حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
هيكل وتزييف التاريخ - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79)
+--- الموضوع: هيكل وتزييف التاريخ (/showthread.php?tid=16445)



هيكل وتزييف التاريخ - بيلوز - 07-13-2006

رد علي هيكل:
لا تروجوا الوعي الزائف حول تاريخنا الوطني
د.أحمـد القصـير

الشيوعيون المصريون غرسوا روح الانتماء للوطن وصاغوا ثقافة وطنية
كمال عبد الحليم وعبد الرحمن الشرقاوي وفؤاد حداد وصلاح جاهين طلائع مغردة بالوطنية وحب الوطن
خالد محي الدين وأحمد فؤاد وضعا برنامج تنظيم الضباط الأحرار في أوائل 1951 ثم قام التنظيم بإقراره
أحمد حمروش عضو اللجنة المركزية لحدتو كان مسؤولا سياسيا لقسم الجيش والقاضي احمد فؤاد مسؤولا للتثقيف
وشوقي فهمي حسين صول الطيران مسؤولا للتنظيم
الشيوعيون دعموا نشاط تنظيم الضباط الأحرار وأسهموا في تنفيذ ثورة يوليو
حديث هيكل بأن الشيوعين حاولوا عمل انقلاب مزاعم باطلة
حدتو قررت حل قسم الجيش عند تحولها للمعارضة بعد إلغاء الدستور والأحزاب في مطلع 1953
حدتو أسهمت في بعض ملامح النظام الجديد مثل قانون الإصلاح الزراعي ومنع الفصل التعسفي

أبطال الوطنية:
حديث هيكل الأخير من خلال قناة الجزيرة عن الشيوعيين المصريين قاصر وخاطئ ومتحيز ويخالف الحقائق التاريخية. وهو يثير صراعا بين قوي وطنية ويفتح نوافذ للشقاق نحن في غني عنها. ومن الغريب أن يصدر مثل ذلك الحديث عن كاتب كبير بحجم هيكل. فقد تجاهل الإسهامات الوطنية والثقافية العديدة للشيوعيين المصريين. وهو ما يخلق وعيا زائفا بالتاريخ. فلم يكن هيكل موضوعيا في حديثه، وبذر الكثير من التصورات الخاطئة مما جعل وقائع التاريخ تظهر علي غير حقيقتها. ومن مخاطر تلك التصورات أن القارئ أو المستمع تعود أن يعتبر صاحبها من المصادر الموثوق بها وأنه كان قريبا من صناعة القرار. لقد بذر هيكل في حديثه علي قناة الجزيرة والذي نشرته صحيفتي العربي والأسبوع القاهريتين يوم 25 يونيو 2006 الكثير من الغبار وتجاهل التاريخ الحقيقي لثورة يوليو وكيف ظهرت إلي الوجود. وقد أهال ذلك الحديث الركام علي أنصع الأدوار الوطنية للشيوعيين المصريين في أربعينات وخمسينات القرن العشرين. كما أنكر دورهم الوطني واجتهاداتهم الفكرية التي صاغت الجانب الأساسي من الثقافة الوطنية وبثت روح الانتماء للوطن وأسهمت في تشكيل الوجدان العام خاصة في منتصف القرن العشرين.
طرح هيكل ما يتناقض مع تلك الحقائق وزعم أن الشيوعيين لديهم مشكلة مع الوطنية وأن الوطنية تساوي التخلف عند الشيوعيين.. وإن مثل ذلك القول الغريب يتجاهل أن أفضل ما قدمه الشيوعيون المصريون هو إسهامهم بفاعلية في الحركة الوطنية بدءا من نشاط اللجنة الوطنية للطلبة والعمال وإصدار صحف ومجلات مثل الفجر الجديد والضمير والجماهير في الأربعينات. وفي الخمسنات تواصل أيضا إصدار الصحف والمجلات كما برز النشاط السياسي في مجال الدعوة لإلغاء معاهدة 1936 والمناداة بالاستقلال والابتعاد عن الأحلاف العسكرية. كما تم حشد قوي وطنية مختلفة في حركة نشطة للسلام. وباختصار كانوا في قلب حركة وطنية متصاعدة في أربعينات وخمسينات القرن العشرين. وشهدت تلك الفترة إلغاء معاهدة 1936 وبدء الكفاح المسلح في القناة. وقد تعاون عبد الناصر شخصيا مع الشيوعيين في تلك الفترة وقدم لهم السلاح والذخيرة.. لكننا نلاحظ أن الحركة الوطنية غير موجودة في حديث هيكل، وتبدو القوي الوطنية الفاعلة ومن بينها الشيوعيين غائبة. كما غاب أيضا المجال الثقافي الفكري الذي تميزت به تلك الفترة التي قدم فيها الشيوعيون المصريون إبداعهم الفني والثقافي المتميز الذي أصبح من المكونات الأساسية للثقافة المصرية الحديثة. كما قاموا بأنفسهم بخلق وسائل نشر تلك الثقافة.
