حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
طريقك ليبرالي يا عسل - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: طريقك ليبرالي يا عسل (/showthread.php?tid=16620) |
طريقك ليبرالي يا عسل - آمون - 07-05-2006 لمحة سريعة في أن العلاقة بين نظام التعليم والتفشي الملحوظ للتدين الأصولي الإسلامي في مصر قد تكون أكثر تعقيدا من الرائج عنها . حصلت على شهادة الثانوية العامة (نهاية التعليم الأساسي) عام 1985م ، ومن مسافة بعيدة إلى حد ما في الذاكرة أستعيد ما يمكن استعادته عن ما تلقيته من معارف في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي خصوصا : المرحلة الابتدائية أي والله في المرحلة الابتدائية درست جغرافية عدد من الدول من بينها اليابان وحفظت أسماء الجزر اليابانية ضمن معلومات أخرى عن جغرافية هذا البلد . المرحلة الإعدادية - درستُ تاريخ مصر الحديث ومن منظور ـ أدركت لاحقا أنه ـ حداثي صرف إذ يعتبر الحملة الفرنسية على مصر بداية لتاريخها الحديث ومحمد على رائد نهضتها وبداية خروجها من قرونها الوسطى ويذكر رفاعة الطهطاوي وصحبه بكل خير ويشيد بمحمد عبده ويذكر في الكتاب بحفاوة سعد زغلول ولطفي السيد وطه حسين وغيرهم ممن تتوجس منهم الأصولية الإسلامية كل التوجس . - في مادة اللغة والأدب عرفت لأول مرة إيليا أبو ماضي وآخرين من غير المصريين لا أتذكرهم بالضبط . المرحلة الثانوية : - كتاب ضخم اسمه "تاريخ العالم الحديث" فيه كل ما تشتهي نفسك إلى معرفته عن تاريخ أوربا ابتداءً من مقدمات الرينسانس حتى الحرب العالمية الثانية مرورا بتجارب الوحدة وبزوغ الدولة ـ الأمة مع شيء عن الانشقاق البروتستاني والإصلاح الديني والتنوير والثورة الفرنسية وخلافه ، ولعل كثيرين من أبناء جيلي سمعوا ـ من خلال المنهج الدراسي ـ لأول مرة عن أسماء مثل : بطرارك ، دافنشي ، مايكل أنجلو ، مارتن لوثر ، كالفن ، سافونا رولا ، دانتي ، جوزيب ماتزينيه ، غاليباردي ، جان جاك روسو ، مونتسيكيه ، فولتير ، أوتو فان بسمارك ، كارل ماركس ، لينين ، ستالين .....الخ الخ . - في مادة "التربية القومية" درسنا مفاهيم أساسية جدا مثل الدولة والدستور والديموقراطية والقانون والحزب وما شابه . - كتاب الفلسفة (بين مؤلفيه زكي نجيب محمود وأميرة مطر) عرض فصولا عن سقراط وأفلاطون وأرسطو وابن رشد وابن سينا والفارابي وديكارت وفرنسيس بيكون وديفيد هيوم وغيرهم . - في مادة "المنطق" عرفنا المنطق الصوري الأرسطي ومناهج البحث العلمي مثل الاستقراء والاستنباط وأشياء أخرى على هذا المنوال . - في "علم النفس" درسنا عن فرويد والتحليل النفسي ومراحل نمو الإنسان فسيولوجيا - نفسيا أو مرحلة الطفولة فقط لا أتذكر بالضبط . - درسنا جزءاً من "الأيام" لطه حسين - في "علم الاجتماع" درسنا ابن خلدون وأوغست كونت وأميل دوركهايم ومداخل البحث الاجتماعي الأساسية . - نظرية التطور الدارويني كانت تدرس تحت اسم "نظرية النشوء والارتقاء" مدعومة بصور للأحافير . - بدأنا دراسة اللغة الفرنسية كلغة أجنبية ثانية (بعد الانكليزية) مع بداية المرحلة الثانوية . - في سنة أولى ثانوي تسلمنا ثلاثة مصادر مرجعية غير مرتبطة مباشرة بالمنهج الدراسي : قاموس أكسفورد (انكليزي – انكليزي ) ، أطلس العالم ، كتاب في النحو العربي . ماذا عن التربية الدينية ؟ في كل سنة دراسية هناك كتاب واحد مخصص لهذه المادة التي لا تحسب درجاتها ضمن المجموع الكلي للدرجات وهي ليست مادة نجاح ورسوب بل نجاح فقط لكل من يحضر الاختبار ولا يوجد مدرس لها بل يتولى تدريسها مدرس اللغة العربية غالبا ولها حصة أو حصتان في الأسبوع لا أتذكر بالضبط . والآن : هل لديك شك في أن نظاما تعليميا هذه بعض مقرراته الدراسية هو نظام علماني بالأساس إن لم يكن بالأساس والفروع ؟ ( التعليم الجامعي (غير الأزهري) علماني خالص ) هذا النظام التعليمي بالضبط هو ما أفرز الموجة الأصولية التي تعيشها مصر منذ ثلاثة عقود أو نحوها وبعد أن كانت الحقبة "الليبرالية" في التعليم والثقافة والسياسة قد أفرزت جيل التأسيس (حسن البنا ـ سيد قطب) وهذا ما يشكك في مصداقية الادعاء الرائج الذي يربط بين النظام التعليمي (المصري هنا) والأصولية الإسلامية بكافة تجلياتها تماما كما يحرم ليبراليينا من حجة "رجعية التعليم" أو تخلفه كإجابة ميكانيكية على هذا السؤال : لماذا لم يكتسب الطرح الليبرالي جاذبية كافية ليمد جذورا في التربة المصرية ؟ يعول أحباؤنا الليبراليون كثيرا على إصلاح التعليم كأحد أهم مطالبهم ، وهم بالطبع محقون في ذلك لكن الملاحظ هنا أن مطلبهم الإصلاحي هذا يستند إلى خرافة مفادها أن تعليميا علمانيا ليبراليا على النمط الغربي سيعطي نفس نتائج التعليم الغربي أو شيئا قريبا منها ، أضف إلى ذلك أنهم قد حسموا أمرهم على خرافة أخرى أشد وطأة وهي أن الليبرالية التي يحملون لواءها هي طريق الخلاص الذي لا طريق غيره ، هي شعلة النور التي تنتظر من العميان أن يزيلوا غشاوة الجهل من أعينهم لينطلقوا إلى حيث نور الخلاص ، وليس مثل نظام التعليم ما يزيل الغشاوة ويمهد الطريق للركب المقدس . طريقك ليبرالي يا عسل - هاله - 07-08-2006 عزيزي آمون مناهج التعليم في بلادنا من أيام "الكتاب" أي حلقة أولاد الحارة الذين يدرسهم شيخ و حتى اليوم لم تختلف من حيث غايتها و هي اتقان الببغاوية و بصم ما ورد في الكتاب "المقدس " و على لسان المعلم " المكوك". أي حشو الدماغ بمعلومات لا علاقة تفاعلية بينها و بين الواقع.. ياتي الامتحان ليمتحن قدرتك على البصم و الترديد بينما لم يكتسب مخك مهارات من حيث ميكانيزم عمل الدماغ كملكة النقد و التحليل و التساؤل و وضع الحلول و مهارات العمل الجماعي و غيرها مما يهدف له التعليم في الغرب ضمن مناهج حية من واقع حي و اليه. مناهجنا مغتربة أو غريبة عن واقعنا و لذلك تجد اطباء و مهندسين و دكاترة جامعات لو لم تعرف مؤهلاتهم لما صدقت انهم دخلوا مدارس! و ترى سائق الليكسس بعقلية بدوي و و ترى دكتور الجامعة المسلم يمنع التلفزيون في البيت. و كان المعلومات التي تعلمها مرت من امام باب الجيران و لا علاقة لدماغه بها و لا علاقة لتعليمه بالعلم و العالم المعاصرين. و لذلك لا أعتقد أن العلاقة وطيدة بين المناهج و عقلية الاجيال. مناهجنا متخلفة و تعيد انتاج التخلف طول عمرها و الاقلية هي التي تنفذ بجلدها من هذه المعادلة و لاسباب غالبا ما لا علاقة لها بالمدرسة.. بالاسرة مثلا .. الحراك السياسي في المجتمع .. الدراسة في الخارج .. الجينات .. وسائل الاعلام و الخ بالتالي أرى أن تنامي الاصولية يرجع الى أسباب سياسية و اقتصادية على صعيد مصر و العالم أكثر من رجوعه لمشكلة المناهج و التعليم. أما السعودية فتلك قصة أخرى و وضع مختلف و عينك ما تشوف الا النور . تحياتي طريقك ليبرالي يا عسل - آمون - 07-09-2006 [quote] هاله كتب/كتبت عزيزي آمون مناهج التعليم في بلادنا من أيام "الكتاب" أي حلقة أولاد الحارة الذين يدرسهم شيخ و حتى اليوم لم تختلف من حيث غايتها و هي اتقان الببغاوية و بصم ما ورد في الكتاب "المقدس " و على لسان المعلم " المكوك فعلا يا هالة هذه هي المشكلة بالضبط في نظام التعليم المصري ولكنها لا تنفي أنه تعليم علماني بل وعلى درجة من الليبرالية من حيث محتواه على عكس ما يوحي به جدل ما بعد 11/9 عن الإصلاح ومتعلقاته . قبل أن أكتب السطور أعلاه ، كنت في جلسة سمر مع عدد من "الليبراليين" ممن يرون في أنفسهم وأشباههم مبشرين بعصر خلاصي جديد تحتاجه مصر، وطوال الجلسة وهم يصبون جام غضبهم على "التعليم الظلامي" الذي يغذي الوعي الديني و.....الخ ، ورغم إدراكي أنهم يتحدثون عن نظام تعليمي غير موجود سوى في خيالهم فقد فضلت أن أجاريهم حتى أعود إلى بيتي وأتصل بالنت وأرد عليهم هنا في النادي :) |