حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مقال آخر عن الحرب - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: مقال آخر عن الحرب (/showthread.php?tid=16286) |
مقال آخر عن الحرب - أبو إبراهيم - 07-20-2006 عندما وقفت إيران وحيدة في وجه العراق في حرب الخليج الأولى، وعندما كانت الدول العربية والغربية وبقية الدول تغدق بالدعم المادي والتسليحي على صدام في حرب لم يكن لها مبرر سوى تدمير الثورة الإيرانية التي أسقطت الشاه حليف أمريكا الكبير. وقفت يومها سوريا وقفة شجاعة في صف إيران أثبت الزمن صحتها، باعثة رسالة إلى الجميع : " سوريا (في سياستها الخارجية حيث أنها في الداخل تعاني الكثير من أخطاء الإدارة) بلد مبادئ وليس بلد مصالح "... أذكر أن زوج خالتي التقى يومها بإيراني يزور دمشق، قال له : إن شعبنا يقدر أن سوريا هي الوحيدة بين العرب التي تقف بصفنا، وما أن تنتهي هذه الحرب حتى نتفرغ لدعمكم ضد إسرائيل. كان وصف زوج خالتي لذاك الرجل، وعيناه تتألقان، يعبر عن مدى شجاعته وحماسته لقضية العرب الكبرى، دون أن يكون له ناقةٌ فيها ولا جمل. إيران تقف الآن بنفس الطريقة مع سوريا ولبنان في وجه العدوان، ومهما كان وضعها الداخلي سيئاً، فهي أيضاً وقفة مبادئ لا وقفة مصالح. إذ أنها تعرف أن مفتاح الانفراج الاقتصادي فيها وعودتها كما كانت زمن الشاه مدللة أمريكا، هو تسليم القضية الفلسطينية، وتسليم قضية لبنان، لتعيث بها أيدي أمريكا وإسرائيل فساداً. ولكنها تفضل أن تكون وفية لمبادئ آمنت بها وبنت كيانها على أساسها. عندما طال وجود الجيش السوري في لبنان، ضاق اللبنانيون ذرعاً به، وهو أمر يؤاخذون عليه بسبب كثرة التجاوزات التي تظهر من العسكريين داخل وخارج بلدهم، وبسبب رغبة الجميع في الاستقلالية ولكن للأسف لا استقلالية في الشرق الأوسط بدون قوة عسكرية. ووجود الجيش السوري الأن في لبنان على الأقل في البقاع، كان ليخفف قليلاً من وطأة الحرب، وعلى أقل تقدير كان يحمي ظهور اللاجئين والفارين وخصوصاً طريق بيروت-دمشق الذي تمتع بقصفه دون رادع الطيارون الإسرائيليون. هل نثق بمخرج من الأمم المتحدة ؟ من المؤكد، ألا سلام في الشرق الأوسط طالما الجيوش الغربية موجودة، تهدد في كل لحظة الشعوب العربية واستقلالها. وهذا الأمر يدركه الجميع، وبرهنت عليه الحرب العشوائية الأخيرة ضد لبنان. وجون بولتون الذي كرمه اللبنانيون منذ عدة أسابيع، آملين بفرج أمريكي قريب، هو نفسه من يعطل قرارات وقف إطلاق النار المتتالية في لبنان. ويبدو أنه رمى الميداليات والهدايا في سلة المهملات بعد خروجه من قاعة التكريم... نحن أمام قضية جديدة في لبنان، بمعطيات جديدة فرضتها أمريكا خلال الأشهر التي سبقت العدوان. من عارض الوجود السوري هو الآن في حرج ضعف الجيش اللبناني وتطنيش الحليف الفرنسي أو الصديق الأمريكي. ومن كان مع الوجود السوري، تم إضعافه خلال الفترة الماضية ليكون مترهلاً غير قادر على الصمود إلا لفترة تحددها حدة الصراع وتقلباته والاجتياح البري الإسرائيلي. اللبنانيون الآن يعولون على سوريا، وسوريا تعول على إيران، وإيران ستعول على من ؟ من المخاطرة بمكان أن تنتظر سوريا دورها كما انتظرته في عدوان 1967، وهي ترمق الجيش المصري يتدمر، ثم جيش الأردن... ومع كل وعود إسرائيل بعدم مسها لسوريا يومها، فإنها أخلفت بذلك الوعد. ومن المخاطرة أيضاً الدخول في حرب لا قبل بسوريا لها بها : جيش قديم التسليح، ودعم عربي مترهل إن لم نقل معدوم. الحرب بدأت، ولكن للأسف إسرائيل هذه المرة أيضاً هي التي اختارت الزمان والمكان المناسبين... وبما أن الزمان هو البارحة واليوم وغداً وبعد غد، فلم يبق لنا إلا أن نتعامل مع عامل المكان، بأن نوسع رقعة الصراع : سوريا، إيران، وبعض الحلفاء في دول محتلة مسبقاً كحماس وشيعة العراق. أو أن نتلقى الصفعة تلو الأخرى، ونقول ربي هل من مزيد ؟ |