحات وزير الخارجية التي لم يكن يتوقعها أحد. من المفهوم أن السعودية، كنظام، لها مصالحها وستدافع عنها. لكن كان من سوء التقدير الوقوف الى جانب العدوان خصوصا في عصر الإنحياز الأمريكي الكامل والعريان للدولة اليهودية. لا بأس، المهم أن السعودية تحاول رأب الصدع الذي تسبب فيه موقفها الأول؛ ربما لأنها رأت بأم أعينها غطرسة الصهيوأمريكيين واعتزازهم بالإثم. مصيبة ما بعدها مصيبة أن تتحول أعرق الدول العربية والاسلامية الى صف أعداء الأمة! ليس دفاعا عن السعودية !. - shahrazad - 07-28-2006 لا أريد أن أتحذلق لكن موقف وزير الخارجية ليس بالضرورة رأي الملك أو ممثل رسمي للحكومة، هذه عائلة وليست حكومة تتصرف بطريقة "بروفشنال"، يمكن جدا لوزير خارجية ان يقول ما يخطر بباله من وحي اللحظة. ثم ان الملحدين والمسيحيين وقفوا مع السيد حسن، ومع المقاومة اللبنانية ، يعني القصة قصة عدو عدوي. ليس دفاعا عن السعودية !. - بهجت - 07-28-2006 الكندي .(f) لا صوت يعلو فوق صوت المعركة هكذا قال جمال عبد الناصر عام 1967 و حسن نصرالله عام 2006 . يا كندي .. بالله دعك من الكلام الكبير مثل أعداء الأمة ، فعندما نسمعه كثيرا تتضخم حجم المصيبة القادمة ، هناك حتى من اللبنانيين من يرى (الفرس) و حزب الله أيضا أعداء الأمة ،فمن نصدق أليس من الأفضل أن نتحدث بواقعية بدلا عن الشعارات التي ما قتلت ذبابة . هل أصبح لدينا صوت العقل و الخيانة سواء ؟، هل لو حذر العقلاء جمال عبد الناصر عام 1967 أنه مقبل على كمين و هزيمة تصغر بجوارها كل الهزائم ألا يكونون بمنطقك خونة ؟.أليس من الأفضل أن نواجه أنفسنا بالأخطاء خاصة لو كانت بحجم الخطايا ، بدلا أن يلطمنا بها الوقائع مصائبا و نكبات . لو كان العقل هو الخيانة فما أبأس الوطنية التي تصبح صنو البلاهة . بلاها :nocomment: ليس دفاعا عن السعودية !. - الكندي - 07-28-2006 الأخ بهجت، "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" وإن قالها عبد الناصر فهي ما تزال مبدأ تعمل به جميع الأمم في محناتها. بريطانيا في الحرب العالمية الثانية لم تنصب محاكما لتشرشل ولو أنها اسقطت حكومته مباشرة بعد الحرب. وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية اليوم قبل البارحة تتلاحم حول قيادتها الخرقاء برئيسها الأهبل لأنها "إدارة حرب". هي ليست شعارات جوفاء ولا هي "قومجية" شعاراتية أن نتوقع من العرب عدم مساندة الذرائع الإسرائيلية في عدوانها على لبنان. ولقد لمسنا بأيدينا ورأينا بأم أعيننا توظيف العدو الإسرائيلي (ما رأيك بهذا المصطلح القومجي: العدو الإسرائيلي) .. لقد رأينا كيفية توظيف العدو لكل ما يتلقاه من دعم مباشر وغير مباشر في تبرير العدوان وتبرير درجة شراسته. الشعارت الفارغة من محتواها في هذا السياق، إذا، هي تلك التي تتخذ من فساد القوميين حججا لكي تسقط ما تقاطع بين الخطاب القومي والخطاب الوطني الممانع اليوم. نكون أغبياء فعلا لو أننا رمينا الطفل مع ماء المخاض! نعم، كان للقوميين أخطائهم لكن هذا لا يجعل كل ما قالوه خطأ. وللإسلاميين أخطائهم الفادحة، لكن هذا لا يجعلنا نزني ونقطع الأرحام ونلعن الله لأن الإسلاميين يعارضون ذلك. بمعنى آخر، لن نتغوّط في الطهارة نكاية في النجاسة. ولك أطيب تحياتي (f) ليس دفاعا عن السعودية !. - بريق - 07-28-2006 الأخ المحترم الكندي أهلا بك ، وسعيد بملاقاتك ثانية (f) لعلك معي ولا تخالفني أذا ما قلت لك إن هناك أمر يشترك فيه كل المتطرفين ، مفاده : ان لم تكن معي فأنت ضدي ، يتبنى هذه الحدة في عدم تقبل أي خلاف كل الراديكاليين ، من بن لادن لبوش ! . فيا صديقي عندما يعرض احدهم وجهة نظره - التي لها وجاهتها - لا يعني ذلك انه يقف في الجهة المقابلة للمشهد ، ، فلا يعني