ولم يتوقف ذلك التصاعد للحركة الوطنية إلا بحريق القاهرة في يناير 1952 وإقالة حكومة الوفد برئاسة مصطفي النحاس وفتح المعتقلات.
إننا نتساءل: كيف استطاع هيكل أن يتجاهل أن أبرز المثقفين الشيوعيين خاصة الشعراء كانوا أكثر دعاة الانتماء الوطني والوطنية. وهل يمكن لأي إنسان أن يتجاهل علي سبيل المثال شعر كمال عبد الحليم صاحب ديوان "إصرار" ونشيد "دع سمائي" أو أن يغفل الأعمال الرائدة لعبد الرحمن الشرقاوي وشعره؟ وهل يمكن لأي قارئ لتاريخ مصر السياسي والثقافي الحديث أن يتجاهل أن فؤاد حداد وصلاح جاهين هما أبرز الذين تغنوا بالوطن والوطنية. لقد أصبحت أعمال كل هؤلاء جزءا حيا من تراث مصر الوطني والثقافي والفني. إنهم أنبل النساك في محراب الوطن. وهم دعاة من نوع نادر للوطنية وليسوا شيئا هامشيا. وسيظل التاريخ يذكرهم ويتغني الناس بأعمالهم.. إن من يقول أن الوطنية عند الشيوعيين تساوي التخلف أو أن الشيوعيين لديهم مشكلة مع الوطنية إنما يبتعد كثيرا عن الحقيقة. وينبغي التنويه بأن جميع الشعراء الذين تحدثنا عنهم باعتزاز الآن كانوا أعضاء بمكتب الأدباء والفنانين التابع للحركة الديمقراطية للتحرر الوطني التي يرمز لها باسم "حدتو".
أخطاء جسيمة لهيكل:
أخطأ هيكل خطأ جسيما وتجني علي التاريخ عندما زعم أن الشيوعيين المصريين كانوا الأبعد عن ثورة يوليو وأن حركتهم ولدت ميتة. فلا يمكن للتاريخ أن يغفل أن حدتو، وهي التنظيم الشيوعي الأكبر والأكثر تاثيرا، كانت الشريك الأساسي في ثورة 23 يوليو 1952 شئنا أم أبينا. وبدأت تلك الشراكة من بداية تشكيل تنظيم الضباط الأحرار ومشاركة خالد محي الدين مع عبد الناصر في تأسيس ذلك التنظيم مع عدد ضئيل جدا من زملائهم الضباط. كما قام خالد محي الدين بالاشتراك مع القاضي أحمد فؤاد بصياغة برنامج تنظيم الضباط الأحرار الذي أقرته قيادة التنظيم. ولا بد من التنويه بأن أحمد فؤاد كان في ذلك الحين مسؤولا عن التثقيف بلجنة قسم الجيش التابعة لحدتو والتي كان أحمد حمروش مسؤولها السياسي بينما كان شوقي فهمي حسين، وهو صول بسلاح الطيران، مسؤولها التنظيمي.. وشمل ذلك البرنامج عدة بنود أبرزها ما يلي:
1 ـ إقامة جبهة وطنية من القوي والأحزاب الوطنية ضد الاستعمار والقصر؛
2 ـ رفض الأحلاف العسكرية وإلغاء معاهدة 1936؛
3 ـ السماح بترقية الجنود إلي رتبة الضباط؛
4 ـ تحقيق عدالة اجتماعية وحياة ديمقراطية سليمة.
وعندما تم وضع النقاط الست المشهورة في عام 1954 تم الاستناد إلي هذا البرنامج، ولكن حدثت تغييرات في بعض المفهومات ارتباطا بالتطورات التي جرت في مسار الثورة بعد أحداث مارس 1954.
شاركت حدتو أيضا في كتابة منشورات الضباط الأحرار وطباعتها وتوزيعها. وكان أحمد فؤاد يأخذ موافقة عبد الناصر علي المنشورات التي يكتبها أعضاء حدتو قبل طباعتها وتوزيعها. كما شاركت بدور رئيسي في عملية تنفيذ الثورة أو حركة الجيش حسبما كانت تسمي في البداية. ومن المعلومات المعروفة جيدا أن يوسف صديق عضو حدتو هو الذي قام بالدور الأساسي عند التنفيذ حيث قام بالاستيلاء علي قيادة الجيش. كما تولي أحمد حمروش الذي كان عضوا باللجنة المركزية لحدتو مسؤولية السيطرة علي حامية الاسكندرية بتكليف من عبد الناصر.
