حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
عرَبٌ من قوارير . - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: عرَبٌ من قوارير . (/showthread.php?tid=17267) |
عرَبٌ من قوارير . - qaswara - 06-10-2006 بسم الله الرحمن الرحيم . ... قال شاعرٌ يسخر من " عربيّ " لم يتخلّق بأخلاق العرب من مروءةٍ و أنَفةٍ ، و إباءٍ و نجدةٍ ، و لم يقف مواقف الرجولة و الشرف : أرفق بعَمرٍ و إذا ما حرّكت نسبته . *************** فإنه عربيّ من قوارير. و القوارير ـ كما تعلمون ـ جمع قارورة ، هي أوانٍ زجاجية ، سهلة الخدش ، سريعة الكسر لرقتها . و قد شبّه الرسول الكريم ـ صلى الله عليه و سلم ـ النساء بالقوارير لرقتهن ، و رهافتهن ، فقال لأنجشَةَ الذي كان يحدو الابل ـ و النساء على ظهورها ـ حُداءً جميلاً طربت له الابل فأسرعت في سيرها : " رويدك يا أنجشة ، رفقًا بالقوارير". و اذا كانت الرقة و الليونة محبوبة و محمودة في النساء ؛ فإنها مستقبحة و مذمومة في الرجال . و ان كان في النساء من هنّ أثبتُ في الزعازع و أجرأُ في المعامع من بعض ما يُلحَقون تجاوزًا بالرجال . و قد صدق أحد الاساتذة ـ رحمة الله عليه ـ الذي كان يردد مقولة : (( كم من إمرأة رجلٌ ، و كم من "رجل " "امرأة " )) ، و من قبله قال حكيم الشعراء أبو الطيب المتنبي عن إمرأة (والدة سيف الدولة ) : فلو كان النساء كمن فقدنا . *************** لفُضّلت النساء على الرجال . و من قبلهما قال من لا ينطق عن الهوى ـ صلى الله عليه و سلم ـ عن أم عُمارة التي وقفت كالطود في أحدى المواقع : " و من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة " . اني لا أقصد بعرب القوارير أكثر أبناء هذه الأمة المجيدة ، التي زكا أصلها ، و نما فرعها ، و طاب نسلها ، و كَرُم خلقها ، فأنجبت الغرّ البهاليل ، الذين زادهم الاسلام عزّا الى عزّهم ، و فحولة الى فحولتهم ، فأزالوا الامبراطورية الفارسية في بضع سنين معدودات ، و نقصوا الامبراطورية البيزنطية من أطرافها حتى جاء الشاب محمد الفاتح العثماني و أتى على البقية الباقية منها ، و نسلت فحول الادب ، و ارباب الشعر ، و جهابذة العلم ، و أساطين الحكمة ... ؛ و لكنني أقصد بالعرب القوارير هذه النماذج البشرية التي تنتسب الى العروبة و لا تتخلق بأخلاقها ، و تتسمّى باسماء عربية و لا تتسم بِسماتها ... أعني ملوك العرب ، و رؤساءهم ، و وزراءهم ، و ضباطهم العسكريين و قوّادهم ، و أغنياءهم ، الذين تسلطوا على رقاب هذه الامة الشريفة فأذلّوها ، و على خيراتها فنهبوها ، و على قدراتها فرهنوها ، و هم ـ حين البأس ـ أرقّ من القوارير ، و" أذل من البساط ". يتابع ـ بكل ألمٍ ـ كل شريف في هذه الأمة ما يعانيه أبناء فلسطين المجاهدة من حصار شامل و تجويع كامل من قِبل الصهاينة القساة القلوب ، العديمي الإنسانية ، و من قِبل المجتمع الدولي الحاقد بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ، عقابًا لهم على اختيارهم السياسي ، و انتخابهم الحر حركة المقاومة الإسلامية (حماس ) بأغلبية كبيرة لتشكل حكومتهم و تقود نضالهم . ان حركة حماس في فلسطين ذات شرعية مزدوجة ؛ شرعية جهادية ، اكتسبتها بفضل شهدائها الأبرار ، و مجاهديها الاحرار ، الذين أقضُّوا مضاجع الصهاينة ، و أطاروا النوم من عيونهم ، و حوّلوا أحلامهم في فلسطين سرابًا ؛ و شرعية انتخابية نالتها بفضل تزكية غالبية الشعب الفلسطيني ، الذي ملّ تلك الوجوه التي استمرأ اصحابها " نضال " الفنادق الفخمة ، و السيارات الفارهة ، و العبث بالاموال الطائلة . أوحت الشياطين الجِنِيّةُ الى اوليائها الشياطين الانسية في الولايات المتحدة الامريكية و اسرائيل و أروبا أن تضرب حصارًا مميتًا على الحكومة الفلسطينية لإسقاطها ، فلم يدخل الى خزينتها التي افرغها المبذرون أخوان الشياطين درهمٌ واحدٌ ، فولّت الحكومة الفلسطينية وجهها شطر " أشقائها " من القادة العرب ، و مدت يدها لهم فإذا هم كالصهاينة أو أشد قسوة . لقد بلغ الجُبن بأولئك " القادة " و هاماناتهم الى درجة رفض استقبال وزراء فلسطين ، و سبب ذلك الرفض أمران : 1ـ إن وزراء فلسطين ينتمون الى حكومة انتخبت انتخابًا لاشية فيه ، و هذا أمرٌ محرجٌ ، بل مزعجٌ ، لأولئك " القادة " العرب الذين لا يكرهون شيئًا كما يكرهون الانتخابات النظيفة الحرة .. و لو كانت " انتخاباتهم " حرة و نظيفة لما استمرّوا مسمّرين في كراسيهم التي ملّتهم طيلة هذه المدة . 2ـ إنّ " ربّهُم " في واشنطن أبرق اليهم أمرًا لهم : " لا تستقبلوا رئيس حكومة فلسطين و لا زوراءها " ، فقالوا : سمعنا و أطعنا ... و الأعجب أن أحد هؤلاء " القادة " الذي اظلم فرعون إن إن شبّهتُه به ؛ سارع الى تهنئة الصهيوني " أولمرت" بمجرد انتخابه على رأس الكيان الصهيوني ، و وجه اليه دعوة أن : أهبط مِصر فإنّ لك ما سألت .... أما ذلك الذي يدعي الانتساب الى اشرف المخلوقين فقد زعم أن زبانيته اكتشفوا شحنة من الاسلحة تابعة لحماس ، و لنصدقه في زعمه ، فماذا عليه لو تباحث سرّا مع حماس ، و صادر الأسلحة ، و أقفل الموضوع . و لكنه شهّر بالامر ، و فتح أبواقه ، لينال حظوة عند " ربه " ليس الذي خلقه ، و لكن الذي استعبده .. و لماذا أقسو على الانظمة العربية ، " و علة الفُولَة من جنبها " كما يقول المثل . و ما هذه العلة التي استشرت كالسرطان في الجسم الفلسطيني ، الاّ تلك الثلة الفاسدة المفسدة من حركة " فتح " . لقد أسس المرحوم ياسر عرفات و صحبه الذين قضوا نحبهم ، و الذين مازلوا أحياء و لم يبدلوا ، حركة "فتح " لفتح القدس و تحرير فلسطين ـ كل فلسطين ـ ، فإذا بعناصر من تلك الحركة تستأسد في شوارع غزة التي لم تحررها ، و توجه رصاصها الى صدور مجاهدي حماس ، و لو أنّ تلك الرصاصات التي يطلقونها في الهواء ، أو نحو إخوانهم الحماسيين وجهوها الى صدور الصهاينة لوَلّوا مدبرين ، و لحلّت القضية الفلسطينية . ان علّة أمتنا ليست في الصهاينة ، و ليست في الامريكيين ، و ليست في الأروبيين على ما في قلوبهم من حقدٍ علينا ، و ما في صدورهم من كيد لنا ؛ و لكن علّة عللنا ، و داء أدوائنا يكمن في هؤلاء الحكام الذين ضربت عليهم العنكبوت بنسجها ، و لم يكفهم ما فعلوه بهذه الأمة ؛ بل غيّروا خلق الله ، فراحوا يخضبون شعورهم بالسواد . و لولا أن اقدامهم الكسيحة ، و ظهورهم المقوسة تكشف عللهم ، و تبدي عيوبهم لخلتهم " شبانًا " في ربيع أعمارهم . و لا أجد ما أقوله في هؤلاء الحكام الاّ قول الشاعر ، الذي صورهم فأحسن صوهم ، و هو يقول : دم الطوائف يجري في عروقهم . *************** و ما مصيركم إلاّ الفشل . و من "بني الاحمر"امتحتم مبادئكم: *************** الطعن في الظهر بعد الضم و القُبل . و رحم الله الشاعر عمر أبا ريشة الذي لامَ هذه الأمة على تمجيدها لهؤلاء " الاصنام ـ الحكام " ، و حمّلها مسؤولية وجودهم في السلطة ، فقال : أمتي ، كم صــنمٍ مجّــدته . *************** لم يكن يحمل طهر الصنم . فاحبسي الشكــوى فلولاكِ *************** لما كان في الحكم عبيد الدّرهم . |