حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا (/showthread.php?tid=17422) |
إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - داعية السلام مع الله - 06-05-2006 بسم الله الرحمن الرحيم .. كيف حال الزملاء والزميلات .. أرجو أن يكون الجميع بخير .. كنت قد تقابلت في الفترة الاخيرة مع أحد أصدقائي الاتراك المقيمين بمصر ( في القاهرة ) وهو من جماعة ( طلاب النور ) التركية النشطة التي أسسها العملاق بحق الشيخ سعيد النورسي العالم المجاهد الذي وقف في وجه الالحاد الذي تزعمه كمال أتاتورك , وكانت لدعوة الشيخ أطيب الثمار , ويكفي أن دعوته بدأت تطل على مصر الحبيبة .. حيث أن طلبة النور من أتراك وماليزيين وغيرهم ممن يدرسون في الازهر وممن يعملون في دار ( سوزلر ) للنشر بشارع الامام جعفر الصادق بمدينة نصر , يدرسون يوميا رسائل الشيخ العميقة الغور في الفلسفة والتربية والتصوف الحق المعتدل , وكنت قد زرتهم وجلست معهم فوجدت شبابا كله أخلاق رفيعة وتواضع وكرم ولين جانب .. فأحبت أن أطرح هنا نبذة عن تاريخ نشأة تلك الجماعة كما ورد بالموسوعة الميسرة الصادرة عن الندوة العالمية للشباب الاسلامي : [CENTER][SIZE=5]النورسية: جماعة دينية إسلامية هي أقرب في تكوينها إلى الطرق الصوفية منها إلى الحركات (*) المنظمة، ركز مؤسسها على الدعوة إلى حقائق الإيمان والعمل على تهذيب النفوس مُحْدِثاً تياراً إسلامياً في محاولة منه للوقوف أمام المد العلماني الماسوني الكمالي الذي اجتاح تركيا عقب سقوط الخلافة (*) العثمانية واستيلاء كمال أتاتورك على دفة الحكم فيها. التأسيس وأبرز الشخصيات: • المؤسس هو الشيخ سعيد النورسي 1873ـ 1960م ولد من أبوين كرديين في قرية نورس القريبة من بحيرة وان في مقاطعة هزان بإقليم بتلس شرقي الأناضول، تلقى تعليمه الأولي في بلدته، ولما شبّ ظهرت عليه علامات الذكاء والنجابة حتى لقب بـ(بديع الزمان) و(سعيدي مشهور). ـ في الثامنة عشر من عمره ألَمَّ بالعلوم الدينية وبجانب كبير من العلوم العقلية، وعرف الرماية والمصارعة وركوب الخيل، فضلاً عن حفظه القرآن الكريم، آخذاً نفسه بالزهد والتقشف. ـ عمل مدرساً لمدة خمسة عشر عاماً في مدينة وان وهناك بدأ دعوته الإرشادية التربوية. ـ انتقل إلى استانبول لتأسيس الجامعة الزهراء لتكون على شاكلة الجامع الأزهر بمصر، وصادف أن كان هناك الشيخ بخيت شيخ الجامع الأزهر الذي أبدى إعجابه الشديد ببديع الزمان. ـ عين عضواً في أعلى مجلس علمي في الدولة العثمانية وهو دار الحكمة الإسلامية. ـ عندما دخل الحلفاء استانبول محتلين كان في مقدمة المجاهدين ضدهم. ـ في عام 1908 م بعد الإطاحة بالسلطان عبد الحميد بتآمر من جمعية الاتحاد والترقي التي رفعت شعار (الوحدة ـ الحرية ـ الإصلاحية) لتخفي وراءه دسائسها ومؤامراتها على الإسلام والمسلمين، ألّف بديع الزمان جمعية (الاتحاد المحمدي) واستخدموا نفس شعارات الاتحاديين ولكن بالمفهوم الإسلامي كشفاً لخدعهم التي يتسترون خلفها وتجلية لحقيقتهم الماسونية. ـ أرسل الماسونيون (قرّه صو) اليهودي لمقابلته، لكنه ما لبث أن خرج من عنده وهو يقول: "لقد كاد هذا الرجل العجيب أن يزجني في الإسلام بحديثه". ـ في الحرب العالمية الأولى التحق بالجيش التركي ضابطاً فيه، وفي الأمسيات كان يلقي على تلاميذه وعساكره علوماً في القرآن. ـ قبض عليه الروس