تجاهل هيكل في حديثه علي قناة الجزيرة كل هذه الحقائق التاريخية ونسب للشيوعيين أشياء أخري. فقد قال دون وجه حق إن الشيوعيين دخلوا في الأسابيع التالية لثورة يوليو اختبارين الأول مؤسف والآخر مضحك. وأضاف بإن المؤسف هو مشاركة الشيوعيين في الاضطرابات العمالية في كفر الدوار وأنهم وجدوا فرصة لإحداث شغب وأن المضحك هو أنهم حاولوا القيام بانقلاب. وهذه الأقوال لا علاقة لها بالواقع للأسف الشديد. ولا يجوز أن تصدر عن كاتب كبير من المفترض أن يدقق فيما يقول. فقد كانت حدتو موجودة علي أرض الواقع، ولا تحتاج للقيام بمشاغبات. وهي مع مطالب العمال الذين شكلوا بالفعل لجان لحماية المصانع. وقد شاركت حدتو في عملية التوعية لحماية المصانع عندما حدثت أضرار. بل ذهبت عناصر شيوعية من خارج الشركة لدعوة العمال بأن يحرصوا علي حماية المصانع والمنشآت من أي محاولات لتخريبها. واستخدم عبد المنعم الغزالي، وهو من أعضاء المكتب العمالي بحدتو، ميكروفونا ودعا العمال إلي المحافظة علي المنشآت وحمايتها. وربما لا يعرف هيكل مثل هذه المعلومات، لكن ذلك لا يبيح له أن يجمع بين الشيوعيين ورجال الملك في تلك الأحداث. كما لا يبيح لأحد القول أنهم وجدوا فرصة لإحداث شغب.
بذلت حدتو جهودا لعدم تفاقم الأحداث ولحماية المنشآت، كما وقفت مع قادة العمال خميس والبقري وطالبت بعدم إعدامهم وأوضحت أنهم غير مسؤولين عن الأضرار التي حدثت. وصوت خالد محي الدين ويوسف صديق و جمال عبد الناصر في مجلس قيادة الثورة ضد إعدام قادة العمال. ولكن أغلبية مجلس قيادة الثورة كان مع الإعدام وتم تنفيذه.
وتخطت حدتو بعض الأثار السلبية لهذه الأزمة، واستمر أسهامها في وضع بعض ملامح النظام الجديد. وشمل ذلك العمل من أجل عودة الحياة البرلمانية وإصدار قوانين توفر بعض المكاسب الاجتماعية. وقد أفضت التطورات إلي فشل المحاولات الرامية إلي عودة الحياة البرلمانية. فقد قرر مجلس قيادة الثورة في يناير 1953 إلغاء الدستور وحل الأحزاب السياسية. وهنا قدم يوسف صديق عضو حدتو استقالته من مجلس قيادة الثورة احتجاجا علي تلك القرارات التي رأي أنها تتعارض مع الأهداف التي قامت الثورة من أجلها. واستمر خالد محي الدين بالمجلس إلي أن استقال بعد ذلك في أوائل أبريل 1954 بعد الأزمة السياسية الشهيرة حول قضية الديمقراطية التي حدثت في مارس 1954.
إن استعراض ما جري من تطورات يبين بوضوح مدي ابتعاد هيكل عن الواقع وحقائق التاريخ. فقد أخطأ حينما قال إن الشيوعيين كانوا بعيدين عن ثورة يوليو وأنهم غير مؤهلين للمشاركة في توليد النظام الجديد. وتشير التطورات الواقعية إلي الدور الهام الذي قام به الشيوعيون. وهو ما يدل علي عدم صحة القول بهامشيتهم. فقد كان خالد محي الدين ويوسف صديق أحد قطبي الصراع في قيادة الثورة حول شكل الحكم والنظام الجديد. وكانا يعبران عن توجهات الشيوعيين في حدتو علي وجه التحديد. وكان جمال عبد الناصر يقف معهما في البداية إلى أن إنحاز بعد ذلك إلي الجانب المضاد فيما يتعلق بالديمقراطية، لكنه لم يتنازل عن توجهاته الاجتماعية.
وينبغي التنويه بأن الرجال الثلاثة الذين قال هيكل أنهم أشرفوا علي ولادة النظام الجديد كانوا يقفون في واقع الأمر، وبدرجات متفاوتة، ضد الديمقراطية. كما كان بعضهم ضد الاصلاحات الاجتماعية أيضا. والرجال الثلاثة هم علي ماهر رئيس الوزراء وسليمان حافظ والسنهوري وهما من رجال القانون. وكان علي ماهر لا يريد إصدار قانون الإصلاح الزراعي.
