حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
نتالي ابو شقرا: لبنانية ذهبت الى غزة وترفض العودة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: نتالي ابو شقرا: لبنانية ذهبت الى غزة وترفض العودة (/showthread.php?tid=1645) |
نتالي ابو شقرا: لبنانية ذهبت الى غزة وترفض العودة - Bilal Nabil - 01-07-2009 اثناء توجه مركب الكرامة من لبنان الى فلسطين ، لفت نظري فتاة يبدو في عينيها التحد و الاصرار و هي تتحدث لوسائل الاعلام. نتالي أبو شقرا ابنة 21 عاما قررت الذهاب الى غزة و البقاء هناك. هذه الفتاة - و التي يبدو انها مسيحية و ربما مارونية- لم تردعها اللغة الانهزامية للطابور الخامس و اللمز و الغمز من كون المقاومين ينتمون لجنس بشري اخر يدعى "الاسلاميون"!! فمهما اختلفنا مع هؤلاء "الاسلاميون" فالوحل الذي يغمر أحذيتهم أطهر من أن يمس الوجوه الصفراء التي تتخفى خلف الليبرالية و اللادينية، و كأن الليبرالية و التقدمية و اللادينية أصبحت أقنعة تخفى العهر السياسي و المفاخرة بالخيانة. أنت الشرف و العزة يا نتالي و أرجو أن تعودي الى أهلك و أنت سالمة. هذا ما كتبت نتالي من غزة كما نشره موقع "المردة" اللبناني: عنواني هو اللامنتظر فاذا جئت تزورني بكيت وغنيت لك: «زروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة». واذا قررت الا تزورني ساغني لك: «ميّل يا غزيل، يا غزيّل ميّل. ميلك ميولي. باسقيك فنجان قهوة وبعملك تبولة». واذا قررت العيش معي سأغني لك: «على دلعونة اهلا وسهلا شرفتونا. وسارقص لك الدبكة. فانت جئت لتزور اللامنتظر». ماذا سنأكل وماذا سنشرب؟ سنأكل القمع معا ونشرب الخوف. وسنستمد من ذاكرة النسيان عام 1948 ونرقص على الحان الموت والدمع كما يفعلون على شاشة التلفاز وفي معزوفة قرارات مجلس الامن: انه يا عزيزي لحن الـ194 والـ237 والـ245 وال.والـ308 والـ323 والـ337 و.و.. لكن يا سيدي العزيز، ارجوك ان تعذرني. لا يوجد عندي كهرباء لغسل ملابسك. ولا لحفظ مأكولاتك ولا لتشريج هاتفك الخليوي ولا لكي ملابسك ولا لسماع نشرة الاخبار التي ما زالت تعرض احداث القرن الحادي عشر. اعذرني يا سيدي العزيز ولا يوجد عندي حاسوب لفتح بريدك الالكتروني ولا يوجد لدي دواء السعال في حال مرضت من كثرة البرد وحتى مدفئة لتشفي جسك المرتجف كلا يا سيدي العزيز، نحن في اللامنتظر، اللامنتظر الابدي. رغم كل شيء، يا سيدي، سنغني، نعم، سنغني، فنحن شعب لا يموت، وسنغني للاطرش الى الابد. ارجوك يا سيدي الا تسألني من انا او ما الذي افعله كي اتحدى الموت والزمان. ارجوك يا سيدي الا تسألني عن حقوقك عندي. في اللامنتظر لا يوجد حق ولا باطل. لا يوجد بيت ولا منزل، لا يوجد انسان ولا قاتل. في اللامنتظر سنعيش انا وانت على لحن الفقر على لحن النسيان والضجر. على لحن الشمس والقمر، على لحن الكبت والقهر. في اللامنتظر. لا تسألني عن الوطن، ولا عن الثورة والفتن، ان كان الصرصار في بيته يعيش اصبح للصرصار وطن وانا اعيش في فضاء كريه مع الجن والعفن. لم يعد يرتعش قلبي للحب. ولدي مات من دون علاج او نغم. حبيبي مات بين يدي وانا اصلي للزعم. لزعم بارات السلطة وكرة القدم. لرفح وبيت حانون والسفن. الاخبار هي الاخبار. وحالة الموت والحصار. والاخ والذئب والصرصرار. والاحتلال والاستعمار والعاصفة والاعصار، في تاريخي شعلة نار انطفأت ولكن بالاصرار النار ما زالت نار. يا سيدي العزيز، نحن العرب احرار. وان لم تصدقني، وبالاصرار ساريك الموت والعار الذي ضرب كل «ثرثار» في عالم الاحرار. نحن اصحاب لغة الضاد «تنضيد» برتني ووتني وليفني، ونرقص لهم: فنحن احرار. والرقص للاحرار. وساريك خليج الذهب والفضة والمال والنفط وسنغني للملك والملكة في عصر «اوبرا». سنأكل اللبن والقشطة في الاحلام، والزبدة في المنام. ونبني اوطانا من ورق واذانا للعرب. سنكسر طرب الصمت والـ«بوب» وساقان الحرية والـ«هيب هوب» وسنعيش لابد الابدين على صرخة تنادي من لا حياة له. فنحن في زمن الموت والسكوت وحياة القبو. سنعيش في ظلمة تضيئها شمعة في الليالي الباردة، وعلى نغم الرياح سنصلي وسنستدعي ارواح شهداء الظلم والقتل والحصار والحرب. سنغني ونطرب ونحلم. وفي النهاية سأقتلك وستقتلني. لان في اللامنتظر لا يوجد حبر ولا قلم ولا رصاص ولا امم، بل يوجد الم قاتل وكره مدمر محتظر. يا ايها الرئيس، افتح المعبر سيدي الرئيس، انا عامر، ابني اسمه ثائر، لا يا سيدي، ليس ثائرا ثائر، بل يعاني من الكبد الوبائي المنتشر في عمر الحادي عشر. ابنتي اسمها نضال، كلا ليست مع القضية، ولكنها فلسطينية تعاني من مرض الكلية وعمرها ثمانية. سيدي الرئيس، ارجوك، اتركني اعبر جسدي تعبان وعندي ولداي لانقذ. ليس لي في الدنيا اغلى منهما بجد. سيدي الرئيس، انا لاجئ جئت في 1948 عندما هجرني المحتل. فقدت عائلتي. سيدي، عندما بنوا الجدار الفاصل. كانت امي في السرير وابي في الحديقة ينازع. رجعت من مدرستي لارى دبابات فوق الحطام. عندها عرفت انني اصبحت يتيما غير قادر على الغفران ولكن، سأسامح من تريد يا سيدي الرئيس، ولكن ارجوك افتح المعبر. سيدي الرئيس، انا محاصر انا مغلوب، ومظلوم وفقير. اصبحت ارضي جرداء جراء الحصار. اقف امامك عاجزاً. في بيتي يعيش عشرة اشخاص، من جار لجار واخ وفأرين، نأكل الخبر مرة في الاسبوعين، والمياه الصافية كل يومين، والخضار والفواكه لا يرى منها الا بشيء تافه. سيدي الرئيس، في قلبي الم، في قلبي وجع، اقف امامك كالصنم. كصنم مجروح امام آلام اولادي، امام دمعهم الغالي وامام صوتهم الباكي امام آهات وويل وليل طويل وجو رمادي. سيدي الرئيس! انا الفلسطيني الذي يفتش عن موطنه تحت الرماد، انا الفلسطيني الذي ما زال شعبه يتحدى الصعاب والفقر والكلمات الكاذبة والوعود الخاسرة. |