ونفوه إلى سيبيريا، لكنه استطاع أن يهرب ويعود إلى استانبول عن طريق ألمانيا فبلغاريا فتركيا. ـ حينما أعلن مصطفى كمال أتاتورك (1880ـ1938م) العصيان بالأناضول حاول استدراج بديع الزمان إلى جانبه إذ عرض عليه قصراً فخماً ومناصب عليا، لكنه رفض كل ذلك منصرفاً عن السياسة كليًّا جاعلاً شعاره "أعوذ بالله من الشيطان والسياسة" عاكفاً على العبادة والتربية وصقل النفوس. ـ لقد كان العلمانيون الذين حكموا تركيا بعد زوال الخلافة يخشون من دعوته ويعارضونها أشد المعارضة فما كان منهم إلا أن استغرقوا حياته بالسجن والتعذيب والانتقال من سجن إلى منفى، ومن منفى إلى محاكمة. ـ أصدرت المحاكم ضده أحكاماً بالإعدام عدة مرات لكنهم كانوا يعدلون عن تنفيذ هذا الحكم خوفاً من ثورة أتباعه وأنصاره. ـ في عام 1327هـ انتقل إلى سوريا وأقام في دمشق وألقى في المسجد الأموي خطبته التي عرفت بالخطبة الشامية وضح فيها أسباب تقدم أوروبا وتخلف المسلمين بما يلي: 1 ـ اليأس الذي بلغ بالمسلمين مبلغه. 2 ـ فساد الأخلاق وفقدان الصدق في الحياة الاجتماعية والسياسية. 3 ـ انتشار العداوة والبغضاء بين صفوف المسلمين. 4 ـ فقدان روابط الحبة والتعاون والتكافل بين المسلمين. 5 ـ الاستبداد المنتشر انتشار الأمراض السارية. 6 ـ تقديم المصالح الشخصية على المصالح العامة. ـ عاش آخر عمره في إسبارطة منعزلاً عن الناس، وقبل ثلاثة أيام من وفاته اتجه إلى أورفه دون إذن رسمي حيث عاش يومين فقط فكانت وفاته في اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 1379هـ. [CENTER][/CENTER] الأفكار والمعتقدات: • قامت هذه الدعوة لإيقاظ العقيدة الإسلامية في نفوس أتباعها فكان عليها أن تواجه الظروف القاسية بتكتيك يناسب هذه الظروف التي كان مجرد الانتماء إلى الإسلام فيها يعد جريمة يعاقب عليها القانون. • كان بديع الزمان متواضعاً زاهداً يتحرز عن مواطن الشبهة، وكان شعاره الدائم ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك). • التخلي عن السياسة واعتبرها من وساوس الشيطان وذلك إثر عدة مواجهات ومصادمات بين بديع الزمان ومصطفى كمال الذي كان يحاول استدراج الشيخ إلى صفه حيث غادر سعيد النورسي أنقره عام 1921م إلى (وان) تاركاً السياسة خلف ظهره ووُصِفَ هذا التاريخ بأنه فاصل بين مرحلتين: سعيد القديم وسعيد الجديد. • قال بديع الزمان للمحكمة عندما كان مسجوناً في سجن اسكشير: (لقد تساءلتم هل أنا ممن يشتغل بالطرق الصوفية وإنني أقول لكم: إن عصرنا هذا هو عصر حفظ الإيمان لا حفظ الطريقة، وإن كثيرين هم أولئك الذين يدخلون الجنة بغير طريقة ولكن أحداً لا يدخل الجنة بغير إيمان). • وقال: "أقسم بالله أنني سأكرس نفسي للقرآن باذلاً حياتي مهما كانت مكائد الوزير البريطاني القذرة". ويقصد به وزير المستعمرات البريطاني غلادستون الذي قال آنذاك: "طالما أن القرآن مع المسلمين فسيبقون في طريقنا ولذلك يجب علينا أن نبعده عن حياتهم". • من أقواله: "لو أن لي ألف روح لما ترددت أن أجعلها فداء لحقيقة واحدة من حقائق الإسلام.. إنني لا أعترف إلا على ملة الإسلام.. إنني أقول لكم وأنا أقف أمام البرزخ الذي تسمونه السجن إنني في انتظار القطار الذي يمضي بي إلى الآخرة...". ـ وله كذلك: "كما أنه لا يناسب الشيخ الوقور أن يلبس لباس الراقصين فكذلك لا يناسب استانبول أن تلبس أخلاق أوروبا". • إن