لكن قانون الإصلاح الزراعي صدر في 9 سبتمبر 1952. وشاركت في صياغته القوي التي قال عنها هيكل أنها هامشية. وهنا نتساءل هل لا يعلم هيكل أن إعداد قانون الإصلاح الزراعي الذي صدر في سبتمبر 1952 تم بعيدا عن الثلاثة الذي وصفهم بأنهم خبراء توليد النظام الجديد. لقد قام بإعداد ذلك القانون القاضي أحمد فؤاد والدكتور راشد البراوي ومعهم جمال سالم عضو مجلس قيادة الثورة. وكان أحمد حمروش هو الذي قام بناء علي اتصال من القيادة بمقابلة راشد البراوي بالاسكندرية وانتقل معه إلي القاهرة لكي يشارك البراوي في إعداد ذلك القانون. وللعلم فإن راشد البراوي هو مترجم الجزء الأول من كتاب "رأس المال" لماركس، ومختارات لانجلز بعنوان "التفسير المادي للتاريخ"، وكتاب لينين "الاستعمار أعلي مراحل الرأسمالية"، وكتاب لوينتيف عن "الاقتصاد السياسي".. ألا يستحق هؤلاء أن يضمهم هيكل إلي خبراء التوليد في الجانب الاجتماعي الاقتصادي علي الأقل؟ فلا يجوز أن نتجاهل أي قوي شاركت في تحديد بعض الملامح الأساسية للنظام الجديد.
لقد تم إعداد قانون الإصلاح الزراعي بعيدا عن الشخصيات الثلاثة الذين تحدث عنهم هيكل علي الرغم من أن بينهم كبار رجال القانون. وقد أجهد هيكل نفسه في الحديث عنهم في حلقات سابقة من خلال عرضه لمذكرات أحدهم هو سليمان حافظ. غير أن ذلك العرض لم يكن دقيقا أحيانا. ومثال ذلك ما يتعلق بحديثه عن فكرة الاستعانة بفتحي رضوان لأنه يستطيع التفاهم مع الضباط الشبان؛ فقد قال استنادا إلي تلك المذكرات أن فتحي رضوان كان أنذاك في المعتقل ضمن ثلاثة شخصيات. وأضاف بأن الشخص الثاني هو فؤاد سراج الدين أما الشخص الثالث فلا يتذكر اسمه. لكن اسم ذلك الشخص وهو يوسف حلمي ظهر علي الشاسة بجانب اسمي فتحي رضوان وفؤاد سراج الدين بصفحة المذكرات التي كانت أمام هيكل. ويوسف حلمي محام وشخصية سياسية شهيرة، وكان ينتمي إلي الحزب الوطني الجديد أي حزب فتحي رضوان. كما كان سكرتيرا للجنة أنصار السلام وعلي علاقة وطيدة بحدتو.
لعب خالد محي الدين دورا إيجابيا في الفترة التي قضاها في عضوية مجلس قيادة الثورة بعد استقالة يوسف صديق. ومثال ذلك إصراره علي تحريم الفصل التعسفي. وقد أقر مجلس قيادة الثورة في مارس 1953 قانونا يبيح الفصل التعسفي للعمال رغم المعارضة الشديدة من جانب خالد محي الدين. ولذلك قام بتقديم استقالته احتجاجا. فاضطر المجلس إلي إعادة مناقشة القانون وتقرر منع الفصل التعسفي. وقد كانت هناك قوي خارج الجيش تساند توجهات خالد محي الدين. ولم تكن قوي هامشية.. ولا جدال في أننا نحتاج إلي تسجيل تلك الحقائق لأن غيابها يتيح الفرصة لانتشار الوعي الزائف حول التاريخ.
كان سلاح الفرسان متأثرا بالتوجهات السياسية لخالد محي الدين. وقد طالب هذا السلاح في مارس 1954 بالديمقراطية، أي الغاء الرقابة علي الصحف وإلغاء الأحكام العرفية وإجراء انتخابات لجمعية تأسيسية تنعقد في يوليو 1954. وظل ضباط السلاح في اجتماع ممتد لعدة أيام وذهب جمال عبد الناصر لمناقشتهم. لكنهم أصروا علي مواقفهم. فذهب عبد الناصر للاجتماع بمجلس قيادة الثورة وأصدروا قرارات 25 مارس 1954 الشهيرة التي قضت بعودة الرئيس محمد نجيب وحل مجلس الثورة وتشكيل وزارة انتقالية برئاسة خالد محي الدين لاجراء انتخابات لجمعية تأسيسيه لتضع دستورا دائما. لكن سرعان ما تراجع المجلس عن قراره وتم محاصرة سلاح الفرسان وحلقت الطائرات فوقه. وقد دعا يوسف صديق خلال تلك الأزمة إلي تشكيل حكومة جبهة تضم الشيوعيين والوفد وقوي أخري. وجاء ذلك في مذكرة قدمها شخصيا إلي الرئيس محمد نجيب ونشرتها صحيفة المصري في صفحتها الأولي.