انه يقف مع العدو ، ومع الخصم ، ذلك انه فقط رأى إن الأمر الذي يقوم به الآخر الذي من ثوبه انه لم يكن يستحق كل ذلك التدمير الحاصل الآن !... والسعودية أذا كان موقفها لم يعجب البعض فهذا لا يعني أنها تقف مع العدوان أو تسوغ له ما قد يفعل . وإذ ما أخذنا في اعتبارنا إن الأكثرية اللبنانية المشكلة لقوى الرابع عشر من آذار كانت في مواقفها قريبة ، ومشابهة في الساعات الأولى للعدوان لموقف السعودية نفسه - وهم من اللبنانيين أبناء الوطن الذي يراد تدميره - فالاستفراد بالسعودية وكأنها اخترعت موقفا لها لا يوجد على الأرض اللبنانية ، ولا ينسجم مع علاقاتها مع أصدقائها اللبنانيين ، لهو تجني ليس له مبرر إلا العاطفة ، اربأ بك - بما اعرفه عنك - إن تقع فيه . إن أغلب القيادات اللبنانية مثل وليد جنبلاط ، وسعد الحريري - بما يمثله ويحمله من إرث لوالده - ، والياس عطا الله ، وامين الجميل وغيرهم كانت لهم أراء متوافقة مع السعودية ، وهؤلاء يعبرون عن مواقف مختلفة للطوائف والاتجاهات الفكرية اللبنانية ، ولا يعبرون عن موقف لطائفة واحدة معينة ، حتى يكون شاذ . ان توصيفك للأمر ولموقف السعودية بأنه وقوف في صف العدوان هو ليس غير حقيقي فقط ، بل هو غير موضوعي أو نزيه أيضا ، فجعل السعودية تقف مع إسرائيل في صف واحد هو تجني ، وظلم لا يخضع لمنطق سوى منطق الفسطاطين ، أما إن تكون معنا ، أو ضدنا . لا أريد إن اظهر بمظهر المدافع عن السعودية ، فهي ليست بنت الله المختارة لا يمكن انتقادها أو المس بها ، والتعريض ببعض مواقفها غير الشعبية ، لكن جُل ما أسعى له إن يكون الانتقاد لها لا يخضع للظلم والتجني في إطلاق الأحكام ضدها ، إن المعايير التي يستند لها المرء في انتقاده للسعودية عليها إن تكون موضوعية ، ومعتدلة ، غير متجنية ، اومصنفة لها في وضعها في قالب معين ثم الانتقال من خلال ذلك التصنيف للهجوم عليها .. لا يمكن إن تقول وقفت مع العدوان وفي صف إسرائيل هكذا وبكل بساطة ، وتنطلق من هذه الفرضية للحكم عليها ، فهذه فرضية فاسدة ، وغير صادقة ، فلم تقف مع العدوان وان صرخ الجميع بذلك ، فليس بقوة صراخهم نؤمن بوجهة نظرهم . ثم لماذا لا تفترض إن السعودية قد وقفت في صف لبنان ، ولم تقف في صف حزب الله ، ولا إسرائيل ؟! .. بل لماذا - وذلك اضعف الإيمان - لا تقول إنها وقفت في صف مصالحها في هذا البلد على الأقل ، وفي صف حلفاءها هناك ؟! .. ثم إن افتراضك الآخر غير الموضوعي أيضا بان السعودية قد صدعت الصف العربي ، فهذا قول مغلوط يتجني على طرف دون إن ينظر للطرف الآخر ، فلماذا لا يكون حزب الله - نفسه - هو الذي صدع ذلك الموقف من خلال عمليته غير المحسوبة سيئة التوقيت ؟! .. لماذا تضع الحق على السعودية ولا تضعه على حزب الله في تصدع الصف العربي ، وخصوصا إذا ما علمنا انه يتحاور مع أشقاءه اللبنانيين في مؤتمرات الحوار على كيفية دمج حزب الله في مؤسسات الدولة ، وفي كون الحزب يتشبث بمزارع شبعا ذريعة لعدم نزعه السلاح ! .. الأزمة الحالية يا صديقي تسارعت بشكل سريع ، وغير متوقع ، حتى حزب الله نفسه لم يتوقع - في أكثر من تصريح لقيادات له - همجية وعدوانية الهجمة الإسرائيلية ، والموقف السعودي لم يتغير خلالها ، إن سكتت الآن – احتراما لدماء الضحايا وخجلا من ان تتحدث في خلاف مع حزب الله ولبنان يدمر- وحاولت إن تقوم ببعض الخطوات الداعمة للبنان على الصعيد الإنساني ، أو في وجوب وقف إطلاق النار ، فهذا ليس لأنها قد تخلت عن مواقفها التي عبر عنه بيانها الأول ، بل لأنها فطنت الآن إن الذي يوجد الآن لا يستلزم حديث عقل ورشد ! .. لكن بعد هدوء هذه العاصفة - التي لا نعرف كيف ! -، فان الجهد الدولي وحتى الداخلي اللبناني سوف يلتفت لحقيقة كون حزب الله ميليشيا داخل الدولة ، لها حسابات إقليمية ابعد من حدود لبنان ، ولبنان هو الضحية . وتقبل فائق احترامي ليس دفاعا عن السعودية !. - الكندي - 07-28-2006 الأخ العزيز بريق، قد تكون محقا في قولك أن الموقف السعودي كان مشابها لموقف مجموعة 14 آذار، لكن هناك فارق مهم وهو أن السعودية كدولة عربية مركزية كان لها موقف علني ناقد لحزب الله. وبغض النظر عما إذا كان نقد حزب الله مستحقا أم غير مستحق، وبغض النظر عما إذا كانت السعودية تهدف الى الوقوف في الصف المعادي أم لا (ولا أفترض ذلك)، غير أن موقفها صبّ في جملة المصالح الصهيوأمريكية في هذا المواجهة. مهما كانت الدوافع والحقائق، إسرائيل وجدت في التصريح السعودي شرعية عربية وإسلامية لعدوانها. ولو افترضنا أن حزب الله أخطأ فعلا في عمليته، فإصلاح الخطأ لا يكون بتركيبه. فإذا كانت عملية حزب الله تخبطا في الموقف العربي، فإن التصريح السعودي زاد من حدة هذا التخبط وقدّم مكاسب سياسية مجانية لإسرائيل وأمريكا بدون أية مكاسب مماثلة للعرب. وأعتقد أن هذا الأمر أصبح واضحا لدي السعودية في ما بعد. إذا كانت هناك ضرورة للمساءلة الوطنية والعربية بعد هذه العملية، فمكان هذه المساءلة بالتأكيد لا يجب أن يكون على أمواج الـ سي إن إن أو على صفحات النيويورك تايمز. ولا يجب أن يكون والطائرات الإسرائيلية تمارس عدوانها على بلد عربي. تحياتي الطيبة لك (f) ليس دفاعا عن السعودية !. - بريق - 07-29-2006 الاخ المحترم الكندي أذن الفرق - كم تراه - بين موقف السعودية ، وبين موقف قوى 14 من آذار إن السعودية الدولة المركزية كان لها موقف علني في نقد حزب الله ! .. وكأن قوى ( 14 اذار ) لها مواقف سرية في نقد عملية حزب الله !.. أذن فكيف عرفنا بمواقف هذه القوى إذا لم تكن علنية ؟! .. لعلك يا عزيزي لا تتابع الإعلام العربي بشكل جيد - مثل متابعتك للإعلام الغربي - ، فالقيادات اللبنانية كان لها مواقف علنية في بداية الحرب صرحت بها كثيرا - مثل تصريح وليد جنبلاط إن عملية حزب الله تحقق أهدافا إيرانية وسورية - متوافقة تماما مع الموقف السعودي لكن همجية العدوان الإسرائيلي ، ووحشيته جعلت هذه القوى تخفف لهجتها ، وتؤجل المحاسبة والانتقاد لما بعد ، وهذا شبيه تماما بالموقف السعودي ، فهو كان له رأيا في بداية الحرب سكت عن التصريح به عندما زادت إسرائيل في وحشيتها . السعودية كدولة مركزية لم يكن لها إن تسكت في منطقة هي جزء منها ، وفي بلد لها فيه حلفاء اعزاء ، ولا تتوقع من موقفها إن يكون داعم لحزب الله لأن بينهما مالا يصلحه العطار ، ولأنه قد ينفذ اجندة ايرانية ايضا ! .. وكون إن إسرائيل حاولت الاستفادة من هذا الموقف ، وانتهزت الفرصة في ممارسة الوحشية التي لا تحتاج لممارستها لمبرر ، فهو لا يعني ان السعودية قد قدمت ذلك البيان متعمده وقاصدة لاسرائيل كي تجهز على حزب الله ، كما صور ذلك الكثير ممن يختلفون مع السعودية سياسيا - بسوء ظن ونية - بل إن ذلك يعني فيما يعنيه إن السعودية قد أخطأت في تقدير حجم العنف الذي سوف تمارسه إسرائيل - ذلك التقدير الخاطئ الذي وقع فيه حزب الله أيضا - وهذا العيب - في سوء التقدير - تنبهت له السعودية مبكرا ، وحاولت إن تغطي عن بيانها السابق بأفكار ، ومبادرات جديدة ، أو بدعم مالي ، أو بتلويحها بحرب شاملة تهدد المنطقة !.. ان ذلك التصريح بذلك الرأي السابق من قبل السعودية لا يعني إنها تقف مع العدوان الإسرائيلي على لبنان - كما قلت في مداخلتك الاولى - لمجرد إن إسرائيل استفادت من البيان المذكور .. وان السكوت اللاحق عن الدفاع ، والتلميح عن البيان - فيما بعد - لا يعني إنها تراجعت عنه أو إنها كفرت به ، بل هي سكتت مثل القوى اللبنانية لأن هذا ليس وقت محاسبة ، بل وقت معركة . مع تحياتي القلبية لك (f) |