التهم الرئيسية التي كانت توجه إلى بديع الزمان في المحاكمات يمكن تلخيصها فيما يلي: ـ العمل على هدم الدولة العلمانية والثورة(*) الكمالية. ـ إثارة روح التدين في تركيا. ـ تأليف جمعية (*) سرية. ـ التهجم على مصطفى كمال أتاتورك. لكنه كان يتصدى لهذه التهم بمنطق بليغ من الحجة والبرهان حتى أصبحت هذه المحاكمات مجال دعاية له تزيد في عدد أتباعه. • لقد كرس المؤسس نشاطه ودعوته على مقاومة المد العلماني الذي تمثل في: ـ إلغاء الخلافة(*) العثمانية. ـ استبدال القوانين الوضعية (*) ـ والقانون السويسري المدني تحديداً ـ بالشريعة الإسلامية (*). ـ إلغاء التعليم الديني. ـ منع الكتابة بالحروف العربية وفرضها بالحروف اللاتينية. ـ تغيير الأذان من الكلمات العربية إلى الكلمات التركية. ـ فرض النظرية الطورانية (*) "وأن الترك أصل الحضارات". ـ إلزام الناس بوضع القبعة غطاء للرأس. ـ جعل يوم الأحد يوم العطلة الرسمية بدلاً من يوم الجمعة. ـ ارتداء الجبة السوداء والعمامة البيضاء مقصور على رجال الدين. ـ ترجمة القرآن إلى اللغة التركية وذلك عام 1350هـ/1931م وتوزيعه في المساجد. ـ تحريم الاحتفال بعيدي الأضحى والفطر وإلغاء التقويم الهجري وإحداث تغييرات في نظام المواريث. ـ الاتجاه نحو الغرب ومحاكاته في عاداته وتقاليده واهتماماته. ـ طمس العقيدة الإسلامية في نفوس الناس بعامة والناشئة بخاصة. • يمتاز شباب هذه الجماعة بالعفة والنظافة، شباب قابض على دينه في عصر شاعت فيه الفتن والإغراءات والانحلال. انتهى . في الحلقات القادمة سوف أقوم بنقل مقتطفات من مؤلفات هذا العملاق سعيد النورسي ......جزاه الله خيرا وجعلنا معه في الفردوس الاعلى اللهم آمين . :redrose: إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - عدلي - 06-05-2006 من توقيع داعية السلام مع الله : [QUOTE]وقال أحد الفقهاء للمسيح: يا معلم لقد تكلمت كثيرا في عبادة الأصنام كأن عند شعب إسرائيل أصناما ، وعليه فقد أسأت إلينا ، أجاب يسوع : أعلم جيدا أنه لا يوجد اليوم تماثيل من خشب في إسرائيل , ولكن توجد تماثيل من جسد ([SIZE=9] برنابا [SIZE=4]زميل داعيه السلام مع الله هل تؤمن بانجيل برنابا ام انها مجرد اقتباس عابر اعجبك؟ إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - إبراهيم - 06-05-2006 أخي العزيز داعية السلام مع الله: شكرا على هذا الموضوع الجميل جدا فأنا مهتم بكل شيء عن التصوف و أقرب الأصدقاء لي صديق مسلم تركي و كثيرا ما سألته عن التصوف في تركيا فحدثني عن يوسف إمرة Emre و مولانا جلال الدين الرومي و غيرهم ممن يسلبون ذهني و فكري و أنوي أن أسعى لتوفير موادهم بالعربية للجميع في القريب العاجل إن شاء المولى لأن كل من يبحث عن الله فهو في ذات الخطى التي يسير عليها و مادام الله هو القصد فهذا ما يهمني و لا يهمني شيء آخر. لو وجدت أعمال مرجعية صوفية قيمة تستحق التعب ليتك تخبرني عنها. إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - داعية السلام مع الله - 06-07-2006 اقتباس: إبراهيم كتب/كتبت شكرا لك ياابراهيم على المشاركة وأعتذر عن التأخير .. التصوف الحقيقي حقيقته : أن ترى الوجود كله صادر من الله ومن فعل الله , فيحدث ذلك أثر قوي في قلبك من تعظيم الله وتمجيده , فيكون قلبك كالعرش الذي استوى عليه سبحانه وتعالي , ولهذا المفهوم