حول الانقلاب الشيوعي المزعوم:
كيف يزعم هيكل أن الشيوعيين حاولوا القيام بانقلاب؟ وربما لا يعلم مثلا أن حدتو أوقفت نشاطها في الجيش بمجرد تحولها إلي المعارضة في أعقاب إلغاء الأحزاب والدستور في يناير 1953. فقد أصدرت اللجنة المركزية لحدتو بعد تلك التطورات وانتقالها من التأييد إلي المعارضة قرارا بحل قسم الجيش التابع لها الذي كان علي رأسه أحمد حمروش. وبالتالي لم يكن لهذا القسم وجود أو نشاط عند حدوث أزمة مارس 1954 ولا عند تذمر بعض ضباط سلاح الفرسان بعد استقالة خالد محي الدين من مجلس قيادة الثورة في إبريل 1954 وسفره إلي خارج البلاد. وقد تمت محاكمة أولئك الضباط لمجرد تذمرهم وشعورهم بالاضطهاد ودون حدوث أي تحرك من جانبهم. ويري خالد محي الدين أن النية كانت مبيتة لتصفية سلاح الفرسان.
وتجدر الإشارة إلي أن قسم الجيش التابع لحدتو كان لا يزال موجودا عند تذمر ضباط سلاح المدفعية في أوائل عام 1953. وقد تم اعتقال أحمد حمروش في تلك الفترة. ولم توجه له أي تهمة وقابله عبد الناصر بعد الإقراج عنه. وقد حدثت تلك الاعتقالات في أعقاب مطالبة بعض ضباط سلاح المدفعية بالديمقراطية واحتجاجهم علي تصرفات شخصية لكل من عبد المنعم ابراهيم وأنور السادات عضوي مجلس قيادة الثورة. وقد احتجت حدتو علي اعتقال حمروش بمنشور وقصيدة لكمال عبد الحليم. وقام عبد الناصر بعرض نسخة من المنشور والقصيدة علي حمروش بعد الافراج عنه قائلا: إيه رايك؟ يعني إحنا مش وطنيين ولا إيه؟
ركزت حدتو بعد تحولها إلي المعارضة علي تشكيل جبهة وطنية ديمقراطية. وكانت هذه الدعوة من أسباب اعتقال قادتها بالسجن الحربي وتعذيبهم وتقديم قضيتهم إلي محكمة الثورة، لكن جري تحويلها خلال أزمة مارس 1954 إلي محكمة عسكرية برئاسة الدجوي. وقد تغيرت هذه المعارضة فيما بعد إلي التأييد مع انعقاد مؤتمر باندونج وسياسة عدم الانحياز التي اتبعها عبد الناصر. إن التطورات والأحداث التي تعرضنا لها تبين بوضوح خطأ مزاعم هيكل القائلة بهامشية الشيوعيين وعدم قدرتهم علي التأثير.
محاولات تشويش أخري:
استخدم هيكل أكثر من وسيلة في محاولته تشويه التاريخ. وقال مثلا أن الشيوعيين المصريين كانوا يخضعون لتوجيهات الحزب البلغاري. وهو زعم خاطئ. فلم تكن لأي منظمة شيوعية مصرية علاقة بأحزاب خارجية. بل إن حدتو وهي أكبر منظمة شيوعية مصرية وأكثرها تأثيرا شاركت في ثورة 23 يوليو 1952 وأيدتها بينما كانت تعارضها الحركات الشيوعية علي نطاق العالم. كما أن هيكل استخدم مثلا اسم هنري كورييل كبعبع للتشويش علي الحركة الشيوعية من جانب واختزل الحركة الشيوعية في شخصه من جانب آخر. وكأنه أراد بذلك حجب الأنظار عن عدد كبير من القادة والكوادر الذين أسهموا في الحركة الوطنية وفي وضع جدول أعمالها.
وأذكر من بين هذه الأسماء شهدي عطية، كمال عبدالحليم، أنور عبد الملك، أحمد حمروش، أحمد رشدي صالح، عبد العظيم أنيس، علي الراعي، عبد المعبود الجبيلي، عبد الرحمن الشرقاوي، عبد الرحمن الخميسي، صلاح حافظ، نعمان عاشور، يوسف إدريس، محمد النبوي، محمد يوسف الجندي، نبيل الهلالي، شريف حتاته، جمال غالي، مصطفي كامل منيب، مصطفي سويف، مصطفي طيبة، ابراهيم عبدالحليم، أحمد الرفاعي، زكي مراد، أبوسيف يوسف، داوود عزيز، أسعد حليم، محمود أمين العالم، محمود توفيق، محمد سيد أحمد، عبد المنعم الغزالي، ابراهيم المناسترلي، عبد المنعم شتلة، مصطفي هيكل، عبد العزيز بيومي، أحمد صادق سعد، حمدي عبد الجواد، سعد رحمي، ابراهيم عامر، سعد زهران، حلمي ياسين، محمد خليل قاسم، مبارك عبده فضل، جمال النجاري، عدلي جرجس، فوزي جرجس، يوسف درويش، فؤاد حبشي، فخري لبيب، فوزي حبشي، وظريف عبد الله بالإضافة إلي عدد آخر من القيادات والكوادر. كما ضمت قائمة الكوادر النسائية: انجي أفلاطون، لطيفة الزيـات، حكمت الغـزالي، فاطمة زكي، صفية فهمي، ثريا سعيد أدهم، وداد متري، إحسان سعيد أدهم وأخريات. وكانت هناك أيضا قيادات عمالية مثل أحمد طه، طه سعد عثمان، محمد علي عامر، محمد شطا، محمود العسكري، ويوسف المدرك وغيرهم.
