حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
"إسرائيل" ليست بلداً جاذباً ليهود العالم - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: "إسرائيل" ليست بلداً جاذباً ليهود العالم (/showthread.php?tid=17027) |
"إسرائيل" ليست بلداً جاذباً ليهود العالم - فلسطيني كنعاني - 06-19-2006 احتفلت "إسرائيل" قبل أسابيع عدة بالذكرى الثامنة والخمسين لإنشائها. ففي الخامس عشر من أيار (مايو) من عام 1948 أعلن دافيد بن غوريون إنشاء الدولة الإسرائيلية على ثمانية وسبعين في المئة من مساحة فلسطين التاريخية. وبعد فترة وجيزة تساءل عن قدرات وإمكانات الحكومات الإسرائيلية التالية في تحويل المهاجرين اليهود الذين يتحدرون من 95 بلداً في العالم إلى شعب لدولة "إسرائيل"، في حين رفعت شعارات إسرائيلية لجذب غالبية يهود العالم إلى "إسرائيل". تشير الدراسات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية، وكذلك الجهاز الإحصائي الإسرائيلي، إلى أن مجموع اليهود في فلسطين وصل إلى 650 ألف يهودي عشية الإعلان عن قيام الدولة الإسرائيلية، وكانت الفترة الممتدة بين عامي 1948 و1960 ذهبية بالنسبة إلى أرقام الهجرة اليهودية التي ساهمت بنحو خمسة وستين في المئة من إجمالي الزيادة السكانية لليهود في "إسرائيل" خلال الفترة المشار إليها. تراجعت أرقام الهجرة بشكل ملحوظ، خصوصاً في السبعينات من القرن الماضي نظراً إلى تراجع العوامل الطاردة والجاذبة. ومع انفراط عقد الاتحاد السوفياتي السابق في بداية عقد التسعينات من القرن المذكور، استطاعت "إسرائيل" جذب أكثر من مليون مهاجر يهودي روسي إليها وإلى الأراضي العربية المحتلة، وارتفعت بذلك مساهمة الهجرة اليهودية من إجمالي الزيادة السكانية لليهود في "إسرائيل" لتصل إلى 69 في المئة خلال الفترة 1991-2001، ولتصبح الطائفة اليهودية الروسية هي الأكبر بين اليهود في "إسرائيل". ومع تراجع أرقام الهجرة اليهودية من روسيا خلال السنوات الأخيرة، تحاول "إسرائيل" تهيئة الظروف لجذب يهود الأرجنتين وفرنسا وبعض اليهود في الدول الآسيوية مثل إيران. لكن ثمة عوائق أساسية لتحقيق هجرة يهودية كثيفة يطمح إليها المخططون الاستراتيجيون في "إسرائيل". ومن أهم تلك المعوقات عدم وجود عوامل طاردة حقيقية من الدول التي توجد فيها أعداد كبيرة من اليهود مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، حيث دخل الفرد والرفاه الاجتماعي في تلك الدول أعلى منه في "إسرائيل" حسب تقارير التنمية البشرية التي صدرت عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حتى عام 2005. وكذلك لا توجد عوامل جاذبة للمهاجرين اليهود إلى "إسرائيل" بفعل تراجع مؤشرات النمو والرفاه الذي مرده عدم الاستقرار الأمني في "إسرائيل"، خصوصاً خلال سنوات الانتفاضة الفلسطينية. فبعد ثمانية وخمسين عاماً من إنشائها (1948-2006)، لم تستطع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، رغم الدعاية الإعلامية المبرمجة، جذب سوى خمسة ملايين وستمئة ألف يهودي من أصل ثلاثة عشر مليون يهودي في العالم إليها. وهذا بدوره يعتبر انكفاء ديموغرافياً، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أرقام الهجرة اليهودية المعاكسة خلال هذه السنوات والتي تفوق الأرقام التي يصدرها الجهاز الإحصائي الإسرائيلي، نظراً إلى أنه لا يتم تسجيل المهاجر بشكل فعلي إلا بعد انقضاء أربع سنوات على مدة هجرته إلى خارج "إسرائيل"، في حين يتم تسجيل المهاجر اليهودي إليها منذ الساعات الأولى لوصوله مع حصوله على مساعدات تصل إلى آلاف الدولارات لتحقيق التوازن الديموغرافي مع الفلسطينيين من جهة، وتأمين المادة البشرية اليهودية للدولة الإسرائيلية، بكونها العنصر الأساس في تشكيلها واستمرارها على المدى البعيد رغم التناقضات الاجتماعية والثقافية بين الطوائف اليهودية التي قد تتفاقم في أي لحظة. ومن المهم الإشارة أخيراً إلى أن تراجع الحلم الديموغرافي الإسرائيلي من خلال عدم القدرة على جذب غالبية يهود العالم، هو الذي كان أحد الأسباب في تسريع بناء الجدار العازل الإسرائيلي في عمق الضفة الغربية، بعد أن كان شعار "إسرائيل" منذ عام 1948 «حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل». نبيل السهلي - كاتب فلسطيني صحيفة الحياة اللندنية 18/6/2006 |