حديث متداول مشهور جدا بين الصوفية هو : ماوسعني أرضي ولاسمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن . مولانا جلال الدين الرومي هذا ياابراهيم عملاق من عمالقة التصوف وهو شاعر وفيلسوف ايضا . مجموعته المسماة بالمثنوي طبعت مؤخرا بالمجلس الأعلى للثقافة في خمسة مجلدات ضخمة وكلها حكمة وأمثال وقصص رمزية بارعة الجمال والعمق , أي نعم نحن لن نتذوق الشعر كما كتب بلغته الأصلية ( الفارسية ) الا أنه لابد وأن تظل هناك الحكمة والمتعة العقلية التي نجتنيها عند قراءة تراث العظماء المشاهير كماتعلم . اذا كنت تحب التصوف فلا غنى لك عن قراءة كتب أبو حامد الغزالي قديما - خاصة إحياء علوم الدين ومنهاج العابدين - وهذا العملاق النورسي حديثا . واسمح لي أن أهدي لك هدية قيمة : كتببديع الزمان النورسي كلها المسماة ب( كُلّيّات رسائل النور ) متوفرة لحسن الحظ على الشبكة بأكثر من عشرين لغة , يمكنك أن تهدي اي من أصدقائك من أي جنسية كانت مجموعة رسائل النور من خلال هذا الرابط : [CENTER]http://www.saidnur.com/ الإمام بديع الزمان سعيد النورسي حبي له لايوصف .. [/CENTER] وسوف أضع تباعا خلاصة مايصلح أن يفهمه زوار المنتدى من كلام الشيخ ان شاء الله تعالى .. تحياتي لك ياابراهيم ولكل الزملاء . إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - داعية السلام مع الله - 06-07-2006 ( 1 ) معظم كلام الشيخ عبارة عن حكايات رمزية وحكم قصصية لسببين : 1- لأن هذه هي طريقة القرآن 2- ولكي نستطيع فهم كلامه أو مقصد كلامه كما ينبغي . فمثلا : قد افتتح الشيخ رسائله بهذا المثال الجميل : قال الشيخ رحمه الله : أيها الأخ! لقد سألتني بعض النصائح، فها أنذا أسدي اليك بضع حقائق ضمن ثماني حكايات قصيرة، فاستمع اليها مع نفسي التي أراها احوج ما تكون الى النصيحة، وسأوردها لك بأمثلة عسكرية لكونك جندياً، فلقد خاطبتُ بها نفسي يوماً خطاباً مسهباً، في ثماني كلمات * أفدتها من ثماني آيات كريمات، اذكرها الان لنفسي ذكراً مقتضباً، وبلسان العوام، فمن يجد في نفسه الرغبة فليُلق السمع معنا. __________________ * أي ثمان حكايات أو ثمان قطع تمثيلية . سوف أورد منها الآن الحكاية الأولى فقط . ((بسم الله)) رأس كل خير وبدء كل أمر ذي بال، فنحن أيضاً نستهل بها. فيا نفسي إعلمي!* ان هذه الكلمة الطيبة المباركة كما أنها شعار الإسلام، فهي ذكر جميع الموجودات بألسنة أحوالها. _________________ * هذه طريقة الشيخ دائما أنه كأنه يخاطب نفسه لا الآخرين في رسائله . فان كنت راغبة في إدراك مدى ما في ((بسم الله)) من قوة هائلة لا تنفد، ومدى ما فيها من بركة واسعة لا تنضب، فاستمعي الى هذه الحكاية التمثيلية القصيرة: ان البدوي الذي يتنقل في الصحراء ويسيح فيها لابد له أن ينتمي الى رئيس قبيلة، ويدخل تحت حمايته، كي ينجو من شر الاشقياء، وينجز اشغاله ويتدارك حاجاته، وإلاّ فسيبقى وحده حائراً مضطرباً أمام كثرة من الاعداء، ولا حد لها من الحاجات. وهكذا.. فقد توافق ان قام اثنان بمثل هذه السياحة؛ كان احدهما متواضعاً، والآخر مغروراً، فالمتواضع انتسب الى رئيس، بينما المغرور رفض الانتساب. فتجولا في هذه الصحراء.. فما كان المنتسب يحل في خيمة إلا ويقابل بالاحترام والتقدير بفضل ذلك الاسم وإن لقيه قاطع طريق يقول له: ((إنني اتجول باسم ذلك الرئيس)).. فيتخلى عنه