كما تميز نشاط الشيوعيين المصريين خاصة حدتو بوجود مجموعة متميزة من الفنانين والأدباء وضعوا بصماتهم في المجالات الثقافية والفنية في مصر. ونذكر هنا أسماء بعض الأدباء والفنانين الذين ارتبطوا بمكتب الأدباء والفنانين التابع لحدتو وهم: حسن فؤاد، وحسن التلمساني، وجمال السجيني، وجمال كامل، ، وزهدي، وصلاح حافظ، وصلاح جاهين، وعبد الرحمن الخميسي، وعبد الرحمن الشرقاوي، وعبد المنعم القصاص، وعبد الغني أبوالعينين، وفؤاد حداد، ويوسف إدريس. وكان كمال عبد الحليم هو المسؤول عن ذلك المكتب. وينبغي التنويه أن جميع القيادات والكوادر التي أشرنا إليها آنفا تمثل الجيل الأول فقط. ولا تشمل الجيل الثاني من ناحية العمر. أي أن القائمة لا تضم مثلا الجيل الذي انتمي إليه شخصيا أو ينتمي إليه رفعت السعيد علي سبيل المثال. فإن كوادر الجيل الثاني أكثر عددا بكثير من الجيل الأول وتنتمي إلي مناطق جغرافية أوسع نطاقا.
كان علينا أن نذكر جميع هؤلاء تكريما لهم من جانب وحتي يعرف الجميع أن القادة والكوادر الذين ساهموا في العمل الوطني كانوا بغير حصر. وقد لعب جميع هؤلاء أدوارا رئيسية في الحياة السياسية والثقافية، وتركوا بصماتهم في الحركة الوطنية والعمالية والحركة الثقافية والفنية. وقد قاموا جميعا بأدوار تاريخية بينما كان كورييل لا يزال في مصر. وقد تجاهل هيكل كل ذلك وأراد أن يختزل الشيوعيين في هنري كورييل أو شخصين آخرين.
قصورمعلومات هيكل:
إن معلومات هيكل عن الشيوعيين المصريين تتسم بالقصور الشديد. ويبدو بعضها أقرب ما يكون إلي الحواديت التي ليس لها علاقة بالواقع. وهذه مسألة تدعو إلي الاستغراب الشديد. فإن حدتو مثلا تشكلت عام 1947 بينما يقول هيكل أن ذلك حدث بعد ثورة يوليو. وهو ما يوحي بأنها كانت غير موجودة عند قيام ثورة يوليو ومن ثم لم تشارك فيها. ولم يقتصر القصور علي ذلك الأمر. بل قال، علي سبيل المثال، وطبقا للنص الذي نشرته صحيفة العربي إنه بعد الحرب العالمية الثانية بقليل وفي إطار النضج الوطني المتسارع كان هناك حركة حزب شيوعي مصري .. وبدأ يدخل في الحركة رجال بقيمة اسماعيل صبري عبد الله، وفؤاد مرسي، وأبوسيف يوسف.. ثم انضم إليهم بعد ذلك شيوعيون من أفضل الناس مثل نبيل الهلالي ومحمد سيد أحمد.
إن هذا السرد غير دقيق علي الإطلاق ولا يستند إلي معلومات تاريخية صائبة علي الرغم مما يحتويه من مديح لبعض الشخصيات وليس للحركة الشيوعية. فقد تأسس الحزب المصري عام 1950 بينما قال هيكل أنه ظهر بعد الحرب العالمية الثانية بقليل. كما أن معلومات هيكل خاطئة أيضا حتي بالنسبة للأشخاص الذين كان يعرفهم شخصيا وتعامل معهم مثل محمد سيد احمد وأبو سيف يوسف. فإن أبوسيف يوسف علي سبيل المثال ارتبط بالنشاط الشيوعي وبرز دوره قبل تأسيس الحزب الشيوعي المصري بسنوات وقبل رجوع اسماعيل صبري وفؤاد مرسي من فرنسا. وظل مرتبطا بتنظيم طليعة العمال وقيادته حتي وحدة 8 يناير 1958. ولم يشترك في عمل حزبي مع اسماعيل صبري وفؤاد مرسي إلا في يناير 1958. كما أن نبيل الهلالي ومحمد سيد احمد شاركا في النشاط الشيوعي أيضا في فترة سابقة علي تاسيس الحزب المصري. فقد عاصرا فترة أسكرا ثم فترة تأسيس حدتو وما بعدها. وقد عمل محمد سيد احمد علي سبيل المثال في صحيفة الجماهير التي كان يرأس تحريرها شهدي عطية. وكانت تصدر في البداية عن تنظيم أسكرا ثم عن حدتو بعد الوحدة في عام 1947 بين اسكرا والحركة المصرية للتحرر الوطني.
