![]() |
ثوبي محتاج الى غاسل وليت قلبي مثله في النقاء - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: ثوبي محتاج الى غاسل وليت قلبي مثله في النقاء (/showthread.php?tid=16359) |
ثوبي محتاج الى غاسل وليت قلبي مثله في النقاء - arfan - 07-19-2006 كان أبو العلاء المعري من كبار المفكرين والفلاسفة الذين انتبهوا الى حقيقة الذات الإلهية التي تقترن باحترام الحياة كقيمة مطلقة أولى في كل الظروف والأحوال وبسبب رقة مشاعره وحبه لمخلوقات الله فقد إتخذ قرارآ بالإمتناع عن تناول اللحوم .ورغم أن مثل هذا القرار قد ينطوي على بعض المبالغة الا أنه كان قراره هو إتخذه بإرادته الحرة وهي إرادة منحازة تمامآ للحياة ، للحي والمحيي ولذلك لا يمكن اعتباه قرارآ خاطئآ بل ممارسة حرة بإتجاه الحياة المطلقة من لدن فيلسوف نظيف النفس موسوعي المعارف غاص وتبحر في الاسلام والأديان.مع ذلك لم يسلم مفكر معرة النعمان من إنتقادات جهلة عصره ومنهم قاضي القضاة الذي اتهمه بتحريم ما أحله الله على نفسه وكان على المعري مداراة الموقف إذ كان من الصعب إيجاد خط للتفاهم بين فيلسوف راسخ في العلم كأبي العلاء ومتشدق راسخ في الجهل كقاضي القضاة يمكن أن يفتك بالشاعر العظيم فذكر في جملة ماذكر للقاضي المحقق أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام قد رفض مرة تناول لبنآ وعسلآ قدما له كتعبير حر من قبله عن رقة مشاعره الإنسانية ومحبته الغريزية للحياة .هكذا كان يفهم المفكر الفيلسوف المعري الاسلام وهكذا كان يفهم الشخصية المحمدية ومن هذه الزاوية الأنسانية الرائعة التي يهملها البعض. ما أحوجنا اليوم أن نفهم النقطة التي أثارها فيلسوف معرة النعمان مع جهلة عصره الذين يحولون الدين الى صنم أصم والشريعة الى سيف غاشم مسلط على الرقاب والعقل والحكمة الى طيش وتهور وعجالة. ومع عفة نفسه وإيمانه الذي بلغ به المجد كان المعري شديد النقد لنفسه وكان يقول . ثوبي محتاج الى غاسل وليت قلبي مثله في النقاء هكذا كان يقول العفيف النظيف المفكر البعيد الأغوار والموسوعي المعارف عن نفسه وثيابه فماذا يقول ممن تلطخت وتنقعت ثيابهم بدماء الابرياء والنساء والأطفال من قوى الارهاب والجريمةعن أنفسهم ؟ ماذا يقولون وأي جهنم ينتظرون ؟ مثنى حميد مجيد الحوار المتمدن - |