الشقي. اما المغرور فقد لاقى من المصائب والويلات ما لا يكاد يوصف، اذ كان طوال السفرة في خوف دائم ووجل مستمر، وفي تسوّل مستديم، فأذلّ نفسه واهانها. فيا نفسي المغرورة! إعلمي!.. انك انتِ ذلك السائح البدوي. وهذه الدنيا الواسعة هي تلك الصحراء. وان ((فقرك)) و ((عجزك)) لاحد لهما، كما ان اعداءك وحاجاتك لا نهاية لهما. فما دام الأمر هكذا؛ فتقلدي اسم المالك الحقيقي لهذه الصحراء وحاكمها الأبدي، لتنجي من ذُلّ التسول امام الكائنات، ومهانة الخوف امام الحادثات. نعم! ان هذه الكلمة الطيبة ((بسم الله)) كنز عظيم لا يفنى ابداً، اذ بها يرتبط((فقرك)) برحمة واسعة مطلقة أوسع من الكائنات، ويتعلق ((عجزك)) بقدرة عظيمة مطلقة تمسك زمام الوجود من الذرات الى المجرات يتبع .. إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - داعية السلام مع الله - 06-07-2006 ( 1 ) معظم كلام الشيخ عبارة عن حكايات رمزية وحكم قصصية لسببين : 1- لأن هذه هي طريقة القرآن 2- ولكي نستطيع فهم كلامه أو مقصد كلامه كما ينبغي . فمثلا : قد افتتح الشيخ رسائله بهذا المثال الجميل : قال الشيخ رحمه الله : أيها الأخ! لقد سألتني بعض النصائح، فها أنذا أسدي اليك بضع حقائق ضمن ثماني حكايات قصيرة، فاستمع اليها مع نفسي التي أراها احوج ما تكون الى النصيحة، وسأوردها لك بأمثلة عسكرية لكونك جندياً، فلقد خاطبتُ بها نفسي يوماً خطاباً مسهباً، في ثماني كلمات * أفدتها من ثماني آيات كريمات، اذكرها الان لنفسي ذكراً مقتضباً، وبلسان العوام، فمن يجد في نفسه الرغبة فليُلق السمع معنا .. الكلمة الأولى : ((بسم الله)) رأس كل خير وبدء كل أمر ذي بال، فنحن أيضاً نستهل بها. فيا نفسي إعلمي!* ان هذه الكلمة الطيبة المباركة كما أنها شعار الإسلام، فهي ذكر جميع الموجودات بألسنة أحوالها. _________________ * هذه طريقة الشيخ دائما أنه كأنه يخاطب نفسه لا الآخرين في رسائله . فان كنت راغبة في إدراك مدى ما في ((بسم الله)) من قوة هائلة لا تنفد، ومدى ما فيها من بركة واسعة لا تنضب، فاستمعي الى هذه الحكاية التمثيلية القصيرة: ان البدوي الذي يتنقل في الصحراء ويسيح فيها لابد له أن ينتمي الى رئيس قبيلة، ويدخل تحت حمايته، كي ينجو من شر الاشقياء، وينجز اشغاله ويتدارك حاجاته، وإلاّ فسيبقى وحده حائراً مضطرباً أمام كثرة من الاعداء، ولا حد لها من الحاجات. وهكذا.. فقد توافق ان قام اثنان بمثل هذه السياحة؛ كان احدهما متواضعاً، والآخر مغروراً، فالمتواضع انتسب الى رئيس، بينما المغرور رفض الانتساب. فتجولا في هذه الصحراء.. فما كان المنتسب يحل في خيمة إلا ويقابل بالاحترام والتقدير بفضل ذلك الاسم وإن لقيه قاطع طريق يقول له: ((إنني اتجول باسم ذلك الرئيس)).. فيتخلى عنه الشقي. اما المغرور فقد لاقى من المصائب والويلات ما لا يكاد يوصف، اذ كان طوال السفرة في خوف دائم ووجل مستمر، وفي تسوّل مستديم، فأذلّ نفسه واهانها. فيا نفسي المغرورة! إعلمي!.. انك انتِ ذلك السائح البدوي. وهذه الدنيا الواسعة هي تلك الصحراء. وان ((فقرك)) و ((عجزك)) لاحد لهما، كما ان اعداءك وحاجاتك لا نهاية لهما. فما دام الأمر هكذا؛ فتقلدي اسم المالك الحقيقي لهذه الصحراء وحاكمها الأبدي، لتنجي من ذُلّ التسول امام الكائنات، ومهانة الخوف امام الحادثات. نعم! ان هذه الكلمة الطيبة ((بسم الله)) كنز عظيم لا