البعبع الذي حاول هكيل تخويفنا به:
قال هيكل إن كورييل قتل نتيجة اتصاله بالارهابيين في أوروبا فرنسا وايطاليا وألمانيا. وهذا كلام غير صحيح. فأسباب اغتياله معروفة وتعود إلي دعمه لاستقلال الجزائر وحركات التحرر الوطني بما في ذلك جنوب أفريقيا. إن محاولة هيكل استخدام كورييل كبعبع للتشويش علي الشيوعيين والهجوم علي تاريخهم وتخويفهم هي محاولة فاشلة.. وينبغي أن أسرد هنا بعض المعلومات المتوفرة عنه والتي تحسب له. وينبغي التنويه أولا بأن هيكل زعم بأن كورييل لا يعرف اللغة العربية وهو ما يجافي الحقيقة. ولا ندري لماذا يردد هيكل مثل ذلك الزعم أم أنه قصد بذلك إضفاء بعض الصفات الغريبة علي البعبع الذي استخدمه.. وليس من المعقول أيضا أن هيكل لا يعرف، وهو الذي يبدو حريصا علي التدقيق التاريخي، أن كورييل أبلغ مصر بخطة العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956. وعلاوة علي ذلك فإن كورييل وزملائه في فرنسا قاموا بإبلاغ مصر بمؤامرة لاغتيال عبد الناصر عند زيارته ليوغسلافيا. وتم إرسال المعلومات عن تلك المؤامرة في رسالة مشفرة إلي السفارة المصرية في روما لكن لم يتمكنوا من حل الشفرة فانتقل أحد زملاء كورييل وهو يوسف حزان من باريس إلي روما لتوصيل الرسالة شخصيا.
وينبغي التنويه أيضا بأن كورييل قام بالتعاون مع بعض الفرنسيين بتقديم الدعم للثورة الجزائرية. لذلك تم اعتقاله عام 1960 بفرنسا مع الثوار الجزائريين وأفرج عنه معهم في 1962 بعد الإعلان عن اتفاقيات ايفيان بين جبهة التحرير وفرنسا. كما أن عملية اغتياله شارك فيها أكثر من جهاز للمخابرات من بينها المخابرات الفرنسية. وكان سبب الاغتيال تأسيسه بعد الإفراج عنه عام 1962 منظمة تضامن لدعم حركات التحرر. وسبقت اغتياله عملية تحريض قامت بها عدة جهات من بينها صحيفة لوبوان الفرنسية.. كانت علاقات كورييل طيبه مع الرئيس الجزائري أحمد من بلا. كما كانت الجزائر تقدم الدعم لمنظمة تضامن. وعلاوة علي ذلك كان بشير بومعزة يمثل أحمد بن بلا في المنظمة. وتعبر زيارة بن بلا لوالدة كورييل بالقاهرة عندما حضر إلي مصر عن طبيعة العلاقة مع كورييل ومنظمته. وعلاوة علي ذلك فإن كورييل تبرع بمنزله في الزمالك دون مقابل للجزائر وأصبح مقرا لسفارتها بالقاهرة.
وربما لا يعلم هيكل أنه بعد إبعاد كورييل من مصر في 21 أغسطس 1950 تولي المسؤولية السياسية لحدتو سيد سليمان رفاعي وهو أحد الفنيين السابقين في سلاح الطيران. وكان معه في اللجنة المركزية لحدتو أنذاك شخصيات مثل الشاعر كمال عبد الحليم، أحمد حمروش، أحمد الرفاعي، أحمد طه، زكي مراد، شريف حتاته، محمد يوسف الجندي، مبارك عبده فضل، ومحمد شطا.
كانت هذه القيادة هي التي قامت بنشاط واسع مميز فيما يمكن تسميتة نهضة وطنية.. كما قامت هذه القيادة، بالرغم من بعض أوجه القصور، بأدوار سياسية وفكرية هامة. كما كانت تنسق مع تنظيمات شيوعية أخري. وقامت بأعمال شاركت فيها بعض الشخصيات العامة وشخصيات أخري تنتمي إلي أحزاب سياسية مثل الوفد والحزب الوطني الجديد أي حزب فتحي رضوان. وكان من بين الشخصيات الوفدية التي تعاونت معها أبوبكر حمدي سيف النصر، وابراهيم طلعت، وعزيز فهمي، وحنفي الشريف، ومصطفي موسي. كما كان بين الشخصيات التي تعاونت معها في نشاط سياسي وثقافي من الحزب الوطني الجديد أحمد صادق عزام، وسعد كامل، ويوسف حلمي. وكانت صحيفة الملايين من أهم مجالات التعاون مع أحمد صادق عزام، كما كانت الكاتب من بين مجالات التعاون بين حدتو ويوسف حلمي. وقد رأس تحريرها سعد كامل بينما كان الفنان حسن فؤاد سكرتيرا للتحرير. كما حشدت حدتو في حركة السلام شخصيات بارزة مثل كامل البنداري، وحفني محمود، ومحمد محمود غالي، وسيزا نبراوي.
