حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
في هوة القرار... - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: في هوة القرار... (/showthread.php?tid=1694) |
في هوة القرار... - محمد سلوم - 01-04-2009 [color=orange][color=darkblue]في هوة القرار... في هوة القرار، في القاع وأمام العدم بكل وجوهه، أمام رياحه وأنواره، في سحيق الخطوات وتماطُر الصرخات.. هناك شاهدٌ، من أغصانٍ وحشائش تيبَّست وانسَّدَت أوعيتها، جمَّعتها من بعثرةٍ غرائبية تلك الرياح، وجبلتها تلك القطرات وسقطت أشعته الكونية على زواياه وارتسم اسمي بنوره واصطفَّت أصابعي وتشنَّجت كمخالب تحفر علَّها تجدني.. سكنتُ في العمق وتماوجتُ مع الموج؛ أحرقتني الشمس ومتُّ برداً وصقيعاً.. ربما اندفاعي نحو الأقاصي رجَّعني نحو البدايات، أو أنني أغفلت ترحالي وهذيت به.. أتهالك نحو آثاري أشتمُّها، أغلِّفها وأصلصلُها لأشكلها من جديد؛ أتمادى في انسحابي حتى أقابل ذاك السائر بتخاذل وانحناء، محاولاً معرفة هويته. وعند نقطة التجاوز أرى ما كان أنا، وأهرب بعيداً نحو نفس الحدود، لأخلِّف أمام وخلف كل اتجاه، وجهاً لي يملك نفس العيون والملامح.. التحسر على العَوْدِ الفارغ والعناء من التهام نفس الوجه والذات، والقرف منهما والإشباع من الفراغ والهيام، أوصلني نحو تحسّرٍ جديد، هو تقيؤ كل التهام.. تَهضَّمتني الأيام وصرت في عجالة الموت وكثرته أتلمظ الحياة وأشتمها كعبير لم تعرفه الأرض، تخسف بي الجذور وتعتلي أجسادها بدمي؛ ليُقطَف ياسمينُ الشام أحمراً وكأنه خُلِقَ في ديارهم أحمر.. الهُوْنُ والخسْفُ يسفحون أحلامنا، وتتكاثر كلها وتتوالد في مخدع الظلام والآثام السودِ، وهديرٌ عميق لا يقبلُ الألوانَ ينبئ بأولاد الحرام والخطيئة، المتعالية على كلِ خطيئة. الله؛ ينبح ضميرٌ تقزَّمَ وتمظهرَ بالنور (الله أكبر)، يفِحُّ بأصوات مُشفَّرَةٍ، استعصت على كل ضمير. (لا إله إلا أنت)، وتنهمر من عيونٍ خرزية، تمخرَزَت بها مخارزُ الغيب والعدمية، قطراتٌ؛ هي تقطُّر ذات الإله الذي استنفذته أكاذيبهم وخياناتهم والسياط.. لم يبق في العيون، ولم ينغرس في الأرض، لا يستطيع الهواء حمله ولا يقبله بحرٌ ولم تتبناهُ غيمة.. أين اختفى، أين استدار؟ وهل عفى عن أبنائه وعقوق حناجرهم ودخائلهم، أم أنَّ تقطُّرُه تمخض عن غير وجود، أو أنجب آلهةً أخرى من تلك التي يَهوون.. أم ماذا؟ أتسقط حتى الآلهة هنا؟ أتُلعَنُ هي الأخرى أم أنها تتوارى بالجنون؟.. تبصقني من جديد ذات الأيام ويمرغني نعلها بسطح العمق وعمق الغياب، ويستهزئ بي وجهها لاعناً وجودي متهادياً يحمل في كأس غيابه - متمازجاً مع حضوره - فراغي. يطفئ حضوره برشفة من مزيجنا الكوني ويصطهج بمجون الرحيل نحو البداية وبُعيد النهاية.. أودِع كل ما يخصني وأدير لأي ضحى، أو لكل أقمشة النور، ما كان يُدعى في أي زمانٍ أنا، ما كان يخص في أي مكان هذه الأنا، مخلفاً تذكارات عبور، عُلِّقَت من الأهداب بملاقط الحضور، أيُّ حضور. 17/11/08 [color=skyblue] |