يفنى ابداً، اذ بها يرتبط((فقرك)) برحمة واسعة مطلقة أوسع من الكائنات، ويتعلق ((عجزك)) بقدرة عظيمة مطلقة تمسك زمام الوجود من الذرات الى المجرات يتبع .. إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - داعية السلام مع الله - 06-07-2006 ( 1/2) ان الذي يتحرك ويسكن ويصبح ويمسي بهذه الكلمة ((بسم الله)) كمن انخرط في الجندية؛ يتصرف باسم الدولة ولا يخاف أحداً، حيث انه يتكلم باسم القانون وباسم الدولة، فينجز الاعمال ويثبت امام كل شئ. وقد ذكرنا في البداية: ان جميع الموجودات تذكر بلسان حالها اسم الله، اي انها تقول: ((بسم الله)).. أهو كذلك؟ نعم! فكما لو رأيت ان أحداً يسوق الناس الى صعيد واحد، ويرغمهم على القيام بأعمال مختلفة، فانك تتيقن ان هذا الشخص لا يمثل نفسه ولا يسوق الناس باسمه وبقوته، وانما هو جندي يتصرف باسم الدولة، ويستند الى قوة سلطان. ( قلت أنا داعية السلام: كما يقول الضابط حين يريد تنفيذ مهمته : بوليس ! فهو لايعبر عن شخصه هو وانما عن انتمائه الى قوة أكبر منه هو منتسب لها ومفتخر بهذا الانتساب ) . فالموجودات ايضاً تؤدي وظائفها باسم الله؛ فالبذيرات المتناهية في الصغرتحمل فوق رؤوسها باسم الله اشجاراً ضخمة واثقالاً هائلة. أي ان كل شجرة تقول: ((بسم الله)) وتملأ ايديها بثمرات من خزينة الرحمة الإلهية وتقدمها الينا.. وكل بستان يقول: ((بسم الله)) فيغدو مطبخاً للقدرة الإلهية تنضج فيه انواع من الاطعمة اللذيذة.. وكل حيوان من الحيوانات ذات البركة والنفع ـ كالابل والمعزى والبقر ـ يقول: ((بسم الله)) فيصبح ينبوعاً دفاقاً للّبن السائغ، فيقدم الينا باسم الرزاق ألطف مغذّ وانظفه.. وجذور كل نبات وعشب تقول ((بسم الله)) وتشق الصخور الصلدة باسم الله وتثقبها بشعيراتها الحريرية الرقيقة فيُسخَّر أمامها باسم الله وباسم الرحمن كل أمر صعب وكل شئ صلد!. نعم، ان انتشار الاغصان في الهواء وحملها للأثمار، وتشعب الجذور في الصخور الصماء، وخزنها للغذاء في ظلمات التراب.. وكذا تحمّل الاوراق الخضراء شدة الحرارة ولفحاتها، وبقاءها طرية ندية.. كل ذلك وغيره صفعة قوية على افواه الماديين عَبَدة الاسباب، وصرخة مدوية في وجوههم، تقول لهم: ان ما تتباهون به من صلابة وحرارة ايضاً لا تعملان بنفسيهما، بل تـؤديان وظائفـهما بأمر آمر واحد، بحيث يجعل تلك العروق الدقيقة الرقيقة كــأنها عصا موســى تشق الصخـور وتمتثـل أمر} فَقُلنا اضـرب بعصاك الحَجَر{ (البقرة:60) ويجعل تلك الاوراق الطرية الندية كأنها اعضاء ابراهيم عليه السلام تقرأ تجاه لفحة الحرارة: } يا نارُ كوني برداً وسلاماً....{ (الانبياء:69). فما دام كل شئ في الوجود يقول معنىً ((بسم الله)) ويجلب نِعَم الله باسم الله ويقدمّها الينا، فعلينا ان نقول ايضاً ((بسم الله)) ونعطي باسم الله ونأخذ باسم الله. وعلينا ايضاً ان نردّ أيدي الغافلين الذين لم يعطوا باسم الله. سؤال: اننا نبدي احتراماً وتوقيراً لمن يكون سبباً لنعمة علينا، فيا ترى ماذا يطلب منا ربنُّا الله صاحب تلك النعم كلها ومالكها الحقيقي؟ الجواب: ان ذلك المنعم الحقيقي يطلب منا ثلاثة امور ثمناً لتلك النعم الغالية: الاول: الذكر.. الثاني: الشكر.. الثالث: الفكر.. فـ ((بسم الله)) بدءاً هي ذكرٌ، و ((الحمد لله)) ختاماً هي شكرٌ، وما يتوسطهما هو ((فكر)) اي التأمل في هذه النعم البديعة، والادراك بأنها معجزة قدرة الأحد الصمد وهدايا رحمته الواسعة... فهذا التأمل هو الفكر. ولكن أليس الذي يقبّل أقدام الجندي الخادم الذي يقدّم هدية السلطان يرتكب حماقة فظيعة وبلاهة مشينة؟ اذن فما بال مَن يُثني على الاسباب المادية الجالبة للنعم، ويخصصها بالحب والود، دون المنعم الحقيقي! ألا يكون مقترفاً بلاهة أشد منها الف مرة؟ فيا نفس!! ان كنت تأبين أن تكوني مثل الاحمق الابله، فاعطي باسم الله.. وخذي باسم الله.. وابدأي باسم الله.. واعملي باسم الله.. والسـلام :redrose: إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - إبراهيم - 06-07-2006 شكرا لك أخي العزيز و أنا عندي مجلدات فخمة مذهبة من إحياء علوم الدين و هي عندي في غرفة المعيشة في الرف الأول على اليمين و هذا يدل لك على مكانته عندي مع أني أغضب منه في موقفه من ابن رشد و أجد نفسي طبعا منحاز لابن رشد، لكن لا عليك فأنا أسمع للطرفين و أتعلم. إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - داعية السلام مع الله - 06-12-2006 ابن رشد قد لمع نجمه وأفل نجم الغزالي لأن الأخير لم يترجم علوم أرسطو الأب الروحي الحقيقي للحضارة الغربية .. وأما ابن تيمية فيسفّه علم أرسطو في جانب الغيبيات ويصفه بالجهل مقارنة بعلم الانبياء .. ونحن اليوم عالة على الاعلام الغربي والحضارة الغربية ولانستطيع حتى هضم وتمييز تراثنا الا من خلال نظارة الاعلام والنقد الغربي .. ولازال العالم يختلف ولن يزال .. المهم ألا نجعل عواطفنا تمنعنا من الاستفادة ممن نعارضه في بعض المسائل مدعين أنه لايفقه شيئا ...ولا أظنك من هؤلاء . إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - داعية السلام مع الله - 06-13-2006 [SIZE=5]( 2 ) ان كنت تريد ان تعرف مدى ما في الايمان من سعادة ونعمة، ومدى ما فيه من لذة وراحة، فاستمع الى هذه الحكاية القصيرة: خرج رجلان في سياحة ذات يوم، من أجل الاستجمام والتجارة. فمضى احدهما وكان انانياً شقياً الى جهة، ومضى الآخر وهو رباني سعيد الى جهة ثانية. فالاناني المغرور الذي كان متشائماً لقي بلداً في غاية السوء والشؤم في نظره، جزاءاً وفاقاً على تشاؤمه، حتى انه كان يرى - أينما اتجه - عجزةً مساكين يصرخون ويولولون من ضربات ايدي رجال طغاة قساة ومن اعمالهم المدمّرة. فرأى هذه الحالة المؤلمة الحزينة في كل ما يزوره من اماكن، حتى اتخذت المملكة كلها في نظره شكل دار مأتم عام. فلم يجد لنفسه علاجاً لحاله المؤلم المظلم غير السُكر، فرمى نفسه في نشوته لكيلا يشعر بحاله، إذ صار كل واحد من اهل هذه المملكة يتراءى له عدواً يتربص به، واجنبياً يتنكر له، فظل في عذاب وجداني مؤلم لما يرى فيما حوله من جنائز مرعبة ويتامى يبكون بكاءاً يائساً مريراً. أمّا الآخر الرجل الربّاني العابد لله، والباحث عن الحق، فقد كان ذا أخلاق حسنة بحيث لقي في رحلته مملكة طيّبة هي في نظره في منتهى الروعة والجمال. فهذا الرجل الصالح يرى في المملكة التي دخلها احتفالات رائعة ومهرجانات بارعة قائمة على قدم وساق. وفي كل طرف سـروراً، وفي كل زاويـة حبـوراً، وفي كل مكان محاريب ذكر. حتى لقد صار يرى كل فرد من أفراد هذه المملكة صديقاً صدوقاً وقريباً حبيباً له. ثم يرى ان المملكة كلها تعلن - في حفل التسريح العام - هتافات الفرح بصيحة مصحوبة بكلمات الشكر والثناء. ويسمع فيهم أيضاً