علاوة علي ذلك كانت حدتو في قلب حركة سياسية عامة تقدمية الطابع شارك فيها زعماء أحزاب مثل فتحي رضوان وأحمد حسين علاوة علي شخصيات بارزة تنتمي إلي مجالات مختلفة. وكان بين هذه الشخصيات علي سبيل المثال الدكتور عبد الرازق حسن أستاذ الاقتصاد البارز، والدكتور محمد مندور السياسي والناقد الشهير، وأحمد كامل التلمساني المخرج السينمائي، وعبد السلام الشريف الأستاذ بكلية الفنون.
وتميز نشاط حدتو بالقدرة علي حشد طاقات القوي الوطنية لخوض معارك ناجحة. ومثال ذلك الحملة التي أسقطت التشريعات المقيدة للصحافة والحريات عام 1951 التي حاولت حكومة الوفد تمريرها بعد أن قدمها للبرلمان النائب الوفدي اسطفان باسيلي. فقد أصدرت حدتوعددا خاصا من صحيفة الملايين في 12 صفحة بتاريخ 29 يوليو 1951. وشارك بالكتابة في هذا العدد ممثلو عدد من النقابات والهيئات ونواب وفديون وشخصيات وفدية بارزة من بينهم أحمد ابوالفتح رئيس تحرير صحيفة المصري الوفدية، والدكتور عزيز فهمي وهو شخصية سياسية وفدية ومحام بارز، وحسين صدقي من الطليعة الوفدية. كما شارك في العدد أيضا عدد من المحامين من بينهم أحمد شوقي الخطيب ومحمد أحمد العصرة وعبد الهزيز بيومي، ويوسف حلمي.
كما شاركت في نفس العدد من الملايين شخصيات مثل كامل البنداري باشا، وأحمد قاسم جودة بك، ومحمد زكي غبد القادر، وفتحي الرملي، وكامل الشناوي. وعلاوة علي ذلك نشرت الملايين في نفس العدد بيانات لبعض النقابات العمالية. كما نشرت صورة بيان أصدرته عشرون نقابة عمالية عنوانه "نصف مليون عامل يدرأون عن الصحافة اعتداء الحكومة". كان ما جري نشره بالملايين يعبر عن حركة عامة تجسدت في جبهة وطنية دافعت عن الصحافة والحريات العامة نجحت في إسقاط تلك تشريعات سيئة السمعة.
تحققت آنذاك انطلاقه مميزة عن طريق نشاط واسع النطاق في عدة مجالات. وشمل ذلك النشاط تأسيس حركة السلام وإصدار الكاتب وصحيفة الملايين ثم مجلة الغد التي صدرت بعد قيام ثورة يوليو. ويجب التذكير بأن ذلك النشاط شمل إبداع ثقافة وطنية تقدمية أسهمت في صياغة الوجدان العام. كما أوجدت وسائل لنشر تلك الثقافة. وكانت الكاتب علي سبيل المثال هي التي نشرت عام 1951 أول قصائد صلاح جاهين بالعامية. كما نشرت قبل ذلك أشعار فؤاد حداد قبل أن تقوم "دار الفن الحديث" بنشر ديوانه "أحرار وراء القضبان" عام 1952. وكانت حدتو هي التي أسست تلك الدار. كما كانت قيادة حدتو التي تحدثنا عنها وراء الاشتراك المميز في مظاهرة إلغاء المعاهدة التي سار فيها مصطفي النحاس رئيس وزراء مصر أنذاك يوم 13 نوفمبر 1951 والتي ظهرت فيها الأعمال الفنية المميزة لمجموعة كبيرة من الفنانين المرتبطين بمكتب الأدباء والفنانين التابع لحدتو كان في مقدمتهم الفنان جمال السجيني. ولا ينبغي أن ننسي في النهاية التذكير بأن من بين الأعمال الهامة لحدتو في تلك الفترة أيضا قيامها بدعم تنظيم الضباط الأحرار فكريا وعمليا والمشاركة بالدور الرئسي في تحقيق ثورة يوليو.. لقد وضع الشيوعيون المصريون بصماتهم الواضحة علي تلك الحقبة شئنا أم أبينا.


هيكل وتزييف التاريخ - بهاء - 07-14-2006



بيلوز (f)

مقالة جميلة - وطويلة أيضآ :D بس فيها معلومات جميلة .

هى نشرت فى اى جريدة ؟