أصوات الجوقة الموسيقية وهي تقدم ألحانها الحماسية مقترنة بالتكبيرات العالية والتهليلات الحارة بسعادة واعتزاز للذين يساقون الى الخدمة والجندية. فبينما كان ذلك الرجل الاول المتشائم منشغلاً بألمه وآلام الناس كلهم.. كان الثاني السعيد المتفائل مسروراً مع سرور الناس كلهم فرحاً مع فرحهم. فضلاً عن انه غنم لنفسه تجارة حسنة مباركة فشكر ربه وحمده. ولدى عودته الى أهله، يلقى ذلك الرجل فيسأل عنه، وعن أخباره، فيعلم كل شئ عن حاله فيقول له: ــ ((يا هذا لقد جننتَ! فان ما في باطنك من الشؤم انعكس على ظاهرك بحيث أصبحتَ تتوهم أن كل ابتسامة صراخ ودموع، وأن كل تسريح واجازة نهب وسلب. عُد الى رشدك، وطهّر قلبك.. لعل هذا الغشاء النكد ينزاح عن عينيك. وعسى أن تبصر الحقيقة على وجهها الأبلج. فإن صاحب هذه المملكة ومالكها وهو في منتهى درجات العدل والمرحمة والربوبية والاقتدار والتنظيم المبدع والرفق.. وان مملكة بمثل هذه الدرجة من الرقي والسمو مما تريك من آثار بأم عينيك… لا يمكن أن تكون بمثل ما تريه أوهامك من صور)). وبعد ذلك بدأ هذا الشقي يراجع نفسه ويرجع الى صوابه رويداً رويداً، ويفكر بعقله ويقول متندماً: ــ نعم لقد اصابني جنون لكثرة تعاطي الخمر.. ليرضَ الله عنك؛ فلقد انقذتني من جحيم الشقاء. فيا نفسي! اعلمي ان الرجل الاول هو الكافر أو الفاسق الغافل فهذه الدنيا في نظره بمثابة مأتم عام، وجميع الاحيـاء ايتام يبكون تألماً من ضــربات الزوال وصفعات الفراق.. أما الانسان والحيوان فمخلوقات سائبة بلا راع ولا مالك، تتمزق بمخالب الأجل وتعتصر بمعصرته.. وأما الموجودات الضخام ـ كالجبال والبحار ـ فهي في حكم الجنائز الهامدة والنعوش الرهيبة.. وامثال هذه الأوهام المدهشة المؤلمة الناشئة من كفر الانسان وضلالته تذيق صاحبها عذاباً معنوياً مريراً. أما الرجل الثاني، فهو المؤمن الذي يعرف خالقه حق المعرفة ويؤمن به، فالدنيا في نظره دار ذكر رحماني، وساحة تعليم وتدريب البشر والحيوان، وميدان ابتلاء واختبار الانس والجان.. أما الوفيات كافة ـ من حيوان وانسان ـ فهي اعفاء من الوظائف، وانهاء من الخدمات، فالذين أنهوا وظائف حياتهم، يودّعون هذه الدار الفانية وهم مسرورون معنوياً، حيث انهم ينقلون الى عالم آخر غير ذي قلق، خال من اوضار المادة واوصاب الزمان والمكان وصروف الدهر وطوارق الحدثان، لينفسح المجال واسعاً لموظفين جدد يأتون للسعي في مهامهم.. اما المواليد كافة ـ من حيوان وانسان ـ فهي سَوقة تجنيد عسكرية، وتسلُّم سلاح، وتسنّم وظائف وواجبات، فكل كائن انما هو موظف وجندي مسرور، ومأمور مستقيم راضٍ قانع.. . وأما الاصوات المنبعثة والاصداء المرتدة من ارجاء الدنيا فهي إما ذكر وتسبيح لتسنم الوظائف والشروع فيها، أو شكر وتهليل ايذاناً بالانتهاء منها، أو أنغام صادرة من شوق العمل وفرحته.. فالموجودات كلها ـ في نظر هذا المؤمن ـ خدام مؤنسون، وموظفون أخلاّء، وكتبٌ حلوة لسيده الكريم ومالكه الرحيم.. وهكذا يتجلى من ايمانه كثير جداً من أمثال هذه الحقائق التي هي في غاية اللطف والسمو واللذة والذوق. فالايمان اذن يضم حقاً بذرة معنوية منشقة من طوبى الجنة.. اما الكفر فانه يخفي بذرة معنوية قد نفثته زقوم جهنم. فالسلامة والأمان اذن لا وجود لهما إلاّ في الاسلام والايمان. فعلينا ان نردد دائماً: الحمد لله على دين الاسلام وكمال الايمان.. |